الأصل ألا يوجد تعارض بين العلم والزواج، والأصل في الزواج أن يعين على الطلب، لكن بشرط حسن الاختيار.
وكثير من طلاب العلم لما تسأله تزوجت، يقول لك: لا أنا طالب علم، وما الذي يمنع أن تكون طالب علم ولك زوجة، لا سيما إن أحسن الإنسان الاختيار، واختار طالبة علم، فإنه يعمر وقته معها ويتقدمان في الطلب.
فلا يوجد مفاضلة بين الزواج وبين طالب العلم، فخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم، وهو سيد العلماء وله زوجات، فطالب العلم لا يمنعه طلبه أن يتزوج، إن كان الانقطاع الكلي للعمل يحتاج إلى فترة ويحتاج إلى نوع تفرغ.
لكن إن كانت الشهوات والفتن قريبة من الإنسان ونفسه تنازعه فحينئذ التخلية قبل التحلية، فأن يخلي الإنسان نفسه من شرورها مقدم على أن يحليها في الطاعة.
والزواج سكن فالإنسان يحتاج إلى الزوجة، لا سيما في هذا الزمان ،وأنا أنصح طلبة العلم، وأنصح أولياء الأمور للذكور والإناث أنصحهم وأدعوهم إلى الزواج المبكر، وأرى أن في الزواج المبكر فوائد عظيمة، لا سيما فيمن رزقه الله سعة من المال، فالزواج المبكر يعجل في رجولة الولد، والزواج المبكر يؤتي بثماره من حيث الولد، فالعنوسة تأخير الزواج من أسباب الفتنة في المجتمعات هذه الأيام.
وينبغي للغيِّر على الفضيلة وعلى الديانة، لا سيما من الأثرياء أن يكون لهم خطوات عملية في المجتمع تحد من العنوسة ومن صعوبات الزواج أمام الشباب لا سيما أن الزواج من الحاجيات الأصلية التي يجوز مساعدة الفقير عليها من مال الزكاة، فأنا أرى من مصارف الزكاة المهمة التي لها ثمرة وبركة هي أن يبحث الإنسان عن رجل صالح يريد أن يعف نفسه ولا يقدر على الزواج، فيعطيه من مال الزكاة فيكون سبباً في وجود الأولاد الصالحين، فهذه أشبه ما تكون بالصدقة الجارية.
وهذا الباب ينبغي أن يعالج، فأهل الفساد وللأسف يتفنون في فسادهم وفي عرضه ويؤصلونه ويدعون إليه بقوة، وأهل الخير نائمون وغافلون، ومع وجود الملذات والشهوات إن أهل الخير غفلوا وأهل الشر تفننوا وجدوا واجتهدوا فمن الطبيعي أن نرى ما نرى هذه الأيام في المجتمعات .
التصنيف: العلم
السؤال العاشر ابني من الحفاظ ويبلغ من العمر سبع عشرة عاما وهو عاقل…
http://meshhoor.com/wp/wp-content/uploads/2016/10/AUD-20161015-WA0012.mp3الجواب : أما أن تجعليه من زكاة مالك فلا ، والأمر سهل ، وهناك إخوة أحبة كثر يعلمون القراءات وهم محتسبون ، فأرجو يا أختي منك أن أرى ولدك ، ولعل الله ييسر له أن يتعلم هذه القراءات دون هذه الكلفة التي لا تستطعينها .
⬅ مجلس فتاوى الجمعة
6 محرم 1437 هجري
2016 – 10 – 7 افرنجي
سمعنا أن ابن القيم يقول إن لم يخطر على بال المسلم شيء مهم أن يصلي…
لا أعرف هذه الصلاة، وهذا السبب لهذه الصلاة، وأنا في شك من نقل هذا الكلام عن ابن القيم.
وهنالك قصة ذكرها الكردلي وغيره في مناقب أبي حنيفة: أن رجلاً دفن مالاً وضَيَّعَهُ فلما سأل الناس قالوا له جوابك عند أبي حنيفة فإنه رجل عاقل وذكي وصالح، اسأله فعنده الجواب، فجاء إلى أبي حنيفة، وقال له: يا إمام لقد دفنت مالاً وضيعت مكانه فما هو علاج ذلك؟ فقال له أبو حنيفة رحمه الله: استيقظ في آخر الليل قم وتوضأ وصل ركعتين، فخرج ولم يعجبه الجواب، وقال: سبحان الله تقولون إن أبا حنيفة من أعلم الناس وأقول له إني ضيعت مالاً ويقول لي قم وصل ركعتين، فاستحقر جوابه ولم يعتبره.
فلما جن الليل وأخذه الأرق ولأن المال عزيز، فقام وقال: ما ندري لعل أبا حنيفة يريد شيئاً، فقام وتوضأ وصلى، وهو في صلاته جاءه الخاطر في المكان الذي دفن المال فيه، فما تركه الشيطان فذكره بمكان ماله.
أما من نسي شيئاً أن يصلي فما نستطيع أن نقول هذا حكم شرعي، وكان النبي صلى الله عليه وسلم إذا أهمه أمر فزع إلى الصلاة سأل الله عز وجل.
لكن هناك نصيحة غالية يعرفها من تعددت عليه شرائع الخير، يقول فيها الإمام ابن القيم: (إن كان لك ورد وعادة في الخير، فجاءك خاطر ليصرفك عن ورودك هذا، فاحفظ هذا الخاطر وابق في وردك ولا تتزحزح عنه، وبعد أن تفرغ من وردك افعل ذلك الخاطر، فإنك إن فعلت هذا مرات قليلة فإن هذا الخاطر لا يعود إليك لأنه من الشيطان) فالشيطان في بعض الأحايين مطمعه في بعض الناس لا سيما طالب العلم ألا يصده بداية، ولكن يشوش عليه، فإن أراد أن يقرأ القرآن يقول له: عندك دروس أو تحصيل فإن قرأ في العلم يقول له: القرآن، فإن جلس يقرأ يقول له: صلة الرحم، حقوق الوالدين، ويريد أن يظل يشوش عليه ويشغله عما هو فيه من خير، لذا إخواني هذه نصيحة غالية قررها الإمام الشاطبي في كتابه “الاعتصام” وما أروعها، وينبغي أن تكون قاعدة ودستوراً لكل طالب خير، وعلى هذا جرى السلف الصالح، فما عرف عن أحد السلف الصالح إن أخذ خصلة خير أن يتركها حتى الممات، فإن فتحت على نفسك باب خير فالزمه، وإياك أن تتركه، فقد ذم السلف كثرة التنقل والتحول، فقد كان أحد السلف إن فعل خصلة خير يبقى عليها، وبعد حين يفعل خصلة خير أخرى، وبعد حين أخرى، وهكذا، حتى أن علماء التراجم قالوا في ترجمة غير واحد من السلف: لو قيل له إنك ستموت غداً، ما استطاع أن يزيد شيئاً في الخير الذي كان يفعله، وما عرف نقيض هذا إلا عن ابن عمر، فإنه كان على حماس في قيام ثم ترك، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: {نعم ابن عمر، إلا أنه كان يقوم الليل وتركه}، فلما سمع هذا الكلام من رسول الله صلى الله عليه وسلم ما كان ينام إلا أخذات يسيرة في الليل وبقي حريصاً على ما هو عليه.
واليوم كثير من طلبة العلم يكثرون التحول والتنقل، وليس هذا من هدي السلف الصالح، فمن هدي الموفق إن بدأ بخير يبقى عليه، من قيام ليل أو صيام أو حضور درس، أو تدريس أو صلة رحم، أو إحسان لفقير أو عطف على كبير فيبقى عليها حتى الممات، وهذه خبيئة للإنسان وقد صح عن عبدالله بن الزبير أنه كان يقول: ((ليكن لأحدكم خبيئة، بينه وبين ربه، فإن ألم به شيء سأل الله بخبيئته هذه)).
وكان للسلف الصالح يكون لأحدهم خبيئة لا يعرفها أحد، حتى أقرب الناس إليه، والفرق بيننا وبين سلفنا أن أفعالهم أبلغ من أقوالهم، وأقوالنا أبلغ من أفعالنا، وأن بواطنهم خير من ظواهرهم، وأما نحن فظواهرنا خير من بواطننا، نسأل الله أن يستر علينا، وأن يرحمنا، وأن يجعل أفعالنا أبلغ وأحسن من أقوالنا، وأن يجعل بواطننا أطهر من ظواهرنا.
السؤال الرابع عشر تبت إلى الله من سنوات وكنت أحرص على صيام النافلة…
http://meshhoor.com/wp/wp-content/uploads/2017/04/AUD-20170424-WA0027.mp3
الجواب : لا،النبي صلى الله عليه وسلم يقول في ما أخرج أحمد في المسند بإسناد صحيح : “الصائم أمير نفسه إن شاء صام وإن شاء أفطر.
أنا اليوم أصبحت صائم ثم بدا لي أني ما أستطيع الصيام .
الموفق من عباد الله إذا بدأ بطاعة يستمر عليها ويفحص قدرته عليها، ويثبت عليها حتى يلقى الله، فكان عمل النبي صلى الله عليه وسلم ديمة، وثبت في الصحيحين أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : “أحب الأعمال إلى الله أدومها وإن قل”
، فالدوام على القليل خير من الكثير المنقطع ، شيء قليل تداوم عليه أحسن من شيء كثير تنقطع ، وبالتالي افحص قدرتك إن كنت لا تستطيع ارجع ، أنظر إلى وقتك وإلى قدرتك .
بعض الناس ممكن أن يبدأ بصيام يومين في الأسبوع فينقطع ، صم يوم وأبقى على اليوم بدل اليومين ،صم يوم ابقى على هذا اليوم ، وممكن أن تختار يوم أن تصوم فيه يتواؤم مع حالك مع برنامج عملك ، وما شابه،
فالإنسان الأصل فيه إن بدأ بعمل أن يتمه، والله تعالى أعلم .✍✍
⬅ مجلس فتاوى الجمعة .
24 رجب 1438 هجري
2017 – 4 – 21 إفرنجي
↩ رابط الفتوى :
◀ خدمة الدرر الحسان من مجالس الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان.
✍✍⬅ للإشتراك في قناة التلغرام :
http://t.me/meshhoor
ما هي نصيحتكم لطالب العلم
نصيحتي لطاب العلم:
أولاً: الإخلاص، وأنه يعلم أنه يقوم في الأمة بمهمة رسول الله صلى الله عليه وسلم فإنه لا يفلح ولا ينجح أبداً، ما لم يكن صادقاً مخلصاً، ما لم يكن باطنه طاهراً.
ونصيحتي له إن كان في الابتداء أن يزداد في التقرب كلما ازداد علماً، فالله عز وجل يزيد العبد علماً ببركة صدقه وإخلاصه، وإن الرجل ليحرم الرزق والعلم ، وتوضع العوائق في طريقه بسبب ذنوبه، ولذا قالوا: من ازداد علماً، ولم يزدد تقىً، فليتهم علمه .
وأنصح طالب العلم: أن يطلب العلم للعمل، فلا يطلبه ليشار إليه بالبنان، ولا ليتصدر المجالس، وقديماً قال سفيان: (من طلب العلم للعمل كسره العلم، ومن طلب العلم ليجادل، فليضع له قرنين وليناطح الناس). فبعض الطلبة أمله المناطحة، يتكلم مع الناس بأسلوب فيه علو ورفعة، وفيه كبر وتيه، والعياذ بالله.
ينبغي لطالب العلم والعالم كما قال أيوب السختياني رحمه الله: (ينبغي للعالم أن يضع التراب على رأسه تواضعاً لله عز وجل).
وينبغي لطالب العلم في البدايات ألا ينشغل بالتخصص، فقبيح بطالب العلم أن يكون شبعان ريان بفن دون فن، أو أن يكون مليئاً بفن، وعامياً بآخر، فأنصح طالب العلم، أن يتجول في جنات معروشات وغير معروشات، في سائر الفنون والعلوم، ثم وهو يتجول سيسمع صوتاً ينادي عليه من داخله؛ وجدتها وجدتها، حط رحلك هنا، هذه جنتك، فما أهنأنا لما نجد قسماً من إخواننا قد تفرغ بعضهم للتفسير، وبعضهم للأصول، وآخر في اللغة، وآخر في الفقه، وهكذا، حتى نسقط الإثم عن الأمة ، فالأمة اليوم كل فرد منها آثم بسبب عدم وجود فرض الكفاية من وجود الفقهاء والمحدثين والأصوليين واللغويين والمؤرخين فيها.
والناس كأسراب القطا يتابع بعضها بعضاً، فالناس اليوم لما رأوا إمام هذا العصر قد انشغل بعلم الحديث ترك أصحاب القرآن وأصحاب التفسير والقراءات تركوا ما هم فيه من خير وانشغلوا بالحديث، وبودنا ومن أغلى أمانينا أن يظهر في الأمة أئمة في كل علم، فيجددوه ويشغلوا الأمة فيه، ولا تبقى الكتب على الرفوف، أو محبوسة بين الجدران، وفي المكتبات ، فببركة انشغال إمام هذا العصر بعلم الحديث كادت جميع مخطوطات هذا العلم وأهمها أن تظهر، وبقيت مخطوطات كثير من العلوم محبوسة رهينة، بسبب عدم وجود أئمة ، فلو نبغ بعض الأئمة وأشغلوا الطلبة في هذا العلم والله لظهرت، وكم من إنسان يحب الطلب لكن لا يتيسر له سبل الطلب.
لذا على طالب العلم أن يقرأ جميع العلوم، ينشغل بأصولها وكلياتها، ومبادئها، فاقرأ في الفقه كتاباً من أوله لآخره، لا تقرأ قراءة تحقيق في كل مسألة فلو فعلت ذلك كما يفعل البعض، فيغرق في الماء ولا يخرج منه، ويترك الطلب ولا يتقدم، فخذ متناً من المتون، أو أحاديث الأحكام واقرأها كاملاً، وكذلك اقرأ سائر العلوم، ثم بعد ذلك تخصص، فالتخصص مرحلة متأخرة، فإن وصلت مرحلة التخصص، فعليك أن تعرف هذا العلم، فترجع إلى مبادئه وكلياته، ثم تبدأ تفصل، وأن تعرف أهم مصادره، وكتبه، وأن تعرف أعلامه الأقدمين والموجودين وأن تكون لك صلة بهم ، بالمهاتفة ، بالمراسلة، بالجثو على الركب بين أيديهم، وأن تعرف المسائل المشكلة في هذا الفن، التي ينشغل بها أهل هذا التخصص ، وهكذا.
ونصيحتي لطالب العلم أن يعلم أن الطريق طويل، وأن العلم ميراث النبي صلى الله عليه وسلم وأن الذي يسير في هذا الطريق، لا بد أن يؤذى، ومن فاق أقرانه لا بد من حساد، فلا تنشغل بحسادك وامض قدماً، ولا تلتفت إلى هنا وهناك، فقد أسند ابن قتيبة في “عيون الأخبار”: (أن الحاسد لن يهدأ باله حتى تزال نعمة الله عن المحسود)، فنصح المحسود بقوله: (امض قدماً ولا تلتفت)
وأنصح طلبة العلم أن يحفظوا ألسنتهم وألا ينشغلوا إلا بالمسائل، التي ينبغي أن يشتغلوا بها، فهنالك مسائل تسمى”الطبوليات” تقرع في المجالس ، والتي يقع فيها الخلاف بين الكبراء من العلماء، وهؤلاء الطلبة المبتدئون يضعون أنوفهم فيها ويريدون أن يكونوا حكماً، فلا يتكلمون على أنهم طلبة ويتكلمون على أنهم بمثابة الحكم بين العلماء، فابتعدوا عن الطبوليات، وهذه من العوائق، فكل عصر تخرج علينا مسألة فيها شنشنة تقطع الطالب عن التقدم، فكثير من المسائل لو أن الجهود التي بذلها فيها بعض الطلبة بذلوها في التأسيس لتقدموا، لكنهم يتكلمون ويتكلمون، وما يدرون أنهم يخوضون ماءً.
والأمة بحاجة إلى طلبة العلم وهم بانتظارهم حتى يصححوا عقائدهم وعباداتهم، والواجب المناط بهم كبير، فالمناط بهم إقامة الدين، فترفعوا عن السفاسف، واملأوا أوقاتكم بما يعود عليكم بنفع وتقدم.
ثم طالب العلم لا بأس أن يدرس، وإن جلس في مجلس وجب عليه لله مقال فلا يسكت، لكن لا يتصدر قبل أن يتأهل لكن إن يسر الله له أن يأمر وينهى ويبين بشيء هو فيه على يقين، فليقل.
فهذه نصائح أنصحها لطالب العلم وأسأل الله أن ينفعنا بما قلنا وهذا ما عندي ، والله أعلم.
السؤال: هل ينصح الشيخ بأخذ العلم من غلاة التبديع؟
السؤال:
هل ينصح الشيخ بأخذ العلم من غلاة التبديع؟
الجواب:
لا؛ لا أنصح أن يؤخذ العلم منهم.
إخواننا:
لسنا بحاجة إلى علم العلماء فقط.
الناس كما يحتاجون لعلم العلماء، وحاجتهم للعلم أشد من حاجتهم للطعام والشراب، فهم أيضا محتاجون لسمت العلماء، وطريقة العلماء في معرفة الأمور.
ولذا أهنأ الناس اليوم: الذين عاشوا عند العلماء الكبار، وفي قلوبهم رحمة على الخلق.
أول أمس أرسل لي بعض الإخوة مقطعا لإنسان طويلب علم غير متمكن، هكذا حكمت عليه من خلال سماعي، وللأسف يبث على الفضائيات.
يكفر جميع السعوديين، ويقول: لا يوجد سعودي مسلم إلا أنا!!!.
فالمذيع سعودي يقول له: وأنا.
يقول له: أنت كافِريَن، وليس كافر فقط، وعلى الفضائيات!!!.
لماذا تكفرهم؟
قال: قبر النبي -صلى الله عليه وسلم- في المسجد وهذا منكر ولم ينكره أحد.
نريد أن نتابعك: قبر النبي -صلى الله عليه وسلم- منكر (وحاشاه أن يكون كذلك)، وما أنكر أحد، هل الذي لا ينكر المنكر كافر؟
طبعا؛ الذي يحاوره ليس بعالم، ما عرف كيف يلجمه.
فبعض الناس تشعر أنه لا يوجد في قلبه رحمة على الناس.
إذا قلت كلمة يقول لك: أنت قصدك كذا.
تقول له: يا أخي: أنا والله ماقصدت كذا.
قال: لا؛ أنت قصدت كذا.
يا رجل: أنا نيتي في الأعمال الصالحة أنا لا أعلمها، وأجاهد نفسي، وأمسك نفسي، وأخشى أن يدخل عليها الرياء -لا قدر الله-، وأنت تدخل في نيتي وتعرف نيتي!، وأنا أخاف على نيتي!.
عملك صالح في ظاهر الأمر، فيدخل في قلبك ويجعل نفسه رب العالمين، ويفسد عملك الذي في ظاهره الصلاح، فيدخل في قلبك ويدخل في نيتك ويفسد عملك بنيتك.
هل هذا صنيع العقلاء؟
هل هذا صنيع أناس يخافون الله؟
والله؛ بعض الغلاة لو عشت معهم سنة وسنتين، وثلاثة وأربعة وخمسة، تعلم أنه ما صام نافلة قط، ما قرأ ورقة من كتاب الله.
له مؤلفات وله مصنفات وله اسم رنان، ما قرأ ورقة من كتاب الله منذ عشر سنوات، ما صام نافلة قط، ما قام ليلا قط، ما صلى نافلة قط، لا وتر ولا صلاة نوافل!.
والله اعتمرت مع بعض هؤلاء في مكة، غير طواف العمرة ما طاف ولا صلى في بيت الله.
وبعض إخواننا الفضلاء في أمريكا، كان مسؤولا عن المركز، ولعله معنا الآن، فهو في إجازة ويسكن في حَيِّنا.
يقول:
أقول لهم: يا إخواني أين تربية الناس على الأذكار والصلوات وترقيق القلوب؟
قالوا: هذه تركناها للصوفية هذه ليست لنا، هذه للصوفية.
أعوذ بالله.
فلا ترى فيه ديانة، ولا ترى فيه خشوعا، ولا ترى فيه سمتا، ولا ترى فيه صلاحا، ولا ترى فيه حرصا على الطاعة والعبادة.
في مكة لا عمل له إلا من بيت لبيت، وسب وشتم للعلماء، فلا عمل له إلا السب.
ينتقل من مكان لمكان، ومن بيت لبيت، ومن وليمة لوليمة، وشتم ولعن العلماء.
والمساكين الذين يعملون له الوليمة، يظنونه شيخ الإسلام، ويظنونه على صلاح وعلى تقوى، ولو عاشوا معه، والله لما احترموه وما قدَّروه.
أنا أتكلم هذا عن معرفة ببعض الأشخاص، وعلى منهج النبي محمد -صلى الله عليه وسلم-: مابال أقوام، أنا ما سميت أحدا؛ نسأل الله الرحمة ونسأل الله العافية.
فبعض الناس، في قلبه غل على العلماء، ويحمّل كلام العلماء ما لا يحتمل.
فبعضهم يقول: أنت قلت كذا.
يا أخي الحبيب، أنا قولي هذا بمنطوق قولي أم بلازم قولي؟
قال: بلازم قولك.
إذا: لازم قولي ليس بمذهب.
أنا أخبرك: أنا لست ممن لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه.
لما كان كلام الله لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، كان لازم المذهب مذهب.
أما غير ربنا -سبحانه-، وغير نبينا -عليه السلام- لازم كلامهم ليس بمذهب، مجرد ما فهمت لازم كلامي على وجه، وأنا أقول لك: ليس هذا الذي أريده؛ يجب عليك أن تنصاع، هكذا كلام أهل العلم.
يا أخي إن صدر مني هذا؛ فهذا لازم مذهب، وأنا لا أقول به.
قال: لا، لازمٌ تقولُ به!.
يا أخي إن صدر مني فإني أتوب.
قال: لا تقبل توبتك!.
و هل أنا أتوب لك؟!!.
قال: توبتك غير مقبولة!!.
أعوذ بالله.
أي دين هذا؟
هذا يمارس باسم الدعوة السلفية -للأسف-.
فهذا مسلك لا أحبذ لأحد أن يأخذ من أصحابه، ولا أن يجثوا على الركب بين أهله.
نسأل الله عز وجل الرحمة والعافية .
تاريخ : 2015 – 7 – 31
↩ رابط الفتوى :
◀ خدمة الدرر الحسان من مجالس الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان.✍🏻✍🏻
السؤال السادس عشر أخ من سوريا يقول نريد من فضيلة الشيخ أن…
http://meshhoor.com/wp/wp-content/uploads/2017/01/AUD-20170110-WA0023.mp3الجواب :
علم الحديث يعسر أن يستقل به إلا الفحول والكبار وأصحاب الهمم العالية العصاميين ، ولكن الأصلُ في طالب علم الحديث أن يبحث له عن مسترشد ولا يمكن لطالب علم الحديث أن يكون طالب علم الحديث وهو لم يقرأ الصحيحين والسنن الأربعة .
لا بد من قراءة الصحيحين والسنن الأربعة على الأقل .
والإمام أحمد شاكر – رحمه الله- في مقدمة تحقيقه لجامع الترمذي ،و كان والدهُ عالماً وقاضياً ،الشيخ محمد أحمد شاكر وكان أخوه أبو فهر محمود أديباً يقول :
طلبنا العلم على الوالد علمنا الوالد قال :
فقرأنا عليه القرأن والتفسير -( تفسير ابن كثير ) ،؛وقرأنا عليه الكتب الستة الصحيحين والسنن الأربعة .
قال : ثم ملتُ أنا للحديث ومال أخي للأدب ، أي بعد ما قرأنا القرآن والصحيحين والسنن الأربعة أنا ملت للحديث وأخي مال للأدب .
إخواني الكتب لا تنتهي ، الكتب ملايين بل عشرات الملايين كل هذه الكتب مأخوذة من القرأن والسنة ، والسنة مدارها على صحيح البخاري وصحيح مسلم والسنن الأربعة.
فلماذا تبقى تأخذ من الجداول وتتعب فخذ من النبع .
يا طالب العلم إذا أردت أن تنظم حالك وتتقدم وترى لنفسك فضل فأنت إقرأ القرأن والتفسير ، خذ تفسير موجز وتفسير مفصل و متوسط وتفسير مطول واقرأ الصحيحين والسنن الأربعة ، حينئذ لو أنك هذا المقدار يتوزع في مجلدات قد تصل إلى عشرات الألوف ، وإذا تركتَ النبع وتركتَ الأصل وبقيت تنشغل في الجداول والفروع ما تنتهي لكن لا بد قبل القراءة أن تكون عندك آلة من الآلات .
فهم في النحو تفهم على مراد المؤلف ، أن تفهم عبارات العلماء تعرف الحكم على الأحاديث، ولذا تحتاج لشيخ وتحتاج إلى مجلس علمي مع شيخ وتحتاج إلى مجلس مذاكرة مع أقران يعني تجلس أنت وأقرانك ثلاث أربعة من أحبابك وأصحابك تجلسوا بدل ما تتكلموا إقرأوا لكم شيئا قليلا في التفسير – وفي الحديث ، باب في البخاري ، باب في مسلم .
وقلنا أن النبي صلى الله عليه وسلم: كان عملهُ ديمة .
داوموا على هذا .
والله تقرأؤون الكتب الستة بالمذاكرة ، لكن بعض الناس بطالين ؛ بعض الناس يقعد معك عشر ساعات يحكي في باطل وغيبة ونميمة ومعاصي لكن لما تقول له تعال اقرأ قرآن يطير، أو تعال اقرأ حديثا لا يتحمل أن يبقى معك عشر دقائق ،هذا الصنيع أنت تعرف الصاحب الحقيقي من هو ، من صاحبك ، فلو كل واحد له صاحبين ثلاث جلسوا وأُحييت مجالس المذاكرة تقدمنا في العلم .
يعني العلم ليس فقط مجالسة المشايخ ، في شيء يسمى في العلم مجلس المذاكرة .
ما معنى مجلس المذاكرة ؟
يعني أقران يجتمعون فيما بينهم فيملأون وقتهم في المذاكرة ، والمذاكرة كما قلت تكون في مثل هذا الباب .
⬅ مجلس فتاوى الجمعة.
8 ربيع الثاني 1348 هجري
2016 – 1 – 6 إفرنجي
↩ رابط الفتوى :
◀ خدمة الدرر الحسان من مجالس الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان.✍?✍?
السؤال الرابع هل يجوز للمدرس أن يقوم بتدريس اللغة الانجليزية في المسجد للطلاب بأجرة…
http://meshhoor.com/wp/wp-content/uploads/2016/12/WhatsApp-Audio-2016-12-02-at-11.25.20-PM.mp3الجواب : يجوز ،
يجوز أن يدرس الناس وأن يعلمهم غير العربية بغير أجرة .
أما أن يتخذ المسجد فيؤجر ، وأن يتخذ مكان للإجارة فهذا ممنوع .
وهذا كلام الفقهاء في القضاء ، فيقولون يجوز للقاضي أن يقضي بين الناس من غير أجرة .
◀ محاضرة بعنوان فقه السلف في الجمع بين الصلاتين .
⏰ الثلاثاء 2016 – 11 – 29
هل يجوز للعالم أو الواعظ أن يعظ على المنبر في غير يوم الجمعة
يجوز للعالم أو الواعظ أو المدرس في غير يوم الجمعة أن يصعد المنبر وأن يخطب، وليس المنبر ليوم الجمعة فقط، فقد ثبت في صحيح مسلم من حديث حذيفة: قال صلى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم الفجر، ثم صعد المنبر، فخطبنا حتى حضرت الظهر، ثم نزل فصلى بنا الظهر، ثم صعد المنبر فخطبنا حتى حضرت العصر، فنزل فصلى بنا العصر، ثم صعد المنبر فخطبنا حتى غربت الشمس، فأخبرنا بما كان وبما هو كائن إلى قيام الساعة، فأعلمنا احفظنا.
وهذا كان في غير االجمعة، لأن النبي صلى الله عليه وسلم صعد المنبر بعد صلاة الفجر، وبقي للمغرب، وهو يحدث أصحابه عن الفتن فيجوز لطالب العلم أو العالم أن يصعد المنبر في بعض الأحايين ويدرس وهو على المنبر، ولا حرج في ذلك، والله أعلم..
السؤال العاشر أنا طالب علم مبتدئ ماذا تنصحني في دراسة الفقه ولا سيما على…
http://meshhoor.com/wp/wp-content/uploads/2016/08/AUD-20160830-WA0016.mp3الجواب : طالب العلم ينبغي أن يستغل وقته بأن ينضح من علم العالِمَ الذي عندَه. يتَّصل بي أخٌ من البحرَين ويقول: هل أبدأ بكتاب البلُوغ أم أبدأ بكتاب العُمدة ؟ قلت اِبدأ بالعُمدة. ثم جاءهم عالِمٌ وشرحَ لهم بلوغ المرام فاتَّصل، قلتُ له: هل حضرتَ دورةَ شرحِ كتابِ بلوغ المرام؟ قال: لا، أنتَ ما قلتَ لي كتاب البلوغ!! قلت سبحان الله، هل كلامي توقيفي؟! أنتَ في بلد لا يوجد فيها عُلماءُ وجاءك عالِمٌ وشرحَ لك الكتاب الذي أنا ما قلتُ لك ابدأ به فابدأ بالثاني، الإدارة والفهم أنَّك أنت متى هبَّت رياحُك فاغتنمها، *متى يسَّر الله لك من يُعلِّمك اغتنم هذا التعليم*.
لذا دائمِاً طالبُ العلمِ يحتاجُ إلى العمل، وكُلَّما اشتدَّ ساعده وقَوِي انفكَّت حاجته، أو ضَعفت عن العمل. مثل الصَّغير، الصغير يحتاج إلى أبويه، كُلّما كَبُر كلّما انفكَ عن الأب، حتى إذا صار شاباً قوِّياً أصبحَ له بيت وأُسرة. كذلك طالبُ العلمِ، *فطالبُ العلمِ لا ينفردُ في البدايات*، طالبُ العلمِ في البدايات يحتاجُ الى مُرشد، يحتاج إلى مُعلِّم، يحتاج إلى أُستاذ، وينبغي لطالبِ العلمِ أن يكونَ له أُستاذ. الإنسان الذي لم يتربَّى في بيتِ أبوه غير مربَّى. *الإنسان الذي ليسَ لهُ شيخ ليس متعلِّم غالبًا*، ولا تركن في البدايات أن تقرأ وحدك وأن تضيع. لو انَّك استرشدت بمدرِّس، بشيخ، بعالِم فعلى الأقل إذا ما علَّمك أن تبقى مُسترشِدا في المراحل تبقى مُسترشِداً في مراحلِ الطَّلب، كتاباً وراء كتاب فيكونُ هذا أمراً حسناً لأنه لا يوجد كتاب ينصحُ به جميع النَّاس، فالمتعلِّم المتقدِّم في فن، قد يكون إنسانا متقدِّماً في الحديث إذا أن يدرس الفقه، فرق بين المتقدِّم في فن، ويريد أن يدرسَ فنًّا آخر؛ وبين إنسان جاهل بجميع الفنون ويُريد أن يدرسَ فقهًا، فرق شاسع.
ولذا لا يوجد كتاب من لم يقرأه إنسان لا يُفلح، إلا كلام الله وكلام نبيه -صلى الله عليه وسلم-ْ؛ لأنَّ النَّاس كلهم بحاجةٍ لشرعِ الله جلَّ في عُلاه، وبالتالي *موضوع تقييم الكُتب وبماذا تبدأ! موضوع يختلف من صورةٍ لصورة ومن شخص لشخص ومن وقت لوقت ومن ظرف لظرف*.
طلبة العلم قصَّروا في فهم القرآن وقصَّروا في فهم السُنَّة ، طلبة العلم قصَّروا في قراءةِ الصحيحين والعلومِ كلِّها كتاباً وسُنة، (وكل الكتب) وكثرة الكتب التي ترونَها إنَّما هي قائمة على كتاب الله وعلى سُنَّة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ، فطالبُ العلم إذا كان صاحب نهمة وهمّة يبدأ بالقرآن، تفسير موجز وتفسير متوسط وتفسير مفصّل، والتفسير المُفصّل يعني يقرأ تفسيراً يخُصُّ تخصُّصَه، يتخصص في العربية يقرأ *البحر المحيط*، يتخصص في الفقه يقرأ *الجامع لأحكام القرآن*، ويتخصص في الحديث يقرأ *الجامع للطبري* وهكذا، ثم السُنَّة لا بدَّ من قراءةِ الصحيحين، ثم السُّنن الأربعة ، حينئذ يكون طالبُ العلمِ طالبَ علمٍ.
ما الذي يمنع من أن يكونَ عندكَ البخاريّ دائماً على رأس السرير عندك ، وتقرأ كل يوم تقرأ الباب مرة ومرتين وثلاثة ، وخذ لك سَنة للبُخاريّ وسَنة لمُسلم .
لمّا كنَّا في الهند نزلنا في مدرسة، يقول الإخوة: كل سَنة نختم البخاري وكل سَنة نختم مسلم .
جلستُ في بيت الله الحرام في مكة المُكرّمة في رمضان الماضي في مجلس شيخنا *يحيى مراد العظيم آبادي الهندي* في المجلس الذي ختمَ فيه تفسير ابن كثير ، ففي أواخرِ رمضان في كلِّ عام يختم تفسير ابن كثير في بيت الله الحرام .
فالشاهد طالبُ العلم ينبغي أن يَمُرَّ مرة ومرتين وثلاث على تفسيرِ القرآن وعلى البُخاري ، ما يبقى ضائعاً ماذا يقرأ ، ماذا يقرأ، تعيش وتموت وأنتَ ضائع، ما تبقى ضائعاً ، العلمُ واضح ، *ليس العلم الذي يُطرِب*، ليس الذي يُقيم البدن التسالي والأشياء اللذيذة التي تتعلَّق بها النفس ، الذي يُقيم البدن طعام ووجبات قويَّة ، والذي يُقيم العلم الوجبات القوية الكتاب والسنة تفسير القرآن والكُتب الستة ، أنهينا البُخاري نذهب لمُسلم انهينا مسلم نذهب لأبي داود،ثم الترمذي، ثم النسائي وعلى هذ الحال ، يكون في مكتبتك ستة كتب وتقرأَها باستمرار ، أحسن ما تكون في مكتبتك عشرات الألوف من الكتب وأنت مُحتار ماذا تقرأ .
ركِّز على ماذا تُريد، وابدأ بالنهل والشرب من أصل النبع ، ثمّ تبدأ بالشرح ، تقرأ شرحا موثَّقا للصحيحين (مسلم والبخاري) إلى آخره، الذي يستظهر من فتح الباري عالم، الإمام السخاوي في كتابه الترجمة الذاتية لنفسه يقول : كتاب الإسلام فتح الباري .
⬅ مجلس فتاوى الجمعة
23 ذو القعدة 1437 هجري
2016 / 8 / 26 افرنجي