قال فضيلة الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان حفظه الله: ضِئْضِئِ هذا الرجل أي أصله، وهؤلاء من ذريته بقوا يتوارثونها، وفي هذا إشارة خفية إلى أن ألأخلاق، هل هي كسبية أم جبلية؟ مبحث اختلف فيه من كتب في الأخلاق من علمائنا. أخلاقي وأخلاقك وأخلاق الناس، هل هي أنت تكتسبها أم أنت جُبِلت عليها؟

AUD-20251122-WA0041

قال فضيلة الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان حفظه الله: ضِئْضِئِ هذا الرجل أي أصله، وهؤلاء من ذريته بقوا يتوارثونها، وفي هذا إشارة خفية إلى أن ألأخلاق، هل هي كسبية أم جبلية؟
مبحث اختلف فيه من كتب في الأخلاق من علمائنا.
أخلاقي وأخلاقك وأخلاق الناس، هل هي أنت تكتسبها أم أنت جُبِلت عليها؟

الراجح عند العلماء أن الأخلاق منها ما هو جِبِلِّي ومنها ما هو مُكتَسَب.
ولولا أن الخُلُق مُكتَسَب لما جاء الأمر بتحسين الأخلاق، فأمرنا الشرع أن نُحَسِّن أخلاقنا لأننا نستطيع ذلك. وكان ابن مسعودٍ يقول: *”إنَّ اللَّهَ قسمَ بينَكم أخلاقَكم كما قسَّمَ بينَكم أرزاقَكم…” من حديث (في صحيح الأدب المفرد برقم 209 )* ، وفي هذا إشارة إلى أنها جِبِلِّية.
والمسؤول عن وفد عبد قيس لما وفد الناس الى المدينة فتهافتوا وجاءوا على النبي ﷺ فتأنى وذهب واغتسل وتطيب ولبس أحسن ثيابه، فلما رآه النبي ﷺ أحبه وقال له: إن فيك خلتين يحبهما الله و رسوله الحلم و الأناة.
الحديث في سنن أبي داود برقم 5225: *”حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عِيسَى ابْنُ الطَّبَّاعِ ، حَدَّثَنَا مَطَرُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْأَعْنَقُ ، حَدَّثَتْنِي أُمُّ أَبَانٍ بِنْتُ الْوَازِعِ بْنِ زَارِعٍ ، عَنْ جَدِّهَا زَارِعٍ – وَكَانَ فِي وَفْدِ عَبْدِ الْقَيْسِ – قَالَ : لَمَّا قَدِمْنَا الْمَدِينَةَ فَجَعَلْنَا نَتَبَادَرُ مِنْ رَوَاحِلِنَا، فَنُقَبِّلُ يَدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَرِجْلَهُ. قَالَ : وَانْتَظَرَ الْمُنْذِرُ الْأَشَجُّ حَتَّى أَتَى عَيْبَتَهُ فَلَبِسَ ثَوْبَيْهِ، ثُمَّ أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ لَهُ : ” إِنَّ فِيكَ خَلَّتَيْنِ يُحِبُّهُمَا اللَّهُ ؛ الْحِلْمُ وَالْأَنَاةُ “. قَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَنَا أَتَخَلَّقُ بِهِمَا أَمِ اللَّهُ جَبَلَنِي عَلَيْهِمَا ؟ قَالَ : ” بَلِ اللَّهُ جَبَلَكَ عَلَيْهِمَا “. قَالَ : الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي جَبَلَنِي عَلَى خَلَّتَيْنِ يُحِبُّهُمَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ”*.
فهذا خلق جِبِلِّي، وأنت تنظر في نفسك وفي أخلاقك وأخلاق أولادك وأخلاق أبيك فتجد خُلقاً جِبِلِّياً.
والسعيد من استطاع أن يكتشف الخُلُق الجِبِلِّي الذي هو عليه ونَمَّاه في أولاده، لأنه هذا جِبِلِّي (سهل). هذا هكذا خُلق تعيش وتموت وما تعرف خُلُقك ولا على ماذا جُبِِلت، فأنت لست مربياً.
ولذا قال يوسف: *﴿وَاتَّبَعْتُ مِلَّةَ آبَائِي إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ مَا كَانَ لَنَا أَن نُّشْرِكَ بِاللَّهِ مِن شَيْءٍ….﴾ (يوسف: 38).*
وَاتَّبَعْتُ مِلَّةَ آبَائِي فأنت تعرف أن الخُلُق الجِبِلِّي مهم.
الشاهد ضِئْضِئِ هذا دلالة على أن هذا الخُلُق الذي فيه الشِّده وفيه الخروج هذا أمر متوارث بين هؤلاء الناس.
فبعض الأخلاق جِبِلِّية ويحتاج الإنسان حتى يتخلص منها إلى مجاهدة، *﴿وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا ۚ وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ﴾ العنكبوت(69)* . يحتاج صاحب الخُلُق الجِبِلِّي إلى مجاهدة زائدة.

المصدر:
شرح صحيح مسلم – فضيلة الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان حفظه الله.
15 جمادى أول 1447 هـ
06 نوفمبر 2025 م✍️✍️

◀️ الرابط في الموقع الرسمي :

قال فضيلة الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان حفظه الله: ضِئْضِئِ هذا الرجل أي أصله، وهؤلاء من ذريته بقوا يتوارثونها، وفي هذا إشارة خفية إلى أن ألأخلاق، هل هي كسبية أم جبلية؟ مبحث اختلف فيه من كتب في الأخلاق من علمائنا. أخلاقي وأخلاقك وأخلاق الناس، هل هي أنت تكتسبها أم أنت جُبِلت عليها؟