الشيخ : المسألة مهمة ، والكلام طويل وخطير ، شيخنا الألباني الله يرحمه لما كان يُسئل عن أمثال هؤلاء ، فكان يقول فيهم نزعة خارجية ، الخارجي الذي يُكفر بالذنب ، من كفر حكامنا اليوم بمجرد الحكم بغير ما أنزل الله فهو خارجي ، لماذا تكفره ؟ لأنه يحكم بغير ما أنزل الله ، هذا التعليل يلزم أن تُكفر صاحب البيت الذي يحكم بغير ما أنزل الله ، وصاحب المتجر ، والمعلم ، إلى أخره ، فمجرد الحكم بغير ما أنزل الله فهذا يكون خارجي ، وهذا يترتب عليه سيف ، الخروج بالسيف ، الأوضاع في العصور المتأخرة ليست كالأوضاع في العصور الأولى ، من كفر الحاكم بقرائن قامت عنده وليس لمجرد معصية الحكم بغير ما أنزل الله واحتفت به ، ورائه كافرا ، فرأى الخروج عليه هذا يخطأ ، لأن الخروج لا يأتي إلا بشر ، ولا يضلل ولا يبدع ، مثلاً انسان عند حاكم ، هذا الحاكم ليس بمسلم ، فرأى القيام عليه ، الحاكم نصراني ، أو الحاكم نُصيري ، أو الحاكم كافر أصلاً ، غير مسلم أصلاً ، فرأى الخروج عليه ، فماذا نقول عنه ؟ نحن لا نضلله ، لكننا نخطئه للأثر المترتب على الخروج ، مثال أخر ، رجلٌ ما رأى أن حاكم ما باعتبارات ما ليس بمسلم ، فرأى الخروج ، فلو أنّ تصوري كتصوره لكان حكمي كحكمهِ ، فقواعدي وقواعده في الحكم واحده ! لكن تصوري يختلف عن تصوّره ، فأنا الآن أُخطّئه وانا الان لا أضلّله ، أخطّئهِ وأُحاربُ قوله الباطل واتبرأ الى الله تعالى منه ، ولا أستطيع أن اقول أنّه مبتدع وأنّه ضالّ ، اذا كانت قواعده كقواعدي في الحكمِ على التكفير ، وأنّه لا يكفّر بمجرد المعصية وإنّما عنده قرائن على التكفير ، أنا لا أقرّ بها ، هذا الصنف القلق هو أسباب مشاكل المسلمين هذه الأيام ، وهذا الصنف القلق هو الذي يُتعِب الدعوة السلفيّة هذه الأيام ، فبعض الناس لمّا تقول له تكفّر من حكم بغير ما أنزل الله ، يقول لك : لا أنا ما أكفّر بمجرد الحكم بغير ما أنزل الله ،وانّما أنا أُكفّر بكذا وأُكفّر بكذا ، فيبدأ يسرد لك أشياء هي في عرف الشرع قرائن ، فيقول أنا لا أكفّر بمجرد الحكم بغير ما أنزل الله ، أنا أكفّر فلانًا لأنه لبس صليبًا ، أنا أُكفّر فلانًا لأنه سجد لشي ما ! يعني عنده قرائن ، وعنده شُبه ، يعني هو لا يُكفّر ، هو متبرئ أصالةً من مذهب الخوارج الذين يكفرون بالمعصية ، هو قامت عنده قرائن فيُكفّر بسبب هذه القرائن التي احتفت بشخصية معينة ، مثلا القذافي كان أكثر شخصيتان مقلقتان جدا في الكلام على النّاس وهما :
1 – الشخصيّة الأولى صدام حسين .
2 – الشخصية الثانية القذافي .
القذافي شُهِر عنه أنه ما كان يقرأ “قل” ، كان يقول ” هو الله أحد ” ولا يقرأ قل ، غفر الله شديدًا وكثيرًا للشيخ عبد الحميد كِشك ، الشيخ عبد الحميد كشك في ذاك الزمان كان شريطه بمثابة محطة من المحطات الفضائية ، وكان له شريط في تكفير القذافي ، وكان يردد ويقرر أن القذافي كان يُنكِر ” قل ” واضطر القذافي وانا عندي مصحف الجماهيرية الليبية ، عندي المصحف وحصّلته من بعض إخواننا الليبيين المصحف عندي وطبعه القذافي وكلمة ” قل ” كتبها بيده
يعني الذي يقرأ مصحف الجماهيرية الليبيّة يجد أن ” قل ” ليست مطبوعةً طباعةً ، ” قل ” مكتوبه بخط يد ، فرأى القذافي حتى يردّ على كشك أنّه هو بخطّه يكتب ” قل ” ، كتب ” قل ” بخط يده ، وموجود المصحف الآن وعليه خط يده .
فواحد اعتقد أنّ الحاكم الفلاني للا يعتقد قرآنية آية ، دعنا من الحاكم ، واحد مسلم قال : سورة كذا ليست من القرآن ! ماذا نقول عنه ؟ ، نقول هذا كُفُر ، ونقيم عليه الحجّة إذا قامت عليه الحجّة وبقي يقول به فهذا كافر خارج من الملة ، من زاد في القرآن شيء او نقص منه فقد كفر ، حتى لو كان هذا حاكم ! حاكم أو محكوم سيّان ، فنحن وجدنا وبلونا بعض النّاس يتكلّم في خواص بعض الحكّام فيُكفّره لا لأنه يحكم بغير ما أنزل الله ، هو يُكفّره بقرائن ، فأنا أُخالِفه في تصوّره ، الخلاف بيني وبينه في التصوّر ، فهذا التصوّر أنا أقول يترتب عليه ظن ، والأصل اليقين لا يزول بالظنّ قولا واحدا ، والكلام في الحكّام ، بعض من تكلّم في الحكام كأنه خبرهم وعجنهم وخبزهم وعاش معهم ويعرف ما في بواطنهم ، ويحكم عليهم من دواخلهم ، ويأتي بالشيء ثمّ يجعل هذا العمل أمرٌ لا ينفكّ عنه الكفر ، والصواب خلاف ذلك ، فلو أنّ رجلًا مثلا رأيته يسجد للصنم ، هذا كُفر ، فقربت منه فوجدته يصلي وهو أعمى ، أعمى ويصلي رأيته ساجد ، هل تقيم عليه الكُفر الآن ؟ ، لا أحكم عليه بالكُفر لأنه رجل أعمى ، ويصلّي صلاة المسلمين ، وقام وسجد وركع وdقرأ ولا يعلم أن الصنم موجود ، فبعض الناس عنده مجرد هذه السجدة ، مجرد هذا العمل لأنه يسبق هذا الحكم بُغض ويسبق هذا الحكم سوء ظن ، فأنا أقول أن بعض الناس يحتاج الى أن ينعدل عقله في طريقة اسقاطه الأحكام وليس في أصول مبادئه ، يعني مبادئه أصلًا أنت وإياه تتوافقوا ، لكن هو يفسّر ما يرى وما يسمع تفسيرات فيها تهويل وتهويش و خروج عن الجادّة ، فخطأه من نفسيته ، خطأه ليس في موافقة الخوارج في التكفير بالذنب ، هو يُنكِر على من يُكفّر بالذنب .
هذا النوع قلق جدا وهذا النوع مزعج جدًا وهذا النوع غالبا ما يكون مثل الزئبق ، لا ترى له ملمس ، وله في كل بيئة ميل ، و يختلف الميل ، إن رأى بضاعة رائجة استرسل وان رأى بضاعة غير رائجة أحجم وسكت ، هذا الصنف متعب جدًا جدًا .
وبعض الناس بحكم أنه أعتدي عليه من بعض الجهات الأمنية في يوم من الأيام أو ما شابه ؛ هو ينتقم لنفسه من حيث لا يشعر ؛ كمن حُرِم من وظيفة وحُرِم من شيء فتجده هو دائما ينظر للأمور بنظرة أشبه ما تكون نظرة تشاؤمية
أنا أذكر أن واحدا لو قال عن هذا الكأس مثلا الذي أمامنا ، واحد يقول أن هذا الكأس نصفه مليء وآخر يقول نصفه فارغ ؛ فالذي يقول أن نصفه فارغ يميل للنظرة التشاؤمية ، والذي يقول ألآن نصفه مليء ينظر النظرة التفاؤلية ، مثل امرأتين جالستين في حديقة و جاءهم عامل التنظيفات ، وعندهم اولادهم ، كل واحدة عندها ولدها ، فواحدة نظرتها تشاؤمية ؛ تقول لولدها : يا أبني اذا فشلت في دراستك ستكون مثل هذا الزبال ! والأخرى نظرتها أسمى وأعلى ، نظرتها نظرة تفاؤلية ؛ فتقول لابنها : يا أبني ان درست تنجح والله يوسّع عليك وتساعد أمثال هذا النوع من الناس ، فهذا كلام وهذا كلام ! لكن فرق بين هذه النظرة وبين هذه النظرة .
فبعض الناس لا يعمل دائماً ناقد وحاقد ، دائما يشتم ، دائما يلعن ، ليس بإيجابي ، لا يبني شيئا ، ويُشعرك أنه فلان مشكلة واذا ذهب فلان الدين قام ، واذا بقي فلان لا يصبح للدين وجود ، نظره تشاؤمية من أسوأ ما يمكن ، وهذا علّته تبدأ كما قلت في نفسه ، هو يحتاج أن يغيّر نفسه ، والله تعالى أعلم .
السائل : شيخنا الله يحفظك لو كان السؤال أدق أقل بدرجة أو أعلى بدرجة ، لو كان هذا الرجل صاحب سنة ومعروف عنه انه صاحب سنة في اعتقاده ومنهجه وسلوكه ، الا أنّه في هذا الجانب تغيّر ، رأى مثلا جواز الخروج ، او رأى على الأقل أن هذا فيه مصلحة ، فهل يُعامل معاملة المبتدع ، أو يُعامل معاملة المُحذّر منه الذي لا يؤخذ عنه اطلاقًا .
الشيخ يقول : هذا سؤال غير الأول ؟ هذا غير الأول تمامًا
السائل : هو متمم للأول يا شيخ .
الشيخ : أنا أقلب عليك السؤال بسؤال حتى تتضح الأمور
رجل معتقده سليم مئة بالمئة ، يوافق أهل البدع في مسألة هي علمٌ وشارةٌ لهم ، يقول : كل شيء تمام الا أن القرآن مخلوق ، كل عقيدتي تمام بس القرآن المخلوق ، قول القرآن مخلوق اشارة الى المعتزلة ، هل هذا سُني ؟ لا هذا بدعي ، هذا بدعي ، وهنا مسالة وهي مهمة جدًا ، وكثير من الناس ما ينتبه لها ، هل يَلزمُ فيمن أتكلم فيه أن أعرف جميع أحواله ؟ لا ، لا يلزم ؛ متى ثبت عندي بيقين أن فلانًا وافق المبتدعة في شعار لهم ومسألة هي عَلمٌ عليهم ، ألحقتُه بهم ، لا يَلزمني معرفة كل شيء ، لا يلزمني أن يكون علمي محيط إحاطةً كامله بالذي أتكلم عليه ، أنا يَلزمني في شرع الله تعالى إن حكمت أن أحكم بعدل ، فان تيقنت ان فلاناً له مذهب ، وهذا المذهب علامة على أهل البدع فلا يلزمني ان اقول عنه انه ضال ، متى ثبت عندي بيقين أن فلان وافق المبتدعة في شعار لهم ، ومسألة هي علم عليهم ألحقته بهم ، فأنا لا يلزمني أن احيط إحاطة كاملة بالذي أتكلم عليه ، أنا يلزمني في شرع الله تعالى إن حكمت أن أحكم بعدل فإن تيقنت أن فلانا له مذهب وهذا المذهب علامة على أهل البدع فلا يلزمني أن أقول عنه ضال حتى اعرف عنه كل شيء لا يلزمني انا اضلله بهذا المقدار انا اضلله بهذا المقدار ، لذا من ثبت عندنا بيقين انه يرى الخروج على الحكام لأنهم يحكمون بغير ما أنزل الله فهذا فيه خارجية ، هذا خارجي ، هو يوافق الخوارج كما أن ذاك وافق المعتزلة بشيء هو شعار لهم ، هذا غير ذاك ، فلو انسان يكفر بمجر الحكم بغير ما أنزل الله هذا هو بداية الشر وهذا بداية التثوير و هذا بداية التفجير و هذا بداية السوء التي لا يعلم مداها إلا الله جل في علاه ، الشر يبدأ من هنا ، والله تعالى أعلم .
السائل : من جوز وأوجب الخروج على الحاكم الفاسق و ليس الكافر ، كيف نرد عليه ؟
الجواب : القول بالخروج على الحاكم الفاسق له تعلقات و ذكره القاضي أبو يعلى في كتابه الأحكام السلطانية و هو مذهب ليس بصحيح و هو مذهب قطعا ليس بصحيح فهذا الصنف من الناس قد يقال إنه وقع في بدعة لكن لا يقال انه مبتدع حتى يناقش و حتى ترفع الشبه عنه ، انا اتكلم في الوقوع عن بدعة قد حصلت ، يعني يقال انه قد وقع في البدعة ، أما إسقاط حكم مبتدع و إسقاط حكم الكافر و إسقاط حكم الفاسق فلابد من انتفاء الموانع ولا بد من تحقق الشروط و الله تعالى أعلم .
التصنيف: أسئلة منهجية
http://meshhoor.com/wp/wp-content/uploads/2017/04/S14-03-08_03.mp3السؤال: ما نصيحتك لمن يريد تدريس كتاب رياض الصالحين؟
الجواب:
كتاب رياض الصالحين كتاب مبارك وكتاب نافع طيب، ولكن كتاب رياض الصالحين أحاديثه كثيرة وفيه كثير من الغرائب فنصيحتي لمن أراد أن يدرس رياض الصالحين أن يبيّن معنى الحديث و أن نقرأ الحديث لنفهمه ثم لنعمل به أما أن نسمع الكلام للبركه فقط ولا نفهم ماذا يقول لا القارئ يفهم ولا المستمع يفهم ما تعلمنا شيئا، فالأصل في من يدّرس أن يكون متميزا عن الناس و أن لا يجلس المجلس الذي يجلسه رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يقرأ و يخلط و يرفع المنصوب وينصب المرفوع وينطق بالكلمات على غير الوجه الصحيح، ولعله يقول كلاما إن فهمه أعرابي قح لعله فهم منه الكفر، إن غيّر الرفع مع النصب و ما شابه فالواجب على الإنسان أن لا يكذب على الرسول صلى الله عليه و سلم وأن ينطق كما نطق النبي صلى الله عليه وسلم بالحديث و الله تعالى أعلم
⬅ مجلس فتاوى الجمعة
2014 – 3 – 21 إفرنجي
20 جمادى الاولى 1435 هجري
كيف يكون الخوارج ضلالا وهم أصحاب نسك وعبادة
أما القول بأن الخوارج أصحاب نسك وعبادة فنعم ، فقد وصفهم النبي صلى الله عليه وسلم بقوله : {سيأتي أقوام يحقر أحدكم صلاته مع صلاتهم وصيامه مع صيامهم يقرأون القرآن لا يتجاوز حلاقيهم}، لكن كيف يكونون ضلالاً؟ لأن الفساد أصله في أمرين : إما فساد في الإرادة وهذه لما تفسد تقعد صاحبها عن عمل الصالحات، وقد يقع في المحظورات، وإما فساد في التصور يكون التصور خطأ، فالإنسان يعبد ويجتهد ويكون تصوره لدين الله خطأ ، وكما أن النقصان من الطاعات معصية ، فإن الزيادة عن الواجب معصية ، وفساد الخوارج الذين كفروا علياً ومن معه فسادهم في التصور وفساد التصور أخطر من فساد الإرادة فمن فهم شيئاً في دين الله خطأ وتعدى على الدين ، وإرادته سليمة ، هذا أخطر على الإسلام والمسلمين ممن فهم الإسلام صواباً وإرادته فاسدة وتصوره صحيح ، فصاحب الكبيرة يزني ، يشرب الخمر، ويعترف بالتقصير ويتوب، أما صاحب البدعة كيف يتوب؟ هو يتصور أنه يعبد الله في هذه البدعة فكيف يتوب منها؟ والخوارج أهل هوى ، والخوارج كانوا ينازعون الأصحاب على الحكم، ولذا كفروا الناس ، وقد ظفرت بأثر للحسن البصري ذكره أبو حيان التوحيدي في كتابه “البصائر والذخائر” في الجزء الأول ص 156، يعطي إشارة على الفساد الموجود عند الخوارج، قال “أتى رجل من الخوارج إلى الحسن البصري ، فقال له : ما تقول في الخوارج؟ قال الحسن : هم أصحاب دنيا، قال : ومن أين قلت أنهم أصحاب ، والواحد منهم يمشي بين الرماح حتى تتكسر فيه، ويخرج من أهله وولده ، قال الحسن : حدثني عن السلطان ! هل منعك من إقامة الصلاة وإيتاء الزكاة والحج والعمرة ! قال : فأراه إنما منعك الدنيا فقاتلته عليها” أ.هـ. أي أنك قاتلته على أن تكون صاحب رئاسة وصاحب سلطنة، فالخوارج أصحاب دنيا على رأي الحسن البصري والفساد في تصورهم .
السؤال الأول أخ يقول شيخنا الفاضل تعلمون أننا نعيش في زمن غربة بين أقاربنا…
http://meshhoor.com/wp/wp-content/uploads/2017/05/AUD-20170514-WA0004.mp3
الجواب : أولا أسأل الله جلا في علاه أن يزيدك حرصا أخي السائل ، وأسأل الله عز وجل أن ينفع بلحظنا ، وأن ينفع بوعظنا, وأن ينفع بسمتنا ، وأن ينفع بكلامنا .
الناس لا يحتاجون إلى وعظ الوعاظ ، وإلى علم العلماء فقط، الناس يحتاجون إلى سمت الطيبين وسمت الصالحين وإلى لحظهم وإلى هديهم .
الغربة ليست في مثل هذا الباب .
الغربة في كل ميادين الحياة .
وأشد أنواع الغربة عندي في هذا الزمان في تقريري المال. فالتاجر يتقي الله عز وجل يفوته أشياء كثيرة من الربح فأن يصبر ويحتسب ويبقى ملتزما بشرع الله هذا من المرابطة ومن الجهاد في سبيل الله وهو ثقيل على النفس ، وهو خفي ، وقل من ينتبه إليه من التجار .
الغربة حاصلة ، غربة الزمان ، ونحن لله الحمد في بلاد الشام وأحمد الله عز وجل أن جعلنا من أهل السنة ، ونحمد الله تعالى أن جعلنا في أهل الشام ، ومن يسكن في بلاد الشام أجره أجر المرابط إذا أقام دين الله عز وجل .
الجواب : لا يوجد جواب واحد لكل الناس ، ولا جواب واحد لجميع الحالات ، من غلب على ظنه أنه يؤثر ولا يتأثر كإخواننا البركات كبار السن ، أصحاب التجربة والعقل والفهم ، والبركة في أكابركم كما في الحديث ، فلو جلس وجاءت مثلا غير محارمه ، بعض قريباته من غير محارمه وهو يعلم أنه لن يتأثر بمثل هذا وينظر إلى هؤلاء كحفيداته أو كبناته فوعظهن وذكرهن بالله عز وجل فهذا لا يقال له ما يقال للشاب .
فالمفسدة الطارئة ، العارضة التي لا أثر لها لا تؤثر على الطاعة القائمة التي لها آثار حميدة .
لا يجوز لأحد يعمل درء المفاسد أولى من جلب المصالح في كل شؤون الحياة ، والذي يقرأ لأئمة التحقيق ولأئمة الهدى ، والذي يقرأ تحقيقات الأئمة الكبار العلماء الربانين يكاد يجزم بأن درء المفاسد أولى من جلب المصالح ليست بصحيحة على اطلاقها ، وهي صحيحة ولكن يمثلون بأمثلة كثيرة في مصالح قائمة ومقابلها مفاسد عارضة مغمورة لا أثر لها .
لا يجوز لواحد أن يقول حرام علي أذهب للجمعة والجماعة لأني أمر بالطريق ، والطريق في متبرجات ، ودرء المفاسد أولى من جلب المصالح هذا فقه أعوج ليس هذا فقه .
لكن على منواله يمارس في آلاف المساجد من الشباب ، فتجده قاطعا لرحمه ، قاطعا لأخواته ولإخوانه وإلى آخره بحجة والله عنده بنت متبرجة ، وقد تكون البنت المتبرجة إذا ذهب قد لا يراها ، قد تخجل منه ، وإن رآها فما الذي يمنع أن يغض بصره وأن يذكرها ، *وإذا ما ذكرنا المتبرجات القريبات لنا نحن من الذي يذكرهن ومن الذي يأمرهن* .
لكن إنسان يعلم من قرائن الأحوال أنه سيتأثر ، وأنه إن ذهب سيجد شرا عظيما ، فحينئذ نقول له أنت الآن في مثل هذه المجالس ابتعد ، ثم تنظر إلى المفسدة ، فالمفسدة إن كانت أعظم وأكبر فقد علمنا علماؤنا أن المفسدة الصغرى تدفع بالمفسدة الكبرى ، وبالتالي التفصيل يحتاج إلى فتوى خاصة في معرفة كيفيات وحيثيات هذه المسائل .
⬅ مجلس فتاوى الجمعة .
16 شعبان 1438 هجري
12 – 5 – 2017 إفرنجي
↩ رابط الفتوى :
◀ خدمة الدرر الحسان من مجالس الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان✍✍
⬅ للإشتراك في قناة التلغرام :
http://t.me/meshhoor
في أحد المقررات الشرعية في فلسطين تعريف السنة بأنه ما ورد عن الرسول والصحابة من…
قول الصحابي الذي له حكم الرفع للنبي صلى الله عليه وسلم له قيود، وهذا الإطلاق الموجود في التعريف فيه توسع، وهو غير مرضي، فالصحابي إن صح القول عنه في الأمور الغيبية التي لا تدرك بالرأي ولا تعرف بالاجتهاد ولم يعرف عنه أخذ عن أهل الكتاب فقوله هذا له حكم الرفع إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وأقوال الصحابة في بعض المسائل متعارضة ونعرف أقوالاً للصحابة أنكرها آخرون.
وبعض الصحابة أخذ عن أهل الكتاب كعبدالله بن عمرو، وابن عباس التقى بمن يأخذ عن أهل الكتاب وسمع منهم، فيعامل كمعاملة عبدالله بن عمرو بن العاص الذي وقعت له صحف في أجنادين فكان يروي منها، وأبو هريرة كابن عباس التقى ببعض من أسلم من اليهود، وكانوا يتناظرون بل التقى أبو هريرة بكعب الأحبار يوماً كاملاً وهو يقص عليه من أخبار بني إسرائيل، فأصبح حكمه كحكم من يأخذ عن بني اسرائيل.
والحاكم في “المعرفة” يقول: إن تفسير الصحابي له حكم الرفع، وأنكر ذلك عليه بكلام فيه إطالة، وهو مشبع ممتع ابن حجر في “النكت على ابن الصلاح” وبين أن هذا الكلام ليس على إطلاقه، فقد يجتهد الصحابي فيفسر آية بناء على ما يعلم من العربية، وكم من صحابي فسر بعض آيات القرآن وأورد أشعاراً في أثناء تفسيره وقد تقع الإصابة وقد لا تقع، فإذا كان قول الصحابي في القرآن ليس كله له حكم الرفع، فما بالكم فيما عداه من الأحكام الفقهية، والاجتهادات؟ وسئل ابن مسعود يوماً عن مسألة فعلقها شهراً، وبقي يطلب من السائل أن يتردد عليه شهراً كاملاً،حتى فتح الله عليه وانشرح صدره لقول فيها، فلما أفتاه في مجلس قال بعض من في المجلس: لقد سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقضي بما قلت، وفرح ابن مسعود فرحاً شديداً.
لذا من أسباب اختلاف الفقهاء أن الصحابة رضي الله تعالى عنهم تفرقوا في الأمصار، والسنة تفرقت معهم، فبعضهم ذهب للشام وبعضهم ذهب للكوفة، وبعضهم للبصرة، وبعضهم نزل اليمن وبعضهم نزل مصر، وسئلوا عن مسائل النبي سئل عنها، أو قال فيها، فقد يكون بعضهم اجتهد فيها ولم يسمع النبي صلى الله عليه وسلم ولم يعرف الحديث، فمن في البصرة، مثلاً، قال يقول النبي صلى الله عليه وسلم، ومن في الكوفة اجتهد فلم يقصد الصحابي إن قال قولاً يخالف قول النبي صلى الله عليه وسلم لم يقصد أن يعارض النبي صلى الله عليه وسلم معاذ الله، وإنما اجتهد عند الاضطرار.
ولذا بما أن الحق موزع بين الصحابة، فالحق أصبح موزعاً بين التابعين، ثم بقي موزعاً بين أتباعهم حتى وصل الأمر للأئمة الأربعة، فالأئمة الأربعة أئمتنا ونحبهم، ونتبرأ إلى الله ممن ينتقص أو يطعن فيهم، لكننا لا نقول أن أقوالهم كلها حق، فكما أن الحق توزع مع من قبلهم فأيضاً توزع الحق فيهم، ولسنا ملزمين في دين الله عز وجل أن نتبع واحداً منهم، ونحن نبحث عن الحق، لا سيما أن أئمة الحديث كالبخاري ومسلم وأبو داود والنسائي والترمذي كانوا بعد الأئمة الأربعة، والأحاديث التي تفرقت في الأمصار جمعوها ودونوها وأصبح الباحث عن السنة والحق الأمر عنده ميسور.
ومخطئ في هذا الأمر اثنان:-
مخطئ من ينتقص الأئمة الأربعة
مخطئ من يقول: يجب أن نتبع واحد منهم
والصواب أن نعترف بقدرهم وأن نعرف أنهم اجتهدوا وبذلوا أقصى ما يستطيعون، ووصلوا الليل بالنهار في البحث عن الحق فمن وفق إليه فله أجران، ومن لم يوفق إليه منهم فله أجر، وبذل الذي يستطيع، والواحد منا إن بلغه حديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم يخالف قول إمام معتبر فليقل كما قال شيخ الإسلام في “رفع الملام عن الأئمة الأعلام” : (هذا الإمام معذور بتركه لهذا الحديث، وأنا لا يجوز إلا أن أتبع الحديث، ولا يجوز لي أن أقلد هذا الإمام) والله أعلم.
ما هو مذهب أهل السنة والجماعة في الصفات
مذهب أهل السنة وسط بين الجافي والغالي، وأهل السنة والجماعة، وعقيدة السلف الصالح في صفات الله عز وجل أنهم يؤمنون بما أثبته الله عز وجل لنفسه في كتابه، أو ما صح عن نبيه صلى الله عليه وسلم في سنته، وربنا يقول: {سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين}، فبعد أن نزه الله عز وجل نفسه عن كل نقص أثنى على أنبيائه، لأن أنبيائه أعلم بالرب والمعبود، والإله سبحانه من غيرهم، فهم لا يصفون ربهم إلا بما يستحق، فنؤمن بما جاء في كتاب الله وبما جاء على لسان رسوله صلى الله عليه وسلم كما ورد من غير تشبيه ولا تمثيل ولا تكييف ولا تأويل ولا تعطيل.
وما ورد في الكتاب والسنة فعلى العين والرأس وذلك على حسب قوله تعالى: {ليس كمثله شيء وهو السميع البصير}، وهي قاعدة كلية في الأسماء والصفات، فما أثبته الله عز وجل نثبته، ولا يجوز أن نقول: ليس مراد الله كذا، إنما مراد الله كذا، لأننا إن قلنا فمعنى ذلك أن هذا المراد قد شبهناه بالمخلوق، فما أولنا وما حولنا اللفظ عن ظاهره إلى غيره إلا لما قام في أذهاننا تشبيه والأصل أن الله عز وجل حق غيب نؤمن به على وفق ما ورد دون إعمال العقول، فالعقل دوره التسليم للنص، ويبحث عن صحة النقل فإن ثبت فالعقل ينبغي أن يستسلم، ولا يجوز للعقل أبداً أن يخضع الله عز وجل إلى القواعد التي عنده، فالله غيب نؤمن به كما ورد، فربنا يقول: {يد الله فوق أيديهم}، فلله يد، كيف اليد؟ معاذ الله أن نخوض في ذلك، فإنه {ليس كمثله شيء وهو السميع البصير}.
وهذه الآية تفيدنا أصلين مهمين:
الأصل الأول: أن ما يخيل إليك من قبل الشيطان أن الله على نحو كذا أو كذا، فاضربه بقوله تعالى: {ليس كمثله شيء}، فالله عز وجل على خلاف ما يخطر في البال، وينسج في الخيال، فكل ما يخطر ببالك فالله على خلافه، لأنه {ليس كمثله شيء}.
ومن باب الفائدة بالآية علمنا ربنا أن نجمل في النفي، لما ننفي النقص عن ربنا، فليس من الأدب معه سبحانه أن نفصل في النفي، ومن الأدب معه سبحانه أن نجمل في النفي، ومن الأدب مع الله جل في علاه، أن نفصل في الإثبات لأن الله قال: {وهو السميع البصير}، فالنفي مجمل والإثبات مفصل، فليس من الأدب مع الله أن نقول: إن الله ليس بلحم، ليس بدم، ليس الله بكذا، كما يقول المعتزلة والفرق الضالة، فهم يفصلون في النفي، ويجملون في الإثبات وهذا على خلاف القرآن، والقرآن يعلمنا أن نجمل في النفي وأن نفصل في الإثبات فلا يجوز أن نعطل صفة ولا أن نؤولها ولا أن نشبهها ولا أن نخرجها عن لفظها، فمثلاً يقولون في قوله تعالى: {يد الله فوق أيديهم}، أي قدرة الله عز وجل، نقول: نحن لا ننكر أن قدرة الله فوق قدرة البشر جميعاً، لكن ننكر أن يكون المراد بالآية اليد هي القدرة، ولذا لما امتنع إبليس من السجود لآدم قال له تعالى: {ما منعك أن تسجد لما خلقت بيدي}، فلو كان المعنى بقدرتي لقال الشيطان: وأنت يارب خلقتني بيديك، فإن الشيطان خلق بقدرة الله، فإذن خلق الله آدم بيده على الحقيقة، وكيف ذلك؟ لا ندري كيف هي ونفوض أمرها إلى الله.
والصفات من المتشابهات إن أريد بها الكيفية وإن أريد بها المعنى فهي ليست من المتشابهات، وإنما من المحكمات، ذلك أن التشابه في الذوات يقتضي التشابه في الصفات، والتشابه في الصفات لا يقتضي التشابه في الذوات، فلو أخذنا صفات متعددات ونسبناها إلى ذوات مختلفات لاختلفت الصفات باختلاف الذوات، فكيف وذات الله ليست كذاتنا، ولنأخذ صفة الرأس مثلاً، ونقول: رأس جبل، رأس إبرة، فاختلفت الصفة باختلاف نسبتها إلى موصوفها، فاختلفت الصفات باختلاف الذوات، فكيف لما تكون ذات الله عز وجل، ليست كذاتنا، وبالتالي فصفاته ليست كصفاتنا.
ومن عطل صفات الله فهو في الحقيقة يعبد عدماً، وسيخرج في النهاية إلى ذات ليس لها وجود في الخارج وإنما وجودها في الذهن وهذا يفتح علينا باب الإلحاد، والقرمطة والعياذ بالله، ومن اعتقد في صفات الله أنها كصفات البشر، هو في حقيقة أمره يعبد صنماً.
وبعض الناس يقولون: نحن نثبت الصفة، كاليد مثلاً، لكن لا نعرف معناها وهذا يلزم منه أن الله أنزل على جبريل كلاماً جبريل لا يعلمه، وأنزل جبريل على رسول الله صلى الله عليه وسلم كلاماً ومحمد صلى الله عليه وسلم لا يعلمه، فمن فوض المعنى ولم يفوض الكيفية فهذا مذهب ضلالة، لأن لازم ذلك أن جبريل قال صوتاً ما علم معناه، وأنزله على محمد صلى الله عليه وسلم ولم يعلم معناه، وأصبحت يد الله كأي صفة أخرى، ولما تأتي صفات متغايرات لذات الله عز وجل فإنه يقوم في الذهن أن لهذه معنى ولهذه معنى، وأن هذه غير تلك، وهذا ينقض أصل القول: بأن الأصل تفويض المعنى، لأنه يقوم في ذهن العاقل أن هناك تغاير بين الصفات لما تأتي متغايرات في الكتاب والسنة.
إذاً نؤمن بما ورد في كتاب الله وبما ثبت في سنة رسوله صلى الله عليه وسلم، على النحو الذي ورد، ولا نعطل ولا نشبه ولا نكيف ولا نتخيل، والله على خلاف ما يخطر في بالنا، أما إن أردت ربك ومعبودك أن يدخل في عقلك هذا أمر لازمه أنك ما عرفت ربك حق معرفته، وما قدرته حق قدرته، وجاء رجل ملحد إلى أبي حنيفة، وبدأ يسأل عن ذات الله عز وجل، وكانا يجلسان على نهر الفرات، فأخذ أبو حنيفة رحمه الله يحفر حفرة صغيرة ويأخذ من ماء النهر ويضع في الحفرة، فيتكلم الملحد وأبو حنيفة يتشاغل عنه، فقال الملحد: يا هذا انقطعت في المناظرة وسقطت حجتك وليس لك كلام، أنا في ماذا وأنت في ماذا؟ فقال له أبو حنيفة: أنا أريد أن أنقل نهر الفرات في هذه الحفرة، فقال الملحد له: إنك لمجنون، فقال أبو حنيفة: هذا أنت إن عجزت أن تنقل هذا النهر في هذه الحفرة وأنت تريد مني أن أجعل ربي ومعبودي في عقلك!
فالرب حق نؤمن بأسمائه وصفاته على ما ثبت في الكتاب وصحيح السنة، ونمسك ولا نستفصل، كما ثبت نقول هو ثابت في كتاب ربنا، على مراد ربنا، من غير تعطيل ولا تخييل ولا تمثيل فهذا مذهب أهل السنة والجماعة في الصفات ومن أوّل شيئاً فهو خارج عن أهل السنة والجماعة ولا يلزم من التأويل الكفر فالذين يؤلون من أهل القبلة لا من أهل السنة ، والله أعلم .
السؤال التاسع والعشرون ما هي الأقسام الأربعة التي ذكرها شيخ الإسلام ابن تيمية في…
الجواب :
ابن القيّم نقلَ هذا عن شيخِ الإسلام في [إعلام الموقّعين] وقال:
“بعض النّاس أهل إستعانه دون العبادة..
وبعض النّاس أهل عبادة دون إستعانة..
وبعض النّاس أهلُ عبادةٍ وإستعانة..
وبعض النّاس لا عبادة ولا إستعانة..”
عندنا إستعانة وعبادة، والعِبادة هيَ الأصل..
وقال بعضهم: {إِيَّاكَ نَعْبُدُ وإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ}
هذه إستعانة بالخاص على العام..
فالإستعانة نوع من العبادة، وقدّم الله العبادة على الإستعانة لأنّ العبادة هيَ المقصد، والإستعانة هي الوسيلة،
وهذه الوسيلة هي كما قلت نوع عبادة..
لذا شيخ الإسلام يقول: أحبّ الدعاء الى الله أن يقولَ العبد: “اللهم أعنّي على ذكرك وشُكرِك وحسن عبادتك..”
أي أن تسأل ربَّك وأن تستعينَ بهِ على عبادتهِ..
فالنّاس بالنسبة الى:
{إِيَّاكَ نَعْبُدُ وإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ}
أربعة أقسام:
* قسم أهل عبادة واستعانة – اللهم اجعلنا منهم – وهذا خير الأقسام..
* قسم أهل عبادة ولكن لا يستعينون؛ قلبُه لا يتجّه للإستعانة..
وهذا الصنف يُخذَل؛
تراه يقومُ ويقعد..
يحبو وينام؛ أي ينبطح على وجهه..
فلا يستطيع العبد أن يثبُتَ على عبادة ربِّه إلا أن يتخلّصَ من قوتهِ وحولهِ و يعترِفَ بأنّه لا حول ولا قوّة لهُ إلا بالله جلّ في علاه..وهذه هي الإستعانة..
و كذلك الإستعانة معناها: الإعتماد..
أي أن تعتمدَ على الله وأن تَثِقَ به في اعتمادك عليه..
و الإستعانة تتكوّن من أمرين:
الأمر الأول:
الإعتماد على الله، وليس فقط أن تعتمد!..بل أن تعتمدَ على الله أولا..
الأمر الثاني:
أن تَثِقَ به عند اعتمادك عليه؛
أن تَثِق بأنّ الله لن يُخيّبَكَ..
وأنّ الله تعالى لن يُضيّعك..
هذه هي الإستعانة..
* قسم أهل إستعانة وليس أهل عبادة؛ وهذا لو أحكَمَ الإستعانة فإنّ الله جلّ في عُلاه يخلّصُه من داء هواه..
وأخيرا..
* قسم – نسأل الله الرحمة – وهذا شرّ الخلق ، ليس عندَه عبادة وليس عنده إستعانة نسأل الله تعالى الرحمة..
مجلس فتاوى الجمعة بتاريخ ٢٠١٦/٥/٦
رابط الفتوى : http://meshhoor.com/fatawa/19/
خدمة الدرر الحسان من مجالس الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان
السؤال التاسع أيهما أولى للرجل طلبه للعلم أم سعيه وراء رزقه
http://meshhoor.com/wp/wp-content/uploads/2017/11/س9.mp3*السؤال التاسع: أيّهما أولى للرجل طلبه للعلم أم سعيه وراء رزقه؟*
الجواب:طلب العلم شيء؛ والواجب طلب الرزق، وهذا لا يعارض هذا، يعني أمران لا يقبلان القسمة على بعضهما البعض.
فالواجب على الإنسان أن ينفق على من يعول.
والنبي صلّى الله عليه وسلم قال كما في حديث عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما قال: كفى بالمرء إثما أن يضيع من يقوت. حسّنه شيخنا الألباني وقال:
((رواه أبو داود والنّسائي والحاكم إلاّ أنه قال: من يعول)).
وقال صحيح الإسناد. اهـ.
فالواجب على الإنسان أن ينفق؛وخير دينار ينفقه الرجل الدينار الذي ينفقه على أهله.
اما أن تطلب العلم وتضيّع أهلك؛أو تعمل وتترك طلب العلم وقراءة القرآن مثل شخص يسأل فيقول: ما هو الأفضل أأطلب العلم أم أقرأ القرآن؟
هذا لا يعارض هذا، ولم لا تطلب العلم وتقرأ القرآن، وهل بينهما معارضة.
الغلو في جانب خطأ.
أشدّ واجب في شرع الله أن تعطي كلّ ذي حقّ حقّه، أشدّ واجب في دين الله أن تعطي زوجتك حقها، وأن تعطي أمك حقها، وتعطي أختك حقها وتعطي أبوك حقّه، تعطي كل ذي حقّ حقّه.
أما أن تميل مع هواك فلا ؛ أن تميل مع الزوجة في حال صفاءها وتنسى الأم لا، وأن تميل وتغلو في الأم في حال صفاءها وتنسى الزوجة فلا.
قد يكون البرّ هوى وقد يكون الإحسان إلى الزوجة هوى.
أما أن تبقى حارسا للأحكام الشرعية قائما عليها وأن تعطي كل ذي حقّ حقّه فهذا الذي يحبه الله تعالى ويرضاه.
والله تعالى أعلم.
⬅ مجلس فتاوى الجمعة.
28 صفر 1439 هجري
2017 – 11 – 17 إفرنجي
↩ رابط الفتوى:http://meshhoor.com/fatawa/1706/
⬅ خدمة الدرر الحسان من مجالس الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان. ✍✍
⬅ للاشتراك في قناة التلغرام:
http://t.me/meshhoor
السؤال السابع عشر كيف نستفيد في أوقاتنا في هذا الزمان
http://meshhoor.com/wp/wp-content/uploads/2017/03/AUD-20170321-WA0065.mp3الجواب : حقيقة داء العرب ،وهذه عبارة وجدتها للشيخ تقي الدين الهلالي يكررها كثيرا في رسائله ولا سيما لأخيه محمد العربي أبو منصور ، كان دائما يزجره ويقول له إياك أن يصيبك داء العرب اليوم، فداء العرب اليوم الكسل.
اليوم داء العرب الكسل ، داء الناس اليوم الكسل، الناس تشكوا من الوقت وتضيع الوقت ، وللأسف لم أرى زهدا في شيء كزهد الناس في أوقاتهم، الناس يزهدون زهدا ، والله الذي لا اله هو ،أني أخاف الناس وأخاف أن أجتمع معهم ،وأخاف أن أنبسط مخافة أن يصيبني الداء الذي أصاب الناس في تضييع الأوقات ، فبقدر استطاعتي ألجم نفسي أن لا أنبسط مع الناس، وأن لا أنقطع عن كتبي ومكتبتي ، لأن الناس إن رأيت احوالهم تستغرب، جدا ، جل الخير الذي عندهم في العلم خاصة أماني، يحدث نفسه أنه سيكون طالب علم.
طالب العلم اذا ما استفاد من وقته لن يفلح ، لا أقول لا يفلح ولم يفلح وانما اقول لن يفلح .
طالب العلم يمتاز عن غيره ببخله بوقته.
فإذا رأيت طالب العلم بخيلا بوقته فاعلم أنه طالب علم ،وأعلم أنه جاد ،واعلم أنه صادق وإذا رأيت طالب علم يبذل وقته لمن هب ودب ولمن عرج ودرج ،ويمشي مع الناس ويشم الهواء ويروح جاهات ويروح يمين ويروح شمال أعلم انه زاهد في الوقت زاهد في الطلب.
طالب العلم لن يسبق أقرانه ولن يتفوق عليهم إلا بحفظه لوقته، طالب العلم الوقت عنده حياته ،ويعلم حقيقة ما كان يقول الحسن البصري وهو أحسن تعريف حضاري للإنسان، -أسوأ تعريف للإنسان تعريف المناطقة، قالوا الإنسان حيوان ينطق، يقولون الإنسان حيوان يفكر- .
أحسن تعريف حضاري للإنسان قول الحسن البصري قال :
إبن آدم إنما أنت أيام، فإذا مضى يومك ذهب بعضك ، أنت أيام ، هذه الأيام استفد منها ، استفيد من هذه الأيام .
و الله أنا أقول عن نفسي أكثر استفادة استفدتها علما وخلقا وتربية من شيخنا الامام الألباني رحمه الله لكني أكثر ما استفدت من الشيخ رحمه الله تعالى من حرصه على وقته ، الحرص على الوقت لا تعرفه إلا اذا خالطت عالما ، إن خالطت عالما صادقا تعرف أهمية الوقت والحرص على الوقت .
فطالب العلم ينبغي أن يحرص على الوقت .
أنظر إلى النبي صلى الله عليه وسلم يقول : لا تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن أربع : عن عمره فيما أفناه ، وعن شبابه فيما أبلاه .
نصف الأسئلة عن الوقت تسأل عن عمرك فيما أفنيت ، وعن شبابك فيما أبليت ، الشباب والعمر ما هذا ؟
الوقت ، ولذا للأسف موضوع الوقت عند كثير من الناس يضيع هدرا ، والنبي صلى الله عليه وسلم في صحيح البخاري يقول : “نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس ( الصحة والفراغ )” ، أن تكون صحيحا سليما وأن تكون فارغا والله أنك مغبون، ما معنى مغبون ؟
يعني الشيء الذي ثمنه عشر قروش فتشتريه بعشرة دنانير، أنت مغبون تشتري هذا الشيء، انت عندك صحة وعندك فراغ ولا تصرفها للقرآن ولا للسنة ، وأن تتعلم وتعبد الله تعالى أنت مغبون، إذا ما استفدت من وقتك.
والذي يقرأ تراجم علمائنا يجد عجبا في المحافظة على الوقت .
⬅ مجلس فتاوى الجمعة
2016 – 1 – 22 إفرنجي
↩ رابط الفتوى :
◀ خدمة الدرر الحسان من مجالس الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان.✍✍
ما رأيكم بقول القائل إن أكثر علماء الأمة أشاعرة وإن اعتقادهم هو الأصح
القول بأن الأشعرية هي الاعتقاد الأصح، فهذه فرية بلا مرية، فالصحابة ماتوا ولم يعرفوا الصفات السلبية والوجودية ولا الجوهر والعرض، ولا الاصطلاحات الفلسفية الحادثة، وكان السلف يقولون: العلم بعلم الكلام جهل، والجهل به علم، وكان الشافعي يقول: حكمي على من ترك الكتاب والسنة وأقبل على كلام الفلاسفة أن يطاف بهم بين القبائل والوديان وأن يرموا بالجريد والنعال ويقال: هذا جزاء من أقبل على علم الكلام وترك الكتاب والسنة.
وعلماء الأمة المزكون الأطهار الأخيار الذين نحبهم ونجلهم هم الذين كانوا في العصور الثلاثة الأولى وهي العصور المفضلة، وهذه العصور كانت موجودة قبل أن يخلق أبو الحسن الأشعري، فأبو الحسن الأشعري توفي سنة 330 هـ ، فهل العلماء الذين كانوا قبله وقد زكاهم النبي صلى الله عليه وسلم، هل كان دينهم ناقصاً حتى جاء أبو الحسن الأشعري؟!
وأبو الحسن الأشعري كان معتزلياً ثم لما عرف مذهب أحمد رجع وتاب، وإن كان رجوعه بالجملة وبقي عنده غبش في بعض الجزئيات، ومن كان على شيء ورجع عنه فإنه يرجع رجوعاً جملياً وليس جزئياً، فإن تعلق بعض أتباعه ببعض هذه الجزئيات فلا يجوز لهم من خلالها أن يشككوا في رجوع أبي الحسن، لأن الإنسان يظل إنساناً فيعلق به ما كان يقول به سابقاً، ورجوعه رجوع إلى قواعد كلية، فأبو الحسن الأشعري بريء مما عليه المتأخرون.
وبعض العلماء من مثل النووي وابن حجر تأثروا بكلام الأشاعرة ونقلوه وارتضوه وما كانوا محققين في علم التوحيد، فابن حجر كان محققاً في علم الحديث، والنووي كان محققاً في علم الفقه، ولما حققوا بعض المسائل حققوا ما هو على خلاف الأشاعرة، فالحافظ ابن حجر لما حقق مسألة الصوت لله في الفتح اختار خلاف مذهب الأشاعرة، والنووي في مقدمة المجموع لما حقق أول تكليف واجب على المكلف والأشاعرة يقولون إن أول واجب على المكلف النظر فلما حقق ذلك خطّأ هذا القول، وقال: أول واجب على المكلف النطق بلا إله إلا الله، لأن التوحيد الذي ندعو إليه توحيد فطري، بعيد عن الفلسفة، وعن علم الكلام، فجعل ابن حجر والنووي كالباقلاني والجويني وغيرهم من الأشاعرة الأقحاح المنشغلين بعلم الكلام، البعيدين عن نصوص الوحيين الشريفين، هذا ظلم.
فابن حجر والنووي ما أنشئا تأويلاً، ولا شيئاً جديداً عند الأشعرية، وكل الذي وقع منهم أنهم نقلوا عبارات لمؤلفين قبلهم ولبعض مشايخهم وسكتوا عنها، وفرق بين من جدد في المذهب واخترع فيه وزاد عليه وأنشأ، وبين من نقل بغفلة وعدم تحقيق فالقول بأن ابن حجر والنووي أشاعرة كسائر الأشاعرة هذا خطأ، والقول بأن علماء الأمة أشاعرة ليس بصحيح، فالأمة الطائفة المنصورة موجودة فيها، وهي ما كانت على ما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه، فالنبي صلى الله عليه وسلم بين لنا الدين، والله أنزله كاملاً على قلبه وهذه الاصطلاحات الفلسفية التي عند الأشاعرة ما كانت موجودة، وما كان يعرفها لا أبو بكر ولا عمر، ولا سائر أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان سعيد بن المسيب يقول، فيما أسنده إليه ابن عبدالبر: (ما لم يعرفه البدريون فليس من دين الله في شيء)، وأهل بدر ما علموا هذه الأشياء.
وبعض الأشاعرة يريد أن يتلطف مع الصحابة والتابعين فيقولون: ما كان عليه الصحابة أسلم، وما كان عليه المتأخرون أحكم، وهذه شنشنة فارغة، فما كان عليه أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم أسلم وأحكم، وهو دين الله الذي ارتضاه وأحبه وبلغه النبي صلى الله عليه وسلم، فالزعم بأن علماء الأمة كلهم أشاعرة هذا كلام من لا يدري ماذا يخرج من بين لحييه، كلام جاهل لا يعرف شيئاً، والله أعلم.