هل دعاء زيارة المقبرة خاص بالزيارة أم هو عام لكل من يمر بالمقبرة

الذي أراه أن الدعاء عام، وليس فقط للزيارة فكل من مر بالمقبرة يسن له أن يدعو فالدعاء نافع ويتأكد ذلك بما أخرجه ابن ماجه عن سعد بن أبي وقاص قال صلى الله عليه وسلم: “إذا مررتم بقبور المشركين فقولوا: أبشروا بالنار”، فعلق النبي صلى الله عليه وسلم الدعاء بالتبشير بالنار للمرور بالكافرين فكذلك أهل الإيمان يدعى لهم بالمغفرة إن حصل المرور، والله أعلم .

السؤال الثامن شيخنا الفاضل أنا أعاني من مرض مزمن -نسال الله لك العافية- وقد…

 
الجواب : هي رقية.
لكن الحديث الوارد فيها عند ابن حبان “البيت الذي تقرا فيه سورة البقرة لا يقربه الشيطان ثلاثة ايام” ، أما المريض فيقرأ على نفسه المعوذات أو يقرأ الفاتحة فهي شفاء كما في حديث أبي سعيد الخدري في الصحيحين قال وما أدراك أنها شفاء
أصاب الصحابي الحق بتعليم النبي صلى الله عليه وسلم له ، وفي رواية عند الترمذي من حديث أبي سعيد فيها زيادة جيدة فيها أنه قرأ على سيد القوم الفاتحة سبع مرات ، فالفاتحة تقرأ مع المعوذات مع آية الكرسي مع أواخر سورة البقرة وقد خص إبن حجر رحمه الله تعالى في كتابه الماتع النافع (بذل الماعون في فضل الطاعون) فصلاً للأذكار التي يرقى بها والتي تحرس قائلها من كيد الجن وعنده فصل بديع جداً وذكر فيه من المرفوع ومن الموقوف ومن المقطوع  ما فيه إن شاء الله تعالى الغنية والكفاية ، فسورة البقرة خير وبركة ولا تستطيعها البطلة ولها فضل ولها أجر وقراءتها فيها خير والنفع فيها المنصوص عليه أن الشياطين لا يقربون البيت ، أما المريض الذي يعاني من مرض فيرقى بما علمنا نبينا صلى الله عليه وسلم من المعوذتين وقراءة الفاتحة وآية الكرسي وما شابه .
فتاوى الجمعة  : 2016 / 6 / 3
↩رابط الفتوى :
http://meshhoor.com/wp/wp-content/uploads/2016/06/س-8.mp3◀خدمة الدرر الحسان من مجالس الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان✍?

هل كلمة مثواه الأخير وقدس الله ثراه أو طيب الله ثراه جائزة

كلمة مثواه الأخير التي تقال في نشرة أخبار الموتى، فيقال انتقل فلان إلى مثواه الأخير، أي القبر، هذا فيه إلحاد وإنكار البعث والجنة والنار، فليس مثوى الإنسان الأخير القبر، فهي عبارة ليست بصحيحة.
أما طيب الله ثرى فلان، وما شابه هذا دعاء لأن يطيب الله عز وجل وأن يقدس ويطهر من وجد في هذا المكان، ولا أرى في هذه العبارات فيها تجوز ومجاوزة، والله أعلم.

الســؤال الــتاســع أخ يقول وردت نصوص كثيرة في فضل الذكر بعدد مئة وأنا لا أستخدم…

http://meshhoor.com/wp/wp-content/uploads/2017/08/AUD-20170801-WA0023.mp3الجــواب : أصحاب الشروحات، ومنهم *فضيلة الشيخ وصي الله العباسي* حفظه الله وبارك فيه أفرد هذا الموضوع بكتيب طبع حديثا.
العرب تعُد على الأصابع إلى عشرات الألوف، العربي يستخدم أصابعه وينوع العد لعشرات الألوف فقط علـى الأصابع، فالمئة سهلة، والمئة ما تحتاج لجهد.
ورد حديث في فضل قول: *لا إله إلا الله وحده لٱ شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير* ، أو في قول العبد في ذكر الله عز وجل: *سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم مئة*
كيف أعد المئة؟
تقول: ( *سبحان الله وبحمده، سبحان الله العظيم، سبحان الله وبحمده، سبحان الله العظيم، سبحان الله وبحمده، سبحان الله العظيم ثلاثا على رأس الأصبع ( العقدة الأولى )* ).*
ثم تنتقل إلى العقدة الثانية في الاصبع و تقول: ( *سبحان الله وبحمده، سبحان الله العظيم، سبحان الله وبحمده،سبحان الله العظيم،سبحان الله وبحمده، سبحان الله العظيم، ثلاثا* ).
ثم تنتقل إلى العقدة الثالثة في الاصبع وتقول: ( *سبحان الله وبحمده،سبحان الله العظيم، سبحان الله وبحمده، سبحان الله العظيم،سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم، سبحان الله وبحمده، سبحان الله العظيم أربعا* ).
فيصبح المجموع *عشرة* فتعمل على اليد مرتين فتصبح *مئة*، يعني سهل ( *ثلاثا، ثلاثا، أربعا، ، ثلاثا، ثلاثا، أربعا،ثلاثا، ثلاثا، أربعا* ) وهكذا مرتين على كل إصبع فهذه *مئة*.
سبحان الله الله خلق العضلات في البدن تتعب إلا *عضلة اللسان* فلا تتعب ،فلا يوجد واحد يوم من الأيام تعب من الكلام ، لذا الناس سبحان الله يتكلمون كثيرا وجلهم يتكلمون للأسف إلا من رحم الله بالباطل.
*ورضي الله عن أبي الدرداء لما قال يا إبن آدم الله خلق لك أذنين ولسان حتى تسمع ضعف ما تتكلم.*
فالعبد الفطن الذي يتذكر هذه ويضبط هذه ويصبح هذا الربط عميق في نفسه ،مجرد هذا الشكل ما يذكرك إلا بالذكر، مجرد ما تنظر إلى يديك تتذكر الذكر، فتصبح دائما ذاكرا لله ، *لا يزال لسانك رطبا بذكر الله.* كما أوصى النبي ﷺ عبد الله بن يوسف قال عبد الله بن يوسف للنبي ﷺ يا رسول الله لقد تعددت عليَّ شرائع الإسلام فأوصني بشيء أتشبث به فقال له النبي ﷺ : *لا يزال لسانك رطب بذكر الله*.
 
⬅ مجلس فتاوى الجمعة.
5 ذو القعدة – 1438 هجري.
2017 – 7 – 28 إفرنجي
↩ رابط الفتوى:
⬅ خدمة الدرر الحسان من مجالس الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان.✍✍
⬅ للاشتراك في قناة التلغرام:
http://t.me/meshhoor

السؤال الثاني عشر أخ يسأل فيقول هل يجوز التعامل مع الجن المسلم في…


الجواب : الأصل في الجن من جنَّ الشيء أي غاب واستتر، فالجنّة سميت جنة لأن أرضها مغيبة والمجنون سمي مجنونا لأن عقله مغيب والمجن سمي مجنا لأنه يغيب صدر صاحبه عن عدوه وهكذا.
فالأصل في الجن أن لا نتعامل معهم إلا إذا وقعت المعاملة دون تكلف.
لو الان سمعنا صوت جن يقول لنا السلام عليكم نقول له وعليكم السلام، يقول عندي سؤال فنقول له تفضل، فسأل سؤالا واستطعنا أن نجيبه فالواجب علي أن أجيبه دون أن أتكلف أما نعزم ونعمل بخورا وعجائب وشعوذة ونجلب الجن هذا خلاف سنة الله جل وعلا في الكون.
لذا ورد على الهواتف للخرائطي وابن أبي الدنيا لهم كتب مطبوعة اسمها الهواتف، انسان يسمع هاتفا يقول له شيئا أو يخبره بشيء وقد، يخبره بشيء وقع والجن تراه وانت لما تحتاج لأن تراه تحتاج الى وقت طويل، فأن تتقصد، لا ،أما إذا وقع هكذا بدون شيء فلا حرج.
من الكتب المطبوعة لشخص اسمه عبد الوهاب الشعراني كتاب اسمه.
((كشف الران عن أسئلة الجان ))؛زعم فيه أن وفدا من الجن جاءوا مجلسه في التدريس فسألوه فأجابهم فطبع أجوبة الجن في هذا الكتاب.
كتاب مطبوع موجود اسمه ((كشف الران عن أسئلة الجان )).
والله تعالى أعلم .
⬅ مجلس فتاوى الجمعة
13 جمادى الأولى 1438 هجري
2017 – 2 – 10 إفرنجي
↩ رابط الفتوى :
◀ خدمة الدرر الحسان من مجالس الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان.✍✍

السؤال الثاني عشر أنا امرأة ملتزمة والحمد لله أحافظ على صلاتي وصيامي وقيامي ودعائي…

http://meshhoor.com/wp/wp-content/uploads/2017/10/AUD-20171019-WA0041.mp3الجواب : لا يوجد دعاء لتيسير الزواج .لكن تدعو بمطلق الدعاء هذه واحدة .
ثانياً : عدد النساء دائماً أكثر من الرجال فلا حل إلا التعداد ، قد يكون التعداد مراً على بعض النفوس لكن ما في حل إلا التعداد – يعني عندنا مثلاً مجتمع فيه مائة ألف ذكر وأربعمائة ألف أنثى ، ماذا نعمل حتى نحقق العفة ؟ ماذا نعمل ؟
نريد حياة فيها عفة ما فيها حرام ماذا نعمل؟ ما في رجال، والله الرجال قليلين، الرجولة والفحولة قليلة ، وتأثرنا بالغرب ، وأقول دائما لا أعرف عصراً من عصور البشرية من أدم إلى هذا الزمان فيه قلة التمتعُ الحلال بالنساء مثل هذا العصر، سمة العصر الذي نعيش أقل عصر في تاريخ البشرية يكون فيه الصادق المتقي الله يتمتع بالنساء تمتعاً حلالاً .
في وجع رأس ؟!
في وجع رأس ..الذي يقول أنا متزوج وما في عندي وجع رأس غلطان مش ممكن لا تصدق أبداً ، لكن نحتاج إلى حُسن إدارة وحُسن فهم وما شابه ، الشهوة ما أوضعها الله عز وجل في الإنسان إلا لتأتيَ بثمرتها ، وما هي ثمرتها ؟؟ الولد ، ياريت يكون عند كل واحد منا أربعين ولد ويروح ثلاثين يجاهدوا في سبيل الله ويبقى عشرة ، ويروح تسعة وثلاثين ويبقى واحد ، ونعيش أعزاء ، فالغرب منزعجين منا، فإلى اليوم يوزعوا الواقي بالمجان ( الواقي الذكري ) واليوم من يتتبع الأحوال يُصاب بحسرة !، لكن أنا أقول لكل إخواني إن أردت أن تهدم بيتك ببيت جديد فلا تهدم بيتك .. خليك على التي عندك ، أما إن استطعت تُنشئ بيت ثاني فهذا أمرٌ حسن وهذا أمر طيب ، فبالتالي يا أختي – جزاكِ الله كل خير – ترغبين بالزواج فالرغبة في الزواج يعني أن تقبلي بأن تكوني زوجة ثانية أو ثالثة – هذه واحدة .
والثانية : أنت تقومين بالدعاء
“أمن يجيب المضطر إذا دعاه” ،
ثم بعد ذلك،
هل عرض المرأة نفسها على أهل الصلاح وأهل الخير مذمة ولا محمده ؟
محمده .
هل فيه عيب ؟
لا والله ليس بعيب .. كان أنس بن مالك معهُ ابنتهُ والحديث في مسند أحمد بإسناد صحيح – فجاءت شابة تعرض نفسها على النبي – ﷺ – ، فقالت بنت أنس : ما أقلَ حياءك – يعني قليلة حياء – فقال لها أنس : والله إنها خيرٌ منكِ ، إنها تطمعُ برسول الله ، هذا خيرٌ منك .، فالطرق الشرعية الصحيحة ما شرعهُ الله ( ألا لهُ الخلقُ والأمر ) الخلقُ خلقه والشرعُ شرعه ، والله جل في علاه على مر التاريخ خلق النساء أكثر من الرجال ، الجاحظ المعتزلي في كتابه الحيوان يقول : النساء على وجه الدوام أكثر من الرجال ، قال : إذا أردت أن تعرف، أعطاك أصل للإحصاء .. عبد السلام هارون محقق كبير ابن خال احمد شاكر – رحمهما الله- له كتاب جميل سماه “كنّاشة النوادر ” كتاب جميل ماتع الكتاب فوضع على هذا الخبر عنوان أصل الإحصاء – يقول الجاحظ في كتابه الحيوان يقول -: إذا أردت أن تعرف ويتبرهن عندك أن عدد النساء أكثر من عدد الرجال فخذ أربعين بيتاً من أمامك وأربعين بيتاً من خلفك وأربعين بيتاً عن يمينك وأربعين بيتاً عن شمالك وأحصي فستجد أن عدد النساء أكثر من عدد الرجال ، وهذا أمر يعني لا بد منه، واحد من إخوانا السوريين الباحثين كتب كتاب في مسابقة لفرنسا ،مسابقة عن أحسن كتاب عن المرأة فكتب كتاباً سماه” ماذا عن المرأة” ، قال وقعت في مشكلة في موضوع التعداد ، كيف بدي اقنعهم التعداد مشروع قال فأخذت عدد سكان الكون الرجال والنساء لمدة عقد ، قال : فوجدت في مدة العقد العشر سنين ،وجدت النساء أربع أضعاف الرجال ، فقلت : هذا العقد الذي نعيش إذا أردنا أن نحقق العفة فلا بد أن نجعل كل رجل له أربعة ، فانتهت المشكلة.. ألا له الخلق والأمر .. الخلق خلقه والأمر أمره .. الخلق خلق الله والأمر أمر الله عز وجل هذا شرع الله – سبحانه وتعالى – ما أقول هذا لنزوة ولا لشهوة ولا أقول هذا حتى نعلم أن شرعنا فيه محاسن ، اليوم لما غبنا عن الشرع بعض البلاد حرمت التعداد بعض البلاد ساوت بين المرأة والرجل في الميراث ، بعض البلاد جوزت – للأسف الكبير وهذه ردة عن دين الله – جوزت للرجل الكافر أن يتزوج المسلمة ، هذا – والعياذ بالله – هذا منكراً من القول وزوراً.
⬅ مجلس فتاوى الجمعة.
٢٣ محرم 1439 هجري ١٣ – ١٠ – ٢٠١٧ إفرنجي
↩ رابط الفتوى:
⬅ خدمة الدرر الحسان من مجالس الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان.✍✍
⬅ للاشتراك في قناة التلغرام:
http://t.me/meshhoor

ما حكم الجهر بالذكر بعد الصلاة

الاصل في الذكر أن يكون سراً، وقد ثبت في الصحيحين من حديث أبي موسى الأشعري، رضي الله عنه أنه لما سمع النبي صلى الله عليه وسلم رجلاً في السفر يكبر الله بأعلى صوته فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: {أربعوا على أنفسكم إنكم لا تدعون أصماً ولا غائباً}، فلا يجوز للرجل أن يجهر بذكره على أصل القاعدة، إلا ما ورد فيه الجهر، والأصل في الذكر بعد الصلوات أن يكون سراً.
لكن ثبت في صحيح مسلم قول ابن عباس: (( كنا نعرف انقضاء صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم بالتكبير))، وهذا كما قال الشافعي والشاطبي وقد أصل وفصل الشاطبي في أواخر كتابه “الاعتصام” هذه المسألة، وقد بين بما لا يزيد عليه أن هذا الجهر كان فقط من اجل التعليم، فيجوز للإمام أن يجهر بالأذكار ليعلم الناس فقط.
والظاهر من صنيع رسول الله صلى الله عليه وسلم، أنه كان في المدينة ولم يكن في مكة، فمتى رأى الإمام مصلحة في جهره بالذكر لوجود اناس في المسجد لا يفقهون ولا يعلمون هذه الأذكار فيجهر أمامهم حتى يحصل التعليم، فمتى حصل التعليم يرجع إلى الأصل، وهو الإسرار.
وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يمكث في مصلاه بمقدار قوله {اللهم أنت السلام ومنك السلام تباركت يا ذا الجلال والاكرام}، ثم يخرج فأين الجهر؟ فالذكر كان يقع منه في الطريق، وهذا ثابت عن أبي بكر وعمر كما في سنن البيهقي وغيره، كانا لا يجلسان بعد الصلاة إلا بمقدار الجلوس على رَضْفْ الجمر.
أما الجلوس والذكر مع تمطيط وترنم وتطريب، فليس هذا من سنن النبي صلى الله عليه وسلم، وقد أنكر السلف على من يفعل ذلك، ولم يرد الجهر بالذكر عن احد من الصحابة إلا ابن عمر رضي الله عنهما، وابن عمر له انفرادات والله أعلم.

ما حكم طلب المسلم الدعاء من أخيه المسلم

طلب الدعاء من المسلم للمسلم يُنظر فيه، فالإكثار منه ليس بحسن، وهو في بعض الصور مشروع وفي بعضها ممنوع. وقد كره السلف لما رأوا الإكثار من طلب الدعاء منهم، ذلك وكثير من الناس اليوم من المصلين أو طلاب العلم لما يتلقون ثم يتفرقون فيقول كل واحد منهم للآخر ادع لي.
 
وقال ابن رجب رحمه الله تعالى في كتابه “الحكم الجديرة بالإذاعة” قال: (وقد كان عمروغيره من الصحابة والتابعين رضي الله عنهم، يكرهون أن يطلب منهم الدعاء، ويقولون: أأنبياء نحن؟ فدل على أن هذه المنزلة لا تطلب إلا من الأنبياء) فأنت كلما رأيت أخاك تقول: ادع لي، ادع لي، هذا ليس بحسن، وأخرج ابن جرير عن سعد بن أبي وقاص أنه لما قدم الشام أتاه رجل فقال له: استغفر لي، وكان سعد مجاب الدعوة، فقال له سعد: ((غفر الله لك))، ثم أتاه آخر، فقال: استغفر لي، فقال له: ((لا غفر الله لك، ولا غفر الله لذاك، أنبي أنا؟)) فلما خرجت فلتة من ذاك الرجل قال: ((غفر الله لك))، ولما تزاحم عليه الناس قال: ((لا غفر لله لك ولا غفر الله لذاك، أنبي أنا؟)) ففهم سعد، كما قال الشاطبي في الاعتصام قال: (فهم سعد من هذا الرجل أمراً زائداً وهو أن يعتقد فيه أنه مثل النبي، أو أنه وسيلة إلى أن يعتقد فيه مثل ذلك، أو يعتقد أن طلب الدعاء سنة تلزم، أو تجري في الناس مجرى السنن اللازمة فمنع سعد ذلك)، ففي مثل هذه الصورة لا يجوز طلب الدعاء، أما من غير هذه الأمور فلا أرى فيها حرجاً.
وأخرج ابن جرير عن زيد بن وهب، أن رجلاً قال لحذيفة: استغفر لي، فقال له حذيفة: ((لا غفر الله لك))، ثم قال حذيفة: ((هذا يذهب إلى نساءه فيقول: استغفر لي حذيفة أترضين أن يدعو الله أن يجعلك مثل حذيفة؟)) فكره حذيفة أن يشتهر هذا الأمر، وأن يعتقد في حذيفة ما لا يدعيه، وقد أسند ابن جرير عن ابراهيم التمعي قال: (كانوا يجتمعون فيتذاكرون فلا يقول بعضهم لبعض استغفر لي) أي الصحابة، وأسند الخطيب في كتاب “التلخيص” عن عبيد الله بن أبي صالح  قال: (دخل علي طاووس يعودني فقلت له يا أبا عبد الرحمن ادع الله  لي) فقال: (ادع لنفسك فإن الله عز وجل يجيب المضطر إذا دعاه)، فأن يترك الإنسان الدعاء لنفسه، ويطلب من غيره وأن يجري هذا الطلب مجرى السنن اللازمة، ويعتقد فيمن يطلب منه الدعاء اعتقاداً زائداً، فهذه كلها عوارض ولوازم، تجعلنا نقول: إن هذا الطلب على هذا الحال وهذه المواصفات ممنوعة.
وقد أجمل ذلك شيخ الإسلام في كتابه “قاعدة جليلة في التوسل والوسيلة” فقال: (ومن قال لغيره من الناس ادع لي أو ادع لنا، وقصد بأن ينتفع ذلك المأمور بالدعاء، وينفع هو أيضاً بأمره، ويفعل ذلك المأمور به كما يأمره بسائر فعل الخير فهو مقتد بالنبي صلى الله عليه وسلم مؤتم به، ليس هذا من السؤال المردود، وأما إن لم يكن مقصوده إلا طلب حاجته، لم يقصد نفع ذلك، والإحسان إليه فهذا ليس من المقتدين بالرسول صلى الله عليه وسلم، المؤتمين به في ذلك، بل هذا من السؤال المرجوح الذي تركه إلى الرغبة إلى الله وسؤاله ، [وقد وقع تحريف هنا في كل الطبعات إلا طبعة الشيخ ربيع، فوقع بدل وسؤاله ورسوله، وهذا خطأ فالرغبة لا تكون إلا لله]، أفضل من الرغبة إلى المخلوق وسؤاله، وهذا كله من سؤال الأحياء الجائز المشروع) فينظر للقائل: أدع لي، إذا كان يأمره بعبادة وطاعة فهذا فيه اقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم وأما إذا كان مقصوده طلب حاجته فهذا من السؤال المرجوح، والمطلوب أن تسأل الله حاجتك وألا تسأل غيره.
وأما حديث (( لاتنسانا يا أخي من دعائك)) لم يثبت ولم يصح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأما حديث النبي صلى الله عليه وسلم وقوله لأبي بكر وعمر: {إن رأيتما أويساً القرني فاسئلاه أن يدعو لكما}، والحديث الظاهر منه أنه حسن، رغم أن الإمام مالكاً كان ينكره، وكان يقول: لا يوجد أويس، والحديث فيه إلمامة إلى أن هذا أمر خاص بأويس، فلم يطلب النبي صلى الله عليه وسلم من أحد أن يدعو لأحد إلا لهذا الرجل، لأنه عرف باستجابة دعوته، وأما من عداه فما أدرانا أنه مثله؟ والأصل في أبي بكر وعمر رضي الله عنهما وأمثالهما أن الذريعة مسدودة في حقهم بأن يتجهوا للمخلوق وأن ينسوا الخالق، أما من عداهم فهذا الفساد يلحق بهم.
فإذا سلمت المحاذير مما ورد في كلام ابن تيمية والشاطبي فلا أرى حرجاً، والذي أنكره كثرة الطلب، وأن يكون ذلك شعاراً للإنسان كلما التقى آخر يقول له: أدع  لي أدع  لي، وهذا لا يدعو وهذا لا يدعو، فأصبحت كأنها شعار ملاقاة  بدل السلام عليكم، ولا حول ولا قوة إلا بالله.

السؤال الثاني عبد وفقه الله تعالى وصلى من الليل ما كتب له أن يصلي…

http://meshhoor.com/wp/wp-content/uploads/2017/11/AUD-20171119-WA0055.mp3الجواب : من يدعوني فأستجيب له هذا أحسن الدعاء في الصلاة.
وأحسن مناجاة لله جلّ في عُلاه في الصلاة.
ولذا حتى في يوم الجمعة حتى في ساعة الكراهة، أخبرنا النبيّ صلّى الله عليه وسلم أنه قد يُوفَّق عبد لموافقة ساعة الاستجابة وهو يصلي في الساعة الأخيرة قبل المغرب وبعد العصر يصلي، قال العلماء: صلاة يكون لها سبب، فما بالك في قيام الليل.
فأفضل دعاء تدعو ربك به وتدخل تحت عموم قول النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث القدسيّ:((من يدعوني فاستجيب له)).
الصلاة، وأنت في الصلاة، فالدعاء في داخل الصلاة خير من الدعاء خارج الصلاة.
ويذكر بعض أئمة الهدى أن الذي يدعو بعد الصلاة ويترك الدعاء في الصلاة، حاله كحال الذي إن دخل على ملك فأُلجم لسانه ولم يحسن الدعاء، فلما خرج من عنده سأل، فسؤالك بعد الصلاة أمر ليس بمحمود.
بعض الناس قبل التسبيح يرفع يديه ويدعو، بل عليك أن تسبح وما تنشغل بالدعاء، وبعد التسبيح إن اردت أن تدعو فلا حرج في ذلك، لكن لا تجعل هذه العبادة لازمة، والأحسن أن تدعو في الصلاة، وأن تسأل ربك حاجتك وأنت في الصلاة.
والله تعالى أعلم.
⬅ مجلس فتاوى الجمعة.
28 صفر 1439 هجري
2017 – 11 – 17 إفرنجي
↩ رابط الفتوى:
⬅ خدمة الدرر الحسان من مجالس الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان. ✍✍
⬅ للاشتراك في قناة التلغرام:
http://t.me/meshhoor

ما هو حكم الدعاء بـ اللهم إني لا أسألك رد القضاء ولكني أسألك اللطف فيه…

هذ دعاء شائع بين الناس وهو دعاء خاطىء آثم، مخالف للشريعة، بل مخالف لأصول العقيدة، وهو يلتقي مع عقيدة فاسدة قالها رجل معتزلي اسمه النظام، وله شيء يسموه (طفرة النظام) وهي تقول: “إن الله قبل أن يوجد هذا الخلق أوجد لهم قوانين ولا يوجد صلة لله بخلقه” وكل أفعال المضارع في القرآن ترد عليه.
 
والرسول صلى الله عليه وسلم يخبرنا أن صلة الأرحام وحسن الجوار وحسن الأخلاق تزيد في الأعمار، والدعاء يرفع البلاء، فالمسلم يدعو: ((اللهم إني أسألك العفو والعافية)) فيرفع عنه من البلاء ما شاء، فالدعاء والقضاء يتعالجان، أيهما كان أقوى غلب.
 
ومن لوازم الدعاء بـ(اللهم إني لا أسألك رد القضاء…..) أن ما كتب لا يبدل ولا يغير، وأن الله لا صلة له بالناس ولا بالكون، على وفق طفرة النظام العقيدة الفاسدة.
 
ونحن نسأل الله في دعاءنا الشفاء، ونقول يا رب اشفني، فإذا كان هذا قد كتب ولا يغير، فلماذا الدعاء إذاً وقد ثبت عند الاسماعيلي في مستخرجه بإسناد جيد، كما قال ابن كثير في كتابه (مسند الفاروق) أن عمر كان يدعو ويقول: ((اللهم إن كنت كتبتني شقياً، فامحني واكتبني سعيداً)) وكان النبي صلى الله عليه وسلم يقول: {اللهم إني أعوذ بك من درك الشقاء وجهد البلاء وسوء القضاء، وشماتة الأعداء} فتعوذ النبي صلى الله عليه وسلم من سوء القضاء، والله يقول: {يمحو الله ما يشاء ويثبت وعنده أم الكتاب}، وليلة القدر يمحو الله ما يشاء ويثبت ما يشاء، وهذا شيء غيبي لا نعرفه، وللطاعة بركة، وللمعصية شؤم، وبركة الطاعة تكون في المال والأهل والذات والعمر، وشؤم المعصية كذلك، فلو أن رجلاً عمل طاعة ووضعها في صخرة في باطن الأرض، فإن بركتها وثمرتها لا بد أن تظهر في حياته، ولو أن رجلاً عمل سيئة، وأخفاها عن أعين الناس فإن حسرتها وشؤمها لا بد أن تظهر في حياته.
 
وبالنسبة لقوله صلى الله عليه وسلم {رفعت الأقلام وجفت الصحف} فهذا أمر يخص الجنين، ثم الملائكة في كل عام تأخذ ما يلزمها بشأن هذا الإنسان وتفعل ما يوكلها الله به، والتغيير الذي يطرأ هو بالنسبة إلى ما عند الملائكة، وليس إلى ما في علم الله عز وجل، والله أعلم .