السؤال: شيخنا بارك الله فيك، قرأنا في سير بعض السلف من القرون المفضلة أنهم كانوا ينكرون على الأمراء ويغلظون عليهم صحيح؟
الجواب: بارك الله لي ولكم، وهذا الذي أدركنا عليه مشايخ أهل السنة أنهم عند الحُكَّام للناس، وعند الناس هم للحُكَّام.
العالم أمام الناس يحث الناس على طاعة أولياء الأمور و عدم الفوضى وعدم الخروج عليهم، ولا يصنع ذلك تأكُّلاً، لا من أجل الدنيا ولا من أجل المنصب، وإنما يصنع ذلك من أجل الله.
ولما يلتقي العالم الرباني بالحاكم فهو يذكره ويخوفه ويأمره بالعدل ويأمره بأن يضع الأشياء في نصابها.
فالعالم عند الناس للحاكم، والعالم عند الحاكم للناس، وهذا من إخلاصه وذاك من إخلاصه، والأول من حكمته والثاني من جُرأته، فيضع الجُرأة في محِلها وفي مكانها، ولا يسألون عن الدنيا.
كان المشايخ وما زالوا مشايخ أهل السنة، بيَّض الله وجوههم، والذي وضع الله لهم القبول بسبب زهدهم في الدنيا وإنشغال قلوبهم وتعلقها بالآخرة.
الشيخ الفوزان اليوم يسكن في بيت متواضع، الشيخ إبن عثيمين كان يسكن في بيت طين، ولا ينتبهون للدنيا.
الشيخ محمد أمين الشنقيطي لما كان يذهب ليشتري الغرض يحمل ما في جيبه ويضعه بين يدي البائع ويقول له: خذ نصيبك، ما كان يعرف الفئات النقدية، كل فئة ما قيمتها، يخرج ما في جيبه يعطيها للبائع ويقول خذ ما تريد.
ما كانوا ينشغلون في الدنيا أبداً.
ترك بعض الأمراء عند الشيخ إبن باز مبلغ ضخم جداً، كذا مليون، يقول الشيخ إبن باز: ما نمت، ما إستطعت أن أنام حتى رددته إليه.
فالعالم عند الناس للحاكم وللحاكم من أجل أن يقيموا الصلاة وأن يذكروا الله وأن يقطعوا دابر الفوضى، وأن يعيشوا بأمن وأمان، وهو عند الحاكم للناس، ولذا ما في داعي لأعضاء مجلس أمة يطلبون لك حقك، لست بحاجة لهذا الصنف، وعاش الناس دهوراً وقروناً على هذا الخير.
الحكام من بعد الخلفاء الراشدين الأربعة، ولما إنتقل الحكم و نستثني بعض الصحابة مثل معاوية رضي الله تعالى عنه، ثم بعد ذلك إنغمسوا في الدنيا، وقرون طويلة إمتدت والعلماء مع الحكام وليس مرادهم إلا الله وليس مرادهم الخروج عليهم والطعن فيهم والكلام عليهم.
المصدر:
شرح صحيح مسلم – فضيلة الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان حفظه الله.
15 جمادى أول 1447 هـ
06 نوفمبر 2025 م✍️✍️
◀️ الرابط في الموقع الرسمي :
