الجواب :
ابن القيّم نقلَ هذا عن شيخِ الإسلام في [إعلام الموقّعين] وقال:
“بعض النّاس أهل إستعانه دون العبادة..
وبعض النّاس أهل عبادة دون إستعانة..
وبعض النّاس أهلُ عبادةٍ وإستعانة..
وبعض النّاس لا عبادة ولا إستعانة..”
عندنا إستعانة وعبادة، والعِبادة هيَ الأصل..
وقال بعضهم: {إِيَّاكَ نَعْبُدُ وإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ}
هذه إستعانة بالخاص على العام..
فالإستعانة نوع من العبادة، وقدّم الله العبادة على الإستعانة لأنّ العبادة هيَ المقصد، والإستعانة هي الوسيلة،
وهذه الوسيلة هي كما قلت نوع عبادة..
لذا شيخ الإسلام يقول: أحبّ الدعاء الى الله أن يقولَ العبد: “اللهم أعنّي على ذكرك وشُكرِك وحسن عبادتك..”
أي أن تسأل ربَّك وأن تستعينَ بهِ على عبادتهِ..
فالنّاس بالنسبة الى:
{إِيَّاكَ نَعْبُدُ وإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ}
أربعة أقسام:
* قسم أهل عبادة واستعانة – اللهم اجعلنا منهم – وهذا خير الأقسام..
* قسم أهل عبادة ولكن لا يستعينون؛ قلبُه لا يتجّه للإستعانة..
وهذا الصنف يُخذَل؛
تراه يقومُ ويقعد..
يحبو وينام؛ أي ينبطح على وجهه..
فلا يستطيع العبد أن يثبُتَ على عبادة ربِّه إلا أن يتخلّصَ من قوتهِ وحولهِ و يعترِفَ بأنّه لا حول ولا قوّة لهُ إلا بالله جلّ في علاه..وهذه هي الإستعانة..
و كذلك الإستعانة معناها: الإعتماد..
أي أن تعتمدَ على الله وأن تَثِقَ به في اعتمادك عليه..
و الإستعانة تتكوّن من أمرين:
الأمر الأول:
الإعتماد على الله، وليس فقط أن تعتمد!..بل أن تعتمدَ على الله أولا..
الأمر الثاني:
أن تَثِقَ به عند اعتمادك عليه؛
أن تَثِق بأنّ الله لن يُخيّبَكَ..
وأنّ الله تعالى لن يُضيّعك..
هذه هي الإستعانة..
* قسم أهل إستعانة وليس أهل عبادة؛ وهذا لو أحكَمَ الإستعانة فإنّ الله جلّ في عُلاه يخلّصُه من داء هواه..
وأخيرا..
* قسم – نسأل الله الرحمة – وهذا شرّ الخلق ، ليس عندَه عبادة وليس عنده إستعانة نسأل الله تعالى الرحمة..
مجلس فتاوى الجمعة بتاريخ ٢٠١٦/٥/٦
رابط الفتوى : http://meshhoor.com/fatawa/19/
خدمة الدرر الحسان من مجالس الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان
التصنيف: أسئلة منهجية
السؤال التاسع أيهما أولى للرجل طلبه للعلم أم سعيه وراء رزقه
http://meshhoor.com/wp/wp-content/uploads/2017/11/س9.mp3*السؤال التاسع: أيّهما أولى للرجل طلبه للعلم أم سعيه وراء رزقه؟*
الجواب:طلب العلم شيء؛ والواجب طلب الرزق، وهذا لا يعارض هذا، يعني أمران لا يقبلان القسمة على بعضهما البعض.
فالواجب على الإنسان أن ينفق على من يعول.
والنبي صلّى الله عليه وسلم قال كما في حديث عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما قال: كفى بالمرء إثما أن يضيع من يقوت. حسّنه شيخنا الألباني وقال:
((رواه أبو داود والنّسائي والحاكم إلاّ أنه قال: من يعول)).
وقال صحيح الإسناد. اهـ.
فالواجب على الإنسان أن ينفق؛وخير دينار ينفقه الرجل الدينار الذي ينفقه على أهله.
اما أن تطلب العلم وتضيّع أهلك؛أو تعمل وتترك طلب العلم وقراءة القرآن مثل شخص يسأل فيقول: ما هو الأفضل أأطلب العلم أم أقرأ القرآن؟
هذا لا يعارض هذا، ولم لا تطلب العلم وتقرأ القرآن، وهل بينهما معارضة.
الغلو في جانب خطأ.
أشدّ واجب في شرع الله أن تعطي كلّ ذي حقّ حقّه، أشدّ واجب في دين الله أن تعطي زوجتك حقها، وأن تعطي أمك حقها، وتعطي أختك حقها وتعطي أبوك حقّه، تعطي كل ذي حقّ حقّه.
أما أن تميل مع هواك فلا ؛ أن تميل مع الزوجة في حال صفاءها وتنسى الأم لا، وأن تميل وتغلو في الأم في حال صفاءها وتنسى الزوجة فلا.
قد يكون البرّ هوى وقد يكون الإحسان إلى الزوجة هوى.
أما أن تبقى حارسا للأحكام الشرعية قائما عليها وأن تعطي كل ذي حقّ حقّه فهذا الذي يحبه الله تعالى ويرضاه.
والله تعالى أعلم.
⬅ مجلس فتاوى الجمعة.
28 صفر 1439 هجري
2017 – 11 – 17 إفرنجي
↩ رابط الفتوى:http://meshhoor.com/fatawa/1706/
⬅ خدمة الدرر الحسان من مجالس الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان. ✍✍
⬅ للاشتراك في قناة التلغرام:
http://t.me/meshhoor
السؤال السابع عشر كيف نستفيد في أوقاتنا في هذا الزمان
http://meshhoor.com/wp/wp-content/uploads/2017/03/AUD-20170321-WA0065.mp3الجواب : حقيقة داء العرب ،وهذه عبارة وجدتها للشيخ تقي الدين الهلالي يكررها كثيرا في رسائله ولا سيما لأخيه محمد العربي أبو منصور ، كان دائما يزجره ويقول له إياك أن يصيبك داء العرب اليوم، فداء العرب اليوم الكسل.
اليوم داء العرب الكسل ، داء الناس اليوم الكسل، الناس تشكوا من الوقت وتضيع الوقت ، وللأسف لم أرى زهدا في شيء كزهد الناس في أوقاتهم، الناس يزهدون زهدا ، والله الذي لا اله هو ،أني أخاف الناس وأخاف أن أجتمع معهم ،وأخاف أن أنبسط مخافة أن يصيبني الداء الذي أصاب الناس في تضييع الأوقات ، فبقدر استطاعتي ألجم نفسي أن لا أنبسط مع الناس، وأن لا أنقطع عن كتبي ومكتبتي ، لأن الناس إن رأيت احوالهم تستغرب، جدا ، جل الخير الذي عندهم في العلم خاصة أماني، يحدث نفسه أنه سيكون طالب علم.
طالب العلم اذا ما استفاد من وقته لن يفلح ، لا أقول لا يفلح ولم يفلح وانما اقول لن يفلح .
طالب العلم يمتاز عن غيره ببخله بوقته.
فإذا رأيت طالب العلم بخيلا بوقته فاعلم أنه طالب علم ،وأعلم أنه جاد ،واعلم أنه صادق وإذا رأيت طالب علم يبذل وقته لمن هب ودب ولمن عرج ودرج ،ويمشي مع الناس ويشم الهواء ويروح جاهات ويروح يمين ويروح شمال أعلم انه زاهد في الوقت زاهد في الطلب.
طالب العلم لن يسبق أقرانه ولن يتفوق عليهم إلا بحفظه لوقته، طالب العلم الوقت عنده حياته ،ويعلم حقيقة ما كان يقول الحسن البصري وهو أحسن تعريف حضاري للإنسان، -أسوأ تعريف للإنسان تعريف المناطقة، قالوا الإنسان حيوان ينطق، يقولون الإنسان حيوان يفكر- .
أحسن تعريف حضاري للإنسان قول الحسن البصري قال :
إبن آدم إنما أنت أيام، فإذا مضى يومك ذهب بعضك ، أنت أيام ، هذه الأيام استفد منها ، استفيد من هذه الأيام .
و الله أنا أقول عن نفسي أكثر استفادة استفدتها علما وخلقا وتربية من شيخنا الامام الألباني رحمه الله لكني أكثر ما استفدت من الشيخ رحمه الله تعالى من حرصه على وقته ، الحرص على الوقت لا تعرفه إلا اذا خالطت عالما ، إن خالطت عالما صادقا تعرف أهمية الوقت والحرص على الوقت .
فطالب العلم ينبغي أن يحرص على الوقت .
أنظر إلى النبي صلى الله عليه وسلم يقول : لا تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن أربع : عن عمره فيما أفناه ، وعن شبابه فيما أبلاه .
نصف الأسئلة عن الوقت تسأل عن عمرك فيما أفنيت ، وعن شبابك فيما أبليت ، الشباب والعمر ما هذا ؟
الوقت ، ولذا للأسف موضوع الوقت عند كثير من الناس يضيع هدرا ، والنبي صلى الله عليه وسلم في صحيح البخاري يقول : “نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس ( الصحة والفراغ )” ، أن تكون صحيحا سليما وأن تكون فارغا والله أنك مغبون، ما معنى مغبون ؟
يعني الشيء الذي ثمنه عشر قروش فتشتريه بعشرة دنانير، أنت مغبون تشتري هذا الشيء، انت عندك صحة وعندك فراغ ولا تصرفها للقرآن ولا للسنة ، وأن تتعلم وتعبد الله تعالى أنت مغبون، إذا ما استفدت من وقتك.
والذي يقرأ تراجم علمائنا يجد عجبا في المحافظة على الوقت .
⬅ مجلس فتاوى الجمعة
2016 – 1 – 22 إفرنجي
↩ رابط الفتوى :
◀ خدمة الدرر الحسان من مجالس الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان.✍✍
ما رأيكم بقول القائل إن أكثر علماء الأمة أشاعرة وإن اعتقادهم هو الأصح
القول بأن الأشعرية هي الاعتقاد الأصح، فهذه فرية بلا مرية، فالصحابة ماتوا ولم يعرفوا الصفات السلبية والوجودية ولا الجوهر والعرض، ولا الاصطلاحات الفلسفية الحادثة، وكان السلف يقولون: العلم بعلم الكلام جهل، والجهل به علم، وكان الشافعي يقول: حكمي على من ترك الكتاب والسنة وأقبل على كلام الفلاسفة أن يطاف بهم بين القبائل والوديان وأن يرموا بالجريد والنعال ويقال: هذا جزاء من أقبل على علم الكلام وترك الكتاب والسنة.
وعلماء الأمة المزكون الأطهار الأخيار الذين نحبهم ونجلهم هم الذين كانوا في العصور الثلاثة الأولى وهي العصور المفضلة، وهذه العصور كانت موجودة قبل أن يخلق أبو الحسن الأشعري، فأبو الحسن الأشعري توفي سنة 330 هـ ، فهل العلماء الذين كانوا قبله وقد زكاهم النبي صلى الله عليه وسلم، هل كان دينهم ناقصاً حتى جاء أبو الحسن الأشعري؟!
وأبو الحسن الأشعري كان معتزلياً ثم لما عرف مذهب أحمد رجع وتاب، وإن كان رجوعه بالجملة وبقي عنده غبش في بعض الجزئيات، ومن كان على شيء ورجع عنه فإنه يرجع رجوعاً جملياً وليس جزئياً، فإن تعلق بعض أتباعه ببعض هذه الجزئيات فلا يجوز لهم من خلالها أن يشككوا في رجوع أبي الحسن، لأن الإنسان يظل إنساناً فيعلق به ما كان يقول به سابقاً، ورجوعه رجوع إلى قواعد كلية، فأبو الحسن الأشعري بريء مما عليه المتأخرون.
وبعض العلماء من مثل النووي وابن حجر تأثروا بكلام الأشاعرة ونقلوه وارتضوه وما كانوا محققين في علم التوحيد، فابن حجر كان محققاً في علم الحديث، والنووي كان محققاً في علم الفقه، ولما حققوا بعض المسائل حققوا ما هو على خلاف الأشاعرة، فالحافظ ابن حجر لما حقق مسألة الصوت لله في الفتح اختار خلاف مذهب الأشاعرة، والنووي في مقدمة المجموع لما حقق أول تكليف واجب على المكلف والأشاعرة يقولون إن أول واجب على المكلف النظر فلما حقق ذلك خطّأ هذا القول، وقال: أول واجب على المكلف النطق بلا إله إلا الله، لأن التوحيد الذي ندعو إليه توحيد فطري، بعيد عن الفلسفة، وعن علم الكلام، فجعل ابن حجر والنووي كالباقلاني والجويني وغيرهم من الأشاعرة الأقحاح المنشغلين بعلم الكلام، البعيدين عن نصوص الوحيين الشريفين، هذا ظلم.
فابن حجر والنووي ما أنشئا تأويلاً، ولا شيئاً جديداً عند الأشعرية، وكل الذي وقع منهم أنهم نقلوا عبارات لمؤلفين قبلهم ولبعض مشايخهم وسكتوا عنها، وفرق بين من جدد في المذهب واخترع فيه وزاد عليه وأنشأ، وبين من نقل بغفلة وعدم تحقيق فالقول بأن ابن حجر والنووي أشاعرة كسائر الأشاعرة هذا خطأ، والقول بأن علماء الأمة أشاعرة ليس بصحيح، فالأمة الطائفة المنصورة موجودة فيها، وهي ما كانت على ما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه، فالنبي صلى الله عليه وسلم بين لنا الدين، والله أنزله كاملاً على قلبه وهذه الاصطلاحات الفلسفية التي عند الأشاعرة ما كانت موجودة، وما كان يعرفها لا أبو بكر ولا عمر، ولا سائر أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان سعيد بن المسيب يقول، فيما أسنده إليه ابن عبدالبر: (ما لم يعرفه البدريون فليس من دين الله في شيء)، وأهل بدر ما علموا هذه الأشياء.
وبعض الأشاعرة يريد أن يتلطف مع الصحابة والتابعين فيقولون: ما كان عليه الصحابة أسلم، وما كان عليه المتأخرون أحكم، وهذه شنشنة فارغة، فما كان عليه أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم أسلم وأحكم، وهو دين الله الذي ارتضاه وأحبه وبلغه النبي صلى الله عليه وسلم، فالزعم بأن علماء الأمة كلهم أشاعرة هذا كلام من لا يدري ماذا يخرج من بين لحييه، كلام جاهل لا يعرف شيئاً، والله أعلم.
السؤال السادس هل يقبل حد الحرابة العقل والإسقاط
http://meshhoor.com/wp/wp-content/uploads/2016/11/AUD-20161126-WA0053.mp3الجواب:
الله عز وجل أجابنا عن هذا الله عز وجل يقول في سورة المائدة ” إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا أَن يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُم مِّنْ خِلَافٍ أَوْ يُنفَوْا مِنَ الْأَرْضِ ۚ ذَٰلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيَا ۖ وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ (33)
قال الله بعدها مباشرة
” إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا مِن قَبْلِ أَن تَقْدِرُوا عَلَيْهِمْ ۖ فَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ (34)
يعني إنسان يقتل وعليه حد الحرابة والله جل في علاه شرح صدره للتوبة فجاء قبل أن يقدر عليه المسلمون جاء تائبًا من قبل أن يُقدر عليه
هذا تقبل توبته أم لا تقبل ؟ تقبل.
وأما إذا أمسكنا به و استطعنا أن نسيطر عليه، واستطعنا أن نقبض عليه، وهو متلبس بهذا الفعل؛ فبعد أن قدرنا عليه قال: أنا تبت.
قلنا له: الآن توبتك تنفعك يوم الآخرة أما في الدنيا؛ فلا بُد أن يقام عليك حد الحرابة
الله يقول ” إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا مِن قَبْلِ أَن تَقْدِرُوا عَلَيْهِمْ ۖ فَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ (34)
والله تعالى أعلم.
⬅ مجلس فتاوى الجمعة.
25 / صفر / 1438 هجري
2016 / 11 / 25 إفرنجي
↩ رابط السؤال :
◀ خدمة الدرر الحسان من مجالس الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان.✍✍?
السؤال السابع أقترح أن تجعل لنا أنت مجلسا تسألنا فيه عن أسئلة…
http://meshhoor.com/wp/wp-content/uploads/2016/07/س-7.mp3الجواب : مثل هذه الأسئلة حقيقةً هي تقوي الملكة ، أنا صعب أن أجعل مجلساً فقط للألغاز الشرعية لكن أنا أقول لمن أراد أن يُنمي ملكته بالفقه عليه أن يعتني بالفروق وعليه أن يعتني بالألغاز الفقهية وكُتب الأشباه والنظائر ، فأنا ممكن أعرف حُكُم مسألة من خلال مسألة أخرى شبيهة بها تلحَق بها بإلغاء فارق أو بعلة جامعة ، بل ممكن أعرف بعض المسائل بوجود قواعد طُرُق استنباط واحدة .
لذا بعض عُلَماءِ اللغة يقولون: أصول الفقه شبيهة بأصول النحو ، قالوا لما؟، قالوا لأنَّ كليهما معقول مأخوذ من منقول ، النحو معقول مأخوذ من منقول ، والأصول معقول مأخوذ من منقول ، لذا لمَّا سُئِل بعض الفقهاء : رَجُلٌ سَجَدَ للسهو فسهى في سهوهُ فماذا عليه؟، فأجاب فقال : التصغير لايُصغَّر ، أجاب بماذا ؟
أجاب بمسألة لغوية ، هو يسأل بمسألة فقهية فكان الجواب بمسألة نحوية ، قال التصغير لا يُصغَّر
، فالوجه الجامع بين مسائل الفقه ومسائل اللغة هذا معقول مأخوذ من منقول وهذا معقول مأخوذ من منقول ، إذا أردتَ أن تُقوي ملكتكَ في الفقهِ فسبب تقوية ملكتك أن تعرف الأشباه والنظائر ، ولذا درجت كُتُبُ الأشباه والنظائر في آخرها أن يكون هناك باب في الألغاز النحوية ، وألَّفَ في الألغاز النحوية جمع من العلماء أجمعها وأحسنها وأوسطها كتاب *الإسنوي* رحمهُ الله تعالى .
⬅ مجلس فتاوى الجمعة
2016 – 7 – 15
↩ رابط الفتوى :
◀ خدمة الدرر الحسان من مجالس الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان✍ .
الجواب : مثل هذه الأسئلة حقيقةً هي تقوي الملكة ، أنا صعب أن أجعل مجلساً فقط للألغاز الشرعية لكن أنا أقول لمن أراد أن يُنمي ملكته بالفقه عليه أن يعتني بالفروق وعليه أن يعتني بالألغاز الفقهية وكُتب الأشباه والنظائر ، فأنا ممكن أعرف حُكُم مسألة من خلال مسألة أخرى شبيهة بها تلحَق بها بإلغاء فارق أو بعلة جامعة ، بل ممكن أعرف بعض المسائل بوجود قواعد طُرُق استنباط واحدة .
لذا بعض عُلَماءِ اللغة يقولون: أصول الفقه شبيهة بأصول النحو ، قالوا لما؟، قالوا لأنَّ كليهما معقول مأخوذ من منقول ، النحو معقول مأخوذ من منقول ، والأصول معقول مأخوذ من منقول ، لذا لمَّا سُئِل بعض الفقهاء : رَجُلٌ سَجَدَ للسهو فسهى في سهوهُ فماذا عليه؟، فأجاب فقال : التصغير لايُصغَّر ، أجاب بماذا ؟
أجاب بمسألة لغوية ، هو يسأل بمسألة فقهية فكان الجواب بمسألة نحوية ، قال التصغير لا يُصغَّر
، فالوجه الجامع بين مسائل الفقه ومسائل اللغة هذا معقول مأخوذ من منقول وهذا معقول مأخوذ من منقول ، إذا أردتَ أن تُقوي ملكتكَ في الفقهِ فسبب تقوية ملكتك أن تعرف الأشباه والنظائر ، ولذا درجت كُتُبُ الأشباه والنظائر في آخرها أن يكون هناك باب في الألغاز النحوية ، وألَّفَ في الألغاز النحوية جمع من العلماء أجمعها وأحسنها وأوسطها كتاب *الإسنوي* رحمهُ الله تعالى .
⬅ مجلس فتاوى الجمعة
2016 – 7 – 15
↩ رابط الفتوى :
◀ خدمة الدرر الحسان من مجالس الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان✍
السؤال الثالث ماهو الراجح في مسألة المجاز في اللغة الجواب
http://meshhoor.com/wp/wp-content/uploads/2017/02/AUD-20170211-WA0030.mp3المجاز اختلف أهل العلم على ثلاثة أقوال:
القول الأول :
بعض أساطيل اللغة أئمة اللغة كابن فارس ينفي أن يكون في اللغة أصلًا مجاز.
القول الثاني :
بعضهم نفى أن يكون في في الأسماء والصفات مجاز.
القول الثالث :
أثبت المجاز في كل شيء .
صفات الله تعالى وأسماؤه على الحق والحقيقة؛لأن ذات الله ليست كذواتنا ، فأسماؤه وصفاته ليست كأسمائنا ولا كصفاتنا،وعدم الإيمان بأسماء الله وصفاته؛بسبب أننا نحن متلبسون بهذه الصفات ،فاسد، وفساده تشبيه المخلوق بالخالق ، ومن المعلوم أنّ صفات المخلوقين إذا أضيفت إلى ذوات مختلفات؛فإنها تختلف باختلاف الذوات،فلما نقول رأس نقول رأس امرأة،نقول رأس جمل،نقول رأس جبل،كل صفة تختلف باختلاف الإضافة للذوات فلا يجوز أن نقول الله جلّ في علاه له يدان نحن لدينا يدان وليس لله يدان ،فوجود المجاز في الأسماء والصفات باطل،وما عدى ذلك فالأمر أمر لغة،علمًا أن الإمام أبا عبيدة معمر بن المثنى ألّف كتابا مطبوعا في مجلدين سماه مجاز القرآن وكان مراده بالمجاز الغريب ، حينئذ الإختلاف أصبح اختلاف اصطلاحات .
شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في مئات المواطن من كتبه يرد على من أثبت المجاز وتوسع فيه وبعض الناس يتوهم أن المجاز -يعني هذه اللفظة مجاز -هي من المجاز والصواب أنها ليست من المجاز ، مثل تسأل القريه قالوا القرية لا تسأل فاسألوا اهل القريه،لا هي حقيقة حق وحقيقه مثل الذوق.
شيخ الإسلام له تفصيل طويل في الذوق وأن الذوق لايلزم منه الذوق باللسان فالذوق يكون أيضا يستخدم في غير اللسان استخداما عربيا أصيلا وليس مجاز ولا استعارة ، وهذه مسألة تصبح أقرب منها للغة من كونها من الشريعة .أما أسماء الله تعالى وصفاته؛ فالواجب إثباتها كما هي والله تعالى أعلم .
⬅ مجلس فتاوى الجمعة
13 جمادى الأولى 1438 هجري
2017 – 2 – 10 إفرنجي
↩ رابط الفتوى :
◀ خدمة الدرر الحسان من مجالس الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان.✍✍
هل من مسح رأسه الربع على المذهب الحنفي وهو يعتقد المذهب الحنفي هل وضوءه باطل
أولا: ليس مذهب أبي حنيفة الربع، إنما مذهبه الشعرة والشعرتين، والثلاثة تجزئ، وإجزاء الربع هو مذهب الشافعية، والراجح لما قلنا أكثر من مرة، أن الواجب استيعاب جميع الرأس، وهذا مذهب مالك وأحمد، ولم يثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه مسح على شيء من شعره إلا بالعمامة، ومن غير عمامة ما ثبت أنه صلى الله عليه وسلم مسح على جزء من شعره.
لكن لو أن رجلاً اعتقد في مسألة مذهباً ما بناءً على الدليل، وأنا اعتقدت خلافه، فليس لي أن أفقه أو أبدعه، فلو مثلاً دعينا على طعام، وقدم على المائدة طعام فيه لحم إبل، وكان معنا إمام مسجد، وهو يعتقد أن أكل لحم الإبل ليس ناقضاً للوضوء فصلى بنا دون أن يتوضأ [فهل نترك الصلاة خلفه] ونقول هو فاسق تارك صلاة يصلي من غير وضوء، لا يجوز هذا، فهو متأول مخطئ، فهذه المسائل ينبغي أن نعتني بها، وننتبه لها، فمراعاة خلاف العلماء من سمات الموفقين، فإن رأيت أخاً لك خالفك في رأي، وهذا الرأي محتمل ، فيكون الأمر بين صواب وخطأ، وراجح ومرجوح، ولا تضلله ولا تفسقه ولا تبدعه، فليس لك ذلك.
فلو أن امرأة معروف عنها التقوى والورع والعفاف والصيانة ، زوجت نفسها بنفسها، نؤثمها، لكن لا نقول عنها زانية، إن كانت تعتقد مذهب أبي حنيفة.
أما من يلف ويدور ويبحث عن مثل هذه الرخص والخلافات فهذا الذي يُزجر، ويُؤمر، ويُنهى.
السؤال السادس عشر هل العامي مخير في فتوى من يتبعه في المسائل…
الجواب : لا ..العامي ليس بمخيّر ّ ، الله يقول :{ فَاسْأَلُواْ أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ }
قال أئمة التحقيق : لمّا جلّ في عُلاه أمرَ من لا يعلم أن يسأل من يعلم ، المُراد أن يقطع عليه الاختيار ! العاميّ لا يُترك في اختياره !
يعني مثلًا في عدّة أقوال ، نختار أي الأقوال أصوب ؟
الإنسان بلغه في مسألة فقهيّة عدة أقوال ، ما هو الصوابُ فيها ؟
إذا تركنا لهُ الخيار فهذا يفتح باب الهوى !
والله أمر من لا يعلم أن يسأل من يعلم حتّى يُبعِد عنه الهوى ، فمنهم من قال يختار القول الأكثر ، ومنهم من قال يختار القول الأثقل ، ومنهم من قال يختار القول الأسهل ، ومنهم من قال يتخيّر ، ومنهم من قال يختار قول الأعلم ..
والصواب أنّ الواجبَ على العبدِ في حالِ جهلهِ وعدم معرفتِهِ في مسألةٍ ما أن يختار قول أعلم من يظنّ في هذا الباب ،، علمًا أن العلوم تتجزأ ، فالصحّابة :
كان معاذ أعلم النّاس في الحلال والحرام ..
وكان زيد بن ثابت أعلم النّاس بالفرائض ..
وكان علي بن أبي طالب أعلم النّاس بالقضاء..
وهذا يُسمّى عند علماء الأصول ، يقولون الاجتهاد يتجزّأ ،، الاجتهاد أبواب ، قد تجد إنسان عالم في المناسك كعطاء !! عطاء كان أعلم من الصحابة في المناسك !
قد يكون عندنا شخص آخر أعلم بالفرائض ، ولا نأخذ منه مناسك. فأنت المطلوب منك أن تتّبع أعلم من تظن في هذا الباب، من هو أعلم من تظن ؟ الواجب عليك أن تتّبعهُ ، والله تعالى أعلم .
مجلس فتاوى الجمعة بتاريخ ٢٠١٦/٥/٦
خدمة الدرر الحسان من مجالس الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان✍?
السؤال الرابع والعشرون سؤال من جامعة العلوم التطبيقية نرجوا من شيخنا الفاضل أن…
الجواب : العُقولُ مُتفاوِتة ، والعُقولُ نِسبيَّة ، ولَو رَدَدْنا الأحاديثَ بِالعُقولِ ، فكلُّ حديثٍ لا تَفهَمُهُ فَهمًا صحيحًا تَردُّهُ !
مثلًا ابتُلينا بِرَجُلٍ في هذا الزمانِ وهُو قد تُوفّي – أسألُ الله أنْ يتجاوَزَ عنهُ – اسمُه ” جمال البنَّا ” أخو حسنْ البنَّا مُؤسِس الإخوان المُسلمين .
جمال البنَّا رجلٌ مُجرِم ؛ يَردُّ الأحاديثَ بِعقلِه بِجُرأة وقِحَة وسُوء أدب بطريقةٍ غريبةٍ ، المُشكلة في الفَهم ؛ لمَّا يكون فَهمُك َللأمر خطأ هُنا المُشْكِلَة ؛ مثلًا : في صحيحِ مُسلِم اذا مات ابن آدم ففي الحديث : ” يَتْبَعُ المَيِّتَ ثَلاَثَةٌ ، فَيَرْجِعُ اثْنَانِ وَيَبْقَى مَعَهُ وَاحِدٌ : يَتْبَعُهُ أَهْلُهُ وَمَالُهُ وَعَمَلُهُ ، فَيَرْجِعُ أَهْلُهُ وَمَالُهُ وَيَبْقَى عَمَلُهُ ” ؛ فيقولُ جمال البنا المُسلِمون ليست عندَهم عُقول ! من يموتُ ويَتبعُهُ مالُه ! كيف تُصدِّق أنَّ هذا من قَوْل النَّبي !! استخدم العقل !
قال من يموت ويَتبعُهُ مالُهُ ! هذا جُنون !!!.
فهذا الرجل لا يميز أن أغلب أموالِ النَّاس قديمًا كان من الدَّواب، والنَّاس كانت تُدْفَن على الدَّواب ويتبَعُهُ مالُهُ ، لم يكن عندَهم أرصدة في البنوك ، والنَّبيُّ – صلَّى الله عليه وسلّم – يقولُ لِعَوْف بن مالك الأشجعيْ في صحيح البُخاري : ” يا عَوْف اعدُدْ ستًّا بين يديّ الساعة …( خصال ) ” فذَكَر النَّبيُّ – صلّى الله عليه وسلّم – من بينها : ” اسْتِفَاضَةُ الْمَالِ حَتَّى يُعْطَى الرَّجُلُ مِئَةَ دِينَارٍ فَيَظَلُّ سَاخِطًا ” ؛ يُعطى مئةُ دينارٍ ويظلُّ ساخطًا !!
لعلَّ المِئةَ دينارٍ في ذلك الزَّمان ما كُنتَ تجِدُها في جميع المدينة ! ما كان عندَهمْ أموال ، فالحافِظُ ابن حجرٍ العسقلاني في فتح الباري لمَّا عَرَّفَ المال ،
قال : السَّاكِتُ النَّاطِق ؛
قالوا: ما معنى السَّاكتُ النّاطق ؟
قال: السَّاكت أي الأرض والدُّور والنَّاطق هو الدَّواب
هذهِ هيَ أموالُهم ، أموال القَوْمِ ساكتٌ وناطق ؛ فالساكت هي الأراضي التي يزرعون ، والدُّور التي يسكنون ، والنَّاطِق هي الدَّواب التي يرْكَبُون ، فلمَّا تغيَّرَ طبيعةُ المالِ ، ولم يقتضي الإنسان بِالمُرادِ من المال في زمنِ النَّبيِِّ -صلى الله عليه وسلّم – فقاسَ الحالَ على الماضي ؛ استشكلَ الحديث !!
فلو تَذَكَّرَ الحديثَ وحالُ المالِ ومعنى المال في الزَّمنِ الذي صدرَ فيهِ الحديث ، فالعقلُ لن يَرُدَّ الحديث ، فالعقْلُ يَرُدَّ الحديث أحيانًا بأسبابِ تَغيُّرِ الأحوالِ ، ولذا لا يجوزُ أن نُطلِقَ العَقْل ونَرُدُّ الأحاديثَ لأنها لا ترْكَبُ على عُقولِنا ، إذا كانت العِلَّةُ في عقلِك !! ماذا نفعلُ لك !!
المجنون هل يَتَّهِمُ عقلَهُ ؟ ، من الذي يَتَّهِمُ عقلَهُ ؟! أكْمَلَ الخلق الذي يَتَّهِمُ عقلَهُ ، لذا قَوْلُ عمر بن الخطّاب : اتَّهِموا رأيكُم على دينِكم ” ، دلالة على الكَمال في حقِّ عُمر ، هذا من مناقِبِ عُمر أن تتَّهِم عقلك ، أمَّا النَّاس اليَوْم ما أسْهَل أن ( تَرُدَّ) الحديث ، لماذا تَرُدُّ الحديث ؟ لأنَّه هو فاهم الحديث والدِّين بشكل خاطِئ ، فهو فاهم الحديث خطأ .
التقيْتُ مرة مع شخص مُعتَزِلي مرَّة( هو أيضًا قد تُوفِّي ) في بعضِ المكتبات ، قالِ لي : أنتَ فُلان ، قلتُ لهُ : أنا فُلان ، فترَكني و ركَضَ وأتى بصحيحِ البُخاري ( جاءَ بالبُخاري بين يدَيْه ) فَهِمتُ منه ماذا يُريد !
قال : ما رَأيُك بهذا الكتاب ؟
قُلتُ : هذا كتاب فيهِ أحاديث صحيحة
قال: معْقول كُلُّ ما فيهِ صحيح ؟!
قلتُ: كل ما فيه صحيح .
قال: سأفتَحُ لكَ على أي حديث وسأردُّهُ ،
قلتُ : لماذا ترُدُّهُ ؟
قال : أنتم ليس عندَكم عُقول !! أنتم تَقْبلون بدون َعقل !! أمَّا أنا فأُفكِّر .
فسألتهُ : العقلُ واحدُ أم العقل نِسْبي؟
هل عقلُ النَّاس واحد !يعني لمَّا الأحاديث تُعرض على كُل النَّاس ، الكلُ يَرُد أم أُناس تَرُد وأُناس تَقبل ، العقل النِّسبي .
قلتُ لَهُ : أنا أقبل أن تَرُدَّ الحديث بعقلِ أهلِ الصَّنعة ، ليسَ بِعقلِكَ المُجرَّد ، عقْل أهلُ الصَّنْعة ، ما معنى عقْلُ أهلِ الصَّنعة ؟ أي عقل المُحدِّث .
أنا أسألُكم الآن ، يا من تَعرِفون لنا من عِلم مُصطلَحِ الحديثِ ، أليسِ عندَنا حديث في المُصطلح يُسمّى حديث شاذ ويُسمَّى حديث مُنكر !! لمَّا جعلنا نوْعًا للحديث الشاذ ونوْعًا للحديثِ المُنكر ، وكِلاهُما من الأحاديثِ المُعلَّة ، لماذا حكَمنا على هذا بِأنّهُ شاذ أو بِأنّهُ مُنكر ؟ لِعَدَمِ مُوافقتهِ للعقْلِ الحديثي ، العقْل الحديثيْ كيفَ عرَفَ بأنّهُ شاذ أو مُنكر ؟
حديث خالفَ سائر الأحاديث نَرُدُّه ! لكن لا نُطلِق الأمر للعَنان هكذا ، فأنا لمَّ أرُدَّ الحديث بالعقْل ، العقْل الذي يَرُدَّ الحديث هو عقلُ صاحبِ الصَّنعة ، أنتَ في مِهنتك ، أتقبَلُ أن يأتي أحد ويعتدي على مِهنتَك ويخوض فيها ويقدح ويتكلَّم فيها من لا يَعلَم ؟! غير مقبول ! غير مقبول أي إنسان إن كان معتوه أو مجنون ويتخيَّل شيئًا فأصبَحَ يَقبل ويَرُد هكذا ، وإلَّا ما أصبحَ لنا دين ، وإلَّا فَتحنا بابًا على المُشغبين المُلحدين بِأن يَطعنوا بكتابِ الله رب ِّالعالمين !!
هُنالِكَ بعض الآيات في كِتاب الله جلَّ في عُلاه عندَ بَعضِ العُقول لا تقبَلُها ، فإذا دخلتَ على السُّنَّة وفتحت البابَ واسِعًا بِأن تَرُدَّ الأحاديث في السُّنَّة ، فهذا مدعاةٌ لأن تَدخُلَ على الكتاب ( القرآن) وتقول هذهِ الآية لا أقبلُها وهكذا ! والله يقول : { وَإِذْ قُلْنَا لَكَ إِنَّ رَبَّكَ أَحَاطَ بِالنَّاسِ ۚ وَمَا جَعَلْنَا الرُّؤْيَا الَّتِي أَرَيْنَاكَ إِلَّا فِتْنَةً لِّلنَّاسِ وَالشَّجَرَةَ الْمَلْعُونَةَ فِي الْقُرْآنِ ۚ وَنُخَوِّفُهُمْ فَمَا يَزِيدُهُمْ إِلَّا طُغْيَانًا كَبِيرًا } [ الإسراء:٦٠] ، هل العقْل يَقبَل أن يكون هُناكَ شجرةً ملعونةً في النَّار !! شجرة في النَّار ، أَتُصدِّق ؟ نعم أُصدِّق ، لأنَّ الأمرَ مرَدُّه على قُدرةِ الله ، هل الله عاجز – جلَّ في عُلاه؟- وهو الذي قد أخبَرَني في كِتابِه – وأنا لا أشُك قيدُ أُنْمُلة أنَّ هذا الكلام من كلام الله تعالى – أنَّه يوجد شجرة ملعُونة في القرآن ، نعم، يوجد شجرة ملعونة في القرآن ، ولا تأكلها النَّار، طبعًا اليوْم العِلم يُفسِّرُ هذا ، اليوْم أنا رأيت بعض المشاهد في بعضِ النِّيران ، النَّار تبقى مع وجود الشَّجر ! بعض الزنادِقة في زمن شيخُ الإسلامِ ابن تيميِّة كانوا يضعون مواد، كانوا ينتَسبون للرِفاعيِّة ، فكانوا يضعونَ مواد على أبدانِهم تحُولُ دونَ وصولِ النَّار إلى الجلد ، وكانوا يدخلون النِّيران ويخرجون منها ، وكانوا يُغرِّرون حُكَّام بِلادِهم في ذلك الزَّمان ، ويَعتَقِدون أنَّهم أولياء لله وأنَّ علامةَ وِلايَتهم دخولُهم النَّار وأنَّ النَّار لا تَأكُلُهم ، فجاءُوا إلى شيخِ الإسلامِ ابن تيميِّة وتَحدُّوهُ ، فتَحدَّاهم وقالَ : أنا أدخلُ وأنتم تدخلون لكن قبلَها تغتسلون بِالماءِ الحار وبكذا وكذا ، ثُمَّ أنا أدخُلُ ، إن دخلتُم دخلتُ وراءكُم ، أمّا تُدلِّس وتُكذب على النَّاس وتضع على جِلدَك مواد وتدخُل النَّار وتقول : أنا وليُّ الله وأنتَ والعياذُ بالله زِنديق !! وأنت ترتَكِبُ المُحرَّمات وصاحب لِواط وصاحِبُ أكل الحشيش ( كانوا أكلة حشيش وأصحابُ لِواط ) ، معروفٌ عنهم ؛ يلُوطون بالصِّغار ويأكلون الحشيش ويقولون نحنُ أولياءٌ لله ، كيف أنتم أولياء لله !! كيف أنت وليٌّ لله وانت تفعلُ المُوبِقات !! أنتَ واضُع شيء على جِلدِك وتدخُلِ النَّار ، اغتسل بالماء الحار وأدخُل أنا وإياك ، فكانَ يقول شيخُ الإسلام لو دَخلوا لدخلتُ وراءهُم ، فالله لا يُضيِّعُ الصَّادق ، فالشَّاهد هُنا أنَّ لله حِكَم ؛ أنَّه مُمكن أشياء أنتَ لا تَقبلَها ، ولكن يوجد أشياء قد تكون مُشاهَدة ! كَمْ من شيءٍ تُشاهِدُهُ والعقلُ لا يُحيطُ بهِ ، قال تعالى : { وَلَا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِّنْ عِلْمِهِ إِلَّا بِمَا شَاءَ } [ البقرة :٢٥٥] ، والعقْلُ لا يُمكن أن يُحيطَ بهِ جميعُ حِكمِ الله سُبحانه وتعالى وأوامره ، فهوَ السَّيِّد سبحانه وتعالى ، فالعقلُ أمرٌ نِسبيٌّ والعقلُ ليسَ واحد ؛ عقلي ليس مثل عَقلُك ، ودائِمًا نقولُ فيما سَمِعناهُ من مشايِخِنا – رحمهم الله – أنَّ الله جلَّ في عُلاه لمَّا وزَّع الأرزاقَ ، لَمْْ يقبلْ أحَدٌ بِرِزقه ، ولمَّا وزَّع الله العُقول الكُلٌّ رَضيَ بِعقلِه ، حتى المجنُون يقول : يا سلام لو عقلِ النَّاس مثل عقلي ما حصَلَت مُشكِلة في الدُّنيا ، يعني المجنُون يرى عقلَهُ فوْقَ عُقولِ الخَلق ، فالكُل راضٍ بعقلِهِ ، ولكن الرِّزق لا يوجد أحد راضٍ برزقِهِ وإلى الله المُشتكى ، فإذا واحد يُريد أن يَجعلَ عقلَهُ حَكَمًا على دينِهِ وحَكمًا على رَبِّه فهذا خطأ ، الِعلمُ والعقلُ أيُّهما أفضل ؟ أيُّهما يُقدَّم على الآخر ؟ العِلم ،
ولِذا الشَّاعر يقول في أبيات جميلة في مُقارنَةً بينَ العِلمِ والعقلِ ) :
عِلْمُ الْعَلِيمِ وَعَقْلُ الْعَاقِلِ اِخْتَلَفَا
مَنْ ذَا الَّذِي فِيهِمَا قَدْ أَحْرَزَ الشَرَفَا
فَالْعِلْمُ قَـــــــالَ أَنَا أَحْرَزَتُ غَايَتُهُ
وَالْعَقْلُ قَــــالَ أَنَا الرَّحْمَنُ بيْ عُرِفَا
فَأْفْصَحَ الْعِلْمُ إفْصَاحَاً وَقَـــالَ لَهُ
بأَيِّنَا اللهُ فِيْ فُــرْقَــانِــــــهِ اِتَّـصَـفَـا
فَبَانَ لِلْعَقْلِ أَنَّ الْعِلْمَ سَــــيِّــدُهُ
وَقَبَّلَ الْعَقْلُ رَأْسَ الْـعـِلْـمِ وَاِنْصَرَفَـا
فالعِلْم مُقدَّم على العقْل ، فيا من يَرُدُّ الأحاديث أو الآيات بالعقْل ، أقولُ لكَ بإيجاز : العِلمُ مُقدَّمٌ على العقل ، قدَّم العِلم على العقل ، والعقل يغر صاحِبَهُ ، وكم من إنسان سبَبُ تعاسَتِهِ في دُنياه ذكاؤُه أو أنَّه يعتقِدُ أنَّه ذكي ، نسألُ الله أن يَعصِمُنا من كلِّ ضُرٍ ومن كلِّ شَرٍ .
مَجلِسُ فتاوى الجُمعة : 5 – 8 – 2016
↩ رابِطُ الفتوى :
http://meshhoor.com/wp/wp-content/uploads/2016/08/س-24.mp3◀ خدمةُ الدُّرَرِ الحِسان من مجالِسِ الشّيخ مشهور بن حسن آل سلمان .✍?
