http://meshhoor.com/wp/wp-content/uploads/2017/11/AUD-20171117-WA0096.mp3الجواب:
أي سياسة التي ابتعد عنها السلفيون؟ !
الإنسان لا يجوز له شرعاً أن يتكلم إلا ببصيرة و علم قال الله تعالى :
(( وَلا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولاً )) ، فأن نأخذ و نبني الأحكام على مصادر ليست معروفة ومشبوهة وأن نجعلها أصلا ً ، هذا الأصل ممنوع شرعاً .
كخبر الجرائد والفضائيات التي توزع الادوار والأحداث الموجودة في العالم الإسلامي ؛ فالعالم الإسلامي بركان يغلي – أسأل الله عز وجل أن يحفظ أهل السنة – .
وأقول وأنا أعي ما أقول وبعد تدبر وتأمل: ما مرّت في تاريخ البشرية غربة على أهل السنة مثل الأيام التي تمر بنا ، أين أهل السنة؟ وما بقي لأهل السنة؟ ، ذهبت العراق ، وذهبت اليمن ، والمغرب العربي كله الآن فتن، ليبيا والمغرب وما حولها ، أسأل الله أن يحفظ أهل السنة .
نتكلم بيقين ، أصبح الكفار يتدخلون في صنع الجهاد ، وأصبحوا يلقون علينا في الجهاد، وما أحداث سوريا منا ببعيد .
فالواجب علينا – واجب الوقت – أن نتعلم والواجب علينا أن نسوس الناس سياسة شرعية بتصفية وتربية ، ففرقٌ بين السياسة وسياق الناس ؛ سياسة تربية الناس وتعليم الناس وتفقيه الناس ، هذا من الأمور الواجبة .
أما السياسة بحيث أنك تصبح تعتمد على الأخبار – وكل من إعتمد على الأخبار من الحركيين والحزبيين لهم نصف قرن من الزمان يتكلمون ثم تبدوا لنا الأحداث أن الحق في مكان وهم في مكان وما تعلموا – والأمر قائم على أصل (خوض لا تترتب عليه ثمرة) .
أصبحت المنابر للأسف عند بعض الناس موطن تحليل الأخبار ، والتقيت و واجهت أناساً ارتدوا عن دينهم وتركوا الصلاة ؛ قلت لماذا ؟ قال: لأن الخطيب الفلاني قال مائة دليل ويقسم بالله الأيْمان أن صدّام منصور وكذب الشيخ .
بعض الناس عقولهم ضعيفة قد يُوقع الشك في الشرع والدين ، وأصل المسالة قائم على تحليل وعلى رأي ، وتريد أن تلزم الناس برأيك !
أنا شخص عندي رأي بالأحداث أصيب و أخطىء لا يحل لي شرعاً أن أشغل الأمة برأيي ، لكن إن قامت عندي قرائن وقامت أدلة ونصوص شرعية واضحة علي أن أبيّن النصوص الشرعية ، أما أن يصبح حديثي وديدني ومجالسي وأينما قمت وأينما قعدت على مسائل أُلقيت في قلبي بدون أدلة شرعية وأشغل الناس بهذا الأمر ونفرق الأمة، وكما يقال كل واحد يأخذ قطعة من الأمة ويفرقها ، فالناس اليوم – نسأل الله جل في علاه العفو و العافية – لما سمعت كلمات من بعض المحسوبين على الشرع ولا سيما أولئك الذين يدعون إلى الجهاد ثم يظهر أن هذا الجهاد ليس بجهاد ولما يأتي وقت الجهاد ويتكلم العلماء بالجهاد فلا يطيعهم أحد.
فالمسائل أن يصبح الدّين مظنّة التكذيب وأن نصبح نتكلم في المسائل بظنّ وتخمين من غير أدلة ويقين ، فالسياسة الشرعية الصحيحة تدعو إلى ترك ذلك عند أصحاب البصيرة.
والله تعالى أعلم.
⬅ مجلس فتاوى الجمعة.
21 صفر 1439 هجري
2017 – 11 – 10إفرنجي
↩ رابط الفتوى:
السؤال الثالث والعشرون: لماذا السلفيّون يبتعدون عن السياسة؟
⬅ خدمة الدرر الحسان من مجالس الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان.
⬅ للاشتراك في قناة التلغرام:
http://t.me/meshhoor
من سمع بالنبي صلى الله عليه وسلم، وبلغته الدعوة، ولم يؤمن به فالجنة عليه حرام، وهو مخلد في النار، وربنا عز وجل كَفَّرَ من قال: إن الله ثالث ثلاثة، ومع هذا فقد خص اهل الكتاب بحل طعامهم وبحل المحصنات من نسائهم، فأهل الكتاب اليوم من سمع برسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يستجب لدعوته خالد مخلد في النار، لكن بما أنه من أهل الكتاب فله حكم خاص به، يخص به عن سائر أحكام المشركين، فالله الذي كفرهم والله الذي فرق بين المشركين والذين أوتوا الكتاب.
أما من حيث إقامة الحجة على كل كتابي في الدنيا فهذا فيه تضييق، والقول بمجرد السماع بالنبي صلى الله عليه وسلم، ولو سألت الذي سمع به من محمد؟ ويقول لك اسم مدينة مثلاً، فلم يتحقق السماع، فمن بلغه الإسلام، وعلم أن هناك نبي، اسمه محمد وجاء يشرع، فيجب عليه أن يدرس هذا الشرع، ويجب عليه أن يتطلبه، ونحن لا نتوقف في تكفير أهل الكتاب حتى نقيم على كل واحد منهم الحجة، فالإسلام والشرع ظهر وبلغ كل الناس، ولكن هناك آحاد من الناس ربما يموتون وهم يبحثون عن الحق ولا يعرفونه، وقد بذلوا ما يستطيعون، فهؤلاء أمرهم إلى الله عز وجل، وقد يلحقون بمن يمتحنون بعرصات يوم القيامة، والله أعلم.
http://meshhoor.com/wp/wp-content/uploads/2016/10/السعيد-mp3.mp3? كلمة بعنوان :
? إن السعيد لمن جنب الفتن .
? فضيلة الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان حفظه الله .
?? إنَّ الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مُضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا اله الا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله أما بعد .
↩ قد ثبت في سُنن أبي داود ومسند أحمد وغيرهما أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم قال :
إنَّ السعيد لمن جُنِّبَ الفتن ، إنَّ السعيد لمن جُنِّب الفتن ، إن السعيد لمن جنب الفتن ، كررها صلى الله عليه وسلم ثلاثاً ، ثُمَّ قال : ولمن ابتلي فصبر فواها .
⬅ أي فهنيئاً له ، فالفتنة لها مناخ ولها بيئة ، ولو أنَّنا فحصنا وأخذنا قزعة من الفتنة وحللَّناها لوجدنا أنَّ بداية بيئتها ومناخها قبل أن يُعقَّد نُوَّارها وتشُب وتظهر وتكبر يكون في الاضطراب والاختلاف ، وتنتهي وتتجلى وتظهر في القتل الذي سماه النبي صلى الله عليه وسلم الهرج ، النَّبي صلى الله عليه وسلم قبل أن يخبرنا عن ظهور الفتن : يتقارب الزمان ويقبض العلم وتظهر الفتن ويلقى الشح ويكثر الهرج ” قالوا : وما الهرج ؟ قال : ” القتل . مشكاة المصابيح ، رقم الحديث : 5389 – [ 11 ] متفق عليه .
? فالفتن تظهر لمَّا تزول البركة من الأرض ، والبركة لا يمكن أن تكون إلا بالطاعة التي فيها الإخلاص والاتباع للنَّبي صلى الله عليه وسلم ، فلما يقل الأمن تقل الطاعات التي هي مصدر الثمرات والخيرات والبركات الذي يتجسد في أمن البلاد والعباد ، ( الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُولَٰئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ ) .
?? فالهداية والخير والبركة إنما تكون في الطاعة ، وتظهر لهذه الطاعة ثمرة وبركة ، فإذا تقارب الزمان ، وتقارب الزمان إشارة كما قلت لكم إلى رفع البركة من الأرض ، فنحن الآن نعيش في آخر أيام من سَنة مضت ، والسَنة التي مضت والله كأنَّها شهر ، ففي جامع الترمذى
عن أنس بن مالك قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لا تقوم الساعة حتى يتقارب الزمان فتكون السنة كالشهر والشهر كالجمعة وتكون الجمعة كاليوم ويكون اليوم كالساعة وتكون الساعة كالضرمة بالنار قال أبو عيسى هذا حديث غريب من هذا الوجه وسعد بن سعيد هو أخو يحيى بن سعيد قال الترمذي : حديث غريب قال الشيخ الألباني : صحيح ، صحيح جامع الترمذى رقم الحديث: 2331 .
فهذا معنى يتقارب الزمان وليس المراد بتقارُب الزمان أن تقطع المسافات الطوال بالوقت القصير وفي هذا إشارة إلى الاختراعات ووجود وسائل النقل الحديثة ، المراد بتقارُب الزمان : أي ترفُّع البركة فإذا رفعت البركة وقلَّ العِلم ، فالفتن لا تكون إلا مع الجهل ، لو وُجِد العِلم وعَرف كل واحد ما له وما عليه ما كانت فتنة ، ثُمَّ يقل العمل ، فالعمل والطاعة هي التي تجلب الخير والبركه للمجتمعات وللحكومات وللإنسان وللبلاد وللعباد وللدواب وللشجر .
? كان أبو بكر يقول : ما تعضد الشجرة ( أي لا تقطع الشجرة ) إلا بتقصيرها من ذكر الله عزَّ وجل ، والطير لا تصطاد إلا لتقصيرها بذكر الله عزوجل ، فلا تقع فتنة على وجه الأرض إلا بسبب معصية ، ولا ترفع إلا بتوبة ، فالذنوب تؤثر على الشعوب .
يقول النبي صلى الله عليه وسلم : ينقص العمل ويلقى الشح ( وأحضرت الأنفس الشح ).
فإذا النفس أمسكت وأصبح المال لقضاء الشهوات ولا يكون لقضاء حاجات الناس ، فنفوس الأغنياء تصبح ضعيفة ومالها أكبر منها .
فإذا أراد الله خيرا بأمة جعل أصحاب المناصب و أصحاب الأموال فيها نفوسهم أكبر من مناصبهم ونفوسهم أكبر من أموالهم .
فإذا كان الأمر كذلك فهنيئا للأمة وأما إذا كانت الأموال والمناصب أكبر من نفوس أصحابها فالويل والمصيبة لهم وتقع الفتنة في الأمة .
↩ وبعد هذه الأمور يقول النبي صلى الله عليه وسلم ( تظهر الفتن ) .
? الفتن لها معادلات ولها سنن ، فلها سنن في الأمة، فالفتنة لما تظهر تكون لها مقدمات وإذا أردنا أن نجنب الناس الفتن فلا بد من تجفيف مقدماتها ، فتجفيف المقدمات بتزكية النفس وبالعلم ، فيزول الخلاف .
فالوقت الذي فيه اضطراب في الأقوال ، وقيل وقال ، والنفوس قلقة ، والناس لا تجتمع على علمائها و لا على أمرائها ، ويبدأ يدب الخلاف في الأمة فهذا الخلاف يقوى شيئا فشيئا حتى يظهر على شكل فتن ، وهذه الفتن تكون على شكل موجات ، تأتي موجة ثم تنسحب ، ثم تأتي موجة ثم تنسحب ، وتأتي موجة ثم تنسحب ، وكل موجة تأتي تكون أطول من الموجة التي قبلها ، كما يقول حذيفة في صحيح مسلم : من الفتن كريح الصيف.
(يعني هناك ريح شتاء وريح صيف )
فماذا يعني ريح الصيف ؟
أي فتنة قصيرة تظهر ثم مباشرة تذهب ، وهنالك فتن كالأمواج تأخذ الناس.
⬅ ولذا المطلوب من العبد في وقت الفتنة أن يحفظ لسانه ، والمطلوب من العبد وقت الفتنة أن يقبل على ربه عزوجل ، أن يقبل على ربه بالعبادة كما ثبت في صحيح مسلم ، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال 🙁 العبادة في الهرج كهجرة إلي ) العبادة في وقت الفتنة ، والقتل هو أشد ما يكون في الفتنة ( العبادة في الهرج كهجرة إلي).
والواجب على جميع المسلمين حكاما ومحكومين أن يجففوا أسباب الفتنة وأن يبعدوا الناس عن الفتنة وأن يعيش الناس بخير ، ولا يمكن أن يعيش الناس بخير إلا إن تمكنوا من إقامة دينهم ، وأن يعملوا على محاربة ما يغضب الله عزوجل وأن يبعدوا الناس عن المعاصي .
? و بلادنا ولله الحمد والمنة مباركة ، الشام بلاد بركة ، الملائكة تبسط أجنحتها عليها ، والدين شاء من شاء وأبى من أبى ، الدين كما قال الإمام ابن رجب في كتابه ( فضائل الشام ) في النوبة الثانية في آخر الزمان أصله وأسه ومنبعه بلاد الشام ، بلادنا ولله الحمد والمنة جبلت بالشهداء ، وشهداء الأردن الحقيقيون هم أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم، وها هي اليرموك تشهد والتاريخ يشهد ، هؤلاء هم شهداء الأردن ، وعلى هذا قامت ولله الحمد والمنة الأردن ، فالأردن قامت على الرمية المباركة التي رماها خير الخلق بعد الأنبياء وهو أبو بكر رضي الله عنه ، رمية أبي بكر في فتح بلاد المسلمين كانت مباركة وكانت إلى البلاد المباركة فكانت إلى جهة الشام بخلاف رمية عمر التي هاجم الفتنة وغزا أهلها فكانت إلى بلاد العراق ، فتوسيع عمر لرقعة الإسلام كانت إلى بلاد العراق وبلاد فارس وأما رمية أبي بكر رضي الله تعالى عنه فكانت إلى بلاد الشام وهذه البلاد فتحت ولله الحمد بالإسلام والشهداء ، فالصحابة مازالت أجسادهم موجودة في بلاد الشام هذه البلاد مباركة والواجب علينا أن نحافظ على بركتها ومن محافظتنا على بركتها أن نقيم أوامر الله وأن نقيم دين الله عز وجل فيها وأن نأمر وأن ننهى وأن نصنع التي هي أقوم بالتي هي أحسن كما أمر الله جل في علاه بأن نقيم دين الله عز وجل بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، و العاقبة للمتقين ولا وجود إن شاء الله تعالى للفاسدين والمفسدين في هذه البلاد المباركة ، فهذه سنة لله عز وجل لايمكن لأحد أن يحارب سنن الله جل في علاه فسنة الله تعالى في هذه البلاد المباركة أن تبقى فيها آثار بركة وآثار طاعة وآثار خير ولله الحمد والمنة فنجد بلادنا مباركة ونجد في بلادنا الناس أقبلت على تعلم دين الله عز وجل وأن تقيم أوامر الله سبحانه وتعالى .
? أسأل الله عز وجل أن يحفظ بلادنا وأسأل الله جل في علاه أن يجعلنا سببا من أسباب القضاء على الفتنة فما أحوجنا أن نتكلم عن الفتنة لنتجنبها ولنبعد أنفسنا وأخواننا وأحبتنا عنها وأوصي بما أوصى به حذيفة رضي الله تعالى عنه لما قال : كن في الفتنة كابن لبون فلا ظهر يركب ولا ضرع يحلب .
من هو ابن لبون ؟
الناقة أول ما تلد يكون صغيرا يسمى ابن لبون يعني قائم على اللبن على الرضاعة من أمه ، فحذيفة يوصي في وقت الفتنة أن يكون الواحد منا كابن لبون فلا يجعل ظهره جسرا لأصحاب الفتن وكذلك لايجعل نفسه كالضرع الذي يحلبه أهل الفتن ، فأهل الفتن الذين يؤججون الفتن أسأل الله عز وجل أن يقي بلادنا من شرورهم وأسأل الله جل في علاه أن يقي بلادنا من شرورهم ، جسم أمتنا ولله الحمد والمنة الذي ورثه الأحفاد عن الأجداد فمن فضل الله أن جلنا من أبناء الصحابة ، سمعت بعض شيوخي يقول جل أصحاب الضفة الشرقية والغربية من أبناء أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم
جل أصحاب الأردن وإن ضاعت أنسابهم بسبب الإستعمار البريطاني كعادته يقطع الإنسان عن أجداده فجل أبناء الأردن ولله الحمد والمنة من أبناء الصحابة ، فبني حسن يردون لشرحبيل بن حسنة رضي الله تعالى عنه ، العمري في بلادنا لمن يردون إلى عمر رضي الله تعالى عنه ودار البكري لأبي بكر رضي الله تعالى عنه فجل بلادنا وعائلاتنا لله الحمد والمنة إنما ترد لأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأبناء الصحابة رضوان الله تعالى عليهم لا يقبلون غير الله ربا ولا يقبلون غير الإسلام دينا ولايقبلون غير محمد صلى الله عليه وسلم نبيا ورسولا ، والأجسام التي تريد أن تزرع في هذه الأمة الأمور الغريبة عنها والتي هي ليست منها فبلادنا لاتقبلها فجسم هذه الأمة لايقبلها ولايمكن أن يقبل جسما غريبا عنها وليس هو منها وإن بذلت الأموال وإن وجهت الفضائيات وإن تكلم المتكلمون ونظر المنظرون فبلادنا وأجسامنا ولله الحمد والمنة لا تقبل إلا الفطرة التي فطر الله الناس عليها .
? أسأل الله عز وجل أن يحفظ بلادنا وأن يحفظنا وأن يحفظ ديننا وأن يحفظ عقولنا وأن يحفظ عباداتنا علينا .
⬅ مجلس فتاوى الجمعة
29 ذو القعدة 1437 هجري
2016 – 9 – 30 افرنجي
↩ رابط الكلمة ( صوت ) :
◀ خدمة الدرر الحسان من مجالس الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان .✍?✍?
سيد قطب أخطأ فيه اثنان، واقول هذا عبادة، وأعبد الله عز وجل فيما أقول: فقد أخطأ في سيد قطب من كفره، وقد عامله وحمل عباراته ما لايخطر بباله ولواحد كتاب في تكفير سيد قطب، وهذا ظلم له، فمن الظلم له أن نحمل ألفاظه ما لا يخطر في باله، بل من الظلم لسيد قطب أن نعامله وأن نحاكم ألفاظه وعباراته بعبارات واصطلاحات العلماء، وإنما نحاكمها بعبارات واصطلاحات الادباء، وهناك فرق كبير بين الأمرين.
سيد قطب في كتبه يقول عن ربنا عز وجل “ريشة الكون المبدعة” ويقول أيضا ًعن ربنا “مهندس الكون الأعظم” فيا ترى لما يقول سيد عن ربنا الريشة المبدعة، هل يظن سيد أن الله ريشة؟ وهل يظن انه مهندس عنده أدوات هندسية؟ قطعاً لا، فمن يكفر سيد لأنه يظن أن سيد يعتقد أن الله ريشة، هذا ظلم لسيد قطب، ولذا من كفر سيد قطب فإنه يحاكم ألفاظه باصطلاحات العلماء، وسيد قطب من الأدباء وليس من العلماء، ولو نفهم فقط هذا الأمر لارتحنا، وهذا يقصر علينا مسافة واسعة، وهذا فريق غلا في الحط على سيد.
وعندنا فريق آخر اعتبر سيد قطب منطقة محرمة، والويل كل الويل لمن تكلم عليه، فيقول : سيد فعل وفعل…. نقول: ما فعله له، ونسأل الله أن يتقبله وهو أفضى إلى أحكم الحاكمين.
لكن الخطورة فيما كتب وفيما كتب أشياء ينبغي أن تُقَوَّمْ، وأوجب الواجبات في تقويم ما كتب يلقى عاتق أخيه الأستاذ محمد قطب، ويا ليت محمد قطب يطبع كتب أخيه وفي هوامشه تعليقات فيها بيان لأخطاء سيد قطب، ويبين أنه ليس مراده كذا وكذا، فحينئذ نرتاح من غلو الكافرين ونرتاح من تاويل المأولين الذين لا يريدون أن يقولوا إن سيد قد وقع في كلامه خطأ، وانا أرى أن هذا واجباً فمهما كتب العلماء في أخطاء سيد قطب، تبقى كتبه شائعة، ولا يصل التقويم الذي كتبه أهل العلم، من أمثال الشيخ ربيع وغيره، بلغة العلم ونقد العلماء، لا يصل إلى كل الناس، لاسيما المعجبين بسيد قطب.
فسيد قطب كتب بعاطفة، وكتب بتجوز، وكتب بعبارات الأدباء، فوقعت في كتبه أشياء مرودوة، مرفوضة بلغة العلماء. ونحن نتكلم عن التوحيد فسيد ينكر ان يكون الله استوى على عرشه، ويقول استوى بمعنى استولى، وهذا خطأ كبير، بل ينكر العرش ويأوله، ويوجد في كتب سيد قطب عبارات شديدة حول الصحابة، لا سيما عمرو بن العاص ومعاوية، فمثلاً في كتابه “كتب وشخصيات” (242) يقول: (وحين يركن معاوية وزميله إلى الكذب والغش والخديعة والنفاق والرشوة وشراء الذمم لايملك علي أن يتدلى إلى هذا الدرك الأسفل)، فهذه عبارات خطيرة جداً، في أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا يقولها من يعرف العقيدة، ويعلم أن الواجب علينا أن نكف عما شجر بين أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فكما جاء في الحديث: {إذا ذكر أصحابي فأمسكوا}، أما أن يوصف معاوية وعمر بالكذب والغش والخديعة فنبرأ إلى الله من هذا، وفي كتابه “العدالة الاجتماعية” (172) يصف حكم الخليفة الراشد عثمان بأنه فجوة بين حكم أبي بكر وعمر وبين علي، وفي ص 159، يقول عن حكم عثمان: (تغير شيء ما على عهد عثمان، وإن بقي في سياج الإسلام)، بل يقول: (جاء علي ليرد التصور الإسلامي للحكم إلى نفوس الحكام والناس) فكأن عثمان ما كان يحكم بالإسلام، وهذه عبارات شديدة لا نرضاها.
فمن يكفر سيد قطب مخطئ، ومن يسوغ ويبرر لسيد أخطاؤه مخطئ، وينبغي ان نكون جريئين كي لا نجرئ السفهاء على سيد، فنصرح ونقول: هذا خطأ وهذا خطأ ومراده كذا كي تكون حجراً في وجه من يكفر سيد قطب، ونضع الأشياء في اماكنها ففي سيد غلو في الحب وغلو في البغض، وكثير من شباب اليوم للأسف يتعلمون دين الله وينشأون على كتب سيد قطب، وكتب سيد قطب لا يوجد فيها علم شرعي، فيها خواطر وعواطف وأدب، وليس علماً شرعياً، فالأصل في الشباب أن يتأصلون في العلم الشرعي من خلال كتب الأئمة والفقهاء والعلماء، فينبغي أن يكون الإقبال على الكتاب والسنة وهذا ما عندي في هذه المسألة وفقني الله وإياكم للخيرات وجنبني وإياكم الشرور والمنكرات.
http://meshhoor.com/wp/wp-content/uploads/2017/04/س-2-1.mp3السؤال الثاني: ما حكم مشاهدة مباريات كرة القدم إن حرصتُ أن لا يكون فيها ما هو مُحٙرّٙم؟
الجواب:
السؤال غير واضح، لكن ممارسة الرياضة خيرٌ من النظر إليها، ومِن مخططات اليهود التي أعلٙنوا عنها: إشغال الناس بكرة القدم، وكرة القدم فيها ثلاثة محاذير.
المحذور الأول: هدر الطاقات.
فأحياناً بعض المباريات يحضرها ملايين !
لو أن المسلمين تبرعوا بِحضور يوم من أيام المباريات ؛ تٙحُلُّ بعض مشاكل البلاد الفقيرة.
والمحذور الثاني: قلبُ الموازين.
فالبطل عند الناس ؛ هو الذي يُحسنُ إدخال هذه الكرة في المرمى !!
وليس هذا البطل عندنا في شرعنا، الأبطال عندنا في شرعنا الفاتحون والمجاهدون، النجوم الذي يُقتدى بهم في وقت الظلمات :
الصحابة، العلماء، أهل الصلاح، أهل التقوى.
المحذور الثالث في كرة القدم: أنها تُحيِي النّٙعرات، وتُثٙوِّر الجاهليات، ويقع فيها التعصُّب والتّٙحزُّب لأندية ولِأسماء ما أنزل الله تعالى بها من سلطان!!
ثم هنالك محاذير كثيرة، في بريطانيا يوجد هنالك مراهنات والقمار على الغالِب من المغلوب، وإن كان هذا في كرة القدم قليل وهو في الخيول أكثر -المسابقة على الخيول-، إلا أنه موجود في بعض البلاد.
ثم تضييع الواجبات:
أن يُضٙيِّع الإنسان مٙن يعول وأن يُضٙيِّع الفرائض والواجبات التي فرض الله عز وجل.
هذا في النظر.
لو وٙقٙع النظر فٙلتة وما وقع إدمان -مع عدم نصيحتي بهذا- ؛ إلا أنّٙ الأمر يهون.
لا أنصح بتعلق القلب بالمباريات ، مٙن أراد أن يُمارِس ؛ فلا حرج.
وقٙعٙ خلاف بين الباحثين في هذا الزمان، وتٙحٙمّٙس بعضهم لشيء لا أرى مٙدعاةً للحٙماس به، قالوا: المباريات بهذا التنظيم بهذه الأسماء والمسمّٙيات، مع وجود الحٙكم ووجود عدد معين؛ قالوا: هذا ما عٙرٙفٙهُ مٙن قٙبلٙنا.
قلتُ: ولو لٙم يٙعرِفُهُ مٙن قٙبلنا ؛ إيش المشكلة بهذا؟
الأصل في الألعاب
الحل وليست لِلحُرمة، والأصل في الأقوال والمصطلحات الحِل.
استغربتُ جداً؛ جاءتني رسالة من أحد إخواننا أنُّ:
فلان يٙنتٙقِدُك، لأنك قلتٙ عن الجهاد (الفريضة الغائبة)!!
قلتُ: لا مشاحة في الاصطلاح، قال: هذا أسلوب حِزبي ، هذا أسلوب إنشائي.
قُلتُ: جوابك إنشائي، لٙما تقول عٙنّٙا كلام على عبارة (الفريضة الغائبة): (كلامُ حِزبيِّين)؛ أنت المطالٙب أن تأتيني بنقولات الحزبيين أن الحزبيين يقولون هذ!!
فإذا لٙم تأتِ بالنقولات ؛ فكلامكٙ إنشائي!!
فكلامكٙ إنشائي أيضاً، ثم يقول : قال السّٙلٙف في مِثل هذا تسقط الفريضة.
قلتُ: وأنت؛ هذا كلام إنشائي، ابحث في كل كتب السّٙلٙف وهات لي بعِبارٙتِك أنهم يقولون: “تٙسقُط” ؟
شيخ الإسلام ابن تيمية يقول عبارات التكليف، وتسقطُ وما شابه، لم تدٙرُجٙ على ألسِنٙة السّٙلف!!
لكن لا مانع منها.
ولذا عجبي لا ينتهي عن مٙن قال عن كلامه: “كلام علمي” !!
أين الكلام العلمي فيه؟!
كله ادِّعاءات وكلُّه باطل، كلُّه باطل.
الشاهد: الأصل في العبارات، والأصل في الأفعال “الحِل وليس الحُرمة”.
والله تعالى أعلم.
⬅ مجلس فتاوى الجمعة .
2 شعبان 1438 هجري
2017 – 4 – 28 إفرنجي
↩ رابط الفتوى :http://meshhoor.com/fatawa/1082/
◀ خدمة الدرر الحسان من مجالس الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان.✍✍
◀ للإشتراك في قناة التلغرام :
http://t.me/meshhoor
قول الصحابي الذي له حكم الرفع للنبي صلى الله عليه وسلم له قيود، وهذا الإطلاق الموجود في التعريف فيه توسع، وهو غير مرضي، فالصحابي إن صح القول عنه في الأمور الغيبية التي لا تدرك بالرأي ولا تعرف بالاجتهاد ولم يعرف عنه أخذ عن أهل الكتاب فقوله هذا له حكم الرفع إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وأقوال الصحابة في بعض المسائل متعارضة ونعرف أقوالاً للصحابة أنكرها آخرون.
وبعض الصحابة أخذ عن أهل الكتاب كعبدالله بن عمرو، وابن عباس التقى بمن يأخذ عن أهل الكتاب وسمع منهم، فيعامل كمعاملة عبدالله بن عمرو بن العاص الذي وقعت له صحف في أجنادين فكان يروي منها، وأبو هريرة كابن عباس التقى ببعض من أسلم من اليهود، وكانوا يتناظرون بل التقى أبو هريرة بكعب الأحبار يوماً كاملاً وهو يقص عليه من أخبار بني إسرائيل، فأصبح حكمه كحكم من يأخذ عن بني اسرائيل.
والحاكم في “المعرفة” يقول: إن تفسير الصحابي له حكم الرفع، وأنكر ذلك عليه بكلام فيه إطالة، وهو مشبع ممتع ابن حجر في “النكت على ابن الصلاح” وبين أن هذا الكلام ليس على إطلاقه، فقد يجتهد الصحابي فيفسر آية بناء على ما يعلم من العربية، وكم من صحابي فسر بعض آيات القرآن وأورد أشعاراً في أثناء تفسيره وقد تقع الإصابة وقد لا تقع، فإذا كان قول الصحابي في القرآن ليس كله له حكم الرفع، فما بالكم فيما عداه من الأحكام الفقهية، والاجتهادات؟ وسئل ابن مسعود يوماً عن مسألة فعلقها شهراً، وبقي يطلب من السائل أن يتردد عليه شهراً كاملاً،حتى فتح الله عليه وانشرح صدره لقول فيها، فلما أفتاه في مجلس قال بعض من في المجلس: لقد سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقضي بما قلت، وفرح ابن مسعود فرحاً شديداً.
لذا من أسباب اختلاف الفقهاء أن الصحابة رضي الله تعالى عنهم تفرقوا في الأمصار، والسنة تفرقت معهم، فبعضهم ذهب للشام وبعضهم ذهب للكوفة، وبعضهم للبصرة، وبعضهم نزل اليمن وبعضهم نزل مصر، وسئلوا عن مسائل النبي سئل عنها، أو قال فيها، فقد يكون بعضهم اجتهد فيها ولم يسمع النبي صلى الله عليه وسلم ولم يعرف الحديث، فمن في البصرة، مثلاً، قال يقول النبي صلى الله عليه وسلم، ومن في الكوفة اجتهد فلم يقصد الصحابي إن قال قولاً يخالف قول النبي صلى الله عليه وسلم لم يقصد أن يعارض النبي صلى الله عليه وسلم معاذ الله، وإنما اجتهد عند الاضطرار.
ولذا بما أن الحق موزع بين الصحابة، فالحق أصبح موزعاً بين التابعين، ثم بقي موزعاً بين أتباعهم حتى وصل الأمر للأئمة الأربعة، فالأئمة الأربعة أئمتنا ونحبهم، ونتبرأ إلى الله ممن ينتقص أو يطعن فيهم، لكننا لا نقول أن أقوالهم كلها حق، فكما أن الحق توزع مع من قبلهم فأيضاً توزع الحق فيهم، ولسنا ملزمين في دين الله عز وجل أن نتبع واحداً منهم، ونحن نبحث عن الحق، لا سيما أن أئمة الحديث كالبخاري ومسلم وأبو داود والنسائي والترمذي كانوا بعد الأئمة الأربعة، والأحاديث التي تفرقت في الأمصار جمعوها ودونوها وأصبح الباحث عن السنة والحق الأمر عنده ميسور.
ومخطئ في هذا الأمر اثنان:-
مخطئ من ينتقص الأئمة الأربعة
مخطئ من يقول: يجب أن نتبع واحد منهم
والصواب أن نعترف بقدرهم وأن نعرف أنهم اجتهدوا وبذلوا أقصى ما يستطيعون، ووصلوا الليل بالنهار في البحث عن الحق فمن وفق إليه فله أجران، ومن لم يوفق إليه منهم فله أجر، وبذل الذي يستطيع، والواحد منا إن بلغه حديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم يخالف قول إمام معتبر فليقل كما قال شيخ الإسلام في “رفع الملام عن الأئمة الأعلام” : (هذا الإمام معذور بتركه لهذا الحديث، وأنا لا يجوز إلا أن أتبع الحديث، ولا يجوز لي أن أقلد هذا الإمام) والله أعلم.
مذهب أهل السنة وسط بين الجافي والغالي، وأهل السنة والجماعة، وعقيدة السلف الصالح في صفات الله عز وجل أنهم يؤمنون بما أثبته الله عز وجل لنفسه في كتابه، أو ما صح عن نبيه صلى الله عليه وسلم في سنته، وربنا يقول: {سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين}، فبعد أن نزه الله عز وجل نفسه عن كل نقص أثنى على أنبيائه، لأن أنبيائه أعلم بالرب والمعبود، والإله سبحانه من غيرهم، فهم لا يصفون ربهم إلا بما يستحق، فنؤمن بما جاء في كتاب الله وبما جاء على لسان رسوله صلى الله عليه وسلم كما ورد من غير تشبيه ولا تمثيل ولا تكييف ولا تأويل ولا تعطيل.
وما ورد في الكتاب والسنة فعلى العين والرأس وذلك على حسب قوله تعالى: {ليس كمثله شيء وهو السميع البصير}، وهي قاعدة كلية في الأسماء والصفات، فما أثبته الله عز وجل نثبته، ولا يجوز أن نقول: ليس مراد الله كذا، إنما مراد الله كذا، لأننا إن قلنا فمعنى ذلك أن هذا المراد قد شبهناه بالمخلوق، فما أولنا وما حولنا اللفظ عن ظاهره إلى غيره إلا لما قام في أذهاننا تشبيه والأصل أن الله عز وجل حق غيب نؤمن به على وفق ما ورد دون إعمال العقول، فالعقل دوره التسليم للنص، ويبحث عن صحة النقل فإن ثبت فالعقل ينبغي أن يستسلم، ولا يجوز للعقل أبداً أن يخضع الله عز وجل إلى القواعد التي عنده، فالله غيب نؤمن به كما ورد، فربنا يقول: {يد الله فوق أيديهم}، فلله يد، كيف اليد؟ معاذ الله أن نخوض في ذلك، فإنه {ليس كمثله شيء وهو السميع البصير}.
وهذه الآية تفيدنا أصلين مهمين:
الأصل الأول: أن ما يخيل إليك من قبل الشيطان أن الله على نحو كذا أو كذا، فاضربه بقوله تعالى: {ليس كمثله شيء}، فالله عز وجل على خلاف ما يخطر في البال، وينسج في الخيال، فكل ما يخطر ببالك فالله على خلافه، لأنه {ليس كمثله شيء}.
ومن باب الفائدة بالآية علمنا ربنا أن نجمل في النفي، لما ننفي النقص عن ربنا، فليس من الأدب معه سبحانه أن نفصل في النفي، ومن الأدب معه سبحانه أن نجمل في النفي، ومن الأدب مع الله جل في علاه، أن نفصل في الإثبات لأن الله قال: {وهو السميع البصير}، فالنفي مجمل والإثبات مفصل، فليس من الأدب مع الله أن نقول: إن الله ليس بلحم، ليس بدم، ليس الله بكذا، كما يقول المعتزلة والفرق الضالة، فهم يفصلون في النفي، ويجملون في الإثبات وهذا على خلاف القرآن، والقرآن يعلمنا أن نجمل في النفي وأن نفصل في الإثبات فلا يجوز أن نعطل صفة ولا أن نؤولها ولا أن نشبهها ولا أن نخرجها عن لفظها، فمثلاً يقولون في قوله تعالى: {يد الله فوق أيديهم}، أي قدرة الله عز وجل، نقول: نحن لا ننكر أن قدرة الله فوق قدرة البشر جميعاً، لكن ننكر أن يكون المراد بالآية اليد هي القدرة، ولذا لما امتنع إبليس من السجود لآدم قال له تعالى: {ما منعك أن تسجد لما خلقت بيدي}، فلو كان المعنى بقدرتي لقال الشيطان: وأنت يارب خلقتني بيديك، فإن الشيطان خلق بقدرة الله، فإذن خلق الله آدم بيده على الحقيقة، وكيف ذلك؟ لا ندري كيف هي ونفوض أمرها إلى الله.
والصفات من المتشابهات إن أريد بها الكيفية وإن أريد بها المعنى فهي ليست من المتشابهات، وإنما من المحكمات، ذلك أن التشابه في الذوات يقتضي التشابه في الصفات، والتشابه في الصفات لا يقتضي التشابه في الذوات، فلو أخذنا صفات متعددات ونسبناها إلى ذوات مختلفات لاختلفت الصفات باختلاف الذوات، فكيف وذات الله ليست كذاتنا، ولنأخذ صفة الرأس مثلاً، ونقول: رأس جبل، رأس إبرة، فاختلفت الصفة باختلاف نسبتها إلى موصوفها، فاختلفت الصفات باختلاف الذوات، فكيف لما تكون ذات الله عز وجل، ليست كذاتنا، وبالتالي فصفاته ليست كصفاتنا.
ومن عطل صفات الله فهو في الحقيقة يعبد عدماً، وسيخرج في النهاية إلى ذات ليس لها وجود في الخارج وإنما وجودها في الذهن وهذا يفتح علينا باب الإلحاد، والقرمطة والعياذ بالله، ومن اعتقد في صفات الله أنها كصفات البشر، هو في حقيقة أمره يعبد صنماً.
وبعض الناس يقولون: نحن نثبت الصفة، كاليد مثلاً، لكن لا نعرف معناها وهذا يلزم منه أن الله أنزل على جبريل كلاماً جبريل لا يعلمه، وأنزل جبريل على رسول الله صلى الله عليه وسلم كلاماً ومحمد صلى الله عليه وسلم لا يعلمه، فمن فوض المعنى ولم يفوض الكيفية فهذا مذهب ضلالة، لأن لازم ذلك أن جبريل قال صوتاً ما علم معناه، وأنزله على محمد صلى الله عليه وسلم ولم يعلم معناه، وأصبحت يد الله كأي صفة أخرى، ولما تأتي صفات متغايرات لذات الله عز وجل فإنه يقوم في الذهن أن لهذه معنى ولهذه معنى، وأن هذه غير تلك، وهذا ينقض أصل القول: بأن الأصل تفويض المعنى، لأنه يقوم في ذهن العاقل أن هناك تغاير بين الصفات لما تأتي متغايرات في الكتاب والسنة.
إذاً نؤمن بما ورد في كتاب الله وبما ثبت في سنة رسوله صلى الله عليه وسلم، على النحو الذي ورد، ولا نعطل ولا نشبه ولا نكيف ولا نتخيل، والله على خلاف ما يخطر في بالنا، أما إن أردت ربك ومعبودك أن يدخل في عقلك هذا أمر لازمه أنك ما عرفت ربك حق معرفته، وما قدرته حق قدرته، وجاء رجل ملحد إلى أبي حنيفة، وبدأ يسأل عن ذات الله عز وجل، وكانا يجلسان على نهر الفرات، فأخذ أبو حنيفة رحمه الله يحفر حفرة صغيرة ويأخذ من ماء النهر ويضع في الحفرة، فيتكلم الملحد وأبو حنيفة يتشاغل عنه، فقال الملحد: يا هذا انقطعت في المناظرة وسقطت حجتك وليس لك كلام، أنا في ماذا وأنت في ماذا؟ فقال له أبو حنيفة: أنا أريد أن أنقل نهر الفرات في هذه الحفرة، فقال الملحد له: إنك لمجنون، فقال أبو حنيفة: هذا أنت إن عجزت أن تنقل هذا النهر في هذه الحفرة وأنت تريد مني أن أجعل ربي ومعبودي في عقلك!
فالرب حق نؤمن بأسمائه وصفاته على ما ثبت في الكتاب وصحيح السنة، ونمسك ولا نستفصل، كما ثبت نقول هو ثابت في كتاب ربنا، على مراد ربنا، من غير تعطيل ولا تخييل ولا تمثيل فهذا مذهب أهل السنة والجماعة في الصفات ومن أوّل شيئاً فهو خارج عن أهل السنة والجماعة ولا يلزم من التأويل الكفر فالذين يؤلون من أهل القبلة لا من أهل السنة ، والله أعلم .
الجواب :
ابن القيّم نقلَ هذا عن شيخِ الإسلام في [إعلام الموقّعين] وقال:
“بعض النّاس أهل إستعانه دون العبادة..
وبعض النّاس أهل عبادة دون إستعانة..
وبعض النّاس أهلُ عبادةٍ وإستعانة..
وبعض النّاس لا عبادة ولا إستعانة..”
عندنا إستعانة وعبادة، والعِبادة هيَ الأصل..
وقال بعضهم: {إِيَّاكَ نَعْبُدُ وإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ}
هذه إستعانة بالخاص على العام..
فالإستعانة نوع من العبادة، وقدّم الله العبادة على الإستعانة لأنّ العبادة هيَ المقصد، والإستعانة هي الوسيلة،
وهذه الوسيلة هي كما قلت نوع عبادة..
لذا شيخ الإسلام يقول: أحبّ الدعاء الى الله أن يقولَ العبد: “اللهم أعنّي على ذكرك وشُكرِك وحسن عبادتك..”
أي أن تسأل ربَّك وأن تستعينَ بهِ على عبادتهِ..
فالنّاس بالنسبة الى:
{إِيَّاكَ نَعْبُدُ وإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ}
أربعة أقسام:
* قسم أهل عبادة واستعانة – اللهم اجعلنا منهم – وهذا خير الأقسام..
* قسم أهل عبادة ولكن لا يستعينون؛ قلبُه لا يتجّه للإستعانة..
وهذا الصنف يُخذَل؛
تراه يقومُ ويقعد..
يحبو وينام؛ أي ينبطح على وجهه..
فلا يستطيع العبد أن يثبُتَ على عبادة ربِّه إلا أن يتخلّصَ من قوتهِ وحولهِ و يعترِفَ بأنّه لا حول ولا قوّة لهُ إلا بالله جلّ في علاه..وهذه هي الإستعانة..
و كذلك الإستعانة معناها: الإعتماد..
أي أن تعتمدَ على الله وأن تَثِقَ به في اعتمادك عليه..
و الإستعانة تتكوّن من أمرين:
الأمر الأول:
الإعتماد على الله، وليس فقط أن تعتمد!..بل أن تعتمدَ على الله أولا..
الأمر الثاني:
أن تَثِقَ به عند اعتمادك عليه؛
أن تَثِق بأنّ الله لن يُخيّبَكَ..
وأنّ الله تعالى لن يُضيّعك..
هذه هي الإستعانة..
* قسم أهل إستعانة وليس أهل عبادة؛ وهذا لو أحكَمَ الإستعانة فإنّ الله جلّ في عُلاه يخلّصُه من داء هواه..
وأخيرا..
* قسم – نسأل الله الرحمة – وهذا شرّ الخلق ، ليس عندَه عبادة وليس عنده إستعانة نسأل الله تعالى الرحمة..
مجلس فتاوى الجمعة بتاريخ ٢٠١٦/٥/٦
رابط الفتوى : http://meshhoor.com/fatawa/19/
خدمة الدرر الحسان من مجالس الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان
http://meshhoor.com/wp/wp-content/uploads/2017/11/س9.mp3*السؤال التاسع: أيّهما أولى للرجل طلبه للعلم أم سعيه وراء رزقه؟*
الجواب:طلب العلم شيء؛ والواجب طلب الرزق، وهذا لا يعارض هذا، يعني أمران لا يقبلان القسمة على بعضهما البعض.
فالواجب على الإنسان أن ينفق على من يعول.
والنبي صلّى الله عليه وسلم قال كما في حديث عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما قال: كفى بالمرء إثما أن يضيع من يقوت. حسّنه شيخنا الألباني وقال:
((رواه أبو داود والنّسائي والحاكم إلاّ أنه قال: من يعول)).
وقال صحيح الإسناد. اهـ.
فالواجب على الإنسان أن ينفق؛وخير دينار ينفقه الرجل الدينار الذي ينفقه على أهله.
اما أن تطلب العلم وتضيّع أهلك؛أو تعمل وتترك طلب العلم وقراءة القرآن مثل شخص يسأل فيقول: ما هو الأفضل أأطلب العلم أم أقرأ القرآن؟
هذا لا يعارض هذا، ولم لا تطلب العلم وتقرأ القرآن، وهل بينهما معارضة.
الغلو في جانب خطأ.
أشدّ واجب في شرع الله أن تعطي كلّ ذي حقّ حقّه، أشدّ واجب في دين الله أن تعطي زوجتك حقها، وأن تعطي أمك حقها، وتعطي أختك حقها وتعطي أبوك حقّه، تعطي كل ذي حقّ حقّه.
أما أن تميل مع هواك فلا ؛ أن تميل مع الزوجة في حال صفاءها وتنسى الأم لا، وأن تميل وتغلو في الأم في حال صفاءها وتنسى الزوجة فلا.
قد يكون البرّ هوى وقد يكون الإحسان إلى الزوجة هوى.
أما أن تبقى حارسا للأحكام الشرعية قائما عليها وأن تعطي كل ذي حقّ حقّه فهذا الذي يحبه الله تعالى ويرضاه.
والله تعالى أعلم.
⬅ مجلس فتاوى الجمعة.
28 صفر 1439 هجري
2017 – 11 – 17 إفرنجي
↩ رابط الفتوى:http://meshhoor.com/fatawa/1706/
⬅ خدمة الدرر الحسان من مجالس الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان. ✍✍
⬅ للاشتراك في قناة التلغرام:
http://t.me/meshhoor
http://meshhoor.com/wp/wp-content/uploads/2017/03/AUD-20170321-WA0065.mp3الجواب : حقيقة داء العرب ،وهذه عبارة وجدتها للشيخ تقي الدين الهلالي يكررها كثيرا في رسائله ولا سيما لأخيه محمد العربي أبو منصور ، كان دائما يزجره ويقول له إياك أن يصيبك داء العرب اليوم، فداء العرب اليوم الكسل.
اليوم داء العرب الكسل ، داء الناس اليوم الكسل، الناس تشكوا من الوقت وتضيع الوقت ، وللأسف لم أرى زهدا في شيء كزهد الناس في أوقاتهم، الناس يزهدون زهدا ، والله الذي لا اله هو ،أني أخاف الناس وأخاف أن أجتمع معهم ،وأخاف أن أنبسط مخافة أن يصيبني الداء الذي أصاب الناس في تضييع الأوقات ، فبقدر استطاعتي ألجم نفسي أن لا أنبسط مع الناس، وأن لا أنقطع عن كتبي ومكتبتي ، لأن الناس إن رأيت احوالهم تستغرب، جدا ، جل الخير الذي عندهم في العلم خاصة أماني، يحدث نفسه أنه سيكون طالب علم.
طالب العلم اذا ما استفاد من وقته لن يفلح ، لا أقول لا يفلح ولم يفلح وانما اقول لن يفلح .
طالب العلم يمتاز عن غيره ببخله بوقته.
فإذا رأيت طالب العلم بخيلا بوقته فاعلم أنه طالب علم ،وأعلم أنه جاد ،واعلم أنه صادق وإذا رأيت طالب علم يبذل وقته لمن هب ودب ولمن عرج ودرج ،ويمشي مع الناس ويشم الهواء ويروح جاهات ويروح يمين ويروح شمال أعلم انه زاهد في الوقت زاهد في الطلب.
طالب العلم لن يسبق أقرانه ولن يتفوق عليهم إلا بحفظه لوقته، طالب العلم الوقت عنده حياته ،ويعلم حقيقة ما كان يقول الحسن البصري وهو أحسن تعريف حضاري للإنسان، -أسوأ تعريف للإنسان تعريف المناطقة، قالوا الإنسان حيوان ينطق، يقولون الإنسان حيوان يفكر- .
أحسن تعريف حضاري للإنسان قول الحسن البصري قال :
إبن آدم إنما أنت أيام، فإذا مضى يومك ذهب بعضك ، أنت أيام ، هذه الأيام استفد منها ، استفيد من هذه الأيام .
و الله أنا أقول عن نفسي أكثر استفادة استفدتها علما وخلقا وتربية من شيخنا الامام الألباني رحمه الله لكني أكثر ما استفدت من الشيخ رحمه الله تعالى من حرصه على وقته ، الحرص على الوقت لا تعرفه إلا اذا خالطت عالما ، إن خالطت عالما صادقا تعرف أهمية الوقت والحرص على الوقت .
فطالب العلم ينبغي أن يحرص على الوقت .
أنظر إلى النبي صلى الله عليه وسلم يقول : لا تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن أربع : عن عمره فيما أفناه ، وعن شبابه فيما أبلاه .
نصف الأسئلة عن الوقت تسأل عن عمرك فيما أفنيت ، وعن شبابك فيما أبليت ، الشباب والعمر ما هذا ؟
الوقت ، ولذا للأسف موضوع الوقت عند كثير من الناس يضيع هدرا ، والنبي صلى الله عليه وسلم في صحيح البخاري يقول : “نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس ( الصحة والفراغ )” ، أن تكون صحيحا سليما وأن تكون فارغا والله أنك مغبون، ما معنى مغبون ؟
يعني الشيء الذي ثمنه عشر قروش فتشتريه بعشرة دنانير، أنت مغبون تشتري هذا الشيء، انت عندك صحة وعندك فراغ ولا تصرفها للقرآن ولا للسنة ، وأن تتعلم وتعبد الله تعالى أنت مغبون، إذا ما استفدت من وقتك.
والذي يقرأ تراجم علمائنا يجد عجبا في المحافظة على الوقت .
⬅ مجلس فتاوى الجمعة
2016 – 1 – 22 إفرنجي
↩ رابط الفتوى :
◀ خدمة الدرر الحسان من مجالس الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان.✍✍