إفاضة المال وكثرته من علامات الساعة، فقد ثبت في صحيح البخاري أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لعوف بن مالك الأشجعي، وكان متكئاً تحت قبة من أدم، فقال: يا عوف {أعدد ستاً بين يدي الساعة….}، فذكر الستة وذكر من بينها فقال: {وأن يعطى الرجل مئة دينار ويظل ساخطاً}، أما السمنة فقد ثبت ذكرها في الصحيحين من حديث عمران بن حصين رضي الله تعالى عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: {خيركم قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم}، قال عمران: لا أدري أذكر النبي صلى الله عليه وسلم بعد القرنين الثالث أم لا، قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: {إن بعدكم قوماً يقولون ولا يؤتمنون ويشهدون ولا يستشهدون وينذرون ولا يوفون ويظهر فيهم السمن}.
فالسمنة من علامات الساعة، وهي في الرجل دلالة على الترفه والتنعم وعدم إعمال للبدن.
وليس كل علامات الساعة حرام، فمن علامات الساعة مانحبه، كفتح بيت المقدس والقسطنطينية، والجامع بين علامات الساعة أنها أشياء لم تكن ولم تعهد في زمن الصحابة، فمنها الشيء المحمود ومنها الشيء المذموم.
ومن اللطائف أن الإمام الشافعي رحمه الله تعالى يقول: (ما رأيت في سمين خيراً قط إلا في محمد بن الحسن) فقد كان محمد بن الحسن سميناً وكان فطناً، فالسمن يظهر في آخر الزمان على حال لم يكن معروفاً في زمن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، والله أعلم.