السؤال التاسع عشر :
هل يجوز التداوي و الإنتفاع بأملاح وطين البحر الميت؟
الجواب:
قبل التداوي والانتفاع بالبحر الميت.
هل يجوز الإنتفاع بملح البحر الميت؟
كل خبزنا اليوم في كل الأردن إنما هو فيه ملح البحر الميت.
نبعد قليلاً عن الملح.
هل يجوز أكل الفواكه والخضار التي من تلك المناطق؟
ألم يقل الله عز وجل في كتابه: 《وَسَكَنتُمْ فِي مَسَاكِنِ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَنفُسَهُمْ وَتَبَيَّنَ لَكُمْ كَيْفَ فَعَلْنَا بِهِمْ وَضَرَبْنَا لَكُمُ الْأَمْثَالَ》(45) ابراهيم .
وهذا في معرِض الإمتنان.
من أهلكهم الله أنتم سكنهم في مساكنهم، هذا في معرِض الامتنان، و الامتنان لا يكون إلا بحلال.
بئر ثمود، بئر معيّن، أمر النبي ﷺ أن من مرّ بثمود أن يتعجل، وفي رواية عند البخاري في كتاب الأنبياء أن النبي عليه السلام نزل عند بئر ثمود.
الحديث « عن ٱبن عمر قال أنَّ النَّاسَ نَزَلُوا مع رَسولِ اللَّهِ ﷺ أَرْضَ ثَمُودَ، الحِجْرَ، فَاسْتَقَوْا مِن بئْرِهَا، واعْتَجَنُوا به، فأمَرَهُمْ رَسولُ اللَّهِ ﷺ أَنْ يُهَرِيقُوا ما اسْتَقَوْا مِن بئْرِهَا، وأَنْ يَعْلِفُوا الإبِلَ العَجِينَ، وأَمَرَهُمْ أَنْ يَسْتَقُوا مِنَ البِئْرِ الَّتي كَانَتْ تَرِدُهَا النَّاقَةُ. »صحيح البخاري (٣٣٧٩).
وينبغي لمن ينزل في قوم أُُهلكوا بسبب ذنوبهم أن يتدبر وأن لا يكون غافلاً.
فخبزوا، وقد نهاهم النبي ﷺ عن السُقيا من ماء بئر معين محدد محصور (بئر ثمود)، فأمرهم ﷺ أن يُعلِفوه للدواب (للنواضح)، وفي هذا إشاره إلى حرمة إضاعة المال، فهم خبزوا، فقال النبي ﷺ أعلفوه للنواضح، هذا البئر ممنوع.
الآن قياس منطقة البحر الميت وهي منطقة الأغوار تمتد قرابة مئة كيلو متر من الأعلى إلى الأدنى وقياس هذه المنطقة بتمامها وكمالها على بئر محدود، هذا قياس مع الفارق .
فيجوز لنا أن نسكن الأغوار، و يجوز لنا أن نأكل من خضارها، و من فاكهتها، و أن نستخدم ملحها، وبالتالي يجوز لنا أن نستخدم طينتها في العلاج، ولا أرى حرج في ذلك.
وقياس المنع على بئر ثمود قياس غير صحيح، و قياس مع الفارق، فلا حرج في هذا إذا اجتنبنا سائر المحاذير.
فاليوم الكافرات نسأل الله العافية قد تتعرى، و تضع طين البحر الميت فهذا يقال حرام للمخالفة في طريقة استخدامها لها، أما أصل الاستخدام فهو مباح وليس بممنوع.
وأعجب كل العجب من الكفار كيف يكشفون العورات، يعني الأمر عندهم سهل جدا نسأل الله العافية و هي عورات و سوءات، و الواجب على العاقل قبل المسلم أن يستر سوأته، وأن يستر عورته، و إلى الله تعالى الشكوى.
والله تعالى أعلم.
⬅ مجلس فتاوى الجمعة:
٨، رجب، ١٤٤٠ هـ
١٥ – ٣ – ٢٠١٩ افرنجي
↩ رابط الفتوى:
السؤال التاسع عشر : هل يجوز التداوي و الانتفاع بأملاح وطين البحر الميت؟
⬅ خدمة الدرر الحسان من مجالس الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان✍?✍?
? للاشتراك:
• واتس آب: +962-77-675-7052
• تلغرام: t.me/meshhoor