*السؤال الثاني : رجل مات وترك خلفه ثلاثة ذكور وبنتا واحدة، وزوجة؛ وعنده محل تجاري وراتب تقاعد، كيف تتصرف الزوجة في تلك الأموال، وهل يجوز لها أن تأخذ تلك الأموال وتعطي كل واحد حسب حاجته؟*
الجواب : أولا السؤال ناقص.
يُنظر في حال الوَرَثة، فمن كان منهم قاصراً فيحفظ ماله، واليوم يوجد مؤسسة الأيتام تحفظ هذا المال.
والحصص، فإن *لزوجته الثمن* لوجود الفرع الوارث، قال الله تعالى: “فَإِنْ كَانَ لَكُمْ وَلَدٌ فَلَهُنَّ الثُّمُنُ مِمَّا تَرَكْتُمْ مِنْ بَعْدِ وَصِيَّةٍ تُوصُونَ بِهَا أَوْ دَيْنٍ” {النساء: 12}, والباقي للأبناء والبنات، لقول الله تعالى: “يُوصِيكُمُ اللَّهُ فِي أَوْلَادِكُمْ لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الْأُنْثَيَيْنِ” {النساء:11}, فتقسم التركة على ثمانية أسهم, للزوجة ثُمنها, سهم واحد, ولكل ابن سهمان, وللبنت سهم واحد.
وهذا المال إن إصطلحوا على كم حصة فيه فحينئذ يصنعون الأرفق بهم ، وإلا فكلٌ يعطى ماله.
*السؤال السادس: هل الكبائر محصورة فقط في الربا وقتل النفس التي حرم الله وعقوق الوالدين والتولي يوم الزحف؟*
الجواب: قطعا لا.
فعن *ابن عباس* قال: *الكبائر ليست سبعا هي أقرب إلى السبعين.*
*الكبائر* كل ما ورد فيها لعن، أو وعيد في دخول النار، أو ترتب على فعله إقامة حد ، فكل ما فيه حد، أو فيه تهديد ووعيد بدخول النار، أو فيه لعن؛ فهذا الذنب *كبيرة.*
*أخ يقول هل الشرك الأصغر أعظم خطرا من الكبائر؟*
كل ما قيل فيه أنه شرك ولو كان أصغر؛ فهو كبيرة أيضا.
يعني كل ما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم، (مثل) قول النبي صلى الله عليه وسلم : “من حلف بغير الله فقد أشرك”. فهل الحلف بغير الله صغيرة أم كبيرة؟
*كبيرة.*
ولذا *الإمام الذهبي* رحمه في النسخة الصحيحة من كتابه البديع *”الكبائر”* في النسخة الصحيحة عنه، ختم كتابه بما ورد فيه أنه شرك.
فكل ما ورد فيه أنه شرك فهو على الراجح كبيرة من الكبائر .
*السؤال الرابع: شيخنا المبارك أبي ينهانا عن استخدام الخلويات الذكية ويقول لن أسامحكم إذا استخدمتم تلك الأجهزة إلا قبيل الزواج فإني أخاف عليكم أن تفتنوا بفتنة شهوات النساء ، هل يجب طاعة الأب؟*
الجواب: نعمّا هذا الأب، ومخالفة أمره فيه معصية فمن حق الوالد إن أمرَ بشيء مباح فمن حقه أن يطاع ، فالوالد إن أمر فهذا أمر حسن، *ومن مات ولم يحط رعيته بنصيحة، فالنبي صلى الله عليه وسلم هدّده: قال: *فقد مات غاشاً لرعيته.*
فالوالد الذي يرى المنكر في أولاده، و يرى الواحد واقفا حامل التلفون الولد أو البنت ويرسل رسائل ويستقبل وينظر.
ويغلب على الظن في قرائن الأحوال وفي بعض الأحايين في حق بعض الناس الاستخدام يكون فيه مخالفات.
فالواجب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
والواجب الغيرة على محارم الله عزوجل.
الواجب على كل والد أن يغار على محارم الله عزوجل، فإن رأى رعيته وهم ينتهكون محارم الله فإذا لم يأمرهم ولم ينهاهم مات وهو غاش لرعيته.
فهذا الوالد جزاه الله خيراً يُطاع، وهذا الوالد أكثرَ الله من أمثاله، ويا ليت جميع الآباء يحيطون أبناءهم بنصيحة، ونرى الآباء يأتون وهم حريصون كل الحرص على الصلاة في الجماعة في المسجد، والأبناء في البيوت لا يُأمرون ولا يُنهَون ولا يُؤتى بهم للمسجد أبداً ولا يُنصحون وهذا تقصير.
*السؤال الثالث: بعض الأخوات تقول قد هداني الله تعالى إلى لبس الحجاب الشرعي بعد أن كنت أرتدي لبس البنطال عند خروجي من البيت لسنوات عديدة فهل يا شيخ لي من توبة فإني على يقين أني كنت سببا في افتتان بعض الشباب بسبب ذلك اللباس الضيق وإني الآن نادمة فهل يقبل الله توبتي؟*
الجواب: أولا أهنئك يا أختي بتوبتك، وأهنئك بأنك رجعتي إلى الفطرة.
فلبس البنطال الضيق عورة، وهذا كشفه سوءة، وهذا يسوء المؤمنين، ويسوء بالمرأة التي بقيت على فطرتها، فعودتك حميدة مباركة، وأسأل الله جل في علاه أن يثبتك على توبتك.
ومن يحول بينك وبين التوبة فالله يقبل توبة الكافرة، فإن الله يبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار ويبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل؛ فتوبتك صحيحة وإذا……….. وأصلحت ونبهت أخواتك وصويحباتك وسائر النساء فإن الله جل في علاه يحول سيئاتك إلى حسنات، *إلا الذين تابوا وآمنوا وعملوا صالحا فأولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات.*
فإذا أنت الآن أمرت أخواتك ومن تعرفين من النساء بالتستر وبترك التبرج، فالسيئات التي كانت عندك تصبح بإذن الله تعالى من الحسنات.
فاثبتي على توبتك ولا أحد يمنعنكِ، فلا أحد يحول بينكِ وبين التوبة لله عز وجل.
*السؤال الأول: أخ يسأل فيقول هل منعُ النبي صلى الله عليه و سلم لعلي بالتزوج على فاطمة هو استدعاء لأمر الشارع؟*
الجواب: أولا ثبت أن النبي صلى الله عليه و سلم منع عليا أن يتزوج على فاطمة؛ *وهذا الثابت في صحيح الإمام البخاري*: فعن الْمِسْوَر بْنَ مَخْرَمَةَ أَنَّ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ خَطَبَ بِنْتَ أَبِي جَهْلٍ ، وَعِنْدَهُ فَاطِمَةُ بِنْتُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ .
فاختلف أهل العلم في تفسير هذا الحديث، و ذهبوا فيه إلى مناحي عديدة، وقالوا، وهذا قدر مشترك بينهم في التقرير، قالوا قوله صلى الله عليه و سلم الحلال ما احل الله و الحرام ما حرم الله يدل على أن منع النبي صلى الله عليه وسلم لعلي لغرض ما.
*النبي صلى الله عليه وسلم أحيانا يأمر على أنه نبي، وأحيانا يأمر على أنه ولي أمر.*
*من ولي أمر علي بن أبي طالب؟*
النبي صلى الله عليه و سلم.
أبو طالب كان له عددا كبيرا من الاولاد، فأشار النبي صلى الله عليه وسلم على عمه العباس فقال: أنا آخذ ولد من أولاد عمنا أبو طالب وأنت تأخذ ولد، حتى يساعدون أبا طالب في المعيشة، كانت معيشته ضيفة، فأخذ النبي صلى الله عليه و سلم عليا ورباه عنده.
علي تربى في حضن النبي صلى الله عليه و سلم، و هو ابن عمه ولكن الفارق بينهم كبير السن ثم زوجه ابنته فيما بعد.
فلما اختار علي ابنة أبي جهل، قال النبي: فاطمة بضعة مني.
فبعض أهل العلم قال: النبي منع عليا من التزوج على ابنته وهذا حكم مقرر في الشرع في منع الزواج على بنات الأنبياء.
*و لذا لم يعرف عن واحد ممن تزوج بنات النبي صلى الله عليه وسلم أنه عدّد عليها إلا بعد وفاتها،* – يعني علي تزوج على فاطمه بعد وفاتها- ، في حياتها ما تزوج عليها.
ولذا قال النبي عليه السلام: *فاطمة بضعة مني*.
قالوا: هذا حكم خاص بكل بنات النبي صلى الله عليه و سلم، الحلال ما احل الله و الحرام ما حرمه الله، فقال النبي صلى الله عليه و سلم: *و الله لا تجتمع بنت عدو الله مع بنت رسول الله.*
فالنبي عليه السلام منع عليا لكونه وليا لعلي، ولأنه اختار ابنة أبي جهل، فلو أنه اختار غيرها لعل النبي صلى الله عليه و سلم وافق على هذا الاختيار.
فالعلماء يقولون منع النبي صلى الله عليه وسلم لعلي ليس تشريعا، ولكن لكونه وليا؛ لكن هل هذا حكم عام في جميع بنات رسول الله صلى الله عليه و سلم أم أن هذا الحكم إنما هو لأن عليا اختار ابنة أبي جهل؟
لكن التعداد احله الله، والصحابة عددوا، و الخلفاء الأربعة الراشدون معددون، و العشرة المبشرون بالجنة معددون.
ونحتاج لطالب علم يقوم باستقراء هذه الظاهرة، ولعل البدريون كانوا معددين، لكن هذا كان أمرا معروفا عندهم.
*منع النبي صلى الله عليه و سلم لعلي ليس فيه حكما لمنع التعداد.*
بعض الدول التي تمنع التعداد، تتعلق بهذا الحكم، وهذا الأمر ليس بصواب.
والله تعالى أعلم.
⬅ *مجلس فتاوى الجمعة.*
٢٧ – رجب – 1439هـجري.
١٣ -٤ – ٢٠١٨ إفرنجي.
↩ *رابط الفتوى:*
⬅ http://meshhoor.com/fatwa/2100/
*خدمة الدرر الحسان من مجالس الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان.*✍✍
*السؤال التاسع عشر :عندما ننصح بعض الإخوة الشباب في أمور الصلاة وأمور أخرى مثل إعفاء اللحية أو ترك الدخان يقولون الإيمان في القلب؟*
الجواب: *الإيمان ليس في القلب فقط، الإيمان عند أهل السنة عقد بالجنان ونطق باللسان وعمل بالأركان.*
فرعون كان يعلم في قلبه أن موسى نبيا؟
يعلم في قلبه، لكن مانطق بلسانه.
فوجود الشيء في القلب إذا ما ظهرت له ثمرة في اللسان وعلى الأركان فهذا ما استكمل الإيمان.
*وهنالك تلازم بين الإيمان الصادق، وبين القول والعمل.*
لذا دائما الآيات فيها *الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ،* فلا انفكاك بين الإيمان الصحيح ، وإلا هذه أماني، يقول لك الايمان في القلب، هو يقول لك أنا مؤمن ولست بكافر، ويريد أن يمنّي نفسه، ويسوف بأن يعمل الصالح .
فوجود المعاصي وتخلف العمل لا يلزم منه الخروج من الملة، لكن الإيمان الصادق الصحيح لا بد أن يتبعه عمل صحيح .✍✍
الجواب:
طبعاً الاصطلاح حادث في(مسير ومخير)، *والإنسان مسيرٌ فيما لا يُحاسب عليه*، ومخيرٌ فيما يُحاسبُ عليه*.
يعني الله جل في علاه لن يسألك لماذا أنت سوري ولا أنت أردني ولا انت…الخ؟ فأنت هذا الأمر ليس لك.
وربي لن يسألك لماذا لونك أسود أو لونك أبيض ولا لونك…الخ.
وربي مش رح يسألك ليش لون عيونك كذا ولا كذا لن تُسأَل عنه.
فالشيء الذي لا تُسأل عنه؛ أنت مسيرٌ فيه لا شيء عليك، والشيء الذي أنت مخيرٌ فيه من حكمته أن أخفاه عنك.
والكافر إن كفر فاحتجَّ بالقدر فهذا والعياذ بالله تعالى من تلبيسات الشيطان عليه،المسلم يحتج بالقدر بعد وقوعه لا قبله *{سَيَقُولُ الَّذِينَ أَشرَكُواْ لَْو شَآءَ اللهُ مَآأَشرَكنَا وَلَا ءَابَاؤُنَا وَلَا حَرَّمنَا مِن شَيءٍ}* الله عزوجل يردُّ عليهم فيقول *{قُل هَل عِندَكُم مِّنْ عِلمٍ فَتُخرِجُوهُ لَنَآ}*[الأنعام/148].
لو الكافر يعلم وعنده علم أن الله سبحانه وتعالى كتبه كافراً لكانت له حجة!!
طيب الكافر لما يدخل المسجد، المسجد يرفضه ولا يقبله؟ لو المسجد يرفض أناساً ويقبل أناساً لكان له حجة.
لو صنبور الماء إن فتحه الكافر ما ينزل ماء، وإن فتحه المسلم ينزل ماء ليغتسل ويتوضأ كان له حجة.
لكن سنن الله تعالى في حق الخلق كلهم سواء.
احفظ بارك الله فيك احفظ هذا المَثل وتسلح به وتأمله وكلما دخل عليك الشيطان في موضوع القضاء والقدر انتبه إليه:
*”قالوا يارسول الله فيما العمل في أمرٍ قد فُرغَ منه*(أمر خلص انتهى،أهل النار وأهل الجنة) *فأجابهم النبي صلى الله عليه وسلم:اعملوا فكلٌ ميسرٌ لما خُلِقَ له”(صحيح البخاري15/303).*
جواب النبي صلى الله عليه وسلم اعملوا فكلٌ ميسرٌ لما خُلِقَ له،الصحابة اكتفوا بالجواب، نحن لا نكتفي به لجهلنا ،معاذ الله أن نستدرك على نبينا صلى الله عليه وسلم.
احفظ عني هذه العبارات وهي مراد النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث، النبي عليه السلاميقول لأصحابه وأنا أَبسُطُ العبارة(أطوِّلها) لنفهم الجواب وهو ما فهمه الصحابة من رسول الله صلىالله عليه وسلم
النبي صلى الله عليه وسلم يقول أراد الله منكم وأراد بكم وبين الذي أراده منكم وأخفى عنكم الذي أراده بكم فانشغلوا بما بيّنه والذي لم يبيّنه استسلموا لأمرالله عزوجل أراد الله بنا وأراد منا فالذي أراده منا فَصله ووضحه فأرسل الرسل وأنزل الكتب والذي أراده بنا لا يعرفه نبي.
محمد صلىالله عليه وسلم وهو أفضل الخلق هل يستطيع أن يقول هذا في الجنة وهذا في النار…؟لا يستطيع،إلا بما أوحاه الله إليه،يعني النبي صلى الله عليه وسلم لما قال أبوبكر في الجنة وعمر في الجنة وعثمان في الجنة وعلي في الجنة وسمى العشرة وقال عن كل واحد منهم في الجنة في الجنة فيما صح، هذا من عنده أم وحي من الله عزوجل فهذا وحي ليس من عنده .
فالله عزوجل أراد منا وأراد بنا فالسعيد من انشغل بالذي أراد منه وترك ماذا أراد به ،والشقي من ترك ماذا أراد الله منه وانشغل بماذا أراد الله به
هذا شقي هذا شقي؟! ترك ما أراد الله منه وهو الواضح البين وانشغل بماذا أراد الله به.
السؤال السابع عشر: هل يجوز أخذ الجواز السويدي أو جواز دول الغرب عموماً؟
الجواب: أخذ الجواز يستلزم أن تعيش في تلك الديار ديار الكفار ويستلزم أن تواليهم وأن تحلف أيماناً بالله عز وجل من أن تذب عن ديارهم وإن قاتلوا المسلمين أن تقاتل معهم وهذا لا يجوز شرعاً إلا عند الضرورة التي تخص المستفتي والتي يحتاج أن يشرح ظروفه وحاله ويسأل عالماً ،اما الأصل فالمنع، فقد ثبت عند الطبراني من حديث عبدالله ابن عمر رضي الله تعالى عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : “من أقام بين ظهراني المشركين فقد برئت منه الذمة”.
متى أقام الإنسان بين ظهراني المشركين ويصبح سناً في دولاب يفكر بتفكيرهم ،وتنقطع العادات التي ورثناها كابراً عن كابر.
فنحنُ يا إخوة في نعمة أن نعيش في بلاد المسلمين وأن نسمع الأذان وأن ننعم بأن تسمع من يذكرك بالله.
فأنت في نعمة لا يعلمها إلا الله وكم من ألوف مؤلفة عشرات الألوف من إخوانكم في الغرب يتمنون لو أنهم عاشوا في ديارنا وللأسف وصل الحال بالمسلمين وصل الحال ببعضهم يقول أنا أريد أن أهاجر إلى ديار الكفر،
والهجرة في الشرع : الانتقال من ديار الكفر إلى ديار الإسلام.
حتى أن علماؤنا يقولون يجوز للمرأة أن تنتقل وحدها من غير محرم.
تنتقل إلى أين ؟
تهاجر، هنالك هجرة شرعية هي أن تترك ديارك من أجل الله كما يهاجر الإنسان بترك ماله من أجل الله إذا كان ماله حراماً
كما في حديث النسائي الطويل كتاب الجهاد | ما لمن أسلم وهاجر وجاهد
السؤال السادس عشر : ما رأيك بجماعة الدعوة والتبليغ؟
الجواب: ذكرت هذا مرارًا وتكراراً ودونت هذا في كتابي “الإمام الألباني وجماعة التبليغ ”
بمناسبة أن بعضهم زعم أني أخرج مع جماعة التبليغ وأن شيخنا الألباني قبل وفاته استدعاني واشهدني على أنه رجع في كلامه عن جماعة التبليغ وجاءتني إتصالات من عدة بلدان عربية و من عدة بلاد أوربية، أن هل الشيخ رجع ؟
فقلت: ما الخبر، قالوا والله يقولون عنك كذا، ثم طلبت من بعض إخواننا فأخرج لي مكالمة صوتية لواحد من كبار التبليغيين في الأردن اسمعنيها ويزعم أني خرجت مرتين وكل مرة أربع أشهر وأني سمعت شيخنا الألباني تراجع ويحث الطلبة على الخروج مع جماعة التبليغ ،فكتبت كتاب “الإمام الألباني وجماعة التبليغ” فكتبت هذا لهذه المناسبة وقلت هذا الخبر كذب وليس بصحيح، ولا يوجد عندي شيء زائد عما قررته وعما قلته في إخواننا جماعة التبليغ ،وأتمنى لو إخواننا يعتنون بالعلم الشرعي ويتعلمون ويعلمون الناس ،أتمنى لو أنهم يتعلمون التوحيد ويتعلمون السنة ويجلسون بين يدي العلماء ويتفقهون ثم يعلمون الناس.
وكل اجتماع ما قام على علم فمآله إلى ……..
لا يوجد عزة لهذه الأمة إلا أن تتعلم دين الله .
السؤال الخامس عشر :
هل يجوز دفع دية القتل العمد من مال الزكاة من أجل أن يتنازل أهل المقتول عن حقهم في القصاص؟
علما بأنه تم صدور حكم الإعدام
وهل الدية واجبة حتى لو تم تنفيذ حكم الإعدام؟
وتكون من مال أهله وأقاربه أم من مال الزكاة العامة أم ماله؟
الجواب:
القتل العمد فيه القصاص ،والقصاص حق للمخلوق ويجوز للمخلوق أن يتنازل عن حقه ببدل أو من غير بدل.
وإذا كان ببدل فالأمر إليه هو يطلب البدل الذي يريد.
هو الذي يطلب البدل الذي يريد.
ووقع خلاف في بعض الفروع هل يلزم رضى جميع أولياء الدم أم لو أن واحدا قبل فيسقط القصاص؟
فجماهير أهل العلم قالوا لو أن واحد قبل – يعني رجل مات وأولياء الدم عشرة -وأولياء الدم هم الورثة- فواحد قال أنا أعفو أنا أريد أن أعفو وأريد البدل وتسعة قالوا لا، نريد القتل.
فما هو الحكم ؟
عند جماهير أهل العلم ما يقع القتل ويقع العفو إلا عند ابن حزم، ابن حزم عنده العشرة لابد أن يعفوا فلو واحد أراد القتل فيقتل.
طيب إذا أراد الدية، قال أنا أصالح على الدية الشرعية فقال أهل العلم الفرق بين الدية في القتل العمد والدية في القتل الخطأ من وجوه:
?الوجه الأول: أن دية القتل الخطأ تكون منجمة مجزأة.
وأما دية القتل العمد فتكون دفعة واحدة.
?ديه القتل العمد فيها أربعين من الإبل من المئة حوامل.
ودية القتل الخطأ ليس فيها ذلك. وورد في ذلك آثار عن بعض التابعين .
?ودية القتل الخطأ تكون من مال العاقلة – العشيرة إلى الجد السادس، ما يجمعك معهم إلى الجد السادس.
ثم لما اتسعت رقعت الإسلام حوّل عمر رضي الله تعالى عنه الدية من العشيرة أو من العاقلة إلى الدواوين التي جعلها في الصنّاع جعل لكل أهل صنعة ديوانا وجعل هذا الديوان هم الذين يتحملون الدية- ففي القتل العمد الدية من مال القاتل وليس من مال غيره.
وفي القتل الخطأ الدية من أين؟
من العاقلة أو من الدواوين إذا ما وجدت العاقلة فمن الدواوين.
طيب إنسان الآن قتل عمدا فألزم بدية، فهل له أن يأخذ مالا من الناس ؟
له أن يأخذ إذا كان لا يستطيع، إذا كان لا يستطيع أن يدفع وليس عنده مالاً فله أن يسأل الناس.
طيب هل الناس الذين يدفعون يحسبونها من مال الزكاة؟
لا ليس هذه من مال الزكاة يقول سبحانه وتعالى
« إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ وَاِبْنِ السَّبِيلِ فَرِيضَةً مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ »
واللام هنا للتمليك وقد حصرهم ربي عز وجل.
فهذا يتسول الناس ويذل نفسه و هذا من ذل المعصية وهي معصية القتل والعياذ بالله؛ القتل العمد من أكبر المعاصي.
وقد ثبت في صحيح الإمام البخاري أن النبي ﷺ قال ” لا يزال المؤمن في فسحة من دينه ما لم يصب دما حراما”
لا يزال الرجل في فسحه من دينه مالم يصب دما.