بعض الناس يصلون سنة الجمعة البعدية بعد الصلاة مباشرة هل هذا العمل صحيح

لقد حرص الإسلام على جعل الأشياء في أماكنها ولذا إعمالاً لهذه القاعدة حث الشرع على تعجيل الفطر، وتأخير السحور حتى يقع الفطر في أول الوقت الذي يجوز فيه الأكل، ويقع السحور في آخر الوقت الذي يجوز فيه الأكل، وكذا منع الشرع أن يصام قبل رمضان بيوم، وحرم الشرع أن يصام بعد رمضان بيوم، حتى مع مضي الزمن يبقى رمضان ظاهراً من حيث البداية ومن حيث النهاية.
وكذا صلاة الجمعة، فصلاة الجمعة صلاة مستقلة قائمة برأسها وليست بديلة عن الظهر، والرافضة لا يصلون الجمعة بغياب الإمام وكثير منهم إن صلى خلف الإمام لا يسلمون، ولما يسلم الإمام يقومون ويصلون ركعتين فيوصلون الأربعة معاً، ونهى النبي صلى الله عليه وسلم أن توصل السنة بالفريضة، وقد ثبت في صحيح الإمام مسلم (برقم883) بسنده إلى عمر بن عطاء بن أبي الخوار، أن نافع بن جبير أرسل إلى السائب يسأله عن شيء رآه منه معاوية في الصلاة، فقال: نعم، في المقصورة، فلما سلم الإمام قمت في مقامي فصليت، فلما دخل أرسل إلي فقال: لا تعد لما فعلت، إذا صليت الجمعة فلا تصلها بصلاة حتى تكلم أو تخرج، فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمرنا بذلك، ألا تُوْصَلَ صلاة بصلاة حتى نتكلم أو نخرج.
وخير صلة للصلاة أن نخرج، ونؤدي النافلة في البيت، فالقاعدة عند الصحابة والتابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، وما يحرص عليه المقتدين ألا يصلوا النافلة والرواتب إلا في البيوت، وثبت أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه إذا رأى رجلاً يصلي سنة المغرب في المسجد ضربه بدرته، وأمره أن يرجع إلى بيته  فيصلي النافلة  فيه، وثبت في صحيح مسلم بسنده إلى جابر بن عبد الله رضي الله تعالى عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: {إذا قضى أحدكم الصلاة في مسجده فليجعل لبيته نصيباً من صلاته، فإن الله جاعل في بيته من صلاته خيراً}، وفي الصحيحين من حديث ابن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: {اجعلوا من صلاتكم في بيوتكم ولا تتخذوها قبوراً}، فالقبور لا يصلى عندها، فاليوم بيوت الناس كالقبور، ولا يذكر الله فيها إلا قليلاً، والشياطين تذكر في البيوت أكثر من ذكر الله، فالتلفاز والمحطات الفضائية وما يسخط الله يذكر في بيوتنا إلا من رحم الله منا، عبارة عن مطاعم وفنادق، فهي أماكن للطعام والنوم، وأما العلم والذكر فإن الأب اليوم، للأسف، يخجل أن يجمع زوجته وأولاده على قراءة للقرآن في البيت، وإن فعل فإن الأولاد يتضاحكون فيما بينهم، أما أن يشتري بأمواله تلك الأجهزة التي يُعرض من خلالها أفسق الفسقة وأفعالهم من الخنا والفجور فهذا أصبح علامة خير، ولا حول ولا قوة إلا بالله.
وثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: {أفضل الصلاة صلاة المرء في بيته إلا المكتوبة}، والمخاطبون في هذا الحديث هم الصحابة رضوان الله عليهم، وكانوا يصلون في مسجده صلى الله عليه وسلم، والركعة فيه بألف ركعة، فصلاة السنة في البيت أفضل من صلاة ألف ركعة في المسجد، بل ذهب بعض أهل العلم إلى أن صلاة الراتبة في البيت أفضل من الصلاة في بيت الله الحرام، والصلاة فيه بمئة ألف ركعة، والناس بسبب جهلهم تفوتهم أجور عظيمة فمن أراد أن يحصل الخير بأجمعه وكلياته فعليه بالعلم، فإن تفقه وتعلم فإنه يعرف ماذا يحب الله، فيعمل أعمال قليلة وفيها خير كثير، وكان من هدي السلف أنهم لم يكونوا يصلون الراتبة في المسجد، بل عرف عن بعض الصالحين أنه ما كان يصلي في المسجد إلا الفريضة فقط.
وإن صلينا الراتبة في المسجد لضرورة فلابد أن نفصلها عن الفريضة لا سيما الجمعة، حتى لا نتشبه بالرافضة الذين لا يسلمون على رأس ركعتين ويصلون الركعتين بالجمعة وينوون الظهر والإمام يصلي الجمعة، وأُمرنا بمخالفة الضالين.

السؤال  الثاني   سمعت يا شيخنا أنك في دروسك تنكر على الخطباء طريقة وكيفية…

http://meshhoor.com/wp/wp-content/uploads/2017/08/AUD-20170806-WA0052.mp3الجواب :-
 
أنا دائما أقرر قول النبي صلى الله عليه وسلم ما أخرجه مسلم في صحيحه :- ”   إِنَّ طُولَ صَلَاةِ الرَّجُلِ وَقِصَرَ خُطْبَتِهِ مَئِنَّةٌ من فِقْهِهِ “.
الكلام شهوه والأصل في الخطيب إن رايته فقيها ” إِنَّ من مَئِنَّةٌ من فِقْهِهِ مئنة يعني من علامة الخطيب الفقيه ايش يعمل؟
صلاته طويلة وخطبته قصيرة تكون ربع ساعة وكثير ربع ساعة الخطبة، ربع ساعة كثير ويصلي ربع ساعة، وكفى الله المؤمنين القتال، الخطبة ايش الخطبة هي ذكر لله عز وجل ولذا ينبغي أن تكون الصلاة غالبة للخطبة ،الخطبة ذكر الله ولا يجوز للخطيب أن يحلق بعيدا عن واقع الناس ولا يجوز له أن يجعل المنبر موطن للتحليل السياسي ،الناس تسمع مرة ومرتين وتجد تحليلة لغير الواقع  فتكفر بالله وتكفر بدين الله ،بعض الناس في الأحداث الجسام أيام أزمة الخليج كان بعض الخطباء يحلف بالله أن صدام منصور، بل بعضهم كان يذكر آيات وأحاديث .
ثم لما جرى الذي جرى بعض الناس حلق لحيته و بعضهم ترك الصلاة ،كان هؤلاء الخطباء فتنة للناس ،يحرم شرعا أن يكون المنبر موطن تحليل ،لكن المنبر ينبغي أن يراعي الخطيب فيه حال الناس ،يعني الناس ترجو نصرا، والذي عنده  بصيرة ومعرفة في كتاب الله وسنن الله في الأقوام، يا إخواننا نحن نقرأ القرآن غلط ،جل الناس تقرأ القرآن غلط ،القرآن قواعد، القرآن مع التقوى والبصيرة تستطيع بإذن الله تعالى ألا يخيب ظنك لا في الأشخاص ولا في أحداث ،يعني افحص نفسك في الأشخاص والأحداث، الحدس يصيب أم يخطىء .
إذا كان يخطىء فأنت بحاجة أن تقرأ القرآن من جديد لتعرف قواعد الله في الكون  وقواعد الله في الأشخاص ،يعني في قواعد مش ممكن أبدا مش ممكن واحد يقرأ القرآن ” ويقرر خلافها ومش ممكن واحد يقرأ قرآن ويقول أن مرسي سيظل حاكم ، هذا في ما جرا في قلبي جاؤني جيراني بحلوى  قالوا أن مرسي انتصر قامت دولة  الإسلام  قلت مرسي لن يبقى ،قالوا تعلم الغيب قلت لا أعلم الغيب، قلت أعرف كلام ربنا ”   إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ ويثبت أقدامكم ” نصره لكن لم يثبت قدمكم لأنه ما عملوا شيء ما غيروا ما عملوا شيء في أنفسهم
مؤامرة على الإسلام والمسلمين قلت ولعله تكون من أكبر المؤامرات ،أكبر مؤامرة على فلسطين انتصار مرسي ،مرسي زاد من معاناة الفلسطينيين حتى تهدم الأنفاق وحتى يحاط بأهل غزة إحاطة ما بعدها من إحاطة وأسأل الله اللطف في قابل الأيام، ولست أنا محللا ولا أريد أن أكون محللا  وأنا لست سياسيا و لكن أنا أقول ينبغي للخطيب أن ينزه المنبر عن التحليل، لكن ينبغي للخطيب أن لا يبعد عن الناس، ينتظرون النصر والنصر غير حاصل يتكلم عن  غزوة أحد،
اجتمع الكفار على المسلمين من كل حدب وصوب يتكلم عن إيش يتكلم عن الأحزاب يتكلم عن غزوة الأحزاب ويتكلم بالأصول والقواعد ولا يتكلم بتحليل
إذا على المنبر ينبغي للخطيب أن يتكلم بالمسلمات وبالأدلة الواضحات و بالدلالات المنطوقات أن ندعو الذي يكون عند الفقهاء وعند العلماء بالدلائل الخفية، ليس موطنه المنبر، المنبر إيش موطنه الكلام في المسلمات والكلام في الكليات، وعلاج الأمراض الإجتماعية من المهمات، الأمراض الإجتماعية مثل الطلاق وأكل المال الحرام وما شابه أيضا من الأمور المهمات والتوفيق من الله عز وجل
⬅ مجلس فتاوى الجمعة.
12ذوالقعدة 1438 هجري.
2017 – 8 – 4 إفرنجي
↩ رابط الفتوى:
⬅ خدمة الدرر الحسان من مجالس الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان.
✍✍⬅ للاشتراك في قناة التلغرام:
http://t.me/meshhoor