[ كيف تميز بين الكبائر وغيرها ؟ ]
وكل نهي في كتاب الله عز وجل فيه لعن أو وعيد أو حد أو وُصِـف بأنه كفر، ولو كان الكفر لفظيًا أو كان عمليًا ليس بمخرج من الملة، فهذه الأشياء كلها كبيرة من الكبائر.
فإذا أردتَ أن تميز بين الكبائر وغيرها، فانظر: فكل لعنٍ، وكل وعيد وتهديد بالنار، أو رتب الله عز وجل عليه إقامة حد في الدنيا، أو كان ذلك كفراً، أو فيه لعنٌ، فهذه الأشياء الأربعة هي حد الكبائر من الصغائر، على مباحث طويلة عقدية نابعة من أصول عقدية معروفة في كتب العقائد.
ولملمتُـها وجَهِـدتُ في لملتها في مقدمة نشرَتي لكتاب “الكبائر” للإمام الذهبي، علماً أن كتاب “الكبائر” للذهبي كتاب عزيز نظيف، فيه أسانيد صحيحة، والضعيف الذي فيه قليل محتمل التحسين.
وأما الكتاب الذي انتشر واشتهر على أنه للإمام الذهبي، فهذا كَذب النسبة إليه، وليس بصحيح النسبة.
والكتاب الذي طُبع في الطبعة الصحيحة أنا العبد الضعيف نشرت الكتاب، ونشره غيري من السوريين أيام حكم حافظ الأسد، ولما نُشر الكتاب حُذف منه ما يخص تكفير العلويين، والكتاب عن عَمد ناقص، فلما قابلت المطبوع بالمخطوط قلت: لا بد لنا من نشرة من الكتاب تليق به؛ فالإمام الذهبي إمام كبير.
كحال كتاب “الغُنية” لعبد القادر الجيلاني الإمام الحنبلي السلفي الكبير.
وكتاب “الغُنية” إلى الآن لم يُطبع كاملًا، وهناك فصل يقدَّر أن يكون في مَلزمة، وأعني بالمَـلزمة المعروفة في أعراف الناشرين مقدار 16 صفحة، فيها مَـلزمة عزيزة نفيسة جدًا عن الشيعة.
وطُبع كتاب “الغُنية” في العراق، وهي من أحسن طبعات كتاب الغُنية، وفي وقت الصلح مع إيران، ولذا ناشره لم يُؤذن له بالنشر إلا أن يحذف الملزمة.
وأنتم طلبة علم، انظروا للكتب الأُمَّات المهمات التي لها دوران بين طلبة العلم، وينبغي أن تعرفوا أحسن النسخ، وأن تعرفوا النسخ الناقصة.
ولما أرى كتابًا من الأُمَّات نشرته دار شيعية، أي دار إحياء التراث مثلًا، أخاف وأقول، وما زلت أقول، وأنا بنفسي ضعيف لا أستطيع أن أفعل: يا ليت تُقارَن هذه الطبعة، بالطبعات الأخرى للكتاب، حتى ننظر: هل تَـقصَّد هؤلاء في نشر هذا الكتاب حذف كلام معين منه أم لا؟!
فنحن طلبة علم، ونحن حُرَّاس التراث، وحُرَّاس العقيدة، وحُرَّاس الكتاب والسنة إن شاء الله، فلا بد أن نتقدم خطوات، ولا نبقى كسائر الناس، نحن طلبة علم، والواجب علينا كبير، وأرجو الله أن يعيننا على أداء هذا الواجب.
المصدر:
المحاضرة السابعة
فضيلة الشيخ مشهور حسن آل سلمان
نيل المرام في شرح آيات الأحكام
الدورة العلمية 27
التاريخ:
11 صفر 1447 هـ
5 أغسطس 2025 م✍️✍️
◀️ رابط الفتوى: