السؤال: أخ يقول هل من كلمة عن الزلزال الذي حصل؟
الجواب: أسأل الله أن يعافينا وأن يعافي بلادنا وأهلنا واحباءنا، وأسأل الله أن يرحم الموتى ، وأن يجبر مصاب ذويهم، وأسأل الله جل في علاه أن يرحمهم رحمةً واسعة.
وإن ثبتَ لنا بعد حين أن هنالك مفقودين وماتوا مع الهَدَمْ وما استطاعوا إخراجهم فالواجب على المسلمين أن يصلوا عليهم صلاة الغائب -صلاة الجنازة-، وهذا يحتاج لوقت، فما زال للآن البحث يجري.
وجزى الله خيرًا كل من قدم شيئًا لصالح إخواننا المصابين في هذا الزلازل سواء في سوريا أو في تركيا ، وأسأل الله أن يحفظ بلادنا وبلاد المسلمين جميعاً عن هذه الزلازل.
هذه الزلازل ضارة، لكن المختصون يقولون : كلما بُكِرَ بها كانت أنفع، لما يتوقع من تأخرها من آفات لا تطاق، فيقولون تعجُلُّها فيه خير للبشرية وإن كان فيه ضرر ببعض الناس ، فالزلازل عند العلماء انحباس البخار في باطن الأرض، فلا بد أن تُسَّرب و أن تخرج تماماً مثل انحباس الغاز في البَطِن ، فخروجه مؤذي ولكن خروجه فيه فائدة لصاحبه، فالزلزال كانحباس الريح في بطن الإنسان، فإن خرج قالوا هذا فيه فائدة عامة.
الصالحون لا ينظرون إلى الأسباب، ولكن ينظرون إلى مُسببها، ينظرون إلى فعل الله عز وجل فيما يقع في كونه من كوارث، فهذه الكوارث أول ما وقعت وقد ثبت ذلك بالأسانيد الصحيحة في عهد عمر رضي الله عنــه، فلما رأى عمر أن الأرض قد زُلزِلَت فقال للناس: والله لإن عادت لا اساكنكم أبدا.
فالمؤمن ينظر إلى كل ما يقع وِفق ارادة المسبب، فالله يقول 🙁 وما نُرسِلُ بالآياتِ إلا تَخويفًا ) فالله يُرسل الآيات ليُخوِّفنا .
وذكر ابن أبي الدنيا أثر عمر رضي الله عنه الذي روته حفصة عنه عندما وقع الزلزال، ذكره في كتابه العقوبات ، وفي هذا إشارة إلى أن الزلازل إنما هي عقوبات من الله عز وجل.
ولذا قال بعض السلف عندما وقع الزلزال: إن الله يَستَعْتِبُكم، استيقظوا فالله يستعتبكم، الله يعتِب عليكم انتبهوا إلى افعالكم إن الله عز وجل يستعتبكم .
ولذا هنالك الصلاة في الزلازل صلاها عبدالله ابن عباس وأنس وهي صلاة الكسوف والخسوف، فكل آية لله سواءٌ كانت آية سماوية كالشمس والقمر عند كسوفهما أو آية أرضية كالزلازل فَتُسَنُ أن يصلى لها صلاة الكسوف والخسوف، تصلى ركعتان في كل ركعة ركوعان، وأن تكون الصلاة طويلة.
فإن قيل : العلماء المختصون في الزلازل لا ينصحون بالاجتماع تحت الأسقف وينصحون بالذهاب بالخلاء، قلنا نجمع بين الأمرين، نذهب لمكان فيه خلاء وفسيح ونتوقى، فنأخذ بالأسباب، -أسباب عدم الهلاك-، ثم نصلي ونفزع إلى الله عز وجل.
وقد أمر النبي صلى الله عليه وسلم بالتصدق والاستغفار عند صلاة الكسوف والخسوف ، وكذلك عند الكسوف والخسوف يُسن أن نكثر من الصدقات ، وأن نكثر من الاستغفار ، وأن نفزع إلى الله ، وأن نتوب إليه ، وأن نتفقد أحوالنا ، وأن نبتعد عن المعاصي ونتوب إلى الله عز وجل. هذا والله أعلم.✍️✍️
والله تعالى أعلم.
⬅ شرح صحيح مسلم.
9 -2 -2022 إفرنجي
↩ رابط الفتوى:
⬅ خدمة الدرر الحسان من مجالس الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان. ✍✍
⬅ للاشتراك في قناة التلغرام:
http://t.me/meshhoor