السؤال: أخٌ يسأل عن عذاب القبر. هل عذاب القبر دائمٌ، أم هو ممتدّ حتّى تقوم السّاعة؟

السؤال:
أخٌ يسأل عن عذاب القبر.
هل عذاب القبر دائمٌ، أم هو ممتدّ حتّى تقوم السّاعة؟

الجواب:
قال الله تعالى :
{النّار يُعرضون عليها غُدوًّا وعشيًّا ويوم تقوم الّساعة أدخلو آل فرعون أشدّ العذاب} [غافر: ٤٦].

الآية واضحة، يعرضون عليها غُدوًّا وعشيًّا، فيعذبون وهم في القبور.
ولماذا نذهب إلى هذا، ونترك الأحاديث المتواترة الصّحيحة الصّريحة الواضحة الثّابتة عن رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- في إثبات عذاب القبر.

أحاديث إثبات عذاب القبر متواترة.
ما معنى متواترة؟

يعني: صحيحة كالقرآن، والحديث المتواتر حجيّته كحجيّة القرآن، مثل: عدد الرّكعات في الصلوات، الفجر ركعتان، والظهر أربع، والعصر أربع والمغرب ثلاث، والعشاء أربع، هذا حديث متواتر.
فحجيّة الأحاديث المتواترة لا ينازع فيها أحد، وأحسن من ألّف في أحاديث عذاب القبر الإمام الشّهير الكبير: أحمد بن الحسين البيهقيّ، الإمام البيهقيّ له كتاب مطبوع اسمه: “إثبات عذاب القبر”، ونصّ جماعة ممّن ألّف في التّواتر على أن أحاديث عذاب القبر متواترة.

هل أحادث عذاب القبر تفيد الدّيمومة؟
هذا أمرٌ ليس من شأني ولا من شأنك.
أحاديث عذاب القبر ثابتة وصحيحة والواجب علينا أن نؤمن بها.

واحدٌ يقول:
كنت أُلقي كلمة في مقبرة، وقال لي شاب: سمعت مقطعًا على اليوتيوب يشكّك في عذاب القبر، قلتُ: غدًا يموتُ وينظر، يموت ويعلم، هذا الذي يشكّك غدًا يموت ويعلم، يعلمُ عذاب القبر.

هل عذاب القبر دائم؟ (لا ندري)!

لكن علماؤنا يقولون:
– النّعيم والعذاب في الدّنيا أصالةً على البدن، وتبعًا على الرّوح.
يمكن للواحد أن يكون آكلًا أحسن أكل، وشارب أحسن شرب، وعنده أحسن ملابس، ويصيبه غمّ وهمّ، ويصيبه عذاب، هذا أمر تبعيّ، الدّنيا العذاب والنّعيم -فيها- على البدن وعلى الرّوح تبعًا.

– في القبر، العذاب والنّعيم على الرّوح أصالةً وعلى البدن تبعًا -إذا وجد-، إذا بقي البدن.

– في الآخرة (يوم القيامة بعد البعث)، النّعيم والعذاب على الرّوح والبدن، فهو أشدّ من النّعيم والعذاب في الدّنيا وفي البرزخ (القبر).

فعذاب القبر لا يوجد مانعٌ من أن يقبله العقل.
أنت نائمٌ بجانب زوجتك، وأنت نائمٌ تعذّب في المنام، وزوجتك ما رأت منامًا، وقد ترى منامًا يفرحها، هذا في الدّنيا في الأمور الملموسة المحسوسة.
فما الذي يمنع من عذاب القبر وقد جاء الخبر الصّحيح الصّريح في ثبوته؟

يقول لك: ما رأيت عذاب القبر ؟
لا يلزم.
من منّا رأى الصين؟
لرّبما اثنين أو ثلاثة، فهل أنّنا إذا لم نرَ الصّين أنّها غير موجودة؟

الشّيء الّذي لا نراه غير موجود؟
لا.
إذا كان الّذي لا تراه غير موجود؛ إذًا أنت لا تؤمن بالغيب.

والله مدح أقوام المؤمنين بأنّهم يؤمنون بالغيب، ورأس الإيمان بالغيب: الإيمان بالله، الله لا نراه وهو من الغيب، وكذلك يوم القيامة، وكذلك عذاب القبر، فلماذا نؤمن ببعض ونكفر ببعض، وكلّه ثابت في النّصوص الشّرعية.

لكن اليوم يريدون نشر الشّذوذ الجنسي؛ فيريدون إطفاء واعظ الله الّذي في القلب، إطفاء واعظ الله في القلب مع مخططّات اليهود في نشر المثليّة ونشر الشّذوذ الجنسي وما شابه لا يستقيمان ، فحتّى يبقى النّاس متوغلون في الدّنيا؛ ينسونهم الآخرة ويشككونهم.
العاقل ينبغي أن ينتبه الآن:
ما سبب انتشار الإلحاد هذه الأيام؟ يقولون: الإلحاد منتشر هذه الأيام.
ما سبب إنتشار الإلحاد؟
لا توجد نفس سويّة تقبل الإلحاد، ولا يوجد عقل سويّ يقبل الإلحاد!

الدّعاية لنشر الإلحاد من أجل الشهوات، الشّهوة وتد يثبّت الكفر، والإنسان متى كفر؛ مات في قلبه واعظ الله.
يجهدون ويحاربون أنفسهم، يُعَذَّبُونَ وهم يحاربون أنفسهم، ويتظاهرون بالإلحاد، و لكن واعظ الله -تعالى- في القلب قويّ، وبعض النّاس في لحظات يأتيهم واعظ الله -تعالى-؛ فيرجعون عن غيّهم.
فالله المستعان! ولا حول ولا قوة إلا بالله.
عذاب القبر ثابت، ولا نعرف هل عذاب القبر مستمرّ أم غير مستمرّ، لكن يوجد صمّام أمان في الموضوع، لا بد أن نختم بذكره، وصمّام الأمان في هذا الموضوع: أنّ الله عادل، الله لا يظلم أحدًا، وهو -سبحان وتعالى- أعدل العادلين.
هذا والله أعلم.✍️✍️

⬅ مجلس فتاوى الجمعة
١٩ – صفر – ١٤٤٤هـ
١٦ – ٩ – ٢٠٢٢م

↩ رابط الفتوى:

السؤال: أخٌ يسأل عن عذاب القبر. هل عذاب القبر دائمٌ، أم هو ممتدّ حتّى تقوم السّاعة؟

⬅ خدمة الدرر الحسان من مجالس الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان✍️✍️

📥 للاشتراك:
• واتس آب: ‎+962-77-675-7052
• تلغرام:
t.me/meshhoor