هل حديث ماء زمزم لما شرب له صحيح وهل يجوز نقله من مكة…

ماء زمزم هو (( طعام طعم ، وشفاء سقم )) كما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم ، والمراد بقوله : طعام طعم؛ أي إنه يفي عن سائر الأطعمة.  وشفاء سقم؛ أي أنه بإذن الله تعالى يشفي به المؤمنين الصادقون، لاسيما في الأمراض العويصة التي ظهرت في هذا الزمان، والتي أنبأ عنها صلى الله عليه وسلم كما في حديث ابن عمر في الصحيح : ( …..وما ظهرت الفاحشة في قوم حتى يعلنوا بها، الا ظهرت فيهم الاوجاع والامراض التي لم تكن في اسلافهم ) فشيوع المعاصي في المجتمع من أسباب ظهور الأمراض التي لم يعرفها من قبلنا من أسلافنا وحديث {ماء زمزم لما شرب له } له طرق وشواهد يصل بها إلى مرتبة الحسن . وأملى الحافظ ابن حجر مجلساً خاصاً في طرق هذا الحديث . وأعلى من صححه سفيان بن عيينة، فقد صح عنه أن رجلاً قال له: ما قولك في قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: {ماء زمزم لما شرب له } أثابت عندك؟ فقال : نعم . فقال : لقد شربت زمزم آنفاً على أن تحدثني مئة حديث، فقال له: اجلس، فجلس وأسمعه مئة حديث . وفي هذه القصة الثابتة عنه إشارة صريحة في أن عيينة، وهو من الجهابذة ، يصحح الحديث وقد نصص على تصحيحه جمع من أهل العلم .
وأما حمل زمزم من مكة إلى سائر البلدان، فقد ذكر القشيري في كتابه (( السنن والمبتدعات )) أنه من البدع . وهذا الكلام ليس بصحيح . فقد صح عند البخاري في (( التاريخ الكبير ))، وعند الترمذي , من حديث عائشة رضي الله عنها قالت: (( كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحمل معه ماء زمزم في الأداوي والقرب ، وكان يصبه على المرضى ويسقيهم )) . وأخرج البيهقي بسند جيد من حديث جابر بن عبد الله رضي الله عنه، قال : إنه صلى الله عليه وسلم كان يرسل وهو بالمدينة – قبل أن تفتح مكة – إلى سهيل بن عمرو أن اهد لنا من ماء زمزم،  فيبعث إليه بمزادتين )) فله شاهد مرسل صحيح في مصنف عبد الرزاق برقم 9127. وذكر ابن تيمية في (( مجموع الفتاوي )) أن السلف كانوا يحملون معهم زمزم. فلا حرج في حمل ماء زمزم والاستسقاء والاستشفاء به بالسقيا والصب على مكان الداء، هذا من الهدي النبوي.
وقد شرب العلماء زمزم بنوايا عديدة، فها هو الحاكم صاحب المستدرك يشربه بنية الإحسان بالتصنيف . وقد أحسن في تصنيفاته رحمه الله . وها هو ابن حجر شرب زمزم بنية أن يكون كالحافظ الذهبي في معرفته بالرجال وكان رحمه الله يقول: لا يحصى كم شربه من الأئمة لأمور نالوها وقال: أنا شربته في بداية طلبي للحديث بنية أن يرزقني الله حالة الإمام الذهبي في الحفظ ومعرفة الرجال . وقال: حججت بعد عشرين سنة وأنا أجد في نفسي المزيد من تلك الرتبة. وقال: شربته فيما بعد بنية أن يجعلني لله كابن تيمية في معرفة الفرق والأديان . وقال ابن الهام في (( فتح القدير )) : والعبد الضعيف – يقصد نفسه – شربه للاستقامة والوفاة على حقيقة الإسلام فما أجدرنا أن نشرب زمزم بنية الثبات، وأن يخلصنا من الأدواء ما لا يعلمه إلا الله؛ من استجابة لحظ النفس، أو الشهوة، أو الكلام فيما لا يعنيه، أو الانشغال بما لا ينبغي، أو ركوب الهوى وما لا يرتضى، وما شابه من هذه الأدواء. فكلنا بحاجة لأن نشرب زمزم بنية الصلاح والإصلاح، فالأمة تحتاج إلى المصلح الذي يعرف واجب الوقت ويشغلها به . نسأل الله أن يجعلنا هداة مهديين، وأن يجعلنا سلسلة هداية إلى يوم الدين

لماذا لم يروي الشيخان في صحيحهما عن الإمام الشافعي أي حديث

إماما الدنيا في الحديث محمد اسماعيل البخاري، ومسلم بن الحجاج النيسابوري، لم يشترطا على أنفسهما أن يخرجا لكل ثقة ، ولا أن يخرجا كل حديث صحيح . فمن الأشياء التي ننكرها على كثير من الناس قولهم : أريد أية أو حديث من الصحيحين أو أحدهما حتى آخذ بقولك فهذا باطل ، ولا زم هذا الكلام أن البخاري ومسلماً لم يصححا إلا ما وضعاه في كتابيهما. وهذا تبرءا منه ولم يقولا به .
والشافعي ثقة عندهما، لكنه ما عمر، وكان أصحاب الصحيحين يريان العلو في الإسناد، وأعلى ما عند الشافعي روايته عن مالك، وقد وقعت رواية مالك بواسطة لأصحاب الصحيحين ولو أنهم رويا عن الشافعي عن مالك بواسطة يحيى بن يحيى النيسابوري وعبد الله بن مسلمة القعنبي وغيرهما، والشيخان لم يتتلمذا على الشافعي ولم يرياه لأنه ما عَمَّر، فلو أنهما رويا عنه  لكان الإسناد نازلاً، وقد قال الإمام ابن معين: (الإسناد النازل قرحة  في الوجه) وكان أحمد يقول: (الإسناد العالي سنة عمن سلف)، وكان محمد بن أسلم الطوسي يقول: (قرب الإسناد قربة إلى الله تعالى) فالأعلى أغلى. فلم يحيدا عنه عمداً.
وقال الإمام الذهبي في ترجمة الإمام الشافعي في “سير أعلام النبلاء” قال: (لم يقع لهما قدراً الرواية عن الشافعي) لكن أقول كما قال أبو زرعة الرازي – لما سئل عن هذا السؤال – في كتابه “الأجوبة المرضية عن الأسئلة المكية” قال: (إن الشيخين لم يسمعا منه، أما مسلم فلم يدركه أصلاً وأما البخاري فأدركه ولكن لم يلقه، وكان صغيراً، مع أنهما أدركا من هو أقدم منه وأعلى رواية فلو أخرجا حديثه لأخرجاه بواسطة بينهما وبينه مع أن تلك الأحاديث قد سمعاها ممن هو في درجته فروايتها عن غيره أعلى بدرجة أو أكثر والعلو أمر مقصود عند المحدثين).
وللصحيحين مهابة، وكل ما فيهما صحيح سوى أحرف يسيرة تكلم عليها العلماء، وللصحيحين حلاوة ومكانة في نفوس طلبة العلم، ومن يقلل من هذه المكانة فهذا غر جاهل، فإن نقد شيء مما في الصحيحين فإنما يكون بقدر وبمهابة، مع وجود من سبق إليه من الأئمة وهناك فرية بلا مرية على الشيخ الألباني بأنه لا ينظر إلى الصحيحين بمهابة، وهذا غير صحيح، فهو قد ضعف بعض ما في الصحيحين لكن كان مسبوقاً بالتضعيف على حسب القواعد التي وضعها الشيخان وغيرهما، والكلام في الغالب على أحرف، وليس على أصل الحديث، والله أعلم..

ما القول الصحيح في حجية المرسل

وقع خلاف بين العلماء في حجية المرسل، والناظر في مذهب الأئمة الأربعة في الاحتجاج بالحديث المرسل، يجد أن أقدمهم زمناً أكثرهم احتجاجاً به، وأن آخرهم زمناً أكثرهم تضييقاً في الاحتجاج به فأقدم الأمة أبو حنيفة والمرسل عند أبي حنيفة حجة بإطلاق، ثم الإمام مالك، ومالك عنده المرسل، حجة إذا عضده عمل أهل المدينة، ثم الإمام الشافعي والمرسل عنده حجة إن وجد ما يشهد له من الموقوف الصحيح أو مما يقبل الجبر من الحديث الضعيف، وآخرهم الإمام أحمد وهو لا يعتبر المرسل حجة.
والقول المعتمد عند العلماء المخرجين أن المرسل ضعيف لا يعتمد عليه وليس بحجة في ذاته، لكن ضعفه يسير يقبل الجبر، فيتساهل فيه  في الشواهد ولا يتساهل في الأصول.
وقد ذكر الإمام الشافعي كلمة اشتهرت عنه وفهمت عنه خطأ، فقد قال: (أصح المراسيل مراسيل سعيد بن المسيب) وليس مراد الشافعي بمقولته هذه على التحقيق أن مراسيل سعيد بن المسيب حجة، وإن مراده أنه بالسير وجد  جُلَّ مراسيل سعيد بن المسيب تقبل الجب، ولكن أعلى الشافعي في “الأم” في أكثر من موطن الاحتجاج ببعض الأحاديث وهي من مراسيل سعيد؛ وذلك لأنه لم يجد لها ما يجبرها، فمراد الشافعي إذن أن مراسيل سعيد جلها ممكن جبره وإلا تبقى في دائرة الضعف وقد نصص على ذلك.

كيف نوفق بين حديث يا جرهد غط فخذك فإن الفخذ عورة وبين حديث دخول أبي…

أحاديث الفخذ وقع فيها خلاف بين أهل العلم، والظاهر منها التعارض وحديث جرهد صحيح على نزاع بين العلماء في صحته وقد صح أن النبي صلى الله عليه وسلم كان قد دلى رجليه في بئر وقد كشف فخذيه، وجاء أبو بكر وعمر وجلسا ثم جاء عثمان فغطى فخذه صلى الله عليه وسلم فلما سئل عن ذلك، فقال: {ألا أستحي ممن تستحي منه الملائكة}  ففي هذا الحديث أن الفخذ ليس بعورة، والظاهر من الحديثين التعارض وأحسن من جمع بينهما الإمام البخاري فقال حديث أنس أسند وحديث جرهد أحوط.
ومنهم من قال أنه يجوز في الفسحة والنزهة من الرخصة ما لا يجوز بغيرها فيترخص الإنسان في الفسحة والنزهة ما لا يترخص في غيرهما، ومنهم من قال الفخذ يجب ستره عند عدم أمن الفتنة، بخلاف إن لم يكن يراه إلا أناس قليلون والفتنة في حقهم محالة، كما وقع في حادثة رسول الله صلى الله عليه وسلم ومنهم من ضيقه وقال: هذه قضية عين، وهذا أضعف الأقوال، والخلاصة أن حديث جرهد صحيح وفيه شيء زائد عن سائر الأحاديث، والموفق من عمل بالشيء الزائد فالفخذ عورة، ولا يجوز للرجل أن يكشفه أمام الناس أو يسير في الطرقات كاشف الفخذ فأوقع من النبي صلى الله عليه وسلم حال ما تكررت وما ظهرت في المجتمع عامة، وإنما كانت في ظرفٍ الفتنة  فيه غير حاصلة، والله أعلم

ما صحة الحديث الذي رواه الترمذي من حديث أبي كبشة الأنماري أن النبي صلى الله…

هذا الحديث أخرجه الترمذي وغيره عن أبي كبشة الأنماري رضي الله تعالى عنه، وهو صحيح ، صححه غير واحد من الحفاظ، وله معنى مليح ولا سيما أوله ، فقد انتشر وذاع على ألسنة الناس {ما نقص مال عبد من صدقة} وكان بعض السلف لما يأتيهم الذين يطلبون المال كانوا يقولون يا مرحباً بمن ينقل أموالنا من دار إلى دار، فالمال الذي تدفعه يزيد، فهو ينتقل من هذه الدار الفانية إلى الدار الباقية، ولا تخفى قصة الشاة وكتفها، من حديث عائشة رضي الله عنها لما ذبح الرسول صلى الله عليه وسلم الشاة وأمر بالتصدق بها جميعاً فلما سأل عائشة فقالت ذهب كلها إلا الكتف، فقال صلى الله عليه وسلم {بقي كلها إلا الكتف}.
 
فالمال لا ينقص من صدقة، وربنا تدرج معنا ، فبدأ بقوله {لله ملك السماوات والأرض} ثم ملكنا وقال{وأنفقوا مما رزقناكم } ثم قال {وما أنفقتم من شيء فهو يخلفه} فجعله لنا ورغَّبنا في النفقة ثم يخلفه، ثم تدرج معنا فقال { من ذا الذي يقرض الله قرضاً حسناً} فالله الذي ملكك وأعطاك يستقرضك وهذا من كرمه سبحانه ولذا لما سمع بهذه الآية أبو الدحداح أخرج من أحب ما يملك .
 
فنسأل الله أن يعيننا على شرور أنفسنا وأن يرزقنا الصدقة والتي هي سبب من أسباب الثبات على الدين، فهذه الطاعة يغفل عنها كثير من الناس وثبت في صحيح ابن حبان {سبق درهم مئة ألف درهم} فرجل عنده دينار تصدق بنصف دينار خير من رجل عنده مليارات تصدق بمئة ألف .
 
فلا تبخل على نفسك بالصدقة للطاعة لا لثمرتها وقد أشار إلى ذلك النبي صلى الله عليه وسلم بقوله: {اتقوا النار ولو بشق تمرة } فلا تستقل الصدقة وانقذ نفسك بها، فهذا سبب من أسباب الثبات .

السؤال الأول أخ يسأل فيقول لماذا لا نقول عن قول النبي صلى الله عليه…

 

http://meshhoor.com/wp/wp-content/uploads/2017/04/AUD-20170428-WA0019.mp3الجواب : أخونا يقول عائذا بالله ،ما الذي يمنع أن يقول عائذا بالله من عذاب القبر؟
 
الرواية الأخرى وفيها فارتاع النبي عليه السلام من خبرها، أوحى الله إليه، وممكن يحتمل المقام عائذا بالله من قولها من مشهد عذاب القبر، لكن لما قال النبي عليه السلام عائذا بالله كانت تعليقا على قول اليهودية لعائشة أعاذك الله من عذاب القبر أم كان جواباً لسؤال عائشة أوَيعذب الناس في قبورهم، لو كان تعليقاً على دعاء اليهودية لعائشة لاحتمل لكن لما كان جواباً على سؤال عائشة أوَيعذب الناس في قبورهم مع قرينة فارتاع النبي صلى الله عليه وسلم فأوحى الله إليه يُبعد هذا الإحتمال والله تعالى أعلم .
 
⬅ مجلس صحيح مسلم .
 
23 رجب 1438 هجري
2017 – 4 – 20 إفرنجي
 
↩ رابط الفتوى :
 
◀ خدمة الدرر الحسان من مجالس الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان.
 
✍✍⬅ للإشتراك في قناة التلغرام :
 
http://t.me/meshhoor

السؤال الثلاثون هل أفضلية الصحابة على غيرهم بالجملة أم أن كل فرد منهم…

الجواب : حديث النبي صلى الله عليه وسلم قال فيه: “خير الناس قرني..” فخير القرون؛ هل يوجد في قرن الصّحابة منافقون وكفّار؟!..نعم.. فالعبرة بخيرِ القرون ،ثمّ العبرة بالفضل الّذي وردَ على لسان رسول الله صلى الله عليه وسلم إمّا بالوصف ، وإمّا بتعيينِ الشّخص..
لكن النّبي صلى الله عليه وسلم فرّق بين صغار الصّحابة وكبارهم؛ فلمّا سمع مشاتمةً بينهم ، والحديث عن أبي هريرة في الصّحيحين أو عن أبي سعيد قال : “دعوا لي أصحابي..”
قال صلى الله عليه وسلم : ” لَا تَسُبُّوا أَصْحَابِي فَوَ الَّذِي نَفْسِي بِيَدِه لَوْ أَنَّ أَحَدَكُم أَنْفَقَ مِثْلَ أُحُدٍ ذَهَبًا مَا بَلَغَ مُدَّ أَحَدِهِمْ وَلاَ نَصِيفَهُ..”.
اْلمُخاطب صحابي!..
يقول له:” لا تسبُّوا أصحابي..”
يخاطب صغارِ الصّحابة ، ويذكر فضل كبار الصحابة ، فكلُّ الصّحابة لهم فضل ، وكلُّ الصّحابة لهم منزلة ، ويحرمُ أن نشتمَ أصحاب رسولِ الله صلى الله عليه وسلم.. من شتم رجلًا لأنّه صحابيّ فقد كفر..
والنبي صلى الله عليه وسلم يقول:
“من سب أصحابي فعليه لعنةُ الله والملائكة والناسِ أجمعين”
فكلُّ الصّحابة لهم فضل ولهم أجر..
لكنَّ الصّحابة ليس أجرُهم سواء..
وليس فضلُهم سواء..
ولا يُمكن لمن بعدَهم أنْ يبلُغهم..
ولذَا لمّا سُئل سفيان عن المفاضلة بين عمر بن عبد العزيز وعن معاوية فقال:
“إن الغُبار الّذي في أنف دابّة معاوية خيرٌ من كثيرٍ من أمثال عمر بن عبد العزيز!..” فالصّحابة لهم فضل لمشاهدتهم للنّبي صلى الله عليه وسلم؛ فمشاهدة النّبي هذه لها أسرار لا يعلمُ بها إلاّ الله..
حتّى لو وقعتْ المشاهدة من غير إدراك.. لذا الذّهبي لمّا ذكر الصّغار -وأوّل من فصلهم الإمام مسلم في كتابه [الطبقات]- ذكر صنف رأى النّبي صلّى الله عليه وسلم وهو صغير ، لذا ابن حجر في [الإصابة] يقول:
“من طرق معرفة الصحابة؛ أنه قد جرت عادةُ الأصحاب إذا ولدَ لهم مولود أنْ يأخذه ويُريه النّبي صلى الله عليه وسلم..
يطمع من النّبي صلى الله عليه وسلم أن يحنّكه.. يطمع من النبيّ أن يدعُوا له..”
قال: “هذه من طرق معرفة الصحابة..” فمن رأى النبي صلى الله عليه وسلم ولم يدركه قال الإمام الذهبي : هذا من حيث الرّواية تابعيّ!
يعني: واحد مات النّبي صلى الله عليه وسلم و له من العمر سنتين ثلاث سنوات ما عنده إدراك ، ما عنده سماع..
كيف نعامله هذا؟!..
الذهبي يقول:
“هو صحابي من حيث الرؤية وهو تابعي من حيث الرواية..”
من حيث الرواية : تابعي ومن حيث الرؤية صحابي ، العلماء كالحافظ السخاوي
في كتابه [الأجوبة المرضية]، يذكر:
إذا انكشف النبيّ في قبرهِ ، فرآه رجل فهل يلحق بالصحابة؟..
لا إله إلا الله!!..هل يلحق بالصّحابة؟!.. حتّى إنّ بعضهم ألحقَ بالصّحابة من رأى النّبيّ في المنام!!..
وكلا الأمرين الأخيرين توسعٌ مذمومٌ وليس بصحيح ، والله تعالى أعلم.
مجلس فتاوى الجمعة بتاريخ ٢٠١٦/٤/٢٩
خدمة الدرر الحسان من مجالس الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان

السؤال الثاني كيف نوفق بين الروايات الكثيرة التي فيها بيان عذاب القبر قبل رواية…

 
http://meshhoor.com/wp/wp-content/uploads/2017/04/AUD-20170428-WA0018.mp3الجواب : قلنا كان العذاب المذكور في حق الكفار ،والتعوذ في الكسوف وما بعده كان في حق المؤمنين لا تعارض .
 
⬅ مجلس صحيح مسلم . ✍✍
 
23 رجب 1438 هجري
2017 – 4 – 20 إفرنجي
 
↩ رابط الفتوى :
 
◀ خدمة الدرر الحسان من مجالس الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان.
 
⬅ للإشتراك في قناة التلغرام :
 
http://t.me/meshhoor

السؤال التاسع   كثير ما أسمع أن الحديث…

 
http://meshhoor.com/wp/wp-content/uploads/2017/05/AUD-20170516-WA0041.mp3الجواب :-
 
طبعا الكلام مفصل مبين في أشياء كثيرة وفي مجالس عديدة، لكن الخلاصة.
 
أولا:-  القول بأن الحديث الضعيف يعمل به في فضائل الأعمال ليس أمرا متفقا عليه بين العلماء ،وردَ الحديث الضعيف يعمل به في فضائل الأعمال إماما الدنيا في الحديث الإمام البخاري والإمام مسلم فيقولون الحديث الضعيف لا يستدل به حتى في فضائل الأعمال ،وهذا قل من يعرفه من الناس وهذا اختيار ابن حزم وهذا اختيار ابن العربي المالكي ،فأصل القاعدة منفية عند أصحاب الصحيحين هذه الأولى .
 
الثانية:-  من قال أن الحديث الضعيف يعمل به في فضائل الأعمال اشترط شروطا، وممن فصل في هذه الشروط ابن حجر في كتابه تبين العجب في فضل رجب ففي أوائلة ذكر شروطا
 
الشرط الأول :- يجب على المستدل بالحديث الضعيف في فضائل الأعمال أن يبين ضعفه .
 
يعني اليوم واحد – وهذا جرى معي في بعض المساجد قريبا من هذا الحي- يذكر حديث منكر وضعفه شديد فقلت له يا أخانا جزاك الله خير الحديث الذي استدللت به حديث لم يثبت، قال يا شيخ الحديث الضعيف يعمل به في فضائل الأعمال،
 
فإذا استدللت بالحديث الضعيف في فضائل الأعمال يلزم منك تبين أن الحديث ضعيف وبعضهم يقول لو كان البيان عند أهل الصنعة بقولك ” روي ” ” حكي ” ،فنسبته بصيغة التمريض لا بصيغة الجزم  اليوم لا يكفي اليوم ، بعض الخطباء على المنبر يقولون روي في الصحيحين ،وروي في الصحيحين غير ممكن فالتركيب غلط، وروي يذكر عند الحديث الضعيف والناس ما بتعرف يعني لو كانوا طلاب علم الأمر سهل .
فأول شرط للعمل في الحديث الضعيف في فضائل الأعمال أولا أن تبين ضعفه . ما يجوز تستر جهلك وكل ما قيل لك حديث تقول الحديث الضعيف يعمل به في فضائل الأعمال، كل واحد اليوم يذكر كل حديث موضوع وكذب ثم يقول لك يجوز ذكره في فضائل الأعمال، هذا الكلام غير صحيح وهذا الإطلاق لم يقل به أحد أبدا فهذا صنيع الجهال .
 
الشرط الثاني :- أن يكون ضعفه يسيرا أن لا يكون مكذوبا أن لايكون مطروحا  أن لا يكون منكرا أن لا يكون باطلا .
 
الشرط الثالث :- أن لا يستقل بعمل فيه عبادة خاصة وإنما تكون العبادة قد ثبتت من نصوص أخرى، يعني لو جاءتنا عبادة مثل صلاة حفظ القرآن بحديث ضعيف جدا عند الترمذي والإمام الترمذي ضعفه في جامعه، فلا يجوز واحد يصلي صلاة حفظ القرآن، وفي هذه الصلاة نكارة ففيها قراءة قرآن في السجود ،صلاة حفظ القرآن فيها قراءة بعض السور في السجود حتى تحفظ القرآن، بخلاف فضائل الأعمال في حديث ورد في صلاة الضحى، صلاة حفظ القرآن ما ثبتت ولا في أي نص معتبر يعني تصلي صلاة أربع ركعات تقرأ الركعة الأولى بكذا وتقرأ بسورة كذا في السجود في تفصيل طويل هذا يخالف ما في صحيح مسلم ” نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن قرآءة القرآن في الركوع والسجود فهذا لا يؤخذ به في فضائل الأعمال ،ولكن حديث ضعيف ورد في فضل الضحى ،والضحى ثابت أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى الضحى ،فرغبك بأن تصلي صلاة الضحى التي هي ثابتة في النصوص الأخرى فلا حرج ،فالقول أن الحديث الضعيف يؤخذ به في فضائل الأعمال هكذا على العموم هذا ما قال به أحد ،وإنما مذهب الجماهير جواز الأخذ بالحديث الضعيف في فضائل الأعمال بشروط .
 
والله تعالى أعلم
 
 
 
⬅ مجلس فتاوى الجمعة .
 
16 شعبان 1438 هجري
12 – 5 – 2017 إفرنجي
 
↩ رابط الفتوى :
 
◀ خدمة الدرر الحسان من مجالس الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان.
 
✍✍⬅ للإشتراك في قناة التلغرام :
 
http://t.me/meshhoor