السؤال:
أخ يقول أنا أصلي الفجر ثم أعود إلى البيت وانشغل بالقراءة إلى بعد طلوع الشمس ثم أصلي الضحى في البيت، فهل لي نفس أجر الحج والعمرة؟
وفي نفس الباب جاءني سؤال.
أنا أجلس ما بعد الفجر إلى طلوع الشمس وينتقض وضوئي، فهل انتقاض وضوئي إن ذهبت للوضوء ثم إذا رجعت هل يذهب الأجر أم لا؟
الجواب:
هنالك فتوى جميلة، نقلها الإمام محمد بن عبد الرحمن السخاوي عن شيخه الحافظ ابن حجر خاتمة أمراء المؤمنين في الحديث، الحافظ ابن حجر صاحب فتح الباري.
والمسألة فتوى طويلة لكنها مهمة ومفيدة وجمع فيها السائل وهو من أهل العلم أحاديث فضل الجلوس بعد الفجر -وجلوسنا هذا بعد الفجر فيه من الأجور ما الله به عليم-.
يقول السائل الأحاديث الواردة في من قعد يذكر الله تعالى بعد صلاة الصبح حتى تطلع الشمس ثم صلى ركعتين منها ما عند الإمام الترمذي عن أنس رفعه إلى النبي صلى الله عليه وسلم:
من صلَّى الغداةَ في جماعةٍ ثم قعد يذكرُ اللهَ حتى تطلعَ الشمسُ ثم صلَّى ركعتيْنِ كانت لهُ كأجرِ حجَّةٍ وعمرةٍ . قال : قال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ : تَامَّةٍ ، تَامَّةٍ ، تَامَّةٍ. أخرجه الترمذي (586)،
وأخرج الطبراني من حديث أبي أُمامة مثله لكن قال: من صلّى صلاة الغداة -الفجر- وقال جلس وانقلب بأجر حجة وعمرة.
وعنده من حديث أبي أمامة وعتبة بن عبد السُلمي: مَن صلَّى صلاةَ الصُّبحِ في جماعةٍ ثمَّ ثبَت حتَّى يُسَبِّحَ اللهَ سُبْحةَ الضُّحى له كأجرِ حاجٍّ ومُعْتَمِرٍ تامٍّ له حَجَّتُه وعُمْرَتُه.
فافأد أن الصلاة المذكورة صلاة الصبح، فأخرج النفل المطلق وما كان لسبب آخر.
وكذا للإمام أحمد من حديث معاذ بن أنس رضي الله تعالى عنه: من قعدَ في مصلَّاهُ حينَ ينصرفُ من صلاةِ الصُّبحِ حتَّى يسبِّحَ رَكعتيِ الضُّحى لا يقولُ إلَّا خيرًا غفرَ لَه خطاياهُ وإن كانت أكثرَ من زبدِ البحرِ.
وفي رواية لأبي يعلى: وجبت له الجنة.
وفي رواية لابن أبي الدنيا من حديث أبي أُمامة: لم تَمسَّ جِلدَهُ النارُ أبَدًا.
هذه كلها في فضل الجلوس بعد الفجر.
ومثله عند البيهقي من حديث الحسن بن علي.
وأفاد بقوله: لا يقول إلا خيراً، دخول من أمر بالمعروف ونهى عن المنكر -ويلتحق به هذا المجلس-.
قال: ويلتحقُ به من أجاب سائلاً عن مسألة في حكم شرعي.
من جلس يذكر الله تعالى.
فنحن إن شاء الله الآن في هذا المجلس نذكر الله تعالى.
وكذلك من شفع شفاعة حسنة ونحو ذلك. ويمكن أن يدخل ذلك كله في ذكر الله.
وشرطه أن تقتصر على الحاجة من ذلك لما لابد منه بلا مزيد.
وعند أبي يعلى من حديث عائشة رضي الله تعالى عنها: قال قال صلى الله عليه وسلم: مَن صلَّى الفجرَ – أو قال الغَدَاةَ – فَقَعَدَ في مَقعدِهِ ، فلَمْ يَلْغُ بِشيْءٍ من أمرِ الدُّنيا ، ويَذكُرُ اللهَ حتى يُصلِّيَ الضُّحَى أربعَ رَكَعاتٍ ؛ خرج من ذُنُوبِه كَيومِ ولَدَتْهُ أمُّهُ لا ذَنبَ لَهُ.
وكذا من الوارد من فعله صلى الله عليه وسلم.
هذا المجلس إخواني من بعد الفجر لطلوع الشمس كان يجلسه رسول الله صلى الله عليه وسلم. والدليل:
ما ثبت في معجم الطبراني الأوسط عن ابن عمر قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا صلى الفجر لم يقم من مجلسه حتى تمكنه الصلاة.
يبقى جالس حتى يتمكن من الصلاة.
متى يتمكن من الصلاة؟
بعد طلوع الشمس.
والأصرح منه ما ثبت في صحيح مسلم من حديث جابر بن سمرة رضي الله تعالى عنه: كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا صلَّى الفجرَ تربَّعَ في مجلسه حتى تطلعَ الشمسُ.
بقي متربعاً حتى تطلع الشمس، أخرجه مسلم وأصحاب السنن الثلاثة.
أخرجه مسلم (670)، وأبو داود (4850)، والترمذي (585)، والنسائي (1357)، وأحمد (20968).
وللطبراني من حديث جابر في المعجم الكبير جلس يذكر الله تعالى حتى تطلع الشمس.
يقول إلى غيرها من الأحاديث في هذا المعنى قولاً وفعلاً لا نطيل بها لحصول الغرض، فهل يحصل هذا الثواب لمن قعد مُحدِثاً أو تخلل زمان بين مقعده ووضوءه، وهل يناله من طاف بعد الصلاة؟
فجواب الحافظ ابن حجر الذي نقله السخاوي لابدَّ للعبد أن يُفرِّغَ قلبه، وأن يُقبل على ربه بكُله وكُليته ويجمع نفسه وأن يجهد أن لا ينشغل بشيء إلا بذكر الله تعالى، وأن يحصل الخشوع، وأن يجاهد نفسه على الخشوع في هذا المجلس، فإن غلبته عيناه فحينئذ له أن يدفع هذه الغلبة وإن أحدث فله أن يذهب ويتوضأ ويرجع يبقى جالساً حتى تطلع الشمس.
الذهاب والإياب دون الجلوس ليس هو الأصل، يعني بعض الناس بعد الصلاة ما يجلس، يتحرك ذهابً وإيابً، هذا ليس الأصل.
الأصل أن تجلس وتقبل على الله عز وجل وأن تخشع وأن تجاهد نفسك على الخشوع.
إذا اضطررت للمشي أو تنام قم وامشِ، إذا اضطررت.
فهذا المجلس فيه الحياة وهذا مجلس فيه من الأجر ما الله تعالى به عليم.
⬅ مجلس فتاوى الجمعة
١٧ – ربيع الثاني – ١٤٤٤هـ
١١ – ١١ – ٢٠٢٢م
↩ رابط الفتوى:
⬅ خدمة الدرر الحسان من مجالس الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان✍️✍️
📥 للاشتراك:
• واتس آب: +962-77-675-7052
• تلغرام: t.me/meshhoor