[ حفظ الله الدين بـعلماء الحديث من ناحية النقل ، وبـأئمة الفقهاء من حيث توجيه النقل ]
قال فضيلة الشيخ مشهور حسن آل سلمان حفظه الله:
فكما أن الله حفظ الدين بـعلماء الحديث من ناحية النقل، حفظ الدين -أيضاً- سبحانه وتعالى بـالأئمة الفقهاء من حيث توجيه النقل.
لذا، فالإنسان في عافية في دينه، وفي طريق النجاة، إن ضبط أمرين:
① الأمر الأول:
طرق الإثبات المعروفة عند علماء الحديث.
② والأمر الثاني:
طرق الاستنباط، استنباط الأحكام ، المعروفة عند أئمة الفقه.
والسعيد من طلبة العلم الذي كان قديماً يُرحَـل إليه، وإن كتب مؤلفًا، فمؤلفه الواحد أحب إلى طلبة العلم من أُلوف من غيره ممن اتسم بصفتين: الصفة الأولى: أنه عارف بالحديث ، والسمة الثانية: أنه عارف بطرق الاستنباط، بمعنى أنه جمع بين علمين: علم الحديث وعلم الفقه، وطبعاً مع الحديث التفسير (يعني القرآن)، الاستنباط، طرق الإثبات من الكتاب والسنة، وطرق الاستنباط من الطرق المعروفة عند أهل العلم.
فإذا بقيت في هذا، إذا كنت تسير في هذا الباب، فأنت هنيء، وأنا أنصح طلبة العلم أن يقرأوا رسالة بديعة لـ الخطيب البغدادي سمّاها:
“نصيحة أهل الحديث”.
نصح طلبة العلم المشتغلين بـعلم الحديث أن يشتغلوا مع الحديث بـالفقه.
اليوم هناك مناكدة كبيرة بين الفقه والحديث!
فالفقيه يعني يشتغل في طرق الاستنباط وهو لم يُـثبِت النصّ.
العلماء قديمًا، وكان شيخنا(الألباني) يردد هذه العبارة بكثرة، كان يقول رحمه الله: “اثبت العرش ثم انقش”، ثبِّت العرش ثم انقش، من أراد أن ينقش، ينبغي أن يكون الذي ينقش فيه ثابتًا.
إيش يعني؟
يعني قبل أن تبدأ بالانشغال بـالاستنباط، ينبغي أن تنشغل بأن هذا الذي تستنبط منه ثابت من شرع الله سبحانه وتعالى.
تنظر الآن إلى مؤلف من مؤلفات الإمام البيهقي، أو الحافظ ابن حجر، أو الإمام النووي، وانظر إلى مؤلفات من لا يعرفهم طلبة العلم ، هؤلاء لأن الله أكرمهم بأن عرفوا طرق الإثبات وطرق الاستنباط، مؤلفاتهم يُعضّ عليها بالنواجذ ويحرص طلبة العلم عليها حرصاً شديداً.
المصدر:
فضيلة الشيخ مشهور حسن آل سلمان حفظه الله.
درس ١٤ – مبحث العام والخاص
21 ربيع الآخر 1447 هـ
13 أكتوبر 2025 م✍️✍️
◀️ الرابط في الموقع الرسمي :
[ حفظ الله الدين بـعلماء الحديث من ناحية النقل ، وبـأئمة الفقهاء من حيث توجيه النقل ]