[ اليوم الرأي مـقدَّمٌ على النص!
مقـدمٌ على قال الله قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ]
ليس لك خيار فيما قضى الله عز وجل وقضى فيه رسوله صلى الله عليه وسلم، هكذا تنجو من الفتنة، أن تكون مع الأولين، وأن تفهم الدين بفهمهم، وأن لا ترد دين الله سبحانه وتعالى بعقلك ولا برأيك، أن ينشرح صدرك لما ورد في كتاب الله وفي سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، كما انشرح صدر أبي بكر في رحلة الإسراء والمعراج.
أبو جهل يقول لأبي بكر: قل: أبلغك ماذا يزعم صاحبك؟
قال: إيش بلغني؟ قال: ذهب الليلة الماضية، ذهب للأقصى وعُرج به للسموات السبع، قال: أنا صدقته في أكبر من هذا، فصدره انشرح، قال: لو جمعت قريشًا تخبرهم؟ قال: نعم أخبرهم.
ترى فتنة !
إذا حكمت عقلك فيما جرى في الإسراء والمعراج، والنبي صلى الله عليه وسلم غاب في المساء ورجع في الصباح، راح وذهب للأقصى وأم بالأنبياء وصعد للسموات السبع والتقى بالأنبياء، هذا إيش يحتاج؟
استسلام يحتاج إيمان، فتذكر أبا بكر لما تقرأ أحاديث الفتن وعضوا بالنواجذ.
وقلنا أهم شيء الدجال، الدجال معه نهر، معه جنة ونار، النبي صلى الله عليه وسلم يقول: جنته نار وناره جنة، لو الآن جاء الدجال
ودعا الناس إلى جنته وناره، أين تكون؟
والله فتنة في الحال، هل تدخل النار؟
نعم أدخل النار، لماذا أدخل النار؟ لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ناره جنة، وخبر ثابت صحيح.
فما ورد في الأخبار الثابتة الصريحة الصحيحة في أشراط الساعة الواجب أن تنشرح لها صدورنا وأن نؤمن بها على مراد قائلها، أما إذا أعملنا الرأي والعقل فمشكلة، طيب، الرأي يُعمل به أو لا يُعمل به؟
مسألة مهمة تحتاج لبحث، وبحثها بحثًا عجيبًا الإمام ابن القيم في مطالب كتابه” إعلام الموقعين”، وإعلام الموقعين من الكتب المهمة، وأنصح طلبة العلم أن يقرأوها.
يسر الله لي أن حققت
كتاب إعلام الموقعين وسبب تحقيقي للكتاب اتصل بي مرة الشيخ بكر أبو زيد رحمه الله، فقال لي: سمعت الشيخ الوالد ابن باز رحمه الله يقول: كتاب الإسلام إعلام الموقعين، والله استثقلت العبارة، كنت نظرت في إعلام الموقعين فقلت: أجرد، أقرأ الكتاب، فقرأته فوجدت العبارة صحيحة، فيسر لي أن قرأت، وحصلت عدة نسخ خطية من الكتاب وقرأته، وقابلت النسخ وقرأت الكتاب يعني 30 أو 40 مرة قرأت الكتاب، ووجدت فيه من الدرر والكنوز والمخبآت ما الله به عليم.
فابن القيم لما تعرض للرأي عقد فصلًا في ذم الصحابة والتابعين للرأي، ثم بعده عقد فصلًا في قول الصحابة والتابعين
بالرأي كقول ابن مسعود: “إنما أقول برأيي فإن أصبت فمن الله وإن أخطأت فمن الشيطان”، ثم وفّق بين قول من ذمّ الرأي ومن قال به من الصحابة والتابعين.
قال:
والرأي عند فقدان الدليل معتبر ولا يُلزِم، فكان الصحابة والتابعون لا يُلزِمون أحدًا برأي.
اليوم الرأي مقدم على النص!
مقدم على قال الله قال رسول الله صلى الله عليه وسلم.
ورحم الله أبا قلابة الجرمي، عبد الله بن زيد الجرمي، قال مقولة ما أجملها وما أهنأها وما أمرأها للسني وما أشدها على المبتدع، كان رحمه الله تعالى يقول:
“من قلت له: قال الله قال رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال لك: دع عنك هذا وهات العقل، قال: فاعلم أنه أبو جهل”، من قلت له: قال الله قال رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال لك: “دع عنك هذا وهات العقل”، قال: “فاعلم أنه أبو جهل”.
ثم قال: “من قلت له: قال الله قال رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال لك: دع عنك هذا وهات الذوق والوجد، أنا أريد الوجد والذوق كأصحاب الطرقيين”، فقال لك: “دع عنك هذا وهات الذوق والوجد”، قال: “فاطرحه واخُنقه واقرأ عليه آية الكرسي فإنه شيطان”.
رحمه الله، رحمه الله تعالى.
هل الآن يوجد في الأمة من يفهم الدين على غير فهم أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم؟
كثير كثير.
التحريف حاصل في الأمة، وأول من أصَّل التحريف علي بن أبي طالب رضي الله تعالى عنه إذ شاهد الخوارج الذين كفروه وخرجوا عليه، فكان يقول عبارة بليغة حسنة مليحة جامعة شاملة مهمة في قتاله للخوارج، كان يقول: “والله لأقاتلَنَّكم على تأويله كما قاتل النبي صلى الله عليه وسلم الكفار على تنزيله”.
لأقاتلنَّكم على تأويله كما قاتل رسول الله صلى الله عليه وسلم الكفار على تنزيله، النبي صلى الله عليه وسلم قاتل الكفار الذين ما آمنوا بالتنزيل، أما علي رضي الله تعالى عنه فكان يقاتلهم على التأويل الباطل.
المصدر:
الدورة الشرعية الثالثة للدعاة في اندونيسيا – منهج السلف في التعامل مع الفتن – المحاضرة الرابعة.
تاريخ:
29 جمادى الآخرة 1446 هـ
30 ديسمبر 2024 م✍️✍️
◀️ الرابط في الموقع الرسمي:
[ اليوم الرأي مـقدَّمٌ على النص! مقـدمٌ على قال الله قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ]