[ للذنوب أثر خطير على القلوب والشعوب ]

AUD-20251122-WA0002

[ للذنوب أثر خطير على القلوب والشعوب ]

قال فضيلة الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان حفظه الله:
إن من سنن الله التي لا تَتخلف عن أمة من الأمم أن الأمة المغلوبة تجاري الأمة الغالبة، وأن هويتها تكاد تضيع ولا تبين، فكما أن الضعيف يجاري القوي، والجاهل يجاري العالِم، والولد الصغير يجاري أبويه، فالذكر يجاري الأب، والأنثى تجاري الأم، فإن هذه سنة ليست خاصة بالأفراد وإنما تشمل الأمم، فالأمة المغلوبة تجاري الأمة الغالبة.

ولحكمة عظيمة استنبط أهل العلم من مجمل ما ورد من نصوص في كتاب الله، وسنن رسول الله ﷺ، استنبطوا مقاصد كلية للشريعة، فقالوا:
① من المقاصد الكلية للشريعة أن لا يتشبه المسلم بالكتابي.
② وأن لا يتشبه المسلم بالكفار.
③ وأن لا يتشبه المسلم بالحيوانات.
④ وأن لا تتشبه النساء بالرجال.
⑤ وأن لا يتشبه الرجال بالنساء.

فهذه مقاصد كلية جاءت بها الشريعة.

ولأنها مفقودة عند غيرنا، وقد أخبرنا ﷺ أننا سنتبع سَـننَ مَن كان قبلنا، فـ باتباعنا لسَـنَنِهم قالوا: اليهود والنصارى؟
فقال ﷺ: من، أي من غيرهم ،ففي الحديث (لَتَتَّبِعُنَّ سَنَنَ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ شِبْرًا بِشِبْرٍ، وَذِرَاعًا بِذِرَاعٍ، حَتَّى لَوْ سَلَكُوا جُحْرَ ضَبٍّ لَسَلَكْتُمُوهُ. قُلْنَا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى؟ قَالَ: فَمَنْ؟) [رواه البخاري ومسلم].

فإننا بِتنا للأسف من شدة ما نشاهد، باتت مشاعرنا جامدة، وكادت لعموم البلوى ألا تنكر كثير من القلوب كثيراً من المنكر، لأنه أصبح مألوفاً، بل للأسف عند بعض الناس بمجرد الإعلان عن حُكمه في الشريعة، وقد تكون بعض الأحكام مأخوذة من نص بدلالة صريحة، فالدليل صحيح والدلالة صريحة، ومع هذا فبعض القلوب منكوسة، ولا حول ولا قوة إلا بالله.

استجدت في حياة المسلمين بحكم أن الدنيا قرية، منذ احتكاك الغربي بهم إلى هذه الأيام التي يجهد فيها الكفار تضييع هوية المسلمين حتى في ألعاب أطفالهم، أرادوا العولمة المزعومة، واللعب له أثر في نفسية الإنسان، ولَما ذهب فريق من الباحثين من اليهود في دراسة حياة صلاح الدين : لماذا ظهر؟ وينبغي أن نجفف أسباب ظهوره مرة أخرى، مما درسوا في حياته الألعاب الشائعة في ذاك الزمن، والأمثال العامية التي كانت تروى على الألسنة، ودرسوا نداءات الباعة في الأسواق، ودرسوا كل شيء يخص الإنسان.

والناظر في حياة الغربي يجد أن الشياطين يلعبون بهم على وجه ظاهر.

تجد أن كثيراً ممن يُـدرَج تحت الموضة :
إنما أُخِـذ من مصادمة نص، ومن تحذير بليغ ثابت في عدة أحاديث على لسان رسول الله ﷺ، ولا ندري هل الشياطين الذين يروجون هذه المخالفات يعلمون، أم أن بينهم – أعني شياطين الإنس وشياطين الجن – ائتلاف واتحاد ومؤامرة خفية على أحكام الله عز وجل ؟!

هذا يؤثر على موقع الأمة بين سائر الأمم.

فنحن قوم، كما قالها عمر رضي الله عنه: (أعزنا الله بالإسلام فمهما ابتغينا العزة بغيره أذلنا الله) [أخرجه الحاكم في المستدرك وغيره].

نحن قوم إن كان الله معنا لا نبالي، فمن وجد الله ماذا فقد!!
ومن فقد الله ماذا وجد ؟!

والسلاح الفتاك في هذه الأمة الذي يبطش بها ويطمع عدوها بمقدراتها وخيراتها إنما هو عدم صلتها بالله بالذنوب والمعاصي.

فالذنوب لها أثر خطير، لا أقول على القلوب فحسب، بل أقول على القلوب والشعوب.

المصدر:
درس أحكام التجميل وبيان بعض مخالفات النساء فيه – الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان حفظه الله.
بتاريخ :
17 ربيع الأول 1435 هـ
18 يناير 2014 م✍️✍️

◀️ الرابط في الموقع الرسمي :

[ للذنوب أثر خطير على القلوب والشعوب ]