*السؤال التاسع: الوضوء للصلاة والصلاة مع جماعة المسلمين، هل تعتبر في مقام النية، دون قصد وتعيين، هل هي نية كاملة أم قصور؟*
الجواب: كأني بالأخ يسأل: من توضأ في بيته، ومشى إلى المسجد ووجد الإمام يصلي، ووقف خلف الإمام، أو في صف من صفوف الجماعة، فقال الله أكبر وهو لم يستحضر النية فهل هذا صحيح أم ليس بصحيح؟.
الجواب: جماهير أهل العلم يقولون النية الموصولة التي لم ترفض، فمن خرج للصلاة ولم يرفض النية، وقال الله أكبر، وهو مستحضر أنه سيصلي الظهر أو العصر، أو المغرب أو العشاء أو الفجر فصلاته صحيحة.
*الشافعية* يوجبون أن يكون هنالك وصل بين النية وبين تكبيرة الإحرام، ولا يجوزون هذا الفصل، فعند الشافعية لابد أن تنوي وأنت وراء الإمام، بمجرد ما تقف وراء الإمام تقول الله أكبر، مع استحضار النية.
والنية كما هو معلوم، محلها القلب، وليس للسان فيها نصيب، والعبرة بما في قلبك، فإذا أنت خرجت من بيتك، وأنت ناوٍ الصلاة، وما رفضت النية في الطريق، فإذا رفضت النية تحتاج أن تعيدها من جديد.
واحد خارج للمسجد بدا له أن يحلق شعره، ذهب يحلق شعره فرفض النية، فعندما يخرج من عند الحلاق للمسجد يحتاج أن يحرك قلبه للنية، ومجرد المشي للمسجد نية، أما أن تحصّل شيئا حاصلا في القلب، وأن تتلفظ به فهذا من مدعاة الوسوسة، وأشد الناس وسوسة الشافعية، حتى أن الوسوسة وصلت إلى بعض كبارهم، فمن يطلق عليه عند الشافعية الشيخ، هو أبو إسحق الشيرازي، إذا إطلق الشيخ في مذهب الشافعية فيراد به أبو إسحق الشيرازي، والذي يقرأ ترجمة أبي إسحق الشيرازي -رحمه الله- يجده موسوساً، يتشددون في النية (موضوع النية خاصة).
وإلا فموضوع النية أمر قلبي، وليس بحاجة لنطق ولا بحاجة لاستحضار.
السؤال:
كنّا في شهر رمضان أنا وإخوة لي نشارك في إفطار الصائمين في المسجد؛ فمنّا من يأتي بالتمر، ومنّا من يأتي باللبن وهكذا، كيف يكون الأجر؟ وهل نتحصل على أجر إفطار الصائم؟
الجواب:
احمد ربك أن الله يسّر لك هذا العمل، واطمع من ربك أن يكتب الأجر للجميع.
أنا استغرب من بعض الناس يقول: أنا أريد أن اتبرع في المسجد واضع في الأساسات.
يا حبيبنا الله يرضى عنك المسجد الله أكرمنا ورفعت أساساته والمسجد من دون فرش من غير الممكن الناس تصلي فيه، فلا تضيق على نفسك وعلى المسلمين، المهم أن المسجد أخيرا يقوم ويصلّى فيه.
يا شيخ إذا أنا شاركت في فرش المسجد أو في دهانه أو في شيء آخر هل لي أجر الصدقة الجارية؟
نعم لك أجر الصدقة الجارية.
أنت عندما وضعت صدقتك في الفرش أنت أحييت صدقة الذي وضع صدقته في الأساسات والذي وضعها في الأسمنت، لولا إنك فرشت ما جاء الناس يصلوا فأرجو أن يكتب الله الأجر لكل من تصدق في المسجد.
والمرجو أن يكتب لكم الله الأجر جميعا.
فبعض الناس بدأ بالتمر قبل اللبن والبعض عطشان بدأ باللبن فكلكم إن شاء الله تعالى لكم أجر تفطير الصائم .
طبعا تفطير الصائم على درجات.
يعني معقول الذي يفطر الصائم بتمرة وكوب ماء مثل الذي يأخذه على بيته ويقدم له أفضل انواع الطعام ويقدمه له، فمعقول هذا مثل هذا؟
لا طبعا.
يا جماعة بعض الناس للأسف يتخيّل أن الصائم أول ما أكل وأول ما شرب في الجامع وأنا إذا أخذته عندي على البيت وقدمت له أفضل الطعام أنه لم يأخذ أجر تفطير الصائم، وإنما الذي فطره أول تمرة الذي يأخذ الأجر.
هذا تضييق وليس هذا من الفقه في شيء.
فأنت إذا اطعمته تمرة فطّرته، وإذا أطعمته منسفا ( أرز ولحم ) فطّرته، فالكل له أجر تفطير الصائم إن شاء الله.
*السؤال الأول: أخت تسأل فتقول: نذرتُ أن أصوم ستة أيام من شوال، ثم ما استطعت في هذه السنة، بسبب النَّفاس، فماذا عليَّ؟*
الجواب: ما قاله النبي ﷺ كما في صحيح الإمام مسلم: *النذر يمين، وكفارته كفارة اليمين.*
وكَفارته: أي كفارة النذر .
*والفرق بين النذر واليمين:* أن الأصل بالنذر أن يَفِيَ به الإنسان، وقد مدح الله تعالى عباده في سورة الإنسان بِـقَوله: *يُوفُونَ بِالنَّذْرِ وَيَخَافُونَ يَوْمًا كَانَ شَرُّهُ مُسْتَطِيرًا* [الانسان : 7].
فالأصل في الإنسان إن نذر؛ أن يَفِيَ به، وإن حلف؛ الأصل فيه أن لا يَفِيَ بِـالمحلوف إن رأى غيرها خيرا منها، لأن النبي ﷺ يقول: *مَن حَلَفَ على يمين، فرأى غيرها خيراً منها؛ فليأتِ الذي هو خير، وليكفر عن يمينه.*
وفي رواية: *فليكفر عن يمينه، ويأتي التي حَلَفَ.*
وكلا الروايتين في صحيح مسلم، من مخرجين مستَقِلَّين، وهذا يدل على أنهما حديثان مستقلان، وليس التقديم والتأخير من اختلاف الرواة.
فالنبي ﷺ تارة قال: *فليُكَفِّر عن يمينه، وليأتِ الذي هو خير.*
وتارة قال: *فليأت الذي هو خير، وليكُفِّر عن يمينه.*
والصورتان مشروعتان.
*فمتى يكون النذر يميناً؟*
لَمَّا يعجز الإنسان عنه، ولا يستطيع أن يَفِيَ به، نقول له الآن: نذرك أصبح حكمه حكم اليمين، وعليك كفارة اليمين، من *تحرير رقبة*، وهذا غير موجود، ومِن *إطعام عشرة مساكين من أوسط ما تطعمون به أهليكم أو كسوتهم*، فإن لم يستطع الحالِف أو الناذِر بِـمثلِ هذه الصورة؛ فحينئذ *يصوم ثلاثة أيام،* ولا يَلزم فيهن التتابع على قول جماهير أهل العلم، وهذا هو الراجح.
السؤال :
هل يعتبر وضع كوب ماء بجانب الشخص ويشرب منه عند الفجر سحور ؟
الجواب:
نعم شرب الماء يُعدُ سحوراً، السحور بركة.
فعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: “تسحَّروا؛ فإن في السُّحورِ بركةً”.
متفق عليه. البخاري١٩٢٣، مسلم١٠٩٥.
وعن أبي هُريرة قال : قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم: “نعم سحور المؤمن التمر”. رواه أبو داود، وصححه الألباني ٢٣٤٥.
فلو الإنسان اكتفى بتمرات مع كوب ماء فهذا سحور.
هل الماء طعام؟
نعم.
الله سبحانه وتعالى يقول في قصة طالوت وجالوت في سورة البقرة: {وَمَن لَّمْ يَطْعَمْهُ فَإِنَّهُ مِنِّي}[البقرة: ٢٤٩].
يقول عن ماذا؟
عن الماء.
فالماء طعام.
والنبي صلى وسلم يقول عن ماء زمزم كما في حديث ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “خير ماء على وجه الأرض ماء زمزم، فيه طعام من الطعم وشفاء من السقم”. رواه الطبراني وحسنه الألباني في السلسلة الصحيحة ١٠٥٦.
فماء زمزم مبارك.
فكوب الماء الذي تضعه بجانبك، معين لك على استحضار النية، معين لك على أنك ستصوم، على أنك ستفعل طاعة وعبادة.
فالسحور من بركاته: أنه فاصل بين الحلال والحرام، فاصل بين الوقت الذي يؤكل فيه والذي لا يؤكل فيه، وهذه المواطن الفاصلة الشرع ينبه عليها.
فالشرع منع أن يُصام قبل رمضان بيوم، وحرم عليه أن يصوم بعد رمضان بيوم، فرمضان من حيث البداية والنهاية الشرع حدده.
وفي رواية عند أحمد برقم ٢١٥٠٧: (لا تزال أمتي بخير ما أخروا السحور وعجلوا الفطر ) قال الشيخ الألباني في الإرواء (٩١٧) : (منكر بهذا التمام ).
أي لفظة: (ما أخروا السحور) منكرة ولا تصح في هذه الرواية.
لكن:
١- (ويدل عليه ما أخرجه البخاري (١٩٢١) (كتاب الصوم) باب قدر ما بين السحور وصلاة الفجر “عن زيد بن ثابت؛ قال: تسحرنا مع النبي صلى الله عليه وسلم، ثم قام إلى الصلاة، قلت (القائل: أنس بن مالك): كم بين الأذان والسحور؟ قال: «قدر خمسين آية». وفعله صلى الله عليه وسلم يدل على الاستحباب.) إعلام الموقعين تحقيق الشيخ مشهور المجلد الثاني ١٨٩-١٩٠).
٢- وقال صلى الله عليه وسلم: “بكروا بالإفطار وأخروا السحور” السلسلة الصحيحة ١٧٧٣.
الأمة بخير إذا فعلت ذلك.
والله هذا الحديث أشغلني فترة طويلة، وقرأت فيه كثيرا، ثم يهجم عليك الجواب، وأنت لست متهيأ له.
كنت أسأل نفسي لو كنت خطيباً لجعلت أسباب الخير في الأمة تطرق وتذكر.
أسباب كثيرة الله وضع فيها الخير لهذه الأمة.
ومن أسباب الخير في هذه الأمة لا تزال أمتي بخير، ليس لواحد من الأمة بل للأمة كلها- ما تزال الأمة بخير ما عجلوا وما أخروا.
ما هي الصِّلة؟
الصِّلة أنهم يعظمون الله، ويعظمون أوامره ويعرفون حدوده، ويعرفون الوقت الأخير الذي يحل لهم أن يأكلوا فيه، ويعرفون الوقت الأول الذي يحل لهم أن يفطروا فيه.
إذا ما تنبهت لهذا الأمر فليس فيك خير، لأنك لست حريصاً على الوقوف على أوامر الله عز وجل.
يعني في نوع من الاسترخاء، في نوع من الكسل، في نوع من تنبلة (أي: الكسل والبلادة)، في نوع من عدم حرص.
لذا الأمة ليست بخير وهذا حالها.
فالموضوع ليس موضوع أكل وشرب: يعني الأمة لو أكلت كانت بخير، ولو لم تأكل غير ذلك؟ لا: بل الموضوع موضوع الوقوف على حدود الشرع.
ولذا معنى قول النبي صلى الله عليه وسلم: “لا تزال أمتي بخير ما عجلوا الإفطار”.
الفطر كلما عجلت به؛ فإن الله يحب هذا التعجيل.
لماذا؟
لأنك إذا ما عجلت؛ فأنت غير واقف على الحد الذي يحبه الله.
فتعجيل الفطور وتأخير السحور تحديد لمعالم اليوم.
كما أن الشرع وضع تحديدا لمعالم الشهر، فأول رمضان وآخر رمضان الشرع وضع له معالم وله أحكام.
وكما أن الشهر حدده الشرع، فإن اليوم في الشهر مطلوب من كل فرد من أفراد الأمة أن يعرف حدوده: فإذا ما فعلوه حرموا الخير، لأن النص صريح، لا تزال أمتي بخير.
يعني هذه المسائل من شعائر الله التي تنطوي وتدخل تحت قول الله سبحانه وتعالى: {ذَٰلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ}[الحج: ٣٢].
والله تعالى أعلم.
◀ المجلس الأول من مجالس الوعظ في شهر رمضان المبارك (١٤٣٩ هجري/٢٠١٨ أفرنحي).
⬅ خدمة الدرر الحسان من مجالس الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان✍✍
السؤال الثاني:
هل الصيام يحتاج إلى نية كل يوم، وهل هي واجبة؟
الجواب: قطعاً.
الصيام هو ترك، صحيح؟
نعم صحيح.
ماذا يعني ترك؟
أن تترك شهوتك، أن تترك طعامك، أن تترك شرابك.
هل الترك عمل؟
الخبيئة التي بين الرجل وبين الله فيما أخبرنا النبي صلى الله عليه وسلم، -طبعا هذه الخبيئة ليست فقط في أمة محمد، الخبيئة في كل الأمم-.
فالنبي صلى الله عليه وسلم قص علينا قصة من كان قبلنا، فقال: ” خَرَجَ ثَلَاثَةٌ يَمْشُونَ فَأَصَابَهُمُ الْمَطَرُ، فَدَخَلُوا فِي غَارٍ فِي جَبَلٍ، فَانْحَطَّتْ عَلَيْهِمْ صَخْرَةٌ”.
(أي: لا يوجد خروج، ومعنى لا يوجد خروج، معناه أن هناك هلاك، وهذه حقائق كانت معروفة عند من كان من قبلنا، فقالوا: لن ينجيكم إلا عملكم، كل منكم يسأل الله بخبيئته.)
هذا الرجل ماذا عَمِل؟
الجواب: تَرَكَ، ولكن تَرَكَ بإخلاص.
يعني: الطالب بالجامعة اليوم الذي يقول:
يا رب أنا أغض بصري من أجلك، فإذا سأل ربه بهذه الخبيئة -كان بينه وبين ربه خبيئة- يقول:
يا رب لي خبيئة بيني وبينك أن لا أنظر لعورة، -طبعا هذه خبيئة صعبة-، أن لا أنظر لعورة فإذا رفع يديه وقال: يا رب؛ فإن الله سيستجيب له.
لذا علماؤنا علّمونا أصْلاً.
وهذا الأصل مهم: أن الترك عبادة.
قال الله تعالى: ﴿وَقالَ الرَّسولُ يا رَبِّ إِنَّ قَومِي اتَّخَذوا هذَا القُرآنَ مَهجورًا﴾[الفرقان: ٣٠].
هجران القرآن، الله تعالى قال عنه: اتخاذ.
فلما كان ترك قراءة القرآن والعمل بالقرآن وتدبر القرآن، الله تعالى جعل التركَ عملاً، فالترك يحتاج لنية.
والتركُ اللهُ يعاقب عليه.
علماؤنا يقولون:
لو عندنا طبيب وشخص ينزف، والطبيب يستطيع أن يعالجه، ولم يصنع له شيئا، يقف وينظر إلى المريض ولم يعالجه وترك مداواته.
علماؤنا يقولون: هذا الطبيب قاتل، الطبيب لم يعمل شيئا، الطبيب ترك الإسعاف.
فالترك في شرعنا عمل.
فترك الطعام والشراب عمل، وهذا العمل يحتاج لنية، والنبي صلى الله عليه وسلم عبر عن هذا بقوله: “من لم يبيت الصيام قبل الفجر فلا صيام له” المجتبى من السنن ٢٣٣١ وصححه الألباني.
فلا صيام لمن لم يبيت النية من الليل.
طبعاً النية في شرعنا عمل قلبي.
الإخلاص هو النية الصادقة، النية التي يحبها الله.
ما هو الإخلاص؟
أن يتجه قلبك إلى ربك، أن يَخْلُصَ اتجاه القلب للرب جل في علاه.
فأنت إذا نمت تأخرت قليلاً شربت، أو وضعت كوب ماء على جنبك هذا نية.
لا يلزم من النية النطق بها، أنا وإياكم وكلنا إن شاء الله ننوي أن نصوم إلى العيد.
فمتى رفض العبد النية كأن يكون مثلاً مريض، طرأ على العبد مرض فقطع نية الصوم فأكل، فلا بد من استحضار النية من جديد، فإذا كانت النية موجودة من قديم فيكفي فيها عمل القلب، ولا يلزم نطق اللسان.
فلا صلة بين النية واللسان.
فأنت مجرد أن تتناول العشاء قبل أن تنام، تستيقظ على السحور تشرب لك كأساً من الماء، لا أريد أن أقول تشرب سيجارة، لأنه بعض الناس يعني نيته في الصوم يشرب سيجارة بعض الناس هكذا.
فأي عمل تنويه بأن تأكل في الوقت الذي يُؤذَن لك بالأكل فهذه نية، وهذه النية تُجزئ.
والله تعالى أعلم.
مداخلة من أحد الحضور:
هل هذا أيضاً في صيام النافلة؟
*السؤال الثامن عشر: ما هو الضابط في اختيار العروس، ومتى أصلي الاستخارة عند الذهاب إلى لرؤية العروس أم عند الإقبال؟*
الجواب: أولاً أسأل الله أن يبارك لأخينا العريس السائل أو أختنا العروس السائلة، أسأل الله أن يرزق كلا منهما زوجة أو زوج صالح.
الإنسان إذا هَمَّ بشيء يستخير.
اسمع وافهم عني جيداً، إذا فَهِمتَ أَسمح لك أن تتكلم، وإذا لَم تفهم؛ اسكت ما تتكلم.
*طالب العلم التقي الورع لَمَّا يسأل عن المرأة ؛ لا يسأل عن دينها، بل يسأل عن جمالها ابتداءا، فإن أعجبه الجمال، تحول إلى الدِّين فإن ردها؛ ردها بسبب دينها، فيُكتب له الأجر، أمَّا إن سأل عن دينها فأعجبه، ثم سأل عن جمالها، فلم يُعجبه، فتَحَوَّل عنها مع رضاه بِدينها وخُلُقِها بسبب عدم جمالها؛ أثِمَ عند الله.*
لأنَّ قول النبي ﷺ: *«إذا أتاكم مَن ترضون دينه وخلقه؛ فزوجوه»،* هذا للذكر وللأنثى.
لكن لأن الرجل هو الذي يَطلب؛ جاء الخبر، فالرجل أيضاً إذا بلغه خبر امرأة ذات خلق وذات جمال؛ يجب أن يَقبل إذا أراد الزواج، فإذا أعجبه دينها وخلقها ثم حاد عنها بسبب أن جمالها ما أعجبه؛ هو آثم عند الله عز وجل.
لذا قال *الإمام أحمد* كما في “المغني”، *صاحب الدِّين إذا أراد أن يتزوج؛ يَسأل أولاً عن الجمال.*
فإذا أعجبنا الدِّين ثم سألنا عن الجمال، أعجبنا الجمال؛ نستخير.
الآن بدأ إذا هَمَّ أحدكم، فبلمشورة تحتاج أن تعرف أشياء، تكون عندك ضوابط، ومن أهم *الضوابط*، *الخُلُق والدِّين* -هذا شيء لا يتنازل عنه-.
ثم *أن تكون المرأة ودوداً ولوداً،* «عليكم بالودود الولود».
الودود: هي المرأة التي تتحبب لِزَوجها، الرجال يعاركون الحياة، تأتيهم الهموم والمشاكل، يحتاج إذا لجأ إلى عرينه في بيته؛ أن يجد وجهاً بشوشاً، تعينه على نوائب الحياة والمشاكل، فالمرأة التعيسة، المرأة التي تخرب بيتها، وأكبر أسباب خراب البيت؛ أن الرجل يعاني خارج المنزل؛ وما يجد الوجه الودود، الوجه البشوش الذي يخفف عنه، المشاكل.
لذا بعض الرجال يعيش في المقاهي، عايش في مقهى، يقضي طول ليله في مقهى، هذا ماذا يجد في البيت؟
الجواب: هذا ما يجد الوجه الودود، يجد نَكَداً، أول ما يدخل البيت؛ يحط راسه وبنام، لا يرى أحداً ولا أحد يراه، كأن البيت فندق بالنسبة إليه.
الولود:
من الصواب أن تسأل: كم أخت لها؟
أخواتها المتزوجات، كم أولاد منهم؟
كيف تعرف أنها ولود؟
الجواب: تسأل عن أخواتها المتزوجات.
طيب واحد يقول لي: هي أول واحدة؟
خالاتها، خالاتها كم
في عندهم أولاد؟
طبعاً الوَلَدُ مَطلب في الزواج، النبي ﷺ يقول: «عليكم الودود الولود».
كيف نعرف أن المرأة ولود؟
بأخواتها، بخالاتها، بأمها.
فإذا رأيناها ذات دين وذات خُلُق، وَوَدُود، والوَدُود تحتاج إلى فطنة ويحتاج الإنسان أن يكون نبيهاً، وهذه النباهة لا تنتهي، فرجل على منهج العقيدة الطيبة، يذهب يتزوج امرأة بنفس العقيدة.
فالمرأة طالبة العلم خشيت أن الزوج يكون عنده شيء؛ فقالت له: أين الله؟!
فقال لها هذا الزوج: قال ﷺ :
«أيما رجل دعى امرأته إلى فراشها فأبت وباتت؛ إلا والذي في السماء عليها غضبان».
فكان الجواب موفقا في هذه المسألة.
يعني أتى بالجواب في المكان الذي تحتاجه.
*فنصيحتي بارك الله فيك الحرص على الدِّين والخُلُق، والحرص على أن تكون ودوداً وَلُوداً.*
وبذا تكسب -إن شاء الله تعالى- خيري الدنيا والآخرة.
*السؤال الثاني عشر: أخ يسأل يقول هل طلب العلم على الهاتف ووسائل الاتصال الحديثة يؤجر عليه الإنسان؟*
الجواب: قطعا يؤجر، معنا في هذا اللقاء عدد كبير من الاخوة و الأخوات في العالم يحضرون معنا فهل هذا طلب علم؟
نعم هذا طلب علم، الأحسن ان يحضر الانسان بروحه ووبدنه لكن ان لم يتمكن من ذلك فالنبي صلى الله عليه و سلم قال :طلب العلم فريضة و طلب العلم فريضة، مبتدأ وخبر ولم يذكر النبي صلى الله عليه و سلم الوسيلة.
لم يذكر الوسيلة، فيجب على الانسان ان يكون طالب علم على قدر مكنته، فمن لم يتمكن من ان يجثو على الركب بين يدي العلماء فالواجب عليه ان يقرأ كتبهم او ان يستفتيهم أو أن يحضر مجالسهم ولو من بعيد .
اليوم يوجد جامعات تعطي شهادات للدراسة عن طريق النت من غير حضور.
فالعبرة بالعلم، وأبرك طريقة تعلم الصحابة من النبي صلى الله عليه و سلم و من بعدهم تجلس بين يدي المشايخ و العلماء فتأخد علمهم وتأخذ سمتهم، و تاخذ بركة مجلسهم، ولكن اذا ما تمكن من ذلك فالنبي يقول صلى الله عليه و سلم طلب العلم فريضة، فطلب العلم بأي وسيلة وبأي طريقة من الطرق فريضة على كل مسلم.
http://meshhoor.com/wp/wp-content/uploads/2016/06/فتوى14.mp3الجواب : قطعاً ، اسمع مني شيء قليلاً أربطه بأصلٍ وبعد أن أربطه بأصل سيأتي الصيام ، الصيام ترك صحيح ؟ ماذا يعني ترك ؟ أن تترك شهوتك تترك شرابك ، أنا أسألكم الترك عمل ؟ ، الخبيئة التي بين رجل وبين الله فيما أخبرنا النبي صلى الله عليه وسلم ، طبعا هذه الخبيئة ليست فقط في أمة محمد الخبيئة في كل الأمم النبي قص علينا قصة من كان قبلنا قال : ثلاثة كانوا يمشون في الطريق فآواهم المبيت إلى الغار فدخلوا الغار فدحرجت صخرة فغلَقت الباب ، لا يوجد خروج معنى لا يوجد خروج معناه أن هناك هلاك فقالوا : وهذه حقائق كانت معروفة عند من كان من قبلنا ، قالوا: لن ينجيكم إلا عملكم كل منكم يسأل الله بخبيئته كل واحد يقول خبيئته فواحد من الثلاثة قال: يا رب كانت لي ابنة عم وكنت أحبها كما يحب الرجال النساء ، يعني كانت في نفسي فاحتاجت إلى عشرين دينار فراودتها عن نفسها لك عشرين دينار ولكن أريد منك الفاحشة ، قال : فلما جلست منها موقع جلوس الرجل بالمرأة قالت : يا هذا اتق الله لا تفضَ الخَاتمَ إلا بحقه ، يعني تريدني ، تزوجني ، يعني أترك الزنا وتزوجني قال : فارتعدت فقمت ، فاللهم إن كنت تعلم أني فعلت هذا من أجلك ففرج عنا ما نحن فيه قال : فانزاحت الصخرة قليلا باقي الثاني والثالث كل واحد ذكر شيئاً ، هذا ماذا عمل ؟ ترك هذا ترك لكن ترك بإخلاص ، يعني الطالب بالجامعة اليوم الذي يقول : يا رب أنا أغض بصري من أجلك فإذا سأل ربه بهذه الخبيئة كان بينه وبين ربه خبيئة يقول : يا رب لي خبيئة بيني وبينك أن لا أنظر لعورة طبعاً هذه خبيئة صعبة أن لا أنظر لعورة فإذا رفع يديه وقال يا رب الله سيستجيب له ، لذا علماءنا علمونا أصلاً ، وهذا الأصل مهم أن الترك عبادة { قال ربي إن قومي اتخذوا هذا القران مهجوراً } ، هجران القرآن الله قال عنه : اتخاذ ، قال ربي إنَّ قومي اتخذوا هذا القرآن مهجوراً ، فلما كان ترك قراءة القرآن والعمل بالقرآن والتدبر بالقرآن الله جعل الترك عملاً ، فالترك يحتاج لنية ، والترك الله يعاقب عليه ، يعني علماءنا يقولون : عندنا طبيب وشخص ينزف والطبيب يستطيع أن يُعالجه ولم يصنع له شيئا يقف ينظر إلى المريض ولم يعالج فترك مداواته ، علماءنا يقولون : هذا قاتل ، طبيب قاتل ، الطبيب لم يعمل شيئاً الطبيب ترك الإسعاف ، فالترك في شرعنا عملُ ، فترك الطعام والشراب عمل ، وهذا العمل يحتاج لنية ، والنبي صلى الله عليه وسلم عبر عن هذا بقوله : [ لا صيام لمن لم يبيت النية من الليل] ، طبعاً النية في شرعنا عمل قلبي ، تذكرون عندما تكلمنا عن الإخلاص ، الإخلاص هو النية الصادقة ، النية التي يحبها الله قلنا ما هو الإخلاص ؟ قلنا : أن يتجه قلبك إلى ربك ، أن يُخلَاتجاه القلب للرب جل في علاه ، فأنت إذا نمت تأخرت قليلاً شربت تأخرت قليلاً أو وضعت كوب ماء على جنبك هذا نية ، يعني لا يلزم من النية النطق أنا وإياكم كنا إن شاء ننوي أن نصوم إلى العيد فمتى رفض العبد النية فمثلاً أن يكون مريض طرأ على العبد مرض فقطع نية الصوم فأكل ، فلا بد من استحضار النية من جديد ، فإذا كانت النية موجودة من قديم فيكفي فيها عمل القلب ، ولا يلزم نطق اللسان ، لا صلة بين النية وبين اللسان ، لا يوجد صلة بين النية واللسان ، فأنت مجرد أن تتعشى قبل أن تنام ، تستيقظ على السحور تشرب لك كأساً من الماء ، لا أريد أن أقول تشرب سيجارة لأنه بعض الناس يعني نيته في الصوم يشرب سيجارة بعض الناس هكذا ، فأي عمل تنويه بأن تأكل في الوقت الذي يؤذن لك بالأكل فهذه نية ، وهذه النية تُجزئ والله تعالى أعلم لكن لا بد من النية ، والله تعالى أعلم .
⬅⬅ المجلس الثاني من مجالس الوعظ في شهر رمضان 1437 هجري ، 2016 – 6 – 7 ميلادي.
◀ خدمة الدرر الحسان من مجالس الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان.
http://meshhoor.com/wp/wp-content/uploads/2017/02/AUD-20170213-WA0091.mp3الجواب : مسألةُ اْلمقاطعة ليست جديدة مسألةٌ قديمةٌ ، وأوّل من ثوّرهَا واستخدمها كسلاحٍ ضدّ اْلكفار : ( غاندي ) في اْلهند ، هو الّذي أشهرَهَا ،وكان لعلمائنا رحمهم الله تعالى بمناسباتٍ عديدةٍ ولا سيّما إفراد اْليهود ببعض المصانع والتّجارة في بعض السّلع كان لهم كلامٌ ،واْلكلام في (المقاطعة) يجب أنْ يكون بعدلٍ وبحقٍّ ،وأنا أظنّ أنّ جلّ من يتكلّم في هذه المسألة لا يضبطها .
( اْلمقاطعة) قائمةٌ على أصلٍ معروفٍ عند العلماء، وهو : ( إنّ التَّركَ فعلٌ ) ، وهذا له أمثلةٌ كثيرةٌ ،وله أدلّةٌ كثيرةٌ من اْلكتاب والسّنّة، منها :
قول الله عز وجل :{ قَالَ رَبِّي إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَذَا اْلقُرْآنَ مَهْجُورًا } ،فتركُ قراءة اْلقرآن قال الله عنه اتّخاذًا ، وهذا يدلّ أنّ التّرك فعلٌ .
والنّبي – صلّى الله عليه وسلّم – قال : أيما أهل عرصة بات]فيهم امرئٌ جائعٌ فقد برئت منهم ذمَّةُ اللهِ” ، فتبرأ ذمّة الله بترك الإطعام .
فالتّرك فعلٌ عند العلماء ،هذه نقطةٌ مهمّةٌ .
فموضوع (اْلمقاطعة) من ناحيةٍ شرعيّةٍ له أصل .
الأمر الآخر إذا وُجد في قلب المؤمن حلاوةُ الإيمان ،ويحبّ لله ،ويبغض لله ،وله غيْرةٌ على أوامر الله عزّ وجلّ فهو تحصيل حاصل يوالي الولاية التّامة لْلمؤمنين ويترك اْلكافرين .
يعني عدوٌ يفتكُ بك ، ويسلب أرضكَ ومقدّساتك ، ويطعمك شيئًا يضرّك ، أويسقيك شيئًا يضرّك، وأنت ما تستطيع أن تترك هذا الشيء الذي يضر أيّ خيرٍ فيك أنت وهذا حالك؟
يعني أمرٌ يضرّك ،يأخذ مالكَ ،وينفقه على تقويةِ من يذبحكَ ويذبح إخوانك، أيّ خيرٍ فيك في هذه اْلحالة ؟
هذه مسألةٌ ما تحتاج إلى قيل وقال ، تحتاج إلى توفيقٍ من الله عزّوجل .
لو دخلت سوقًا فاستصْلحت رجلاً فرأيته صالحًا وآخر سيّئًا، فقلت : أنا أشتري من هذا الرّجل الصّالح إن ربحَ وكسب سيتصدّق ويزكّي،وهذا ما يزكّي لك أجر .
لذا ينبغي أنْ نفرّق بين ( اْلمقاطعة ) وبين التّداعي لمحاربة بعض اْلجهات ، ولذا ( اْلمقاطعة ) في أصلها مشروعةٌ ، لكن تطبيقاتها اْلعمليّة هي الّتي تكون منبوذة ، أو التّداعي لمحاربة جهة ما هذا ممنوع ، وإذا جاءت فلا بدّ من أولياءِ الأمور من الحكّام أو اْلعلماء يقرّرون بيقين أنّ هذا فيه ضر ،وأنّ (اْلمقاطعة) تكونُ فيه مصلحة ،وهذه اْلمصلحة اْلعامة ، والمصلحة العامة مقدّمةٌ على اْلمصلحة الخاصة ، و ما شابه .
فاْلكلام عن (اْلمقاطعة) ينبغي أنْ يكون بعدلٍ ،وينبغي أنْ يصدر من اْلجهات تتّقي الله عزّوجل ،وينبغي أنْ نفرّق بين انسانٍ يُقاطع، وبين التّداعي لصنيعِ (اْلمقاطعة)، أحيانًا في تداعي لصنيع (اْلمقاطعة) أشبه ما يكون باْلخروج على أولياءِ الأمور في بعض اْلمسائل ،فوضعُ الأشياء في أماكنِها من الأمورِ اْلمهمّة .
والصّراع اْلمعروف مع اْليهود قديمًا جعل بعضُ أئمّتنا اْلكبار تكلّموا في (المقاطعة) ،وأُسمعكم كلامًا نقلته في حواشي بعض كُتبي للشّيخ محبّ الدّين الخطيب رحمه الله في مجلّته اْلبديعة الّتي تسمّى : (اْلفتح)،نسمعُ كلام الشّيخ : محبّ الدّين الخطيب في موضوع (اْلمقاطعة) :
قراءة أخونا أبو فياض :
قال الإمام محمد تقيّ الدّين في كتابه : (سبيل الرشاد في هدي خير العباد) :
يجبُ علينا أنْ نفكّر كثيرًا في هذا النّوع من اْلعقاب الّذي عاقب به رسول الله صلّى الله عليه وسلّم هؤلاء الثّلاثة ، فإنّه عقابٌ صارمٌ شديدٌ .
قال شيخنا مشهور حسن حفظه الله في تعليقه على هذا : ( هو هجرٌ إيجابيٌّ زاجر ) .
مداخلة الشيخ : القصة عن الثّلاثة الذين خلّفوا في تبوك .
تكملة الكلام : ويدخل فيه في نظري وتقديري (اْلمقاطعة الإقتصاديّة) لْلبلاد الّتي تسيئ للإسلام واْلمسلمين )،فإنّ ( التّرك فعل ) على الرّاجح عند الأصوليّين، شريطة التّأثير الّذي يقدّره أهل الخبرة ،فاْلمقاطعة معقولةُ المعنى ،و استخدامها مشروعٌ بل مطلوبٌ فيما ينفع المسلمين ،أو يرفع الأذى عنهم ،أو إنْ ترتّب عليها زوالُ المنكر أوْ تنقيصهُ ،ولعلّه تصل لْلوجوب لا سيّما إنْ كان أولياء الأمور يأذنون بذلك .
وصرّح بمشروعيّة هذه الصورة فضيلة اْلعلّامة الشّيخ عبدالعزيز بن باز،واللّجنة الدّائمة للإفتاء ترى ذلك في “فتاواها” (فتوى رقم 21776)، .
ووجدتُ كلمةً جيّدةً للعلّامة السّلفي محبِّ الدّين الخطيب كتبها في افتتاحيّة العدد(175) من مجلّته القيّمة (الفتح ) بتأريخ 16.جمادي الآخرة 1348 –الموافق 28.نوفمبر1929 .
مداخلة الشيخ : 48 احتلال فلسطين ، كانت الأجواء احتلال فلسطين ، وكان اليهودُ يحاولوا أنْ يبدأُوا بفرضِ سطوتِهِم الاقتصادية على بلادِ المسلمين .
تكملة الكلام : وهي بعنوان : ( اْلمقاطعة أمضى سلاحٍ بأيدي عرب فلسطين ) ، وممّا قال فيها :
( اْلمقاطعة ) عنوان الرّجولة والحزم ،و الأمّة الّتي تثبتُ على ( مقاطعةِ ) من يسيئ إليها تُشعر الأممَ كلّها بالحُرمة لها، وفي مقدمة من يحترمها أعداؤها ، و ( باْلمقاطعة ) تَعرف الأمّة مواطن ضعفِها ،وتنتبه إلى ما ينقُصها في صناعاتها وتجارَاتها ،فالصّنف من أصناف اْلحاجيّات،إذا كان لا يستحضرهُ من مصادره غير اْليهود ،فإنّ اْلعرب سيشعرون بحاجتهِم إلى من يتقدّم منهم لاستحضارهِ من مصادره ،فيعظُم إقبالُ اْلوطنيّين على بضاعة أخيهم اْلوطنيّ الّذي يأتيهم بما لا يوجد منه إلاّ عند أعدائهم ،وبذلك يسدُّ حاجتهم ، و يستفيد من إقبالِهم على سلعتهِ ، و (اْلمقاطعة) ستنبّه الأمّة إلى ما هو أعظم من ذلك ،فبعدَ أنْ يكون اْلمتّجرون باْلكبريت مثلاً من اْليهود دون غيرهم يُبادر إلى الاتّجار بهذا الصّنف تجارٌ من اْلعرب ،ثمّ تخطو الأمّة خطوةً أخرى ،فتؤسّس مصنعاً وطنيًّا لْلكبريت ، ومتى تقدّمت الأمّة خطوات متعدّدةٍ في سبيل الاستقلال الاقتصاديّ؛ كان لها من ذلك شهودٌ عدولٌ على كفاءتها للاستقلال اْلقومي والسّياسيّ .
وقبل أن تكون ( اْلمقاطعة) طريقًا إلى الاستقلال الاقتصاديّ والسّياسيّ ، فهي طريقٌ إلى النّضوج الأخلاقيّ ؛لأنّ الأمّة الّتي تشعر بحاجتِها في صناعَاتها وتجارَاتها إلى الاستعانةِ بأعدائها يتأصّل في نفوس أبنائها اعتقادٌ بضعفها وفاقَتِها ،وهذا الشّعور مَدرجةُ انحطاطٍ في الأخلاق،ونقصٌ في عزّة النّفس ،ويأسٌ من بلوغ الأمل ،وفضلاً عن هذا وذاك فإنّ الأمّة الّتي قطعتْ على نفسها عهدَ ( اْلمقاطعة ) تتعفّف بطبيعة الحال عن كثيرٍ من اْلكماليّات الّتي لا تجدها إلّا في أيدي أعدائها ،وأسمّي هذا النّوع باْلكماليّات من باب التّساهل ، وإلاّ فإنّ الغرب إنّما غزا الشّرق ثمّ فتحه منذ تمكّن من تعويد الشّرقيين والشّرقيّات استعمال هذه الكماليّات ، فقام على أموال الشّرق القليلة بناء ثروةِ الغرب اْلعظيمة .
ومن أجمع اْلكلمات وأقواها وأجلِّها الّتي وقفتُ عليها في ( اْلمقاطعة ) كلمة للعلاّمة ” الشّيخ عبدالرّحمن السُّعدي ” ، وهذا نصّها :
⬅ اعلمُوا أنّ اْلجهاد يتطوّر بتطوّر الأحوال، وكلّ سعيٍ وكلّ عملٍ فيه صلاح المسلمين ،وفيه نفعُهم ،وفيه عزّهم فهو من الجهاد ،وكلّ سعيٍ وعملٍ فيه دفعٌ لضررٍ على المسلمين وإيقاع الضّرر بالأعداء اْلكافرين فهو من الجهاد ،وكلّ مساعدةٍ لْلمجاهدين ماليًّا فإنّها من الجهاد ،فمن جهّز غازيًا فقد غزَى ،ومن خلفه في أهله بخيرٍ فقد غزى، وإنّ الله يُدخل بالسّهم الواحد ثلاثة الجنة ، صانعه يحتسبُ فيه الأجر ، والّذي يساعد به المجاهدين ،والّذي يباشر به اْلجهاد .
ومن أعظم الجهاد وأنفعهِ السّعي في تسهيل اقتصاديّات المسلمين ، والتّوسعة عليهم في غذائيّاتهم الضّروريّة واْلكماليّة، وتوسيع مكاسبهم وتجاراتهم وأعمالهم ، وعُمّالهم ،كما أنّ من أنفع الجهاد وأعظمه مقاطعةُ الأعداء في الصّادرات واْلواردات، فلا يسمح لوارداتهم وتجاراتهم ،ولا تُفتّح لها أسواق المسلمين،ولايمكّنون من جلبِها على بلاد اْلمسلمين، بل يستغني اْلمسلمون بما عندهم من منتوجِ بلادهم ،ويُوردون ما يحتاجونه من اْلبلاد اْلمسَالمة ، وكذلك لا تُصدّر لهم منتوجاتُ بلاد المسلمين و لا بضائعهم ، وخصوصًا ما فيه تقويةٌ للأعداء كالبترول، فإنّه يتعيّن منع تصديرهِ إليهم ، وكيف يصدّر لهم من بلاد المسلمين ما به يستعينون على قتالهم ، فإنّ تصديره إلى اْلمعتدين ضررٌ كبيرٌ، ومنعه من أكبرِ الجهاد ، ونفعه عظيم ،فجهادُ الأعداء بالْمقاطعة العامّة لهم من أعظم الجهاد في هذه الأوقات، ولملوكِ المسلمين ورؤسائهم ولله الحمد من هذا الحظّ الأوفر ،والنّصيب الأكمل ، وقد نفع الله بهذه ( المقاطعة) لهم نفعًا كبيرًا ،وأضرّت الأعداء ،وأجحفت باقتصاديّاتهم ،وصاروا من هذه الجهة محصورين مضطرّين إلى إعطاء المسلمين كثيرًا من الحقوق الّتي لولا هذه ( المقاطعة ) لمنعوها ، وحفظ الله بذلك ما حفِظَ من عزِّ المسلمين وكرامتهم .
ومن أعظم اْلخيانات وأبلغ المعاداة لْلمسلمين تقريبُ أولي الجشع والطّمع الّذين لا يهمّهم الدّين، و لا عزِّ المسلمين، ولا تقوية الأعداء فنقود البلاد أو بضائعها ،أو منتوجاتها إلى بلاد الأعداء ،وهذا من أكبرِ الجنايات وأفظع الخيانات ،وصاحبُ هذا العمل ليس له عند الله نصيبٌ و لاخلاق .
فواجبُ اْلولاة الضّرب على أيدي هؤلاء اْلخوَنَة، والتّنكيل بهم ،فإنّهم ساعدوا أعداءَ الإسلام مساعدةً ظاهرةً، وسعوْا في إضرار المسملين ، ونفع أعدائهم اْلكافرين ، فهؤلاء مُفسدون في الأرض يستحّقون أنْ ينزّل بهم أعظم العقوبات .
والمقصود أنّ ( مقاطعة ) الأعداء بالاقتصاديّات والتّجارات والأعمال وغيرها ركنٌ عظيمٌ من أركان الجهاد ، وله النّفعٌ الأكبر ،وهو جهادٌ سلميٌّ وجهادٌ حربيٌّ، وفّق الله المسلمين لكلّ خير ،وجمع كلمتَهم ،وألّف بين قلوبهم ، وجعلهم إخوانًا متحابّين ومتناصرين ، وأيّدهم بعونه وتوفيقه ،وساعدهم بمدده وتشديده، إنّه جوادٌ كريمٌ رؤوفٌ رحيمٌ .
انتهى كلامه.
↩ ولشيخنا محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله تعالى كلمةٌ قوّيةٌ في ( المقاطعة ) في شريط رقم ( 190 ) من سلسلة الهدى والنور .
مداخلة الشيخ مشهور :
إذن سمعتم كلام مشايخنا السّابقين واللاّحقين وعلى رأسهم :
الشّيخ تقي الدّين الهلالي .
والشّيخ محبّ الدّين الخطيب .
والشّيخ ابن باز .
اللجنة الدائمة للإفتاء .
والشيخ السّعدي صاحب الكلمة القويّة الأخيرة في البترول ، صاحب التّفسير المشهور .
شيخنا الألباني .
↩ هذه كلماتهم رحمهم الله تعالى في موضوع ( اْلمقاطعة) ،فموضوع ( المقاطعة) كما قلت : فرقٌ بين أنْ تكون( مقاطعةٌ )إيجابيّةٌ ،ومدروسةٌ ،معروفةٌ لأولياء الأمور فيها كلمة ، وبين ( المقاطعة ) الّتي فيها القيل والقال ، والّتي فيها اْلهيشات و ما شابه ، فاْلمبدأ صحيحٌ ،لكن إسقاط هذا المبدأ في بعض النّوازل قد يكون فيه تهوّر ،وقد يكون فيها حماسات للشّباب ،قد يكون فيها أخطاء وسوء الاستخدام، الأمر لا يمنعهُ إذا استخدم شيء على واقعٍ فيه اْلقيل والقال، فهذا لا يمنع الأصل .
⬅ ( فالمقاطعة ) كما قلت : هي الهجر المشروع ، وعلى رأسه الّذي كان في زمن النبي صلى الله عليه وسلم هي مقاطعة ، أمرَ النّاس أنْ يقاطعُوهم ،حتّى أمر نساءَهم أنْ يتركوهُم، وهي قائمةٌ على مبدأ التّرك، والتّرك فعل كما قلت ، فالشّرع يأذن بمثل هذا الأمر، ولا يجوز لنا أنْ ننكر أصلاً بممارساتٍ خاطئةٍ له ، هذا أمرٌ ما ينبغي .
وطالبُ اْلعلم ينبغي أنْ يكون حصيفًا ذكيًّا ، يتكلّم بحقٍّ ويتكلّم بعدلٍ ، هذا والله تعالى أعلم .
⬅ مجلس فتاوى الجمعة
13 جمادى الأولى 1438 هجري
2017 – 2 – 10 إفرنجي
↩ رابط الفتوى :
◀ خدمة الدرر الحسان من مجالس الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان.✍✍
مداخلة من الشيخ : صحيح بعض العبادات تعمل من أجل أثرها ، لا من أجل النية .
تكملة السؤال : بعض العبادات لا تحتاج إلى نية كمسألة المسح على الخفين .
مداخلة من الشيخ : إدخال الخفين في رجلك ليس عبادة ،لكن المسح على الخفين نفسه عبادة، ولذا لا يلزم حتى يجوز المسح على الخفين أن تدخلهم بنية المسح، فإن بدا لك المسح لاحقا، المسح ذاته عبادة .
من أحسن المسح أم الغسل؟، من أحسن تغسل رجليك أو تمسح قدميك؟
التفصيل، إذا كنت بين رافضة تمسح على الخفين حتى تعلمهم خطأهم فالمسح أحسن، وإذا كنت في حالة استعجال وما تدرك الجماعة الا بالمسح على الخفين، المسح أحسن، ولذا الأحسن أن تفعل الارفق بك.
فإذا كنت أنت والله في سعة من أمرك، وفي روائح في قدميك والجو حار فصلاتك بالغسل أحسن ، الأمر واسع .
لكن الاخ توهم أن المسح على الخفين لا يجوز إلا بنية إدخال الخفين، لا، لازم المسح تكون له نية، مجرد ما تمسح تنوي، خلص حصلت النية، لا يلزم النية قبل ذلك .
تكملة السؤال : كمسألة انتقاض الوضوء بالنية،
الشيخ : كيف ينتقض الوضوء بالنية، الوضوء ليس عبادة، الوضوء وسيلة فما ينتقض الوضوء بالنية،
السائل :بينما نجد أن الإفطار للصائم يصح بالنية.
الشيخ :الكلام موهم وأخونا سؤاله قليلا متعب( متعب جدا) وذكرني بما في كتاب طبقات الشافعية الكبرى للقاضي حسين المروزي، القاضي حسين في زمانه كان ملكا فقال لزوجته أنت طالق إذا افطرت اليوم على جامد أو سائل أو على حار أو على بارد .
أتى وقال ماذا أعمل؟
كيف اخرج من طلاق زوجتي ؟
فذكر له حديث النبي صلى الله عليه “إذا أقبل الليل من ها هنا وأدبرت الشمس من ها هنا فقد افطر الصائم، “قال لكن انتظر فأنت افطرت بكلام النبي عليه السلام .
يعني الصائم متى يفطر؟
بسقوط الشمس وظهور الليل .
قال فالنبي عليه السلام يقول فقد أفطر الصائم، فأنت النبي عليه السلام فطرك ،وبعدها كل ما شئت والطلاق غير حاصل لأن النبي عليه السلام يقول فقد افطر الصائم .
إلا إذا أراد الاخ يقول :رجل صائم، فعزم على نقض نية الصوم، ثم تاب يعني كان صائما شعر بعطش، شعر بجوع ، جاءه الشيطان لسبب أو آخر عزم أن يفطر ثم تاب إلى الله جل في علاه، يعيد أم لا يعيد ؟
هذا وقع فيه خلاف بين أهل العلم، والخلاف معتبر، فهذا كثير من أهل العلم لا يقولون يفطر بالنية، بل يفطر برفض الصوم ،بدلالة أن الإنسان إذا نوى في الليل وما استحضر النية طول النهار صيامه صحيح باتفاق.
يعني لو الإنسان عزم في الليل على الصيام ثم نسي النية، ولم يخطر بباله أنه صائم ،وأتم أركان الصوم، ولم يعمل ناقضا ولم يرفض الصوم، صومه صحيح باتفاق .
لكن لو الأخ مثل وقال بعض الأعمال تصح بالنية من بعض الناس مثل رجل عنده امرأة مجنونة أو عنده امرأة كتابية، فهذه المرأة المجنونة أو الكتابية حاضت ثم اغتسلت فهل يحق له أن يطأها ، فمن عنده كتابية لما تحيض وتغتسل يطأها أم لا ؟
يطأها؟
هل هذا الغسل بنية؟
ليس بنية، هذه مجنونة ، وهذه كتابية ولا يصلح منها نية .
فبعض العبادات لا تصح عند الله من حيث الأثر في الدنيا ويترتب عليها أثر دنيوي، ويترتب عليها أثر دنيوي والله تعالى أعلم.
سؤال : هل السنة أن أنام على وضوء؟
الجواب : نعم حتى لو كنت جنبا، كان النبي صلى الله عليه و سلم إذا أجنب فلم يغتسل توضأ ثم نام، وفقهاؤنا في أحاجيهم في الغازهم يقولون وضوء لا ينتقض ببول ولا غائط ولا ببراز، أي وضوء؟
وضوء الجنب .
لو أن انسان أجنب فتوضأ ثم أحدث فيبقى وضوءه صحيحا و لا يحتاج تجديد الوضوء ، لأن هذا الوضوء هو من أجل تخفيف الحدث الأكبر، فمن السنة للإنسان أن لا ينام إلا متوضئا و الله تعالى اعلم .
⬅ مجلس فتاوى الجمعة
2016 – 3 – 25 إفرنجي
↩ رابط الفتوى :
◀ خدمة الدرر الحسان من مجالس الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان . ✍✍
⬅ للإشتراك في قناة التلغرام :
http://t.me/meshhoor