http://meshhoor.com/wp/wp-content/uploads/2016/11/WhatsApp-Audio-2016-11-20-at-9.02.08-AM.mp3الجواب : طبعا هذا الكلام الكثير الآن.
أنا أستغرب من الرجل الذي يفتح قلبه للشبهات .
و الله لو أن الدجال خرج اليوم لسار الناس وراءه زرافات ( جماعات ) .
و النبي صلى الله عليه وسلم فيما ثبت في مسند أحمد ؛ يقول : إذا سمعتم بالدجال فلينأ ؛ أي فليهرب أحدكم إلی الجبال ، فإنه ربما يتبعه مما يثيره من الشبهات .
بعض الناس يقلب الصفحات هنا وهناك ، ويسمع للضلال و الفساق و الكفار وأصحاب الشبه الذين يتكلمون عن أئمة الدين و العلماء ؛ فقلبه أسود ، قلبه يكره أهل الدين ، و قلبه علی القرآن و السنة مليء بالشبهات ، و هذا لا ينجو أبدا .
من وصايا ابن تيمية لتلميذه ابن القيم ؛ قال له :
ليكن قلبك كالمرآة و لا يكن كالإسفنجة ، فإن الشبهة إذا وقعت علی الإسفنجة مصتها ، و إن الشبهة إذا وقعت علی المرآة عكستها .
و للشبهة أثر علی الإنسان قد لا يظهر إلا عند سكرات الموت ، الشبهة قد لا تظهر إلا عند سكرات الموت ، نسأل الله العافية ، يقول الله تعالى : و بدا لهم من الله ما لم يكونوا يحتسبون ، و هذا معناه أنه قد يبدو للعبد شيء ما خطر في باله من الشبهات التي مصها القلب .
احفظ لسانك .
احفظ قلبك من كل ضر ، من كل شر ، من كل سوء .
لا تملأ وقتك إلا بالخير .
لكن الناس عندهم آفات إلا من رحم الله ، و أسأل الله أن يجعلني و إياكم من المرحومين.
الأمر الأول عند الناس فضول ، و هذا الفضول ليس بحسن ، عند الناس فضول كلام ، عند الناس فضول طعام ، عند الناس فضول منام ، و هذه من مقسيات القلب ، عند الناس فراغ ، لم يملأ وقته بالخير ، فأنت إن لم تملأ وقتك بالخير و إن لم تشغل نفسك بالخير شغلتك نفسك بالشر .
قيل للإمام (( القاضي إياس)) :
فلان يقع في المسلمين .
فقال :
غزا الروم ؟
غزا الفرس ؟
غزا الديلم ؟
كل هؤلاء يسلمون منك ؛ و لا يسلم منك أخوك؟
يعني ما تركت ، ما ولجت ، و ما تكلمت إلا في أعراض العلماء ، إلا في أعراض الصالحين؟
دعك من هذا .
هذا لا يمنع أن من أخطأ منهم نقول له أخطأت ، لكن نتكلم بلغة العلم ، أما الشتم و اللعن و الإتهام و الدخول في بواطن الناس ؛ هذا ليس من صنيع المؤمنين ، إذا أراد رجل أن يدخل في باطن رجل آخر ؛ قلب حسناته سيئات ، و قلب طاعاته موبقات ، أدخل في باطن إنسان ؛ أقول هذا مرائي .
يا إخواننا الإنسان يعالج نفسه و يعالج نيته ، و يجهد قدر استطاعته أن يبرئ نفسه من الرياء .
إجهد ما استطعت ، لو قيل لك : أنت مخلص في عملك؟ تقول : و الله إني أجاهد نفسي ، يأتيك إنسان وهو جالس يقول هذا منافق ! هذا مرائي! ما أدري ، هذا وضع نفسه موضع الذي يعلم الغيوب ، والذي يعلم السر و أخفی ، من الذي يعلم السر و أخفی؟ الله .
أنا طالب علم لاحت لي مسألة ، عندي دليل ، فلان من كان ، قال كلاما خطأ ؛ قلت فلان أخطأ ، لأن حبي للخير و حبي لديني أكثر من حب الأشخاص ، فلان أخطأ ، ما الذي يمنع أن أقول فلان أخطأ !؟ .
و لكن احفظ لسانك بعدها ، ما تجعل نفسك تسترسل مع الحكم ؛ فتعطي لنفسك مسوغا لأن تخوض في أعراض الناس .
يعني انتصر لله و رسوله .
انتصر لدين الله عز وجل
و ابقى بأدبك
ابقى حافظا لسانك ، حافظا قلبك .
لا تنشغل إلا بما يعود عليك بنفع ، و إلا بما يعود علی دينك و دعوتك بخير ، لا تنشغل إلا بهذا .
⬅ خدمة الدرر الحسان من مجالس الشيح مشهور بن حسن آل سلمان
التصنيف: تربية وأخلاق
ما صحة الأحاديث التالية من تتبع عورات الناس تتبع الله عورته وحق الأخ الأكبر على…
أما {كن مع الله ولا تبالي}، فهذه حكمة دارجة على ألسنة الناس وليست بحديث مرفوع و لا يجوز نسبتها لرسول الله صلى الله عليه وسلم، أما {من تتبع عورات الناس تتبع الله عورته} فهذا صحيح لغيره وفي هذا الحديث تهديد ووعيد، لمن تتبع ونقصد أن يعلم عورات الناس، فإياك أخي الحبيب أن تنشغل بهذا، اجعل الناس على العافية، واجعل الناس على ستر الله لهم، واترك تتبع عوراتهم، فإن فعلت فإن الله سيعاملك جزاءً وفاقاً لما قمت به، فإن الله قد تكفل بأن يظهر عوراتك، وكم من إنسان ذكي، وطالب علم بدت عليه في البدايات علامات وأمارات البلوغ لكنه انقطع في الطريق لما بدأ ينشغل بعورات العلماء وطلبة العلم، ففضحه الله عز وجل على رؤوس الأشهاد، وأصبح إن ذكر لا يذكر إلا بسوء وشر.
وأما قوله: {حق الأخ الأكبر على الأخ الأصغر كحق الوالد على ولده} فهذا حديث ضعيف رواه أبو نعيم في “أخبار أصبهان 1 122” عن أبي هريرة رفعه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وإسناده مظلم فيه محمد بن مشكان والساءب النكري وهما لا يعرفان ثم وجدته في مراسيل أبي داود، عن سعيد بن عمرو رفعه ولم تثبت له صحبة، فالحديث له طريقان: طريق إسناده مظلم وطريق آخر مرسل، ولا يحسن الحديث بمثل هذين الطريقين، فهو ضعيف، ويغني عنه قوله صلى الله عليه وسلم: {ليس منا من لم يوقر كبيرنا ويرحم صغيرنا ويعرف لعالمنا حقه}، فالأخ الكبير ينبغي أن يحترم من باب التوقير.
ولدي يصاحب رفقاء سوء فما نصيحتكم له
نصيحتي له ولغيره أن لا يصاحب إلا مؤمناً ، فربنا عز وجل يخبرنا عن أهل النار أول ما يقذف بهم في النار فإن الواحد منهم يبحث عن صاحبه لأنه لا يصل إلى النار إلا من خلال الصاحب السيء فقال تعالى { وقال الذين كفروا ربنا أرنا الذين أضلانا من الجن والإنس نجعلهما تحت أقدامنا ليكونا من الأسفلين } وهم القرناء ، ولذا القرين لا ينفع صاحبه يوم القيامة إلا إن كان مؤمناً ، قال تعالى {الأخلاء يومئذ بعضهم لبعض عدو إلا المتقين } فالأصحاب بعضهم لبعض عدو يوم القيامة إلا المتقين ، ويقول النبي صلى الله عليه وسلم {لا تصاحب إلا مؤمناً ولا يأكل طعامك إلا تقي } ويقول الإمام الأوزاعي : “صاحبك رقعتك فيك” فالصاحب يرقع والصاحب التقي يجر صاحبه إلى الخير، وقد قالت العرب : الصاحب ساحب ، وقال بعض الفلاسفة : قل من صاحبك أقل لك من أنت ، وقد قال الشاعر :
عن القرين لا تسل وسل عن قرينه فكل قرين بالمقارن يقتدي
وصاحب أولي التقوى تنل من تقاهم ولا تصحب الأردى فتردى مع الردي
ويقول الخوارزمي :
لا تصحب الكسلان في حاجاته كم صالح بفاسد آخر يفسد
عدوى البليد إلى الجليد سريعة والجمر يوضع في الرماد فيخمد
وكان سفيان بن عينة – رحمه الله – يتمثل قول الشاعر :
لكل امرىء شكل يقر بعينه وقرة عين الفسد أن يصحب الفسد
فالعاقل في هذه الحياة يصحب إنساناً ينفعه يوم الدين ، فقد ثبت في الصحيح قوله صلى الله عليه وسلم أن إنساناً يؤمر به في النار ويكون له أخ في الدنيا فيذهب إلى الله عز وجل ويبقى يطلب من الله ويلح على الله في الدعاء والسؤال ويقول : يا رب ؛ إن فلاناً أخي ، كنا نصلي معاً، ونصوم معاً ، ونفطر معاً ، وأدخلتني الجنة وأدخلته النار، فيقول الله له : اذهب وخذ أخاك وأدخله الجنة ، فقد يدخل الإنسان الجنة بأخ يصاحبه في الدنيا ، فاحرص على أن لا تصاحب إلا من هو أعلى منك ديانة وعلماً ، فإن قصرت فلعل الله ينفعك به .
سمعنا أن ابن القيم يقول إن لم يخطر على بال المسلم شيء مهم أن يصلي…
لا أعرف هذه الصلاة، وهذا السبب لهذه الصلاة، وأنا في شك من نقل هذا الكلام عن ابن القيم.
وهنالك قصة ذكرها الكردلي وغيره في مناقب أبي حنيفة: أن رجلاً دفن مالاً وضَيَّعَهُ فلما سأل الناس قالوا له جوابك عند أبي حنيفة فإنه رجل عاقل وذكي وصالح، اسأله فعنده الجواب، فجاء إلى أبي حنيفة، وقال له: يا إمام لقد دفنت مالاً وضيعت مكانه فما هو علاج ذلك؟ فقال له أبو حنيفة رحمه الله: استيقظ في آخر الليل قم وتوضأ وصل ركعتين، فخرج ولم يعجبه الجواب، وقال: سبحان الله تقولون إن أبا حنيفة من أعلم الناس وأقول له إني ضيعت مالاً ويقول لي قم وصل ركعتين، فاستحقر جوابه ولم يعتبره.
فلما جن الليل وأخذه الأرق ولأن المال عزيز، فقام وقال: ما ندري لعل أبا حنيفة يريد شيئاً، فقام وتوضأ وصلى، وهو في صلاته جاءه الخاطر في المكان الذي دفن المال فيه، فما تركه الشيطان فذكره بمكان ماله.
أما من نسي شيئاً أن يصلي فما نستطيع أن نقول هذا حكم شرعي، وكان النبي صلى الله عليه وسلم إذا أهمه أمر فزع إلى الصلاة سأل الله عز وجل.
لكن هناك نصيحة غالية يعرفها من تعددت عليه شرائع الخير، يقول فيها الإمام ابن القيم: (إن كان لك ورد وعادة في الخير، فجاءك خاطر ليصرفك عن ورودك هذا، فاحفظ هذا الخاطر وابق في وردك ولا تتزحزح عنه، وبعد أن تفرغ من وردك افعل ذلك الخاطر، فإنك إن فعلت هذا مرات قليلة فإن هذا الخاطر لا يعود إليك لأنه من الشيطان) فالشيطان في بعض الأحايين مطمعه في بعض الناس لا سيما طالب العلم ألا يصده بداية، ولكن يشوش عليه، فإن أراد أن يقرأ القرآن يقول له: عندك دروس أو تحصيل فإن قرأ في العلم يقول له: القرآن، فإن جلس يقرأ يقول له: صلة الرحم، حقوق الوالدين، ويريد أن يظل يشوش عليه ويشغله عما هو فيه من خير، لذا إخواني هذه نصيحة غالية قررها الإمام الشاطبي في كتابه “الاعتصام” وما أروعها، وينبغي أن تكون قاعدة ودستوراً لكل طالب خير، وعلى هذا جرى السلف الصالح، فما عرف عن أحد السلف الصالح إن أخذ خصلة خير أن يتركها حتى الممات، فإن فتحت على نفسك باب خير فالزمه، وإياك أن تتركه، فقد ذم السلف كثرة التنقل والتحول، فقد كان أحد السلف إن فعل خصلة خير يبقى عليها، وبعد حين يفعل خصلة خير أخرى، وبعد حين أخرى، وهكذا، حتى أن علماء التراجم قالوا في ترجمة غير واحد من السلف: لو قيل له إنك ستموت غداً، ما استطاع أن يزيد شيئاً في الخير الذي كان يفعله، وما عرف نقيض هذا إلا عن ابن عمر، فإنه كان على حماس في قيام ثم ترك، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: {نعم ابن عمر، إلا أنه كان يقوم الليل وتركه}، فلما سمع هذا الكلام من رسول الله صلى الله عليه وسلم ما كان ينام إلا أخذات يسيرة في الليل وبقي حريصاً على ما هو عليه.
واليوم كثير من طلبة العلم يكثرون التحول والتنقل، وليس هذا من هدي السلف الصالح، فمن هدي الموفق إن بدأ بخير يبقى عليه، من قيام ليل أو صيام أو حضور درس، أو تدريس أو صلة رحم، أو إحسان لفقير أو عطف على كبير فيبقى عليها حتى الممات، وهذه خبيئة للإنسان وقد صح عن عبدالله بن الزبير أنه كان يقول: ((ليكن لأحدكم خبيئة، بينه وبين ربه، فإن ألم به شيء سأل الله بخبيئته هذه)).
وكان للسلف الصالح يكون لأحدهم خبيئة لا يعرفها أحد، حتى أقرب الناس إليه، والفرق بيننا وبين سلفنا أن أفعالهم أبلغ من أقوالهم، وأقوالنا أبلغ من أفعالنا، وأن بواطنهم خير من ظواهرهم، وأما نحن فظواهرنا خير من بواطننا، نسأل الله أن يستر علينا، وأن يرحمنا، وأن يجعل أفعالنا أبلغ وأحسن من أقوالنا، وأن يجعل بواطننا أطهر من ظواهرنا.
لي أخ وفي بعض الأحيان أكرهه في الله وفي بعض الأوقات تمر فترة طويلة جدا…
بالنسبة للهجر فهو مشروع عند الضرورة، وأما أن يكره الرجل أخاه لله فهذا من علامات الإيمان فقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم : {من أحب لله وأبغض لله وأعطى لله ومنع لله، فقد استكمل الإيمان}، فالبعيد المؤمن مقدم على القريب الفاسق في الحب.
وأما أن تهجر أخاك فهذا لا يجوز إلا بعد النصيحة، وبعد أن يغلب على ظنك إن بقيت معه فإنك ستتأثر به سلباً أو إن غلب على ظنك إنك إن هجرته فإن هذا يردعه ويعيده إلى حظيرة الحق، والبعد عن الباطل، ويقرر العلماء أن الهجر دواء ينبغي أن يستخدم في وقته وبمقداره دون زيادة، فالأصل في المسلم أن تكون علاقته مع أقاربه لا سيما أشقائه حسنة، لكن إن خاف على نفسه من قربه منه أو إن قاطعه فيعيده للحق فهنا هجران شرعي صحيح.
وعلى العاقل أن يتدبر بواعثه ودوافعه للهجران وأن يكون ذلك من أجل الله عز وجل. فقد تهجر أخاك لمعصيته وتكون لك علاقة حسنة مع بعض الأصدقاء وهو شرُّ حال من أخيك من حيث ديانته فهذا هجران ليس من أجل الله.
وذكر ابن أبي جمرة في “بهجة النفوس” قيداً نافعاً عزيزاً في الهجران حتى يكون من أجل الله، وحتى لا يكون من أجل حظ النفس، وهذا القيد ذكره ابن أبي جمرة في حادثة الإفك، فمسطح الذي خاض في عرض عائشة، رضي الله عنها، كان أبو بكر رضي الله عنه ينفق عليه لفقره، ولما خاض في عرض عائشة، بقي أبو بكر ينفق عليه، فلما أنزل الله براءة عائشة من السماء قطع أبو بكر النفقة على مسطح، فقال ابن أبي جمرة: (لو أن أبا بكر قطع النفقة بمجرد خوضه قبل نزول البراءة، لهجره من أجل حظ نفسه، ولكنه بقي ينفق عليه، وقطع النفقة عنه بعد أن أنزل الله برائتها فقطعه من أجل الله). فانظروا إلى دقة الباعث فقد يهجر بعض الناس من أجل الله طاعة وعبادة لكن في الوقت والقدر وعليه أن يبحث عن بواعث هذا الهجران وأن يخلص فيه لرب العالمين.
السؤال العاشر ما حكم وضع الفتاة صورتها في كتاب التخرج في الجامعة
http://meshhoor.com/wp/wp-content/uploads/2016/11/10.mp3الجواب: والله يا إخواني الصور آفات ، وهذه الآفات لا يعلم بها إلا الله عز وجل .
اتصلت بي أخت تقول أنا الحمد لله مجلببة ، وأحسب نفسي أني أُعظم أوامر الله ، ذهبت إلى أستوديو حتى أتصور صورة رسمية ، فوجدت صورتي وأنا أرقص مكبرة على باب الإستوديو ؛ قالت : فجُنَّ جنوني ،وتقول الأخت : كنت أتقن هذا العمل و كنت قد صنعت هذا في عرس أخ لي أو أخت لي؛فوصلت للأستدويو فأصبحت منتشرة في كل مكان للأسف.
فالواجب على أخواتنا أن يبتعدنَ عن هذا .
ماذا يضيرك إذا كان في كتاب التخرج اسمك دون صورتك ؟
لا تلزم الصورة ، فأن لا تكون الصورة هذا بلا شك أحب إلى الله عز وجل وأقرب ، والله تعالى أعلم.
⬅ مجلس فتاوى الجمعة
١١ – صفر – ١٤٣٨ هجري
١١ -١١ – ٢٠١٦ إفرنجي
ما هو حكم العزل
قد ثبت عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه، قوله: {كنا نعزل والقرآن ينزل}، وقول الصحابي: والقرآن ينزل فيه دلالة واضحة قوية على أن ذلك كان في زمن رسول الله صلى الله عليه وسلم وثبت في مسند الإمام أحمد أن النبي صلى الله عليه وسلم سئل عن العزل، فقال: {تلك المؤودة الصغرى}، ولذا قال العلماء: إن العزل مكروه لأن النبي قال عنه: مؤودة، وفعل الصحابة له يدلل على عدم الحرمة، والعلماء يقولون الكراهية تشتد إذا عزل عن الحرة دون إذنها؛ فإن في النكاح عفة للذكر والأنثى، وكما أن للرجل حق التمتع بالزوجة، فإن للزوجة حق التمتع بالرجل، فلا يجوز للرجل أن يعزل عن الحرة إلا بإذنها، خلافاً للأمة، فلا حق لها في ذلك.
ويقول النبي صلى الله عليه وسلم في حديث آخر: {لو أن أحدكم أراق ماءه على صخرة، وشاء الله أن يكون الولد لكان فإن الولد ليس من جميع الماء}.
والدعوة التي في الإعلام لتقليل المسلمين من أنسالهم دعوة باطلة، ودعوة يكرهها من يحب تكثير المسلمين، ونقول هذا وفي لوعة وحسرة، نحب أن يكثر عدد المسلمين بالعزة، وأن يكثر عدد الأمة المحمدية الحقة، وليست هذه الأمة، أمة الغثاء، التي أصبحت لا تَسأل عن أحكام الله، وأصبح الواحد له من الذرية ما له، وكأنه محكوم عليهم بالنيران فكم من رجل يكون معنا في المسجد وأولاده لا يأتون المسجد ولا يصلون ولا يعرفون القبلة.
ولما نقول: تناكحوا وتناسلوا يا أمة محمد، ونرى المسلمات في التبرج، والمعاصي فيدخل فينا حزن ونحن نريد أن نكثر أمة محمد أمة الدعوة والدين، أمة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ولا نريد أن نكثر أمة الغثاء، التي جلبت لهذه الأمة الأدواء.
وأعجب كل العجب ممن يحرص على المسجد وينسى ابنه، وفي النهاية سيكون ابنه عدواً له في الدنيا والآخرة فإن أردت من ابنك أن يطيعك اليوم، لم يبق لك إلا أن يتقي الله ويخاف الله، ومجيئك بابنك إلى المسجد هو لك، وأحضره صغيراً حتى لا تلام.
وأعجب كل العجب من امرأة شمطاء كبيرة، وهي تمشي في الطريق تتعاهد خمارها خشية أن يظهر شعرها، والبنت التي معها متبرجة، فإن جاز الكشف اكشفي أنت واستري على ابنتك، فأنت لست مطموعاً فيك، وابنتك مطموع فيها، فأعجب جداً من النساء، ابنة في سن الشباب والفتنة، تخرج متعطرة متبرجة متزينة، ثم أمها تجعل نفسها ورعة، وتتستر وتحرص على حجابها، فأي منطق هذا وأي مفهوم وأي دين وأي عقل هذا وأي عادات؟! وأنا لا أتكلم عن كوكب آخر، وإنما أتكلم عن كوكبنا وعن حارتنا، وهذا واقعنا للأسف وموجود في كل مكان، والله لو أن أبناء المسلمين في المساجد لما بقي هذا حالنا.
وكلنا يهدم الدين، ويحمل في يده معول ويضرب الدين ضربات يتصدع الدين منها، ثم كلنا يبكي على الدين، فاليد تهدم واللسان يولول والعين تبكي، والأعين كاذبة والألسن كاذبة، فمن أراد أن يبني فليبني بنفس مطمئنة وبخطة بعيدة، فالذي عنده ابنٌ شارد يدفع ضريبة الشرود نتيجة إهماله لكن لتكن عنده خطة بعيدة يستوعب فيها الولد، وليفكر بتحسينه كما يفكر بتحسين وظيفته وأثاث بيته، فالواحد الذي يريد شراء الأكواب التي يستخدمها في الضيافة يتردد، ويقف طويلاً ويدخل محلات عديدة، وهو يبحث عن النوعية واللون والمنظر، فاجعلوا أبنائكم مثل هذه الأكواب، فوالله إن أكواب الشاي التي في البيوت أعز علينا من ديننا ومن ربنا فالولد إن شتم الرب، الأم والأب كأنهم لا يسمعون، وأما إن كسر كوب الشاي، فتقوم الدنيا ولا تقعد، فبالله عليكم أما نستحق ما نحن فيه، وكل الذي يحصل لإخواننا في جميع الدنيا بأيدينا ومنا.
والخطوة الصحيحة أن نبدأ بأنفسنا فربنا قال ذلك: {إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم}، ولكننا لا نريد التغيير، ولكننا كاذبون، والذين يتكلمون يتكلمون وهم لا يعون، ولا يعرفون، وحالنا لا يسوى إلا أن نكون هكذا، ونكون ذيلاً وعبيداً مستحقرين، دماء الكلاب خير من دماء الواحد منا، فهذا حالنا فلنعرف قدر أنفسنا ولنعرف أعمالنا، ولنتفقد أحوالنا لعل الله عز وجل يرزقنا أن نغير ما بأنفسنا لعل الله يغير ما بنا ويرحمنا.
نريد أن نخرج مع شباب المسجد في رحلة فماذا تنصحون وكيف نغتنم الأوقات فيها وما…
أقول والله المستعان، إن شيخنا إمام هذا العصر في الحديث الشيخ أبو عبدالرحمن محمد ناصر الدين بن نوح الألباني رحمه الله وطيب ثراه، ورفع درجته في عليين، لو لم يكن من حسنات اللقاء به إلا معرفة أهمية الوقت لكفى ذلك، ونقرأ عن أهمية الوقت عند العلماء، لكن الفرق بين الخبر والمعاينة، فكان الشيخ إذا سئل في مكتبته عن شيء، فعين عند السائل والأخرى في الكتاب، وما رأيت أحداً أشح بوقته منه، وهذا من علامة نبوغه ومن توفيق الله له، ومن أسباب تقدمه، ولو أن الشيخ فتح بابه لكل طارق، وجرس هاتفه لكل طالب لما نبغ النبوغ الذي كان عليه، ولذا لا بد للطالب أن يفوته شيء من خير، ولكن ينبغي أن يكون فقيهاً، وأن يعرف الأولويات.
وكانت رحلات الشيخ تكون بعد مضي جهد وتعب، وحبس للنفس في المكتبة، التي كان يقضي فيها قبل مرض موته، كان يقضي فيها بعض الأحايين، أكثر من ثماني عشرة ساعة، لا يخرج إلا لطعام يسير أو صلاة، فما كان يخرج لذات الرحلة، وإنما كان يخرج ليتقوى ويرتاح من ضغط ما هو فيه، وليستفيد من الوقت، وكان خروجه غالباً يكون مع طلبة علم فيخرج ليفيد، وما يعرف إلا الجلوس للسؤال والجواب، وإذا كان خروجه في النهار لا ينسى القيلولة، ويقيل في السيارة فيستعين بهذه المدة اليسيرة من النوم، وكان الشيخ كالجواد كلما ركض جد واجتهد، فكان يجلس المجالس الطويلة، التي تمتد أكثر من ثماني ساعات والشباب الجالسون يتعبون من السماع والشيخ يقول: أنا معكم إلى حيث شئتم. فالمسائل العلمية كانت هي مبحثه وحادثه في جلوسه، وكما قالوا قديماً: كل شيء إن أنفقت منه فإنه ينقص إلا العلم فإنك إن أنفقته زاد.
وكنت في أول تعرفي على الشيخ لا أستغرب من معلوماته لكن كنت أستغرب من شيء ظهر لي فيما بعد سره، فكان الشيخ إن استشكل عليه الجواب ما رأيته تلكأ مرة في رد الشبهة التي تطرأ عليه، وكثيراً ما يكون الجالسون طلبة علم، وأناس معروفون ومرموقون ومحققون ممن يشار إليه بالبنان، بل بعض كبار العلماء وهو من هيئة كبار العلماء لما تباحثنا وإياه في بعض المسائل، لما كان عندنا هنا في الأردن، وكان يقول: الشيخ يقول كذا، ويستشكل علي كذا قلنا له الشيخ قريب فما المانع أن تجلس معه؟ فكان يقول: نتكلم من وراء الشيخ، أما أمام الشيخ فللشيخ مهابة لا تأذن لنا أن ننطق بكلمة، فكان رحمه الله له هيبة.
وكان حريصاً على وقته يخرج ليرتاح ويستعين فيما بعد على مواصلة الطلب من جهة وفي الجلوس تكون فائدة المباحثة وإيراد الاستشكالات من الطلبة فكان لا يتلكأ في استشكال إلا ويرده، وظهر لي السر فيما بعد، وكان السر في أشياء:
الأول: أن الشيخ متفنن ومتقن لأكثر من فن، فليس كمن لا يعرفه يقول إن الشيخ حديثي، فالشيخ بدأ فقيهاً، وتعلم الفقه الحنفي على أبيه، وكان أبوه فقيهاً حنفياً مرموقاً، وله تلاميذ كثر معروفون درسوا عليه الفقه، وكان للشيخ أيضاً نصيب جيد من علم أصول الفقه، ولا زلت أذكر أن الشيخ اتصل بي مرة وقال لي: دون عندك، أنا أحفظ في كتاب “التحرير” لابن همام أنه يقول كذا وكذا، وأملى علي فقرة وقال: أريد أن توثقها من كتاب “التحرير” وأن تتصل بي وتقرأ علي عبارة التحرير، فكادت العبارة التي في ذهنه تتطابق تماماً مع العبارة الموجودة في كتاب التحرير، ويقول الشيخ: حفظتها من أكثر من خمسين سنة، فكان رحمه الله يعرف علم الأصول معرفة جيدة
والثاني: كانت مجالس الشيخ فيها المستفيدون فرأيت مع مضي الزمن أن جل الشبه التي كانت تطرح عليه ما كانت تلقى عليه لأول مرة، ويكون له فيها سالف ذكر، فكانت هذه المسائل عنده الجواب عليها تحصيل حاصل، لأنه كان لا يعرف إلا البحث والعلم.
لذا نصيحتي إلى طلبة العلم أن لا ينشغلوا عن العلم بغيره، فإن العلم من أنفس ما تصرف فيه الأعمار، وهو من أقرب الطرق إلى تحصيل رضى الله، وإلى دخول الجنان، نسأل الله أن يعلمنا ما ينفعنا وأن ينفعنا بما علمنا.
السؤال الثاني عشر أنا شاب أدرس في الجامعة المختلطة هل علي أن أنصح…
الجواب : انصح الإخوة المتبرّجين ، إخوانك التعبانين ، إخوانك التاركين للصلاة ، إخوانك الشاردين ، إخوانك البعيدين ، ابحث عنهم وذكّرهم بالله وخوّفهم بالله، ودرء المفاسد أولى من جلب المصالح ، فالنبيّ صلى الله عليه وسلّم في ما أخرج الإمام الترمذيّ يقول :” ما خلا رجلٌ بامرأةٍ إلا كان الشيطان ثالثهما ” ، فالأصل في الاختلاط والبحث عن النّساء والكلام مع النّساء أنه باب شر عظيم ينبغي للموفّق أن يُغلِقَهُ ، فذكّر إخوانك البعيدين .
مجلس فتاوى الجمعة بتاريخ ٢٠١٦/٤/٢٩
خدمة الدرر الحسان من مجالس الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان.
السؤال السابع عشر هل يصح أن يقول الإنسان آسف يا الله على ما…
http://meshhoor.com/wp/wp-content/uploads/2017/12/AUD-20171205-WA0104.mp3الجواب:
كلمة آسف لي ولك، الله لا يريد منك أن تقول آسف، الله يريد منك أن تقول: استغفر الله، فالله عز وجل يريد أن يغفر لك، ما معنى أن يغفر لك؟ ما يعني غفر؟ أي غطى.
فآسف هذه لي ولك، أنت بتقول يا رب اغفر لي، واستر عورتي، استر ذنبي، يارب هذا الذنب الذي أذنبته لا تجعل له أثر في حياتي، أنا يا رب اطلب منك أن تغفره اطلب منك أن تستره أن تغطيه، أن لا يكون له شؤم في حياتي مع زوجي ومع اولادي، وفي رزقي وفي بركة عمري.
فما هو الأحسن آسف أم استغفر الله؟
هذه كلمة آسف كلمة دنيوية، والله جل في علاه هو السيد، فأنت تطيعه فيما يأمرك به، فأن تقول آسف يا الله فهذا يعني انت منهزم، تركت التعبير الشرعي، مثل واحد واعظ قال أن النبي ﷺ في غزوة الأحزاب، جاء الصحابة للنبي ﷺ اجتمعوا عليه فشاور النبي ﷺ أصحابه قال فأشار عليه سلمان أن يحفر خندقا قال: فسمع كلام سلمان قال فقال النبي ﷺ لسلمان: أوكي يا سلمان، أوكي يا سلمان، أوكي يا سلمان، ايش العبارات هذه! عبارات هذه لواحد منهزم و منبطح على وجهه، خرّ الأنف والبطن على وجهه في تقليد الكفار، ويستخدمون عبارات الكفار.
مداخلة من أحد الاخوة، كمان يا شيخ يعلمون الأطفال أنه من فعل كذا الله بيزعل منك!
هذا خطأ، العبارات الشرعية جميلة، بعض الناس سُلب التوفيق، إذا مد يديه ودعا لا يحسن بما يدعو، لو أنك تحفظ الأدعية المأثورة، فهي عبارات قليلة فيها بركات لا يعلم فيها إلا الله، بعض الناس يدعو ويصير يؤلف هو الكلام ولو عرض تأليفه على فقيه لنبهه على مخالفات لا يعلم فيها إلا الله في دعائه لربه.
لماذا تترك المأثور عن النبي ﷺ وأكثر ما يظهر هذا في دعاء القنوط الطويل في رمضان، يقنط قنوط طويل، ثلث ساعة وهو يدعو، ولو أنك حصرت دعاءه لما وجدته الا هو داخل تحت قول النبي ﷺ: اهدنا فيمن هديت وعافنا فيمن عافيت وبارك لنا فيما أعطيت واقنا شر ما قضيت هذه اذا تريد أن تفصلها فتحتاج ساعة وانت تدعو، فهذه البركات قد تدعو بشيء والله يستجيب لكن الألفاظ التي يستجيب الله بها يكون لها من البركات ما لايخطر لك في بال، لأن الكلمة من أين؟ من الشرع ويدخل تحتها صورا عديدة جداً قد لا تخطر في بال الداعي.
الشاهد من هذا الكلام أن التزام عبارات شرعية يعني اللهم اغفر لي، استغفر الله، استغفر الله لها معاني لا يعلم بها الا الله، لها ثمرات لا يعلم بها الا الله بخلاف كلمة آسف بخلاف كلمة يزعل ، وهكذا
والله تعالى أعلم.
⬅ مجلس فتاوى الجمعة.
6ربيع الأول 1439 هجري
2017 – 11 – 24 إفرنجي
↩ رابط الفتوى:
السؤال السابع عشر: هل يصح أن يقول الإنسان: آسف يا الله على ما بدر مني؟
⬅ خدمة الدرر الحسان من مجالس الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان. ✍✍
⬅ للاشتراك في قناة التلغرام:
http://t.me/meshhoor