هل يجوز مسح القدمين من فوق الجوارب ولو كانت محرمة

المسح رخصة ثابتة عن أكثر من سبعين صحابي من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى أن علمائنا جعلوا المسح على الخفين من عقائدنا لأن المسح على الخفين أصبح وسطاً بين الخوارج الذين لا يرون المسح على النعال، وبين الروافض الذين يجوزون المسح على القدمين دون جوربين، وقال الإمام الطحاوي في عقيدته المشهورة ما نصه: (ونرى المسح على الخفين في الحضر والسفر لما ثبت فيه من الخبر والأثر) .
 
وأما المسح على الخفين أو الجوربين إن كانا مخرقين فلا حرج فيه، ورحم الله ابن حزم، فإنه قال: (وهل كانت خفاف أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا مخرقة).
 
وبعض الناس يتحرجون من المسح على الجوربين في الصيف، وهذا التحرج ليس له أصل، إلا إن ترتب على المسح كراهية رائحة، ويقع الإيذاء للمصلين، فالأصل في الإنسان أن يتفقد رائحة رجليه، فإن ترتب على المداومة على المسح كراهية رائحة للقدمين ، فالنبي صلى الله عليه وسلم قال: {من أكل من هاتين الشجرتين فلا يقربن مصلانا} ورائحة الجوربين الكريهة أشد من رائحة الثوم والبصل، فهذا المحذور فقط ، وإلا فمن حيث المشروعية فمشروع ولا حرج فيه، وأما الجوارب الشفافة التي للنساء فما دام أنها جورب فيجوز المسح ،ومن وقع في قلبه شيء فليدع ((كنا ندع ما لا بأس به مخافة ما فيه بأس)) وأما النص جاء في المسح على الجوربين .

السؤال الحادي عشر رجل عمل عملية في بطنه وأصبح جنبا هل يتيمم للجنابة ثم…

http://meshhoor.com/wp/wp-content/uploads/2017/11/AUD-20171121-WA0112.mp3الجواب: إذا ترتب على استخدام الماء تأخير بُرء (شفاء) أو داء فحينئذ يكون التيمم.
مثلاً إنسان عمل عملية قبل أن يغتسل يحتاج أن يسأل الطبيب هل يتضرر باستخدام الماء أم لا.
رجل لا يستطيع أن يستخدم الماء لرفع الحدث الأكبر ويستطيع أن يستخدم الماء لرفع الحدث الأصغر، فيتيمّم للأول ويتوضأ للثاني، يعني رجل عمل عملية في بطنه يستطيع أن يتوضأ ،لو توضأ ما عنده مشكلة في الوضوء، لكن عنده مشكلة في الاغتسال.
مثلاً شخص عمل عملية في بطنه وجاءت شهوته فاحتاج الى زوجته فهل له أن يجامعها وهو يعلم أنه لا يحسن استخدام الماء؟
نعم له ذلك ،يأتي أهله ثم يتيمّم لرفع الحدث الأكبر.
إلى متى يبقى يتيمّم؟
– حتى يقال له أن استخدام الماء لن يضرّه، أما وهو يقدر على الوضوء فالواجب عليه الوضوء.
والله تعالى أعلم.
مجلس فتاوى الجمعة
28 صفر 1438هـ
17/11/2017
رابط الفتوى:
⬅ خدمة الدرر الحسان من مجالس الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان.✍✍
⬅ للإشتراك في قناة التلغرام http://t.me/meshhoor

السؤال الرابع ما هو الضابط في تخليل اللحية وكيف نعرف اللحية الخفيفة من الكثيفة


الجواب :
إذا كان الماء يصل إلى البشرة هذه خفيفة كلحيتي هذه .
يعني أضع الماء على اللحية فيصل إلى البشرة هذه خفيفة وتخللها في أثناء غسل الوجه، وأما إذا كانت كثيفة فلك أن تخللها بعد غسل الوجه ولك أن تخللها بعد انتهاء الوضوء .
وأحسن من تكلم عن تخليل اللحية وما ورد فيها من أحاديث وآثار فيما رأيت ابن الملقن في البدر المنير .
فقد أطال النفس شديدًا في ذكْر أحاديث تخليل اللحية وخرج بما ذكرته لكم .
⬅ مجلس فتاوى الجمعة.
25 / صفر / 1438 هجري
2016 / 11 / 25 إفرنجي
↩ رابط السؤال :
◀ خدمة الدرر الحسان من مجالس الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان.✍✍?

السؤال الثالث عشر بين النبي صلى الله عليه وسلم أن البول على غير حال…

http://meshhoor.com/wp/wp-content/uploads/2017/02/WhatsApp-Audio-2017-02-21-at-7.23.28-PM.mp3الجواب :
أولا: الحديث له ألفاظ ،فبعض ألفاظه ،كان لا يستتر عند البول، بمعنى ما يفعله بعض السفهاء من الناس يظهر عورته أمام المارة في الطريق حتى يقضي حاجته فيُظهر عورته المغلظة ويبول ويمشي، فهذه صورة من صور عدم الاستتار، ومن اللطائف ما ذكره السيوطي في كتابه” شأن الحبشان ”
وفي بعض المجالس سمعته من بعض كبار السن ،كان للسيوطي جارية يحبها وكانت من الحبشة اسمها غصون، فألف كتابا سماه “شأن الحبشان “في الشرع، ألف كتاب مطبوعا فيه مجلدة ،فذكر لماذا الناس واحد ابيض وواحد اسود، فقال كان في زمن نوح عليه السلام واحد يبول فأظهر عورته وهو يبول فقال : سود الله وجهك ،
قال : فالسودان منه، فهذه الحبشة والسودان منه، فهذه القصة موضوعة وليست بالصحيحة يعني ما أنزل الله بها من سلطان، لكن من أسباب عذاب القبر في الحديث ،والحديث متفق عليه ورد لفظ ‘كان لا يستتر’ و ورد لفظ ‘كان لا يستنزه’ يعني ‘ما يتنظف’ يعني لما يقضي الحاجة ويريق البول لا يعتني بنظافة بدنه، يعني لا يتنزه من البول، فوورد هذا وورد هذا،
طيب هل للرجل عورة على المرأة، والمرأة لها عورة على الرجل؟
الراجح لا، الراجح لا، كان النبي صلى الله عليه وسلم يغتسل مع عائشة، والخلق السامي الرفيع لنبينا صلى الله عليه وسلم، كان وهو يغتسل يمازحها، وكانا يغتسلان من إناء واحد، وكان يقول لها ابقي لي وهي تقول له ابقي لي، يعني كل منهما يتعجل في أخذ الماء، يعني هذا من المداعبة التي تكون بين الأزواج، والنبي صلى الله عليه وسلم ما ترك شيئاً إلا علمنا إياه .
لكن هذا أمر مستقذر،
فليس من الحسن أن يرى الرجل امرأته وهي تبول، ولا أن ترى المرأة زوجها على هذا الحال إلا إذا وجدت ضرورة أو شيء، أما الأصل ليس كذلك .
⬅ مجلس فتاوى الجمعة
20 جمادى الأولى 1438 هجري
2017 – 2 – 17 إفرنجي
◀ خدمة الدرر الحسان من مجالس الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان.✍✍

ما كيفية غسل الجنابة

غسل الجنابة بإيجاز يبدأ بأن يزيل النجاسة عن العورة يغسل مكان العورة ثم يتوضأ وضوءه للصلاة وإن كان عارياً، ومن فعل ذلك يكتب له الأجر لمتابعته لرسول الله صلى الله عليه وسلم فإن كان يغتسل في مكان يجتمع فيه الماء يؤخر غسل رجليه، وإن كان يغتسل في مكان فيه بالوعة، ويتصرف فيه الماء يتوضأ ويغسل رجليه.
 
وتأخير غسل الرجلين إلى ما بعد الانتهاء من الغسل، أو غسل الرجلين بعد مسح الرأس في الوضوء ثابت في الأحاديث الصحيحة، فهذا يحمل على وجود البالوعة وتصريف الماء، وذاك يحمل على اجتماع الماء كما قال الإمام البيهقي رحمه الله .
 
ثم بعد ذلك يغسل رأسه، ثم يغسل شقه الأيمن ثم يغسل شقه الأيسر ثم يعمم الماء ثم يغسل قدميه، إن أخر غسلهما، ثم يكون جاهزاً للصلاة ولا حاجة للوضوء كما ثبت عن ابن عمر عند الدارقطني.
والغسل من غير جنابة أيضاً هذه طريقته لأنها هذه صفة غسل رسول الله صلى الله عليه وسلم فمن اغتسل على هذا النحو، كتب له أجر المتابعة.
 
والغسل وسيلة ويجوز أن يسقط الحدث الأصغر والأكبر وأكثر من سبب، فلو كانت المرأة جنباً وحائضاً وانقطع حيضها واغتسلت لإزالة الجنابة والحيض بغسل واحد، جاز، وإن نوى الرجل بغسله يوم الجمعة وكان جنباً، إن نوى به الجمعة مع الجنابة أجزأ ذلك، كما لو وجدت النجاسة على رجله، فغسل رجله في الوضوء، وأسقط النجاسة ، جاز ذلك.
 
وبوب الإمام البيهقي في سننه ما يجزئ، وأثر أبي قتادة مع ابنه لما أمره بإعادة الغسل، لم يكن ابنه استحضر غسل الجمعة، وتبويب البيهقي يؤذن بذلك، ونصص على ذلك ابن رجب في قواعده.
 
وأما الماء لا بد أن يكون مطلقاً؛ فإن وجد الصابون على البدن، ثم جاء الماء فأزال الصابون، أسقط الجنابة، أما إن وضع الصابون داخل الماء فلا يجزيء، فلا بد أن يكون الماء مطلقاً وأن لا يكون خرج عن وصف الماء.
 
وسبب البدء في غسل العورة، فالتخلية قبل التحلية، فهو يخلي نفسه من النجاسة قبل أن يتحلى بالنظافة، ومس الفرج أثناء الغسل لا ينقض الوضوء، إلا إن كان بشهوة، وإن وقع مس بين الرجل وزوجه، ممن التذ انتقض وضوء، ومن لم يتلذ لم ينتقض وضوءه، فالحكم يدور مع اللذة، جمعاً بين الأحاديث، والجمع بين الأحاديث مقدم على إهمال بعضها كما قال شيخ الإسلام.
 
أما أذكار الغسل فهي أذكار الوضوء، فنبدأ بالتسمية وننتهي بـ”أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، اللهم اجعلني من التوابين واجعلني من المتطهرين” ولا داعي للوضوء بعد الغسل إلا من انتقض وضوءه أثناء الغسل.

السؤال الثاني شخص يعاني من سمنه مفرطة حتى لدرجة أنه إذا قضى حاجته لا…

الجواب : هذا مرض ، هذه السمنة مرض ، و في الأدب المفرد : رأى النبي صلى الله عليه وسلم رجلاً قد برز بطنه ، فوضع النبي صلى الله عليه وسلم يده على بطنه وقال : لو كان هذا في غير هذا لكان أحسن .
فهذه السمنة ليست حسنة ، ليست محمودة ، وكان الإمام الشافعي يقول: ما رأيت خيرا في سمين قط إلا في محمد بن الحسن الشيباني.
فالذي يعتني في بطنه ، هذه مشكلة المشاكل ، فهذا الذي لا يستطيع أن تصل يده لذكره ، يعني من امتداد بطنه ومن شدة إفراط سمنته فهذا يذكرني بكلام ذكره ابن الحاج في المدخل النساء علامة الجمال في زمنهن السمنة المفرطة, فنعى على الأمهات اللاتي يُسَّمن بناتهن, حتى يتزوجن, بان تصبح المرأة سمينة حتى لا ,يقول ابن الحاج: حتى لا تستطيع أن تستنجي, يعني من شدة سمنتها.
فهذا له أن يبول قائماً, وقد ثبت في صحيح مسلم عن حذيفة أن النبي ذهب إلى سباطة بني فلان ,فالنبي صلى الله عليه وسلم أشار لحذيفة أن يتنحى أن يبتعد, وبال النبي صلى الله عليه وسلم قائماً, فإذا كان هذا لا يستطيع أن يستنجي إلا بالبول قائم, يبول قائم, لكن يبول على أرض رخوة, وليس على أرض صلبة, حتى لا يأتيه الرذاذ, حتى لا يصيبه ويرجع إليه رذاذ البول, و الواجب كما قلت أن يتعالج من هذا الأمر.
? مجلس فتاوى الجمعة
⏰ تاريخ 2016 / 5 / 13
◀ خدمة الدرر الحسان من مجالس الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان

السؤال العشرين فضيلة الشيخ أنا صليت إحدى الصلوات جماعة في المسجد وفي الركعة الثالثة تأكدت…

http://meshhoor.com/wp/wp-content/uploads/2016/09/AUD-20160905-WA0006.mp3الشيخ: هل هذا سبب معتبر؟ ليس بسبب معتبراً!
تكملة السؤال؛ السبب الثاني : امتلاء المسجد وصعوبة اختراق الصفوف؛ فأكملت بقيّة الصلاة دون أن أتلو القرآن أو أذكر أي ذكر. ما هو قولكم في هذا شيخنا الحبيب ؟
الجواب : هذا عمل حرام، وقد ذَكرَ شيخُنا الألباني -رحمه الله- في صحيح الترغيب والترهيب أنّ رجلًا قد صلّى صلاةً من غيرِ وضوءٍ فضربَهُ مَلَكٌ بِمِزرَبَّةٍ من حديدٍ أبلغته سابع أرضين. فالصلاةُ من غيرِ وضوءٍ حرام، ولا يجوزُ لك شرعًا أن تكمل صلاتَكَ وأنتَ تعلمُ أنَّ هذا يُصبِحُ تمثِيلًا! هذا الأمر غير مرغوبٍ. وفي مستدرك الحاكم بسندٍ يُحسِّنُهُ الحُفَّاظُ: أنَّ مَن انتقضَ وضوؤَهُ في الصَّلاةِ فَليَضَع يَدَهُ على أنفِهِ وليَخرُج، أي يُشعِرُ النّاسَ أنّه مَرعُوفٌ [أَصابه الرّعافُ]. والإمام ابن القيّم في كتابه (إعلامُ الموقّعِين عن ربّ العالَمين): لمّا ذَكَرَ الحديثَ ذكرَهُ حُجَّةً على الحِيلَةِ المُباحَةِ، فإن خَجِلتَ فضَع يَدَكَ على أنفِكَ واخرج، ماذا يعني أن تَضَعَ يدك على أنفِكَ؟ كأنك مرعوفٌ -ولا يَحتاجُ الأمرُ أن تتكلمَ بشيءٍ-، حتى ترفعَ هذا الخجلَ.
وأمّا إذا كنت قد أحدثت في الصّلاةِ أو تعلمُ أنّك على غيرِ وضوءٍ فيحرُمُ عليكَ شرعًا أن تُكمِلَ الصَّلاةَ وأنت تعلمُ بهذا.
يذكرون في ترجمة الحَجّاجِ أنّه أَحدَثَ وهو يخطُبُ على المنبرِ، فماذا يفعلُ الآن؟! الحَجّاج داهيةٌ، فقال: (بلغني أنّكُم لا تُحسِنونَ الوُضوءَ! يا غلامُ أَحضِر لي طِستًا وماءً)، فتوضّأَ أمامَ الناسِ. وأمرُ الخُطبةِ من غيرِ وضوءٍ أيسرُ منَ الصّلاةِ؛ لأنّه يمكن أن يُكمِلَ الخُطبة من غيرِ وضوءٍ ثمّ بعد ذلك يذهب ليتوضأ ويُوَكلُ من يصلِّي عنه؛ لا حرجَ في هذا، ومع هذا فقد توضأ.
فلا يجوز للإنسان أن يصلِّي صلاةً من غير وضوء.
⬅ مجلس فتاوى الجمعة
22 ذو القعدة 1437 هجري
2016 – 8 – 26 افرنجي

السؤال السابع أخت تسأل في مكان في البيت كان بيت خلاء ثم تم…

http://meshhoor.com/wp/wp-content/uploads/2017/03/AUD-20170326-WA0051.mp3الجواب :
نعم هذا المكان طاهر
اذا وجد حائل يحول دون النجاسة ،فلك أن تصلي فيه فكيف اذا قلب المكان فما دام المكان الجديد والغرفة الجديده ليس بها نجاسه والنجاسة غير ظاهره فيها فلا حرج من ذلك
⬅ مجلس فتاوى الجمعة
25-6-1438 هجري
24-3-2017 إفرنجي
↩ رابط الفتوى :
◀ خدمة الدرر الحسان من مجالس الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان . ✍✍
⬅ للإشتراك في قناة التلغرام :
http://t.me/meshhoor

إذا أصيب رجل بجنابة ولم يعلم بأنها جنابة فهل عليه إثم

من كان جاهلاً وإن صلى بها، فهذا يشمله قوله صلى الله عليه وسلم: {وضع القلم عن ثلاث}، ومنها الناسي ، وهذا ناسٍ ولا شيء عليه، ومن وقع في محذور وهو لا يعلم، فهذا لا شيء عليه، لأنه لا يعلم أنه أجنب وصلاته صحيحة.

لقد قرأت في الأرواء نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يتوضأ الرجل بفضل…

المسألة فيها خلاف بين أهل العلم، والنصوص الواردة فيها كثيرة ومتداخلة ومتشابكة، وقد بحثت وحصرت النصوص والأقوال وسأسردها حتى نصل إلى الراجح في المسألة .
 
أخرج الطيالسي في مسنده ومن طريقه أصحاب السنن الأربعة وأحمد في المسند، من حديث الحكم بن عمرو الغفاري: {أن رسول الله نهى أن يتوضأ الرجل بفضل طهور المرأة}، قال عبدالله بن سرجس رضي الله عنه: (توضأ أنت ها هنا، وهي ها هنا، فأما إذا خلت فلا تقربنه)، إذاً لو توضأ الرجل مع المرأة لا حرج لكن إذا هي خلت وحدها، وزاد شيء من الماء الذي توضأت به، فيكره أن تتوضأ بفضل وضوءها، لذا استشكل السائل أن النبي كان يغتسل هو وعائشة معاً، فأين يقع الاغتسال معاً والوضوء معاً لا حرج، أما أن تتوضأ وحدها وأن يزيد شيء من فضل وضوئها، فيكره للرجل أن يتوضأ بفضل مائها.
 
أخرج البخاري في صحيحه بسنده إلى عائشة رضي الله عنها، قالت:{كنت أغتسل أنا والنبي من إناء واحد}، هذه الواو بمعنى مع وليست للعطف، كنت أغتسل أنا مع النبي في إناء واحد، وهذا يدلل على أنه لا عورة للزوج على الزوجة، ولا للزوجة على الزوج، ويجوز للرجل أن يغسل زوجته بعد الوفاة، وكذلك العكس، فتقول عائشة كما في صحيح مسلم: {لو استقبلت من أمري ما استدبرت ما غسل رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا أنا وأزواجه} والذي يدلل على هذا ما أخرجه ابن حبان في صحيحه من طريق سليمان بن موسى أنه سئل عن الرجل ينظر إلى فرج امرأته، فقال: سألت عطاءً ، فقال عطاء: سألت عائشة، فقالت: {كنت أغتسل أنا والنبي صلى الله عليه وسلم من إناء واحد}، إذاً مراد عائشة مع النبي لأنها أجابت سؤالاً عن أن ينظر الرجل إلى عورة زوجته، فقالت: {كنت أغتسل أنا والنبي صلى الله عليه وسلم}.
 
وأخرج البخاري في صحيحه بسنده إلى ابن عمر قال: (كان الرجال والنساء يتوضؤون في زمان رسول الله صلى الله عليه وسلم جميعاً)، قال ابن التين شارح صحيح بخاري: (أي كان الرجال يتوضؤون ثم ينصرفون ثم يأتي النساء يتوضؤون) وهذا التفسير ليس بصحيح، وإنما التفسير الصحيح أن الرجال والنساء من الأزواج والمحارم كانوا يتوضؤون من إناء واحد، وكل منهم يغرف من الإناء ، ودليل ذلك ما ثبت عند ابن خزيمة في الحديث نفسه عن ابن عمر:{أنه أبصر النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه والنساء معهم يتطهرون من إناء واحد، كل يتطهر منه} وهذا محمول على المحارم والزوجات؛ لأن في الوضوء كشف عورات.
 
إذاً أن يتوضأ الرجال والنساء من إناء واحد لا حرج، وأن يغتسل الرجل والمرأة من إناء واحد لا حرج، أما فضل ماء المرأة وحدها هذا فيه كراهة، وهذا مذهب أحمد واسحق.
وقد قال بعضهم كابن عمر، والشافعي، والأوزاعي قالوا أن فضول المرأة مكروه إذا كانت حائضاً، فهذا ليس بصحيح، لأن الحائض لا تتوضأ.
 
ومنهم من قال كالإمام النووي أن أحاديث كراهية الوضوء بفضل ماء المرأة ضعيفة باتفاق، وهذا ليس بصحيح، وتعقبه الحفاظ وعلى رأسهم الحافظ ابن حجر في الفتح.
 
ومنهم من قال كالخطابي: أحاديث النهي محمولة على ما تساقط من الأعضاء، يكره للرجل أن يتوضأ من فضول ماء المرأة الذي يتساقط من أعضائها، أما ما تبقى بعد وضوئها، فهذا ليس بمكروه الوضوء منه، ومنهم من قال أن الكراهة للتنزيه، لأن الفعل حاصل مع النهي فيصرفه من التحريم إلى التنزيه.
 
وأقوى هذه الأقوال عندي القول الأول وهو قول أحمد واسحق وهو : أن الرجل والمرأة  لهم أن يتوضؤون من إناء واحد، ويغتسلون من إناء واحد، لكن إن فضل ماء المرأة وتوضأت وحدها، فيكره للرجل أن يتوضأ به، لكن ليس هو بنجس ويجوز الاستفادة منه، ولا حرج في ذلك.
 
وكذلك العكس أي أن تغتسل المرأة أو تتوضأ بفضل وضوء الرجل، فقد أخرج الإمام أبو داود، والنسائي من طريق حميد بن عبدالرحمن الحميري، قال: {لقيت رجلاً صحب النبي صلى الله عليه وسلم أربع سنين، فقال: نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن تغتسل المرأة بفضل الرجل أو يغتسل الرجل بفضل المرأة، وليغترفا جميعاً}. وقوله{وليغترفا جميعاً} يؤكد ما قلنا.
 
ومنهم من ضعف الحديث وقال: الحديث مرسل؛ لأن الصحابي مبهم، وهذا كلام غير صحيح، لأن الحديث الذي صاحبيه مبهم حديث مقبول لأن الصحابة عدول.
 
ومنهم قال بالجواز بإطلاق واستدلوا بأن النبي صلى الله عليه وسلم اغتسل بفضل ميمونة وقال: {إن الماء لا يجنب} فعلق النبي صلى الله عليه وسلم الجواب على حال الماء، فما دام الماء طاهراً يغتسل منه، وقال في الميموني في رواية عن أحمد حديث مضطرب ورجح حديث الحكم، والراجح إعمالاً لجميع ما ورد في الباب من أدلة مذهب أحمد واسحق ، والله أعلم .