[ “لو وضع كتاب القاضي عياض “مشارق الأنوار على صحاح الآثار” في كفة ووضع في مقابله الذهب في كفة أخرى، لرجحت كفة المشارق” ]

[ “لو وضع كتاب القاضي عياض “مشارق الأنوار على صحاح الآثار” في كفة ووضع في مقابله الذهب في كفة أخرى، لرجحت كفة المشارق” ]

قال رحمه الله، قوله: “ومعه الطلقاء” هو بضم الطاء وفتح اللام وبالمد، وهم الذين أسلموا يوم فتح مكة، وهو جمع طليق، يُقال ذاك لمن أُطلق من أسار أو وثاق، قال القاضي في المشارق: “قيل لمسلمي الفتح: الطلقاء؛ لمنّ النبي صلى الله عليه وسلم عليهم”.

“مشارق الأنوار على صحاح الآثار” ذكرت لكم أكثر من مرة، وهو من كتب القاضي عياض ، وقعت له فيه هنات، وهذه الهنات تكاد لا تُذكَـر، صوّبها ونقحها وهذبها ابن قرقول في كتاب “مطالع الأنوار”.

“المطالع” طُبع حديثًا، و”المشارق” طُبع قديمًا ثم طُبع حديثًا محققًا.

وكتاب “المشارق” وكذلك “المطالع” يعتني بالصحيحين وموطأ مالك، فكل لفظة وكلمة غريبة ومكان، وما ورد من روايات لأصحاب صحيح البخاري وروايات لأصحاب صحيح مسلم وروايات للإمام مالك في الموطأ، ذكر الخلاف فيها، قال فلان كذا، وقال فلان كذا، وقال فلان كذا، فالكتاب قالوا فيه، قال فيه غير واحد ممن عرَّف به، قالوا فيه: “لو وضع كتاب المشارق في كفة ووضع في مقابله الذهب في كفة أخرى، لرجحت كفة المشارق؛ لأن المشارق يعتني بالصحيحين، وما ترك شاردة ولا واردة إلا وضبطها، وذكر خلاف الرواة عن أصحاب هذه الكتب الثلاثة فيها، ووجَّهَ الخلاف أحيانًا بالتصحيح، وأحيانًا بالترجيح، وأحيانًا بتمشية القولين، وأحيانًا بالتنصيص على معنى كل رواية من هذه الروايات”، وهذا عمل شاق لا يقدر عليه إلا من ضبط الصحيحين وموطأ مالك.

وأصح كتب الإسلام على الإطلاق: الصحيحان وموطأ الإمام مالك.

فالطلقاء الذين أطلقهم النبي صلى الله عليه وسلم وعفا عنهم ولم يأسرهم، ولم يطلب الفدية مقابل إطلاق سراحهم، فهؤلاء يسمون الطلقاء.

وأما القواميس التي كتبها النصارى في تعريف الطلقاء فقد خبطوا خبط عشواء وأخطأوا، وبعضهم يتقصد الخطأ، كصاحب “المنجد” يتقصد الخطأ، وفصلت في هذا في بعض كتبي، وأظن أنه لا فائدة الآن من التفصيل.

المصدر:
شرح صحيح مسلم – فضيلة الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان.
التاريخ:
12 ربيع أول 1447 هـ
04 سبتمبر 2025 م✍️✍️

◀️ رابط الفتوى:

[ “لو وضع كتاب القاضي عياض “مشارق الأنوار على صحاح الآثار” في كفة ووضع في مقابله الذهب في كفة أخرى، لرجحت كفة المشارق” ]