الجواب : كل مشروب إمّا حلال وإما حرام ، لا أعرف مشروبًا أو مطعومًا مكروهًا ! كلّ مطعومٍ وكلُّ مشروبٍ إمّا حلال وإمّا حرام ، لا يوجد مشروب أو مطعوم مكروه .
لا تقول لي : البصل ! البصل حلال والكراهة في رائحته ، فالدخّان إمّا أنّهُ حرام وإمّا أنّه حلال ، وقد ذكرنا في هذا المجلس أكثر من مرة الحرمة والله تعالى أعلم .
مجلس فتاوى الجمعة بتاريخ ٢٠١٦/٤/٢٩
خدمة الدرر الحسان من مجالس الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان
الكاتب: site_admin
ما هو حكم أكل القنفذ
القنفذ حيوان معروف عند العرب، وكانوا يكنونه بأبي شوك؛ ويكنوه أيضاً أبو سفيان، الأنثى منه يطلقون عليها أم دلدل، وللعرب عجب كيف يكنون، وسمونه أيضاً العساعس لأنه لا يخرج إلا بالليل.
والقنفذ يأكل الأفاعي وإن لدغته الأفعى فيأكل الزعتر الأخضر ولا يضره سم الأفعى، فسبحان الله الذي قدر في هذا المخلوق أن يعرف هذه الأشياء، والقنفذ يحب العنب فيقطع قطوف العنب ويسقطها على الأرض، فيأكل حتى يشبع ثم يتمرغ بها، وما يعلق في شوكه منها يحمله إلى ولده، فسبحان الله!
وأصح الأقوال عند أهل العلم في أكله أنه حلال، وهذا مذهب الإمام الشافعي، خلافاً لأبي حنيفة وأحمد فقد حرما القنفذ، والتحريم ورد في حديث في أسانيده مجاهيل، أخرجه أبو داود في سننه بإسناده إلى ابن عمر، أنه سئل عن القنفذ فقرأ ابن عمر، قول الله تعالى: {قل لا أجد فيما أوحي إلي محرماً على طاعم يطعمه إلا أن يكون ميتة أو دماً مسفوحاً أو لحم خنزير….}، الآية، فقال له شيخ عنده: سمعت أبا هريرة يذكر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال عن القنفذ، {خبيث من الخبائث}، فقال ابن عمر: إن كان قال رسول الله هذا فهو كما قال، وهذا الحديث ضعيف، ولم يثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولذا قال الإمام البيهقي وهو شافعي، وهو منصف رحمه الله، قال: لم يرو إلا من وجه واحد، وهو ضعيف لا يجوز الاحتجاج به، فلم يثبت شيء في تحريم القنفذ.
لكن كيف يذكى القنفذ؟ القنفذ يوضع في الماء، ويسخن الماء قليلاً، فإن شعر بسخونة الماء مد رأسه فيذبح بعد مد رأسه.
ويذكرون عن دم القنفذ ولحم القنفذ أشياء عجيبة، يستخدمها كما يقول الأقدمون السحرة، ففيه خواص عجيبة، يقولون أن السيف إن غمس بدم القنفذ لا يقطع، وهذا على عهدتهم، وأنا لا أقرر إنما أنقل، فلا أريد أن أكون قاتلاً بالتسبب، والله أعلم.
ما هو حكم أكل الأفاعي
الأفعى حرام عند جماهير أهل العلم، لضررها ولنابها وللسم الذي فيها، وحرم غير واحد من العلماء الترياق الذي يصنع منها، فلحمها حرام تناوله في جميع الصور.
ويعزى الحل لمالك، والإمام مالك أكثر من توسع في تحليل المطعومات وهذا الحل ليس بثابت عنه، وإن قال به بعض من ينتسب إلى مذهبه.
والراجح في لحوم الأفاعي والحيات أنها حرام وقد أمر النبي صلى الله عليه وسلم بقتلها، فكانت تقتل وتترك، فلو كانت حلالاً لكان تركها من باب إضاعة المال، وهناك قاعدة عند الشافعية وهي: كل ما يؤمر بقتله فيحرم أكله، يأمر النبي صلى الله عليه وسلم بقتل الدابة التي يفعل فيها الفاحشة، فإن كانت مأكولة اللحم فتذبح ولا تؤكل، فهي قاعدة أغلبية ، فالنبي صلى الله عليه وسلم أمر بقتل الحيات في الحل والحرم، وسماه الفويسقة وقال: ما سالمناهن منذ حاربناهن، فأمر بقتل الأفاعي إلا حيات البيوت، فإنها تنذر ثلاثاً كما ورد في الحديث، وبعضهم حمل ذلك على المدينة فحسب لأنه قال: إنها مسكونة والراجح أنها عامة، إلا ذوات الخطين فهذه تقتل على أي حال؛ لضررها البالغ، والله أعلم.
السؤال الثالث أخ يقول بارك الله فيكم شيخنا لعلك تقول للإخوة الأفاضل الذين يحضرون…
http://meshhoor.com/wp/wp-content/uploads/2016/12/س-3-1.mp3السؤال الثالث : أخ يقول بارك الله فيكم شيخنا لعلك تقول للإخوة الأفاضل الذين يحضرون المشروبات لو أنهم يتوقفوا عن ذلك مراعاة لمشاعر من لا يستطيع شراءها ؟
الجواب : أنا أقول لهؤلاء الإخوة خصوصاً ان كانوا صائمين اشتر واشرب ووزع على من بجانبك فلعلك أيها السائل ينالك شيء ، فكن كريماً ، يا من تشرب راع من حولك .
تستغربون أن بعض الناس لا يستطيع شراء هذه المشروبات.
لا تستغربوا ، فالفقر شديد ، وأحوج ما يحتاج الناس إليه اليوم من الطاعات الغائبة ( الصدقات ).
خصوصاً مع قدوم كثير من الوافدين إلى بلادنا.
ومن ترك بلاده وهاجر يعرف بركة الصدقة وبركة المعاونة والمؤازرة التي ينبغي أن تكون وتتحقق عند المسلمين .
وعلمائنا يقررون أنه في وقت الحاجة والشدة اذا لم تكفِ الزكاة الناس فالواجب على الأغنياء أن يبذلوا شيئاً زائدا عن الزكاة .
وكان قتادة يقول إن في المال حقاً سوى الزكاة ، قالوا متى يكون هذا ؟ قال في المجاعات ، في وقت المجاعة ووقت قدوم الناس الفقراء والضعفاء والمحتاجين وأديت الزكاة أدى الأغنياء زكاتهم.
أو أنت أديت زكاتك والبقية ما أدوا ابذل ارفع غضب الله عن الناس ، وتذكر قول النبي صلى الله عليه وسلم وهو خطير : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ” أَيُّمَا أَهْلِ عِرْصَةٍ ((والمراد بالعِرصة الحي))بَاتَ فِيهُمُ امْرُؤٌ جَائِعٌ ، فَقَدْ بَرِئَتْ مِنْهُمْ ذِمَّةُ اللَّهِ “.
أهل حي لو واحد بات فيهم وهو جائع ولا يجد مالا فذمة الله تبرأ من جميع هؤلاء .
مما قرأته وينسب إلى ابن حزم وقد ذكر لي بعض الإخوة أنه قد بحث في كتب ابن حزم ولم يجده ، ولا يلزم ذلك أنه لم يقله لأن كتب ابن حزم الضائع منها كثير والموجود منها قليل ابن حزم يفسر قول النبي صلى الله عليه وسلم إلا برئت منه ذمة الله قال المعنى : لو أن هذا الرجل مات جوعا فإن ذمة الله بريئة منهم جميعاً وأفتي بقتلهم جميعاً .
لذا إخواني الحاجة موجودة عند كثير من الناس، وما أحوجنا إلا أن نذكر أنفسنا وأن نذكر إخواننا وأحبائنا في هذه الأوقات بالصدقات وفي الوقت الصعب الصدقات ترفع المقت وغضب الله عن الأمة .
ما أحوجنا أن نفكر بالأمة وأن نفكر بالمجتمع وأن نفكر بالناس وأن تصبح أموالنا سبباً في إستجلاب رحمة الله التي نرحم بها عباد الله عز وجل .
⬅ مجلس شرح صحيح مسلم
2016 – 11 – 3
↩ رابط السؤال :
◀ خدمة الدرر الحسان من مجالس الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان
السؤال الحادي والعشرون هل يوجد نهي عن إعادة نوى التمر في نفس الصحن
الجواب : كان هدي النبي صلى الله عليه وسلم ، إذا أكل التمر وضع النَوى على ظهر كفه ورماه ، يعني لما كان يأكل التمر يضع النَوى على ظهر كفه ويرميه ، لازم هذا أنه ما كان يرجعه في الوعاء الذي يأكل فيه .
⬅ مجلس فتاوى الجمعة.
8 ربيع الثاني 1438 هجري
6 – 1 – 2017 إفرنجي
↩ رابط الفتوى :
◀ خدمة الدرر الحسان من مجالس الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان .✍?✍?
إذا كانت المرضعة نصرانية فهل لها نفس الأحكام
الأحكام الشرعية تتعلق بالأفعال لا بالذوات، فلها نفس الأحكام، لكن ما ينبغي للمسلم أن يسلم ولده لفاسقة أو كافرة قد ترضعه شيئاً من الحليب قد تكوَّن من شيء حرام.
وقد ذكر بعض من ترجم لإمام الحرمين الجويني رحمه الله، وقد كان لا ينار ولا يباري في كلامه في المعقولات، لا سيما في علم أصول الفقه، وكان إن درس يقوم عدد كبير من المسمعين الذين ينقلون كلامه ليتمكن من كان في آخر المجلس من سماع حديثه وقيل كان في مجلسه أكثر من سبعين مسمع، كل واحد يأخذ من الذي قبله حتى رقم سبعين، وكان إمام الحرمين بين الحين والحين في الدرس تأخذه سكتة، ويغيب ذهنه ولا يستطيع أن يبقى على قريحته وملكته وقوته وجودته في العطاء، فلما كان يسأل عن ذلك، قال: ((لما كنت طفلاً صغيراً أخذتني أمة، وكانت تأكل الحرام، فأرضعتني، فنزل في جوفي شيء من حليبها، فلما رآني أبي معها أخذني، ووضع اصبعيه في فمي حتى قئت الحليب الذي شربته منها، فهذا من أثر تلك الرضعة)) فماذا نقول نحن اليوم؟ وهذا السكوت من أثر تلك الرضعة، ورحم الله من قال: من أكل حلالاً طاع الله شاء أم أبى، ومن أكل حراماً عصى الله شاء أم أبى.
ولذا ثِقل العبادات والطاعات وعدم انشراح الصدر وعدم وجود الإخبات واللذة في الإقبال على الطاعات والعلم والعبادات، فإن من أكبر أسباب ذلك أكل الحرام وعدم الورع، ومن تورع وجاهد وترك شيئاً لله، فإنه يتعامل مع أعدل العادلين، ومع أحكم الحاكمين ومع من لا يعجزه شيء، فمن ترك شيئاً لله لابد أن يعوضه الله خيراً فيما ترك، ومصداق ذلك قول الله تعالى: {إن يعلم الله في قلوبكم خيراً يؤتكم خيراً مما أخذ منكم}، والآية لها سبب، نزلت في مشركي أهل بدر الأسرى، لكن العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب، فالآية تشمل جميع الناس في جميع الأعصار والأمصار، والله أعلم.
السؤال الثالث هل يجوز أن أقول للطعام عن روح فلان صدقة وهل يجوز فعل ذلك…
http://meshhoor.com/wp/wp-content/uploads/2017/10/AUD-20171017-WA0034.mp3الجواب:
أولا : أحب الصدقات الى الله الصدقة الجارية
قال صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( إِذَا مَاتَ الْإِنْسَانُ انْقَطَعَ عَنْهُ عَمَلُهُ إِلا مِنْ ثَلاثَةٍ : إِلا مِنْ صَدَقَةٍ جَارِيَةٍ ، أَوْ عِلْمٍ يُنْتَفَعُ بِهِ ، أَوْ وَلَدٍ صَالِحٍ يَدْعُو لَهُ ) رواه مسلم (1631) .
ما الفرق بين الصدقة الجارية والصدقة المطلقة؟
الصدقة الجارية هي الصدقة الباقية التي لا تزول؛ أما الطعام يزول فليس صدقة جارية، اذا هل يلزم ان تكون الصدقة جارية؟
لا، لا يلزم لكن الفقيه وطالب العلم إن يصنع خيراً،وهذا الخير الذي يصنعه يأخذ فيه من الاجور ما ينبغي أن يكون على وجه الدوام او على وجه أعلى ما يمكن .
فأحسن شيء في الصدقات هي التي تسد حاجة.
فالله خير في كفارة اليمين بين اطعام الفقراء أو كسوتهم أيهما أفضل؟
الكسوة أم الإطعام أفضل؟
التي تسدّ حاجة هي أحسن .
فإذا كان سد حاجة الفقير باللباس فهي أحسن .
كيف نلبسهم؟
فإذا أولادك كبروا وعندهم ملابس نظيفة وليست مهانة هل تصلح كفارة يمين؟ نعم تصلح،، ابحث عن فقير واعطيه الملابس فتكون كفارة يمين، ويكفي ان تكون تكسوا الظاهر عند العلماء، إذا البنت تلبسها دشداشة او ما يشابهها في عصرنا ولا يلزم الجلباب بل لبس يكسوا ظاهرها، وكذلك الشاب .لا مانع أن تطهي الطعام وتتصدقي عن أمك، ولكن الافضل أن تتصدقي بصدقة جارية حتى يبقى أجرها.
ما هي الصدقة الجارية؟
ان تضع مثلا شيئاً في مسجد .
هل يلزم بناء مسجد؟ لا، لا يلزم لو تضعي شيئاً قليلا من حديد أو اسمنت تعتبر صدقة جارية، ما دام الحديد موجود لك الأجر.
أو مصحف، أو كتاب علم فهذه كلها صدقات جارية، فانها ما زالت باقية والمصحف يُقرأ به لوالدتك أجر، لكن لا نمنع من الإطعام .
السؤال فيه هل يجوز أن أقول أن الطعام عن روح فلان؟ ما تقولي، لا يلزم ، انوي ويكفي،
المسلم دائماً نيته حاضرة و نيته أبلغ من عمله ،
والله ذلك الانسان عاق الذي لا يسأل عن والديه ولا يتفقدهما ولا يدعو لهما، هذا نوع من أنواع العقوق، هل العقوق يكون فقط بالحياة! لا بل يوجد عقوق بعد الحياة.
ومن باب البر بالام والأب وأصحاب الحقوق أن تتفقدوهم بالدعاء والعمل الصالح.
⬅ *مجلس فتاوى الجمعة.*
٢٣ محرم 1439 هجري ١٣ – ١٠ – ٢٠١٧ إفرنجي
↩ *رابط الفتوى:*
⬅ *خدمة الدرر الحسان من مجالس الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان.*
✍✍⬅ *للاشتراك في قناة التلغرام:*
http://t.me/meshhoor
هل صحيح أن النبي صلى الله عليه وسلم أرشد إلى تغطية الإناء الذي فيه طعام…
Is it true that the prophet ﷺ gave instruction to cover containers that have food and drink in them (when left overnight)?
Yes, when the Muslim goes to sleep, it is not permissible for them to leave vessels, or saucepans, that still have food or drink uncovered. If they put these things in the fridge, I would hope that this suffices.
Covering vessels at night is obligatory and an action that is better for the Muslim in their religion and their everyday life. The authentic ahadeeth that state this are clear. Muslim reported in his Saheeh that the prophet ﷺ said, ‘Cover vessels and waterskins and close the doors and extinguish the lamps, for Shaytaan does not loosen the waterskin, open the door or uncover the vessels…’. And in another hadeeth, also reported by Muslim, he ﷺ said, ‘Cover the vessels and tie the waterskin, for there is a night in the year when pestilence descends, and it does not pass an uncovered vessel or an untied waterskin but some of that pestilence descending into it.’
And perhaps there is in this hidden medical knowledge that doctors are not able to understand but they made do one day. Perhaps this is a way in which new diseases come about.
And the prophet ﷺ emphasised this strongly by saying, ‘And if one amongst you fails to find (something) to cover it well, he should cover it by placing (a piece of) wood across it, if they are able to and mention Allaah’s name upon it.’
This is better for the Muslim for them in the present and the future and in current life and the Hereafter. And Allaah knows best.
نعم، الأصل في المسلم إن بات فلا يجوز له أن يترك الآنية التي فيها الشراب ، أو الصحاف التي فيها الطعام إلا وهي مغطاة . ولو وضع في الثلاجة فأرجو أن تكون بمثابة الغطاء.
وتغطية الإناء ليلاً واجب ، وهذا خير للمسلم في دينه ودنياه والأحاديث الصحيحة صريحة في ذلك . فقد أخرج مسلم في صحيحه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : {غطوا الإناء وأوكوا السقاء وأغلقوا الباب ، وأطفئوا السراج ؛ فإن الشيطان لا يحل سقاء ولا يفتح باباً ولا يكشف إناء ……} وفي حديث آخر في مسلم أيضاً يقول صلى الله عليه وسلم : { غطوا الإناء، وأوكوا السقاء ؛ فإن في السنة ليلة ينزل فيها وباء، لا يمر بإناء ليس عليه غطاء، أو سقاء ليس عليه وكاء، إلا نزل فيه من ذلك الوباء} ولعل في هذا سراً عجز عنه الأطباء، ولعلهم يعرفونه في يوم من الأيام. ولعل هذا سبب لحصول الداء في أول أمره، الذي لم يكن قد عرف من قبل.
وقد أكد النبي صلى الله عليه وسلم، على هذا الأمر تأكيداً شديداً، فقال: {فإن لم يجد أحدكم إلا أن يعرض على إنائه عوداً ، ويذكر اسم الله فليفعل } وهذا خير للمسلم في الحال والمآل، والمعاش والمعاد ، والله أعلم .✍
ما حكم الشرب قائما
وقع فيه خلاف بين أهل العلم، والتفصيل فيه يطول جداً ولكني أختصر على قدر الاستطاعة.
فقد روى بإسناده إلى أنس رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى أن يشرب الرجل قائماً فقيل لأنس: والأكل؟ قال أنس: ذلك شرٌ، وفي رواية عند مسلم عن أنس قال: {زجر رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يشرب الرجل قائماً} وأخرج مسلم في صحيحه عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمر من شرب قائماً أن يستقيء، وثبت في صحيح مسلم أيضاً أن النبي صلى الله عليه وسلم رأى رجلاً يشرب قائماً فقال له: {أتحب أن يشرب معك هر؟} قال :لا ، فقال له صلى الله عليه وسلم {كيف وقد شرب معك الشيطان} ولذا فالأصل في المسلم أن يشرب جالساً وأن يشرب على ثلاث دفعات بعد التسمية ، ثم يحمد الله وقال النبي صلى الله عليه وسلم فيمن يشرب هكذا: {إنه أهنأ وأمرأ وأبرأ}
وأما شرب النبي قائماً، فقد صح ذلك والراجح عند أهل العلم أن إعمال الأدلة كلها خير من إهمال بعضها، والأصل أن تنزه رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الحرام وعن المكروه، قال غير واحد من أهل العلم: أن فعل النبي صلى الله عليه وسلم من الشرب قائماً هو ليصرف النهي من التحريم إلى الكراهية وهذا المسلك ليس بصواب.
والصواب ما اختاره بعض المحققين من العلماء وعلى رأسهم شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى وهو أن الأصل في الشرب قائماً حرام ويجوز الشرب قائماً للضرورة، فشرب النبي صلى الله عليه وسلم من شن وهو قائم ، فمثلاً إذا كان هناك ثلاجة ولم تستطع أن تشرب منها إلا قائم فلا حرج فلا تشرب قائماً إلا عند الحاجة.
فالأصل أن ننزه النبي صلى الله عليه وسلم عن فعل المكروه الذي يبتعد عنه أهل العلم ، فالنبي أولى بذلك ، فقاعدة أن النبي إذا فعل المنهى عنه ليصرفه من التحريم إلى الكراهة ليست بصواب ، ناقشها الشاطبي في الموافقات مناقشة حسنة، وبين أن النبي صلى الله عليه وسلم إن نهى عن شيء وفعله فيكون النهي على حال، والفعل على حال آخر، والله أعلم..
السؤال الخامس عشر ماهو أفضل الطعام والشراب لطالب العلم
http://meshhoor.com/wp/wp-content/uploads/2017/11/15.mp3الجواب: أفضل الطعام والشراب لطالب العلم أن لايشبع، ((فالبٍطْنَة تُذْهِبُ الفِطْنة))، والحديث الذي فيه نحن قوم لانأكل حتى نجوع وإذا اكلنا فلا نشبع ما أعرفه ثابتا،
قال الشيخ الألباني رحمه الله :
” هذا القول الذي نسبه إلى النبي صلى الله عليه وسلم لا أصل له ” انتهى.
“السلسلة الصحيحة” (رقم/3942).
لكن إذا كان لا محالة فثلث لطعامه وثلث لشرابه.
وأفضل شيء لطالب العلم ان يتورّع عن الشبهات وان يترك المحرّمات، يذكرون في ترجمة إمام الحرمين الجويني كان اذا ناظر أو إذا درّس اصابته وهلة يعني بتعبيرنا الدارج (صفنة، يصفن) وما يتابع الحديث، فلما سُئل عن سببها قال :((وجدني أبي على ثديّ جارية لنا،
والجواري والإماء لايتورعن عن أكل الحرام، والحليب من الأكل، قال: فسبب هذا الذهول تلك بقايا تلك الرضعة، قال: فانتزعني أبي من بين يديها ووضع أصبعيه في فمي فقئت الحليب الذي رضعته من الجارية، بقي في جوفي شيء يسير منه ؛فهذه الوهلة من آثار تلك الرضعة، فطالب العلم يتورع.
اليوم كثير من الائمة وطلبة العلم لايتورعون في أمر الطعام والشراب، ومن أكل حلالا أطاع الله شاء أم أبى ؛ومن أكل حراما عصى الله شاء أم أبى، نسأل الله عزّ وجل العفو والعافية.
⬅ مجلس فتاوى الجمعة.
21 صفر 1439 هجري
2017 – 11 – 10 إفرنجي
⬅ خدمة الدرر الحسان من مجالس الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان.
⬅ للاشتراك في قناة التلغرام:
http://t.me/meshhoor