*السؤال السابع : إذا مررت على اية فيها سجود تلاوة في وقت غروب ووقت شروق، هل اسجد؟*
الجواب: الممنوع أن تتحرى وقت غروب الشمس أو وقت شروق الشمس وتسجد، وأما إذا لم تتحرى ودخلت المسجد أو صنعت عبادة لها سبب فلك أن تفعلها في وقت كراهة، *كدخول المسجد وصلاة تحية المسجد، وسنة الوضوء وما شابه،* فالصلوات التي لها سبب تفعل، *والممنوع التحري.*
ولذا إذا قرأت القرآن فلك أن تسجد، و لا حرج في ذلك إن شاء الله تعالى.
قال البخاري في صحيح باب خوف المؤمن في أن يحبط عمله وهو لا يشعر.
عن ابن مسعود قال : كنا نفعل المعصية وكانت المعصية علينا كالجبال، قال أما أحدكم اليوم فيعمل فكأنها ذبابة سقطت على أنفه ففعل بها هكذا،
هذا ابن مسعود يقول للتابعين، يقول لما كنا نعمل المعصية كانت المعصية كالجبال، أما الواحد منكم فيقول ابن مسعود مثل واحد جاء الذباب على
أنفه ففعل هكذا.
أما حالنا فبعض الناس يفعل المعصية وهو لعله يظن أنه يعبد الله، فامرأة تقول لي ارقِنِ يا شيخ،و كنت في محل تسوق فتقول لي ارقِني يا شيخ، فنظرت اليها فوجدتها
تلبس من اسوء اللباس، قلت يا أختي كيف الرقية لا تنفعكي وأنتي تلبسين هذا اللباس؟! قالت: الشيطان لابسني من أجل يخلعني الحجاب.
أي حجاب؟!!!
الحجاب هذا!! أعوذ بالله من الشيطان الرجيم.
هذا مسخ والنبي عليه السلام أخبرنا عن المسخ في آخر الزمان .
وقال أهل العلم المسخ يبدأ من الداخل ثم يقوى يقوى يقوى حتى يخرج للخارج،
فمن حقر ما عظم الله وعظم ما حقر الله، ومن حلل ما حرم الله وحرم ما أحل الله فهذا مسخ، هذا ممسوخ، لكن هذا ممسوس من أين؟
من الداخل. واذا بقي على هذا المسخ ويبقى جريئا على هذا الحال يصبح المسخ للخارج، فالذي يحبط العمل المعاصي وعدم طاعة الله عز وجل ورسوله،
(( يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول ولا تبطلوا أعمالكم)) هذه آية مرعبة مزلزلة، هذه الآية تدل على أن الذي لا يثبت على طاعة الله
وطاعة رسوله يحبط عمله.
لذا فالمعاصي تحبط الاعمال، ولا سيما معاصي الخلوة، وكلنا نذكر حديث ثوبان عند ابن ماجه والبزار وغيرهما،
يأتي الإنسان يوم القيامة بحسنات مثل جبال تهامة ثم تصبح هباءا منثورا، تُحبط هذه الحسنات، فلما سئل النبي – صل الله عليه وسلم – عن ذلك
قال: (إنهم كانوا إذا خلوا بمحارم الله انتهكوها). ففي الخلوة ينتهك محارم الله.
والعجب يُبطل العمل أيضا ، والرياء يُبطل العمل، والمعاصي بالجملة من مُحبطات الأعمال، ولذا السلف الصالح كانوا إذا عملوا الصالحات يخافون،
(( والذين يأتون ما آتوا وقلوبهم وجلة))، هو يأتي بالطاعات ويأتي بالعبادات ويقرأ القرآن ويأتي بالأذكار وقلبه وجل، ما معنى ” وقلوبهم وجلة” خائفة ،
خائفه مما؟
من أن لا يقبل العمل.
ولذا الإنسان يعيش في هذه الحياة بين الخوف والرجاء، لا ينقطع رجاؤه وأيضا لا ييأس لكن لا يميل للرجاء ويترك الخوف.
فالعبد المؤمن في قلبه خوف ورجاء. وإذا كَبُر واحتفت به القرائن التي تقربه من الله ودنى أجله وظهرت مخايل علامات الموت فيحسن بالعبد أن يوسع الرجاء لقول النبي – صل الله عليه وسلم -: ( لا يموتن أحدكم إلا وهو يحسن الظن بالله ).
فاذا أدركت رجل من أقاربك ممن لهم حقوق عليك مثل الوالد والعم الخ، ورايت مخايل الموت قريبه منه وهو في مرض الوفاة ،
فوسع رجاؤه بالله ، وذكره بأعماله الصالحة.
وأما الشاب فيحسن به أن يغلب خوفه على رجائه حتى لا يطمع برحمة الله وحتى لا يهجم على محارم الله وحتى يبقى بعيدا عن محارم الله عز وجل.
والله تعالى أعلم.
⬅خدمة الدرر الحسان من مجالس الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان.✍✍
*رابط الفتوى*
*السؤال الخامس: توفيت والدتي قبل أسابيع ووالدي قد طرح موضوع زواجه من امرأة أخرى في الوقت الحالي كيف نوفق يا شيخ بين برِّ الوالد وعدم معارضة مشاعرنا وعواطفنا؟*
الجواب: الإنسان يحزن لشيء ويفرح لشيء، وهذا لا تعارض فيه من كل الوجوه.
التعارض من كل الوجوه أن يكون الشيء نفسه أبيض وأسود، بارد وحار، لكن إذا كان هنالك تفريق فلا مانع بأن أباك يتزوج ويبقى في قلبك حزن على أمك، حتى لو أن والدك تمهل فترة فهل يُرفع الحزن من قلبك؟
متى سيرفع الحزن من قلبك؟
من فقد أمه يعرف معنى الفقد.
من فقد غيرها هذا لا يشعر بكثير من الفرق ، أما الأم فسبحان الله لفقدها شيء، حتى سمعت بعض أهل الصلاح يقول: *أنا أعجب كيف الواحد يفقد أمه ورجلاه يحملانه*.
فما المانع.
ورد عن جمع من السلف، قال: *لو ماتت زوجتي اليوم تزوجت غدا*
هل في عدة للرجل؟
في عدة نادرة، في *صورتين،* الرجل يعتد في صورتين:
*الصورة الأولى:* لما يتزوج الخامسة، فواحد يطلق الرابعة ويريد أن يتزوج الخامسة لازم يعتد.
كيف يعتد؟
حتى تبين الزوجة منه، حتى تصح له الزوجة الاخرى ، أما من تزوج الثالثة أو الرابعة فهذا لا عدة عليه.
*الصورة الثانية:* إذا تزوج امرأة لا يجوز له أن يجمعها مع امرأته، مثل إنسان تزوج عمة زوجته، أو خالة زوجته، أو أخت زوجته، فهذا يحرم عليه أن يتزوجها حتى يعتد، حتى تنتهي عدة الزوجة، ثم بعد انتهاء العدة يتزوج أختها أو يتزوج عمتها أو يتزوج خالتها أو يتزوج ابنة أخيها أو ابنة اختها فهذا ماذا يسمى؟
هذه من الاحاجي.
فهذه هي العدة للرجل .
أما واحد ماتت زوجته ،فهل له أن يتزوج اختها؟
له أن يتزوج اختها.
هل يحتاج لعدة؟
ما يحتاج لعدة إذا ماتت، فشخص زوجته ماتت أراد أن يتحول لأختها قال: والله أتزوج اختها واختها خالة والخالة أُم، والخالة تحن على الأولاد، له أن يتزوج بدون عدة.
فكيف أنت يا أيها السائل تجبر أباك على العدة؟
هو مضطر، فهو أعلم بحاجته، فموضوع الزواج يا إخواني الرجل هو الذي يقدر فيه حاجته ولذا قال سبحانه (ألا له الخلق والأمر)، فالشرع ما شرع شيئا يخالف الفطرة والطبع والسجية التي خلق الله الناس عليها، فله سبحانه الخلق وله سبحانه الأمر، فالخلق خلقه والتشريع له، ولا يصلح خلقه إلا بالتزام شرعه.
فإذا والدك أراد الزواج فلا تمانع ولا تبدي شيئا يمنع ذلك .
*السؤال الرابع: شيخنا كثير من الناس وخاصة كبار السن يشددون في مسألة قلب الحذاء أجلكم الله، فما نصيحتكم شيخنا طيب الله انفاسكم؟*
الجواب: وأنفاسك أيضاً.
وأنا صغير حيرتني مسألتان، *قلب الحذاء* وما يذكر فيها من أحاديث وآثار، *والخبز* لماذا الناس يرفعون الخبز دون غيره يتركون البندورة والبطاطا والخبز يرفعونه.
فهاتان *المسألتان* أشغلتني فترة في بدايات طلبي للعلم وكنت صغيرا، وكنت إذا التقيت بالمشايخ أكثر من السؤال عنهن.
وحقيقة ما أجابني أحد بجواب شافٍ أو لعل بعضهم أجابني وأنا ما أدركت ما قال لصغر سني آنذاك.
فموضوع *قلب الحذاء* ما ورد فيه شيء، لكن فِطَر الخلق أن الله عليٌ عليهم، هذا الشيء مفطور في النفس، فإن رأوا شيئا متجها للسماء فينزعجون ويقلقون ولا يرتاحون حتى يرجعوا الحذاء، وهذا الشيء المفطور في النفس هو من أقوى الأدلة على علو الله على خلقه، وهو القاهر فوق عباده.
جاء رجل إلى *إمام الحرمين الجويني*، والجويني من أصحاب الفلسفة والأشعرية، إمام كبير من الأشاعرة، فبدأ يتكلم، فسمعه رجل يتكلم عن الله *وأن الله لا فوق ولا تحت ولا يمين ولا شمال و لا داخل العالم ولا خارج العالم،* فقاله أنا أجد في نفسي شيئا إن احتجت ربي توجهت إليه، فأتوجه للسماء.
النبي في خطبة الحاجة المتفق عليها كان يشير إلى السماء، *اللهم إني قد بلغت اللهم فاشهد، ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء،* فأخذ إمام الحرمين يديه على رأسه وقال *حيرتني، حيرتني، حيرتني،* يعني شيء في أعماق النفس لا يحتاج إلى جواب، هذا شيء الله فطر الناس عليه، *ولما نقول الله في السماء يعني السماء لا تحيط في الله، يعني *في بمعنى على*، كقوله تعالى *”ارحموا من في الأرض”*
ما معنى ارحموا من في الأرض؟
من على الأرض.
وقوله تعالى “وَلَأُصَلِّبَنَّكُمْ فِي جُذُوعِ النَّخْلِ”.
أي على جذوع النخل.
ثم ارحموا من في السماء يعني: على السماء ،وهذا المكان مكان عدمي كما يقول أهل العلم، بمعنى من أنه لا يحيط بالله، وبمعنى أن الله ليس بحاجة إليه هو ليس بحاجة إلى مكان، لكن الله عز وجل قال: “يَخَافُونَ رَبَّهُمْ مِنْ فَوْقِهِمْ”.
*السؤال الثالث : هل ثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم ركع ثلاث ركعات في صلاة الكسوف وإن ثبت عن علي هل له حكم الرفع ؟*
الجواب: قلنا حديث علي لم يثبت ولم يصح، وهو عند الدارقطني.
ووردت أحاديث في صحيح مسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم ركع ثلاث ركوعات وفيها أيضاً أنه ركع أربع ركوعات، وخارج الصحيح أنه ركع خمس ركوعات، *وكلها لم تثبت.*
وهذه من آفات الرواة ومن أخطاء الرواة.
وذكرنا لما شرحنا كتاب الكسوف أن الإمام مسلم رحمه الله تعالى يُعلها، وأوردها بطريقة يتضح منها الإعلال ، ودراسة صحيح مسلم تحتاج إلى معرفة منهجه في إعلال الحديث، ومن يعرف منهجه في إعلال الحديث ينشرح صدره تماماً إلى أن مسلماً أوردها ليعلها، وما أوردها لتكون ثابتة، وذلك *أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى صلاة الكسوف مرة واحدة وهذا مذهب الجهابذة الكبار من أهل العلم وعلى رأسهم الإمام البخاري،* *ونص عليه ابن عبد البر*.
والعلم التجريبي اليوم يقطع يقيناً أن الشمس ما كسفت في حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا مرة واحدة.
فكيف يصٙلِّي النبي عليه السلام بركوعين وثلاث ركوعات وأربع ركوعات وخمس ركوعات؟
إذا تعددت الحواث، فإذا ثبت أن الحوادث لم تتعدد ، فالعلماء يحددون اليوم والتاريخ والساعة وذكرنا هذا في درسنا الكسوف المرة التي كسفت فيها الشمس في حياة النبي صلى الله عليه وسلم.
فالنبي صلى الله عليه وسلم صلى الكسوف والخسوف ركعتين في كل ركعة ركع مرتين ، ركع ثم قام فقرأ ثم ركع ثم التسميع والتحميد ثم السجود وهكذا في الركعة الثانية وهذه الصفة الثابتة.
*أما ما ورد عن علي موقوفاً أو مرفوعا ً عند الدار قطني فيه راوٍ متروك لم يثبت ولم يصح عن النبي صلى الله عليه وسلم.*
*السؤال الثاني: قول بعض الناس ( نعيماً ) لمن يحلق أو يقصر شعره، فيرد عليه ( الله ينعم عليك) هل هذا يعتبر من البدعة؟*
الجواب: من قال هذا؟
*بعض الناس يظنون فينا أننا نقول عن كل شيء بدعة، وهذا كذب وزور على طلبة العلم.*
وكنت أسمع عجباً وأنا في الجامعة من بعض الأساتذة يقول : *ركوب السيارة بدعة، والكهرباء بدعة، وركوب الدراجة بدعة.*
من قال هذا؟
فهذه عبارات الناس، فالناس لما يبارك بعضهم لبعض في مسائل المناسبات مثل النجاح وغير ذلك هل هذه بدعة؟
فالأصل في الأقوال الجواز.
*ما هي البدعة؟*
البدعة :طريقة مخترعة تضاهي الطريقة الشرعية.
فهل الشرع في موضوع حلق الشعر أو تقصيره سنَّ شيئاً ؟
لا؛ الشرع ما سنَّ شيئاً ، فهذه متروكة لعادات الناس ، *فهذا لا يدخل تحت البدعة،* الأقوال ليس الأصل فيها المنع ، *فالبدع* في العبادات وفي الطاعات والأقوال التي تفعل على وجه القربة من رب البريات التي تكون مخترعة وتضاهي طريقة شرعية.
*السؤال الأول: أخ يقول هل يجوز إخراج الزكاة لِـلإبن المتزوج إذا كان فقيراً أو مسكيناً ؟*
الجواب: الزكاة لا تُعطى لا لِـلأُصول ولا لِـلفروع، لأنها أوساخ الناس، ولأن عطية الأب لابنه مستردة، فيجوز للوالد إذا أعطى ولده أن يرجع في عطيته، لِما ثبت في صحيح الإمام البخاري أن النبي ﷺ قال: *«العائد في هبته كالكلب يعود في قيئه، إلا الوالد لولده».*
*فقوله «إلا الوالد لولده»:* فلو جوزنا له أن يعطيه من زكاة ماله؛ لجاز له أن يستردها وأن يأخذها، ولفتحنا باباً من أبواب الحيلة.
*فالزكوات لا تُعطى للأب ولا تُعطى للجد، ولا يعطيها الوالد لولده.*
أما غير الوالد؛ فله أن يَدفع زكاة لشاب عفيف محتاج لا يستطيع الزواج إلا من مال الزكاة، فإذا كان شاب ما يستطيع أن يتزوج ثم يسّر الله له مَن يعطيه صدقة أو زكاة؛ فالزكوات لِـحاجات الناس، والزواج من الحاجات، ولذا لو أن الرجل أعطى ابن أخيه -مثلاً- أو بعض أقاربه مِمَّن يرى فيه عفة وحب ستر ويتزوج؛ فهذا من أجلِّ الأشياء، ولعل هذا يحمل معنى *”الصدقة الجارية”.*
فاللقاء بين الزوجين يكون منه ولد، والولد يكون صالحا، ويُربّى، لا أقول هي صدقة جارية، إنما
تَحمل معنى “الصدقة الجارية”.
وأنا أرى أولى ما يعطى الإنسان الزكاة؛ إمَّا في مجال الزواج أو في مجال التعليم، وكذلك التعليم يحمل معنى “صدقة جارية”.
*السؤال السابع عشر: كتابكم السلسلة الصحيحة لشيخنا الألباني، هل كل الأحاديث الموجودة فيها صحيحة؟*
الجواب: *هي صحيحة عند الشيخ رحمه الله.*
أنا رأيت *السلسلة الصحيحة* كتاب كبير والشيخ رحمه الله تعالى ذكر الطرق والشواهد والكلام في الرواة، وأحياناً يكتب عن الحديث الواحد ثلاثين وأربعين صفحة، وإخواننا المعتنين بالحديث والمختصين فيه قلة، ويصبح لما يريد أن يقرأ الحديث ويقلب أربعين صفحة للحديث الذي بعده ويرد يقلب وهكذا.
فشرح الله صدري إني أجمع كل *السلسلة الصحيحة* في كتاب واحد، الأربعة عشرة مجلداً اجعلها في مجلدة واحدة، والأحاديث أرتبها على أبوابها، يعني أجمع كتاب الوضوء مع بعض وكتاب الصلاة وهكذا.
فقرأت *السلسلة الصحيحة* وجمعت الأحاديث ورتبتها على الأبواب، فجميع ما في *السلسلة الصحيحة* صحيحٌ عند شيخنا الألباني -رحمه الله تعالى-
*وشيخنا إمام من أئمة الحديث يجتهد، يصيب ويخطئ، أنا لا أزعم أن شيخنا معصوم،* والعصمة ليست لأحد، العصمة فقط للأنبياء.
لكن شيخنا -رحمه الله تعالى- من أعلم الناس وهو إمام أهل الحديث في هذا العصر بلا منازع وبلا مدافع، وعند علماء المسلمين جميعاً، يعني لو ذهبت إلى *الهند* وسألت من أعلم الناس بالحديث؟
يقولون لك الشيخ الألباني.
لو ذهبت إلى أي مكان في العالم وسألت معتبريه، لا تسأل الجُهال، الجهال لا عبرة بهم، تسأل أهل الفن، أنت في صنعة تريد تعرف تجار الصنعة، تسأل أهل الفن، أهل الصنعة؛ فإذا أردت أن تسمع كلام الناس عن الشيخ الألباني، تسأل أهل الحديث، ما تسأل الجهال.
*بعض الناس جاهل، بعض الناس لا يعرف أن لحوم العلماء مسمومة، هو يطعن في العلماء ويحارب العلماء -نسأل الله عز وجل العفو والعافية-.*
يعني شيخنا رحمه الله من أعلم الناس، ولكن هل شيخنا لا يخطئ؟
لا، من يقول هذا؟ من يقول لا يخطئ.
لكن كل الذي في السلسلة التي قرأتها هو صحيح عند شيخنا.
بعض أهل العلم في بعض الأحاديث ينازعون والنزاع العبرة فيه بالحجة لأهل الصنعة، من كان من أهل الصنعة الحديثية ينظر للحجة، فإن شُرح صدره لكلام مخالف للشيخ، فله أن يخالف الشيخ على وفق القواعد العلمية، *فالعلوم قواعد، العلوم ما هي عصبية ولا هي جاهلية، أنا مع فلان وأنا ضد فلان، هذا خطأ.*
*لما المشايخ اختلفوا مرة في المدينة، كنا في دورة لإخواننا من فلسطين -في المدينة النبوية- فكان يأتي طلاب العلم أفواجاً، ويسألون أنت مع فلان أم أنت مع علان، قلت لهم يا جماعة هي كرة قدم؟
أنت مع فلان أو مع علان من المشايخ.*
انتم طلبة العلم، لا تشتغلوا بإختلاف العلماء، انشغلوا بالمسائل التي اختلفوا فيها، وسألونا عن المسائل واسألوا عن الجواب، واسمعوا الجواب فسيظهر لكم في بعض المسائل أني مع فلان و في بعض المسائل مع علان، *أما واحد يقول انا مع فلان في كل شيء، واخر يقول أنا مع فلان في كل شيء، هذه عصبية، هذه جاهلية، ليس هذا في دين الله من شيء، هذا جهل، ونحن أُمرنا بأن نقتدي بمن مات، اقتدوا بمن قد مات، فالحيَّ لا تؤمن عليه الفتنة، ما يجوز لطالب العلم في هذا الزمان أن يكون مع فلان في كل شيء، لكن أنا لما أخالف فلان أنا احترمه، ولا يلزم مخالفتي له أن أضلله، إلا بضوابط معروفة عند العلماء.*
*فالتعصب والتحزب ليست من سمة طالب العلم الحريص على الوقوف على الخير.*
*السؤال السادس عشر: قال لي بعض المتزوجين هل يجوز لهما فعل الجماع عبر الفيديو أو الجوال يعني الرجل ينظر الى زوجته بالجوال أو الفيديو وهكذا، والسبب من ذلك أنه يخفف الشهوة؟*
الجواب: لا، المرأة عورة ولا يجوز أن يصور الرجل عورة زوجته ولا أن تصور المرأة عورة زوجها، لأن الفِراق محتمل بينهما؛ إما بوفاة وإما بطلاق ،وبالتالي توثيق هذا العمل مرفوض شرعا.
ًْهل يجوز للرجل أن يجلس متكشفا، ويظهر عورته بلا سبب؟
لا ، حرام شرعاً، وهذا مر بنا في كلام الإمام النووي رحمه الله تعالى وذكره *ابن قطان* في كتابه *إحكام النظر في أحكام النظر بحاسة البصر*.
الأصل في العورة أن تحفظ ولا يجوز كشف العورة إلا لحاجة، والحاجة لما الرجل تأتي شهوته وغريزته فيكشف عورته ليطأ أهله، ثم بعد هذا ما ينبغي للرجل أن يبقى متكشفاً، والمرأة أن تبقى متكشفة، فالتكشف من غير حاجة ممنوع، ولا يجوز للرجل أن يصورَ عورة امرأته معه في الجوال، تبقى معه، وقد يقع الجوال بيد غيره وقد يضيع الجوال، وقد يسرق، وقد وقد وقد…..الخ .
وكان من وصايا *عيسى عليه السلام* كما عند *أبي عبيد القاسم بن سلّام* وهو قرين الإمام أحمد وله كتاب بديع اسمه *”الخطب والمواعظ”* فأسند فيه أنه كان من كلام عيسى عليه السلام: *”احفظ عورتك، ولو استطعت أن لا ترى الأرض عورتك فافعل” .*
والنبي صلى الله عليه وسلم يقول: *”احفظ عورتك إلا من زوجك أو ما ملكت يمينك “*(رواه الترمذي2794 وحسنه ، وابن ماجه1920، وحسنه الشيخ الألباني في صحيح الترمذي.
*أحد الإخوة يقول هناك سؤال: قد يغيب الرجل عن زوجته فيطفئ شفقته بأن ينظر إلى عورة زوجته؟*
لا ،الواجب لما تغيب عن زوجتك العفة، الواجب أن تستعفَّ.
ولذا الرجل يحرم عليه أن يغيب عن زوجته أكثر من *أربعة أشهر،* فأكثر من أربعة أشهر لا يجوز للرجل أن يغيب عن زوجته إلا بإذنها، وهذا يفيد إخواننا المغتربين إخواننا الذين هم يعيشون في مكان وزوجاتهم يعشن في مكان آخر، يحتاج أن يستأذن الزوجة إذا غاب عنها فوق *الأربعة أشهر،* وثبت هذا عن عمر وسأل ابنته حفصة كم تصبر المرأة على الرجل فقالت *أربعة أشهر،* فأمضى هذا في الغزاة، أمضى عمر هذا في الغزو ؛فيمن يغيبون مرابطين على الحدود في المعارك والفتوحات الإسلامية، فالرجل لا يجوز له أن يغيب عن زوجته أكثر من *أربعة أشهر.*
لذا *الإيلاء* من حلف أن لا يطأ زوجته، كم مأذون له في الشرع ؟
أربعة أشهر .
لذلك يحرم على من حلف أن لا يطأ أهله أن لا يزيد عن الأربعة أشهر ،الواجب عليه إما أن يطلق وإما أن يرجع ،أكثر من أربعة أشهر يحرم هذا، وبالتالي المرأة التي تبقى في بيت أبيها حردانة في عاداتنا السيئة للأسف!! تبقى المرأة حردانة في دار أبيها أربعة أشهر و ستة أشهر وسنوات طوال.
هذا حرام شرعاً هذا أمر حرام شرعاً لا يجوز للرجل أن يهجر زوجته فوق الأربعة أشهر ،أربعة أشهر إما أن تطلق وإما أن ترجع ،إما أن تفيئ وإما أن تطلقها .
أما تبقى المرأة معلقة وكثير يحدث للأسف في الحالات السيئة في المجتمع، يتزوج هو الثانية ،طيب والأولى قال الحمد لله هي عند دار أبيها تمكث أربعة سنوات وعشر سنوات وعشرين سنة عند دار أبيها .
أهي زوجة أم لا ؟
يعني ليست زوجة بمعنى الإعفاف لا يعفها ولا يراها ولا يلتقي بها وليست هي أيضاً مطلقة هي معلقة وهذا التعليق في الشرع حرام، وهذه عادات موجودة عند بعض القبائل مركزة أكثر من غيرهم ،فأنبه على أن ننتبه لهذا .
*مداخلة من أحد الحضور:*
*شيخنا بارك الله فيك*
الذين يسألون هذه الأسئلة هذه يعني والله الإنسان يغار على زوجته وهي مخمّرة أن يراها بصورة أو شيئ من هذا.
يعني لا أعرف كيف يكتبون هذه الأسئلة.!!!
أن يرى زوجته عارية ،ألا يغار!!.
*يكمل الشيخ كلامه:*
أنا أقول لك شيئاً أكرمك الله ،بالتجربة ومن خلال عشرة الناس يعني عنوانُ فتنِ العصر الشهوات، بتأجيج الشهوات، وكان الله في عون أبنائنا ونسأل الله أن يحفظهم من نزغات الشياطين، وبالتالي لا يُستغرَب ولا يُستعجَب من أي سؤال من الأسئلة التي تخص الشهوة، لا يُستغرَب.
وتأتينا أسئلة عجيبة من الرجال والنساء ، فالفِطَر مسخت والأمور للأسف تغيرت والبلاء عمَّ وطمّ إلا ممن رحم الله، وأنا أدعو الآباء للزواج المبكر للذكور والإناث يعني الإنسان متى احتاج للشهوة وللغريزة تصبح كالطعام والشراب.
يتحمل فترة قصيرة وبعدين يقع الفساد والفساد اليوم ميسور سهل ليس صعباً، واليوم الحياة حياة غربية ليست حياة شرعيّة وبالتالي فما تستغرب .
هذه من بقايا وآثار تأجيج الشهوة التي هي عنوان وشعار العصر الذي نعيش فيه، نسأل الله عز وجل الرحمة.
*السؤال الخامس عشر : ما حكم من يرفع سعر المهور في بناته؟*
الجواب: من كان يريد أن يبيع ابنته فليرفع.
والله واحد من الاخوة قال أنا والد عروس صرفت *5000* دينار، وجاءت الى زوجها ولا شيء معها،فَ *5000* دينار اخذها الوالد، المال بيد من؟
من الذي يجوز له تملك المال؟
العروس.
تفعل فيه ما تشاء، فلا يجوز للأب أن يأخذه.
*من الذي يحدد المهر؟*
جاء رجل فقير إلى النبي صلى الله عليه وسلم يريد الزواج، فكان فقيرا فقال له النبي صلى الله عليه وسلم *التمس وَلَوْ خَاتَمًا مِنْ حَدِيدٍ،* وهذا في صحيح البخاري.
قال اهل العلم: يسن للزوج أن يحدد المهر، فلا يحدد المهر لا اهل العروس ولا الزوجة.
*من الذي يحدد المهر؟*
*الزوج.*
فالرجل يأتي لك، وانت رأيته صالحا صاحب خلق ودين فقال لك انني اريد ان اتزوج ابنتك على كذا.
الان تحتاج ان تشاور ابنتك وليس أمها، بل البنت نفسها فإذا وافقت البنت فالحمد لله ؛ وللبنت ان ترفض وتطلب مهر المثيلات.
لذا قال المفسرون في تفسير قول الله عز وجل *” وَلَا تَعْضُلُوهُنَّ”*
*العضل :* أن يمنع الولي زواج موليته.
*قالوا من العاضل؟*
قالوا يشترط فيه أمرين:
*الأمر الأول:* أن يكون الذي تقدم للبنت ذا خلق ودين.
*الأمر الثاني:* أن يدفع مهر مثيلاتها.
يعني اختها كم تزوجت، أو بنت عمها، أو بنت خالها، فيدفع مهر المثيلات .
إذا كان الطالب الخاطب ذا خلق ودين ودفع مهر المثيلات، فإذا منع الولي الزواج كان *عاضلا*.
ما الأصل في المهر؛ النبي صلى الله عليه وسلم قال للرجل التمس ولو خاتما من حديد ،فاذهب الى اهل البنت وقل لها عندي خاتما من حديد، فكلام النبي صلى الله عليه وسلم ليس لغوا،فالمهر من الذي يحدده ؟
الرجل الذي يريد الزواج.
جاءك رجل جاء يطلب ابنتك ،كم المهر يا أبا فلان؟
فيقول الزوج الذي يحدد، فأنا مناسب رجال، لا أريد مالا، لا أريد أن ابيع ابنتي، هذه البنت بعد الزواج هي ابنتي وستبقى ابنتي وسيبقى لي بها رعاية، ويبقى لي بها صلة، لا يعني بعد ان ازوجها أصبحت ليست ابنتي.
*فالذي يرفع المهر عن مهر المثيلات هذا يريد ان يبيع ابنته وهذا امر قبيح.*