الأطفال أقسام، قسم يقطع الصف ولا يجوز لا أن يكون لا في الصف الأمامي ولا في الصف الخلفي.
وللأسف الكبير بعض إخواننا المصلين يحضر ابنته ويوقفها في الصف.
فولدك لا يحسن الوضوء يقطع الصف ولا يجوز لك أن توقفه في الصف وقد ثبت في سنن أبي داود أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : من وصل صفًّا، وصله اللهُ، ومن قطع صفًّا، قطعه اللهُ. صحيح الجامع ٦٥٩٠
أخرجه أبو داود (٦٦٦) وصححه الالباني .
قال الإمام النووي رحمه الله من وصل صفاً وصله الله بجنته وصله الله برحمته وصله الله بثوابه, ومن قطع صفاً قطعه الله عن جنته.
إبنك إذا كان متوضئ ويعرف الصلاة وأنت لست خلف الإمام وسبق بأطراف الصف فله أن يقف في أطراف الصف.
وإذا ابنك لا يحسن الوضوء ولا يعرف كيف يقف في الصف فلا يجوز لك أن توقفه في الصف.
اضطررت لأن تدخل المسجد ومعك ولد لا يحسن الوضوء، ماذا تفعل؟
لا تجعله في الصف ، وفهم ابنك.
فلا يجوز لنا أن نقطع الصفوف.
الصفوف ليست كما يظن بعض الناس أنه أول شيء صفوف الرجال وبعد صفوف الرجال صفوف الأطفال وبعد صفوف الأطفال صفوف النساء.
هذا التقسيم لم يرد إلا في حديث واحد أخرجه أحمد في المسند ومدار هذا الحديث – صفوف الرجال ثم الصبيان ثم النساء – على راوٍ يسمى شهر بن حوشب وهو ضعيف.
فالصبي إذا كان يحسن الصلاة فهو يصلي أينما سبق لكن شريطة أن لا يلي الإمام ،لو وقف في أطراف الصف ولو في الصف الأول فلا حرج في ذلك.
السؤال السابع عشر:
عندنا في مخيم الزعتري المساجد قريبة على بعضها، وهناك مسجد بين مسجدين كبيرين وهو كبير، ولكنه بُنيَ بعدهما وفي وسطهما وتقام فيه خطبة الجمعة كغيره ، فاعترض أحد الأئمة من المسجدين بأن تقام صلاة الجمعة في هذا المسجد وقال هذا حكم شرعي، علماً أنه لو تُرِك المسجد بلا خطيب سيأتي أحد المبتدعة باستلامه ، ولن نستطيع بعدها الرجوع إليه؛ لأنهم سيعضون عليه بالنواجذ، فهل يجوز لنا ترك المسجد بلا خطيب ليستلمه أمثال هؤلاء بحجة الحكم الشرعي – أي أنه لا يجوز الصلاة فيه لأنه بين مسجدين كبيرين – والمسجد يحضر فيه قرابة ثلاثمائة مصلي على الأقل، بارك الله فيكم ورفع الله قدركم في الدارين.
الجواب: آمين آمين..
ذكرنا في شرحنا لكتاب صحيح مسلم في كتاب الجمعة وطوّلنا في تقرير هذا.
إذا وُجِد مسجد يجمع الناس فالأصل أن يجتمع الناس في مسجد واحد.
مثلاً : مرج الحمام أظن فيها خمسة عشر مسجدا ؛ لو وجد مسجد كبير يجمع أهل مرج الحمام في مسجد واحد؛ فيُمنع شرعاً أن تقام الجمعة في سائر المساجد، لكن اليوم الخمسة عشر مسجداً – كل مسجدٍ منها مليء -، وإذا منعنا أن تقام الجمعة في مسجدنا هذا وهو صغير وفي مرج الحمام مساجد كثيرة أكبر منه فإنه لا يوجد مسجد يتسعهم ،فلا حرج في ذلك.
وهذه المسألة قديمة مذكورة في (كتاب الأم) واختلف المتأخرون من الشافعية في تعليلها -ولا سيما لما كانت تُحدث مساجد في مدارس شرعية.
وعُقِدت في أواخر المئة الثامنة الهجرية هذه المسألة، واجتمع لها جمعٌ من أهل العلم وكان جوابُ أهل العلم -أن هذه المساجد تضيق بأصحابها فلا حرج من أداء أكثر من جمعة فيها-.
فاليوم المساجد تُمتلىء-ولله الحمد والمنة- في يوم الجمعة، وبالتالي لا حرج من إقامة صلاة الجمعة في مسجد حادثٍ والمساجد الأخرى مليئة.
هل المسجد النبوي بُنيَ قبل وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم، وهل يعتبر قبر الرسول صلى الله عليه وسلم خارج المسجد؟
الجواب:
المسجد النبوي، أول ما نزل النبي صلى الله عليه وسلم في المدينة بنى مسجده، فالمسجد النبوي بُنيَ في حياة النبي صلى الله عليه وسلم حيث بركت الناقة.
ولكن المسجد النبوي تبعته توسيعات كثيرة، حتى أن عمر رضي الله تعالى عنه قال: لو امتد المسجد النبوي إلى البقيع، لكان المسجد حكمه هو هو.
لذا الركعة بألف ركعة في الصلاة، هل هي خاصة بالروضة وبالمكان القديم الذي كان عليه مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم، أم أنَّ الركعة بألف في جميع المسجد؟
في جميع المسجد، وعمر يقول لو امتد إلى البقيع، الذي هو الآن المسجد النبوي، المسجد النبوي اليوم قبل التوسعة هذه الجديدة هو المدينة برمتها بتمامها وكمالها، المدينة ببيوتها وأسواقها وكل ما فيها هو اليوم المسجد النبوي، فالمسجد النبوي من أكبر العمران الحاصل في الدنيا.
وفي الحديث قال صلى الله عليه وسلم ” عُمرانُ بيت المقدس خراب يثرب “حسنه شيخنا الألباني في صحيح أبي داود (4294).
وتحقيقه للمشكاة (5350) .
وخراب المسجد كما قال النبي صلى الله عليه وسلم قال في الحديث الذي اخرجه البخاري بَابُ مَنْ رَغِبَ عَنِ الْمَدِينَةِ.1874 (المجلد : 3 الصفحة : 21) حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ ، أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ ، عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ : أَخْبَرَنِي سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيَّبِ ، أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ : سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : ” يَتْرُكُونَ الْمَدِينَةَ عَلَى خَيْرِ مَا كَانَتْ، لَا يَغْشَاهَا إِلَّا الْعَوَافِ – يُرِيدُ عَوَافِيَ السِّبَاعِ وَالطَّيْرِ – وَآخِرُ مَنْ يُحْشَرُ رَاعِيَانِ مِنْ مُزَيْنَةَ يُرِيدَانِ الْمَدِينَةَ، يَنْعِقَانِ بِغَنَمِهِمَا فَيَجِدَانِهَا وَحْشًا ، حَتَّى إِذَا بَلَغَا ثَنِيَّةَ الْوَدَاعِ خَرَّا عَلَى وُجُوهِهِمَا “.
في هذا الحديث إشارة وأنا لا أجزم بها أن الخراب لا يلزم منه الهدم، لكن لا يوجد في الشرع ما يمنع من الهدم، ولكن أسأل الله جل في علاه أن يحفظ المسجد الأقصى، وأن يحفظ المسجد النبوي، وأن يحفظ بلاد المسلمين جميعًا.
واليهود طغوا وتجبروا وأسأل الله عزوجل أن يحفظ المسجد الأقصى من صنيعهم.
القبر أُدخل لمَّا وسِّع المسجد النبوي من جهة الشرق، وأصل النبي صلى الله عليه وسلم في وفاته ما كان في المسجد، وهنالك سور وسور وسور بين قبر النبي صلى الله عليه وسلم وبين المسجد، لكن توسيعات المسجد النبوي أوهمت أن قبر النبي صلى الله عليه وسلم في مسجده وهو على التحقيق ليس كذلك، أما المسجد الذي كان في زمن النبي صلى الله عليه وسلم فما كان النبي صلى الله عليه وسلم مدفونًا فيه وكان مدفونًا في حجرة عائشة، لما مات النبي صلى الله عليه وسلم ووقعت لُجّة وكانت مصيبة كبيرة وفاة النبي صلى الله عليه وسلم على هذه الأمة، وحتى أن عمر سلَّ سيفه وقال: من زعم أن محمدًا قد مات لأضربنَّ عنقه، فأبو بكرٍ رضي الله تعالى عنه كان أشجع من عمر فدخل فرأى النبي صلى الله عليه وسلم مسجى على سريره في بيت عائشة ابنته، فقبله من جبينه وقال: طبت حيًّا وميتًا يا رسول الله، ثم قرأ قول الله تعالى: {وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ ۚ أَفَإِن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلَىٰ أَعْقَابِكُمْ ۚ وَمَن يَنقَلِبْ عَلَىٰ عَقِبَيْهِ فَلَن يَضُرَّ اللَّهَ شَيْئًا ۗ وَسَيَجْزِي اللَّهُ الشَّاكِرِينَ (144-3)} ، فعمر يقول: هذه آية كأني أول مرة أسمعها،.
فالخلاصة أن النبي صلى الله عليه وسلم اختلف الصحابة أين يدفنوه، فقال أبو بكرٍ: إني سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: “ما من نبيٍّ إلا ويدفن مكانَ قبضه”، فأخذوا السرير وقُبر النبي صلى الله عليه وسلم في المكان الذي هو فيه الآن.
طبعًا الآن قبر النبي صلى الله عليه وسلم أسفل المسجد النبوي وكما ذكرت في الدرس الماضي، أسفل بقرابة الدورين -تقريبا-، تنزل إلى قبر النبي صلى الله عليه وسلم بالدرج حول قرابة دورين تقريبًا.
والله تعالى أعلم.
مداخلة من أحد الحضور:
هل كان هناك أحد من الصحابة عندما وسع المسجد النبوي من ناحية القبر؟
لا، هذه التوسعة الحديثة، التوسعة من جهة القبر توسعة حديثة؛ مسألة عثمان وتوسعة عثمان القديمة، زادها من جهة الصُّفَّة من آخر المسجد، وهذه التوسعة التي أُدخل فيها النبي صلى الله عليه وسلم القبر هي التوسعات الحديثة، وكانت بجانب المسجد النبوي المدارس الشرعية، كانت هناك مدراس كثيرة وهذه المدارس أصبحت الآن في المسجد النبوي، وكما قلت لكم أصبحت بيوت وأصبحت الأسواق في المسجد النبوي على الهيئة التي هو عليها الآن.
السؤال الثامن :-
فضيلة الشيخ هل يصح عنكم أنكم قلتم إن الذهاب لصلاة الجمعة بالسيارة تأخذ مع كل دورة دولاب حسنه ؟
الجواب:
ما قلت هذا !
لكن قلت حديث أوس بن شرحبيل ، وأُذكر نفسي وإخواني به ، وهو كما قال الإمام أبو زرعة العراقي :-
أكثر حديث ثابت عن النبي صلى الله عليه وسلم فيه عظم الأجور ، أشد حديث ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم فيه أجر عظيم حديث أوس بن شرحبيل ، الذي أخرجه أبو داود ، والترمذي ، والنسائي ، وابن ماجه ، من حديث أوس بن أوس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : من غسل يوم الجمعة واغتسل، وبكر وابتكر، ومشى ولم يركب، ودنا من الإمام واستمع، ولم يلغُ كان له بكل خطوة عمل سنة أجر صيامها وقيامها .
قال الشيخ الألباني صحيح
إذا غسلت واغتسلت ، غسلت رأسك واغتسلت لنظافة بدنك ، وغُسل ليس كالغسل المعتاد لإسقاط الجنابه ،
غسل تنظيف .
لذا قالوا غسل واغتسل ، ومنهم من قال غسل نفسه وجعل أهله تغتسل ، يعني وطئ أهله .
قال من غسل واغتسل، ثم بكر وابتكر ، تأتي مبكرا وأول تبكير الجمعه وقت الضحى ، أول ما تطلع الشمس هو وقت التبكير .
من غسل واغتسل وبكر وابتكر ومشى ولم يركب ،قلت في شرح الحديث هذا ، قلت ومشى ولم يركب ياصاحب السيارة امشِ؛ إن استطعت أن تمشي فلك بكل خطوة تخطوها ، لك في كل خطوة تخطوها من بيتك إلى المسجد بكل خطوة قيام سنة وصيام سنة ، في الذهاب والإياب ، في الذهاب والإياب ، في كل خطوة قيام سنة و صيام سنة.
هذا الحديث لم يرد حديثا في جميع ما صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أعظم أجرا من هذا الحديث بهذه الشروط .
فأحد إخواننا يسأل يقول إذا كان المسجد بعيدا ،فهل لي أن أركب ؟
أقول لك حيث تركب لك أجر ،أرجو الله أن يكون لك أجر بكل لفة لفت عجلات السيارة ولك شيء من أجر، لكن الحديث الوارد فيه ومشى ولم يركب .
يعني أنا أعرف أخانا أبا أحمد (إمام مسجد) لولا أن بعض الناس يحبوه لضاجوا عليه، صحيح؟
صحيح.
فبعض الناس غير متحملين الصلاة، لكن الحبَّ يشفع.
يعني أنت تشفع لمن تحب.
لو زوجتك تحبُّها فصنعتْ شيئا وأنت لا تحبه فحبُّك إياها يشفعُ لها.
فما أجمل أن يكونَ الإمامُ محبوباً متواضعاً ، يحبُّ الناسَ ، وعلاقته معهم طيبة، فيجعلهم يصيبون السنةَ بحبه بدايةً ، وباتباع النبي صلى الله عليه وسلم نهايةً.
يعني يبدؤون به في حبهم له ، وفي النهايات يقولون لا نحن نحب السنة ، لا لأننا نحب فلان، لكن هذا فلان جزاه الله خيراً هو الذي دلنا على السنة.
فإذا الإمام كان غيرَ مقبولٍ عند الناس والله لو قرأ بقوله تعالى: ((قل هو الله أحد)) لبعضهم انزعجَ منه .
فالإمام يتواضعُ للناس ويتقربُ ويتحببُ للناس ، ويكون قريباً من الناس.
وأهم إنسان تزوره يا إمام المسجد في المسجد من؟
أكثر الناس مشاكسةً وعداوةً لك زره وقدم له هدية.
نريد أن نرَوِّجَ بضاعتنا والله يا أخواننا البضاعة التي لنا لا توجد عند غيرنا من البشر ، لكن يجب أن نكونَ مروجين لبضاعتنا بطرقٍ صحيحة.
الذي يروجُ بضاعةً اليوم كالتجار يتفننوا، التجار اليوم إذا اشتريتَ بضاعةً يتفنن في ترويجها، فمن كانت عنده بضاعةٌ و سلعةٌ غالية ينبغي أن يروجَها بأحسن طريقة، وأحسن طريقة تتألف القلوب.
وأكثر الناس بعداً عنك ومشاكسةً لك ورَد لك ،أولى الناس أن تزوره، لو أخذت لك معك كيلو كنافة وزرتَه لسكّته ليوم الدين،( يصيبه خجل) .
ينبغي أن نتواضعَ للناس ، والناس يحبوننا، فإذا الناس أحبونا يا أبا مالك ما أحد ينزعج منا، أما إذا الناس ما أحبونا ينزعجون منا.
لا نريد أن نتكلم عن شخص بعينه ، نحن العرب عندنا أنزيم التبرير ،
-أنزيم المسوغات- عالي.
الأصل في الإسلام إذا وقعَ الإنسانُ في مخالفة، لو زوجتك نكدت عليك أن ترجعَ لنفسك و تقول الخلل مني وأنا استغفر الله .
إذا واحد في المسجد نكد عليك في الشرع نقول، قال تعالى (وَمَا أَصَابَكُم مِّن مُّصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَن كَثِيرٍ). (30) سورة الشورى .
أنا أبحث بحالي ما أبحث على الناس، ما أقول الناس والناس والناس، لا، أنت
والله علمنا منهج الأنبياء ، يونس عليه السلام لما ابتلعه الحوت، ماذا قال يونس عليه السلام ؟
فهذا الذي علمنا إياه الشرع، نحن نرى أن كل شيء يقلقنا ويزعجنا ، إنما هو من أعمالنا، وعلينا أن نحسن أعمالنا ، غيرنا تقول له يا فلان صلِ.
قال: لما الحاكم يحكم بما أنزل الله أصلي.
يا فلان صلِ.
قال لما يرجع الأقصى، لما ترجع الأقصى نصلي، والأقصى لا ترجعُ حتى نصليَ ، وهذا يسميه علماء المنطق (دور).
يعني الصلاة لما يرجع الأقصى، والاقصى لا ترجع إلا لما نصلي ، فلا نصلي حتى ترجع الأقصى، والأقصى لا ترجع حتى نصلي.
يبقى الأمر يدور هذا مرتبط بهذا ، وهذا مرتبط بهذا ، فهذا ما كان والثاني ما يكون ، فالأقصى يبقى ضائعا ، ونحن تاركين الصلاةَ ، هذا يسميه علماء المنطق (دور) هذا مبني على هذا ، وهذا مبني على هذا ،
وهكذا .
نحن الآن هذه العلة التي ينبغي أن نعرفها ، وينبغي أن نؤمن بها ، أي شيء وقع معك مع الناس وأنت تُدرس، وأنت تعلم، وأنت إمام، وأنت في عملك، في أي شيء دائماً تقول: لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين .
أنا العلة مني، أنا العلة فيَّ ، إن فعلت هذا أرحت واسترحت وهنأ المجتمع ، وكنت إنسان على أحسن حال.
أما أنا اقول لك كذا، وأنت تقول لي فلان وفلان، وفلان قال وفلان عاد، هذا ليس من منهج الأنبياء.
مداخلة من الحضور:
إن بقيَ هذا الإمام على ما هو عليه بصلاته هذه هل يترك قراءة السجدة والانسان ؟
الجواب: الله يكرمك أنا أُجيبكَ بشيءٍ مهم جداً، وهذا أصل ذكره علماؤنا وذكروه في كثير من كتبهم.
العلماء يقولون: الاجتماع على مرجوح خيرٌ من الافتراق على راجح.
عندي صلاة صحيحة، ونقرأ غير السجدة والإنسان والقلوب مجتمعة، أو نقرأ السجدة والإنسان والقلوب مفترقة، فعلماؤنا يقولون الاجتماع على مرجوح خير من الافتراق على راجح.
والواجبُ على من يريد أن يعلّمَ الناسَ السنةَ، وأن يرفع بأيديهم ، وأن يأخذ بالسنة ، أن يتدرج معهم ، والواجب عليه أن يُلقي لهم استعداده ، وأن يعلمهم وأن يغرس الاستعداد في نفوسهم قبل أن يبدأ بالعمل.
فالنبي صلى الله عليه وسلم إنما بعثه الله تعالى مزكياً معلماً ، قال تعالى ((هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِن كَانُوا مِن قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ (2) سورة الجمعة.
قبل التعليم الواجب التزكية ، نزرع التزكية في نفوس الناس قبل أن نعلمهم.
اليوم بعض إخوانا ماعنده تزكية ، ما يزكي الناس ، وما يضع استعداد لقبول الحق ، فالحق عند الناس يستقيم ، ومن وصايا علمائنا الكبار رحمهم الله تعالى قولهم: أن الحقَّ ثقيلٌ، فلا تجمعوا على الناس ثقل الحق ، وثقل أسلوب إلقاء الحق.
الحق ثقيل ولكنه هنيء.
فالواجب على الأمة وعلى الناس وعلى الدعاة إلى الله ألا يجمعوا على الناس ثقل الحق ، مع ثقل طريقة إلقاء الحق.
السؤال العاشر : هل يجوز لي أن أخرج من المسجد عند سماع الأذان وأذهب لمسجد آخر؟
الجواب : إذا سمعت الأذان فالواجب عليك ألا تخرج إلا لضرورة وإذا خرجت لضرورة فالواجب عليك أن تتحول من مسجد إلى آخر .
وقد رأى أبو هريرة رضي الله تعالى عنه رجلاً لمّا أذن المؤذن خرج فقال أبو هريرة رضي الله عنه أما هذا فقد عصى أبا القاسم صلى الله عليه وسلم .
من الذي يخرج عند الأذان ؟ الشيطان ، ففي حديث أبي هريرة في الصحيحين أنَّ رَسُولَ الله – صلى الله عليه وسلم – قَالَ: ” إذَا نُودَيَ للصَّلَاةِ أدْبَرَ الشيطَانُ وَلَهُ ضُرَاطٌ ” وفي رواية عند مسلم قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِذَا أَذَّنَ الْمُؤَذِّنُ أَدْبَرَ الشَّيْطَانُ وَلَهُ حُصَاصٌ».
حديث أبي هريرة أخرجه مسلم ” 389 “، وأخرجه البخاري في ” كتاب الأذان” ” باب فضل التأذين ” ” 603″.
وهو الضراط في الحديث الأول.
فالشيطان إذا أذن المؤذن يخرج من المسجد وله ضراط ، في حالة يصيبه هلع وخوف ، ولذا قال أهل العلم الأذان خير وسيلة للتحصين من تلبس الجن ،
( تلبس الشياطين بالإنسان ).
ومن رأى شيئا غريباً وغلب على ظنه أنه من صنيع الجن في بيته أو في خلوة من الخلوات أو ما شابه فأحسن سبيل إلى التحصين وأن يحصن المسلم نفسه من هذا الشر إنما هو الأذان .
فإذا أذن المؤذن إنما يخرج الشيطان ،فيحرم على المسلم أن يخرج إذا أذن المؤذن إلا لضرورة ،
ومن شرطها أن يتحول من مسجد إلى مسجد .
والله تعالى أعلم.
⬅ مجلس فتاوى الجمعة:
٨، رجب، ١٤٤٠ هـ
١٥ – ٣ – ٢٠١٩ افرنجي
↩ رابط الفتوى:
⬅ خدمة الدرر الحسان من مجالس الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان✍?✍?
أخٌ يسأل يقول أنا إمامٌ في مُصلّى صار عندي شك في صلاة العشاء هل صليت ثلاث ركعات أم أربع؟
الجواب:
من شك في الصلاة أو الطواف؛ ماذا يفعل؟
الإجابة:
يبني على الأقل، وأنت تطوف شككت في أنك قد طفتَ ستة أو سبعة؛ تقول: ستة.
وأنت تصلي العشاء شككتَ في أنك صليتَ ثلاث أم أربع؛ تقول صليت ثلاث.
تكملة السؤال :
يقول هل صليت ثلاث أو أربع ركعات ثم قمت إلى الخامسة على أنها الرابعة وبعد أن قمتُ واعتليتُ قائماً؛ سَبَّح المصلون، فَلَم ألتفِت إليهم وأتممتُ الركعة ثم سجدتُ للسهو، فماذا عليَّ؟
وهل المأموم إذا كان على يقين بأني زِدتُ ركعة خامسة، فهل له أن يتشهد ولا يأتي بـالخامسة مع الإمام، أم يتبع الإمام في الصلاة حتى التسليم مع الإمام؟ نرجو التفصيل والتأصيل في المسألة، لأنه يوجد في مصلانا عوام كثر، وتكثر الأسئلة على الصلاة هل هي بطُلَت أم لا، جزاك الله خيرا؟
الجواب:
أولاً بارك الله فيكم، صلاة العشاء أربع ركعات، وأنت شككتَ أنك صليت أربع أو ثلاث وبنيتَ على اليقين وحسبتَ الأقل وقمتَ تصلي الرابعة، ثم تبين لك بعد أن قمتَ أنك تصلي خامسة.
أنت لك صورة والمأمومون لهم صورة، أنت تبقى على يقينك، فإن تبين لك اليقين أنك صليت أربع ركعات؛ ترجع فتجلس ثم تسجد للسهو بسبب الزيادة التي كانت.
قد يسأل أو قد يقول قائل:
النبي ﷺ صلَّى خمس ركعات، قام للخامسة وقام معه الأصحاب، وسجد النبي ﷺ لـلسهو.
حديث أبي هريرة :((في الصحيحين من حديث ابن مسعود رضي الله عنه ولفظه: أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى الظُّهْرَ خَمْسًا فَقِيلَ لَهُ: أَزِيدَ فِي الصَّلَاةِ؟ فَقَالَ: وَمَا ذَلِكَ؟ قَالُوا: صَلَّيْتَ خَمْسًا، فَسَجَدَ سَجْدَتَيْنِ بَعْدَ مَا سَلَّم))َ.
وجّه ذلك الحافظ ابن حجر في “فتح الباري” بقوله: في زمن النبي صلى الله عليه وسلم كان محتَمَل أن تزيد الركعات، وأن الله عز وجل أوحى إلى النبي صلى الله عليه وسلم أن الصلاة قد زادت، فـالواجب على الناس أن يتابعوه، وأما بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم فـالركعات أربع، وليست الركعات خمس، حتى قال الأوزاعي وغيره : قال يأخذه بيده ويُجلِسه إن كان قد قام لِـيصلي الخامسة.
لكن إن كان الإمام فقيهاً، وأنت تَعلم أن الإمام فقيه؛ فلعلّ الإمام مثلاً في ركعة من الركعات السرية التي يقرأ فيها في الثالثة أو الرابعة؛ بدل من أن يقرأ الفاتحة؛ لعله قرأ الصلاة الابراهيمية.
يعني دعنا من المسألة ولنبحث مسألة أخرى.
إمام صلى العشاء أربع ركعات ثم تيقن أنه في الرابعة لم يقرأ الفاتحة، بعد أن ركع وإنما قرأ الصلاة الإبراهيمية سهواً وخطأً، فماذا عليه أن يفعل؟
الإجابة: يأتي بخامسة.
لذا العلماء يقولون:
إذا كان الإمام مجتهداً أو كان طالب علم؛ فعلى المأمومين أن يتابعوا الإمام، وسجود السهو يجبر الخطأ، فالمأموم يتابع الإمام كيفما كان، والإمام إن قام للخامسة ثم تيقن أنها خامسة؛ عليه ان يَرجع.
أمَّا لو قام للثالثة وقد نسيَّ التشهد الأوسط فقام؛ فحينئذ لا يحل له أن يرجِع، وقد روى الترمذي وغيره عن هلال بن علاثة قال: صلى بنا المغيرة بن شعبة، فلما صلى ركعتين قام ولم يجلس، فسبح به من خلفه فأشار إليهم أن قوموا، فلما فرغ من صلاته سلم، وسجد سجدتي السهو، وقال: هكذا صنع رسول الله صلى الله عليه وسلم. صححه الألباني (٣٦٥).
لماذا سَبَّح به الناس؟
حتى يُجلِسوه، وهذا فقهٌ دقيق وينبغي للإمام أن يعرفه، فإذا رأى الإمام وسمِع من الناس لُجَّةً وتسبيحاً؛ فينبغي أن يُسبِّح بهم، ففي رواية للترمذي: قال الراوي فـسبَّحوا به، لأنه قام للثالثة دون أن يجلس لـلتشهد الأوسط، قال: فَـسَبَّحَ بهم.
إذا رأى الإمام لُجَّة عند الناس وهو يعرِف ماذا يصنع (أي أنه فقيه)، فالناس إن سبَّحوا به؛ فهو يُسبِّح بهم.
ما معنى تسبيح المغيرة بالناس؟
الإجابة:
أي أنه يقول لهم أنا لا يحل لي أن أجلِس وأنتم قوموا.
فإذا قام للثالثة ظانّاً منه أنها ثانية، وسبَّح به الناس ثم تيقن أنها ثالثة؛ فلا يحلّ له أن يعود، هذا هو القول الراجح.
ففي الرواية :”فلَم يستتم قائما فليجلس”. أي دون أن يقِف.
(المالكية) رحمهم الله تعالى يقولون:
إذا كان أقرب للقيام يقوم، وإذا كان أقرب للجلوس يجلس.
لكن النبي صلى الله عليه وسلم يقول:
“فلَم يستتم قائما فليجلس”، فإذا لم تقف فلك ان ترجع.
هنا مسألة مهمة، ونحتاج إلى بيانها، وهي:
إمام يصلي بالناس فقام من الأوسط للثالثة -وهو يَعرِف حكم المسألة-، وسَبَّح به الناس وهو لا يدرِك الأمور إدراكاً حسناً، فإن جلس جلس خطأ؛ فالراجح من أقوال أهل العلم أن صلاته لا تبطل.
من الذي تبطل صلاته؟
هو الذي يرجع متعمداً.
يعني يمكن الإمام أن يرجع خطأ، كما قام للثالثة خطأ؛ يمكِن أن يَرجع خطأ، فإذا رجع الإمام من الثالثة (رجع من القيام إلى الجلوس خطأً)؛ فحينئذ لا نقول ببطلان الصلاة.
اليوم التعالُم كثير، اليوم بمجرد أن يقوم الإمام للثالثة ثم يُسبِّح به بعض الناس؛ فيرجع ويَجلِس، فتسمع بعض المأمومين يقولون: الصلاة بَطُلت، أعيدوا الصلاة، هذا الكلام ما أنزل الله به من سلطان.
فالإمام محتمَل أنه يَجلس خطأ (يعني يَنزِل خطأً وما يتقصَّد ويتعمَّد أن تبطُل صلاته)، فإذا نَزَلَ وجلسَ خطأً؛ فصلاته صحيحة.
مداخلة :
إذا قرأ الإمام في الرابعة الصلاة الإبراهيمية، الآن صلاة الإمام خطأ، هل على المأموم أن يأتي بالخامسة؟
أجاب الشيخ:
نعم يأتي بالخامسة، فإذا تبين أن الإمام كان مخطئاً؛ فيُجبَر الأمر بالسهو.
[عن النعمان بن بشير:] أقبَل علينا رسولُ اللهِ – صلَّى اللهُ عليه وسلَّم- بوجهِه فقال: (أقيموا صفوفَكم – ثلاثًا- واللهِ لَتُقيمُنَّ صفوفَكم أو لَيُخالِفَنَّ اللهُ بينَ قلوبِكم).
السلسلة الصحيحة ٣٢،[صحيح ابن حبان 2176].
وهذا أصل من أُصول علم النفس
اليوم، لأنه في صلة بين الظاهر والباطن، وإذا الظاهر فاسد فالباطن فاسد.
لَتُسَوُّنَّ صفوفكم هذا الأمر الظاهر ، أو ليخالفن الله بين قلوبكم، إذا ما سويتم الصف .
الآن المساجد قلَ أن تجد مسجداً أهله متحابون ومستوون في الظاهر والباطن .
ومن أسباب عدم المحبه في المسجد الواحد عدم مساواة الصف، والمحبة واجبة.
وفي الحديث أو ليخالفن الله بين قلوبكم.
فالواجب مساواة الصف .
كيف مساواة الصف ؟
القدم بالقدم، والكتف بالكتف.
بعض الناس يفتح قدميه أكثر من منكبيه ويسوي الصف بالأقدام، والمنكب ليس بجانب المنكب، فهذا ليس مساواة للصف.
مساواة الصف تضع قدمك بجانب قدم صديقك وتضع منكبك بجانب منكبه، ففتحك لقدميك يجب أن يكون بمقدار المنكبين، منكب بجنب المنكب والقدم جنب القدم.
ومن يأنف ويتكبر عن هذه المساواة فهو آثم، بعض الناس يأنف ويتكبر أن يكون بجانب أخيه، وبعض الحريصين كأن لسان حاله يقول لإخوانه أنا أخوك، أنا حبيبك، قرب إلي يا رجل، لا تكن بعيد عني، قدمي بقدمك ومنكبي بمنكبك.
وبعض إخواننا للأسف الكبير لمَّا يجد فرجة الأصل إذا كان على يسار الإمام أن يجعل الفرجة على يساره وأن يتقدم إلى جهة اليمين، وإذا كان على يمين الإمام أن يتقدم عن جهة الشمال وأن يجعل الفرجة على يمينه .
بعض الناس لما يكون في فرجة يفتح رجليه ويظن -مسكين- أنه بمقدار ما فتح رجليه ما يكون في فرجة بالصف، هذا خطأ.
الصحيح أن تلصق رجلك برجله ومنكبك بمنكبه وتجعل الفرجة إما عن يمينك وإما عن شمالك، والذي بعدك يقرب والذي بعده يقرب .
والله لو صنعنا هذا لعلنا نجد أكثر من ثلاثة أو أربعة أماكن لأربعة أشخاص في الصف الواحد .
( مداخله من أحد الحضور )
شيخ بارك الله فيك بعض الإخوة في المساجد تكون عنده حساسية في القدمين يقول عندي حساسية أبعد قليلا هل يجوز هذا ؟
الجواب الذي عنده حساسية في القدمين، هذا أندر من النادر.
والعلماء يقولون الشيء الذي يخص الصلاة مقدم على الشيء الذي يخص ما هو خارج الصلاة.
يعني إذا في حساسية فأن تصلي بخشوع أحسن من أن تقف على وجه صواب، وهذا نادر هذا نادر .
السؤال التاسع عشر : شيخنا أحسن الله إليك هل يجوز لمن يشتري شيء أن يقول للبائع هذا الشيء للمسجد حتى يخفض السعر؟
الجواب: لا حرج، أنت ذهبت لتشتري مواد تنظيف وأنت تعمل خادم للمسجد، فقلت للتاجر: أنا أريد أن أشتري شيء للمسجد، فخَفَّض السعر أو أعطاك إياه دون مال فلا حرج.
قل له أنا أريد أن أشتري شيء للمسجد والأمر واسع ولله الحمد والمنة والناس بخير.
بعض الناس في غفلة، وقد يكون غير مصلٍ.
ولكن يقول: هذا للمسجد فلا آخذ شيء، فإن قدم شيء لله أرجو الله -عز وجل- أن يتقبله.
والله تعالى أعلم.
⬅ مَجْـلِسُ فَتَـاوَىٰ الْجُمُعَة: