[ أنتَ قلتَ كذا، “فأنتَ سروري” ، من أين هذا؟! يقول لك : هذا لازِم القول! ]

[ أنتَ قلتَ كذا، “فأنتَ سروري” ، من أين هذا؟!
يقول لك : هذا لازِم القول! ]

ولذا قرر العلماء أن لازِم القول ليس بلازم، ولازِم القول ليس بمذهب.

أنا أقول كلامًا تفهم منه بدلالات خفية شيئًا آخر، فتقول لي: “أنت قلت كذا، لازم كلامك كذا”، فأقول: “أستغفر الله، أنا ما قلت هذا”.

انتبه، انتبه!
كل المؤاخذات على شيخ الإسلام ابن تيمية التي أخذها عليه خصومه إنما هي باللوازم، وطولتُ في بيان هذا في كتاب “الأغاليط على شيخ الإسلام ابن تيمية”.

كل مؤاخذة على شيخ الإسلام ليست من كلامه، وإنما هي من اللوازم ،هو بشر، له كلام ولكلامه لوازم.

ليس فقط شيخ الإسلام، بل شيخ الإسلام قال: “كل عالِـم متناقض”

انتبه، انتبه!
بعض فقهاء الشافعية وما زال بعض المفتين يرددون هذا الكلام
وهذا منكر من القول وزور، يقولون: “الشافعي رحمه الله يجيز للرجل أن ينكح ابنته ، المسفوح من ماء الزنا”، يعني لو أن رجلًا نكح امرأة بالزنا فجاءت ابنة، فقالوا: “الشافعي يُـجوِّز أن ينكح الرجل ابنته من ماء الزنا” !
هذا لازم قوله، ومقامه أجل وأرفع عند الله عز وجل من هذه الشنيعة التي يستحيل أن تكون للإمام الشافعي.

وقلت لكم: الشافعي يقول: “الزواج عقد”، الأصل في الزواج عنده عقد، فوطء دون عقد ليس بزواج ، لأن عنده الزواج عقد، فهذا نكح بالحرام بالزنا من غير عقد، فالابنة ليست ابنته.

وما قال هذا ، هذا لازِم قوله!
فلازِم القول ليس بقول، فالشافعي بريء من هذا والإمام ابن القيم له تجليات في نقض هذا الكلام في كتابه “إعلام الموقعين”.

ورأيت شيخنا رحمه الله الألباني ذكر كلامه باختصار في تعليق له على “آداب الزفاف” أن هذا مستحيل أن يكون هذا كلام الشافعي.

إلى الآن بعض الناس يقول: “الشافعي يقول يجوز للرجل أن ينكح ابنته من الزنا” !
معاذ الله أن يقول الشافعي هذا!
هذا ليس قولُه، وإنما هذا لازِم القول.

لذا ابن تيمية لَما قال “كل عالِم متناقض” هل كان يريد أن يقلل من قيمة العلماء ؟
ماذا يريد؟
يريد أن يربط طالب العلم أمره بكتاب الله وسنة النبي صلى الله عليه وسلم، لا يتابع أحدًا غير معصوم، لا يتابع جهة غير معصومة، ما يأخذ كلام العلماء “قال الشافعي، قال مالك، قال أحمد، قال أبو حنيفة رحمهم الله تعالى جميعًا” كما تقول: “قال الله تعالى”، لا، هذا غير ذلك.

علماؤنا المرضيون نحبهم ونرجو الله أن نحشر معهم، لكن أقوالهم ليست كأقوال الوحي، لذا قال ايش؟ قال: “كل عالم متناقض”، والله كلامه صحيح “ثقيل” أنا أول ما قرأته ثقيل، ما ما ترك عالم ؟
صحيح ، الكلام المتناقض ليس الكلام الصريح، وإنما كلامه متناقض بجميع الدلالات.

لذا جميع الدلالات من الآيات التي شرحناها
إنما هي خاصة بايش؟
خاصة بـ”قال الله” بالآية، وخاصة بالحديث ، دون الآية والحديث لا تؤخَذ جميع الدلالات.

أنا خذ كلامي بالمنطوق، إذا أخذتَ دلالات أخرى غير المنطوق ليس لك ذلك، ليس لك أن تأخذ الدلالات التي أنا أقولها انتبه، انتبه، انتبه، مهمة جداً هذه !

جُل الخلاف بين العلماء في هذا الزمان أنهم يردون على لازم قولك، أنتَ قلتَ كذا، “فأنتَ سروري” من أين هذا؟!
يقول لك : هذا لازِم القول!

لازم القول ليس قولاً ، فلما يكون عالِم بوَّأه الله أن يقول كلمة، وله أتباع، وأن يكون غافلًا عن هذا ؛ يولِّد مشاكل لا أول لها ولا آخِـر.

فالآفة أن يتعلق الناس بأناس ما ينبغي أن يتعلق بهم، لا يَـعرِفون ولا يُـفرِّقون بين القول وبين لازم القول.

إذا كان هذا الكلام صحيح ؛ فيكون كل كلام الأحباش في الطعن في شيخ الإسلام ابن تيمية صحيح،
وهو ليس كذلك، لماذا ؟
تدرون لو أنا الآن طلبت أن أناقش حبشياً ، وعملنا مناظرة في هذا المسجد، وجاءنا حبشي نتناقش أنا وإياه عن شيخ الإسلام، تعرفون ماذا يفعلون؟
قبل ما نبدأ بالمناقشة؟ تعرفون ماذا يفعلون؟
الجواب: يأتون بكتب شيخ الإسلام وعليها علامات، ويأتون بكتب شيخ الإسلام لا تسعها هذه الطاولة، ويكون ارتفاعها أقل شيء متر ، ويفتح الكتاب ويقول: “ابن تيمية في كتاب كذا، صفحة كذا، جزء كذا”، ويقتطع الكلام عن سياقه
ويفهم الكلام على مراده هو ، وليس مراد شيخ الإسلام!

(وهات عاد هات خلِّص!)
وانظر كم من إنسان يغتر بكلامه!
لأنه فاتح الكتاب ويقرأ، فاتح ويقرأ، مقتطَع من السياق، مقتطَع من الكلام، وبينت هذا بتفصيل في كتاب “الأغاليط”.

تعبنا كثيراً في رد الشبه، والسبب عدم إحكام طرق الاستنباط إذا أنا بأقول عبارة دقيقة جدًا وأرددها كثيراً سواء بقلمي أو بلساني، وأقولها كثيراً كثيراً كثيراً، أقولها: “أهل الحق يضبطون طرق الإثبات ، وطرق الاستنباط”، كلمة سريعة صغيرة، لكن كلمة ترد على كل باطل.

طرق الإثبات:
كيف نثبت أن هذا حديث أم ليس بحديث؟ أو أن هذا من عند الله وحي أو ليس بوحي؟

أو طرق الاستنباط :
كل العبث الذي يجري في دين الله عز وجل إنما سببه عدم معرفة أحكام الإثبات وأحكام الاستنباط.

يستنبط هكذا من غير أي قاعدة، يتكلم ويتكلم بالشرع دون أن يدري.

المصدر :
الدرس التاسع – شرح مبحث العام والخاص في أصول الفقه – فضيلة الشيخ مشهور بن حسن
تاريخ:
9 سبتمبر 2025 م
17 ربيع أول 1447 هـ✍️✍️

◀️ رابط الفتوى:

[ أنتَ قلتَ كذا، “فأنتَ سروري” ، من أين هذا؟! يقول لك : هذا لازِم القول! ]