http://meshhoor.com/wp/wp-content/uploads/2017/07/WhatsApp-Audio-2017-07-13-at-2.53.39-PM-2.mp3
الجواب: إخواني الدعاء عبادة مطلقة، الشرع ما وضع لها وقتاً محدداً، لكن منع الشرع أن يتداعى الناس للدعاء، يعني يا جماعة نحن نريد يوم الخميس بعد العشاء أن نصلي وندعي عشان قصف غزة هذا ممنوع شرعاً، أن يتداعى الناس لهذا هذا ممنوع، الشرع شرع التداعي في رمضان للصلاة ولآخره، لو أخونا أبو أحمد قال: يا جماعة نريد كل ليلة سبت كل ليلة أحد كل ليلة جمعة أي ليلة من الليالي أن نصلي قيام ليلة جماعة فهذا ممنوع،
لكن لو اجتمعنا فقمنا لا حرج،
التداعي المسموح فيه الرجل وزوجته، يعني أنت استيقظت تقوم الليل تقوّم زوجتك أو زوجتك استيقظت تقوّمك حتى النبي صلى اللّه عليه وسلم يقول حتى لو نضحت الماء في وجهها أو نضحت الماء في وجهك، أنت وزوجتك تدّعو على القيام ما في حرج ،وهذه عبادة جليلة تزيد الألفة والمحبة بين الأزواج، إذا أنت تقوم الليل تقول لها قومي يا امرأة نصلي ركعتين مع بعض أو تقول قوم صلّي فيّ ركعتين أو ما شابه هذا أمر لا حرج في التداعي، مأذون فيه وذكره النبي صلى اللّه عليه وسلم وخصه بهذه الصورة ومدحه صلّى اللّه عليه وسلّم.
التداعي للدعاء ممنوع في الشرع وقد بحث في المسألة مطولةً مجولةً على وجه بديع الحافظ ابن حجر رحمه اللّه تعالى في كتابه “بذل الماعون في فضل الطاعون”
كان الناس يلجئون للدعاء ويجتمعون ولا سيما في ذلك الطاعون الذي سمي بالموت الأسود وهلك فيه ربع سكان الكرة الأرضية في القرن التاسع الهجري، الشاهد أن التداعي للدعاء ممنوع، أنا الآن حضر قلبي دون تداعي ما اجتمعنا في هذا المجلس فرفعت يدي ودعوت ما في حرج الأصل الجواز، الممنوع التداعي، والممنوع المداومة، التداعي والمداومة، فإذا ما وجد تداعي وما وجد مداومة فلو الانسان رفع يديه ودعا فلا حرج، هذا أمر مطلق ولا حرج فيه واللّه تعالى أعلم، ومن باب الفائدة يا اخوانا وقل من انتبه لهذا، اللّه جل في علاه من كرمه وفضله ومنّه على عباده ما جعل الدعاء المستجاب في الثلث الأخير من الليل لخاصة الصالحين، بعض الناس يقول ما استطيع أن أقوم في الليل ما أستطيع، فاللّه جل في علاه جبر كسر الضعفاء الذين لا يقومون الليل فجعل وقت بين الظهر والعصر يوم الأربعاء جعل الدعاء مستجاباً، ورد في هذا حديث صححه جمع من أهل العلم، وذكر الإمام القرطبي الحديث وقبله ابن بشكوال وجمع وذكروا ونصوا على أن من أوقات استجابة الدعاء دعاء يوم الأربعاء بين الظهر والعصر، ورد حديث عند الطيالسي وأحمد وأبو نعيم وجمع عن جابر بن عبد اللّه قال :صلّى النبي صلّى اللّه عليه وسلم في مسجد الفتح ودعا فاستجيب له يوم الأربعاء بين الظهر والعصر يقول جابر: فما مر بي شيء خطير ودعوت اللّه تعالى يوم الأربعاء بين الظهر والعصر إلا استجاب اللّه لي .
ولذا الإنسان الذي لا يحصل الثلث الأخير فعلى الأقل يوم الأربعاء بين الظهر والعصر يرفع يديه ويدعو فهذا من مواطن استجابة الدعاء، نعم.
⬅ مجلس فتاوى الجمعة.
13/شوال/1438 هجري.
2017/7/7 ميلادي.
⬅ خدمة الدرر الحسان من مجالس الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان.
✍✍⬅ للاشتراك في قناة التلغرام:
http://t.me/meshhoor
التصنيف: بدع ومحدثات
السؤال الثاني عشر أنا من سوريا الجرح النازف ولدي منذ أربع سنين سجينا…
الجواب : أما بيع شيء من البدن فهذا لا يشرع لأنك لا تملك كليتك حتى تبيعها أصلا ، ولا يجوز للإنسان أن ينتحر لأنه لا يملك نفسه .
والواجب على المسلمين وجوبا كفائيا أن يخرجوا ولدك من السجن ، في صحيح البخاري من حديث أبي موسى الأشعري يقول النبي صلى الله عليه وسلم : ” فكوا العاني” .
والعاني هو الأسير .
فالواجب العمل على فكاك الأسرى وميادين الخير عظيمة ، ولكن الناس في غفلة .
أتمنى لو تقوم مجموعة من الشباب ممن يبتغون الأجر بمساعدة والد هذا الأسير ، العشرة آلاف دينار مبلغ ليس بكبير حتى ينقذ مسلم من سجن وبلاء .
في الدرس الماضي كان السؤال أنه إذا لم يدفع هذا المبلغ يقتل .
لك أن تسأل الناس ولا تبيع كليتك .
والواجب من الحضور أو ممن يسمعني الآن ممن يقدر على فكاكه ولو بالمساعدة بجمع المال من مجموعة من الناس فالواجب عليه أن يصنع ذلك والتوفيق بيد الله.
⬅ مجلس فتاوى الجمعة.
⏰ 29 ربيع الآخر 1438 هجري .
2017 – 1 – 27 إفرنجي .
↩ رابط الفتوى :
◀ خدمة الدرر الحسان من مجالس الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان.✍✍
السؤال التاسع شيخنا الفاضل أريد أن أسألك هل يجوز تخصيص ليلة لقيام الليل فبسبب…
http://meshhoor.com/wp/wp-content/uploads/2016/10/AUD-20161015-WA0008.mp3الجواب:
يعني إنسان عنده مجال وعطلة لا حرج في أن يقوم الليل، مع التنبيه إلى ما ثبت في صحيح مسلم
عن أبي هريرة رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “لا تخصوا ليلة الجمعة بقيام من بين الليالي، ولا تخصوا يوم الجمعة بصيام من بين الأيام، إلا أن يكون في صوم يصومه أحدكم”.
فبعض الناس غفر الله لنا ولهم عندهم كل ليلة جمعة ليلة اعتكاف وقيام! ويخصون ليلة الجمعة دون غيرها، فالنبي صلى الله عليه وسلم نهى عن هذا التخصيص، متى وجدت في نفسك همة ونهمة وإقبال فكما قال النبي صلى الله عليه وسلم كما في مسند أحمد: ((لكل عامل شرة وفترة )).
شرة يعني توهج واندفاع، وفترة يفتر فيها الإنسان، هذا أمر طبيعي.
وفي رواية عند احمد .
قال: “لكل عامل شِرَّةٌ، وفترة،فمن كانت شرته إلى سنتي فقد اهتدى ومن كانت فترته إلى سنتي فقد اهتدى )).
*الواجب أن تبقى على طريقة رسول الله صلى الله عليه وسلم*، في وقت الحماس ما تبتدع وتزيد، وفي وقت الفترة ما تترك الفرائض وترتكب النواهي، (فمن كانت فترته إلى سنتي فقد اهتدى، ومن كانت شرته إلى سنتي فقد اهتدى)، وبعد ذلك فالأمر واسع في موضوع القيام.
⬅ مجلس فتاوى الجمعة
6 محرم 1437 هجري
2016 – 10 – 7 افرنجي
السؤال التاسع أخت تسأل عن قولهم الموعد بيننا وبينهم الجنائز كيف نوفق ذلك وأن…
http://meshhoor.com/wp/wp-content/uploads/2017/11/AUD-20171108-WA0110.mp3الجواب: وأبو ذر مات فريدا وحيدا.
يا جماعة هل كانت البدع في زمن الصحابة حتى يقال بيننا وبينهم الجنائز، ما في بدع في زمن الصحابة رضي الله عنهم.
والكلام الذي بيننا وبينهم الجنائز هو بين رؤوس أهل البدع ورؤوس أهل السنة وليس في أحاد السنة
كم من سنّي اليوم عاش ويموت غريبا، وجاء في الحديث بأن رجلا مَاتَ بِالْمَدِينَةِ مِمَّنْ وُلِدَ بِهَا، فَصَلَّى عَلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثُمَّ قَالَ: «يَا لَيْتَهُ مَاتَ بِغَيْرِ مَوْلِدِهِ»، قَالُوا: وَلِمَ ذَاكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: «إِنَّ الرَّجُلَ إِذَا مَاتَ بِغَيْرِ مَوْلِدِهِ، قِيسَ لَهُ مِنْ مَوْلِدِهِ إِلَى مُنْقَطَعِ أَثَرِهِ فِي الْجَنَّةِ» والحديث حسنه الشيخ الألباني،.
لكنّ الكلام على رؤوس أهل البدع إذا مات رأس من رؤوس أهل البدع ما حاله؟
ما أحد يدري به.
الآن لو سمّينا لكم من المبتدعة هل أحد يعلم عنهم ابن ابي دؤاد الذي كان في عصر الإمام أحمد وعذّب الامام أحمد وكان يحمل سيف المأمون سيف السلطان وتسلط على أهل السنة بسيف السلطان فضربهم وجلدهم بكذبه وتحريفه ودجله ومحاربته لله ورسوله.
اين ابن ابي دؤاد الآن، من يعرف عنه، ومن لا يعلم الإمام احمد بن حنبل امام أهل السنة رحمه الله، فذاك مات و لا أحد يسأل به، ورؤوس أهل السنة وعلماء أهل السنة رحمهم الله وبيّض الله وجهوهم وكثّرهم وحيّاهم وأبقاهم وبيّاهم ونصرهم.
رؤوس أهل السنة الله جلّ في علاه يُعرف الناس بفضلهم لما يموتون فتجتمع الألوف المؤلفة في جنازتهم وهذا امر مشاهد وهذا أمر معلوم، وسبحان الله وقع في قلبي عندما شاهدت العدد الكبير في جنازة أخينا أبي إسلام صالح طه اسأل الله له الرحمة، قلت لو هذا العدد قد اجتمع على الداعي في حياته لعله أصيب بغرور أو أصيب بكبر أو أصيب بتعالٍ فالله سبحانه ادخر له هذا بعد وفاته، فالله له حكمة سبحانه وتعالى بادخار هذا بعد وفاته.
فتبقى هذه القاعدة بيننا وبينهم الجنائز.
فشيخ الإسلام ابن تيمية اوذي وحورب ولما مات خرج جميع أهل دمشق في جنازته إلا ثلاثة سماهم ابن ناصر الدمشقي في كتابه الرد الوافر ومحمد ابن عبد الهادي قالوا هؤلاء الثلاثة كانوا قضاة وحكموا عليه فخشوا إن خرجوا اهلكوا لو خرجوا في جنازته لاهلكوهم الناس أو قتلوهم قتلا وذبحا، لذا ابن ناصر الدين الدمشقي لما تكلم عن شبه الطاعنين في شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله يقول سنة الله قاضية لكل عاقل أن شيخ الإسلام ابن تيمية الله يحبه ويرضاه وأن الله عز وجل وضع له القبول وأن كل من تكلم في شيخ الإسلام في حياته من العلماء ومن القضاة كانوا في جنازته.
وبعض البلهاء للآن يقولون بأن شيخ الإسلام كافر أو عنده كفر فهذا امرا مستحيل هذا امرا ليس فيه فهذا الامر على هذا القبول الذي وقع له امر مستحيل فيما يعرف حكم الله عز وجل واسراره في كونه، فبيننا وبين اهل البدع الجنائز .
والله تعالى اعلم.
مجلس فتاوى الجمعة
الجمعة 14 صفر 1438هـ –
03/11/2017
رابط الفتوى
خدمة الدرر الحسان من مجالس
الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان✍✍
للإشتراك في قناة التلغرام http://t.me/meshhoor
هناك من يقول بأن للمسلم الحق بأن يختار الطريقة التي يريد بها القيام بها ببعض…
أما عن خروج إخواننا التبليغيين فلنا في الحقيقة كلام، والكلام في هذا الموضوع كثير لكن أوجزه بالآتي:
يا ليت إخواننا التبليغيين يعاملون الخروج كمعاملتهم في المشي إلى المسجد وأن الأمر يجوز، يا ليت اقتصر عند هذا الحد، لكان الأمر سهلاً، ولكان الخطب يسيراً، لكن عند إخواننا الخروج طاعة بذاتها، ويخرجون ليخرجوا، ما يخرجون من أجل الصلاة ، فيخرجون لدعوة الناس إلى الخروج ويدعون الذين يخرجون أن يخرجوا حتى يخرجوا، ثم ماذا ؟ لا ندري.
والخروج وسيلة من وسائل الدعوة إلى الله عز وجل، فلو أنا رأيت قرية من القرى، تحتاج إلى التعليم ، فمشيت إلى هذه القرية (وحصل ولله الحمد) فبت ليلتين أو ثلاثة أو أكثر في المسجد، فدرست وعلمت، فلا حرج، ومن يمنع هذا؟ لكن أن أعتقد أن من لم يقم بالخروج هذا فهو ليس داعية إلى الله فهذا خطر شديد، فهم يعتقدون أن الخروج طاعة تراد لذاتها، وهذا بدليل أنهم عند خروجهم يقولون: إننا خرجنا حتى نخرِّج، وهذا خطأ كبير، فالخروج وسيلة من وسائل الدعوة إلى الله ، هذا أولاً.
وثانياً : هذه الوسيلة ينبغي أن نعرف حجمها في الشرع، فلو أن واحداً مثلاً نادى بأعلى صوته: يا أيها الناس لا تذهبوا إلى المسجد إلا مشياً، ولا تركبوا السيارات ، فهذا الحصر نقول له: أنت مخطئ فيه، لماذا ضيقت واسعاً، وبعض المفسرين يفسرون قوله تعالى: { ومن أحسن قولاً ممن دعا إلى الله}، بالمؤذن، فالمؤذن داعية إلى الله، وهذا الدرس دعوة إلى الله، وخطيب الجمعة داعي إلى الله، والذي يقرأ أو يتعلم ويحصل داعي إلى الله، والذي يزور المسلمين ويرد الشارد منهم ويذكرهم بالصلاة داعي إلى الله، فالدعوة إلى الله ليست بأنها لا تتحصل إلا من خلال المشي إلى مسجد معين، والخروج أياماً معينة، وجولة محلية، وجولة مقامية، فأن تحصر الدعوة إلى الله وأن يقوم في ذهنك تصور أنه ما يوجد داعية مقبول يأتي بثمار إلا إن حصل كذا وكذا، فهذا حاله كمن يقول للناس لا تذهبوا إلى المسجد مشياً إلا بالسيارة.
والأمر الثالث: وجدنا في هذا الخروج إسقاط لآيات وأحاديث واعتقاد أجور وفضائل لم ترد، فقالوا الخطوة التي تمشيها أحسن من عبادة سبعين سنة، والدرهم الذي تنفقه أحسن من سبعين ألف درهم، فمن أين هذا؟ وبعضهم يقول: الصحابة خرجوا، نعم الصحابة خرجوا، فاخرج كما خرج الصحابة، فالصحابة علمهم النبي وخرجوا يعلمون فخرج معاذ قاضياً، وخرجوا مفتين، وخرجوا ولاة، وخرجوا مجاهدين، أما الخروج بالطريقة الموجودة، فهو رؤية منامية، رآها شيخ فجعلها سنة متبعة، فهذا الإسقاط إسقاط عملهم على تصور الأجور، والفضائل للأعمال، وإسقاطه على أفعال الصحابة ، فيه مؤاخذة شديدة.
وهذا الخروج فيه محاذير لأن لهم شروط ما أنزل الله بها من سلطان ، فالخارج على أصولهم ممنوع أن يزور بيته، فلو احتاج الخارج أن يزور أباه المريض يمنع، ولو احتجت شيئاً من الدنيا كأن أغير الثياب فهذا ممنوع، فمن أين هذه الشروط (وكل شرط ليس في كتاب الله فهو باطل) فهذا الخروج لا يجوز أن يجعل المباح حرام، فالمباح يبقى مباح، والمسنون مسنون، والفرض فرض، فالنبي صلى الله عليه وسلم في يوم من الأيام استيقظ من الليل وقرع باب علي رضي الله عنه، فقال له: {قم الليل}، فقال علي- وهو يفهم أن النبي خاطبه من باب الحرص لا من باب أنه نبي- فقال: {إن أرواحنا بيد الله إن شاء أمسكها وإن شاء أرسلها} فخرج النبي صلى الله عليه وسلم وهو يقرأ قول الله {وكان الإنسان أكثر شيء جدلاً}، وعلق الحافظ ابن حجر في فتح الباري على هذا الحديث فقال: (أمر الأمير بالطاعة المسنونة لا يجعلها واجبة)، فالأمير إن قال لك صم الإثنين، يظل الصيام سنة ولا يصير فرض ، وأميرٌ يكلف بسنة أو يفرض لا يحق له، فمن أين هذه الشروط؟
وهم يعتقدون أن الذي لا يخرج كل سنة أربعين يوماً وكل شهر ثلاثة أيام وهكذا ، يعتقدون أنه قصر.
ومن أسوأ ثمار الخروج على الإطلاق الحب والبغض والولاء والبراء من خلال الخروج فلا يحب الإنسان ولا يوالي إلا على الخروج، والحب والبغض والولاء والبراء في ديننا لا يكون على الوسائل وإنما على الحقائق، فربما إنسان أخطأ ورأى أن الذي يعيد للأمة عزها التنظيم، [فيجعل الولاء والبراء من خلال التنظيم فمن دخل التنظيم فله الحب والولاء، ومن لم يدخل التنظيم فلا حب ولا ولاء].
وأقول- والله و أباهل من شاء- لو كان عز الأمة يعود بتنظيم أو بخروج لذكر صريحاً في كتاب ربنا أو سنة نبينا، فالنبي صلى الله عليه وسلم ما ترك شيئاً حتى الخراءة، إلا وعلمنا إياه.
والذي يعيد الأمة عزها المنشود، أن تقع التزكية والتربية في الأمة، فالنبي بعثه الله ليزكي ويعلم، وقال تعالى: {وجعلنا منهم أئمة لما صبروا وكانوا بآياتنا يوقنون}، {أئمة}: أي أئمة دين، {ولما صبروا} أي : زكوا أنفسهم. و {كانوا بآياتنا يوقنون} أي: تعلموا ؛ فعلم وعمل وصلاح، وكما قال الإمام مالك والفضيل ابن عياض : (لا يصلح آخر هذه الأمة إلا بما صلح به أولها) فعقيدتنا أن الذي يصلح الأمة أن يجثوا الناس على الركب بين الصادقين من أهل العلم، يتعلمون ويعملون.
فهذا أسهل الإصلاح لكنه يكاد يكون عسراً هذه الأيام؛ لأن الناس قد هجروا العلم وحلقات العلم، وما وجد الأطباء فيهم، وأيضاً قالوا: الذي كان يخرج وترك الخروج، ميتة لفظها البحر، فهم يحبون ويوالون على الخروج فإن كان خروج فيوجد حب، وولاء، وإلا فلا، وكذلك غيرهم في التنظيم، فيبشر الوجه ويشد على اليد ويزار إن دخل التنظيم، وإلا فلا، ونقول لمن هذا حاله: كن بيننا ربانياً وافتح قلبك، ووسع أفقك، فهذه وسائل، فالحب والبغض يكون على دين الله، فالنبي صلى الله عليه وسلم يقول: {أوثق عرى الإيمان: الحب في الله، والبغض في الله}، ويقول: {من أحب لله ومن أبغض لله، وأعطى لله ومنع لله، فذلك أوثق عرى الإيمان } فالخروج فيه هذه المحاذير وياليتهم يجعلونه كالمشي إلى الصلاة لكنهم يعتبرونه من أجل الطاعات وأهمها.
وقد دعاني يوماً أخ فاضل، إلى طعام الغداء، فذهبت إليه ووجدت عنده أناس كثير، وكان من الموجودين أمراء التبليغ، وأنا لا أعرفهم إلا بأسمائهم، فتكلم واحد منهم – وحالهم أنهم يظهرون أنهم أوصياء على الدين- تكلم عن الخروج، وأشعر الجالسين أن الخروج هو لب التوحيد وأصل الدين، وهذا هو التوحيد عندهم، بدليل أن الذين يخرجون في بلاد الحجاز يعرفون التوحيد، وأن الذين يخرجون في الهند والباكستان أصحاب خرافة، ولا يعرفون التوحيد، فعقائدهم مختلفة، لكنهم مجتمعون على وسيلة ، فبعد أن تكلم على الخروج قلت: أتأذن لي بسؤال؟ قال : تفضل، قلت: ما حكم الخروج هذا الذي تدعو إليه؟ فغضب، وبدأ يتكلم تارة جالس، وتارة بين القائم والجالس، ويقول: ينبغي أن نسأل ؛ ما هو حكم القعود هذه الأيام؟ فقلت له بعد كلام: أنت ما سألتني عن حكم القعود حتى أجيبك، سلني عن أي قعود تريد أجيبك فهنالك قعود مع الرحم واجب، وقعود في الصلاة واجب، وقعود عن الدعوة حرام، لكن لا تكون الدعوة إلى الله بالخروج فقط، فيوجد دعوة من غير خروج، وأنتم مشكلتكم أنكم لا تجعلون داعية إلى الله إلا من خرج، فما لم يخرج لا يكون داعية، فجعلنا الوسائل كأنها مقاصد وغايات.
وهذا الأمر له آثار تربوية خطيرة على النفس فواحد ينشأ ويُربى على الخروج، فيتصور أن الدين كله خروج، فإن ضعف وما خرج، فيظن نفسه أنه ارتد، وكذلك من يعتقد التنظيم، ويسمع دائماً منهم ((من فارق الجماعة قيد شبر……) (من مات وليس في عنقه بيعة فقد خلع الإسلام من عنقه) ثم يضعف عن التنظيم ويتركه، يبدأ يشك بدينه، لكن لما يفهم أن هذه وسيلة [وتحتمل الخطأ والصواب]، وأن المسلم وجماعة المسلمين من يقول “لا إله إلا الله” ما لم ينقضها سواء خرج أم لم يخرج وسواء كان في تنظيم أم لم يكن، تتحقق الأخوة الإيمانية بين الناس، وإن ضعف لا تظهر هذه الآثار التربوية على النفس بهذه الطريقة الموجودة عند الناس.
وجماعة المسلمين جماعة فهم، وليست جماعة بدن، فلو قلنا لهؤلاء أبعدوا الحزبية عنكم، وأبعدوا الخروج وهذه الوسائل عنكم، وتناقشوا في دين الله، وفي تصوركم عن هذا الدين، لكفر بعضهم بعضاً، لأن أفهامهم متناقضة جداً، فالذين يخرجون في الهند ليسوا – كما قلنا- كالذين يخرجون في الجزيرة العربية، فهؤلاء عرفوا التوحيد وأولئك تربوا على العقائد الخرافية، فجماعة المسلمين كما قال الشافعي ، جماعة فهم وليست جماعة بدن، ولذا قال يوسف بن أسباط: (إن كنت في المشرق وأخ لك في المغرب فابعث له بسلام فما أعز أهل السنة هذه الأيام)، فأهل السنة في المشرق وفي المغرب دينهم هو هو، ما عندهم تغيير ، فدين الله كتاب وسنة، مع احترام العلماء والنظر إلى أقوالهم واستنباطاتهم بتفصيل وتمعن.
لذا نقول : إن الخروج في سبيل الله على النحو المذكور فيه محاذير كثيرة جداً، وإسقاط هذا الخروج على النصوص الشرعية إسقاط غير موفق، والله أعلم .
السؤال السابع سؤال من لندن يقام عندنا العزاء في المسجد…
http://meshhoor.com/wp/wp-content/uploads/2017/01/AUD-20170108-WA0027.mp3الجواب :
الإجتماع على العزاء ، ووجود صالات تُخصص للعزاء بأجرة أمرٌ ليس بحسن .
وأما وجود مرافق للمسجد تؤجر ، وتُستخدم لصالح المسجد أمرٌ لا حرج فيه ، والله تعالى أعلم .
⬅ مجلس فتاوى الجمعة.
8 ربيع الثاني 1438 هجري
6 – 1 – 2017 إفرنجي
رابط الفتوى :
خدمة الدرر الحسان من مجالس الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان .✍?✍?
السؤال الثالث عشر ما صحة حديث من ينظف المسجد فله مهر حورية في الجنة…
http://meshhoor.com/wp/wp-content/uploads/2016/10/AUD-20161015-WA0005.mp3الجواب : تنظيف المسجد طاعة من الطاعات وكانت امرأة سوداء تقم المسجد وفقدها النبي صلى الله عليه وسلم فقالوا له:إنها ماتت وصلينا عليها بالليل وقبرناها بالليل فذهب النبي صلى الله عليه وسلم إلى قبرها وصلى عليها وهي في قبرها وأما أن جزاء تنظيف المسجد وإزالة الفضلات من المسجد ورفع بقايا الطعام فهذا مهر الحور العين فلا، فمهر الحور العين هو الأعمال الصالحة التي توصل للجنان فهذا هو مهر الحور العين .
⬅ مجلس فتاوى الجمعة
6 محرم 1437 هجري
2016 – 10 – 7 افرنجي
السؤال التاسع عشر هل يجوز تلبية دعوة وليمة الميت بعد الدفن بثلاثة أيام …
http://meshhoor.com/wp/wp-content/uploads/2017/05/AUD-20170511-WA0034.mp3
الجواب : الميت يُطعم ولا يطعم ، الميت يُدعى ولا يدعو، والإكرام بين الناس حسن، فواحد جاءه ضيوف من خارج البلاد عندما مات أبوه وهو أكرمكم لقدومهم لا لوفاة أبيه فهذا أمر لا حرج فيه ، فالكرم أمر حسن لكن الأصل في الميت لا في الثالث و لا في الأربعين ولا في العشر وما شابه .
⬅ مجلس فتاوى الجمعة .
9 شعبان 1438 هجري
2017 – 5 – 5 إفرنجي
↩ رابط الفتوى :
◀ خدمة الدرر الحسان من مجالس الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان✍✍
⬅ للإشتراك في قناة التلغرام :
http://t.me/meshhoor
هنالك من الناس من يأخذ بتبرك الصحابة برسول الله صلى الله عليه وسلم دليلا على…
أما التبرك بالنبي صلى الله عليه وسلم فهذا ثابت في حوادث كثيرة، فقد كان الصحابة رضوان الله عليهم يتبركون بكل ما انفصل عنه صلى الله عليه وسلم، وثبت في الصحيحين أنهم كانوا يتبركون بفضل وضوءه، وكانوا يتبركون بتفله، وصح عن الزبير رضي الله عنه أنه شرب دم الحجامة منه، وكانوا يتبركون بشعره، فأم سليم ثبت عنها أنها كانت تأخذ من عرقه وتضعه في قارورة فيها طيب وفيها شيء من شعره، ولما حلق الحجام شعره صلى الله عليه وسلم أخذت أم سليم خصلة منه، وأخذ أنس شيئاً منها، وأنس وزع على بعض طلبته شيئاً من شعره صلى الله عليه وسلم وأخذ ابن سيرين شعرة منه وأوصى أن تدفن معه، فالتبرك بذاته وما انفصل عنه في حياته مشروع ثابت عن أصحابه رسول الله صلى الله عليه وسلم في حوادث كثيرة.
لكن هذا التبرك خاص به صلى الله عليه وسلم فلم يؤثر أبداً أن صحابياً صغيراً تبرك بأبي بكر أو عمر أو عثمان أو علي. ولم يؤثر عن التابعين أنهم تبركوا بالصحابة، والمسلم له بركة، وبركته على قدر أعماله الصالحة، لكن لا يتبرك بذات غير ذات النبي صلى الله عليه وسلم وقد بين هذا بما لا مزيد عليه الإمام الشاطبي في كتابه النافع “الاعتصام”
وهذه المسألة الآن نظرية، لأن النبي صلى الله عليه وسلم غير موجود معنا بذاته ولا نعرف شيئاً بيقين انفصل عنه، فلا نستطيع أن نقول هذه الشعرة مثلاً من شعره، ولا يجوز قياس غير النبي صلى الله عليه وسلم على النبي صلى الله عليه وسلم فهذا قياس مع الفارق الكبير، والتبرك الذي يفعلوه المريدون مع شيوخ الطرق اليوم فيتبركون بفضل وضوئهم ويتمسحون بهم، هذا تبرك بدعي ما أنزل الله به من سلطان.
وكتب سلمان إلى أبي الدرداء (هلم إلى الأرض المقدسة) فرد عليه بقوله: (إن الأرض لا تقدس أحداً، إنما يقدس الرجل عمله) فالعمل هو الذي يقدس ويبرك الإنسان أما ذات مقدسة مباركة يتبرك بها فهذه ليست إلا ذات رسول الله صلى الله عليه وسلم فقط وما عداه لا يتبرك به .
السؤال الخامس عشر ما حكم عشاء الميت وحضوره لمن دعي إليه
http://meshhoor.com/wp/wp-content/uploads/2017/03/AUD-20170305-WA0033.mp3الجواب : عشاء الميت ليس من شرعنا، وفي شرعنا أن يُطعٙم أهل الميت، إصنعوا لآل جعفر الطعام، أما أهل الميت يصنعون الطعام للأحياء فهذا أمر قبيح شرعاً وقبيح عُرفاً، وقبيح ذوقاً ، وقبيح عٙقلاً.
الأصل المصاب هو الذي يُطعٙم، وهو الذي تأتي الناس له بطعام .
الآن الأمر واقع هل الحُرمة لذاتها ؟
لا، الحرمة ليست لذات الحرمة، الحرمة لهذا المٙرسم ( الإجتماع) .
لٙما فتح المسلمون ما وراء النهر في زمن عمر ، والصحابة جلهم أنتقل من المدينة الى الكوفة و البصرة ،كما يقول بعض أهل العلم و بعض المُحٙدِّثين كالعجلي في كتابه الثقات مثلا يقول : كان في الكوفة ألف وخمسمائة صحابي، لٙما كانوا يحتفلون الفُرس ( بالنيروز ،المهرجان) ، كانوا يُهدون للصحابة، فكانوا يأكلون ، الطعام حلال لكن أين الحرام؟
الحرام بالإحتفال، إذا انفك الطعام عن مٙرسٙم الإحتفال لا يكون حراماً.
ثم لٙما شاع الأمر وذاع، وأصبح شيء له حضور في المجتمع، فكان ابن مسعود -رضي الله عنه- يُسأل عن هذا الطعام، فكان -رضي الله تعالى عنه- يقول: *الإثم حوازّ القلوب* ، لا ما تأكلون ، ما دام الأمر شاع وذاع في المجتمع ، فلا تأكلون.
قلب المؤمن من الإثم ينفر، يجد ما يحُزُّه، وما يؤثِّر فيه، يعني واحد قٙدّٙم لك طعام حلال هو حلال.
المشاركة في مراسم أهل البدع من النصارى أو الفرس في أعيادهم، في مثل هذه الحلوى أو هذا الطعام، أو الشيعة في يوم عاشوراء فيما يصنعون من طعام ، المشاركة لهم وإبراز هذا المٙرسم حرام ، هذه بِدع ما أنزل الله بها من سلطان ، لكن أصل الطعام من ملكه شرعاً وما شارك في الإحتفال هو يبقى الأصل للطعام حلال وليس بحرام.
لذا بعض إخواننا لا يفرق بين ما هو حرام وغير ذلك ، بلغني عن بعض إخواننا لٙما سُئل عن الطعام الذي يُقٙدّٙم في الأربعين أو في اليوم الثالث.
قال : هذا مثل الفطيسة.
والصحيح : أن نقول هو حرام ولكن ليس مثل الفطيسة.
فبعض إخواننا لما يتكلم عن الحرام؛ هو لا يدرك فقه المسألة، ولا يعرف من أين جاءت الحرمة ، فيغالي ولا يضع الأشياء في أماكنها .
ولِذا الفقه أن تضع الشيءفي مكانه، وأن تُبٙيِّن الحرمة لماذا هي حرام، وأن تتلمس وأن تٙفهم ما ورد عن السلف -رضوان الله تعالى عليهم- في فقه الباب وفقه المسألة ، في مصنفي ابن أبي شيبة و عبد الرزاق في قبول هدايا النيروز عن السلف فيه كلام كثير ، والله تعالى أعلم.
⬅ مجلس فتاوى الجمعة.
5 جمادى الآخرة 1438 هجري
2017 – 3 – 3 إفرنجي
↩ رابط الفتوى :
◀ خدمة الدرر الحسان من مجالس الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان.✍✍