السؤال سؤال الشيخ مصباح بن نزيه للشيخ مشهور حسن فيما يتعلق بصلاة العيد والجمعة إذا اجتمعت الجمعة والعيد في يوم واحد .

السؤال سؤال الشيخ مصباح بن نزيه للشيخ مشهور حسن فيما يتعلق بصلاة العيد والجمعة إذا اجتمعت الجمعة والعيد في يوم واحد .

الشيخ مشهور: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته حياكم الله إخواني وجزاك الله خيراً أخي مصباح وهذا ما تفضلت به هذا الذي طلبته مني والذي أراه صوابا هو أن من صلى العيد فإنها تجزئه عن الجمعة ولكن لابد أن يصلي الظهر والقول بإسقاط الظهر ونسبته إلى المذكورين من الصحابة كعلي ابن أبي طالب وابن الزبير وعطاء وغيره من السلف فهذا لم يفهم قول هؤلاء فالصواب كما عند النسائي في المجتبى بإسناد صحيح أنه لما اجتمعت الجمعة والعيد فإن ابن الزبير رضي الله تعالى عنه
صلى لما تعالى النهار وصفة صلاته وردت مجملة ومفصلة , والمجملة ليست فيها ما يفيد أنه صلى الجمعة ,ورواية النسائي أنه أخر العيد حتى تعالى النهار ثم صعد المنبر ثم خطب فنزل فصلى ركعتين ثم لم يصل إلى العصر .قال عطاء وهو الراوي عنه: فجئنا المسجد فلم يخرج إلينا فصلينا وحدانا أي صلينا الظهر وحدانا .قال ثم سألنا عبد الله بن عباس رضي الله عنه فقال أصاب السنة , فالذي فعله ابن الزبير وقولة ابن عباس أصاب السنة أي صلى الجمعة في وقت العيد وعرف هذا بدلالتين في أثر النسائي .
الدلالة الأولى :
أنه أخر الصلاة حتى تعالى النهار فهو صلاها في وقت الجمعة ووقت الجمعة من الأول أوسع من وقت الظهر وهذا من مفردات الإمام أحمد رضي الله عنه وقال به إسحاق وجمع من أهل الحديث من السلف والصحابة والتابعين فهو صلى قبل زوال الشمس لكن في وقت الجمعة .
الدلالة الثانية:
أنه صعد المنبر فخطب ثم نزل فصلى ركعتين فكانت الخطبة قبل الصلاة وهذا لا يكون إلا في صلاة الجمعة وليس في صلاة العيد وعليه فمن أخر صلاة العيد فصلاها لما يتعالى النهار وصلاها جمعة فهذا ليس بحاجة لأن يصلي الظهر ولا أن يصلي الجمعة لأن صورة الصلاة التي أُديت فهي صورة صلاة الجمعة وليست صورة صلاة العيد وهذا يسمى عند الفقهاء التداخل والتداخل معقول المعنى كتداخل صلاة السنة مع الاستخارة كما ورد في النص و كتداخل تحية المسجد مع الفرائض أو مع النوافل فهي معقولة المعنى,أعني تؤدى لتعظيم المكان فإذا عظم المكان بصلاة ولو كانت فريضة أو راتبة أو تطوعا مطلقا فقد حصل التعظيم ولا داعي لصلاة تحية المسجد وهكذا الجمعة مع العيد والقول بأن من صلى العيد لايصلي الظهر إلى العصر قول ليس بصحيح أبداً وليس بسديد ولم يؤثر عن أحد إلا عن الشوكاني وهو الذي حكاه عن بعض السلف وحكايته تحتاج إلى تحرير واعتمد على رواية عند أبي داود فيها إجمال وليس فيها تفصيل والتفصيل كما قلت إنهم صلوا صلاة الجمعة في أول وقتها لما تعالى النهار قبل الزوال وصلوها على صورة صلاة الجمعة لا العيد ومن صلى هكذا فلا شيء عليه فهو تحصيل حاصل ليس بداع لأن يصلي الظهر ولا أن يصلي الجمعة وأما من حضر صلاة العيد فقد أجزأته عن صلاة الجمعة ولابد أن يصلي الظهر وأما الإمام فلا بد أن يقيم الجمعة أيضاً حتى يتمكن من لم *يصلي* العيد أن *يصلي* الجمعة .يقيمها بنفسه أو بالإنابة ولايجوز له شرعا أن يتركها بناء على الصلاة العامة فالواجب إقامة الجمعة في حق الإمام؛ وأما المأمومون فقسمان :
منهم من أدرك العيد ومنهم من لم يدرك .فمن لم يدرك وجب عليه حضور الجمعة ومن أدرك العيد فهذا أجزأه عن الجمعة ولا بد أن يصلي الظهر وترك الظهر كما قلت ليس بصحيح والله تعالى اعلم ونسال الله عز وجل أن يتقبل منا ومنكم وأسأل الله عز وجل أن يوفقنا لما اختلف فيه من الحق بإذنه وأسأل الله جل وعلا أن يجعلنا وإياكم من المقبولين والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.✍✍

رابط الفتوى :

السؤال سؤال الشيخ مصباح بن نزيه للشيخ مشهور حسن فيما يتعلق بصلاة العيد والجمعة إذا اجتمعت الجمعة والعيد في يوم واحد .

السؤال الرابع عشر أخ يسأل عن الخطبة الموحدة وما رأيك فيها

http://meshhoor.com/wp/wp-content/uploads/2017/11/WhatsApp-Audio-2017-11-17-at-10.55.56-AM.mp3الجواب: من حق أولياء الأمور أن ينظّموا موضوع الخطب؛
وأن تعطى الموضوع ثم أن تطرقه بطريقة علمية هادئة مدللة فيها إحاطة وتكامل هذا صنيع طالب العلم.
في شرود عند بعض الناس في مواضيع الخطب.
وبعض الناس تسمع له خطبة لا تدري ماذا يتكلم، هو يلملم الخطبة على المنبر، ومن لم يحضّر للخطبة يظهر عليه وإن كان شيخا للإسلام.
فلا مانع أبدا من موضوع الخطبة الموحدة كأصل وفكرة الأمر حسن ومليح وموجود في كل الدول؛ ومن سنوات طوال، في الكويت موجودة الخطبة الموحدة من أكثر من عشر سنوات، وفي الإمارات موجودة الخطبة الموحدة.
فلمّا يكون الخطيب ليس أهلاً فليس لنا إلا أن نلزمه حتى يحضّر، أما واحد جاء وعلى المنبر يصبح يلملم شرقا و غربا والناس تتساءل فيما بينها الخطيب عن ماذا خطب؛
الشيخ اليوم، والله نحن لسنا عارفين عن ماذا خطب الشيخ، الشيخ وهو على المنبر يلملم، مرة يشرّق ومرة يغرّب.
فإلزام الناس بموضوع الخطبة أمر لا مانع فيه، أمر حسن، وأنت اطرق الموضوع بالطريقة الشرعية الصحيحة وحضّر للخطبة.
الذي ينفر من الخطبة الموحدة الكسلان، الذي لا يحب التحضير، الذي لا يريد أن يقرأ.
فالخطبة الموحدة كمبدأ أمرٍ حسنٌ طيب وليس فيها شيء، وبعض إخواننا ينفرون من الخطبة الموحدة.
ولكن يجبروننا أن نتكلم عن المولد النبوي وان نحتفل فيه ماذا نفعل؟
تكلم عن المولد النبوي، احتفل بالمولد النبوي بالطريقة الشرعية، ثبت في صحيح مسلم أن النبي ﷺ كان يصوم الاثنين وكان يقول: “ذلك يوم ولدت فيه”، فالاحتفال بالمولد النبوي أن تصوم يوم الإثنين، وعلم الناس الأحكام الثابتة بالنصوص الشرعية، تحبيب الناس بالنبي ﷺ باتباع سنة النبي ﷺ وبالسنة النبوية وأن يكون النبي بيننا في كل حين سبب من أسباب رفع العذاب عنّا.
مجرد أن تختار الموضوع وكيف تطرقه الآن، طرق الموضوع أمره سهل لكن يحتاج لعلم، يحتاج للتحضير، يحتاج لتعب.
أسأل الله عز وجل التوفيق للجميع.
⬅ مجلس فتاوى الجمعة.
21 صفر 1439 هجري
2017 – 11 – 10 إفرنجي
⬅ خدمة الدرر الحسان من مجالس الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان.
⬅ للاشتراك في قناة التلغرام:
http://t.me/meshhoor

يختم بعض الخطباء خطبته بآية هذا بلاغ للناس ولينذروا به هل هذا من السنة وما…

القاعدة: ما أطلقه الشرع نطلقه، وما قيده الشرع نقيده ،فلا يجوز لنا أن نقيد شيئاً أُطلق، ولا أن نطلق شيئاً قُيِّد، ولم يثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يختم خطبة الجمعة بكلام واحد، فما تيسر للخطيب أن يختم به الخطبة فلا حرج.
أما المداومة على نمط معين في ختم خطبة الجمعة، فهذا أمر ليس بمشروع، وليس بجائز، سواء من الدعاء أو الترحم أو الترضي، فهذا كله ليس بجائز، وإنما يفعل الخطيب ما يسر الله له، وما ألقاه على لسانه، من غير مداومة، وينبغي أن يحرص على هذا من كان معروفاً باتباعه للسنة، لأن المداومة عنده على شيء قد تجعل مستمعيه يظنوها سنة، فعليه أن يحيد عن المداومة على شيء معين.
وأما بدء الخطبة فمن السنة أن تكون بخطبة الحاجة، كما هو ثابت من هديه صلى الله عليه وسلم، وهدي أصحابه رضي الله عنهم.

السؤال الخامس لماذا لم يسجد الإمام سجود التلاوة دام فضلكم

http://meshhoor.com/wp/wp-content/uploads/2016/11/AUD-20161103-WA0013.mp3الجواب : ثبت في موطأ مالك أن عمر قرأ آية سجدة فسجد، وقرأ ولم يسجد .
وذهب جماهير أهل العلم غير الحنفية إلى أن سجود التلاوة سنة، وأما الحنفية وشيخ الإسلام ابن تيمية فيرون الوجوب .
واتفق العلماء أن المأمو إن سجد الإمام سجد ،وإن لم يسجد فلا سجود عليه ، إن سجد الإمام سجدنا، وإن لم يسجد فلا سجود .
وقال كثير من أهل العلم ينبغي للإمام في يوم الجمعة أن لا يسجد أحيانا ،وأن يحيد عن قرأة السجدة أحيانا ،وذكروا عن المنذري صاحب كتاب
( الترغيب والترهيب ) هذا وقال المنذري معللا ذلك : عوام أهل مصر في زماننا يعتقدون أن صلاة الفجر يوم الجمعة فيها ثلاث سجدات وأن الذي لا يسجد الثلاث سجدات حينئذ فالواجب عليه أن يسجد للسهو وبعضهم يرى بطلان صلاته ، قال : فينبغي للإمام بين الحين والحين أن يقرأ ولا يسجد أو أن يحيد إلى قرأة شيء آخر غير السجدة .
⬅ مجلس فتاوى الجمعة
27 – محرم – 1438 هجري
2016 – 10 – 28 إفرنجي

ماذا نقول بين الخطبتين يوم الجمعة أنستغفر الله أم نقرأ الفاتحة وهل يجوز الكلام…

نعم؛ يجوز الكلام بين الخطبتين فالشرع سكت عما بين الخطبتين فافعل ما شئت ، إن شئت أن تتكلم لك ذلك ، وإن شئت أن تذكر الله لك ذلك ، ولا نفعل شيء على وجه الدوام وعلى وجه التعبد والحديث الذي يقول: {إذا صعد الإمام المنبر فلا صلاة و لاكلام} حديث باطل وقد كان الناس في زمن عمر بن الخطاب رضي الله عنه يتكلمون وهو على المنبر بين الخطبتين .
 
لكن الخطورة والحرج أن تتكلم والإمام يخطب ففي حديث أبي هريرة في الصحيح : {إذا قلت لأخيك والإمام يخطب يوم الجمعة : أنصت، فقد لغوت} فالكلام ممنوع والإمام يخطب فإن جلس بين الخطبتين أبيح الكلام ، والله أعلم .

ما هو الضابط لقصر و طول الخطبة والصلاة يوم الجمعة وكيف تكون الخطبة أقصر…

خطبة يوم الجمعة الأصل فيها الموعظة، وأن يقرب الناس فيها إلى الله وأن يرقق قلوبهم لذا كان النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ سورة {ق} على المنبر أحياناً فهذا هو هديه صلى الله عليه وسلم ولا يوجد شيء يرقق قلوب المؤمنين المتربين على حقيقة الدين أكثر من القرآن ولو أن خطيباً اليوم قرأ {ق} على المنبر ونزل، لقامت الدنيا عليه ولم تقعد، ولا حول ولا قوة إلا بالله.
 
ومن السنة أن تكون الخطبة قصيرة والصلاة طويلة، فقد ثبت عند مسلم عن وائل قال: {خطبنا عمار بن ياسر فأوجز وأبلغ، فلما نزل قلنا: يا أبا اليقظان، لقد أبلغت وأوجزت، فلو كنت تنفست [أي طولت] فقال: إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: {إن طول صلاة الرجل وقصر خطبته مئنة من فقهه، فأطيلوا الصلاة وأقصروا الخطبة} وثبت عن مسلم أيضاً عن النعمان بن بشير رضي الله عنه أنه قال: “كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ في العيدين، وفي الجمعة {سبح اسم ربك الأعلى} و {هل أتاك حديث الغاشية}”، لكن مع هذا كانت صلاته صلى الله عليه وسلم أطول، لأنه كان يركع بمقدار قيامه وهكذا، فكان يطيل في أذكار الهيئات والأركان، لذا كانت صلاته أطول من خطبته، وإن كان الظاهر خلاف ذلك، فمن ظن ذلك فقد فطن لأمر ونسي آخر، والله أعلم.

السؤال الثامن هل صحيح أن سيدنا عمر خطب يوم الجمعة وقرأ آية سجود فنزل…


الجواب : الإمام متى قرأ، المستمع عليه السجود، وعمر ثبت عنه هذا، وثبت عنه أنه في الجمعة التي بعدها، والحديث في موطأ مالك أنه قرأ ولم يسجد، فالخطيب من السنة المهجورة ترك قراءة آية سجدة على المنبر، فيحسن من الإمام أن يقرأ آية سجدة على المنبر، و ينزل يسجد ثم يصعد ويتمم الخطبة، فعُمر فعل هذا جمعة، والجمعة التي بعدها قرأ آية سجدة ولم يسجد؛ استنبط أهل العلم من هذه الحادثة أن سجود التلاوة ليس بواجب وإنما هو سنة، وهذا مذهب الجماهير: سجود التلاوة ليس بواجب إنما هو سنة وهذا مذهب الجماهير، واستنبطوا أيضا منه أن من يستمع للقراءة إذا قرأ الإمام آية سجدة فلم يسجد فلا يجوز له أن يسجد، يعني إمامنا اليوم قرأ سجدة وحصل قبل فترة أنه قرأ ولم يسجد ما سجدنا يعني لو الإمام قرأ آية سجدة وما سجد، لا يجوز لنا أن نسجد فإن قرأ وسجد سجدنا ، والله تعالى أعلم.
⬅ مجلس فتاوى الجمعة
2016 – 3 – 25 إفرنجي
↩ رابط الفتوى :
◀ خدمة الدرر الحسان من مجالس الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان . ✍✍
⬅ للإشتراك في قناة التلغرام :
http://t.me/meshhoor

السؤال الرابع والعشرون ما حكم شرب الماء والقيام لشرب الماء أثناء خطبة صلاة…

http://meshhoor.com/wp/wp-content/uploads/2017/04/AUD-20170410-WA0058.mp3الجواب : جوز غير واحد من العلماء شرب الماء لحاجة ، ثم منعوا أن يدور الواحد على الناس في سقيا الماء ، يعني الإمام يخطب وأنت توزع الماء وتشرب الناس هذا ممنوع ، إن احتجت أنت لشرب الماء فاشرب عند حاجتك لشرب الماء ، هذا المذكور ، وفصل في هذه المسألة شديداً ابن رشد في البيان والتحصيل وهو مالكي .
مجلس فتاوى الجمعة .
2017 – 4 – 7 إفرنجي
10 رجب 1438 هجري
↩ رابط الفتوى :
◀ خدمة الدرر الحسان من مجالس الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان. ✍✍
للإشتراك في قناة التلغرام :
http://t.me/meshhoor

السؤال الرابع والعشرون ما حكم عدم التزام بعض الإخوة الخطباء في الأردن بما يسمى …

http://meshhoor.com/wp/wp-content/uploads/2017/08/AUD-20170804-WA0045-1.mp3الجواب: من حق أولياء الأمور مثل هذا الشيء، وسلطة أولياء الأمور والتفصيل فيها والتفريع في فقهها يحتاج لدراسة مستوعبة، ولم أجدها للأسف، وهي موزعة مبثوثة في بطون الكتب تحتاج إلى دراسة.
*لكن لا أشك أن من سلطة أولياء الأمور تنظيم شؤون الخطبة، كأن يُعين من الذي يخطب، وأن يُعين موضوع الخطبة، والأمر ولله الحمد والمنة فيه سعة.
⬅ مجلس فتاوى الجمعة.
5 ذو القعدة – 1438 هجري.
28 – 7 – 2017 إفرنجي
↩ رابط الفتوى:
⬅ خدمة الدرر الحسان من مجالس الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان.✍✍
⬅ للاشتراك في قناة التلغرام:
http://t.me/meshhoor

بعض الناس يصلون سنة الجمعة البعدية بعد الصلاة مباشرة هل هذا العمل صحيح

لقد حرص الإسلام على جعل الأشياء في أماكنها ولذا إعمالاً لهذه القاعدة حث الشرع على تعجيل الفطر، وتأخير السحور حتى يقع الفطر في أول الوقت الذي يجوز فيه الأكل، ويقع السحور في آخر الوقت الذي يجوز فيه الأكل، وكذا منع الشرع أن يصام قبل رمضان بيوم، وحرم الشرع أن يصام بعد رمضان بيوم، حتى مع مضي الزمن يبقى رمضان ظاهراً من حيث البداية ومن حيث النهاية.
وكذا صلاة الجمعة، فصلاة الجمعة صلاة مستقلة قائمة برأسها وليست بديلة عن الظهر، والرافضة لا يصلون الجمعة بغياب الإمام وكثير منهم إن صلى خلف الإمام لا يسلمون، ولما يسلم الإمام يقومون ويصلون ركعتين فيوصلون الأربعة معاً، ونهى النبي صلى الله عليه وسلم أن توصل السنة بالفريضة، وقد ثبت في صحيح الإمام مسلم (برقم883) بسنده إلى عمر بن عطاء بن أبي الخوار، أن نافع بن جبير أرسل إلى السائب يسأله عن شيء رآه منه معاوية في الصلاة، فقال: نعم، في المقصورة، فلما سلم الإمام قمت في مقامي فصليت، فلما دخل أرسل إلي فقال: لا تعد لما فعلت، إذا صليت الجمعة فلا تصلها بصلاة حتى تكلم أو تخرج، فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمرنا بذلك، ألا تُوْصَلَ صلاة بصلاة حتى نتكلم أو نخرج.
وخير صلة للصلاة أن نخرج، ونؤدي النافلة في البيت، فالقاعدة عند الصحابة والتابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، وما يحرص عليه المقتدين ألا يصلوا النافلة والرواتب إلا في البيوت، وثبت أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه إذا رأى رجلاً يصلي سنة المغرب في المسجد ضربه بدرته، وأمره أن يرجع إلى بيته  فيصلي النافلة  فيه، وثبت في صحيح مسلم بسنده إلى جابر بن عبد الله رضي الله تعالى عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: {إذا قضى أحدكم الصلاة في مسجده فليجعل لبيته نصيباً من صلاته، فإن الله جاعل في بيته من صلاته خيراً}، وفي الصحيحين من حديث ابن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: {اجعلوا من صلاتكم في بيوتكم ولا تتخذوها قبوراً}، فالقبور لا يصلى عندها، فاليوم بيوت الناس كالقبور، ولا يذكر الله فيها إلا قليلاً، والشياطين تذكر في البيوت أكثر من ذكر الله، فالتلفاز والمحطات الفضائية وما يسخط الله يذكر في بيوتنا إلا من رحم الله منا، عبارة عن مطاعم وفنادق، فهي أماكن للطعام والنوم، وأما العلم والذكر فإن الأب اليوم، للأسف، يخجل أن يجمع زوجته وأولاده على قراءة للقرآن في البيت، وإن فعل فإن الأولاد يتضاحكون فيما بينهم، أما أن يشتري بأمواله تلك الأجهزة التي يُعرض من خلالها أفسق الفسقة وأفعالهم من الخنا والفجور فهذا أصبح علامة خير، ولا حول ولا قوة إلا بالله.
وثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: {أفضل الصلاة صلاة المرء في بيته إلا المكتوبة}، والمخاطبون في هذا الحديث هم الصحابة رضوان الله عليهم، وكانوا يصلون في مسجده صلى الله عليه وسلم، والركعة فيه بألف ركعة، فصلاة السنة في البيت أفضل من صلاة ألف ركعة في المسجد، بل ذهب بعض أهل العلم إلى أن صلاة الراتبة في البيت أفضل من الصلاة في بيت الله الحرام، والصلاة فيه بمئة ألف ركعة، والناس بسبب جهلهم تفوتهم أجور عظيمة فمن أراد أن يحصل الخير بأجمعه وكلياته فعليه بالعلم، فإن تفقه وتعلم فإنه يعرف ماذا يحب الله، فيعمل أعمال قليلة وفيها خير كثير، وكان من هدي السلف أنهم لم يكونوا يصلون الراتبة في المسجد، بل عرف عن بعض الصالحين أنه ما كان يصلي في المسجد إلا الفريضة فقط.
وإن صلينا الراتبة في المسجد لضرورة فلابد أن نفصلها عن الفريضة لا سيما الجمعة، حتى لا نتشبه بالرافضة الذين لا يسلمون على رأس ركعتين ويصلون الركعتين بالجمعة وينوون الظهر والإمام يصلي الجمعة، وأُمرنا بمخالفة الضالين.