[ انتشار القتل من علامات الساعة ]
قال رحمه الله:
قوله صلى الله عليه وسلم: “ويُرى الرجل الواحد يتبعه أربعون امرأة يَلُذْنَ به من قلة الرجال وكثرة النساء” (الحديث رواه صحيح البخاري برقم 5231: يَتْبَعُهُنَّ خَمْسُونَ امْرَأَةً، ورواه صحيح مسلم برقم 2671: يَتبَعُه إحدى وثلاثون امرأة)، معنى “يَلُذْنَ به” أي: ينتمين إليه ليقوم بـحوائجهن ويذب عنهن، كقبيلة بقي من رجالها واحد فقط وبقيت نساؤها، فيلذن بذلك الرجل ليذب عنهن ويقوم بـحوائجهن ولا يطمع فيهن أحد بسببه.
قال فضيلة الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان حفظه الله:
نقول: “اللهم بك أعوذ وبك ألوذ”.
أي بك أحتمي وبك ألجأ، أي ألجأ إليك
يَلُذْنَ به أي: يَلجأن إليه.
قبيلة يموت رجالها ويبقى منها رجل أو عدد قليل، والنبي ﷺ أخبرنا في الأحاديث -اختلف العدد ورد ثلاثون ، وأربعون-.
يَلُذْنَ به ثلاثون أو أربعون برجل واحد من القبيلة.
إذا كنتم تذكرون قلنا: الرحم رحمان، رحم عام ورحم خاص.
① الرحم العام:
المسلم للمسلم رحم، المسلم في أقصى المشرق رحم للمسلم في أقصى المغرب.
② الرحم الخاص:
من ترثه ويرثك.
بنت عمك من رحمك الخاص ؟
ممكن، الأصل أن بنت العم ليست من الرحم الخاص، لكن إذا مات الرجال كلهم ولم يبق إلا أنت أقرب رجل ذكر لها، ترثها، دائماً أقرب رجل يرث، فهذا رجل ومعه ثلاثون امرأة، وعندهم أولاد، قد يكون لهم أولاد وقد لا يكون لهم أولاد، ما يكونوا بالغين، احتجنَ إلى من يحميهن ومن يَلجأن إليه، فهو يصبح رحم خاص، يصبح رحم خاص.
فالرحم الخاص يختلف باختلاف أحوال الناس، فلا يستطيع أحد أن يقول: الرحم الخاص هو فلان وفلان وفلان، ما يستطيع أحد أن يسمي، لكن يُربط بضابط عام، الضابط العام تقول: الرحم الخاص من ترثه ويرثك، وهذا يختلف من وقت لآخر ويختلف من زمان لزمان ويختلف من مكان لمكان ويختلف من شخص لآخر.
نعم،
قال رحمه الله:
وأما سبب قلة الرجال وكثرة النساء فهو الحروب والقتال الذي يقع في آخر الزمان، وتراكم الملاحم، كما قال صلى الله عليه وسلم: “ويكثر الهرج” أي: القتل.
قال فضيلة الشيخ:
الرجال يقلون وتكثر النساء بسبب المعارك، بـسبب كما ورد في الصحيحين فيما اجتزأ الإمام النووي عليه بقوله: “ويكثر الهرج” (الحديث في صحيح البخاري برقم 7062 و 6037، وصحيح مسلم برقم 2671).
هذه قطعة من حديث يقول فيها النبي صلى الله عليه وسلم: “يتقارب الزمان، وينقص العلم، ويُلقى الشُّحّ، ويَـكثر الهرج” (رواه صحيح البخاري برقم 7062 و 6037، وصحيح مسلم برقم 2671).
الهرج: القتل، وهو بـلـسان أهل الحبشة، الهرج هو القتل.
الفتن تبدأ بـنقصان العلم وبتواطؤ الناس فيما بينهم على الشح، وتتجلى الفتنة في أسمى مظهر لها بـالقتل، أن يَكثر القتل، والقتل ليس فقط قتل المسلمين لـلكفار، وقتل الكفار لـلمسلمين، وإنما ورد في حديث أبي موسى الأشعري عند الطحاوي وغيره: “أن يقتل بعضكم بعضاً” (أصله في صحيح البخاري برقم 7060 و 7061).
أن يقتل المسلمون بعضهم بعضاً، فانتشار القتل من علامات الساعة، لذا ورد في الحديث الصحيح:
أول فتنة وقعت بالإسلام، أي فتنة؟
قتل عثمان.
قتل عثمان رضي الله عنه أول فتنة في تاريخ الأمة، فالقتل تتجلى فيه الفتنة بأسمى صورة.
ما الذي يجعل الفتن بعيدة عنا؟
كثرة العمل الصالح، وجود البركة.
يتقارب الزمان إذا قَلَّت البركة في الأشياء والأوقات، وفي ظهور العلم الشرعي وتبعاته من العمل الصالح، ويُلقى الشح، فإذا بقي الأمر يتمادى، فحينئذ يَكثر الهرج.
المصدر:
البث المباشر – لدرس شيخنا شرح صحيح مسلم – فضيلة الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان.
تاريخ:
6 رجب 1445 هـ
18 يناير 2024 م✍️✍️
◀️ الرابط في الموقع الرسمي :