ما حكم من عمل عملا أراد به ابتداء وجه الله بنية خالصة ثم لما رأى…

يقرر الإمام ابن القيم في كتابه “مدارج السالكين” أن النية على ثلاثة أقسام:
القسم الأول: رجل دخل في عبادة ونيته أصالة الرياء فقال: هذا لا نصيب له من عبادته
القسم الثاني: رجل دخل بنية فيها إخلاص ودخل عليه الرياء فينقص من عمله من الأجور بمقدار الرياء الذي دخل عليه
القسم الثالث: رجل دخل في عمل بنية فيها إخلاص وبقي على الإخلاص ثم دخل عليه العجب بعد العمل فالعجب يأخذ من حسنة عمله بقدره، وقد يحبط العمل بالكلية.
وقد قال بعض السلف: لأن أنام طول الليل وأصبح نادماً أحب إلي من أن أقوم طول الليل وأصبح معجباً.
لكن لو رجل دخل في صلاة ونوى أن يطيل فيها، ثم اطلع عليه بعض الناس فيقول: أريد أن أختصر صلاتي خوفاً من الرياء، هذا مخطئ، والصواب أن يبقى على نيته وأن يحسنها، فإن الإنسان إن أراد أن يعمل عملاً صالحاً فإن الشيطان يحاول ما استطاع أن يشوش عليه عمله، فنقول له: حسن نيتك وابق على عملك، فإن التقصير يكون من الشيطان، وهذه وصية لبعض السلف.
وفرق بين من هذا حاله وحال من دخل في الصلاة وهو ينوي التطويل والرياء. ويذكر ابن الجوزي في كتابه “أخبار الحمقى والمغفلين” عن بعض المغفلين أنه دخل الصلاة للرياء فصلى وأطال القيام وهو يصلي، والناس يثنون عليه، وهو مسرور من ثناء الناس فقال لهم وهو لا يشعر: ومع هذا فأنا صائم.
لذا فإن أهم شيء في تحصيل الإخلاص النية، أن تكون لك نية صالحة قبل العمل وأثناء العمل وبعد العمل، وكان عمر بن عبد العزيز رحمه الله يقول: ((إن أعجبك حديثك فاسكت، وإن أعجبك سكوتك فتحدث)) فقد يقع الرياء في السكوت أن يقال عنه مثلاً صاحب سمت طيب ومؤدب.
فالإخلاص يتحصل أكثر شيء بالنية، وكان بعض السلف يقول: (أحب أن تكون لي نية صالحة في قيامي، وقعدتي، ونومي وأكلي وشربي)، فيستحضر الإنسان النية  قبل كل عمل، فقبل حضور الدرس المدرس والحاضر يستحضر أن هذا علم شرعي وأن هذا طاعة جليلة، ويستحضر انتظار الصلاة إلى الصلاة، وما فيها من أجر.
ومن الأسباب المعينة على الإخلاص: أن يحاول الإنسان أن يكون له  في خلوته عبادة وطاعة وأن يحسنها أكثر من تحسينها لعبادته في جلوته.
ومن أسباب الإخلاص: أن يدعو الإنسان ربه دائماً أن يرزقه الإخلاص وأن يتعوذ بالله من الرياء وأن يأخذ بالمأثور من قوله صلى الله عليه وسلم في أدعية الصباح والمساء ثلاثاً: {اللهم إني أعوذ بك أن أشرك بك شيئاً أعلمه، وأستغفرك لما لا أعلمه}، فكان النبي يتعوذ به وهو أكمل الخلق، فما بالكم بغيره؟
ومن أسباب الإخلاص: أن يعلم العبد أهميته وأن يعلم أن العمل لا يقبل إلا به، وأن الإنسان مهما كثر من عمل، فإنه لا يرفع له عمل دونه، فالأعمال صورة، وروحها الإخلاص وسر قبول الأعمال عند الله عز وجل، أن يكون صاحبها مخلصاً، وإن قصر فيها.
وأن يعلم الإنسان أن للإخلاص بركة وثمرة في هذه الدنيا قبل الآخرة، فالله عز وجل يبارك للمخلص في عمله ويرقيه من منزلة المخلِص إلى منزلة المخلَص بحيث لا يكون لنفسه ولا لشيطانه نصيب في عمله أو في قوله ولا في سكوته فيبقى ربانياً خالصاً، فالمخلص هو الذي يصطفيه الله عز وجل.
وببركة الإخلاص ينجو الإنسان، وتعلمون قصة الثلاثة في الغار كيف نجاهم الله بإخلاصهم، ونصرة الأمة تقع بالإخلاص، ويذكرون أن رجلاً كان يتزين بزي النساء، ويدخل الأفراح والمآتم، فدخل مأتماً يوماً، فضاعت درة، فقال أصحاب البيت: أغلقوا الباب كي نفتش، فأخلص لله في الدعاء، وعاهد الله تعالى لئن نجاه الله من هذه الورطة ليتوبن ولا يعودن لمثلها أبداً، فبقي يؤخر نفسه حتى وجدوا الدرة مع التي قبله، فقالوا: أطلقوا الحرة لقد وجدنا الدرة، فاستجاب الله له ببركة إخلاصه.
واعلموا أنه لا يخاف من الرياء إلا المخلص، وأن المرائي لا يسأل لا عن رياء ولا عن إخلاص، فإن خفت على عملك من الرياء، فاعلم أنك تعرف مقدار الإخلاص، وإن لم تخش على نفسك من ذلك فأنت على خطر، فنسأل الله أن يرزقنا الإخلاص وأن يرقينا في هذا المقام حتى يجعلنا مخلصين.
أما الرضا عن النفس فهو عارض، وأما العجب فهو دائم، فيظل المعجب يرى في نفسه تيهاً وكبراً، والرضا عن النفس هو ثمرة كاللذة، فالطعام وهو بين أسنانك تشعر بلذته، فإن انتهى الطعام زالت اللذة، فيعود الإنسان ويبقى على خطر عند ذهاب اللذة.
ومن أشنع ثمار الرياء وأبشعها أن صاحبه لا بد أن ينتكس في الدنيا قبل الآخرة ،فلا يسلم المرائي له عمل في الدنيا قبل الأخرة، لكن الذي يرضى عن نفسه قليلاً هو يرتقي وهذا الرضا عارض.
وقد ورد في حديث نعرفه جميعاً فيه زيادة قد تغيب عنا، وهي مهمة، يقول النبي صلى الله عليه وسلم: {وإن أحدكم ليعمل بعمل أهل الجنة حتى لا يكون بينه وبينها إلا ذراع، فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل النار فيدخلها}، هذا أمر خطير جداً أن يعمل الواحد بعمل أهل الجنة حتى تصبح الجنة قريب منه بمقدار ذراع فيسبق عليه الكتاب والعياذ بالله، فيعمل بعمل أهل النار فيدخلها، وفي رواية في صحيح مسلم: {وإن أحدكم ليعمل بعمل أهل الجنة فيما يظهر للناس حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع، فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل النار فيدخلها}، فهو يعمل بعمل أهل الجنة في الظاهر لكن الباطن خراب، فهذا مآله أن يسبق عليه الكتاب ويعمل بعمل أهل النار.
لذا لا يسلم ولا ينجو إلا المخلص، وحبل الكذب قصير والإنسان يتعامل مع الله عز وجل، الذي يعلم السر وأخفى.

السؤال الثامن رجل دخل الصلاة بنية الظهر ثم تذكر أثناء الصلاة أن هذه الصلاة…


الجواب: لا ، الراجح أنه يخرج من الصلاة ويعيد الصلاة، فلا بد من نية صحيحة قبل الصلاة، فالنية ليست من أركان الصلاة، وإنما النية من شروط الصلاة .
ما الفرق؟
الركن داخل العمل ، والشرط خارج العمل .
الوضوء شرط أم نية؟
شرط .
استقبال القبلة شرط أم نية ؟
شرط .
طهارة الملابس والمكان شرط أم نية؟ شرط .
إنسان توضأ في البيت ونوى الفجر ، جاء إلى المسجد ووقف وراء الإمام وقال الله أكبر على نيته التي في البيت، إذا كانت النية ركن تكون الصلاة غير صحيحة ، وإذا النية شرط تكون الصلاة صحيحة.
وجماهير أهل العلم يقولون : هذا يجزؤه بشرط أن لا يرفض النية ، لو إنسان جاء إلى المسجد في الطريق رفض النية ، قال لماذا اذهب إلى المسجد ، أريد أن اشتري أغراض ثم تذهب إلى الصلاة ، بعد ساعة أو بعد ساعتين ، أو سأذهب إلى زيارة مريض ( رفض النية ، العلماء يشترطون حتى تصح النية أن ينوي مرة ثانية ، والنية عمل قلبي خالص ، إلا الشافعية يشترطون مع قولهم بأنها شرط وليست ركن، أن تكون النية قبل أن تحرم بالإحرام، لا بد أن تكون النية قبل أن تحرم بالإحرام ، قبل أن تحرم بالإحرام أن تنوي الصلاة عند الشافعية لكن هي خارج تكبيرة الإحرام وليس داخل تكبيرة الإحرام ، فالذي يتذكر وهو في الصلاة أنه لم ينو الصلاة القائمة ، مثلا نوى يصلي الظهر
وهو صلى الظهر والآن الصلاة صلاة العصر، فالعبرة بما عقد قلبه عليه.
(العبرة في النية بما قام في القلب )
ولذا علمائنا رحمهم الله تعالى لا يجوزون النطق بالنية، النطق بالنية لا معنى له، فالنية في الصوم لا يلزم أن يقول نويت أن أصوم غدا ، فلو بيتّ إلى جانبك كأس ماء لتشرب قبل الفجر أو قمت للسحور هذا نية.
فالنية عمل قلبي .
العلماء يقولون : لو رجل ممن يتلفظون بالنية جاء إلى صلاة العصر وبقلبه عقد على صلاة العصر ، فلما
قام قال نويت أن أصلي أربع ركعات فرض الظهر ، وقلبه يريد العصر، فأخطأ لسانه، العبرة في ماذا ، بما جرى على لسانه أو بما عقد قلبه عليه؟
بما عقد قلبه عليه.
لو جاء وقد عقد على الظهر وهو قد صلى الظهر، فاخطأ لسانه فقال العصر والصلاة صلاة عصر، العبرة بما في قلبه وليس بما جرى على لسانه، والواجب عليه أن يعيد .
سؤال من أحد الحضور : هل يخرج بتسليم أو من غير تسليم ؟
الشيخ : إذا كانت الصلاة انعقدت نافلة يخرج بتسليم ، وإذا لم تنعقد الصلاة أصلا ، فحينئذ لا داعي للتسليم .
مثلا إنسان يصلي فتذكر أنه على غير وضوء، يسلم أم لا يسلم؟
لا يسلم ، لم تنعقد الصلاة أصلا.
إنسان أحدث وهو في الصلاة، يسلم؟
لا
لماذا يسلم؟
الصلاة بطلت، فالسلام الآن لا داعي له.
التسليم ورد في رواية في حديث الرجل الذي صلى خلف معاذ، لما أطال معاذ، في رواية عند البخاري قال فسلم لأن الصلاة انعقدت، ثم صلى وحده، لفظة ” فسلم ” في هذا الحديث تكلم عليها الإمام البيهقي وحكم بشذوذها مع أنها في البخاري ، وكذلك قول شيخنا الألباني رحمه الله تعالى في مختصر صحيح البخاري .
ولذا ما في الصحيحين صحيح سوى أحرف يسيرة ، الحادثة صحيحة ولكن بعض الكلمات في الصحيحين تكلم فيها والكلام فيها لأهل الصنعة الحديثية ، ولا يقول أحد أن الشيخ : يقول ما في البخاري ومسلم ضعيف، بل أقول : تكلم على أحرف يسيرة في الصحيحين وهذا الكلام الذي استقر عليه أهل الحديث في كتب المصطلح .
وعبارة جميع ما في الصحيحين صحيح سوى أحرف يسيرة تكلم فيها هي عبارة ابن الصلاح في كتاب علوم الحديث.
فعلى أي حال هذا الذي صلى صلاة بغير نية إن خرج منها يجدد النية ولا داعي للسلام، فيجدد النية ثم يكبر تكبيرة الإحرام من جديد، يصلي الصلاة ويستأنف النية ولا يعتد بما مضى والله تعالى أعلم .
سؤال من أحد الحضور : شيخنا بالنسبة للخروج بالتسليم من صلاته ، ألم تنعقد صلاته نافلة ؟
الجواب : إذا انعقدت نافلة يسلم ، وإذا لم تنعقد لا يسلم ، لكن الظاهر أنه صلى فريضة وليس نافلة، لا تنعقد لما تكون مضت الصلاة ولم يُنبه ولم يعرف، لكن إذا عرف والصلاة قائمة الواجب عليه أن يخرج منها ويعيد، والقول بالسلام له وجه.
⬅مجلس فتاوى الجمعة.
5 جمادى الآخرة 1438 هجري
2017 -3-3 إفرنجي
↩ رابط الفتوى:
◀خدمة الدرر الحسان من مجالس الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان✍✍

السؤال الثالث عشر أنا أريد أن أتوب من مظالم الناس هل إذا قلت…

http://meshhoor.com/wp/wp-content/uploads/2016/08/AUD-20160830-WA0007.mp3الجواب : لا ،
يَأتي واحِدٌ يَقُولُ لَكَ: يا شيخ سامحْني. حَسَناً أُسامِحُكَ، لِمَاذا؟
لا يَذكُرُ لَكَ السَبَب بماذا ! يعني بَعضُ النّاسِ – غَفَرَ اللهُ لَنَا وَلَهُم – يَتَكلَّمُ عَلَى الإنسانِ بِعِرضِهِ، ويشوِّهُ سُمعَتَهُ، ثُم يَظُنُّ أنه إذا قال سَامِحْني (وَأنّتَ مِسكينٌ غَافِلٌ لا تَعلَمُ شَيئاً) فإِذا أَردتَ أنْ تَتوبَ تَوبَةً نَصُوحَةً فَمَنْ سَوَّدتَ وَجهَهُ أمَامَ النّاس وتريد أن تَطلُبُ مُسامَحَتهُ !!فعليك أن تُبيِّنُ حَالَهُ الحَقيقي أمَامَ مَن شَوّهتَ سُمعَتَهُ ،وَمَن أَسَأتَ إِليَه أمامهم.
جاءَ رَجُلٌ إلىَ الإمَامُ أحمَد كما يَذكُرُ القَاضِيَ أبو يعلى: فَقالَ لَهُ سَامحني فَإنّي طَعنتُ فِيكَ، فَقالَ :سَامَحتُكَ، فَقالَ تَلَاميذُهُ: كَيفَ تُسامحُه ( يَعني كَيفَ تَقولُ هَذا وَقد أسَاءَ إليكَ)؟.
فَالواجِبُ أنْ تُحسِنَ ، مَن أسَاءَ الواجِبُ عَليهِ الإحسان ،تَكَلّمت بِسوءٍ وبِكَذبٍ، فإذا أردتَ أنْ تَتوبَ تَقولُ : يا شَيخ سَامِحني، وَالواجِبُ عَليكَ شَرعاً مَن ذَكرتَ لَهُ فُلاناً بِسوءٍ وَكَِذِبٍ أن تُصلح، الوَاجِبُ أنْ تُصلِح ، وأنْ تَقول أنا تَكَلمّتُ في عِرضِ فُلانٍ واستسمَحتُهُ وَهذا لَيسَ حَالُهُ وإنَّما هَذا مِن كيسي إلى آخره،
يقول السائل: سَامِحني إذا لَم يكن عِندي أيّ مَظلَمَة ،أو أخذتُ مِنكُم أكثَرَ مِمّا أستَحِقُ وَقت ما كان بيني وبينكم عمل .
قال الشيخ :إذا كُنتَ أنتَ فعلًا لا تَدري فأرجو أنْ تَكونَ هذِهِ الكَلِماتُ فِيها خَيرٌ وَبَركة ، أمّا إذا كُنتَ تَدري فَالواجِبُ عَليكَ أنْ تَقولَ لَهُ إنّ لَكَ عِندي مَبلَغ كَذا وكذا ، لَكَ في ذِمتَي مَبلَغ كَذا ، أمّا أنْ تُدلّسَ وأنْ تُعمّيَ وتَطلُبَ المُسامَحَةَ وَأنتَ ما بيّنت ؛ فَهَذِهِ لَيسَت مُسَامَحَةً .
قال السائل: إذا أضمَرَ صَاحِبُ العَمل أو مال وفي قَلبه غَير ما قال !
بِمَعنى ؛ قالَ : سَامَحتُكَ وهَوَ في قَلبِهِ لَم يُسامِحهُ هل تَحصُلُ بَراءةَُ الذِّمة؟
قال الشيخ :إذا أنتَ بيّنت وَمَا قصّرت، فَالوَاجِبُ عَليكَ ظَاهِره.
لَكِن مِنَ الأشياء التي ينبَغي أنْ تُذكَر (وهيَ مَذكورَةٌ) عِندَ العُلَماء في كُتُبِهِم ، يَحرُمُ شَرعَاً أنْ تُظهِرَ أنَّكَ صَالَحتَ خَصمَكَ ،وَأنتَ لَستَ على صُلحٍ حَقيقي مَعَهُ.
لا يَجوزُ لَكَ شَرعَاً أنْ تُظهِرَ مُسامَحَةً وَأنتَ في حَقيقَةِ أمرِكَ لَم تُسامِح ، هُناكَ بَعضُ النّاس يُظِهَر الصُلح وَهوَ في بَاطِنِهِ لا يريد الصلح ، لالصُلحُ هذا حَرامٌ شَرعَاً ، إمّا أن تُصالِح صُلحاً حَقيقياً، وإمّا أنْ تَقولَ : أنا مَا صَالَحتُ (فُلانٌ ظَلَمَني) أحتاجُ حقي، يَحرُمُ أنْ تَقولُ أنا بَرّأتُ فُلانا وَأنتَ في قَلبِكَ مَا بَرّأتَ فُلانا ؛ فَهذا كَمَا قُلنا الباطن خِلافُ الظاهِر ، وَالمُسلِمُ لا يَكذِب ،المُسلِمُ ظَاهِرُهُ وَباطِنه سَوَاء وواضِح وَصاحِبُ الحقِ،
” إنّ لِصَاحِبِ الحقِ مَقَالا “،
كَما قال النَبيُ (صَلى الله عَليهِ وَسَلّمِ ).
فأنتَ صَاحِب حَقٍ طَالِب بِحقِكَ. لا تُظهِرَ أنَّكَ قَدْ سَامَحتَ وَأنتَ مَاسَامحتَ، لا تُظهِرَ أنَّكَ قَد صَالَحتَ وَأنتَ مَا صَالحتُ.
لايَجوزُ أنْ نَجعَلَ الإنسَان في بِيئِةٍ وَنضغَطَ عَليهِ ضُغُوطَاتٍ مَعنَويَة ، وَنَجعَلـهُ بالإكراه يُصالِحُ فُلانا ، هذا العَملُ حَرام هذا العَملُ ليس شرعي، وهذا العَمَلُ يُمارَسُ كَثيراً لِلَٔاسَف، وَيُمارَسُ كَثيراً باسمِ الطَاعَة والعِبادَة ، فهَذا نِفَاق .
أنتَ تَجعَلُني بِظَرفٍ أنَني أنا رُغّماً عَني وَأنا لا أستَطيع أن أُصالِح فُلانا ، وَفُلانٌ يُسيءُ إليَّ ،وَيَتَكَلّمُ عَليَّ وَانتَهَكَ حُرُمَتي وَتَكَلّمَ بِبَاطِل وَما تَرَكَ شَيئاً إلا وَتَكَلمَ عَلي،ثُمَ تَجعَلُني في ظَرفٍ ضَعيف وَظَرفٍ تَضغَطِ عَلي، وَتجمَعُني مَع كادِر مِنَ الناس عَدَدَاً أو مَقامَاَ أو كثرَةً وَتَقولُ لِي صَالِح فُلانا لَيسَ هذا صُلُحاً شَرعاً ، وَليستُ هَذِهِ عَبادة ، هَذِهِ مُخادَعـة هِذِهِ خَديعةَ، هَذَا لَيسَ شَرعَاً لَيسَ الصُلحُ هَكَذا ،الصُلحُ أنْ تُبينَ أنْ تَضَعَ الأشياءَ في أمَاكِنِها ،وتُظهِر حَق المُحِق وَباطِل المُبطِل ثُم بَعدَ كُلِ هَذا تَقول سَامَحَ، تَقولُ سَامَحَ وَواضِحُ الأمِرُ أما (اللفلَفَةَ وَالشلفَقَةَ و الفهلوةَ والشَطَارَةَ) هَذا عَملَ أهلُ الدُّنيا ولَيسَ عَملُ أهلَ الدَّين، هَذا العَملُ عَملُ أهلَ الدُّنيا وَلَيسَ عَملُ أهل الدَّين، لَيسَ هَذا بالصُلح الشَرعيّ الذي يراد،
الصُلحُ (بابُ مِن أبواب أهل الفقهِ) لهُ أحكامٌ ،وَمِن أهم أحكامِهِ أن يَكون الظاهِرُ وَالباطِنُ سَوَاءً، وأنْ يظهَر المُحِقُ مِنَ المُبطِل، وَأن يظهَرَ الصَوابُ مِنَ الخَطأ، وَأنْ يظَهرَ الظالِمُ مِنَ المَظلومِ ، وَتَتبينَ حَقائِقُ الأُمُور ثُمَّ بَعدَ ذلِكَ تَحصلُ مُصافاة القُلوبِ وَيحدُثُ الصُلحُ، أمّا تَجعلُني بِظرفٍ صَعبٍ وَتضغَطُ عَليَّ وتُحضِرُ جَاهات وَتُحضِرُ أعداداً وَتضغَطُ عَليَّ حتى تَحصَل على ماتُريدُ وَيبقى تَشويهُ سُمعَتُيَ مَوجودَا، مَا هكذا تَحصُلُ البَراءةُ فهَذا صَنيعُ أهلَ الدُّنيا وليسُ صَنيع أهل الدَّين ،ليس هَذا صُنع أهل الدين ، فَالصلحُ لَهُ أحكام فِقهية وَبراءَةُ الذمَةِ لها أحكام فِقهيةُ الواجِبُ عَلينا أنْ يُوافِقُ هذا وَاقِعُنا ،أي أنْ تَظهَرَ حقائِقُ الأُمُورِ وَأنْ لا يَقع ظُلُمٌ .
⬅ مجلس فتاوى الجمعة
22 ذو القعدة 1437 هجري
2016 – 8 – 26 افرنجي

السؤال الثامن شيخ بارك الله فيك كيف يتخلص الإنسان من معاصي الخلوات

http://meshhoor.com/wp/wp-content/uploads/2016/08/AUD-20160831-WA0008.mp3الجواب : أسبابُ الثَّبات وأسبابُ وجودِ لذَّة الطَّاعة وحلاوةِ الإيمان وأسبابُ الخيرِ كلّه في هذه الدنيا: أن يكونَ باطنُ الإنسانِ كظاهرهِ ، وأن يكونَ حاله في الخلوات كحاله في الجلوات، وكلُّ من فعل ذنوب الخلوات لا يُكتبُ لهُ الثبات ! كل من فعل ذنوب الخلوات لا يُكتبُ له الثبات لِأنّ الإنسان لا يستطيع أنْ يُخادِعَ اللهَ! الله عزيزٌ حكيمٌ، مع العزّةِ هناكَ حكمةٌ، ما معنى عزيز؟ العرب تقول: “من عزَّ بزّ” أي: من غلبَ سلبَ.
فالله قويٌّ، الله غالب -لا يُغلبُ- وحكيم، الله عزيزٌ حكيمٌ، فمآلك عنده؛ هو الذي يُدبِّر أمركَ.
فالعبد في ذنوب الخلوات لا بدَّ أن ينتكس، وأسباب الانتكاسات إنّما هي ذنوب الخلوات، وأسباب الرِّفعة والعزَّة الشُّعورِ بالقوَّة والشُّعورُ بِلذَّة الإيمان في هذه الحياة سبَبُها: طاعاتُ الخلواتِ؛ أن تُطيعَ الله في الخلواتِ، فطاعتُك لربِّك في خلوتك من أكثرِ أسبابِ الثباتِ.
بعضُ النَّاسِ -نسألُ اللهَ العافيةَ- في خلوتِه شيطانٌ! وفي جلوتِه إِمامٌ من أئِمة المسلمين!!
وفي الحديث الذي أَخرَجَهُ ابن ماجة (٤٢٤٥) عَنْ ثَوْبَانَ -رضي الله عنه- عَنْ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَنَّهُ قَالَ: “لَأَعْلَمَنَّ أَقْوَامًا مِنْ أُمَّتِي يَأْتُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِحَسَنَاتٍ أَمْثَالِ جِبَالِ تِهَامَةَ بِيضًا، فَيَجْعَلُهَا اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ هَبَاءً مَنْثُورًا. قَالَ ثَوْبَانُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ صِفْهُمْ لَنَا جَلِّهِمْ لَنَا، أَنْ لَا نَكُونَ مِنْهُمْ وَنَحْنُ لَا نَعْلَمُ. قَالَ: أَمَا إِنَّهُمْ إِخْوَانُكُمْ وَمِنْ جِلْدَتِكُمْ وَيَأْخُذُونَ مِنْ اللَّيْلِ كَمَا تَأْخُذُونَ، وَلَكِنَّهُمْ أَقْوَامٌ إِذَا خَلَوْا بِمَحَارِمِ اللَّهِ انْتَهَكُوهَا”.
الحسناتُ كثيرةٌ؛ كلّ سنةٍ عُمرة وزكوات وصدقات وإطعام وتفطير صائم، ما شاء الله حسنات!! تأتي أقوام يوم القيامة بحسنات مثل جبال تهامة، ثم يوم القيامة تُصبح هباءً منثورًا! فلمّا سُئِل النبي -صلى الله عليه وسلم- عن السبب قال: إنّهم كانوا إذا خلوْا بمحارم الله إنتهكوها؛ إذا خلا بمحارمِ اللهِ -أيُّ معصيةٍ وأيُّ لذَّةٍ وأيُّ شهوةٍ يفعلها – فلا يعرف لله حرمة، ولا يعرفُ الحلالَ ولا يعرفُ الحرامَ!
*فاللهُ لا يُخادَع*! فإذا أردتَ أن تَثبُتَ وإذا أردت أن تجدَ لذة الإيمان في قلبكَ *فاحرِص على طاعاتِ الخلوات وابتعد عن ذنوبِ الخلوات*.
⬅ مجلس فتاوى الجمعة
22ذو القعدة 1437 هجري
2016 – 8 – 26 افرنجي

السؤال التاسع عشر هل يجوز إشراك نية النافلة مع السنن

http://meshhoor.com/wp/wp-content/uploads/2016/09/AUD-20160904-WA0008.mp3Is it permissible to join the intention of a naafil action ?with one that is Sunnah
الجواب: لا حَرَجَ في ذلكَ، تَفعلُ أكثرَ من سُنَّةٍ بأكثرَ من نِيَّة، *((إِذَا هَمَّ أَحَدُكُمْ بِالْأَمْرِ فَلْيَرْكَعْ رَكْعَتَيْنِ مِنْ غَيْرِ الْفَرِيضَةِ))* [صحيح البخاري 1166]، كأن تُصَلِّيَ صلاةَ الاستِخارَةِ معَ سُنَّةِ الظُّهرِ البعديَّةِ أو معَ تحيَّةِ المسجدِ فلا حَرَجَ في ذلكَ.
A: Performing a Sunnah prayet with more than one niyyah is fine. “If one of you intends to do something, they should perform 2 raka’ah that are not from the fareedah” Saheeh al Bulhaari 1166
So that you pray Salaatul Istikhaara with the latter Sunnah of Thuhr, or with Tahayyatul Masjid, there is no harm in that.
⬅ مجلس فتاوى الجمعة
Jumuah Fataawa
22 ذو القعدة 1437 هجري
2016 – 8 – 26 افرنجي

السؤال الخامس هنالك بعض المجموعات على الواتس أو بعض الأفراد يقومون بإرسال صفحة من…

http://meshhoor.com/wp/wp-content/uploads/2017/08/AUD-20170814-WA0028.mp3الجواب: الورقة ليست وردا ، يعني الورد هل يصلح أن تقرأ ورقة واحدة من المصحف ، بعض الناس نقول له ورد ويا ليته يقرأ آية وليس ورقة بعض الناس هاجر للقرآن، ورقة لا تكفي ورداً ليست ورداً، ثم لماذا هذه الأمور هذه أمور حديثة ، شبابية .
المصحف بين يديك في بيتك ،امسك المصحف وأقرأ وردك،
وإذا كان لك وحشة من القرآن في البدايات أزل هذه الوحشة بمجاهدة، واقرأ مثلاً حزباً في أول النهار بعد الفجر واقرأ حزب قبل النوم يعني قسم القرآن على قسمين مع أن قراءة الجزء من القرآن سهلة يعني لو قمت مع الأذان الأول من الفجر وتوضأت وجلست تقرأ من القرآن ،لو جئت مع الأذان الثاني تأتي مع تتميم الجزء لو أتيت مع أذان الظهر أو العصر للمسجد وجلست في المسجد فصليت السنة فإن جلست يقيموا الصلاة وأنت أتممت الجزء، يعني الجزء يحتاج إلى قرابة نصف ساعة ربع ساعة لكننا للأسف قصرنا في مسألة التبكير للصلاة قصرنا في الصيام قصرنا في أن نستيقظ مبكرين والله الذي لا إله إلا هو لو اننا نقلب المصحف كما نقلب الجوالات لأصبحنا من الحافظين للقرآن الكريم لو ننظر في المصحف كما ننظر للجوالات لأصبحنا من حفظة كتاب الله بل لعلنا نحفظ الكتاب القرآن والتوراة والإنجيل والزبور لو أعتنينا بالقرآن كما نعتني بالجوالات،
تستغربون أنا أعلم بعض المشايخ يحفظ التوراة المحرفة والإنجيل المحرفة مع القرآن أنا أعرف بعض المشايخ يحفظ الثلاثة
،فالشاهد وفقنا الله وإياكم ممكن الإنسان يحفظ الشيء الكثير والله لو أنت على فراش النوم تنتظر أهلك تمسك المصحف تحفظ فإنك تحفظ القرآن
،كنت أشكو في بعض السنوات وكنت مرشدا في حملات الحج فكنت أشكو أنه لا يوجد وقت أحفظ قرآن لا يوجد وقت أقرأ القرآن ثم يسر الله لي أنه و نحن ننتظر الباصات لما تجتمع الناس فهذا وقت للانتظار ختمت أكثر من ختمة وأنا انتظر في أوقات الانتظار، بس في أوقات الانتظار يعني أنا جالس أهيئ نفسي استقبل الناس حتى أدرسهم وأشرح لهم ما يصنعون ففي وقت الانتظار لما يجمع الناس في كل موطن فصرت أنظر في القرآن فختمت وزادت عن الختمة فالاستفادة من الوقت لصاحب القرآن لابد أن يستفيد من الوقت.
⬅ مجلس فتاوى الجمعة.
19 ذو القعدة 1438 هجري 2017 – 8 – 11 إفرنجي
↩ رابط الفتوى:
⬅ خدمة الدرر الحسان من مجالس الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان.✍✍
⬅ للاشتراك في قناة التلغرام:
http://t.me/meshhoor

السؤال الثالث   ما هو سر كون قل هو الله أحد ثلث القرآن…

 
الجواب :  ثبتَ في الأحاديثِ الصَّحيحةِ أنَّ  قُلْ هُوَ الله أحدْ تَعْدِلُ ثُلُثَ القُرآن ، والسِّر كما يقولُ أهلُ العلمِ ( وقد خصَّ هذهِ المسألةِ جمعٌ بالتصنيفِ والتأليفِ ومنهم شيخُ الإسلامِ ابن تيميَّة -رحمه الله- ) أنَّ القرآنَ الكريمَ بالإجمالِ ثلاثةُ أقسامٍ :
 
١- قِسمُ عقائدٍ : إخبارٌ عن صفاتِ الله جلَّ في عُلاه.
 
٢- قِسمُ أحكام : مأمورات ومنهِيَّات.
 
٣- قِسمُ أخبار : قَصَص وحكايات عمَّن قبلنا .
 
فالقرآن ثلاثةُ أقسام ،و قُل هو الله أحد جَمعت أصولَ التَوْحيدِ ، فلمَّا  ما أبقت شيئاً من أُصولِ التَّوْحيدِ (قُل هو الله أحد ) كان من فضلها أنَّها تَعدُلُ ثُلثَ القرآن .
 
كانَ رجلٌ يَقرأُ (قُلْ هُوَ الله أحَد) في كُلِّ رَكعةٍ ، في روايتين صحيحتينِ ( في روايةٍ قَبْلَ القِراءة وفي روايةٍ بعدَ القِراءة ) والظَّاهر أنَّ القِصَّة تعدَّدت ،
ففي رواية عن عائشة أن النبي صلى الله عليه وسلم بعث رجلا على سريَّة وكان يقرأ لأصحابه في صلاتهم فيختم بـ ( قل هو الله أحد ) فلما رجعوا ذكروا ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم ، فقال : سلوه لأي شيء يصنع ذلك ، فسألوه فقال : لأنها صفة الرحمن ، وأنا أحب أن أقرأ بها ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : أخبروه أن الله يحبه . رواه البخاري (6940) ومسلم (813) .
 
وفي رواية أخرى
عن أنس بن مالك قال : كان رجل من الأنصار يؤمهم في مسجد قباء فكان كلما أفتتح سورة يقرأ لهم في الصلاة فقرأ بها افتتح بقل هو الله أحد حتى يفرغ منها ثم يقرأ بسورة أخرى معها وكان يصنع ذلك في كل ركعة فكلمه أصحابه فقالوا إنك تقرأ بهذه السورة ثم لا ترى أنها تجزيك حتى تقرأ بسورة أخرى فإما أن تقرأ بها وإما أن تدعها وتقرأ بسورة أخرى قال ما أنا بتاركها إن أحببتم أن أؤمكم بها فعلت وإن كرهتم تركتكم وكانوا يرونه أفضلهم وكرهوا أن يؤمهم غيره فلما أتاهم النبي صلى الله عليه وسلم أخبروه الخبر فقال يا فلان ما يمنعك مما يأمر به أصحابك وما يحملك أن تقرأ هذه السورة في كل ركعة فقال يا رسول الله إني أحبها فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن حبها أدخلك الجنة.
وصححه الشيخ الألباني
فشكى النَّاس هذا الرَجُلَ للنَبيِّ -صلى اللهُ عليهِ وسلَّم- والشَّكْوى سبَبُها أنَّهم ظنَّوا أنَّه يتقالُّها ؛ فظنوا أنه يعتبر  قُلْ هُوَ الله أحد لا تجزئه !! يعني الشَّاكونَ يُحبُون قُل هُو الله أحد ويُعظِّمونَها والذي يقرأها يُحِب قُلْ هو الله أحد ويُعظِّمها  ؛ يعني سببُ الشَّكوى قالوا: كأنَّهُ  لا تجزئه ؛ يعني كأنَّ قُل هو الله أحد لا تكفي في الصَّلاةِ فيقرأُ معها دائِماً ،  فهُنالِك روايتان وهذا يُؤكِد تعدادَ القِصَّة ، في رواية قال : “سلوه ” وفي رواية أنَّه أحضرهُ !  لماذا يصنع ذلك؟
 
قال إنِّي أُحبُّها ، أنا أحِبُّ هذه السورة ، فقالَ له النَّبيُّ -صلى اللهُ عليهِ وسلَّم –  : حُبُّكَ إيَّاها أدخلكَ الجنَّة ، حُبُّ هذه السُّورةِ يُدخِلُ العبدَ الجنَّة ! حُبُّ التَّوْحيد ، ولُبُّ التَّوْحيدِ وأصلُه ،وفي هذا إشارة واضحة إلى أنَّ النّاسَ ( وهذا قرَّرهُ بتفصيلٍ أئِمّةُ التَّوْحيد ومنهم شارح الطَّحاوية رحمه الله ) أنَّ النَّاسَ في التَّوحيدُ ليسوا سواءً .
 
المقدارُ الواجِبُ في تعلم التَّوحيد فأنَّ العامَّة تكفيهم أصولُ التَّوحيدِ ، يكفيهم أن يفهموا قُل هو الله أحد فَهماً صحيحاً ، فحَوَت على جميعِ أنواعِ التَّوْحيد ، فالعِالمُ معرِفتُهُ لِربِّه مُفصَّلةً ، و لكن ليست معرفةُ العِالمِ كمعرفةِ طالبِ العِلمِ ،  ليست كمعرفةِ القاضي مثلاً كما يقول ابنُ أبي العِزّ رحمه الله تعالى.
 
⬅ مجلس فتاوى الجمعة
 
9 ذو القعدة 1437  هجري
12 – 8 – 2016   افرنجي
 
↩ رابط الفتوى :
 
http://meshhoor.com/wp/wp-content/uploads/2016/08/س-3-2.mp3◀ خدمة الدُّرَر الحِسان من مجالس الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان .✍✍?

السؤال الخامس أخت تسأل فتقول هل ورد دليل صحيح على أن سورة الملك تنجي…


الجواب : أما الشفاعة فثبت في حديث أبي هريرة رضي الله تعالى عنه وأخرجه الإمام أحمد وابن حبان والحاكم وغيرهم ولفظ الحديث « أن سورة في القرآن ثلاثون آية شفعت لصاحبها وهي تبارك الذي بيده الملك » ، وأما الكلام عن عذاب القبر فقد صحح شيخنا الألباني رحمه الله في السلسلة الصحيحة قول النبي صلى الله عليه وسلم « سورة تبارك هي المانعة من عذاب القبر » ، سورة تبارك : أي تبارك الذي بيده الملك
هي المانعة من عذاب القبر .
⬅ مجلس فتاوى الجمعة .
17 رجب 1438 هجري
2017 – 4 – 14 إفرنجي
↩ رابط الفتوى :
◀ خدمة الدرر الحسان من مجالس الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان.
✍✍⬅ للإشتراك في قناة التلغرام :
http://t.me/meshhoor

السؤال السابع عشر أخت من الظهران تقول أنا معلمة تجويد كنت آخذ أجرا على تحفيظ…

whatsapp-audio-2016-11-11-at-9-16-20-pm
الجواب : الوسائلُ لها أحكامُ المقاصد، إذا علَّمتٍ الصغير، والذي لا يحسنُ العربيةِ قاعدةً من خلالها يُحسن تلاوة التجويدِ فأنت تُعلِّمُ القرآن.
الصحابةُ ما كانوا يعرفون قواعدَ النحو، والصحابةُ ما كانوا يعرفون قواعد المصطلح، والصحابةُ ما كانو يعرفون أحكام التلاوةِ والتجويد، لكن كانوا يقرأون بأحكام التلاوة والتجويد.
والعلماءُ سبروا اللغة فوضعوا قواعد، وسبروا المصطلحَ فوضعوا قواعد، وسبروا الفقه فوضعوا قواعد. فطريقةُ تعليمِ القواعد إذا كانت هي وسيلةً لا يحسن العبدُ قراءة القرآن إلا بها فهي من تعليم القرآن.
فيا أختي استمري على تعليم القاعدة النورانية التي يُلقنُ بها الصغار وغير العرب، ومن خلالها يستطيع الإنسان أن يستقيم لسانه على تلاوة القرآن.
السؤال الثاني: أنا أُدرِّسُ في المسجد حلقة قرآن مرتين في الأسبوع، هل يجوز أن آخذ هذا المبلغ والتبرع به؟ أم الأحوط عدم أخذه؟
الإجابة:
الأخذُ للأجرةِ على الإمامةِ والأذانِ، وقد ذكرنا قبل قليلٍ قولَ ابن عمر لذاك الرجل إني أُبغِضكَ في الله. إذا كان الله تعالى يعلم من قلب العبد أنه يأخذ الأجرة للتعليم – لذات التعليم -؛ فهذا ممنوع، أما إذا أخذ الأجر مقابل حبس الوقت ولو لم يُعطَ، هو يُحب أن يدرِّس ويحب أن يعطى، فحينئذ لا حرج في هذا الأخذ.
ففقهاؤنا يجوِّزون الأخذ لحبس الوقت لا لذات العمل.
يعني الإمام يقول: والله يا جماعة إذا لم يعطوني راتباً أنا لا أؤمُّ ولا أصلي، هذا ليس له عند الله خلاق.
كما يقولُ شيخُ الإسلامِ رحمه الله، قالَ لما سئل: هل يجوزُ أخذُ المالِ للحج، فقال: من أخذ ليحج فلا حرج، أما من حج ليأخذ؛ فهذا ليس له عن الله خلاق.
فالآن إذا ما حبسنا شخصاً في مهنة الإمامة أو مهنة الأذان مع مشاغل الناس في آخر الزمان فالأذان لا يقوم، والإمامة تتعطل.
فيعطى الإنسان المال من أجل حبس وقته.
طيب إنسان لا يحبس وقته، عنده مهنة وعنده عمل وأكرمه الله أن يعلم في مسجد القرآن؛ لماذا يأخذ مالاً؟!
لكن إنسان محبوس، والكلام عن تحفيظ القرآن كالكلام عن تدريس دكاترة الشريعة في الجامعات. الدكتور الذي يُدرِّس في الجامعة، هل يأخذ مالاً؟ نعم يأخذ مالاً، لماذا يأخذ مالاً؟
طيب إنسان مكْفي وأخذ راتباً من الجامعة، يا من تُدرِّسون في الجامعات الشريعة، أين دروسكم في بيوت الله؟ لماذا لا تُدرِّسون في بيوت الله؟ لماذا لا تحرصون على تعليم الناس؟ هي متجر؟ الجامعة متجر؟ إذا كان الأمر كذلك فهؤلاء ليس لهم عند الله خلاق. إذا كان الأمر – إذا درَّستُ آخذ، وإذا لم أُدرِّس لا آخذ
((لعل الصواب : إذا أخذت درست وإن لم آخذ لا أدرس))
هذه مصيبة.
فمن حبس وقته لعمل فأخذ ما يكفيه واستعفَّ به فلا حرج في ذلك.
أما إن علم الله من قلب العبد أنه أنا إذا لم أُعطَ لا أُدرِّس فهذه مصيبة. يصبح الدين هكذا فهذا أمر ممنوع. والله تعالى أعلى وأعلم
⬅ مجلس فتاوى الجمعة
3 – صفر – 1438 هجري
2016 – 11 – 4 إفرنجي

السؤال التاسع عشر في كتاب الله عز وجل ذكر الجهاذ بالنفس والمال فما…

http://meshhoor.com/wp/wp-content/uploads/2017/02/WhatsApp-Audio-2017-02-25-at-10.30.53-PM.mp3الجواب : احسن كتاب في ظني تكلم في فقه الجهاد كتاب الإنجاد في أبواب الجهاد لمحمد بن عيسى بن محمد بن أصبغ الأزدي ، وقد يسر الله لي ولبعض أخواني تحقيق هذا الكتاب بمجلدتين .
ومن احسن ما رأيت من كتب المعاصرين كتاب القتال في سبيل الله لمحمد خير هيكل ، له كتاب مطبوع في ثلاث مجلدات ، عرض الجهاد عرضاً قوياً جيداً .
ومن الكتب النافعة في الجهاد كتاب الجهاد ميادينه وأنواعه للشيخ محمد نعيم ياسين .
⬅ مجلس فتاوى الجمعة
27 جمادى الأولى 1438 هجري .
2017 – 2 – 24 إفرنجي .
◀ خدمة الدرر الحسان من مجالس الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان.✍✍