السؤال السابع عشر : هنالك من طلبة العلم من يتعلل بحديث كان ركوعه قريب من قيامه إلى أخر ه ،بمفارقة اﻹمام في المساجد ، علما بأن اﻹمام يصلي صلاة فيها اطمئنان ، وهو واحد من بين مصلين كثيرين ، ولا يفعل ذلك إلا هو ، فماذا نقول لمثل هذا الذي يدعي أنه على الحق وأن غيره صلاتهم ليست مطمئنة؟
أرأيت يا شيخنا لو أن أخانا أبا أحمد إمام هذا المسجد ركع بقدر قراءته في صلاة فجر الجمعة ثم قام سجد بقدر ركوعه وجلس بقدر قراءته ، فهل يعقل أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يفعل ذلك في صلاة الفرض؟
الجواب: أولا : ينبغي أن نفرق بين أمور ، ومن لم يفرق يظلم نفسه ويظلم غيره .
فرق بين المقدار الذي تقع فيه الطمأنينة وتكون فيه الصلاة صحيحة ،فهذا لا ينكر عليه ، وهذا يحرم شرعا أن تفارقه إن كنت مأموما، إذا كنت مأموما واﻹمام يركع ويقوم ويسجد بأقل حد من الطمأنينة، فالواجب الشرعي عليك أن تتابعه، ويحرم عليك أن تفارقه هذه المسألة الأولى .
المسألة الثانية: فرق بين الصلاة في البيت والصلاة في المسجد، واﻷصل في العبد في خلوته مع ربه-عزوجل أن تكون صلاته طويلة ،ولا تكون صلاته قصيرة.
اﻷمر اﻵخر: فرق بين مسجد السوق ومسجد الحي ، وهذا التفريق قال به اﻹمام أحمد -رحمه الله تعالى -،”فصلاة مسجد السوق ينبغي أن يراعي اﻹمام حاجة الناس ، وأن لا يطيلها، بخلاف صلاة الحي -اﻷحياء غير اﻷسواق-فالناس يكونون غالبا-الذين يصلون في مساجد اﻷحياء يكونون في ترفه، والذي مد القراءة عن غيرها هو عمر ،فالذي لايركع بمقدار قيامه ما خالف هدي السلف ، أي له إمام لكن الواجب عليه أن يطمئن، والأكمل في حقه أن يمد ركوعه بمقدار قيامه .
[نحن ] اليوم -لا نعاني من اﻷئمة من القراءة، الذي نعانيه من الأئمة في القراءة في صلاة السر، بعض اﻷئمة -ماشاء الله -لما يجهر يقرأ بتؤدة، يعطي الصلاة حقها في القراءة ،لكن إن صلى الركعتين السريتين كأنه يسابقك فلا يتمهل ،مايتأنى ما يعطيك المهلة لأن تقرأ أنت كما قرأ هو الفاتحة في الركعة اﻷولى والثانية ، كثير من اﻷئمة هذا حالهم ،ثم الذي نعانيه من كثير من اﻷئمة في ركوعهم وسجودهم وقيامهم من الركوع والاعتدال بين السجدتين : العجلة .
فاﻵن أصبح الموضوع [ليس] موضوع الكمال ،أصبح الموضوع موضوع تمام ، نحن نريد أن نصلي صلاة فيها تمام .
والله الذي يشعر بلذة الصلاة، ويعرف ماذا يقرأ، والله عزوجل يرزقه فهم ما يقرأ، وتدبر ما يقرأ، فإن الانسان في صلاته يكون الزمان قد توقف في حقه ، فكأنه ركب الزمان، يصبح حاله كأن الزمان أصبح متوقف .
لذا كان بعض السلف يصلي حتى الفجر ، يؤذن الفجر وهو لايشعر بهذا
“إِنَّ رَبَّكَ يَعْلَمُ أَنَّكَ تَقُومُ أَدْنَىٰ مِن ثُلُثَيِ اللَّيْلِ وَنِصْفَهُ وَثُلُثَهُ ”
انتبه معي جيدا للآية ، خصوصا من رزقه ربي عز وجل النحو ، قال : أَدْنَىٰ مِن ثُلُثَيِ اللَّيْلِ ُ .
[ثلثي] الليل أدنى أقل بقليل، ما قال : ونصفه ،أدنى من نصفه، قال:{ونصفه}
ماذا يعني ونصفه؟
يعني قيام نصف الليل ثابت .
تخيل أنه واحد يصلي نصف الليل، هذا بنص القرآن ،نصف الليل وما زاد النبي -صلى الله عليه وسلم -على إحدى عشرة ركعة، يصلى إحدى عشر ركعة بنص الليل،
نص الليل كم ساعة ؟
خمس إلى ست ساعات،خمس إلى ست ركعات إحدى عشر ركعة ،
الركعة كم؟
الركعة نصف ساعة .
تخيل صلاة ركعة بنصف ساعة
كيف يكون النصف ساعة في الركعة ؟
وهذا ليس ليلة ولا ليليتين ولا ثلاث، هذا عمر النبي -صلى الله عليه وسلم .
ولما ذكر [ثلثي] الليل قال أدنى بقليل من [ثلثي] الليل ثم لما [عطف] قال:{ونصفه وثلثه} يعني: الثلث أكيد والنصف أكيد، والنبي-صلى الله عليه وسلم كان يقوم الليل أحيانا أكثر من النصف وأقل من الثلثين، ماذا يعني الثلثين ؟
كم ساعة الثلثين؟
ثمان ساعات يصلي إحدى عشر ركعة ،يعني: الركعة ثلاثة أرباع الساعة، قرابة ثلاثة أرباع الساعة الركعة الواحدة ،ماذا يفعل هذا في ثلاثة أرباع الساعة؟
فأي قلب وأي بدن وأي حال لهذا الإنسان الذي له صلة مع الرحمن على هذا الحال؟
هذه عبادة النبي-صلى الله عليه وسلم- وأنا دائما أقول : الحمد لله الذي خلقنا وجعلنا في هذه اﻷزمنة المتأخرة ، ولم نكن في زمن رسول الله – صلى الله عليه وسلم-، بعض عوامنا لو صلى خلف النبي -صلى الله عليه وسلم- ركعتين لعله ارتد، وخرج من الملة بالكلية ، والنبي -صلى الله عليه وسلم- يقول في الحديث الصحيح: لكل قرن سابقون ، فنحن في هذا العصر نسابق عميان ، وعرجان ومقعودين، ومشلولين، فنسبق ،أما في العصر اﻷول بدك تسابق الصحابة ماذا تعمل حتى تسابق أولئك الناس؟
فمن رحمة الله بنا أن خلقنا في هذه الأعصار في هذه اﻷزمنة ،لكل قوم سابقون الناس غافلون ، اسبق يا رجل ، الناس جالسين والسباق قائم، اسبق، انشط ، سهل جدا السباق،اﻵن {والسابقون السابقون } لاتظن السابقون السابقون انقطعت ، لكل قرن سابقون -من فضل الله علينا-
نحن في هذا الزمن هذا السابق منا يحشر يوم القيامة مع السابق من أصحاب رسول الله-صلى الله عليه وسلم- هذه نعمة ما بعدها من نعمة ، والسبق اليوم ماذا بقي لنا غير الصلاة ؟
أوصدت كثير من أبواب الخير أمام كثير من الناس ولم يبق إلا القليل ،عند كثير من الناس لم يبق إلا الصلاة لكن النبي يقول عن الصلاة : “إذا صلحت صلح سائر عمله ، وإذا فسدت فسد سائر عمله” .
واحد[يصلي]وعنده ربا،واحد يصلي وزوجته متبرجة ، ويصلي ووضعه [منيل]صلاته خربانه [النص صريح] الصلاة ليست صحيحة ولا أقول أن صلاته باطلة أقول: ليست هي الصلاة الصالحة والتامة التي ينبغي أن يكون تمام الصلاح فيها ،فإذا صلحت صلح سائر عمله .
العمل سائره غير صالح،إذا الصلاة ليست على الحال التي ينبغي أن تكون وهي على الحال اﻷكمل واﻷتم فكيف على غير الحال ؟
غير الحال في مقدارها ، وفي كيفيتها، وفي وقتها، ( إِنَّ الصَّلاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ ) ، والله أصدق القائلين سبحانه وتعالى ، والله تعالى أعلم.
⬅ مجلس فتاوى الجمعة.
5 جمادى الآخرة 1438 هجري
2017 – 3 – 3 إفرنجيhttp://meshhoor.com/wp/wp-content/uploads/2017/03/س-17.mp3
↩ رابط الفتوى : http://meshhoor.com/fatawa/880/
◀ خدمة الدرر الحسان من مجالس الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان.✍✍