ما صحة الأحاديث التالية من تتبع عورات الناس تتبع الله عورته وحق الأخ الأكبر على…

أما {كن مع الله ولا تبالي}، فهذه حكمة دارجة على ألسنة الناس وليست بحديث مرفوع و لا يجوز نسبتها لرسول الله صلى الله عليه وسلم، أما {من تتبع عورات الناس تتبع الله عورته} فهذا صحيح لغيره وفي هذا الحديث تهديد ووعيد، لمن تتبع ونقصد أن يعلم عورات الناس، فإياك أخي الحبيب أن تنشغل بهذا، اجعل الناس على العافية، واجعل الناس على ستر الله لهم، واترك تتبع عوراتهم، فإن فعلت فإن الله سيعاملك جزاءً وفاقاً لما قمت به، فإن الله قد تكفل بأن يظهر عوراتك، وكم من إنسان ذكي، وطالب علم بدت عليه في البدايات علامات وأمارات البلوغ لكنه انقطع في الطريق لما بدأ ينشغل بعورات العلماء وطلبة العلم، ففضحه الله عز وجل على رؤوس الأشهاد، وأصبح إن ذكر لا يذكر إلا بسوء وشر.
 
وأما قوله: {حق الأخ الأكبر على الأخ الأصغر كحق الوالد على ولده} فهذا حديث ضعيف رواه أبو نعيم في “أخبار أصبهان 1 122” عن أبي هريرة رفعه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وإسناده مظلم فيه محمد بن مشكان والساءب النكري وهما لا يعرفان ثم وجدته في مراسيل أبي داود، عن سعيد بن عمرو رفعه ولم تثبت له صحبة، فالحديث له طريقان: طريق إسناده مظلم وطريق آخر مرسل، ولا يحسن الحديث بمثل هذين الطريقين، فهو ضعيف، ويغني عنه قوله صلى الله عليه وسلم: {ليس منا من لم يوقر كبيرنا ويرحم صغيرنا ويعرف لعالمنا حقه}، فالأخ الكبير ينبغي أن يحترم من باب التوقير.

السؤال الثامن ما معنى حديث بدأ الإسلام غريبا وسيعود غريبا فطوبى للغرباء

http://meshhoor.com/wp/wp-content/uploads/2017/04/AUD-20170402-WA0041.mp3 ؟
الجواب : هل الإسلام سيعود ضعيفا ؟
الإسلام ما كان ضعيفا ، الضعف في حق المسلمين.
هل انهزم الإسلام ؟
لا والله ما انهزم الاسلام .
ولا في يوم من الأيام؟
لا والله ولا في يوم من الأيام انهزم الإسلام.
المسلمون هل انهزموا؟
المسلمون ينهزمون، في معركة أحد انتصر الإسلام ، وانهزم المسلمون، ولذا أبو سفيان لما سأله هرقل عن النبي صلى الله عليه وسلم مع أعدائه، قال : الحرب سجال بينه وبينهم، فتارة ينهزمون وتارة ينتصرون، وفي هذا إشارة إلى أن لله قواعد في النصر لا تنخرم ،وتنطبق على زمن النبي صلى الله عليه وسلم ومن معه إلى يوم الدين.
الإسلام بدأ غريبا وسيعود غريبا فطوبى للغرباء .
الغربة أن تكون أنت المحق، ومن حولك يغلب عليهم الغفلة، يغلب عليهم عدم التحري ،ومعرفة حكم الله في المسائل، يتابع بعضهم بعضا، فسنة الله ماضية في كونه ، أن الضعيف يجاري القوي، والجاهل يجاري العالم، وأن الصغير يجاري الكبير.
واليوم، سبب تقليد الناس للغرب ليس بغضا في الاسلام والنبي صلى الله عليه وسلم وهديه، وإنما هي سنة ، دائما المغلوب يتبع الغالب، ولا يبقى قائما وثابتا إلا القوي، فالغريب هو القوي، وليست الغربة دلالة على الضعف .
ماذا يعني الغريب هو القوي ؟
هو الذي لا يقيم وزنا للمغلوب إن تابع الغالب، هو يبقى متابعا للنبي صلى الله عليه وسلم، فيشعر بالغربة، يشعر بالغربة في بيته، يشعر بالغربة في حيه ،وبين جيرانه، الناس يتابع بعضهم بعضا، الناس – كما يقول العلماء – كأسراب القطا يتبع بعضهم بعضا ، كأسراب الطيور يتبع بعضهم بعضا ، إلا الغريب، فالغريب لا يتبع أحدا، ،الغريب لا يتبع إلا من يراه يستحق الإتباع .
فآخر الزمان بدأ الاسلام غريبا كأول الإسلام ، وآخر الإسلام يكون الإسلام غريبا، يوجد اقوام كأصحاب محمد صلى الله عليه وسلم ، عل منهج أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم، لا يتابعون الناس ولا يقيمون وزنا للكثرة، وانما يقيمون وزنا للمحق، هذا ضعف أم قوة؟
هذا قوة .
فهل يوجد تلازم بين الغربة والضعف؟
لا، الغربة تشير للقوة ، والغربة ليس فيها ضعف .
⬅ مجلس فتاوي الجمعة
2017-3-31 افرنجي
3 رجب 1438 هجري
↩ رابط الفتوى:
◀ خدمة الدرر الحسان من مجالس الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان✍✍
⬅للإشتراك في قناة التلغرام:
http://t.me/meshhoor

هل هذا حديث استعينوا على إنجاح حوائجكم بالكتمان فإن كل ذي نعمة محسود وما المقصود…

هذا الحديث حسنه شيخنا الألباني رحمه الله، والعلماء قديماً بينهم خلاف فيه.
وبعض الناس يستدل بهذا الحديث على العمل السري، وعلى التحزبات السرية، ويقول: نبدأ بالدعوة سراً كما بدأ النبي صلى الله عليه وسلم بالدعوة سراً ثلاث سنوات، وهذا كلام باطل، ما أنزل الله به من سلطان، وديننا كامل ولا يوجد في ديننا شيء فيه سر، وصح عند أحمد عن عمر بن عبد العزيز رحمه الله قال: {إذا رأيتم أناساً يجتمعون على سر في دين الله فاتهمهم}.
فالدين ليس فيه أسرار، الدين: قال الله، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم، والدين يقال لكل البشر، ومات صلى الله عليه وسلم والدين كامل، وهذا الحديث الذي يستدل به أهل التنظيمات على السرية، استدلالهم به باطل، لأن النبي صلى الله عليه وسلم يقول فيه: {فإن كل ذي نعمة محسود}. فمقصود الحديث أن صاحب النعمة من أسباب درء الحسد عنه، وعدم الإصابة بالعين أن لا يظهر النعمة.
وهذا لا يعارض قوله صلى الله عليه وسلم: {إن الله يحب أن يرى أثر نعمته على عبده}، فصاحب النعمة يتنعم بها، وتظهر عليه، لكن لا يغالي في ظهور النعمة، وإن تفرس في بعض الناس أنهم أهل حسد، وأصحاب عيون فارغة ولا يتقون الله، فلا يظهر هذه النعمة عليهم، ويظهر النعمة على من يثق بدينه، ولا يحسد، ويرضى بقدر الله عز وجل، فلا تعارض بين الحدثين، والله أعلم….

السؤال العاشر ما حكم من كذب بأحاديث الآحاد الصحيحة

ا
الجواب : حديث الآحاد جاء عن واحد عن واحد عن واحد ، ليس جمع عن جمع عن جمع، وديننا واحد عن واحد عن واحد ، ديننا كله عن محمد صلى الله عليه وسلم عن جبريل عن رب العالمين، هذا ديننا .
في مشكلة في المسألة وهذه المشكلة لا يتخيلها ولا يقدر على تشخيصها إلا الحاذق من أهل العلم .
العلوم أصبحت حدود ورسوم وليست حقائق ومعاني ، علماء المنطق ، وعلماء الكلام حصروا اليقين في المتواتر، فقالوا : الآحاد لا يفيد إلا الظن ، وهذا خطأ جسيم، فعلماء الحديث الذين يعرفون الرواة وطبقات الرواة، يقوم عندهم بالقرائن والأحوال أن اليقين دون تحصيل حد المتواتر ، فحصر اليقين بالتواتر خطأ.
لم يقل أحد البتة أن أحاديث الاحاد ليست بحجة في الأحكام، وإنما النزاع في أحاديث الآحاد في العقائد .
والعلماء وعلى رأسهم الإمام الشافعي في كتابه الرسالة، ولابن حزم في الأحكام كلام بديع في الرد على من زعم أن أحاديث الاحاد لا يؤخذ بها في العقيدة، وهذا كلام المعتزلة ومن لف لفهم ومن صار على منهجهم، وكادت المسألة أن تموت حتى أحياها تقي الدين النبهاني مؤسس حزب التحرير في الجزء الثاني من كتابه الشخصية الإسلامية، فزعم أن أحاديث الاحاد لا تؤخذ به في العقيدة، وهذا الزعم بلاشك باطل هذا الزعم قائم على التقسيم والتنويع المنطقي المحض الذي يحصر اليقين فقط في المتواتر والأمر اصلا خطأ، يعني لو النبي صلى الله عليه وسلم سمعه ابو هريرة يقول بحديث في العقيدة ،فهذا واحد عن واحد فهل وقع اليقين ام لم يقع؟
وقع اليقين .
هل كلامه حجة؟
قطعا كلام النبي عليه السلام حجة، أن سمعه جمع؟ ويفقد الحجية أن سمعه واحد؟ !!!
ما يقول بهذا عاقل .
خذ عني هذه الأمور الثلاثة وهي من المهمات جدا ولم أرها في كتاب، ولكن جاءت بعد التأمل، والمسألة مبحوثة من أكثر من أربعين سنة، نبحثها مع حزب التحرير .
الأولى :
قولكم إن العقيدة لا تؤخذ من حديث الأحاد ، كلامكم هذا عقيدة ، فحتى نمشي لكم هذا فنحتاج إلى يقين على هذه القاعدة، واليقين عندكم معدوم ، فعاملنا قاعدتكم بعدم الأخذ بحديث الاحاد بالقاعدة نفسها .
الثاني : هاتوا لنا حديثا يؤخذ به في العقيدة، من يعرف فيكم حديث متواترا ؟ أي حديث؟
الجواب : حديث من كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار .
يا من قلت من كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار، حديث متواتر اعطيني اسانيدك حتى تثبت لي أنه متواتر ، قال : و لا إسناد عندي ، أنت قلت حديث متواتر من اين لك ذلك .
قال قال ، ابن حجر متواتر قلنا متواتر، اريد أن التواتر بعد انقطاع عهد الرواية أصبح إثبات تواتره بالاحاد ، بعد أن انقطع عصر الرواية أصبحت دعوى التواتر بآحاد ،فلازم قولكم الاحاد لا يؤخذ به في العقيدة، إن السنة النبوية لا يحتج بها في العقيدة البتة، لأن عهد الرواية انقطع ، وكفى بهذا القول بشاعة و شناعة وسوءا وضرا .
الثالث: والأخيرة، نقول لهم هاتوا كتابا واحدا في المعتقد بناه صاحبه على المتواتر فحسب، فهل تعرفون كتاب تدلونا عليه في العقيدة
ويكون هذا الكتاب فقط يستدل بالاحاديث المتواترة ؟
قالوا : لا ، لا نعرف .
إذا عقائد المسلمين اليوم مضطربة فما بينا الحديث المتواتر من حديث الاحاد ويكفي هذا القول شناعة ايضا
فهذه المسائل الثلاث المهمة تفيد أن أحاديث الاحاد حجة في الأحكام وحجة في العقائد والله اعلم.
⬅ مجلس فتاوى الجمعة
2017 – 3 – 31 إفرنجي
3 رجب 1438 هجري
↩ رابط الفتوى :
◀ خدمة الدرر الحسان من مجالس الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان. ✍✍
⬅ للإشتراك في قناة التلغرام :
http://t.me/meshhoor

السؤال الرابع هل حديث ليلة النصف من شعبان صحيح

http://meshhoor.com/wp/wp-content/uploads/2017/05/AUD-20170507-WA0051.mp3 
الجواب:- الأخ يسأل عن ليلة النصف من شعبان وهي قريبة علينا .
 
وما هو حديث ليلة النصف من شعبان ؟ ” أن الله جل في علاة يتنزل ويغفر لكل أحد إلا لمشرك أو مشاحن ” هؤلاء الذين لا يغفر لهم ، وقد قيل في تفسير المشاحن المبتدع وهو قول ضعيف، والظاهر أن المشرك من الإشراك من الشرك والمشاحن من هجر أخاه لحظ نفسه .
 
من هجر أخاه لحظ نفسه فقد ثبت في حديث أنس في الصحيحين قوله صلى الله عليه وسلم ” لا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث ”
فأنا غضبت منك في شيء دنيوي إو أنت غضبت مني يجوز شرعا أن أهجرك وأنت تهجرني ثلاثة أيام ،يحرم ان يزيد الهجران من أجل حظ النفس عن ذلك – النفس تغلي وتفور وتتأثر والإنسان ضعيف – فمسموح لك أن تهجر أخاك ثلاث أيام ثم بعد ذلك النبي صلى الله عليه وسلم يقول كما في سنن أبي داوود ” وخيرهما الذي يبدأ في السلام ” خير هؤلاء الإثنين المتهاجرين من لقي أخاه الذي يبدأه في السلام، فخير الاثنين ولذا قال بعض أهل العلم بناءا على هذه الرواية أن بالسلام ينقطع الهجران ولا يلزم ان تبقى العلاقة بعد الهجران كحالها قبله فلا يلزم ذلك .
 
فخيرهما الذي الذي يبدأ في السلام فمجرد أن تسلم على أخيك انقطع الهجران .
 
فالله جل في علاه كما في الحديث والحديث صححه شيخنا وجمع كابن حبان والحاكم وغيرهما فليلة النصف من شعبان جائز لكل البشر قبل أن يدخلوا في رمضان أن يحسن الإنسان علاقته مع سائر إخوانه والرب عز وجل كريم غفور رحيم يتجاوز عن حقوقه إذا دخلت هذه المدرسة فتخرج وقد غفر لك، أما إذا بقي الهجران فأجر صيامك وأجر قيامك يحبس ولا يرفع حتى تترك الهجران ،فالإنسان في هذه المهلة يعني ينظر في علاقته مع الناس فمن ساءت علاقته معه فليحسنها اليوم في أزمات في العلاقات حتى مع أقرب الناس للإنسان أحيانا فيه تأزمات مع الأشقاء والأسوأ والأدهى والأمر مع الأخوات مع الرحم الضعيف، والرحم  ليس الأنثى فقط الأنثى والذكر رحم ولكن الأنثى ضعيفة ،فبعض الناس له هجران مع أخواته أو مع إخوانه أو مع جيرانه أو ما شابه فالواجب على الإنسان في هذه الحال أن يترك الهجران لله وأن يدخل رمضان وقد حسنت علاقته مع الناس .
 
⬅ مجلس فتاوى الجمعة  .
 
9 شعبان 1438 هجري
2017 – 5 – 5 إفرنجي
 
↩ رابط الفتوى :
 
◀ خدمة الدرر الحسان من مجالس الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان.
 
✍✍⬅ للإشتراك في قناة التلغرام :
 
http://t.me/meshhoor

هل هذا حديث لا يلدغ المؤمن من جحر مرتين وما معناه

هذا حديث ثابت في الصحيحين، وفي بعض طرقه: {لا يلدغ المؤمن من جحر واحد مرتين}.
فالأصل في المؤمن أن يكون فطناً  آخذاً بالأسباب رابطاً إياها بالمسببات والنتائج، وخير من يوقعنا على معنى هذا الحديث سيرته صلى الله عليه وسلم فسيرته مليئة بفطنة المؤمنين ونور بصيرتهم وصدق فراستهم.
وأضرب على ذلك مثالاً واحداً فما حصل مع النبي صلى الله عليه وسلم في ساعات كانت أشد ما يمكن أن تكون عليه وعلى صحبه، وهي الساعات العصيبة التي قضاها صلى الله عليه وسلم ومن معه في غزوة الخندق فقد تغلب في هذه الغزوة على المسلمين المشركون بسائر أصنافهم، واختلاف اتجاهاتهم، فاجتمع عليهم الشر كله، فاجتمع عليهم المنافقون في المدينة، وهذا أخبث وأخسأ أنواع الكفر، واليهود في شمال المدينة وكفار قريش في جنوبها فأصبح النبي صلى الله عليه وسلم مطوقاً من كل ناحية فأصبح النبي صلى الله عليه وسلم كما يقولون: بين فكي كماشة.
والنبي صلى الله عليه وسلم يوحى إليه، لكن أيضاً النبي صلى الله عليه وسلم يأخذ بالأسباب فيدبر ويخطط ويقاوم العدو بما معه، وكثير من المسلمين في هذه الأيام أصابتهم السذاجة فيظنون أن المهدي لما يظهر في آخر الزمان أن بيده عصا سحرية يقتل بها ويحارب، لكن الحقيقة أن المهدي يتسلح بسلاح العصر، ويخطط كما يخطط أهل العصر، فهو بشر من الناس يأخذ بالأسباب كما كان يفعل النبي صلى الله عليه وسلم فإنه صلى الله عليه وسلم لم يكن غافلاً عما يجري حواليه.
وبعد غزوة الخندق لم يجتمع عليه الكفار أبداً، ولو اجتمعوا عليه لوقع  في مثل هذا المحذور، وحاشاه صلى الله عليه وسلم أن يقع في مثل هذا المحذور، فبعد هذا الاجتماع  للكفار، فكر النبي صلى الله عليه وسلم وتأمل ووضع الأشياء في أماكنها، ومن بين ما ألهمه الله عز وجل من أسباب حتى لايقع عليه هذا المحذور ثانية، ولا يلدغ من هذا الجحر مرة ثانية صلح الحديبية ومن يقرأ تفسير قوله تعالى: {إنا فتحنا لك فتحاً مبيناً} يجد أن الفتح المبين هو صلح الحديبية.
وصلح الحديبية في الظاهر أدخل على المسلمين شر، وفي الباطن خير عميم، وكان سبباً من أسباب انتصار المسلمين وكسر شوكة المشركين، على سائر شاراتهم وأسمائهم وألوان كفرهم.
فلما عقد النبي صلى الله عليه وسلم صلحاً كان يعلم مع من يعقد، فالذي يفي بعهده إن عاهد هو العربي، ويستحيل أن ينقض عهده، فلذلك عقد النبي صلى الله عليه وسلم العهد مع العرب الأقحاح الذين يحفظون العهد والوعد، وفي فهمي وتدبري أن صلح الحديبية كان بين عينيه، وما خرج من المدينة إلا إليه، ولم يخرج معتمراً، وإن أظهر الاعتمار، فخرج بسلاح خفيف، والكفار الآن بين أمرين، أن يمنعوهم أو أن يقبلوهم.
والعربي كما يقول ابن خلدون: عنجهي بطبعه ما لم يسوسه الدين، فالعربي من غير دين عنجهي، وفيه كبر ويركب رأسه، وقد يصل ركوبه  رأسه إلى حماقة، وقريش حريصة على أن تظهر أن مكة ليست لهم فقط، وإنما هي موئل الحجيج، ولهم في هذا مكاسب كثيرة، فلا يستطيعون أن يردوا المسلمين حجاجاً أو معتمرين، وأيضاً لا يستطيعون أن يقبلوا رسول الله صلى الله عليه وسلم فلم يبق في الخيار إلا يبقوا على عنجهيتهم، أو يعقدوا عقد فيبقوا على ما هو متعارف عليه بين الأمم من أن مكة هذه موئل لجميع الناس في الحج والعمرة، فيحصلوا ما يريدون ولا يستطيعون ذلك إلا أن يبرموا عهداً مع رسول الله صلى الله عليه وسلم.
والقصة معلومة، وكيف أن عمر قال للنبي صلى الله عليه وسلم على أي شيء نعطي الدنية من ديننا، لكن كان النبي صلى الله عليه وسلم حريصاً على الصلح  وقد جاء أكثر من طرف من الكفار حتى جاءه رجل وعلم أنه صاحب سياسة  وود، وأنه جاء للحوار، فأبرم معه العقد ورجع.
وبهذا يكون النبي صلى الله عليه وسلم قد كسر أحد فكي الكماشة، وهو كفار قريش وتفرغ بعد ذلك لليهود والمنافقين، ثم بعد ذلك يأتي مكة فاتحاً، فصلح الحديبية هو الذي فتح مكة.
إذاً فالنبي صلى الله عليه وسلم أخذ بالأسباب و{لا يلدغ المؤمن من جحر مرتين}، هذه سنة لله شرعية، فينبغي للمسلمين أن يسلكوا سنة الله الكونية، فتتوائم سنة الله الشرعية مع سنة الله الكونية، وألا يكونوا أغبياء، فلا ينتبهوا للأخذ بالأسباب، فينبغي أن نفهم دين الله عز وجل، ونعمل له على حسب ما يتيسر لنا من الأسباب، والمؤمن إن كان فطناً ذكياً صاحب فراسة فإنه لا يلدغ من جحر مرتين، وإن لدغ من جحر واحد مرتين فإنه ينتفي عنه كمال الإيمان، والحديث على ظاهره ولا يحتاج أكثر مما ذكرنا، والله أعلم…

السؤال العاشر هل يجوز الاستدلال بالاحاديث المعلقة في كتاب البخاري وهل هي حجة…

↙ الجواب :
? البخاري في بعض الأحاديث لم يصلها ، لم يذكر اسنادَهُ إليها ، وأحيانا يذكُرُ طرفًا
? الطرف الذي حذفه وجزم به فهو حجة
⤴ وما ذكره الإمام البخاري بصيغة التمريض كقوله ” رُويَ” هذا في البخاري
⤴ وبعض الناس لانه لا يعرف منهج الامام البخاري يستدّل بأحاديث البخاري ويُضعّفها
⤴ البخاري في كتاب الصيّام يقول ” وروي ” ، عن ابي هريرة أن النبيّ صلى الله عليه وسلم قال : ( من أفطر يومًا في رمضان لا يُجزئه صيام الدهر ) ، هذا حديث الإمام البخاري ضعّفه
⁉ لمّا سُئل البخاري عن الحديث ضعّفه والحديث في صحيح البخاري معلّق ، ليس له اسناد ، وعلّقه الامام البخاري بصيغة “التمريض “وليس بصيغة ” الجزم” و قال ” روي”
⤴ فالبخاري إن علّق وجزم فهو صحيحٌ عنده
⤴ وان علّق ومرّض فذكره بقيل ” روي ” وما شابه فهذا ضعيفٌ عنده ، والله تعالى أعلم .
✍?✍? فريق تفريغ دروس وفتاوى الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان ▶

السؤال السابع هل عمل الشيخ الألباني في السنن الأربعة صحة وضعفا هو حكم على…

http://meshhoor.com/wp/wp-content/uploads/2016/10/AUD-20161023-WA0004-1.mp3 الجواب : جامعة الدول العربية المكتب التعليمي فيها كان عنده مشروع في تصحيح خدمة الكتب السنن الأربعة وأوْكل به شيخنا رحمه الله العمل بهذا وكان العمل معه قد عقد خلال مدة معينة ،حدد للشيخ مدة معينة فالشيخ لأنه حُبس في هذه المدة وإنجاز هذه العمل في هذه المدة اضطر أن يصنع شيئاً ، وهذا الشيء غفل عنه كثير من الناس وكثير من إخواننا طلبة العلم الحريصين على كتب الشيخ كان يلومني لما جمعت أحكام الشيخ على السنن مسندة ويقول لي أنت ما اعتمدت آخر أحكام الشيخ . قلت: أحكام الشيخ في سننه الأربعة دقيقة وللأسف قليل من يعرف منهج الشيخ، أنت تحاكمني بمنهج مؤلف، ما تحاكمني في أن هذا آخر حكم الشيخ أم لا ، للشيخ منهج لا يجوز لمن أراد أن يعتني بالكتب أن يغير منهج المؤلف ,تغيير منهج المؤلف جريمة، فشيخنا رحمه الله تعالى كان له منهج ,الأحاديث عرضها على كتبه التي طوّل التخريج فيه كالسلسلتين الصحيحة والضعيفة وكأبواب الغريب ، وهنالك أحاديث ما وجد الشيخ عملاً له عليها ,يعني هو ما خرجها أصلاً ،فالأحاديث التي ما وجد الشيخ ما وجد الشيخ عملاً له عليها حكم على إسنادها؛ فالشيخ قد يجد في التخريج المطول أحكام أخرى يعني طرق أخرى فيكون الحديث عنده ضعيف فيصبح حسناً وقد يصبح صحيحاً ,هذا وارد لكن يبقى حكم الشيخ على هذا الإسناد في هذا الكتاب خاصة ضعيف فأنا إن غيرت فأنا أخللت بمنهج المؤلف فمن الخطأ أن أغير , فالشيخ يقول إذا أنا أحلت على مرجع من كتبي تحت الحديث يعني الشيخ يذكر حديث حكم عليه تخريج رموز وجود الحديث في دواوين السنة خ: البخاري ,م:مسلم ,د: أبو داوود ,ت: الترمذي ن: النسائي وهكذا ثم المصدر ,فإذا وجدت مصدراً فاعلم إن الشيخ حكم على الحديث وإن لم تجد مصدرا وما وجدت شيء فالشيخ حكم على الإسناد فقط . ( فأول ما صدرت الموسوعة كنت في الأمارات ثم كنت في الكويت) ,والأخوة يتكلمون في هذا الباب ، أنت أخطأت أنت قصرت ، يا إخوان هذا غفلة منكم في عدم المعرفة , أنتم ما قرأتم مقدمة الشيخ فالأخوة هنا أيضاً يسألون, فالأخ جزاه الله خيراً سأل فالشيخ تارة يحكم على الحديث وتارة يحكم على الإسناد بناء على ذكر المصدر تحت الحديث ؛ إذا وجد المصدر فالحكم على المتن وإذا لم يجد المصدر فالحكم على الإسناد والله أعلم
مجلس فتاوى الجمعة
2016 – 10 – 14 ميلادي
13 محرم 1438 هجري

قصة الرجل الكافر الذي جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم وقال له هنالك أربع…

هذه القصة ليست بصحيحة، ولم تثبت في دواوين السنة المشهورة، ويتناقلها أهل الأدب وأهل المُلح وكتب السمر، وفرق بين هذا وبين الثابت الصحيح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.
 
والكلام المحرر والمحقق عند العلماء أن القرآن الكريم كله عربي، ولا يوجد فيه شيء أعجمي وقد خص الإمام الشاطبي في “الموافقات” بكلام جميل، وذكر ذلك الشافعي في الرسالة، وهذا هو الكلام المعتبر عند العلماء وهذه القصة لم تثبت عن رسول الله.

يقولون في علم التخريج رجاله ثقات رجاله رجال قوي الصحيح وإسناده صحيح وجوده فلان…

باختصار أقول : هذه العبارات كثيرة الدوران في كتب الحديث، وهي مذكورة بكثرة في الكتب التي حوت ألوفاً مؤلفة من الأحاديث، لاسيما الأحاديث التي هي خارج الصحيحين، والتي يعسر الحكم عليها بالتفصيل والتأهيل وإنما ينظر في إسنادها على وجه  في نوع عجلة. وأكثر من هذه العبارات اثنان من العلماء كل منهما تابع الآخر، وهما: الإمام المنذري في كتابه المفيد النافع “الترغيب والترهيب”، والثاني : الإمام الهيثمي صاحب كتاب “مجمع الزوائد ومنبع الفوائد”، الذي جمع فيه الزوائد على الكتب الستة الموجودة في مسند أحمد ، ومسند البزار وأبي يعلى، وفي معاجم الطبراني الثلاثة وعرض الكتب الستة على الكتب الستة، فأثبت الزوائد وأسقط المتكرر، فخرج معه ألوف مؤلفة، وهو مطبوع في عشر مجلدات . ولو أراد أن يخرج كل حديث تخريجاً مؤصلاً ومفصلاً لاحتاج معه الأمر إلى وقت طويل جداً.
والحافظ والمخرج مع كثرة ترداده ، وبتوفيق الله له أولاً وآخراً، ومع كثرة النظر في الرجال فإنه يعرف بالنظر في الإسناد أن هذا الإسناد رواته ثقات، وهل المدلس عنعن أم صرح بالتحديث، فيحكم حكما أولياً عجلاً على الإسناد .
فعندما يقول المخرج : رجاله ثقات يعني أن رجال الإسناد هذا غير مغموز فيهم، اجتمع فيهم شيء من ضبط مع عدالة ودين. وبادئ ذي بدء الحكم على الحديث صحيح حتى يثبت عندنا انقطاع، أو علة خفية وما شابه .
وقوله : رجاله رجال الصحيح  يعني هذا الإسناد أخرج البخاري ومسلم أو أحدهما لكن مع مراعاة وملاحظة شيء واحد، وهو أن شيوخ هؤلاء ( الطبراني وأبي يعلى وأمثالهم ) هم في طبقة أصحاب الصحيحين، فعندما يقول : رجاله رجال الصحيح يكون هذا بغض النظر عن الطبقة التي هي دون أصحاب الصحيحين لأنهم في طبقة البخاري ومسلم، فشيوخ الطبراني مثلاً يعاصرون البخاري ومسلم، فالمراد ما بعد الشيخ، أما ما قبل الشيخ فيستحيل أن يكون البخاري أو مسلم قد أخرج له ؛ لأنه إما مثله أو دونه إلا أحمد فإنه من طبقات شيوخ البخاري ومسلم أقدمهم وفاة  فلما يقال أخرجه أحمد ورجاله الصحيح، فالمقصود كل السند .
أما إسناده  قوي وإسناده جيد مرتبة هي عند علماء التخريج  فوق مرتبة الحسن ودون الصحيح . فالحسن في حفظه وضبطه شيء، لكن بعض الرواة يكون مغموزاً في ضبطه لكن الغمز خفيف ؛ فيكون أرفع من الحسن وأدنى من الصحيح ، فيقال فيه :إسناده قوي أو إسناده جيد
و إسناده صحيح يعني : اجتمع فيه ضبط جيد وعدالة  في الرواة مع الفحص عن التدليس واللقيا بين الراوي والمروي عنه، وهو أقوى شيء يحتج به.
والذي يقال فيه إسناده جيد أقوى يحتج به . وكذلك يقال فيه رجاله رجال الصحيح أو رجاله ثقات يحتج به مع مزيد فحص،  فالحكم الأولي صحيح ؛ لمن يحتاج إلى مزيد دراسة وتمحيص وتفتيش. والأضعف من هذا أن يقال: رجاله  وثقوا، أو رجاله رجال الصحيح إلا فلان وهو ثقة ، كما يقول الهيثمي أحياناً، وهذه العبارة لما يكون نزاع  شديد بين العلماء في توثيقه، ولم يوثقه إلا متساهل في التوثيق، كابن حبان مثلاً فيكون ثقة على ذمة من هو معروف من أئمة الجرح والتعديل بالتساهل في التوثيق .
أما جودة فلان هذه كلمة دقيقة، ولا يستطيع أن يقولها إلا متبحر في العلم، وتعب تعباً شديداً وفحص ومحص وتأنى وتثبت. فعندما يكون عندنا حديث يكون ورد على أكثر من شكل، سواء في الإسناد أو المتن، وروي على ألوان وضروب، وبينها اختلاف، فمثلاً تكون قطعة من الحديث عزاها النبي صلى الله عليه وسلم لربه ، وهو ما يسمى بالحديث القدسي ، والقطعة الأخرى من الحديث حديث نبوي، أو حديث قسم منه مرفوع للنبي صلى الله عليه وسلم، وقسم آخر موقوف على صحابي كله حديثاً  للنبي صلى الله عليه وسلم، فيأتي بعض المدققين يمحص ويفصل ، فيفرق بين المرفوع والموقوف  وبين الحديث النبوي والحديث القدسي، فمن فصل وميز يقال عنه جودة . فالمجود هو الذي يأتي بالحديث على حقيقته، وصورته.
والتجويد لا يستلزم منه التصحيح. قد يكون كثير من الرواة رووا الحديث مرفوعاً للنبي صلى الله عليه وسلم وهو في حقيقة أمره كلام  لتابعي . مثل الحديث المشهور على ألسنة كثير من الناس اليوم: {رجعنا من الجهاد الأصغر إلى الجهاد الأكبر}  وعند الفحص عنه نجد في ترجمة إبراهيم ابن أبي عيلة التابعي الشامي في “تهذيب الكمال” يقول : أخرج النسائي في الكني، ويسوق هذا الحديث من كلام إبراهيم بن أبي عيلة بإسناد نظيف غاية، فالراوي الذي أتى بالحديث على حقيقة أمره بعد الفحص هو الذي يقال فيه جودة، فلا يلزم من القول: جودة فلان أن يكون مرفوعاً للنبي صلى الله عليه وسلم .
وهذه العبارات يكثر تردادها في الكتب، وتلزم معرفتها طلبة العلم ؛ لأنها كلام المتخصصين ويحتاجها طلبة العلم.