[بعضهم يرى نفسه إمام المسلمين! ويتكلم في النوازل ، ويصوّب ويُخطّئ ويُضلِّل!]

[بعضهم يرى نفسه إمام المسلمين!
ويتكلم في النوازل ، ويُخطّئ ويُضلِّل!]

السؤال:
ذكرتم في الدرس لا ينبغي لطالب العلم أن يتصدر في الهواتف ووسائل التواصل، وأعرف أن قصدكم في النوازل وما يجعله من أهل العلم ، لكن أريد التنبيه إلى أن لا يستغله ؟

الجواب:
أنت أينما جلست، ووجبت لله عليك مقالة ، فالواجب عليك أن تقولها ، جلست مع أقوام من الأقارب، من الجيران، من الأصحاب، من الذين يعملون معك الذين لا يصلون، ما أحد يمنعك أن تدعوهم للصلاة.

فالشيء الذي أنت متيقنٌ عليه قله، لكن أن تتصدر ويصبح لك أتباع ومجموعات وتتصدّر في شيء وأنت لست أهلًا له، ريّح نفسك، ارتقِ، ارتقِ، ارتقِ، ثم بعد أن ترتقي ليكن لك الموقع اللائق بك.

انظر معي إلى شجرةٍ جذعها كبير، فالذين يلتفون حول الشجرة عدد كبير، وانظر إلى بقلةٍ، كم واحد حول البقلة؟!

فبعض الناس “بقول” جمع “بَقْلَة”، كان بعض العلماء يقول: “ما نحن إلا بَقْل حول نخلٍ طوال”.

والشجرة، كلما كبر جذعك وعمق فهمك واتسعت مداركك وأصبحت تعرف كيف العلماء يتعاملون مع المسائل، حينئذٍ تبدأ تنمو نموًا طبيعيًا حقيقيًا.

يعني ترون الإنسان لما يولد يولد بلا أسنان، فهل يعض؟!
والله بعض الناس بيولد وعمره في العلم قليل، ويعض ويرفس عجائب!

وبعضهم يرفس الكبار، والله بقرأ تعليقات على العبد الضعيف: “إيش هذا الجاهل؟”، هذا مش جاهل، هذا جاهلٌ وجاهلٌ أنه جاهل، جاهلٌ وجالسٌ يتصدر ، يقول لك: “هذا ليس موطنك”، أنت بقلة صغيرة، اعرف حالك، ما تكبر، برد عليك، وبعد ما يرد عليك يقول لك: “أنا أغلقت الردود” ، أنا ردي خلص معصوم، أنا رديت على فلان، ردي معصوم.

هذا جاهل وجاهل أنه جاهل، ويرى نفسه إمام المسلمين، ويتكلم في النوازل، في دماء المسلمين، والقضايا الكبار يتكلم فيها وهو جاهل، لما يطلق زوجته يأتيني إلى البيت يسأل عن الطلاق!

يَسأل عن الطلاق ويتكلم في دماء المسلمين، ويصوّب ويُخطّئ ويُضلل ويُخرج فلانًا من الحق، وفلانًا خرج من الحق!

يا رجل، أنت لا تعرف مسألة طلاق زوجتك!
عجيبة الناس!
عجيبة جدًا !

اعرف قدر نفسك، الله عز وجل يحب أن تتقدم في العلم ويحب أن تبدأ ضعيفًا ثم تقوى شيئًا فشيئًا، ثم إن كان مستواك العلمي وتبحرك في العلم أن تصبح إمامًا من المسلمين، كن إمامًا من المسلمين.

أما أنت جاهل عامل نفسك عالم، والله إنك مفضوح، وإن الله جل في علاه في سُنّته سيسخر لك من يفضحك ومن يحذّر منك ومن يعرّفك قدر نفسك، وأن تنزِّلَ نفسك مكانةً دون أن ترتفع عن هذا المكان، أسأل الله لي ولكم التوفيق.

المصدر:
البث المباشر – لدرس شيخنا شرح صحيح مسلم – فضيلة الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان – في مسجد ابراهيم الحاج حسن.

تاريخ:
12 سبتمبر 2025 م
20 ربيع أول 1447 هـ✍️✍️

◀️ رابط الفتوى:

[بعضهم يرى نفسه إمام المسلمين! ويتكلم في النوازل ، ويصوّب ويُخطّئ ويُضلِّل!]