السؤال الثالث أخ يقول كيف يقرأ العلماء عشر ساعات يوميا ولا يضجرون

http://meshhoor.com/wp/wp-content/uploads/2017/09/AUD-20170928-WA0039.mp3الجواب: القراءة عضلة مثل عضلة البدن مثل عضلة القدم وتحتاج أن تتدرب وأن تتمرن فأنت ممكن تستغرب من رياضي كيف يستطيع أن يفعل كذا وكيف يستطيع أن يقطع هذه المسافات.
بالمران والتمرس أصبح عنده هذا الأمر.
أنا بفضل الله عز وجل من منتصف الثمانينات إلى الآن اقرأ فوق العشر ساعات في اليوم إلا بعض الأيام المعدودة، وإذا ما قرأت هذه المدة أشعر بمرض وأشعر بتعب، أتعب وأتنكد وأمرض، يعني قواي، وأجد فيّ نشاط وقوة كلما أكثرت من القراءة يعني تصل القراءة إلى ١٤ ساعة و ١٦ ساعة، وقد تصل إلى زيادة من فضل الله عليّ، وأقول هذا من باب وأما بنعمة ربك فحدث، أجد نفسي في نشاط وهمة وقوة، فكالعضلة.
كيف الإنسان يتمرن بالقراءة؟
تبدأ بما تحب وتنتهي بما يفيد، يعني من أراد أن يحبب لنفسه القراءة فليبدأ بقراءة ما يحب، اقرأ ما تشتهيه نفسك ثم تنتهي بقراءة ما يلزم وبقراءة ما يفيد.
وأعجب كل العجب من إنسان لا يطلب العلم، وطلب العلم اليوم والانقطاع له أكثر ما يمكن أن يكون بالقراءة.
فكما يقول ابن أبي زيد القيرواني في كتابه {النوابغ والزيادات} ونقله عنه الشاطبي في الموافقات قال: *”كان العلم في صدور الرجال ثم أصبح في بطون الكتب ونقلت مفاتيح العلوم إلى صدور الرجال”*.
العلوم اليوم ليست في صدور الرجال، وإنما العلوم اليوم في بطون الكتب، والمفاتيح في صدور الرجال، ولذا لا يمكن أن تستغني عن القراءة.
قيل لعبدالله بن المبارك ألا تمل تبقى تقرأ؟
فقال -رحمه الله- : *”كيف يمل من كان النبي -صلى الله عليه وسلم- وصحابته جليسه.*
أنا لما اقرأ من أجالس.
أنا أجالس النبي صلى الله عليه وسلم والصحابة رضوان الله عليهم.
فقيل له: إلى متى تطلب وتقرأ؟
فقال: *لعل الحديث الذي فيه نجاتي لم يأتني بعد.*
فاسأل ربك أن يعلمك، وأن يحبذ إليك القراءة.
⬅ *مجلس فتاوى الجمعة.*
3 ذو الحجة 1438 هجري 2017 – 8 – 25 إفرنجي
↩ *رابط الفتوى:*
⬅ *خدمة الدرر الحسان.*✍✍
⬅ *للاشتراك في قناة التلغرام:*
http://t.me/meshhoor

السؤال الرابع والعشرون سؤال من جامعة العلوم التطبيقية نرجوا من شيخنا الفاضل أن…

 
 
الجواب : العُقولُ مُتفاوِتة ، والعُقولُ نِسبيَّة ، ولَو رَدَدْنا الأحاديثَ بِالعُقولِ ، فكلُّ حديثٍ لا تَفهَمُهُ فَهمًا صحيحًا تَردُّهُ !
مثلًا ابتُلينا بِرَجُلٍ في هذا الزمانِ وهُو قد تُوفّي – أسألُ الله أنْ يتجاوَزَ عنهُ – اسمُه ” جمال البنَّا ” أخو حسنْ البنَّا مُؤسِس الإخوان المُسلمين .
جمال البنَّا رجلٌ مُجرِم ؛ يَردُّ الأحاديثَ بِعقلِه بِجُرأة وقِحَة وسُوء أدب بطريقةٍ غريبةٍ ، المُشكلة في الفَهم ؛ لمَّا يكون فَهمُك َللأمر خطأ هُنا المُشْكِلَة ؛ مثلًا : في صحيحِ مُسلِم اذا مات ابن آدم ففي الحديث : ”  يَتْبَعُ المَيِّتَ ثَلاَثَةٌ ، فَيَرْجِعُ اثْنَانِ وَيَبْقَى مَعَهُ وَاحِدٌ : يَتْبَعُهُ أَهْلُهُ وَمَالُهُ وَعَمَلُهُ ، فَيَرْجِعُ أَهْلُهُ وَمَالُهُ وَيَبْقَى عَمَلُهُ ” ؛ فيقولُ جمال البنا المُسلِمون ليست عندَهم عُقول ! من يموتُ ويَتبعُهُ مالُه ! كيف تُصدِّق أنَّ هذا من قَوْل النَّبي !! استخدم العقل !
قال من يموت ويَتبعُهُ مالُهُ ! هذا جُنون !!!.
فهذا الرجل لا يميز أن أغلب أموالِ النَّاس قديمًا كان من الدَّواب، والنَّاس كانت تُدْفَن على الدَّواب ويتبَعُهُ مالُهُ ، لم يكن عندَهم أرصدة في البنوك ، والنَّبيُّ – صلَّى الله عليه وسلّم – يقولُ لِعَوْف بن مالك الأشجعيْ في صحيح البُخاري : ” يا عَوْف اعدُدْ ستًّا بين يديّ الساعة …( خصال ) ” فذَكَر النَّبيُّ – صلّى الله عليه وسلّم – من بينها : ” اسْتِفَاضَةُ الْمَالِ حَتَّى يُعْطَى الرَّجُلُ مِئَةَ دِينَارٍ فَيَظَلُّ سَاخِطًا ” ؛ يُعطى مئةُ دينارٍ ويظلُّ ساخطًا !!
لعلَّ المِئةَ دينارٍ في ذلك الزَّمان ما كُنتَ تجِدُها في جميع المدينة ! ما كان عندَهمْ أموال ، فالحافِظُ ابن حجرٍ العسقلاني في فتح الباري لمَّا عَرَّفَ المال ،
قال : السَّاكِتُ النَّاطِق ؛
قالوا: ما معنى السَّاكتُ النّاطق ؟
قال: السَّاكت أي الأرض والدُّور والنَّاطق هو الدَّواب
هذهِ هيَ أموالُهم ، أموال القَوْمِ ساكتٌ وناطق ؛ فالساكت هي الأراضي التي يزرعون ، والدُّور التي يسكنون ، والنَّاطِق هي الدَّواب التي يرْكَبُون ، فلمَّا تغيَّرَ طبيعةُ المالِ ، ولم يقتضي الإنسان بِالمُرادِ من المال  في زمنِ النَّبيِِّ -صلى الله عليه وسلّم – فقاسَ الحالَ على الماضي ؛ استشكلَ الحديث !!
فلو تَذَكَّرَ الحديثَ وحالُ المالِ ومعنى المال في الزَّمنِ الذي صدرَ فيهِ الحديث ، فالعقلُ لن يَرُدَّ الحديث ، فالعقْلُ يَرُدَّ الحديث أحيانًا بأسبابِ تَغيُّرِ الأحوالِ ، ولذا لا يجوزُ أن نُطلِقَ العَقْل ونَرُدُّ الأحاديثَ لأنها لا ترْكَبُ على عُقولِنا ، إذا كانت العِلَّةُ في عقلِك !! ماذا نفعلُ لك !!
المجنون هل يَتَّهِمُ عقلَهُ ؟ ، من الذي يَتَّهِمُ عقلَهُ ؟! أكْمَلَ الخلق الذي يَتَّهِمُ عقلَهُ ، لذا قَوْلُ عمر بن الخطّاب : اتَّهِموا رأيكُم على دينِكم ” ، دلالة على الكَمال في حقِّ عُمر ، هذا من مناقِبِ عُمر أن  تتَّهِم عقلك ، أمَّا النَّاس اليَوْم ما أسْهَل أن ( تَرُدَّ) الحديث ، لماذا تَرُدُّ الحديث ؟ لأنَّه هو فاهم الحديث والدِّين بشكل خاطِئ ، فهو فاهم الحديث خطأ .
التقيْتُ مرة مع شخص مُعتَزِلي مرَّة( هو أيضًا قد تُوفِّي ) في بعضِ المكتبات ، قالِ لي : أنتَ فُلان ، قلتُ لهُ : أنا فُلان ، فترَكني و ركَضَ وأتى بصحيحِ البُخاري ( جاءَ بالبُخاري بين يدَيْه ) فَهِمتُ منه ماذا يُريد !
قال : ما رَأيُك بهذا الكتاب ؟
قُلتُ : هذا كتاب فيهِ أحاديث صحيحة
قال: معْقول كُلُّ ما فيهِ صحيح ؟!
قلتُ: كل ما فيه صحيح .
قال: سأفتَحُ لكَ على أي حديث وسأردُّهُ ،
قلتُ : لماذا ترُدُّهُ ؟
قال : أنتم ليس عندَكم عُقول !! أنتم تَقْبلون بدون َعقل !! أمَّا أنا فأُفكِّر .
فسألتهُ : العقلُ واحدُ أم العقل نِسْبي؟
هل عقلُ النَّاس واحد !يعني لمَّا الأحاديث تُعرض على كُل النَّاس ، الكلُ يَرُد أم أُناس تَرُد وأُناس تَقبل ، العقل النِّسبي .
قلتُ لَهُ : أنا أقبل أن تَرُدَّ الحديث بعقلِ أهلِ الصَّنعة ، ليسَ بِعقلِكَ المُجرَّد ، عقْل أهلُ الصَّنْعة ، ما معنى عقْلُ أهلِ الصَّنعة ؟ أي عقل المُحدِّث .
أنا أسألُكم الآن ، يا من تَعرِفون لنا من عِلم مُصطلَحِ الحديثِ ، أليسِ عندَنا حديث في المُصطلح يُسمّى حديث  شاذ ويُسمَّى حديث مُنكر !! لمَّا جعلنا نوْعًا للحديث الشاذ ونوْعًا للحديثِ المُنكر ، وكِلاهُما من الأحاديثِ المُعلَّة ، لماذا حكَمنا على هذا بِأنّهُ شاذ أو بِأنّهُ مُنكر ؟ لِعَدَمِ مُوافقتهِ للعقْلِ الحديثي ، العقْل الحديثيْ كيفَ عرَفَ بأنّهُ شاذ أو مُنكر ؟
حديث خالفَ سائر الأحاديث نَرُدُّه ! لكن لا نُطلِق الأمر للعَنان هكذا ، فأنا لمَّ أرُدَّ الحديث بالعقْل ، العقْل الذي يَرُدَّ الحديث هو عقلُ صاحبِ الصَّنعة ، أنتَ في مِهنتك ، أتقبَلُ أن يأتي أحد ويعتدي على مِهنتَك ويخوض فيها ويقدح  ويتكلَّم فيها من لا يَعلَم ؟! غير مقبول ! غير مقبول أي إنسان إن كان معتوه أو مجنون ويتخيَّل شيئًا فأصبَحَ يَقبل ويَرُد هكذا ، وإلَّا ما أصبحَ لنا دين ، وإلَّا فَتحنا بابًا على المُشغبين المُلحدين بِأن يَطعنوا بكتابِ الله رب ِّالعالمين !!
هُنالِكَ بعض الآيات في كِتاب الله جلَّ في عُلاه عندَ بَعضِ العُقول لا تقبَلُها ، فإذا دخلتَ على السُّنَّة وفتحت البابَ واسِعًا بِأن تَرُدَّ الأحاديث في السُّنَّة ، فهذا مدعاةٌ لأن تَدخُلَ على الكتاب ( القرآن) وتقول هذهِ الآية لا أقبلُها وهكذا ! والله يقول : { وَإِذْ قُلْنَا لَكَ إِنَّ رَبَّكَ أَحَاطَ بِالنَّاسِ ۚ وَمَا جَعَلْنَا الرُّؤْيَا الَّتِي أَرَيْنَاكَ إِلَّا فِتْنَةً لِّلنَّاسِ وَالشَّجَرَةَ الْمَلْعُونَةَ فِي الْقُرْآنِ ۚ وَنُخَوِّفُهُمْ فَمَا يَزِيدُهُمْ إِلَّا طُغْيَانًا كَبِيرًا } [ الإسراء:٦٠] ، هل العقْل يَقبَل أن يكون هُناكَ شجرةً ملعونةً في النَّار !! شجرة في النَّار ، أَتُصدِّق ؟ نعم أُصدِّق ، لأنَّ الأمرَ مرَدُّه على قُدرةِ الله ، هل الله عاجز – جلَّ في عُلاه؟- وهو الذي قد أخبَرَني في كِتابِه – وأنا لا أشُك قيدُ أُنْمُلة أنَّ هذا الكلام من كلام الله تعالى – أنَّه يوجد شجرة ملعُونة في القرآن ، نعم، يوجد شجرة ملعونة في القرآن ، ولا تأكلها النَّار، طبعًا اليوْم العِلم يُفسِّرُ هذا ، اليوْم أنا رأيت بعض المشاهد في بعضِ النِّيران ، النَّار تبقى مع وجود الشَّجر ! بعض الزنادِقة في زمن شيخُ الإسلامِ ابن تيميِّة كانوا يضعون مواد، كانوا ينتَسبون للرِفاعيِّة ، فكانوا يضعونَ مواد على أبدانِهم تحُولُ دونَ وصولِ النَّار إلى الجلد ، وكانوا يدخلون النِّيران ويخرجون منها ، وكانوا يُغرِّرون حُكَّام بِلادِهم في ذلك الزَّمان ، ويَعتَقِدون أنَّهم أولياء لله وأنَّ علامةَ وِلايَتهم دخولُهم النَّار وأنَّ النَّار لا تَأكُلُهم ، فجاءُوا إلى شيخِ الإسلامِ ابن تيميِّة وتَحدُّوهُ ، فتَحدَّاهم وقالَ : أنا أدخلُ وأنتم تدخلون لكن قبلَها تغتسلون بِالماءِ الحار وبكذا وكذا ، ثُمَّ أنا أدخُلُ ، إن دخلتُم دخلتُ وراءكُم ، أمّا تُدلِّس وتُكذب على النَّاس وتضع على جِلدَك مواد وتدخُل النَّار وتقول : أنا وليُّ الله وأنتَ والعياذُ بالله زِنديق !! وأنت ترتَكِبُ المُحرَّمات وصاحب لِواط وصاحِبُ أكل الحشيش ( كانوا أكلة حشيش وأصحابُ لِواط ) ، معروفٌ عنهم ؛ يلُوطون بالصِّغار ويأكلون الحشيش ويقولون نحنُ أولياءٌ لله ، كيف أنتم أولياء لله !! كيف أنت وليٌّ لله وانت تفعلُ المُوبِقات !! أنتَ واضُع شيء على جِلدِك وتدخُلِ النَّار ، اغتسل بالماء الحار وأدخُل أنا وإياك ، فكانَ يقول شيخُ الإسلام لو دَخلوا لدخلتُ وراءهُم ، فالله لا يُضيِّعُ الصَّادق ، فالشَّاهد هُنا أنَّ لله حِكَم ؛ أنَّه مُمكن أشياء أنتَ لا تَقبلَها ، ولكن يوجد أشياء قد تكون مُشاهَدة ! كَمْ من شيءٍ تُشاهِدُهُ والعقلُ لا يُحيطُ بهِ ، قال تعالى : { وَلَا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِّنْ عِلْمِهِ إِلَّا بِمَا شَاءَ } [ البقرة :٢٥٥] ، والعقْلُ لا يُمكن أن يُحيطَ بهِ جميعُ حِكمِ الله سُبحانه وتعالى وأوامره ، فهوَ السَّيِّد سبحانه وتعالى ، فالعقلُ أمرٌ نِسبيٌّ والعقلُ ليسَ واحد ؛ عقلي ليس مثل عَقلُك ، ودائِمًا نقولُ فيما سَمِعناهُ من مشايِخِنا – رحمهم الله – أنَّ الله جلَّ في عُلاه لمَّا وزَّع الأرزاقَ ، لَمْْ يقبلْ أحَدٌ بِرِزقه ، ولمَّا وزَّع الله العُقول الكُلٌّ رَضيَ بِعقلِه ، حتى المجنُون يقول : يا سلام لو عقلِ النَّاس مثل عقلي ما حصَلَت مُشكِلة في الدُّنيا ، يعني المجنُون يرى عقلَهُ فوْقَ عُقولِ الخَلق ، فالكُل راضٍ بعقلِهِ ، ولكن الرِّزق لا يوجد أحد راضٍ برزقِهِ وإلى الله المُشتكى ، فإذا واحد يُريد أن يَجعلَ عقلَهُ حَكَمًا على دينِهِ وحَكمًا على رَبِّه فهذا خطأ ، الِعلمُ والعقلُ أيُّهما أفضل ؟ أيُّهما يُقدَّم على الآخر ؟ العِلم ،
ولِذا الشَّاعر يقول في أبيات جميلة في مُقارنَةً بينَ العِلمِ والعقلِ ) :
 
عِلْمُ الْعَلِيمِ وَعَقْلُ الْعَاقِلِ اِخْتَلَفَا
مَنْ ذَا الَّذِي فِيهِمَا قَدْ أَحْرَزَ الشَرَفَا
فَالْعِلْمُ قَـــــــالَ أَنَا أَحْرَزَتُ غَايَتُهُ
وَالْعَقْلُ قَــــالَ أَنَا الرَّحْمَنُ بيْ عُرِفَا
فَأْفْصَحَ الْعِلْمُ إفْصَاحَاً وَقَـــالَ لَهُ
بأَيِّنَا اللهُ فِيْ فُــرْقَــانِــــــهِ اِتَّـصَـفَـا
فَبَانَ لِلْعَقْلِ أَنَّ الْعِلْمَ سَــــيِّــدُهُ
وَقَبَّلَ الْعَقْلُ رَأْسَ الْـعـِلْـمِ وَاِنْصَرَفَـا
 
فالعِلْم مُقدَّم على العقْل ، فيا من يَرُدُّ الأحاديث أو الآيات بالعقْل ، أقولُ لكَ بإيجاز : العِلمُ مُقدَّمٌ على العقل ، قدَّم العِلم على العقل ، والعقل يغر صاحِبَهُ ، وكم من إنسان سبَبُ تعاسَتِهِ في دُنياه ذكاؤُه أو أنَّه يعتقِدُ أنَّه ذكي ، نسألُ الله أن يَعصِمُنا من كلِّ ضُرٍ ومن كلِّ شَرٍ .
 
مَجلِسُ فتاوى الجُمعة : 5 – 8 – 2016
 
↩ رابِطُ الفتوى :
 
http://meshhoor.com/wp/wp-content/uploads/2016/08/س-24.mp3◀ خدمةُ الدُّرَرِ الحِسان من مجالِسِ الشّيخ مشهور بن حسن آل سلمان .✍?

السؤال الخامس يقولون ابن تيمية مجسم ما معناه وهل يقول بذلك

http://meshhoor.com/wp/wp-content/uploads/2017/09/AUD-20170928-WA0040.mp3الجواب:
مشكلة العلوم، خصوصا فيما يخص شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله تعالى- المصطلحات!!
فشيخ الإسلام أتعبٙ علماءٙ زمانه، وأتعبٙ مٙن جاء بعده، رحمه الله.
وفٙهِم حقائق الأشياء، والعلوم عنده حقائق لا رسوم.
فالعلم ليس اصطلاح!!
ليس كلمات، وإنما فٙهم، ولذا قال من قال في ترجمته وأظنه ابن الوردي:
وقد تٙجسّٙر فخاض في مباحثٙ وحقائقٙ، جٙبُنٙ أهل عصره أن يخوضوا فيها.
فعلماء الأشاعرة يقولون:
الله ليس بِجِسم، بمعنى ( أن الله ليس بِمُرٙكّٙب ولا يٙقبٙل أن يٙتٙجٙزّٙأ ).
بعض ظالميهم وغير المنصفين منهم في هذا الزمان يأتي بكلام لشيخ الإسلام، يقول فيه:
( لا أقول: أن الله جسم أو ليس بجسم، وأقول: مٙن أطلق على الله أنه جسم فهو مبتدِع ).
فيأتون بقول لأئمتهم الكبار، بل لبعض أئمة الفقهاء، كالإمام النووي في “المجموع” -مثلاً-.
يقول فيه الإمام النووي:
( مٙن لم يقُل أن الله جِسم فهو كافر بالإجماع ).
فيأتي بكلمة شيخ الإسلام (أن لا أقول: أن الله جسم أو ليس بجسم ).
فيقولون:
( أن النووي يطلق الإجماع على تكفير ابن تيمية، فجميع علماء الأمة الملة يُكفِّرون ابن تيمية ).
ترتيب خبيث!!
ليس فيه إنصاف وليس فيه عدل!!
شيخ الإسلام يقول:
أنا لا أٙحكُم على الذي يقول على ربنا أنه جِسِم -إلا إذا فٙهِمتُ مراده-.
شيخ الإسلام يقول:
( أنا أُطلِقُ على مٙن يقول إن الله جِسمٌ؛ بأنه مبتدِع، ولا أُكٙفِّرُه ).
وأقول له:
( ما مرادك بالجِسم ؟
وأُطلِق الحكم بناء على مراده، فإن قال: إن الله مُركّٙبٌ ويٙقبٙلُ التّٙجزُّء؛ فهذا أٙكْفٙرُ عندي من النصارى الذين يقولون: إن الله ثالث ثلاثة ).
لكن يقول -أي ابن تيمية-:
( أنا لا أوافِق أنّٙ معنى الجِسم هو التركيب، لأن هذا المعنى غريب على اللغة ).
( ومعنى الجسم عندي:
أن الذي يشار إليه يقال عنه في العربية جسم ،
وقال بهذا جٙمعٌ من أئمة اللغة العربية .
فإذا كان الذي يشار إليه يقال جسم فالله بشار إليه
،النبي -صلى الله عليه وسلم- كان يرفع يديه إلى السماء، ويقول إيش؟
الجواب: ” اللهم إني قد بلغت،فاشهد “.
-هذه إشارة-، فأنا لا أُثبِت الجسم، ولا أنفي الجسم، وأقول في حق مٙن أثبته، أو في حق مٙن نفاه:
إنه مبتدِع.
وأحكم على مٙن قال( إن الله جسم ):
على حسب مراده، ولا أٙحكُمُ عليه بِمجرّٙد لفظه.
فإذا أذِن الشرع لي أن أُكفِّر هذا المراد -هذا المعنى وأن أُكفِّر القائل به-؛ كٙفّٙرتُه.
وإن لٙم يأذن لي؛ قلتُ:
( سٙمّٙى الله بِاسمٍ لٙم يٙرِد في كتاب ولا في سُنة ).
فهذا هو الابتداع.
هذه خلاصة كلام شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله تعالى- عليه، والكلام طويل.
 
⬅ *مجلس فتاوى الجمعة.*
٢ محرم ١٤٣٩ هجري ٢٢ – ٩ – ٢٠١٧ إفرنجي
↩ *رابط الفتوى:*
⬅ *خدمة الدرر الحسان من مجالس الشيخ مشهور بن حسن. آل سلمان.*✍✍
⬅ *للاشتراك في قناة التلغرام:*
http://t.me/meshhoor

السؤال الثاني والعشرين سمعت الشيخ الألباني رحمه الله يصحح حديث صلاة التسابيح وقد…

الجواب: لا يوجد تعارض هذا له اجتهاد وهذا له اجتهاد ، لا يجوز أن تُوفق بين قولين لعالمين مختلفين فالتوفيق يطلب اذا صدر من مصدر واحد ، فخطأ أن تقول كيف نوفق ولكن ينبغي أن تسأل أيهما أرجح ـ أي القولين أرجح ، فأنا إذا قررت شيء وعالم آخر قرر شيء آخر فلا يتضارب بين قولينا هذا رأي وهذا رأي والموضوع موضوع هل هذا حديث حسن أم لا ، وممن صحح حديث صلاة التسابيح فيما ذكر الخليلي في الإرشاد الإمام مسلم بن الحجاج وهذا شيء يغفل عنه كثير من الناس وذكر الحافظ ابن حجر في أجوبته على مشكاة المصابيح المطبوع في آخر الجزء الثالث أن الإمام أحمد لما سمع بعض أسانيد صلاة التسابيح مشاها فيقول الحافظ ابن حجر فتراجع عن القول بمنعها ، ولكن اشتهر عند الحنابلة القول السابق للإمام أحمد ، ومن أشهر كتب الحنابلة على الإطلاق التي ذكرت بدعية صلاة التسابيح المغني للإمام ابن قدامة المقدسي فاشتهر عند الحنابلة المتأخرين أن صلاة التسابيح صلاة لا تثبت وقد أفرد طرقها بجزء الإمام الدارقطني علي بن عمر بن الحسن وكذلك أحمد بن علي بن ثابت الخطيب البغدادي فأثبت أيضا له كتاب اظن ذكر فيه اقل من اربعين طريق في جزء في طرق حديث صلاة التسابيح وخدمه بعض اخواننا ويسر الله لي أن كتبت مقدمة طويلة في أحكام صلاة التسابيح ، فصلاة التسابيح إن شاء الله تعالى حسنة والله تعالى اعلم .
مجلس فتاوى الجمعة ١٣-٥-٢٠١٦
رابط الفتوى :
خدمة الدرر الحسان من مجالس الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان.✍?

السؤال الخامس هناك رجل حليق ومسبل ويشتم علماء الأمة ولكنه عنده علم التجويد يتقنه فهل…

http://meshhoor.com/wp/wp-content/uploads/2017/07/AUD-20170713-WA0000.mp3الجواب: هذا السؤال بارك الله فيك .
إن هذا العلم دين فلينظر أحدكم عمن يأخذ دينه قاله ابن سيرين في ما أخرجه الإمام مسلم في مقدمة الصحيح، فإن وجدت غيره ممن يعلمك التلاوة والتجويد فمُهم، فتتركه وتأخذ من صاحب الدين، والمشايخ يؤخذ منهم العلم ويؤخذ منهم الهدى والسمت، يؤخذ منهم اللحظ، فتاريخ الأمة فيها علم موروث وفيها خلق موروث، والناس كما يحتاجون إلى علم العلماء يحتاجون إلى أخلاق العلماء، لست فقط بحاجة إلى علم العلماء، وأما إن تعذر هذا فلا حرج، إن تعذر مع ضرورة التنبيه والتنويه والنصح، حتى تبرأ الذمة، وإلا الأصل في الإنسان أن يأخذ العلم عمن هو أقرب الناس إلى الله عز وجل، و لما رأى سفيان الثوري بعض الناس يطلب العلم ممن لا خلاق لهم كان يبكي لأن العلم قد وضع في مثل هؤلاء، فأتم الناس حافظ القرآن ينبغي أن يظهر هذا في سمته وفي لحظه وفي نطقه وفي كلامه وفي تصرفاته، كما أن الله جل في علاه ميزه عن الناس بحفظ القرآن فينبغي أن يكون مميزا عن الناس بالخلق وعفة اللسان وما شابه.
⬅ مجلس فتاوى الجمعة.
13شوال – 1438 هجري.
2017 – 7 – 7 ميلادي.
↩ رابط الفتوى:
⬅ خدمة الدرر الحسان من مجالس الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان.✍✍
⬅ للاشتراك في قناة التلغرام:
http://t.me/meshhoor

السؤال التاسع فضيلة الشيخ في بعض الناس ومنهم طلبة علم يطعنون في الشيخ مقبل…

http://meshhoor.com/wp/wp-content/uploads/2017/02/س-9.mp3السؤال التاسع : فضيلة الشيخ في بعض الناس ومنهم طلبة علم يطعنون في الشيخ مقبل الوادعي ويقولون لا يؤخذ بتصحيحه ولا بتضعيفه للحديث ويقولون الشيخ في كتاباته متشدد و لا يعرف له شيوخ ولا طالب والدليل على ذلك أنهم لا يذكرونه مع الشيخ الألباني والشيخ ابن باز ، والشيخ ابن عثيمين ؟
الجواب : هذا الكلام جهل ، الشيخ المقبل -رحمه الله- كل أهل السنة في اليمن تلاميذه ، فتلاميذه بعشرات الألوف ، فالقول بأنه لا يوجد له تلاميذ هذا خطأ .
الشيخ مقبل جاب اليمن شمالا وجنوبا شرقا وغربا ، وكان سببا في كبت الشيعة هو ومدرسته ، ولذا الحوثيين أول ما قاموا في دماج هدموا مدرسته وقتلوا تلاميذه .
فهذا الأخ الذي يقول الشيخ مقبل ليس له تلاميذ وليس له شيوخ ، الشيخ مقبل درَس على كبر سن ، ولما قدم رسالة الماجستير في الجامعة الإسلامية في المدينة النبوية المناقشون قالوا : لو جاز لنا أن نعطيك الدكتوراة وزيادة لأعطيناك إياها لما رأوه من النباهة والعلم .
لكن الشيخ مقبل ليس من طبقة شيخنا الألباني أو من طبقة الشيخ ابن باز، هو من طبقة التلاميذ ، ومن نخباء تلاميذ شيخنا وكبرائهم الشيخ مقبل رحمه الله تعالى .
والشيخ مقبل كان يملأ وقته في الليل والنهار في العلم والمسائل حتى في مزاحه ومجالسه يعلم الناس، فهو رجل نحسبه على خير .
ثم القبول والرد في التصحيح والتضعيف باعتماد قواعد أهل الصنعة ، لكن بالجملة الشيخ مقبل أحكامه جيدة وهو من أهل العلم، وقل ما كان يخرج عن أحكام شيخنا الألباني.
وبالجملة هو يرى تصحيحات الشيخ الألباني وتضعيفات الشيخ معتبرة.
⬅ مجلس فتاوي الجمعة
27 جمادى الأولى 1438 هجري
2017 – 2 – 24 افرنجي
↩ رابط الفتوى :
◀ خدمة الدرر الحسان من مجالس الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان✍✍

السؤال الثالث والعشرين أخ من فنزويلا يقول هناك فتوى للقرضاوي أجاز فيها إضافة…

الجواب:
لا أظن فتوى القرضاوي هكذا وإن كان لا يستبعد عنه فهو صاحب
[الحلال و الحلال(!)] في الإسلام فالحرام عنده نادر ويوسع – غفر الله لنا وله – يوسع كثيرا في الأقوال..
يعني أنا أريد من إخواني أن يدققوا في الكلام – وإن كان السؤال من فنزويلا على ما جاء – فيقول الأخ: “أجاز بقليل من الخمر التي تضاف إلى الأكل!..”
يعني عندنا مثلا طبق طعام نأتي بخمر فنضيف الخمر على الطبق!..
هذا المعنى وهو منطوق الكلام..
ما أحد يقول بمثل هذا!..
وما أظن القرضاوي يقول بهذا!..
يعني عندك مثلا صحن حمص طبق طعام تأتي بخمر وتسكب الخمر عليه..
و القرضاوي وغيره يقولون لو أن الخمرة استحالت يعني وضع على شيء فعولج بالنار وما بقي من الخمر الا النكهة – فهي كحول تطايرت – فهذا الباب يرخص فيه بعض الناس..
فالأخ السائل نقل العبارات بطريقة خطأ!..
فالخمر لعن النبي – صلى الله عليه وسلم – فيها عشرة..
فلازم النهي عن حملها وعن بيعها وعن شرائها أن يكون هذا العمل على أقل أحواله حراما..
وأما التناول وعدمه فهذه إستحالة النجاسات، واستحالة النجاسات بحث طويل وله فروع ويحتاج الى كلمة مفصلة ولعلنا نفعل هذا – إن شاء الله – تعالى في مجلس خاص..
فتاوى الجمعة 13_5_2016
رابط الفتوى :
الدرر الحسان من مجالس الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان

السؤال الثامن عشر كيف ينصح العالم

http://meshhoor.com/wp/wp-content/uploads/2017/09/WhatsApp-Audio-2017-09-30-at-7.43.54-PM.mp3العَالِم يُدعى له والعَالِمْ بحاجة للدعاء ،لأن زلة العَالِمْ زَلةُ عَالَم ، وكان بعضهم يقول وهوالخليل بن أحمد : زلّةُ العَالِم مضروبٌ بها الطبلُ ، إذا العَالِم زَلْ الدنيا كلها – أعني – تَعْلَم ، فالعالِم يحتاج للمناصحة والعالِِم يُنصح والواجب على العالِم إن أخطأ أن يُظهِرَ خطأهُ ، أنا في الدرس الماضي قلتْ: النبي – صلى الله عليه وسلم – أتى نساءهُ بعد العصر ومن تشبه بالنبي – صلى الله عليه وسلم – فأتى أهلهُ بعد العصر فهو مأجور على نيّتهِ ؛ فبعض إخوانا الحضور الحريصين جزاهم الله خير – ما ضبط كلامي فبعث رسالة فيها : سنةٌ مهجورة إتيان الزوجة بعد العصر .أنا ما أقول بهذا وما قلت هذا وما قلت سنة مهجورة.
لأن إتيان الزوجة غريزة ، وقلت : من أتاها بعد العصر بنية التشبه فهو مأجورٌ بنيته ، واحد قال لي والله أنا اريد أن أربي شعري ، النبي عليه السلام ما حلق شعره قط إلا في نسك ، والنبي اعتمر ثلاث مرات وحج مرة يعني مجموع ما حلق النبي شعره أربع مرات ما حلق شعره فلا يأتي أحد يقول : والله تربية الشعر سنة مهجورة.
ما أقول هذا لكن أقول : من أرخى شعره فلم يحلقهُ إلا في نسكٍ فهو مأجورٌ بنية تشبهه ، النبي – صلى الله عليه وسلم – يعني النبي فعل هذا بحكم أنها عادة دنيوية وليس فيها مسألة شرعية ، ليست أمر تعبُدي بدلالة أن الصحابة ما فعلوا ما فعله النبي – صلى الله عليه وسلم – ما فهموا هذا ، فَضُرِبَ الطبلُ بهذه الكلمة بسبب أخونا صاحب الرسالة – فجاءت مكالمات كثيرة وجاءتني استدراكات عديدة وبعبارات خشنة تارةً وسهلة تارةً وما شابه ؛فالشاهد – بارك الله فيكم – العَالِم يخطئ ، واسمعوا وافهموا عني .
لما قال الله – عزوجل – : ( لو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافاً كثيراً ) ماذا تدلُ الأية بدلالة اللازم منها ؟ ما من عَالِمٍ إلا هو متناقض ،ما من أحد إلا يتناقض ، لأن الله يقول : لو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافاً كثيراً ، العلماء بكلامهم.
هل كلام العلماء معصوم ؟
ليس معصوما ، ومن قال : إن كلام العلماء معصوم غلطان .
فالعَالِم يخطيء ، لكن العبرة بقلة خطئه وندرته وأن يكونَ الغالبُ على تقريراتهِ وفتاويهِ ..أيش ؟ صواب ،العبرة بالغالب وليست العبرة أن العَالِم يؤخذ كلامه على أنه عالم معصوم ، وإلا لأصبحنا – يعني – الأمة تفرقت وأصبحت كل فرقة عَالِمها كنبيِّ هذه الأمة ؛لا؛ بل جميعُ علماء هذه الأمة الواجبُ عليهم أن يرشدوا إلى رسول الله – صلى الله عليه وسلم – وأن يبقى كلام النبي – صلى الله عليه وسلم – هو الحَكَمُ على جميع العلماء فمن أصاب فلهُ أجران وإن أخطأ العَالِم إن أخطأ فلهُ أجر وهذا من حسنات العلم ، العلم كلهُ حسنات ومن أحسنِ حسناته أمران ، من أحسن حسنات العلم أمران :
الأمر الأول : لا أمير في العلم إلا الحِجةِ والبرهان .
والأمر الثاني : أن العَالم إن كان أهلاً وبذلَ جَهدَهُ فلم يُوفَق للصواب فلهُ أجرٌ لا أجران ، ليش الأجرين ؟ قال علماؤنا: أجرٌ لجهده لبذل وسعه
ِ وأجرٌ لصوابه ، فإذا ما أصاب بقي له بذل الجهد ، فالعَالِم إن أخطأ له أجر هذا من حسنات العلم .
من حسنات العلم ؛الله ذكر في القرأن في سورة المائدة الكلب المُعَلَم ففضل العلم حتى على الكلب المُعَلَم فله أحكام غير أحكام الكلب غير المُعَلَم .
مجلس فتاوى الجمعة
الجمعة 2 محرم 1439هـ –
22 سبتمبر 2017م
خدمة الدرر الحسان من مجالس الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان✍✍
للإشتراك في قناة التلغرام
http://t.me/meshhoor

هل حديث ماء زمزم لما شرب له صحيح وهل يجوز نقله من مكة…

ماء زمزم هو (( طعام طعم ، وشفاء سقم )) كما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم ، والمراد بقوله : طعام طعم؛ أي إنه يفي عن سائر الأطعمة.  وشفاء سقم؛ أي أنه بإذن الله تعالى يشفي به المؤمنين الصادقون، لاسيما في الأمراض العويصة التي ظهرت في هذا الزمان، والتي أنبأ عنها صلى الله عليه وسلم كما في حديث ابن عمر في الصحيح : ( …..وما ظهرت الفاحشة في قوم حتى يعلنوا بها، الا ظهرت فيهم الاوجاع والامراض التي لم تكن في اسلافهم ) فشيوع المعاصي في المجتمع من أسباب ظهور الأمراض التي لم يعرفها من قبلنا من أسلافنا وحديث {ماء زمزم لما شرب له } له طرق وشواهد يصل بها إلى مرتبة الحسن . وأملى الحافظ ابن حجر مجلساً خاصاً في طرق هذا الحديث . وأعلى من صححه سفيان بن عيينة، فقد صح عنه أن رجلاً قال له: ما قولك في قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: {ماء زمزم لما شرب له } أثابت عندك؟ فقال : نعم . فقال : لقد شربت زمزم آنفاً على أن تحدثني مئة حديث، فقال له: اجلس، فجلس وأسمعه مئة حديث . وفي هذه القصة الثابتة عنه إشارة صريحة في أن عيينة، وهو من الجهابذة ، يصحح الحديث وقد نصص على تصحيحه جمع من أهل العلم .
وأما حمل زمزم من مكة إلى سائر البلدان، فقد ذكر القشيري في كتابه (( السنن والمبتدعات )) أنه من البدع . وهذا الكلام ليس بصحيح . فقد صح عند البخاري في (( التاريخ الكبير ))، وعند الترمذي , من حديث عائشة رضي الله عنها قالت: (( كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحمل معه ماء زمزم في الأداوي والقرب ، وكان يصبه على المرضى ويسقيهم )) . وأخرج البيهقي بسند جيد من حديث جابر بن عبد الله رضي الله عنه، قال : إنه صلى الله عليه وسلم كان يرسل وهو بالمدينة – قبل أن تفتح مكة – إلى سهيل بن عمرو أن اهد لنا من ماء زمزم،  فيبعث إليه بمزادتين )) فله شاهد مرسل صحيح في مصنف عبد الرزاق برقم 9127. وذكر ابن تيمية في (( مجموع الفتاوي )) أن السلف كانوا يحملون معهم زمزم. فلا حرج في حمل ماء زمزم والاستسقاء والاستشفاء به بالسقيا والصب على مكان الداء، هذا من الهدي النبوي.
وقد شرب العلماء زمزم بنوايا عديدة، فها هو الحاكم صاحب المستدرك يشربه بنية الإحسان بالتصنيف . وقد أحسن في تصنيفاته رحمه الله . وها هو ابن حجر شرب زمزم بنية أن يكون كالحافظ الذهبي في معرفته بالرجال وكان رحمه الله يقول: لا يحصى كم شربه من الأئمة لأمور نالوها وقال: أنا شربته في بداية طلبي للحديث بنية أن يرزقني الله حالة الإمام الذهبي في الحفظ ومعرفة الرجال . وقال: حججت بعد عشرين سنة وأنا أجد في نفسي المزيد من تلك الرتبة. وقال: شربته فيما بعد بنية أن يجعلني لله كابن تيمية في معرفة الفرق والأديان . وقال ابن الهام في (( فتح القدير )) : والعبد الضعيف – يقصد نفسه – شربه للاستقامة والوفاة على حقيقة الإسلام فما أجدرنا أن نشرب زمزم بنية الثبات، وأن يخلصنا من الأدواء ما لا يعلمه إلا الله؛ من استجابة لحظ النفس، أو الشهوة، أو الكلام فيما لا يعنيه، أو الانشغال بما لا ينبغي، أو ركوب الهوى وما لا يرتضى، وما شابه من هذه الأدواء. فكلنا بحاجة لأن نشرب زمزم بنية الصلاح والإصلاح، فالأمة تحتاج إلى المصلح الذي يعرف واجب الوقت ويشغلها به . نسأل الله أن يجعلنا هداة مهديين، وأن يجعلنا سلسلة هداية إلى يوم الدين

لماذا لم يروي الشيخان في صحيحهما عن الإمام الشافعي أي حديث

إماما الدنيا في الحديث محمد اسماعيل البخاري، ومسلم بن الحجاج النيسابوري، لم يشترطا على أنفسهما أن يخرجا لكل ثقة ، ولا أن يخرجا كل حديث صحيح . فمن الأشياء التي ننكرها على كثير من الناس قولهم : أريد أية أو حديث من الصحيحين أو أحدهما حتى آخذ بقولك فهذا باطل ، ولا زم هذا الكلام أن البخاري ومسلماً لم يصححا إلا ما وضعاه في كتابيهما. وهذا تبرءا منه ولم يقولا به .
والشافعي ثقة عندهما، لكنه ما عمر، وكان أصحاب الصحيحين يريان العلو في الإسناد، وأعلى ما عند الشافعي روايته عن مالك، وقد وقعت رواية مالك بواسطة لأصحاب الصحيحين ولو أنهم رويا عن الشافعي عن مالك بواسطة يحيى بن يحيى النيسابوري وعبد الله بن مسلمة القعنبي وغيرهما، والشيخان لم يتتلمذا على الشافعي ولم يرياه لأنه ما عَمَّر، فلو أنهما رويا عنه  لكان الإسناد نازلاً، وقد قال الإمام ابن معين: (الإسناد النازل قرحة  في الوجه) وكان أحمد يقول: (الإسناد العالي سنة عمن سلف)، وكان محمد بن أسلم الطوسي يقول: (قرب الإسناد قربة إلى الله تعالى) فالأعلى أغلى. فلم يحيدا عنه عمداً.
وقال الإمام الذهبي في ترجمة الإمام الشافعي في “سير أعلام النبلاء” قال: (لم يقع لهما قدراً الرواية عن الشافعي) لكن أقول كما قال أبو زرعة الرازي – لما سئل عن هذا السؤال – في كتابه “الأجوبة المرضية عن الأسئلة المكية” قال: (إن الشيخين لم يسمعا منه، أما مسلم فلم يدركه أصلاً وأما البخاري فأدركه ولكن لم يلقه، وكان صغيراً، مع أنهما أدركا من هو أقدم منه وأعلى رواية فلو أخرجا حديثه لأخرجاه بواسطة بينهما وبينه مع أن تلك الأحاديث قد سمعاها ممن هو في درجته فروايتها عن غيره أعلى بدرجة أو أكثر والعلو أمر مقصود عند المحدثين).
وللصحيحين مهابة، وكل ما فيهما صحيح سوى أحرف يسيرة تكلم عليها العلماء، وللصحيحين حلاوة ومكانة في نفوس طلبة العلم، ومن يقلل من هذه المكانة فهذا غر جاهل، فإن نقد شيء مما في الصحيحين فإنما يكون بقدر وبمهابة، مع وجود من سبق إليه من الأئمة وهناك فرية بلا مرية على الشيخ الألباني بأنه لا ينظر إلى الصحيحين بمهابة، وهذا غير صحيح، فهو قد ضعف بعض ما في الصحيحين لكن كان مسبوقاً بالتضعيف على حسب القواعد التي وضعها الشيخان وغيرهما، والكلام في الغالب على أحرف، وليس على أصل الحديث، والله أعلم..