*السؤال الحادي عشر: ما حكم مشاهدة الأفلام و المسلسلات التاريخية وخصوصا “فيلم الرسالة” و ما حكم تمثيل شخصيات الصحابة؟*
الجواب: التمثيل فيه محذوران:
*المحذور الأول*: أنّ فيه نوع من الكذب.
وثبت عن عائشة ـ رضي الله عنها ـ أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (ما أحب أني حكيت إنساناً، وأن لي كذا وكذا) رواه أحمد، وأبو داود، والترمذي، ولفظ أبي داود: عن عائشة، قالت: قلت للنبي صلى الله عليه وسلم: حسبك من صفية كذا وكذا، قال غير مسدد:تعني قصيرة ، فقال: “لقد قلت كلمة لو مزجت بماء البحر لمزجته” قالت: وحكيت له إنسانا، فقال: “ما أحب أني حكيت إنسانا وأن لي كذا وكذا”.
و قال العلامة الألباني صحيح.
مثلاً إذا قرأت القرآن مثل الشريم أو السديس حفظهم الله تعالى و غيرهم من القراء فتتكلف في محاكته فهذا ممنوع.
فبعض الناس إذا صليت خلفه تشعر بتكلفه فتشعر بتعبه فتتعب وأنت تصلي خلفه، و لكن إذا جعل الله صوتك مثل صوته كما قد يجعل شكلك مثل شكله، فهذه ليست محاكاة.
والتمثيل قائم على المحاكاة.
فهو ممنوع لقول النبي صلى الله عليه و سلم المتقدم.
فلا تتكلف ابق على طبعك.
*المحذور الثاني:* أن أصوله ليست من ديننا.
فأصوله من الغرب و لا نعرف أحداً من الصحابة و لا التابعين و لا تابعي التابعين قام به أو كان موجوداً عندهم.
والتمثيل قد جاءنا من غيرنا من الغرب، بسبب احتكاكنا بهم و لا يأتي أحد و يحتج *بابن دانيال* *وطيف الخيال*، فهذا كان معروفا في *القرن السادس*.
فعلى هذا يكون *التمثيل* فيه تشبه بالكفار.
لماذا لا تعظم الصحابة؟
لماذا لا تقرأ عن الصحابة؟
وهذه المظاهر الجوفاء لا أصل لها. فإليك مثلاً رجل ملأ بيته صوراً لأبيه و لا يدعوا له و لا يترحم عليه و آخر لا يضع صور أبيه و لكنه يدعوا له فمن الأفضل؟
الثاني هو الأفضل.
*والنبي صلى الله عليه و سلم أحب إلينا من آباءنا، وحبنا يكون بالصلاة عليه، والاقتداء به، وليس له صور.*
*بالتالي هذه المظهرية الجوفاء ما ينبغي أن تشغلنا، و ينبغي أن تشغلنا الطاعات التي تقربنا من الله جل و علا.*
قال الله تعالى عن الأشهر: ﴿إِنَّ عِدَّةَ ٱلشُّهُورِ عِندَ ٱللَّهِ ٱثۡنَا عَشَرَ شَهۡرࣰا فِی كِتَـٰبِ ٱللَّهِ یَوۡمَ خَلَقَ ٱلسَّمَـٰوَ ٰتِ وَٱلۡأَرۡضَ مِنۡهَاۤ أَرۡبَعَةٌ حُرُمࣱۚ ذَ ٰلِكَ ٱلدِّینُ ٱلۡقَیِّمُۚ فَلَا تَظۡلِمُوا۟ فِیهِنَّ أَنفُسَكُمۡۚ وَقَـٰتِلُوا۟ ٱلۡمُشۡرِكِینَ كَاۤفَّةࣰ كَمَا یُقَـٰتِلُونَكُمۡ كَاۤفَّةࣰۚ وَٱعۡلَمُوۤا۟ أَنَّ ٱللَّهَ مَعَ ٱلۡمُتَّقِینَ﴾ [التوبة ٣٦].
ونحن الآن في شهر “رجب” وهو من الأشهر الحرم.
نصيحة يا شيخنا لنا جميعاً في هذه الايام؟
الجواب:
أولًا: هذه الأيام عظيمة، فيسنّ للإنسان أن يجمع نفسه من أن يكثر من طاعة الله جل في علاه.
لم يثبت شيء في رجب على التعيين، إلا أنه من أشهر الله الحرم.
وأشهر الله الحرم تعظم فيها طاعة الله تعالى، وكل أدرى منكم بحضور قلبه، إلا صاحب القلب الميت، وحاشاكم أن تكونوا كذلك.
بعض الناس للآن لا يعرف قلبه كيف يحضر، بعضهم يحضر قلبه بالصدقات، وبعضهم بقراءة القرآن، وبعضهم في صلة الرحم.
فجميل قبل الساعة الأخيرة من الجمعة تكون في صلة رحم وأن تكون ناويا فيها عبادة من العبادات.
أن تتقصد الأيام الطيبة، الطاعات التي يحبها الله والتي تجد لها أثراً.
هنالك عبادات مبتدعة كثيرة، وهنالك عادات جاهلية عربية كانت موجودة في الجاهلية ولا سيما عند قبيلة مضر، فمضر كانوا يعظمون رجب، وكان إذا دخل رجب عظّموه كما كانت العرب يعظمون الأشهر الحرم.
فكان عمر لما يرى ويتقصد أهل مضر وكان بعضهم يصوم الشهر بتمامه، فكان عمر رضي الله تعالى عنه يضرب أيدي الرجبيين الذين هم مضريون.
وهنالك صلوات مبتدعة ومنها صلاة الرغائب، وصلاة الرغائب تفعل في أول ليلة جمعة في شهر رجب، التي هي ليلة أمس.
الآن أهل البدع والعياذ بالله أحيوا الليلة هذه بصلاة تسمى صلاة الرغائب، وهي صلاة مبتدعة، ووقع مساجلات بين ابن الصلاح والعز بن عبد السلام، وشيخنا الألباني -رحمه الله- طبع كتيبًا في المساجلة التي حصلت بين ابن الصلاح والعز بن عبد السلام .
وحكم أهل العلم على صلاة الرغائب بالبدعة.
فرجب شهر من أشهر الله الحرم، لم يثبت في صيامه شيء على التعيين، ولا يوجد فيه صلاة خاصة على التعيين كصلاة الرغائب، وإنما هو من أشهر الله الحرم التي تعظم فيها عبادة الله تعالى بعموم الطاعة.
فاحرص أن لا تظلم نفسك، وظلم النفس أن تفعل المعاصي و الموبقات، فإذا كنت مبتلى والعياذ بالله ببعض الأوساخ والقاذورات، وبعض المعاصي، فابتعد وخف من ربك كما لو أنك كنت في بيت الله الحرام، فالله عز وجل يعظم الزمان، ويعظم المكان.
فعظم هذه الأشهر حتى تتفقد نفسك، وتقبل على الله عز وجل وتقلع وتبتعد عن المعاصي.
السؤال الحادي والعشرون : أحد الأخوة يسأل يقول رأينا كثير من الناس يذكرون ويثنون على العالم ستيفن هوكينغ حتى وصل الوضع لبعضهم إلى تمني دخوله الجنة أو الترحم عليه
نريد كلمة في ذلك؟
الجواب : هذا العالم الأمريكي الذي مات يوم الأربعاء أول أمس من كبار علماء الدنيا في الفيزياء وله آثار معروفة في هذا العلم
وللأسف مات ملحداً وقلَّ من يُوسَم بالإلحاد من العلماء،
والهداية ليست مبنية على ذكاء ولا على غنى ولا على منصب ولا على جاه،
الهداية من الله عز وجل ولذا كان النبي صلى الله عليه وسلم في كل خطبة حاجة في المحافل العامة يقول “من يهده الله فهو المهتد”
{وَلِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۚ وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ يَوْمَئِذٍ يَخْسَرُ الْمُبْطِلُونَ }
فالمبطل يخسر
{أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَٰهَهُ هَوَاهُ وَأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلَىٰ عِلْمٍ وَخَتَمَ عَلَىٰ سَمْعِهِ وَقَلْبِهِ وَجَعَلَ عَلَىٰ بَصَرِهِ غِشَاوَةً فَمَن يَهْدِيهِ مِن بَعْدِ اللَّهِ ۚ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ }
فهل كل من يضل يكون جاهلا؟
بلا شك لا .. ،طب مقابل هذا النفع للبشرية ليس له شيئا عند الله؟
نعم ،لأنه ما كان يرجو شيئا عند الله،
لو رجى وآمن واحتسب الأجر لكان له عند الله،
يعني رجل يعمل في هذه الدنيا وجُوزِيَ بما عمل في دنياه فلو أنه بيّت النية بأن ينال شيئا عند الله لما ضيعه الله عز وجل فأجره في دنياه،
وفي الصحيحين (والذي نفسي بيده ما سمع بي يهودي أو نصراني ولم يؤمن بي إلا كانت الجنة عليه حراما)
والملحد كافر، والكافر خالد مخلد في النار ولا يجوز الترحم على الكافر،
لا يجوز الترحم عليه …
نعم له حسنة .. فهو دعى بقوة إلى وقوف الحرب على العراق ،وكان يقول الإعتداء على العراق حرب وهذه حرب ليست محمودة
وكان له موقف حسن من حرب أمريكا على العراق وشاع وذاع عند الناس ،وهذا كان صنيعه فيما أفاد البشرية في علمه في علم الفيزياء،
لكن الإنسان يعمل ولا يحتسب ،ولا أجر لمن لا حِسبة له كما في الحديث (لا أجر لمن لا حِسبة له)
فهذا رجل مات وموته على الكفر والكافر لا يُتَرحّم عليه،
وهل يوجد كفر أشد من الإلحاد،
وهل يوجد كفر أشد من الإلحاد.
هذا والله تعالى اعلم
*السؤال العشرون : لماذا الشيعة وغيرهم ممن تابعهم يسدلون أيديهم؟*
الجواب: لماذا الشيعة لا يسلمون؟
الشيعة لا يقولون: السلام عليكم في الصلاة.
سأضطر أن أذكر شيئا دقيقا، وهو مهم غاية وقل ما ينتبه له، ولا يُذكر إلا لطلبة العلم.
ما هو الفرق بيننا وبين الشيعة؟
هو شروط قبول الخبر عند أهل السنة غير شروط قبول الخبر عند الشيعة.
ومن هذا الفرق تنبع آلاف الفروق.
كم صحابي عندنا؟
من هو الصحابي عندنا؟
ما هي مواصفات الصحابي عندنا؟
مواصفات الصحابي عند أهل السنة غير مواصفات الصحابي عند الشيعة.
نحن أهل السنة عندنا كل من رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم وآمن به ومات على الإسلام فهو صحابي.
الشيعة ليس عندهم ذلك ، الصحابة قلة عندهم ، عندهم آل البيت أكثر حد عندهم 300 صحابي، ونحن عندنا مئة ألف من الصحابة، فنحن عندنا مصادر تلقي غير مصادر التلقي التي عندهم.
انظر إلى عبدالله ابن عمرو، موسى الاشعري، عائشة رضي الله عنها، عبدالله ابن عمر، وأبو هريرة، رضي الله عنه، هؤلاء كلهم من أصحاب الألوف في رواية الحديث، وأصحاب الألوف من الحديث مكثرون، هؤلاء كلهم عندنا صحابة، وعند الشيعة ليسوا بصحابة.
ماذا يترتب على هذا؟
هل أمر خفيف يترتب على هذا؟
فألوف الاحاديث التي روتها عائشة رضي الله عنها، وعبدالله ابن عمرو، وعبدالله ابن عمر، و أبو موسى الاشعري هي دين عندنا وعندهم كفر.
*الفرق بيننا وبين الشيعة معايير قبول الخبر.*
هم عندهم أسانيد في الكافي، يرون عن حمار علي، حمار علي ثقة مقبول في الأسانيد عندهم، وهو واحد من الرواة.
اتحدى رجلا خبيرا عارفا بالرواة ويعلم الحديث معرفة صحيحة أن يفحص جميع كتب الشيعة وأن يخرج لنا من كتبهم اسنادا واحدا صحيحا بالشروط المعتبرة عند أهل الحديث عند أهل السنة.
كل كتب الرواية عندهم لا تساوي عندنا فلسا.
كل كتب الرواية التي عندهم حدثنا فلان عن فلان لما تأخذ السند وتأتي تحاكمه كما يصنع المخرجين الذين يذكرون الأحاديث الصحيحة والضعيفة فيبدؤوا بدراسة الإسناد ويبحثون عن ثقة الرجال ويبحثون عن اتصال السند ،لا يمكن لرجل يعرف الصنعة الحديثية على قواعد أهل السنة أن يصحح اسنادا واحدا عند الشيعة.
وبعد ذلك يأتي أناس يقولون لك: نريد أن نعمل تقارب بين السنة والشيعة.
اعمل تقارب مع الأصول، قرب الأصول في البداية،اتفقوا على قواعد قبول الخبر ، لكن لما تكون أصلا معيار قبول الخبر مردود، لذا بعضهم لهذا السبب أوصل الخلاف في القرآن، في آيات عند الشيعة معتبرة، وعندنا غير معتبرة، لأن معايير قبول الخبر عندنا ليست كمعايير قبول الخبر عندهم.
هل هذا الأمر جديد؟
لا والله ليس بجديد.
عندنا شيخ المفسرين *الطبري*، وعندهم شيخ المفسرين *الطبرسي*، والطبرسي له كتاب (والله ما صدقت أن له هذا الكتاب) حتى رأيته، وحتى حصلته من طهران، اسم كتابه *فصل الخطاب في إثبات تحريف كتاب رب الأرباب،* كتاب مجلد ضخم يثبت فيه أنه كتاب رب الأرباب محرف، *المصحف الذي بين يديكم يا أهل السنة ليس بصحيح،* وهذا امر قديم عندهم .
اقرأ مقدمة تفسير الإمام القرطبي، الامام القرطبي ما أدرك لا إيران ولا ادرك شيء.
ولا نتكلم عن الشيعة كلام ساسة، ولا أثر للخلاف في القرب والبعد بين الدول عندنا في تقرير الأحكام، سواء حاربنا إيران أو سواء قربنا من إيران، هذه مسائل ما لها صلة في وسائل العلم.
الإمام القرطبي لم يدرك هذه المسائل، يذكر آيات عند الشيعة ليست عندنا، يذكر *ألم نشرح لك صدرك وجعلنا عليا صهرك ورفعنا لك ذكرك.*
*وجعلنا عليا صهرك من أين؟*
عندهم قرآن ،
تستغربون …
اجمع أهل السنة قديما وحديثا وما تجرأ أحدا أن يطبع المصحف إلا على الرسم الذي خطه الصحابة في عصر عثمان رضي الله عنه، حيث وقع التدوين ثم نسخت نسخ من القرآن ثم وزعت النسخ على الأمصار أي على سائر الامصار.
في رحلة العمرة الأخيرة التقيت ببعض الأساتذة في جامعة أم القري، وكان بعضهم من السودان فحدثني ،ثم الحق بي بالمجلس الثاني مصحف مطبوع في إيران بغير رسم عثمان، رسم حديث.
الآن الشيعة يطبعون المصاحف بطبعات غير الطبعات المعتمدة بالرسم المعتاد العثماني، يطبعون برسم جديد، وهم يتفلتون من الرسم العثماني الأول، والمصحف عندي، مصحف مطبوع طباعة عادية ومكتوب توزيع السفارة الإيرانية في السودان وطبعوا منه مئات الألوف من النسخ لتوزع في أفريقيا، *لأن خطة التشيع اليوم بث ونشر التشيع في أفريقيا،* لان افريقيا بلاد فقيرة، والدين الباطل يمشي بالمال والحسنوات.
النصاري كيف يمشون دينهم؟
رأيت شيء يدمي القلب، رأيت حفل تنصير لمجموعة من البنات والأولاد السوريين في بعض بلاد أوروبا، شيء يدمي القلب ،من أجل لقمة الخبز، والى الله المشتكى ولا حول ولا قوة الا بالله.
حتى بلغني أنه حتى في بلادنا بعض النصاري يعطون السوريين ويطمعون في تنصيرهم.
أين الأغنياء؟
أين زكاة مالك أيها النبيه، أيها الفطن؟
ابحث عن مثل هؤلاء وضع زكاة مالك، ما الذي يمنع خمسة عشرة منكم يجمعون زكاة الأموال ويرجعون هؤلاء للإسلام بالمال.
والله هذا جهاد في سبيل الله.
فالشاهد بارك الله فيكم الشيعة لماذا يسدلون أيديهم؟
لأن الأحاديث التي رويت عندنا في القبض أصحابها عند الشيعة ليسوا صحابة.
وعندنا صحابة، فنحن قبلنا وهم لم يقبلوا *كالسلام،* كمئات المسائل، ما نتكلم الآن بمسائل فقهية وأحاد المسائل.
أنا أريد ان أتكلم في أصل، وهذا الأصل تنبني عليه فروع كثيرة.
الأرانب عند الشيعة يحرم أكلها وفي صحيح البخاري أكل الأرنب امام النبي صلى الله عليه وسلم.
لماذا الأرنب أكل أمام النبي صلى الله عليه وسلم وهو حرام عند الشيعة؟
لأن هذا الحديث الذي في البخاري صحابيه صحابي عندنا وليس بصحابي عند الشيعة وهكذا قل في مسائل لا اول لها ولا اخر.
هذا والله اعلم وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد.
*السؤال الأول: فقد سألني غير واحد من إخواننا في مسائل متفرقة يجمعها أصل واحد، ويتفرع عنها عشرات المسائل ، ولكن في واقع الحياة تظهر بعض المسائل، فتكون لصيقة بهذا الأصل على وجه أكثر من غيرها ، من الفروع:*
*أخ يقول: أنا أعمل كهربائيا هل يجوز لي أن أمدد خطوط النت وما شابه؟*
*وأخ يقول: طلب مني أن أؤجر مكانا لي في وضع الأبراج لشركة اتصالات، فهل يحل لي أن آخذ هذا المال، وإن صنعت فهل هذا حلال أم حرام؟*
*وأخ يسأل ويقول: أنا أبيع بطاقات الخلوي، فهل بيعي لهذه البطاقات حلال أم حرام؟*
إلى آخر مايمكن أن يتفرع من مثل هذه الأسئلة على أصل مذكور عند أهل العلم.
فالشيء الذي يستخدم في الحلال والحرام يبقى على أصله.
والأصل في المعاملات الحل.
خذ مثلا (مثال سهل )*بيع الشفرة* في السوبر ماركت.
ما هو حكم بيع الشفرة ؟
حلال أم حرام ؟
الأصل الحل.
لكن رجل بعينه، بملابسات معروفة عند البائع، سيشتري شفرة ليؤذي الناس ، هل يحل له أن يبيعه؟
لا ؛ لهذه الملابسات.
وإلا الأصل الحل، *والإثم على المستخدم وليس الإثم على البائع .*
الشيء الذي يستخدم في الحلال والحرام يبقى على أصله، والأصل الذي يبقى عليه هو الحل.
*ولذا كل الأسئلة المذكورة سابقا الأصل فيها الحل.*
اليوم *النت* لا يستخدم في الحرام الخالص، و قد لا يستخدم في الحلال الخالص، ولعل غالب الاستخدام مخلوط، *يستخدم في الطاعة*، ويستخدم في ما هو حلال، كالتجار، فبدل من أن يعاين البضاعة ويسافر لمعاينتها، قد يعانيها وهو جالس على النت، وقد *وقد يستخدم في الحرام.*
الاستخدام في الطاعة صاحبه مأجور ، ومن ركبه مأجور، في أي صورة من الصور مأجور ، حلال حلال ، *أما الحرام فالإثم على من يستخدمه،* إلا إن قامت قرائن خاصة بشخص معين بمعلومة متيقنه أن هذا لا يستخدم إلا في الحرام، فحينئذ نقول في حق فلان الواجب عليك أن تنكر.
يعني بيع *الخبز وبيع اللحم وشوي اللحم حلال* ، لكن جاءك رجل ومعه *خمر* وقال لك: الان اشو لي كيلو لحم، الواجب عليك الإنكار، الواجب عليك أن تنهره، وبياع الخبز كذلك لا يبيعه خبز.
*لذا دائما فاعل المعصية في المجتمع السليم الذي فيه حياء مقهور مغلوب على أمره، لا يرفع له رأسا، فسيجد من ينكر عليه في كل باب يريد أن يطرقه وأن يسير إليه.*
إن غلب الحرام على الاستعمال فالورع ألا تفعل، لكن لا تقل حرام، لا تؤثم الناس.
فبعض الشباب مجرد ما بعض الناس يستخدم الهاتف الخلوي في حرام يقول لك: بيع الهاتف حرام، وبيع بطاقات الشحن حرام، فهذا خطأ، فهذه طريقة في الفقه غريبة عجيبة لا توجد عند فقهائنا وعند علمائنا، *فالفقه في أصله مأخوذ من رخصة من ثقة.*
و قواعد أهل العلم في أن المعاملات الحل وتبقى على ما هو عليه.
وهذه مسائل كما قلت لكم تشمل مئات الفروع من المسائل.
يعني بائع الملابس، خصوصا الملابس النسائية عمله حلال أم حرام ؟
حلال، الأصل في بيع الملابس الحل، الأصل في المعاملات الحل ، فليس مطلوبا منه كلما جاءت امرأة تريد أن تشتري شيئا يفتح لها محضر ويعمل معها تحقيق، لماذا تريدين شراء هذه الملابس، وماذا ستعمل بها.
وبيع العطور، فالأصل في بيع الطيب الحل ، لكن جاءت امرأة لبائع يفوح منها العطر، الواجب عليه الإنكار، وإن غلب على ظنه بالقرائن أن هذا العطر سيستخدم بالحرام، فيكفيه البيان.
*فمن أراد أن يحولنا عن الأصل و هو الحل إلى الحرمة هو الذي يحتاج إلى مسوغ لهذا التحول، وهذا المسوغ يدرس ، على حسب القرائن التي تحولنا من الأصل إلى الظاهر.*
انظروا إخواننا إلى دقة علمائنا، هذا الكلام الذي نقوله كله عليه أدلة.
ودليله حديث لا يخطر إلا في بال الفقيه، حديث ذي اليدين، لما النبي صلى الله عليه وسلم صلى الظهر أو العصر، *والراجح الظهر في الروايات الحديثية،* فسلم النبي صلى الله عليه وسلم على رأس ركعتين، فهاب أن يكلمه كبار الصحابة، فقام رجل يقال له *ذو اليدين،* له يدان طويلتان، فقال للنبي صلى الله عليه وسلم: أقصرت الصلاة أم نسيت؟
الصحابة رضي الله تعالى عنهم اختلفوا عندما سلم النبي صلى الله عليه وسلم على رأس ركعتين في واقع حالهم (لا بلسان جدالهم) اختلفوا في واقع حالهم إلى ثلاثة أقوال:
*القول الأول:* صلوا ركعتين فخرجوا، قالوا الوحي ينزل والصلاة تتغير والنبي صلى الله عليه وسلم صلى ركعتين بناء على وحي من الله، فخرجوا.
لذا وردت رواية عند أبي داوود يصححها شيخنا الألباني رحمه الله أن النبي صلى الله عليه وسلم لما جمعهم بعد الذي جرى بينه وبين *ذي اليدين* جمعهم بإقامة جديدة، يعني النبي في تلك الصلاة صلى الله عليه وسلم أقام للصلاة مرتين، قبل أن يدخل في الصلاة وبعد السلام ، لأن هناك أناس خرجوا على رأس ركعتين .
وهناك ناس هابوا أن يتكلموا مع النبي صلى الله عليه وسلم، ووقع في قلوبهم أن سهوا وقع من النبي صلى الله عليه وسلم.
وهناك أناس استفصلوا، كصاحب ذو اليدين ، فقال أقصرت الصلاة أم نسيت؟
ففي ناس *أخذوا بالظاهر*، *وفي ناس أخذوا بالأصل،* *وفي ناس لما تعارض الأصل مع الظاهر استفصلوا.*
أيهما أكثر الناس توفيقا، عند مخالفة الأصل مع الظاهر؟
*الاستفصال*، تطلب التفصيل.
فبعض الناس يتعامل مع الأمور بالظاهر ، ويعطي حكم على ما رآه، فيمنع أو يجوز على ما رآه.
نحن مسألتنا الآن لا تخص شخصاً بعينه، بل تخص مجموعة من الناس، وهؤلاء المجموعة مبهمون بالنسبة للبائع، لكن بالواقع ومعرفة حال الناس يعلم أن البعض يستخدم بالحلال، والبعض يستخدم بالحرام.
هذا الأمر لا يسعف أن يحول الأشياء عن أصلها، وهي الحل.
ففي كل هذه المسائل الأصل فيها الحل.
يعني واحد يعمل في الدهان أو في الكهرباء أو في الألمنيوم أو في الحديد في فندق، فالأصل في عمله الحل، احضروا الكهربائي أو الحداد وبدأ في مكان غريب للقياسات أو الهندسة، فهو يستفصل قال ما هذا ؟
قال : هذا بار.
قال: لا هذا حرام، مادام هذا بار هذا حرام أن اشتغل فيه ، البار يستخدم على وجه واحد أم على أكثر من وجه؟
على وجه واحد، وهو الحرام ، فحينئذ نقول: *ولا تعاونوا على الأثم والعدوان،* لأن مثل هذا لا يستخدم إلا في الحرام ، ما عدا هذا الأصل الحل.
ومن أتقن هذا الكلام الذي نقوله الآن يجيب على ألوف المسائل.
طباخ يطبخ في فندق، وواحد يورد طعام على فندق، وواحد يورد فواكه في فندق، هل عملهم حلال ولا حرام؟
حلال.
واحد يشتغل في فندق وقال صاحبه تعال احمل الخمر.
قال له: لا، فالنبي عليه السلام لعن حامل الخمر، وواحد يعمل ويرى الخمر ، الواجب الإنكار.
*أحكام الله فوق الخلق، لكن لا يجوز لنا بحكم كثرة الحرام أن يصيبنا ردة فعل تخرجنا عن تقعيدات أهل العلم.*
*بعض الأبناء الصغار يتمردون على آبائهم؛ لأن عنده تلفزيون ، فالتلفزيون صار أمره سهل بالنسبة إلى غيره، أنت الآن أؤمر، وأنهى ، وتكلم بنفس هادئ وحقيقة علمية وصحيحة إذا رأيت منكرا، إذا لم تر منكرا فالتلفاز قد يستخدم الآن بالحلال، أنت اﻵن لا تريد أن يدخل التلفزيون بيتك فهذا ورع منك .*
وأول ما خرج *التلفزيون* كان بعض الناس يعزم عليه ويقسم عليه: *يا أيها الجني أخرج من هذا الجهاز* قال هذا جني.
هذا أمر موجود، وواقع كان موجود عند بعض الفقهاء، لما يقولوا عن التلفون عن الراديو، قالوا هذا جن يتكلم، اعزم عليه واقرأ عليه واقسم عليه بالله أن يخرج.
لا ما يخرج، لو تقرأ كل القرآن مليون مرة ما يخرج، لأن التكييف المتصوره المتكلم على هذا الجهاز هو خطأ.
*من أراد أن يتورع فأمر طيب، الورع حسن، لكن ليس لك أن تتعدى على أحكام الله جل في علاه.*
*فالأمور التي تستخدم في أكثر من طريقة الأصل فيها الحل، وإلا أنت تؤثم نفسك إذا اشتريت هاتفا، وإذا هو باع الهاتف، فأنت شراءك للهاتف مشكلة.*
فهذه مسائل أحببت أن أذكر إخواني فيها.
وكان السؤال الملح، هو استأجار سطح البيت، لتقوية البث للخلوي، فالأصل فيه الحل.
*السؤال العاشر : أنا شاب في أواخر العشرين من عمري ولا أستطيع الزواج وغلاء المهور وتكاليف الحياة علما أن لي وظيفة بدخل جيد جدا والحمد لله ويأتيني الشيطان من جميع المداخل و لم يعد لي طاقة لتحمل المزيد وأقاوم ذلك بالصوم دون كبير نتيجة لدرجة أني أحاول السفر إلى بلد لسهولة الزواج من النواحي المادية والإجتماعية.*
الجواب: هذا خبر وليس سؤال و لكنه خبر يعني يحمل ماذا أصنع؟
أنا أستغرب حقيقة يعني من تدابير الزواج التي فيها المظهرية الجوفاء.
يعني من أراد أن يتزوج وعنده مال وليس له بسط في الرزق ولكن يستطيع أن يعيش مع بنت ويتزوج زواجا شرعيا ويعيش حياة كريمة، لكن مقدمات الزواج من الصالات والمظاهر هذه الجوفاء غير موجودة فماذا ينبغي أن يصنع ؟
المظهرية قاتلة ولا يلزم الزوج أن يكون عنده شقة ويكون عنده سيارة لا يلزم هذا .
وأصبحت هناك الحياة معقدة بسببنا ،والزواج ليس هو حاجة للذكر فقط فالزواج هو حاجة للزوجة أيضا والإنسان إن تقدمت به السن تصبح حاجته للزوجة كحاجته للطعام والشراب يقول خلاص أنا بطلت أتحمل أخشى على نفسي من الزنا و المثوّرات ما أكثرها هذه الأيام.
وبالتالي لا بد من تحطيم هذه المظاهر الجوفاء فلا يلزم الوليمة يكفي يوم ليلة بنائك بزوجتك أن تذبح ذبيحة فالواجب في الشرع ذبيحة.
لو أننا جردنا مراسم الزواج من الأمور المظهرية والتكميلية في حق من لم يستطيع فعلها لسهلنا موضوع الزواج تسهيلا شديدا.
فالمطلوب أن الإنسان يعيش حياة طيبة وهذه الأمور التكميلية لا تكون عائقا له من الزواج.
رأيي أن تُقدِم على الزواج وأن تبحث عن رجل صاحب دين يفهم حالك ويفهم وضعك.
تستدين قليلا وتتزوج والزواج بإذن الله تعالى سبب من أسباب الرزق كما ذكر غير واحد من التابعين في تفسير قوله الله عز وجل « إِن يَكُونُوا فُقَرَاءَ يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ » .
الفقير إذا تزوج فالله يغنيه من فضله.
فالزواج سبب من أسباب رفع الفقر عن الإنسان.
من تزوج وهو يريد العفة، واختار ذات دين وامتثل أمر ربه عز وجل فإن الله لا يضيعه، الله عز وجل لا يضيعه أبدا.
والله تعالى أعلم.
⬅ *مجلس فتاوى الجمعة.*
7 جمادى الأخرة 1439هـجري.
2018 – 2 – 23 إفرنجي.
↩ *رابط الفتوى:*
⬅ *خدمة الدرر الحسان من مجالس الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان.*✍✍
*السؤال الثالث عشر : نصيحتكم لمن يحتفل بعيد الحب؟*
الجواب: يمارس الحب مع من أحل الله له، فهذا هو الاحتفال الصحيح ، وإلا هذا تفليس، وهذا معناه أنه فاقد الحب، فهؤلاء يبحثون عن أشياء عن تقليعات ورسوم، فلو علموا دين الله وامتثلوا أحكام الله لسعدوا ولأخذوا ما يشتهون وما يتلذّذون به بوفق شرع الله عزوجل، فهذا ضائع تائه.
*فلو أردنا أن نأخذ مثالاً للحب المثالي، وأحسن شيء يقتدى به في الحب هو حب النبي صلى الله عليه وسلم لعائشة رضي الله تعالى عنها،* فنقتدي بالنبي صلى الله عليه وسلم ،لكن لما البشرية خرجت عن الشرع وابتعدت عن حدود الله عز وجل أصبح فيها مثل هذه التقليعات ومثل هذه الأشياء، الدارس والناظر لها بعمق يعلم انهم يبحثون عن سراب وفاقدون للسعادة.
والله تعالى اعلم.
⬅ مجلس فتاوى الجمعة.
16 جمادى الأولى1439هـجري.
2018 – 2 – 2 إفرنجي.
↩ رابط الفتوى:http://meshhoor.com/fatwa/1899/
⬅ خدمة الدرر الحسان من مجالس الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان.✍✍
⬅ تكثر هذه الأيام، وجاءتني بعض الأوراق عن *الأحتفال ب ( عيد الأم).* ولا نستغرب أي سؤال …
⬅ لا نشُك قيد أنملة أن شرعنا وافٍ، كافٍ، *ومن رام الهداية بغيره فقد ضل،* وأن شرعنا كُله محاسن، *ومن محاسنه: أنه يُعطي كُل ذي حقٍ حقه*.
ومن أصحاب الحقوق التي لا يُمكن للعبد أن يفي بها *( الوالدان )*، فلهما من الحقوق ما لا يمكن للعبد أن يفي لوالديه بهما .
⬅ أما *حق الوالد:* فقد ثبت في صحيح مسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: *لا يُجزِئُ ولدٌ والدًا إلّا أن يجدَه مملوكًا فيشتريَه فيعتقَهُ.*
الألباني (١٤٢٠ هـ)، صحيح الترمذي ١٩٠٦ • صحيح • شرح رواية أخرى
⬅ من غير الممكن أن يكون الولد حر، والوالد يكون عبد، فإذا كان يجزىء الولد والده في صورة مستحيلة، أن يجد الولد والده عبداً مملوكاً فيشتريه، فيعتقه.
⬅ والأشد حقاً في حق الإنسان ( *الأم*)، والقصة التي يحكيها الناس لها أصل شرعي صحيح ثابت، وثبتت عن عبدالله ابن عمر ، أن رجلاً جاء لابن عمر ، وقد حملَ *والدته* على ظهره وهو يطوف بها ، فقال له:
*يا أبا عبد الرحمن هل وفيت أمي حقها ؟*
يعني: *حملي إياها سبعة أشواط*.
هو حملها سبعة أشواط، وهي تحملك سبع سنوات، وهو حملها خلال وقت محصور، معدود .
فقال له ابن عمر: *ما وفيتها طلقة من الطلقات التي طلقت بك من شدة الألم عند الولادة*.
*فأنّى للعبد أن يعطيَ (أباه) و (أمه) حقهما .*
⬅ لذا دائماً العبد يشعر أمام الوالدين بالتقصير .
⬅ وحقوق *الوالدين* على المسلم ليست في الحياة فقط، وإنما حقوقهما عليه بعد الوفاة .
✅ *وليتفقد الواحد منا نفسه، فإن لم يجد لسانه لَهِجاً بالاستغفار لوالديه والدعاء لهما فليعلم تقصيره*، فالبر يكون بعد الوفاة، وليس في الحياة فقط.
⬅ والله عز وجل يأمر بخفض الجناح، قال تعالى: *وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُل رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا*.
*فمهما ريّشت، وأصبحت ذا مال، ومكان اجتماعي، ومكان علمي، أو صاحب شهادة، فطرت وحلقت، ووصلت إلى عنان السماء، لكن أمام الوالدين اخفض الجناحين، وكُن ذليلاً رحيماً.*
*قتادة* ( تابعي جليل ، تلميذ أنس بن مالك ) كان لما يُخاطب أمه يُخاطبها وهو ذليل، فيقال له: ارفع صوتك، فيقول: الله أمر بجناح الذل من الرحمة، فيتكلم مع أمه وهو ذليل.
وكان *قتادة* لما تأكل أمه يُفتت لها الخُبز ، ولا يأكل ، فيقال له: لماذا لا تأكُل؟
فكان يقول: *أخشى أن أضع لقمة في فمي تشتهيها أمي .*
فالذي لا يبر أبويه *جبار وعاصي* في الدنيا، والذي لا يبر أمه *جبار وشقي*.
ولذا كثير من الناس يقولون عبارة أصلها هذه الآية، يقولون : *والله فلان الله موفقه، وموسع عليه في الدنيا، ومهيء له الحياة الطيبة، وسعة الرزق، والله وضع له القبول ببركة بره بوالديه، والأدق أن يقال: ببركة بره بوالدته.*
↩ فالذي لا يبر أمه *جبار.* *الجبار:* القاتل، حتى قالوا القاتل في قصة موسى عليه السلام: الذي قتل أكثر من نفس، *جبار.*
تخيل العاق لأمه وضعَ في منزلة القاتل.
? جاء شاب إلى ابن عمر رضي الله عنه، فقال له: إني قتلت نفساً فهل لي من توبة، والقصة مذكورة بإسناد صحيح في الأدب المفرد للبخاري.
تأمل معي بالله عليك.
تأمل معي يا صاحب الذنب.
قال له ابن عمر : *أحيّةٌ والدتك.*
قال: لا.*
فسئل ابن عمر لماذا قلت له: أحيّةٌ والدتك.
فقال: *برها يُكفر ذنب قتله.*
⬅ بر الأم يُكفر ذنب القتل، والقتل من أعظم الذنوب.
⬅ لذا من كانت هذه منزلتها *( الأم )* وهي صاحبة الحق، ويحتفل بحقها والله *بــ ( قالب كيك )* ساعة ، أو سويعة من أيام السنة، *ليس هذا حقها، هذا حق أصحاب من ينسون والديهم.*
⬅ أنظر إلى محاسن شرعنا *الوالد* كلما كبر كُلما عظم حقه وأستفدنا من تجاربه، وتبركنا بأمره وطاعته، وكذلك *الوالدة.*
⬅ *غيرنا* لما يكبر *والده* يضعه في *( دار العجزة )* ويأتي ببدل منه *( بكلبٍ )* يؤنسه، فرق كبير.
⬅ ومن نكد أهل هذا الزمان أن يكون الغرب هو القائد، وأن يكون هو من يُقتدى به، وينظر إليه بعين إجلال واحترام، والواحد منهم يعيش ويموت وهو يشكو من أبوه، لا يعرف أبوه.
? *كُل زمان أو مكان عُظّم لذاته فهو في شرعنا عيد،* إذا لم يُعظم لذاته، وإنما عُظم لعبادة تقع فيه فهذا ليس عيداً.
⬅ فالعيد لا يشمل الزمان، وإنما يتعدى للمكان، ودليله قوله صلى الله عليه وسلم: *لا تجعلوا قبري عيداً.*
↩ كيف يكون قبر النبي عليه السلام عيدا؟
إذا عظمنا المكان، وعاودنا هذا التعظيم مرة تلو الأخرى فهو عيد، فالعيد من العود، *فكل زمان أو مكان عُظم فهذا يسمى عيداً.*
⬅ فالزمان الذي اخترع وابتدع للإحتفال بعيد الأم تعظيمه لذاته فهذا عيد.
⬅ ولذا النبي صلى الله
عليه وسلم قال: إن الله أبدلكم بيومين خيراً من هذه الأيام ، الفطر والأضحى.
⬅ *فنحن لا نعرف لنا عيداً إلا ( الفطر ) و ( الأضحى ).*
⬅ *أما الأم ( الوالدة ) فلها حق في كل يوم ، والوالد كذلك، وهذا الحق فيه إجلال وتعظيم في حياتهما، وحفظ أهل الود لهما بعد وفاتهما، فمن برك لوالديك أن تحفظ أهل ودّهما، وأن تدعو دوماً لهما، وأن تتفقدهما بما أذن لك الشرع من العبادات والطاعات التي تنفعهما بعد موتهما.*
⬅ أما أن يُحتفل بالأم في يوم ويحضر لها قالب من قوالب الكيك فهذا احتفال بدعي ما أنزل الله تعالى به من سلطان.
http://meshhoor.com/wp/wp-content/uploads/2017/01/AUD-20170110-WA0022.mp3الجواب :
أظن الحديث لم يثبت ، لم يصح عن النبي – ﷺ – المطلوب من الإنسان إن عطس أن يحمد الله ، فإن سمعهُ أحد شمته وإن لا فهو يحمد الله جل في علاه .
ومن اللطائف التي تُذكر أن عالماً كان مع أمير وكان في مجلس من الناس ، الأمير عطس فشمتهُ الناس والعالم لم يشمتهُ ، فقال الأمير للعالم : لما لم تُشمتني ؟ وقد شمتني الناس ، فقال : إنك لم تحمد الله ، والنبي يقول : إذا حمد الله فشمتهُ ، قال : إنك لم تحمد الله ، فقال الأمير : إني حمدتُ الله في نفسي ، فقال العالم : إني شمتكَ في نفسي .
⬅ مجلس فتاوى الجمعة.
8 ربيع الثاني 1438 هجري
2016 – 1 – 6 إفرنجي
↩ رابط الفتوى :
◀ خدمة الدرر الحسان من مجالس الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان.
✍?✍?