كيف نستفيد من أوقاتنا
في هذا الزمان ؟ ⏲
⏪ فضيلة الشيخ مشهور حسن آل سلمان حفظه الله ورعاه ⏩
◀ فتاوى الجمعة 25 –3 – 2016
? حقيقة داء العرب اليوم ، وهذه العبارة وجدتها للشيخ ( تقي الدين الهلالي) يرددها كثيراً في رسائله ، ولا سيما لأخيه (محمد العربي أبو منصور ) ، كان دائماً يزجره ويقول له : إياكَ وأن يُصيبك داء العرب .
↩ اليوم ، فداء العرب اليوم ( الكسل ) .
↩ اليوم داء العرب الكسل ، داء الناس اليوم الكسل ، الناس تشكو من الوقت وتُضيع الوقت ، وللأسف لم أرى زهداً في شيء كزهد الناس في أوقاتهم .
⏪ والله الذي لا إله إلا هو ، أنا أقول عن نفسي ، أني أخاف الناس وأخاف أن أجتمع معهم ، وان أنبسط مخافة أن يُصيبني ما أصاب الناس من داء تضييع أوقاتهم ، فبقدر استطاعتي ألجم نفسي أن لا أنبسط مع الناس ، وأن لا أنقطع عن كُتبي ومكتبتي ، لأنك أن رأيت أحوال الناس تستغرب جداً .
↩ جل الخير الذي عند الناس في العلم خاصة أماني ، يُحدث نفسه أنه راح أكون طالب علم ، طالب العلم ان لم يستفد من وقته لم يُفلح ، طالب العم يمتاز عن غيره ببخله في وقته ، فاذا رأيت طالب العلم بخيلاً بوقته فأعلم أنه طالب علم ، وانه جاد ، وأنه صادق .
⬅ إذا رأيت طالب علم يبذل وقته لمن هب ودب ، ولمن عرجَ ودرج ، ويمشي مع الناس ، ويشم الهواء ، ويروح جاهات ، ويروح يمين ويروح شمال ، فاعلم أنه زاهد بالوقت ، وزاهدٌ بالطلب .
⬅ طالب العلم لن يبز أقرانه ، ولن يتفوق عليهم إلا بحفظه لوقته ، فطالب العلم له حياته ، هو يعلم حقيقة ما كان يقول الحسن البصري رحمه الله ، وهو أحسن تعريف حضاري للإنسان ، وأسوأ تعريف للإنسان هو تعريف المناطقة حيث قالوا أن الإنسان حيوان ينطق ، فأحسن تعريف حضاري للإنسان قول الحسن البصري :
? ابن آدم إنما أنت أيام إذا ذهب يومك ذهب بعضك ، فانت أيام ، هذه الأيام استفد منها .
⏮ أنا اقول عن نفسي ولله الحمد استفدت كثيراً : علماً وخُلقاً ، وتربيتاً ، من شيخنا الألباني رحمه الله تعالى ، لكني أكثر ما استفدته منه رحمه الله تعالى من حرصه على وقته ، فالحرص على الوقت لا تعرفه إلا إن خالطت عالماً ، إن خالطت عالماً صادقاً تعرف أهمية الوقت ، وتعرف أهمية الحرص على الوقت .
⬅ طالب العلم ينبغي أن يحرص على الوقت ، أنظر للنبي صلى الله عليه وسلـم يقول : لا تزولا قدما عبدٍ يوم القيامة حتى يسأل عن أربع : عن عمره فيما أفناه ، وعن شبابه فيما ابلاه ، نصف الأسئلة عن الوقت ، تسأل عن عمرك فيما ابليت ، وعن شبابك فيما أفنيت ، فالشباب والعمر هما الوقت .
↩ لذا موضوع الوقت عند كثير من الناس يضيع هدراً ، والنبي صلى الله عليه وسلـم في صحيح البخاري يقول : نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس : الصحة والفراغ ، أن تكون صحيحاً سليماً ، أن تكون فارغاً ، والله أنك مغبون ، ما معنى مغبون ؟ يعني شيء ثمنه عشرة قروش تشتريه بعشرة دنانير يقول لك أنت غُبنت ، أن مغبون تشتريه بهذا السعر ، انت عندك صحة ، وعندك فراغ ، فلا تصرفها للقرآن وللسنة ، وأن تتعلم ، وأن تعبد الله تعالى ، أنت مغبون إن لم تستفد من وقتك ، والذي يقرأ تراجم العلماء يجد والله عجباً في المحافظة على الوقت .