http://meshhoor.com/wp/wp-content/uploads/2016/10/AUD-20161022-WA0016.mp3الجواب : ابن تومرت مؤسس الأشعرية في المغرب العربي وكان عنده تشيع وكان عنده نزعة كلام وفلسفة وعنده ميل للاعتزال ، مهدي ابن تومرت صاحب ( المرشدة ) وصاحب كتاب ( أعز ما يطلب ) الذي ذكر فيه مجموعة من كتبه الذي ادعى المهدوية وشايعه في اتباعه ابن خلدون غفر الله له ثم لماتبين زيف هذه الدعوة أنكر ابن خلدون أحاديث المهدي كلها فلا هو لما كان يؤمن بأحاديث المهدي أصاب ولا لما أنكرها أصاب،واشتهر كلامه بين المثقفين شهرة عظيمة فتتابع الناس على إنكار أحاديث المهدي بناء على كلمة ابن خلدون في مقدمته الشهيرة، ورَدّ عليه أحمد الغماري في جزء ما زال مخطوطًا سماه ( إبراز الوهم المكنون في وهم ابن خلدون ) ورَدّ عليه إنكاره لأحاديث المهدي .
تكملة السؤال : فالأخت تقول الكُتب فيها شركيات وصوفية وابن تومرت وغيره ؟
الشيخ : ابن تومرت لا أظن له كتاب دارج إلا كتاب “المرشدة” وأما عهد ما يطلب فنادر طبع في الجزائر سنة 1903 .
تكملة السؤال : تقول فهل تترك هذا العمل وقد اختارت العمل بهذا المركز كونه أقل اختلاطا و ذا طابع إسلامي عموماً وأرحم من أماكن أخرى، وكما أنهم يقومون بنشاطات كإحياء الأعياد البدعية ولكنها لا تحضر لهم ويقومون بتحفيظ القرآن للنساء وطلبوا منها أن تقوم ببعض الدروس للنساء ولكنها رفضت خوفاً من كونها ليست مؤهلة وإضافة إلى أنها تعتقد أنهم لن يتركوها تقدم دروس على المنهج السلفي و ستثير على نفسها مشاكل وحضور النساء ليس مضمونا ومتواصل والحاضرات معظمهم لسن متعلمات وهذا يعني أنهن في أمس الحاجة لدروس التوحيد ؟
الشيخ : علّمي التوحيد لو كنت تستطيعين أن تعلّمي التوحيد علمي التوحيد ولا تجعلي الاسم ظاهرا واضحا علمي الناس أنواع التوحيد علمي الناس الشرك وأنواع الشرك حتى تقع النجاة بمعنى الشهادتين فيبدأ الإنسان بالكليات ثم يدخل في التفصيليات .
لا أنصح بالبقاء في العمل ، عمل المرأة الذي تخالط فيه الرجال لا أنصح به ، فكيف وقد أحاطت هذه المحاذير في عملها .
لا أنصح هذه الأخت إلا أن تعمل عملا شرعيا بعيدا عن المحذورات وبعيدا عن مخالطة الرجال .
⬅ مجلس فتاوى الجمعة
13 محرم 1438 هجري
2016 – 10 – 14 إفرنجي
الكاتب: site_admin
هل ألفت كتب منفردة في ضبط أسماء الرواة
أسماء رواة الحديث اعتنى بها العلماء عناية عجيبة، وجزى الله خيراً الخطيب البغدادي، فإنه اعتنى عناية عجيبة بالمؤتلف والمختلف والمتفق والمفترق، وألف كتباً في كل باب من الأبواب التي ذكرها ابن الصلاح في “علوم الحديث”. وكاد “علوم الحديث” أن يكون اختصارات لمؤلفات مفردة في كل باب طرقه الخطيب بالتصنيف.
ورواة الحديث ينبغي أن تضبط أسمائهم حتى لا يقع بينهم تداخل فهذا حبان وهذا حيان وهذا جيان ومثل ذلك، فهذه ألفاظ رسمها واحد، وهذه موجودة في كتب قديمة غير منقوطة، وهذا العلم يسمى “المؤتلف والمختلف” وقد صنف فيه الخطيب البغدادي وغيره، وأهم من أولى هذا الباب من عناية الإمام الذهبي في كتابه “المشتبه” وأصبح هذا الكتاب موضع اهتمام من قبل العلماء، وأخطأ في ضبط بعض الأسماء فكتب عليه الحافظ ابن حجر “تبصير المنتبه لتحرير المشتبه” وهذا من أوسع كتب الضبط وأحسنها، وكنا نسمع من شيخنا الألباني مدحاً عجيباً لهذا الكتاب حتى أنه من المفارقات الحسنة أن اليوم الذي قرر فيه تسفير الشيخ من هذا البلد، لملابسات كثيرة، ففي اليوم الذي أخبر فيه بالتسفير أخبر فيه بأن هذا الكتاب قد طبع، فما انتظر حتى أتى بالكتاب ونظر فيه في حال كان الله بها عليم.
و”توضيح المشتبه” كتاب عجيب وهو مطبوع في عشر مجلدات، استدرك على الذهبي وفصل وبين أشياء فاتتة وزاد عليه، وخطأه في أشياء، وهو أوعب الكتب وأحسن الكتب وأضبط الكتب في ضبط أسماء رواة الأحاديث، وهو يغني عن “المشتبه” ويغني عن “تبصير المنتبه” والله أعلم..
السؤال الحادي عشر ما رأيك في طبعة كتاب سنن البيهقي تحقيق الدكتور عبد العلي عبد…
http://meshhoor.com/wp/wp-content/uploads/2017/10/AUD-20171003-WA0026.mp3الجواب: الطبعات التي تعتني بها أوقاف قطر طبعات محكّمة، تمر على لجان من أهل العلم المعتبرين برئاسة الشيخ أكرم العمري، وهي بالجملة جيدة، ولكن كتاب السنن الكبير كتاب يحتاج لجهد عظيم وجهد كبير، ويحتاج العمل فيه إلى جهد زائد عن الجهد المعتاد لكن بالجملة هذه الطبعة هي أحسن الطبعات.
مجلس فتاوى الجمعة
الجمعة 9 محرم 1438هـ –
29 سبتمبر 2017م
رابط الفتوى
خدمة الدرر الحسان من مجالس
الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان ✍✍
للإشتراك في قناة التلغرام http://t.me/meshhoor
السؤال الرابع أخت تسأل ما أفضل طبعة لسنن الدارمي وهل هناك شرح ينصح به الشيخ…
http://meshhoor.com/wp/wp-content/uploads/2017/01/AUD-20170129-WA0026.mp3الجواب :
سنن الدارمي من الكتب العالية .
الإمام الدارمي محمد أبو عبد الرحمن الدارمي شيخ الإمام مسلم ، وروى الإمام مسلم عنه فأكثر ، والإمام مسلم روى عنه أحاديث ليست في سننه ، وفي هذا إشارة إلى أنه أكبر من كتابه .
فالعلماء قسمان:
– قسم كتبهم أكبر منهم.
– وقسم هم أكبر من كتبهم.
فأئمتنا الكبار أكبر من كتبهم
منهم الأمام الدارمي.
عثر بعض الباحثين من قريب ( الاسبوع الماضي ) وهو باحث مغربي على نسخة من سنن الدارمي بخط الأمام زكي الدين عبد العظيم المنذر ي صاحب الترغيب والترهيب ، وهي نسخة مجودة كانت معتمدة عند العلماء ، هي الآن في بيروت على عجلات الطباعة ، أظن أسبوعين زمان تظهر وتكون هذه المفاجئة العظيمة لطلبة علم الحديث ، نسخة بخط أمام مجود أمام كبير وهو الإمام المنذري رحمه الله .
لن نجد نسخة أجود من هذه النسخة ، وأما التحقيق والحكم على الأحاديث والشرح فقد كتب بعض إخواننا المعاصرين كتاب سماه ( فتح المنان بشرح مسند الدارمي أبي عبدالرحمن ) مطبوع بعشر مجلدات ضخام ، تكلم عن الأحاديث وشرح الاحاديث .
فهذه أبرز الجهود التي قامت .
⬅ مجلس فتاوى الجمعة.
⏰ 29 ربيع الآخر 1438 هجري .
2017 – 1 – 27 إفرنجي .
↩ رابط الفتوى :
◀ خدمة الدرر الحسان من مجالس الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان.✍✍
هل حديث أنا بريء ممن فرق واحتزب صحيح وما رأيكم في الحزبية وما هو أحسن…
أما حديث {أنا بريء ممن فرق واحتزب} فوجدت حديثاً قريباً منه، فهو من حديث أم سلمة رضي الله تعالى عنها قالت: {ألا إن نبيكم قد برئ ممن فرق دينه واحتزب}، وهذا الحديث أخرجه القاضي اسماعيل في أحكام القرآن فيما نقل عنه الشاطبي ولم أقف على إسناده حتى أحكم عليه، ووجدته في “الدر المنثور” معزواً إلى عبد بن حميد في التفسير، وهذا التفسير للآن نقول عنه مفقود، ولعله يظهر، وكذلك عزاه لابن منيع في مسنده، ولأبي الشيخ، وظفرت بإسناد ابن نيع في مسنده في كتاب “اتحاف الخيرة المهرة” برقم (767) وفيه راوٍ مجهول، ولذا قال البوصيري عقبه: إسناده ضعيف.
لكن الآية: {إن الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعياً لست منهم في شيء}، وفي قراءة لورش والكسائي والحسن البصري ولعلي بن أبي طالب: {إن الذين فارقوا دينهم……} وفي هذا إشارة إلى أن من فرق دينه فإن مآله أن يفارق دينه.
والحزبية معناها أن نتعصب أو تتحزب لشيخ أو اسم أو شارة أو جماعة، وهذه مذمومة، والأصل في المسلم أن لا يتعصب لأحد، والأصل فيه أن لا يعقد سلطان الولاء والبراء والحب والبغض إلا على دين الله، فيزداد حبك لأخيك بازدياد دينه وعباداته وعلمه وأمانته، أما أن يتعلق قلبي بفلان لأنه من حزبي وإن كان قليل دين، وأبغض آخر لأنه ليس من حزبي، وإن كان عالماً أو صاحب دين فهذا تحزب مذموم.
والحزبية والعياذ بالله من أشد الموانع لقبول الحق فسبب عدم قبول الحق الحزبية، تأتيه بدليل واضح من الكتاب والسنة وأقوال الصحابة فيردها عليك لما تعود من الألفة التي هو عليها، وكلنا يعلم أن أنصارياً ومهاجرياً حصل بينهما نزاع في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم فكل منهم نادى على عشيرته؛ فقال المهاجري: يا للمهاجرين، وقال الأنصاري: يا للأنصار، والمهاجرون والأنصار اسمان جليلان شرعيان محببان إلى الله، وهما خير من الأسماء الموجودة اليوم، فلما سمع النبي صلى الله عليه وسلم هذين الرجلين قال لهما النبي صلى الله عليه وسلم: {أجاهلية وأنا بين ظهرانيكم!}.
فمن حكم حزبه وانصاع إليه دون بينة ولا سيما إن كان في ذلك مخالفة لدين الله، فهذه جاهلية، فعلينا ألا نتعصب إلا للحق، وأن نحب ونبغض ونوالي ونعادي في دين الله وليس في حزب وعلى شيخ، والشيخ الذي يجمع التلاميذ حوله ويأمرهم وينهاهم ألا يسمعوا من غيره هذه حزبية وهذه جاهلية، وكان أيوب السختياني يقول: ((إذا أردت أن تعرف خطأ شيخك فجالس غيره))، فمن يدعوكم ألا تسمعوا إلا منه فهذه حزبية، واسمعوا من كل الناس واجلسوا بين كل العلماء وطلبة العلم، فالحزبية لها أشكال ولها ألوان، وينبغي أن يكون الإنسان حراً طليقاً يدور مع نصوص الشرع، ولا يقبل أن يدور مع نفس الأشخاص المخلوقين.
أما أحسن كتاب كتب عن الحزبية فقد رأيت كتاباً لصفي الرحمن المباركفوري الهندي اسمه “الأحزاب في الإسلام” وهو من أحسن ما كتب في رأيي وظني من الحزبية، والله أعلم.
ما هو أحسن تفسير لكتاب الله عز وجل
هذا سؤال قد سئله غير واحد، فمنهم من قال: قلبك ،ومنهم من قال: الدهر، أي الزمن يكشف لك عن عجائب القرآن.
وربنا يقول: {ولقد يسرنا القرآن للذكر فهل من مدكر}، فالقرآن سهل، ولكن العلة في النفوس التي تقبل على القرآن، فهو سهل ميسور ربنا يسره، والعلة في نفوس الناس، فربنا يقول: {أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوب أقفالها} فالناس لا تنتفع بالقرآن لوجود الأقفال على القلوب.
والمطلوب منا التخلية قبل التحلية؛ أن نخلي نفوسنا عن هواها، وعما يدنسها وعن أمراضها وأن نقبل على كتاب الله بنفوس مطمئنة طيبة، وللقرآن وحشة، والبعيد عنه لما يقرأه يستثقله فالمطلوب أن نزيل هذه الوحشة.
والنبي صلى الله عليه وسلم يبين في الحديث أن القلب الذي ليس فيه شيء من القرآن كالبيت الخرب، لذا فالمطلوب منا أولاً مع القرآن أن نقبل عليه بنفوس مطمئنة، وقلوب فيها حياة سليمة، فيها رقة، فإن فعلنا فهذا هو مفتاح التعامل مع القرآن، والكلام الصعب تقبل على أي تفسير فتقرأه.
والتفاسير متنوعة، وأنصح طالب العلم أن يقرأ من التفاسير ما يخدم تخصصه، فالفقيه يلزمه تفسير القرطبي مثلاً، والمحدث يلزمه أن ينظر في تفسير الطبري أو ابن كثير، وهكذا.
فالعلة في عدم فهم القرآن القلوب المليئة بالشهوات الحريصة على الدنيا، وغير المقبلة على الآخرة، وهذا أكبر سبب لصد الناس عن القرآن.
وبعد أن يقبل الإنسان على قراءة القرآن بالمفتاح الموجود يقرأه قراءة يستكشف الكلمات الصعبة فقط، بتفسير موجز مثل: “زبدة التفسير” أو تفسير السعدي “تيسير الكريم المنان” ثم يبدأ يتوسع فيقرأ “مختصر ابن كثير” ثم يرجع لـ “تفسير ابن كثير” وهكذا، وقد يضطر طالب العلم أن ينظر في بعض الآيات من أكثر من تفسير.
ويعجبني مسلك الشيخ الشنقيطي رحمه الله، ففي تفسيره قال: لا يلزم كل آية تفسر، ففسر الآيات التي تحتاج إلى استنباط أحكام ووقع فيها خلاف فحررها وأبدع رحمه الله تعالى، فأنصح بالنظر في تفسير “أضواء البيان “.
لكن المهم أن الذي يريد أن يستفيد من القرآن أن يقبل على الآخرة وألا يتعلق بالدنيا، وأن يطهر نفسه من أدناسها فحينئذ ينتفع بالقرآن، {إن في ذلك لذكرى لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد}، فيكون شهيداً حاضراً فهنا يقع النفع من القرآن.
أما إن كنت تقرأ القرآن على خطاب من قبلنا وأنت غير معني، أو على أنه كتاب ثقافة كما تقرأ غيره، فالنفع حينئذ بالقرآن قليل، فالعلة في عدم استفادة الناس من القرآن اليوم نفوسهم وقلوبهم وعدم التزكية وتدنيس النفس بالذنوب والمعاصي، والله أعلم.
استشكل علي العلم فتارة أقرأ فقها وتارة عقيدة وتارة أحفظ فإنني مشتت الفكر فلم أستطع…
أما الاستشكال فهذا لا يقع إلا من حريص على الوقت، وأن يقع الإنسان في الاستشكال فهذا علامة من علامات بدايات الفهم، وكثير من الطلبة يبدأ متحمساً وبعد أن يقرأ مجموعة من الكتب يبدأ يستشكل المسائل، وهذا الاستشكال ينبغي أن يدفعه إلى الأمام، وما ينبغي أن يصيبه إحباط بسببه ذلك أن أول علامات الفهم استشكال المسائل، ورحم الله الشافعي فإنه كان يقول: كلما تعلمت مسألة ازداد علمي بمقدار جهلي، فأكثر الناس علماً هم أكثرهم هضماً لأنفسهم، ولذا قالوا: العلم ثلاثة أشبار من دخل الشبر الأول منه تكبر، ومن دخل الشبر الثاني منه تواضع، ومن دخل الشبر الثالث منه علم أنه لا يعلم شيئاً، فمآل العلم أن يعلم الإنسان أنه يعلم شيئاً فينظر إلى نفسه ويعرف حقيقة نفسه الأمارة بالسوء.
وطالب العلم ينبغي أن يحرص على وقته، وكان عمر يقول: (تفقهوا قبل أن تسودوا) أي احرصوا على الفقه قبل أن تصبحوا أصحاب سيادة، وكان سفيان يقول: (طالب العلم إن تزوج ركب البحر، فإن جاءه الولد انكسر به المركب) فإن كان طالب العلم شاباً صحيحاً ليس ذا عيال ولا مسؤولية ولا مهنة، وإنما هو في طور الطلب، فهذا بإمكانه أن يبني نفسه بنفسه، وأن يتقدم، وينبغي أن يكون التقدم سريعاً وتكون القراءة والتحصيل كثيراً، وهذا يحتاج إلى همة.
وقد ألف الإمام الصنعاني رسالة بديعة سماها: “إرشاد النقاد إلى تيسير الاجتهاد” قرر فيها أن الاجتهاد في عصره أيسر بآلاف المرات من الاجتهاد في العصور الأول، لأن العصور الأول كان الإنسان لا يستطيع أن يتحصل على الكتب، ولا أن يضبطها وكانت الكتابة قليلة، والآن الكتب كثيرة، والفهارس موجودة، لكن العلة اليوم في الهمة، وما أيسر الطلب وما أكثر العلم، لذا قال النبي صلى الله عليه وسلم: {من أشراط الساعة ظهور القلم}، ومع استخدام القلم فإن من أشراط الساعة أن يرفع العلم ويلقى الجهل.
وياليت كثيراً من الناس لا يحسنون القراءة والكتابة، حتى يعرفون الحرص على حلق العلم، فكثير من الناس لا يجلسون في حلق العلم بسبب أنهم يعرفون القراءة والكتابة، فيقول أنا أقرأ، لكنه لا يجلس ولا يقرأ ولا يتعلم ويبقى جاهلاً ويستخدم القلم، ولا حول ولا قوة إلا بالله.
ونصيحتي لطالب العلم أن يكون كالشجرة التي ينبغي إن نبتت أن تكون وارفة الظلال شديدة قوية، يجلس حولها ويتفيأ في ظلها عدد كبير، وألا يكون كالبقلة فينشغل بمسائل طنانة ومسائل موسمية، من غير ملكة ولا يكون فقيه نفس، ولا يتأصل ولا ينشغل بمسائل الباعث لانشغال بها غالباً الرئاسة والتقدم وأن يكون له وجود في المجالس، فالنبتة التي تزرع بسرعة كالبقل وغيره تنبت خلال أيام، لكن لا يتفيأ أحد في ظلها.
واليوم الناس بحاجة إلى من يغرس نفسه في باطن التربة، وأن يطول عليه الأمد والزمن، بحيث إن خرج يكون شجرة وارفة الظلال، يتفيأ الناس في ظلها، من حرارة الشبهات والشهوات الموجودة في المجتمعات بحيث يقع النفع والبركة بهذا الطالب.
وطالب العلم يستخدم المثل الذي يذكر على وجه الذم، لكن هو يحوره ويستخدمه على وجه المدح، وهو ((فرق تسد)) فهذا مثل سيء يقصد فرق بين الأمم تسد، لكن طالب العلم يستخدمه استخداماً شرعياً صحيحاً، فيقول: أفرق المسائل وأفرق العلوم حتى أسود، فينشغل بالمهم فالأهم، وينشغل بداية في بعض العلوم حتى ترسخ قدمه فيها، ثم ينتقل إلى علوم أخر.
ويصعب على طالب العلم أن ينشغل على وجه الحذق والإتقان ومعرفة العلوم على التفصيل في جميع أنواع العلوم فلا بد أن يفرق بين هذه العلوم فيبدأ مثلاً بالتوحيد والتفسير، ثم بعدها مثلاً يبدأ باللغة والأصول، وبعدها بالفقه وعلم المصطلح، وهكذا، يفرق بين العلوم حتى ترسخ قدمه فيها.
وينبغي لطالب العلم على أن يتقن العلوم على المتون المعتبرة عند أهل العلم، فتضبط أي علم على متن معتبر عند العلماء.
أما بالنسبة للحفظ فالذي أنصح به أنه أولى ما يتوجه إليه الحافظ كتاب الله، ثم أحاديث الأحكام مثل عمدة الأحكام أو بلوغ المرام فإن يسر الله لهذا الطالب أن يبقى مستمراً في الطلب حتى يجلس ليدرس ويقع الانتفاع به، فإنه سيسأل عن الأحكام الشرعية وجُلُّ الأحكام الشرعية مركبة على أحاديث الأحكام، فهو بحاجة إلى أن يحفظها ويستحضرها، وحفظ النصوص التي فيها العصمة مقدم على حفظ كلام البشر.
وطلبة العلم متفاوتون في الحفظ ووجدت بالتجربة ومن خلال المقابلة مع مجموعة من الأعلام والعلماء في هذا الزمان أن من رزقه الله حفظاً فتحقيقه قليل، ومن رزقه الله تحقيقاً فحفظه قليل، وقل من يجمع بين الأمرين، وهذا دلالة على نقصان الإنسان، وعلى أن التفرد إنما يكون لله عز وجل في الكمال.
ولا بد لطالب العلم أن يكون في محفوظه شيء من نصوص الوحي، وأيضاً مما يستملح من الآثار ومن أقوال السلف، ومن الأشعار ومن الحكم والأمثال والقصص فهذه أمور حسنة، وهي بمثابة الملح، لكن لا ينشغل بها، فطالب العلم ما ينبغي أن يكون قصاصاً، لكن لا بد أن تكون له مشاركة في أن يمس مشاعر الناس وأن يحفظ شيئاً مما يحتاجه الناس في الوعظ وغيره، هذه نصيحتي للسائل والله الموفق.
ما رأيكم في كتاب فخر الدين الرازي مفاتيح الغيب
كتاب مفاتيح الغيب تفسير الرازي ، فسر فيه القرآن خرج فيه عن منهج السلف في الأسماء والصفات فأول واختار مذهب الأشاعرة بقوة ، ورد كثيراً من الآيات والأحاديث ، واستطرد في ذكر الشبه ، حتى أنهم قالوا فيه : يذكر الشبهة نقداً ، ويجيب عليها نسيئة ، يذكر الشبهة ويفصل فيها ، ثم يقول الجواب عن هذه الشبهة يأتي فيما بعد ، وقد يأتي بعد عشرة أجزاء ، فتعلق الشبهة في النفس والجواب لا يبقى على البال ، وقد يفصل كثيراً في الشبهة ويردها بكلام موجز لا يسمن ولا يغني من جوع ، استطرد كثيراً في العلوم العقلية ، حتى قيل في تفسيره أنه حوى كل شيء إلا التفسير ، فبإيجاز هو نافع لطالب علم شبعان ريان من علم الشريعة يعرف الأصيل من الدخيل ، ويعرف الجيد من الرديء ، ويعرف الصحيح من السقيم ، أما أن ينشأ عليه طالب العلم المبتدىء في التفسير فلا ، والله أعلم .
ما هو القول في كتاب الحيدة من حيث ثبوت نسبته إلى عبدالعزيز الكناني وما رأيكم…
كتاب “الحيدة” مادته حسنة بالجملة، وهو مناظرات من عبدالعزيز الكناني لبشر المريسي أمام المأمون، والمناظرات قوية مفحمة، تبين سداد وصواب مذهب أهل السنة في مسألة كلام الله عز وجل، وأن القرآن غير مخلوق، فمادته علمية جيدة.
لكن شكك غير واحد من أهل العلم في صحة نسبته لصاحبه، والتشكيك له أسباب وهي: ما ذكره الحافظ ابن حجر في “اللسان” في ترجمة عبدالعزيز الكناني، قال: كيف ينصر المأمون الاعتزال ويؤذي أهل السنة، وقد قامت هذه المناظرات بين يديه، كما هو في الكتاب، وقد أفحم بشر المريسي ولم يتكلم بكلمة، فالأصل أن يكون المأمون إن كانت هذه المناظرات واقعية صحيحة أن ينصر مذهب أهل السنة، لأن الحج لائحة، ولم يبق كلام أبداً لبشر، فيستبعد أن يبقى المأمون على مذهبه وأن يؤذي أهل السنة، وهذا كله قد جرى على هذه التفصيل بين يديه.
وقد قال ابن حجر هذا الكلام بعد أن نقل كلام الذهبي في الميزان، وهو أن في إسناده هذا الكتاب رجل اسمه محمد بن الحسن بن الأزهر، اتهمه أبو بكر ابن الخطيب بالوضع، فقال عنه: وضاعاً، فكتاب في سنده وضاع وحاله كما قال ابن حجر: فهذه النسبة لم تثبت.
وهناك مسألة الخلاف فيها كبير بين العلماء، وهي هل يحتاج الكتاب إلى إسناد كالحديث؟ أم أن شهرته تكفي؟ فمنهم من قال تكفي الشهرة فإذا اشتهر عند أهل العلم أن فلاناً قد ألف كتاباً، فهذا يكفي، فما نحتاج لأن نثبت أن البخاري ألف صحيحاً مع أن إسناد البخاري موجود إلى اليوم.
وطبع حديثاً الشيخ علي الفقيهي كتاب “الحيدة” ومال في مقدمته إلى صحة النسبة، وأيد كلامه بأمرين، بعد مناقشة ما ذكره الحافظ ابن حجر في المأمون، فقال قد يبقى الإنسان على مذهبه ويسمع كلاماً يفحم، ويكون هناك دواعي تبقيه، فهذا لا يكفي.
ثم قال: أما موضوع إسناد الكتاب وأن فيه وضاعاً، فقد ثبت نقله لابن بطة في كتابه الإبانة، ينقل عن كتاب الجيدة بإسناد آخر رواته ثقات، فيا من تنكرون هذه النسبة بسبب هذا الرجل، هناك سند آخر، وأكد كلامه بالشهرة وأفاض في نقل العلماء عن هذا الكتاب فأثبت أن ابن تيمية وابن القيم والذهبي وحتى ابن حجر قد نقلوا عن هذا الكتاب وعزوه إلى صاحبه، فالقلب يميل إلى صحة النسبة، مع وجود إسناد ابن بطة في كتاب الإبانة، والله أعلم.
السؤال الثالث كتاب الطب النبوي المطبوع قديما وحديثا المنسوب إلى الإمام محمد بن أحمد بن…
http://meshhoor.com/wp/wp-content/uploads/2017/07/AUD-20170723-WA0051.mp3الجواب: حقيقة المسألة ترددت فيها حتى وجدت نسخة خطية محفوظة في مكتبة أيا صوفيا بتركيا تحت رقم 1510 وهي ليست موجودة في فهارس هذه المكتبة و كتاب الطب النبوي في هذه النسخة منسوب إلى الإمام علاء الدين بن الحسن علي بن المهدي عبد الكريم بن طرخان بن تقي الحموي الصفدي الطبيب ، وعلى هذه النسخة اختار منه محمد بن أحمد الذهبي و اختياره بمقدار النصف الأصلي ،الذهبي عمله إنما هو الإختيار ، والإمام الذهبي رحمه الله قام بهذا الإختيار وهو في بيته وهو في بيت هذا الطبيب ،رأى كتابا حسنا في الطب فرأى منه شيئا يخص الشريعة و شيئا يخص الطب فلخص منه بمقدار النصف فيما يفيد طلبة العلم فالكتاب ليس له إنما عمله إنما هو الإختيار.
⬅ مجلس فتاوى الجمعة.
27 شوال – 1438 هجري.
2017 – 7 – 21 إفرنجي
↩ رابط الفتوى:
⬅ خدمة الدرر الحسان من مجالس الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان.✍✍
⬅ للاشتراك في قناة التلغرام:
http://t.me/meshhoor