السؤال :
ما حكم قراءة الفاتحة على الأموات ، بعد صلاة الجنازة أو قراءة القرآن على الأموات ؟
الجواب:
أرجح الأقوال ما قاله الإمام الشافعي فيما نقل عنه ابن كثير في تفسير سورة النجم عند قول الله عز وجل:
{وَأَن لَّيْسَ لِلْإِنسَانِ إِلَّا مَا سَعَىٰ} [النجم : 39]
فنُقل عن الشافعي أن القرآن لا يصل للأموات، فحب الخير كان عند مَن قبلنا، والقرآن كان موجودًا، والأموات كانوا موجودين، ولم يُؤثر عن أحدٍ أبدًا أنه قرأ القرآن عن آخر.
وورد أثر واحد عن ابن عمر أنه أوصى أن تُقرأ خواتيم البقرة على رأسه أو على قبره، وهذا الأثر فيه رجل كذاب، فلم يثبت شيء في قراءة القرآن على الأموات.
والفاتحة دعاء، ويقول الإنسان بعد أن يمجد الله ويثني عليه:
{اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ (6) صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ … (7)} [الفاتحة : 6-7]
وهذا الذي مات إما اهتدى وإما لم يهتدِ، ، واللهُ أعدلُ العادلين، إنسان غني يأتي بألف قارئ يقرؤون القرآن عليه، فهل يسبق الصالح الفقير الذي لا يجد أحدًا يقرأ عليه!؟
فالإنسان عند الله بعمله، {وَأَن لَّيْسَ لِلْإِنسَانِ إِلَّا مَا سَعَىٰ} [النجم : 39]
أما عمل الابن فيُكتب في صحيفة أبويه دون أن ينوي ، كل عمل، يعمله الولد الصالح ؛ هو في صحيفة أبويه، قال تعالى:
{وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُم بِإِيمَانٍ أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَمَا أَلَتْنَاهُم مِّنْ عَمَلِهِم مِّن شَيْءٍ ۚ كُلُّ امْرِئٍ بِمَا كَسَبَ رَهِينٌ}
[الطور : 21]
وما ألتناهم : أي أنقصناهم.
المصدر:
فضيلة الشيخ مشهور حسن آل سلمان حفظه الله.
من اليوتيوب بعنوان
(لأول مرة ينشر الشيخ مشهور_بن_حسن_آل_سلمان 150- شرح مسلم)✍️✍️
◀️ رابط الفتوى:
السؤال : ما حكم قراءة الفاتحة على الأموات ، بعد صلاة الجنازة أو قراءة القرآن على الأموات ؟