السؤال الرابع : هل يجوز الاغتسال أو الاستحمام بدون وضوء إن نوى ذلك؟
الجواب : يجوز، لكن السنة أن تجعل حياتك كلّها طوعا للشرع، وهذا للذاكر و ليس للغافل ،هذا لا يقدر عليه الا الموفَّق.
يعني استيقظت في الصباح بدل من تغسيل الوجه توضأ، ومتى تيسر لك أن تصلي ركعتي الضحى تصليها، إذا أردت أن تأكل الزيت والزعتر تذكّر قول النبي ﷺ: *«كلوا الزَّيْتَ, وَادَّهِنُوا بِهِ، فَإِنَّهُ مِنْ شَجَرَةٍ مُبَارَكَةٍ»*. رواه الترمذي وابن ماجه عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه ورواه أحمد والترمذي أيضاً والحديث صححه الألباني رحمه الله بمجموع طرقه.
آكل وأنا مستحضر «كلوا الزَّيْتَ، وَادَّهِنُوا بِهِ»، أجعل حياتي كلها باسم بركة الشرع ،هذا الإنسان اليقِظ.
أتمنّى لو أرى كتاباً فيه العادات التي كانت في زمن النبيﷺ، فنحافظ عليها لأنها من بركة السنة، من بركة عمل النبي ﷺ.
كان النّبي ﷺ إذا جاء من السفر استُقبِل بالصبيان.
كان النبي ﷺ يعطي باكورة الشيء للصّبيان، أول ما ينزل قُطف العنب يُعطي الولد الصغير قُطف العنب، أول ما المرأة تخبز يُعطي الولد الصغير.
كان النبي ﷺ في صبيحةِ زواجِ رحِمٍ له يزورهم، كما فعل مع الرُبيّع بنت مُعوّذ زارها كما قال الذّهبيّ في السّير في ترجمتها، أن تزور مولِيّتك من ابن أو أُخت في صبيحة البناء بها فهذا سنّة.
يا ليت هذه السُنن تُرسَّخ.
الإمام البخاري في كتاب الأدب كان يقول باب قول مرحباً، مرحباً بالذي عاتبني به ربّي، مرحبا بِفُلان، أن تقول لِأخيك مرحباً، وأنت تستشعر أنك تتبع النّبي عليه السلام ، أن تكون يقظاً، وتكون متّبعاً في كل حياتك فهذا شأن طالب العلم، طالب العلم في حياته كلّها متّبع للنّبي عليه السلام .
فأنت لماذا تريد أن تغتسل ولا تتوضأ، اغتسلت و حصلت النية، وحصل المضمضة والإستنشاق وحصل تعميم غسل البدن، أنت الآن أزلت الحدث الأكبر، ولكن حتى تكون جاهز للصلاة توضأ قبل الإغتسال و على هدي النبيﷺ. ✍?✍?
*السؤال التاسع: الوضوء للصلاة والصلاة مع جماعة المسلمين، هل تعتبر في مقام النية، دون قصد وتعيين، هل هي نية كاملة أم قصور؟*
الجواب: كأني بالأخ يسأل: من توضأ في بيته، ومشى إلى المسجد ووجد الإمام يصلي، ووقف خلف الإمام، أو في صف من صفوف الجماعة، فقال الله أكبر وهو لم يستحضر النية فهل هذا صحيح أم ليس بصحيح؟.
الجواب: جماهير أهل العلم يقولون النية الموصولة التي لم ترفض، فمن خرج للصلاة ولم يرفض النية، وقال الله أكبر، وهو مستحضر أنه سيصلي الظهر أو العصر، أو المغرب أو العشاء أو الفجر فصلاته صحيحة.
*الشافعية* يوجبون أن يكون هنالك وصل بين النية وبين تكبيرة الإحرام، ولا يجوزون هذا الفصل، فعند الشافعية لابد أن تنوي وأنت وراء الإمام، بمجرد ما تقف وراء الإمام تقول الله أكبر، مع استحضار النية.
والنية كما هو معلوم، محلها القلب، وليس للسان فيها نصيب، والعبرة بما في قلبك، فإذا أنت خرجت من بيتك، وأنت ناوٍ الصلاة، وما رفضت النية في الطريق، فإذا رفضت النية تحتاج أن تعيدها من جديد.
واحد خارج للمسجد بدا له أن يحلق شعره، ذهب يحلق شعره فرفض النية، فعندما يخرج من عند الحلاق للمسجد يحتاج أن يحرك قلبه للنية، ومجرد المشي للمسجد نية، أما أن تحصّل شيئا حاصلا في القلب، وأن تتلفظ به فهذا من مدعاة الوسوسة، وأشد الناس وسوسة الشافعية، حتى أن الوسوسة وصلت إلى بعض كبارهم، فمن يطلق عليه عند الشافعية الشيخ، هو أبو إسحق الشيرازي، إذا إطلق الشيخ في مذهب الشافعية فيراد به أبو إسحق الشيرازي، والذي يقرأ ترجمة أبي إسحق الشيرازي -رحمه الله- يجده موسوساً، يتشددون في النية (موضوع النية خاصة).
وإلا فموضوع النية أمر قلبي، وليس بحاجة لنطق ولا بحاجة لاستحضار.
السؤال:
كنّا في شهر رمضان أنا وإخوة لي نشارك في إفطار الصائمين في المسجد؛ فمنّا من يأتي بالتمر، ومنّا من يأتي باللبن وهكذا، كيف يكون الأجر؟ وهل نتحصل على أجر إفطار الصائم؟
الجواب:
احمد ربك أن الله يسّر لك هذا العمل، واطمع من ربك أن يكتب الأجر للجميع.
أنا استغرب من بعض الناس يقول: أنا أريد أن اتبرع في المسجد واضع في الأساسات.
يا حبيبنا الله يرضى عنك المسجد الله أكرمنا ورفعت أساساته والمسجد من دون فرش من غير الممكن الناس تصلي فيه، فلا تضيق على نفسك وعلى المسلمين، المهم أن المسجد أخيرا يقوم ويصلّى فيه.
يا شيخ إذا أنا شاركت في فرش المسجد أو في دهانه أو في شيء آخر هل لي أجر الصدقة الجارية؟
نعم لك أجر الصدقة الجارية.
أنت عندما وضعت صدقتك في الفرش أنت أحييت صدقة الذي وضع صدقته في الأساسات والذي وضعها في الأسمنت، لولا إنك فرشت ما جاء الناس يصلوا فأرجو أن يكتب الله الأجر لكل من تصدق في المسجد.
والمرجو أن يكتب لكم الله الأجر جميعا.
فبعض الناس بدأ بالتمر قبل اللبن والبعض عطشان بدأ باللبن فكلكم إن شاء الله تعالى لكم أجر تفطير الصائم .
طبعا تفطير الصائم على درجات.
يعني معقول الذي يفطر الصائم بتمرة وكوب ماء مثل الذي يأخذه على بيته ويقدم له أفضل انواع الطعام ويقدمه له، فمعقول هذا مثل هذا؟
لا طبعا.
يا جماعة بعض الناس للأسف يتخيّل أن الصائم أول ما أكل وأول ما شرب في الجامع وأنا إذا أخذته عندي على البيت وقدمت له أفضل الطعام أنه لم يأخذ أجر تفطير الصائم، وإنما الذي فطره أول تمرة الذي يأخذ الأجر.
هذا تضييق وليس هذا من الفقه في شيء.
فأنت إذا اطعمته تمرة فطّرته، وإذا أطعمته منسفا ( أرز ولحم ) فطّرته، فالكل له أجر تفطير الصائم إن شاء الله.
*السؤال الأول: أخت تسأل فتقول: نذرتُ أن أصوم ستة أيام من شوال، ثم ما استطعت في هذه السنة، بسبب النَّفاس، فماذا عليَّ؟*
الجواب: ما قاله النبي ﷺ كما في صحيح الإمام مسلم: *النذر يمين، وكفارته كفارة اليمين.*
وكَفارته: أي كفارة النذر .
*والفرق بين النذر واليمين:* أن الأصل بالنذر أن يَفِيَ به الإنسان، وقد مدح الله تعالى عباده في سورة الإنسان بِـقَوله: *يُوفُونَ بِالنَّذْرِ وَيَخَافُونَ يَوْمًا كَانَ شَرُّهُ مُسْتَطِيرًا* [الانسان : 7].
فالأصل في الإنسان إن نذر؛ أن يَفِيَ به، وإن حلف؛ الأصل فيه أن لا يَفِيَ بِـالمحلوف إن رأى غيرها خيرا منها، لأن النبي ﷺ يقول: *مَن حَلَفَ على يمين، فرأى غيرها خيراً منها؛ فليأتِ الذي هو خير، وليكفر عن يمينه.*
وفي رواية: *فليكفر عن يمينه، ويأتي التي حَلَفَ.*
وكلا الروايتين في صحيح مسلم، من مخرجين مستَقِلَّين، وهذا يدل على أنهما حديثان مستقلان، وليس التقديم والتأخير من اختلاف الرواة.
فالنبي ﷺ تارة قال: *فليُكَفِّر عن يمينه، وليأتِ الذي هو خير.*
وتارة قال: *فليأت الذي هو خير، وليكُفِّر عن يمينه.*
والصورتان مشروعتان.
*فمتى يكون النذر يميناً؟*
لَمَّا يعجز الإنسان عنه، ولا يستطيع أن يَفِيَ به، نقول له الآن: نذرك أصبح حكمه حكم اليمين، وعليك كفارة اليمين، من *تحرير رقبة*، وهذا غير موجود، ومِن *إطعام عشرة مساكين من أوسط ما تطعمون به أهليكم أو كسوتهم*، فإن لم يستطع الحالِف أو الناذِر بِـمثلِ هذه الصورة؛ فحينئذ *يصوم ثلاثة أيام،* ولا يَلزم فيهن التتابع على قول جماهير أهل العلم، وهذا هو الراجح.
السؤال :
هل يعتبر وضع كوب ماء بجانب الشخص ويشرب منه عند الفجر سحور ؟
الجواب:
نعم شرب الماء يُعدُ سحوراً، السحور بركة.
فعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: “تسحَّروا؛ فإن في السُّحورِ بركةً”.
متفق عليه. البخاري١٩٢٣، مسلم١٠٩٥.
وعن أبي هُريرة قال : قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم: “نعم سحور المؤمن التمر”. رواه أبو داود، وصححه الألباني ٢٣٤٥.
فلو الإنسان اكتفى بتمرات مع كوب ماء فهذا سحور.
هل الماء طعام؟
نعم.
الله سبحانه وتعالى يقول في قصة طالوت وجالوت في سورة البقرة: {وَمَن لَّمْ يَطْعَمْهُ فَإِنَّهُ مِنِّي}[البقرة: ٢٤٩].
يقول عن ماذا؟
عن الماء.
فالماء طعام.
والنبي صلى وسلم يقول عن ماء زمزم كما في حديث ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “خير ماء على وجه الأرض ماء زمزم، فيه طعام من الطعم وشفاء من السقم”. رواه الطبراني وحسنه الألباني في السلسلة الصحيحة ١٠٥٦.
فماء زمزم مبارك.
فكوب الماء الذي تضعه بجانبك، معين لك على استحضار النية، معين لك على أنك ستصوم، على أنك ستفعل طاعة وعبادة.
فالسحور من بركاته: أنه فاصل بين الحلال والحرام، فاصل بين الوقت الذي يؤكل فيه والذي لا يؤكل فيه، وهذه المواطن الفاصلة الشرع ينبه عليها.
فالشرع منع أن يُصام قبل رمضان بيوم، وحرم عليه أن يصوم بعد رمضان بيوم، فرمضان من حيث البداية والنهاية الشرع حدده.
وفي رواية عند أحمد برقم ٢١٥٠٧: (لا تزال أمتي بخير ما أخروا السحور وعجلوا الفطر ) قال الشيخ الألباني في الإرواء (٩١٧) : (منكر بهذا التمام ).
أي لفظة: (ما أخروا السحور) منكرة ولا تصح في هذه الرواية.
لكن:
١- (ويدل عليه ما أخرجه البخاري (١٩٢١) (كتاب الصوم) باب قدر ما بين السحور وصلاة الفجر “عن زيد بن ثابت؛ قال: تسحرنا مع النبي صلى الله عليه وسلم، ثم قام إلى الصلاة، قلت (القائل: أنس بن مالك): كم بين الأذان والسحور؟ قال: «قدر خمسين آية». وفعله صلى الله عليه وسلم يدل على الاستحباب.) إعلام الموقعين تحقيق الشيخ مشهور المجلد الثاني ١٨٩-١٩٠).
٢- وقال صلى الله عليه وسلم: “بكروا بالإفطار وأخروا السحور” السلسلة الصحيحة ١٧٧٣.
الأمة بخير إذا فعلت ذلك.
والله هذا الحديث أشغلني فترة طويلة، وقرأت فيه كثيرا، ثم يهجم عليك الجواب، وأنت لست متهيأ له.
كنت أسأل نفسي لو كنت خطيباً لجعلت أسباب الخير في الأمة تطرق وتذكر.
أسباب كثيرة الله وضع فيها الخير لهذه الأمة.
ومن أسباب الخير في هذه الأمة لا تزال أمتي بخير، ليس لواحد من الأمة بل للأمة كلها- ما تزال الأمة بخير ما عجلوا وما أخروا.
ما هي الصِّلة؟
الصِّلة أنهم يعظمون الله، ويعظمون أوامره ويعرفون حدوده، ويعرفون الوقت الأخير الذي يحل لهم أن يأكلوا فيه، ويعرفون الوقت الأول الذي يحل لهم أن يفطروا فيه.
إذا ما تنبهت لهذا الأمر فليس فيك خير، لأنك لست حريصاً على الوقوف على أوامر الله عز وجل.
يعني في نوع من الاسترخاء، في نوع من الكسل، في نوع من تنبلة (أي: الكسل والبلادة)، في نوع من عدم حرص.
لذا الأمة ليست بخير وهذا حالها.
فالموضوع ليس موضوع أكل وشرب: يعني الأمة لو أكلت كانت بخير، ولو لم تأكل غير ذلك؟ لا: بل الموضوع موضوع الوقوف على حدود الشرع.
ولذا معنى قول النبي صلى الله عليه وسلم: “لا تزال أمتي بخير ما عجلوا الإفطار”.
الفطر كلما عجلت به؛ فإن الله يحب هذا التعجيل.
لماذا؟
لأنك إذا ما عجلت؛ فأنت غير واقف على الحد الذي يحبه الله.
فتعجيل الفطور وتأخير السحور تحديد لمعالم اليوم.
كما أن الشرع وضع تحديدا لمعالم الشهر، فأول رمضان وآخر رمضان الشرع وضع له معالم وله أحكام.
وكما أن الشهر حدده الشرع، فإن اليوم في الشهر مطلوب من كل فرد من أفراد الأمة أن يعرف حدوده: فإذا ما فعلوه حرموا الخير، لأن النص صريح، لا تزال أمتي بخير.
يعني هذه المسائل من شعائر الله التي تنطوي وتدخل تحت قول الله سبحانه وتعالى: {ذَٰلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ}[الحج: ٣٢].
والله تعالى أعلم.
◀ المجلس الأول من مجالس الوعظ في شهر رمضان المبارك (١٤٣٩ هجري/٢٠١٨ أفرنحي).
⬅ خدمة الدرر الحسان من مجالس الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان✍✍
السؤال الثاني:
هل الصيام يحتاج إلى نية كل يوم، وهل هي واجبة؟
الجواب: قطعاً.
الصيام هو ترك، صحيح؟
نعم صحيح.
ماذا يعني ترك؟
أن تترك شهوتك، أن تترك طعامك، أن تترك شرابك.
هل الترك عمل؟
الخبيئة التي بين الرجل وبين الله فيما أخبرنا النبي صلى الله عليه وسلم، -طبعا هذه الخبيئة ليست فقط في أمة محمد، الخبيئة في كل الأمم-.
فالنبي صلى الله عليه وسلم قص علينا قصة من كان قبلنا، فقال: ” خَرَجَ ثَلَاثَةٌ يَمْشُونَ فَأَصَابَهُمُ الْمَطَرُ، فَدَخَلُوا فِي غَارٍ فِي جَبَلٍ، فَانْحَطَّتْ عَلَيْهِمْ صَخْرَةٌ”.
(أي: لا يوجد خروج، ومعنى لا يوجد خروج، معناه أن هناك هلاك، وهذه حقائق كانت معروفة عند من كان من قبلنا، فقالوا: لن ينجيكم إلا عملكم، كل منكم يسأل الله بخبيئته.)
هذا الرجل ماذا عَمِل؟
الجواب: تَرَكَ، ولكن تَرَكَ بإخلاص.
يعني: الطالب بالجامعة اليوم الذي يقول:
يا رب أنا أغض بصري من أجلك، فإذا سأل ربه بهذه الخبيئة -كان بينه وبين ربه خبيئة- يقول:
يا رب لي خبيئة بيني وبينك أن لا أنظر لعورة، -طبعا هذه خبيئة صعبة-، أن لا أنظر لعورة فإذا رفع يديه وقال: يا رب؛ فإن الله سيستجيب له.
لذا علماؤنا علّمونا أصْلاً.
وهذا الأصل مهم: أن الترك عبادة.
قال الله تعالى: ﴿وَقالَ الرَّسولُ يا رَبِّ إِنَّ قَومِي اتَّخَذوا هذَا القُرآنَ مَهجورًا﴾[الفرقان: ٣٠].
هجران القرآن، الله تعالى قال عنه: اتخاذ.
فلما كان ترك قراءة القرآن والعمل بالقرآن وتدبر القرآن، الله تعالى جعل التركَ عملاً، فالترك يحتاج لنية.
والتركُ اللهُ يعاقب عليه.
علماؤنا يقولون:
لو عندنا طبيب وشخص ينزف، والطبيب يستطيع أن يعالجه، ولم يصنع له شيئا، يقف وينظر إلى المريض ولم يعالجه وترك مداواته.
علماؤنا يقولون: هذا الطبيب قاتل، الطبيب لم يعمل شيئا، الطبيب ترك الإسعاف.
فالترك في شرعنا عمل.
فترك الطعام والشراب عمل، وهذا العمل يحتاج لنية، والنبي صلى الله عليه وسلم عبر عن هذا بقوله: “من لم يبيت الصيام قبل الفجر فلا صيام له” المجتبى من السنن ٢٣٣١ وصححه الألباني.
فلا صيام لمن لم يبيت النية من الليل.
طبعاً النية في شرعنا عمل قلبي.
الإخلاص هو النية الصادقة، النية التي يحبها الله.
ما هو الإخلاص؟
أن يتجه قلبك إلى ربك، أن يَخْلُصَ اتجاه القلب للرب جل في علاه.
فأنت إذا نمت تأخرت قليلاً شربت، أو وضعت كوب ماء على جنبك هذا نية.
لا يلزم من النية النطق بها، أنا وإياكم وكلنا إن شاء الله ننوي أن نصوم إلى العيد.
فمتى رفض العبد النية كأن يكون مثلاً مريض، طرأ على العبد مرض فقطع نية الصوم فأكل، فلا بد من استحضار النية من جديد، فإذا كانت النية موجودة من قديم فيكفي فيها عمل القلب، ولا يلزم نطق اللسان.
فلا صلة بين النية واللسان.
فأنت مجرد أن تتناول العشاء قبل أن تنام، تستيقظ على السحور تشرب لك كأساً من الماء، لا أريد أن أقول تشرب سيجارة، لأنه بعض الناس يعني نيته في الصوم يشرب سيجارة بعض الناس هكذا.
فأي عمل تنويه بأن تأكل في الوقت الذي يُؤذَن لك بالأكل فهذه نية، وهذه النية تُجزئ.
والله تعالى أعلم.
مداخلة من أحد الحضور:
هل هذا أيضاً في صيام النافلة؟
*السؤال الثامن عشر: ما هو الضابط في اختيار العروس، ومتى أصلي الاستخارة عند الذهاب إلى لرؤية العروس أم عند الإقبال؟*
الجواب: أولاً أسأل الله أن يبارك لأخينا العريس السائل أو أختنا العروس السائلة، أسأل الله أن يرزق كلا منهما زوجة أو زوج صالح.
الإنسان إذا هَمَّ بشيء يستخير.
اسمع وافهم عني جيداً، إذا فَهِمتَ أَسمح لك أن تتكلم، وإذا لَم تفهم؛ اسكت ما تتكلم.
*طالب العلم التقي الورع لَمَّا يسأل عن المرأة ؛ لا يسأل عن دينها، بل يسأل عن جمالها ابتداءا، فإن أعجبه الجمال، تحول إلى الدِّين فإن ردها؛ ردها بسبب دينها، فيُكتب له الأجر، أمَّا إن سأل عن دينها فأعجبه، ثم سأل عن جمالها، فلم يُعجبه، فتَحَوَّل عنها مع رضاه بِدينها وخُلُقِها بسبب عدم جمالها؛ أثِمَ عند الله.*
لأنَّ قول النبي ﷺ: *«إذا أتاكم مَن ترضون دينه وخلقه؛ فزوجوه»،* هذا للذكر وللأنثى.
لكن لأن الرجل هو الذي يَطلب؛ جاء الخبر، فالرجل أيضاً إذا بلغه خبر امرأة ذات خلق وذات جمال؛ يجب أن يَقبل إذا أراد الزواج، فإذا أعجبه دينها وخلقها ثم حاد عنها بسبب أن جمالها ما أعجبه؛ هو آثم عند الله عز وجل.
لذا قال *الإمام أحمد* كما في “المغني”، *صاحب الدِّين إذا أراد أن يتزوج؛ يَسأل أولاً عن الجمال.*
فإذا أعجبنا الدِّين ثم سألنا عن الجمال، أعجبنا الجمال؛ نستخير.
الآن بدأ إذا هَمَّ أحدكم، فبلمشورة تحتاج أن تعرف أشياء، تكون عندك ضوابط، ومن أهم *الضوابط*، *الخُلُق والدِّين* -هذا شيء لا يتنازل عنه-.
ثم *أن تكون المرأة ودوداً ولوداً،* «عليكم بالودود الولود».
الودود: هي المرأة التي تتحبب لِزَوجها، الرجال يعاركون الحياة، تأتيهم الهموم والمشاكل، يحتاج إذا لجأ إلى عرينه في بيته؛ أن يجد وجهاً بشوشاً، تعينه على نوائب الحياة والمشاكل، فالمرأة التعيسة، المرأة التي تخرب بيتها، وأكبر أسباب خراب البيت؛ أن الرجل يعاني خارج المنزل؛ وما يجد الوجه الودود، الوجه البشوش الذي يخفف عنه، المشاكل.
لذا بعض الرجال يعيش في المقاهي، عايش في مقهى، يقضي طول ليله في مقهى، هذا ماذا يجد في البيت؟
الجواب: هذا ما يجد الوجه الودود، يجد نَكَداً، أول ما يدخل البيت؛ يحط راسه وبنام، لا يرى أحداً ولا أحد يراه، كأن البيت فندق بالنسبة إليه.
الولود:
من الصواب أن تسأل: كم أخت لها؟
أخواتها المتزوجات، كم أولاد منهم؟
كيف تعرف أنها ولود؟
الجواب: تسأل عن أخواتها المتزوجات.
طيب واحد يقول لي: هي أول واحدة؟
خالاتها، خالاتها كم
في عندهم أولاد؟
طبعاً الوَلَدُ مَطلب في الزواج، النبي ﷺ يقول: «عليكم الودود الولود».
كيف نعرف أن المرأة ولود؟
بأخواتها، بخالاتها، بأمها.
فإذا رأيناها ذات دين وذات خُلُق، وَوَدُود، والوَدُود تحتاج إلى فطنة ويحتاج الإنسان أن يكون نبيهاً، وهذه النباهة لا تنتهي، فرجل على منهج العقيدة الطيبة، يذهب يتزوج امرأة بنفس العقيدة.
فالمرأة طالبة العلم خشيت أن الزوج يكون عنده شيء؛ فقالت له: أين الله؟!
فقال لها هذا الزوج: قال ﷺ :
«أيما رجل دعى امرأته إلى فراشها فأبت وباتت؛ إلا والذي في السماء عليها غضبان».
فكان الجواب موفقا في هذه المسألة.
يعني أتى بالجواب في المكان الذي تحتاجه.
*فنصيحتي بارك الله فيك الحرص على الدِّين والخُلُق، والحرص على أن تكون ودوداً وَلُوداً.*
وبذا تكسب -إن شاء الله تعالى- خيري الدنيا والآخرة.
*السؤال الثاني عشر: أخ يسأل يقول هل طلب العلم على الهاتف ووسائل الاتصال الحديثة يؤجر عليه الإنسان؟*
الجواب: قطعا يؤجر، معنا في هذا اللقاء عدد كبير من الاخوة و الأخوات في العالم يحضرون معنا فهل هذا طلب علم؟
نعم هذا طلب علم، الأحسن ان يحضر الانسان بروحه ووبدنه لكن ان لم يتمكن من ذلك فالنبي صلى الله عليه و سلم قال :طلب العلم فريضة و طلب العلم فريضة، مبتدأ وخبر ولم يذكر النبي صلى الله عليه و سلم الوسيلة.
لم يذكر الوسيلة، فيجب على الانسان ان يكون طالب علم على قدر مكنته، فمن لم يتمكن من ان يجثو على الركب بين يدي العلماء فالواجب عليه ان يقرأ كتبهم او ان يستفتيهم أو أن يحضر مجالسهم ولو من بعيد .
اليوم يوجد جامعات تعطي شهادات للدراسة عن طريق النت من غير حضور.
فالعبرة بالعلم، وأبرك طريقة تعلم الصحابة من النبي صلى الله عليه و سلم و من بعدهم تجلس بين يدي المشايخ و العلماء فتأخد علمهم وتأخذ سمتهم، و تاخذ بركة مجلسهم، ولكن اذا ما تمكن من ذلك فالنبي يقول صلى الله عليه و سلم طلب العلم فريضة، فطلب العلم بأي وسيلة وبأي طريقة من الطرق فريضة على كل مسلم.
http://meshhoor.com/wp/wp-content/uploads/2017/01/AUD-20170128-WA0000.mp3الجواب :
الكلام عن أحكام النية كثير وأنا دائما أقول كان ابن أبي جمرة رحمه الله شارح مختصر صحيح البخاري كان يقول :
لو كان الأمر الي لجعلت فقيها في كل مسجد يعلم الناس أحكام النية ، وهذا في عصر العافية والخير .
أنا استعرت منه هذه العبارة وكتبتها في كتابي ( منهج السلف في التعامل مع الفتن) قلت في هذا الزمان حق لنا أن نستعير هذه العبارة وأن نغيرها :
لو كان الأمر إلي لجعلت في كل مسجد طالب علم يحذر الناس من الفتن .
لأن الفتن و إراقة الدماء اليوم تلبس بلبوس الدين وتعطى أحكاما شرعية للأسف بسبب الجهل .
الكلام عن النية وأحكامها كثيرة ، لكن أوجز وأختصر بحال الأخ فأقول :
إرتباط النية بالعمل على أقسام :
القسم الأول :
أن يبدأ الإنسان العمل وهو لن يستحضر الآخرة ولا الأجر ولا رضى الله كليا ، وإنما يريد في هذا العمل غير وجه الله ، فهذا العمل باطل لم يرفع ولم يقبل عند الله جل في علاه وصاحب هذا العمل لا بد أن يفضح وفق سنة لله جل في علاه لا يمكن أن تتخلف ، فإن الله عزيز حكيم ، فالله غالب عزيز غالب ، والله لا يغالب ، فكل من سلك ولبس لبوس الدين وقلبه ليس معلقا به وهو معرض بالكلية عنه وعن دينه وعن احتساب الأجر لابد أن يفضح ، ومثل هذا قال فيه النبي صلى الله عليه وسلم : “وإن أحدكم يعمل بعمل أهل الجنة حتى ما يكون بينه وبينها الا ذراع فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل النار فيدخلها” ، وفي رواية مرعبة مزلزلة في صحيح الإمام مسلم يقول فيها النبي صلى الله عليه وسلم : “وإن أحدكم ليعمل بعمل أهل الجنة فيما يبدو للناس” ، عمله من أهل الجنة فيما يبدو لك أما هو فليس مستحضرا لا جنة ولا نار ، صلى الناس صلى ، قام الناس قام ، صام الناس صام ، ما يستحضر لا أجر ولا يستحضر رضى الله عز وجل ، ولا يؤدي واجبا ، هذا فضيحة .
ابن الجوزي رحمه الله في كتابه أخبار الحمقى والمغفلين يذكر واحدا من هؤلاء قال :
واحد قام يصلي ويرائي ، فطول الصلاة حتى الناس يروه ، قلبه أصلا ما تعلق بالله ، فرآه الناس فأثنوا عليه ، فقالوا : ما شاء الله فلان صلاته ما أطولها ، ما أحسن صلاته ، فالله فضحه ، فقال وهو يصلي : ومع هذا فأنا صائم ، قال : أنا صائم وليس فقط أصلي ، وصلاة خاشعة أنا صائم ، ففضحه الله تعالى فأبطل صلاته ، فمن تكلم في صلاته فصلاته باطلة ، فالله فضحه .
وأخونا السائل أظنه ليس من هذا القبيل ، أظن أن الشيطان دخل عليه فسرق منه في أعماله الذي قال عنها أعمال دعوية.
القسم الثاني :
أخف من هذا الصنف ، تبدأ بالعمل لله جل في علاه ثم يدخل عليه شيء من الرياء في أثناء العمل فينقص من أجرك بمقدار ما دخل ، أنت أصلا مستصحب رضى الله ، وأنت تريد في طاعتك الأخرة ، تريد الأجر والثواب، لكن دخل الشيطان في أثناء العمل فهذا ينقص من أجرك بمقدار ما دخل ، وأظن أن الأخ سأل عن هذا وهذا يحتاج إلى توبة .
القسم الثالث :
أن تعمل العمل وأنت تريد الإخلاص ، وفي العمل الإخلاص ثم بعد الفراغ من العمل يدخل عليك العجب ، ترى نفسك فتعجب بالعمل .
قالوا العجب قد يوصل إلى إحباط العمل .
لذا بعض السلف كان يقول : لئن أنام طوال الليل وأستيقظ نادما أحب إلي من أن اقوم طوال الليل وأصبح معجبا .
لذا علماؤنا يقولون : النية ينبغي أن يستحضرها الموفق قبل العمل وفي اثناء العمل وبعد العمل ، قبل العمل وفي أثناء العمل حتى أن الشيطان لا يسرق ، وبعد العمل حتى ما يقع العجب .
والإنسان الموفق يعلم أن هذا الشيء الذي جرى على يديه إنما هو توفيق من الله ليس له فيه نصيب .
لذا أعجبتني وصية الفاطمي الشراوي وكان من كبار العلماء السلفيين في المغرب لتلميذه تقي الدين الهلالي كان يقول :
يا بني إذا رأيت الناس قد أقبلوا عليك فأعلم أن هذا من فضلهم عليك ، إذا رأيت الناس قد أقبلوا عليك في الحضور والدروس فأعلم أن هذا من فضلهم عليك ، فإياك والعجب إياك أن يصيبك عجب ، فهذا فضل من الناس عليك ، وإلا فالناس يمكن أن يذهبوا لأي إنسان ، يذهبوا لغيرك ، فلا تنظر لنفسك و لاتصاب بالعجب .
فهذه يعني كليات وأصول لتعلق النية بالعمل .
⬅ مجلس فتاوى الجمعة.
⏰ 29 ربيع الآخر 1438 هجري .
2017 – 1 – 27 إفرنجي .
↩ رابط الفتوى :
◀ خدمة الدرر الحسان من مجالس الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان.✍✍
↙ الجواب :
❌ أن تترك الخير خوف من الرياء فهذا أمرٌ قبيح
✔ والواجب على العبدِ ان يستمّر في الخير وأن يُحسّن نيته
↩ وحتى يُحصّل الانسان الاخلاص
?أولًا يتعوّذ بالله من الرياء ، الله يقول لنبيّه محمد صلى الله عليه وسلّم :{ فاعبد الله مخلصا له الدين ، الا لله الدين الخالص } والله جلّ في علاه يقول لأهل الكتاب والمشركين :{ وما أمرو الا ليعبدوا الله مخلصين له الدين }
? لا بدّ أيضا من النيّة قبل العمل ، والنيّة الصالحة في أثناء العمل ، والنيّة الصالحة بعد العمل حتى يُبعد الانسان عن نفسه العُجب ، نسأل الله تعالى العافية
? وليجهد العبد بالنوافل التي يخفيها ، لا يُظهر النوافل ، ولذلك من السنّة صلاة السنن في البيت ، والأصل في العبادة أن تكون في السر
↩ واليوم على التواصل الاجتماعي لمّا يقولو مات فلان ، الكل يدعو له بالرسائل ، حتى رد الخاطر لمن مات له الميت ، الأحسن أن تدعو له بالغيب
↩ اليوم لمّا تأكل عند إنسان ، بعد أن أطعمك ، الأحسن أن تدعو له بالسر ولا بالعلن ؟ بالسر ، واذا أعلنت من باب :
?أن تُذكّر غيرك
? وأن تُشهر النقل الذي ثبت عن النبيّ صلى الله عليه وسلّم، يعني من قال حتى يعلّم الناس ماذا يقولون
??بعض الناس لما يُطعِمُه رجل يقول ” يخلف عليك ” ،” مخلوف بالحلال ” كلمات ليست فيها مخالفات ، لكن ليست هي الهدي الثابت عن النبيّ صلى الله عليه وسلّم
✔ فطالب العلم يُعلن حتى يعلّمهم ، حتى يـعلّم ماذا يقولون ، فأصبح في الاعلان فيه خير
❌ لكن لو كانوا كلهم طلبة علم ، الأحسن أن يكون الدعاء بالسر والا يكون الدعاء في العلن
↩ فالإنسان يذكر الدعاء بالعلن لما يكون أولا حتى يكون فيه تعليم الهدي وثانيا تذكير مقعد الغفلة .
? خلاصة : من أسباب الإخلاص أن يكون العمل سرًا ، ولذا ورد عن عبد الله بن الزبير ( ليكن لأحدكم خبيئة من العمل ) يكون عنده خبيئة من العمل ، لا يعلم بها أحد ، اذا وقع في ورطه سأل ربّه اياه بها ، فاذا كان صادقًا وله خبيئة ووقع في ورطة ، فإن سأل الله تعالى فإن الله سيُفرّج عمّا هو فيه
↩ وهذا من معاني اعرف الله في الرخاء يعرِفُك في الشدة
✔ لتكن لك خبيئة في رخائك وفي سعَةِ أمرك فإن وقعت في شدّةٍ فإنّ الله جل ّ في علاه يُفرّج عنك مما انت فيه .
✍?✍? فريق تفريغ دروس وفتاوى الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان ▶