الجواب: حديث أبي هريرة -رضي الله تعالى عنه- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (والله لا يؤمن، والله لا يؤمن، والله لا يؤمن)، قيل: من يا رسول الله؟ قال: (الذي لا يأمن جاره بوائقه). متفق عليه.
وفي رواية لمسلم: (لا يدخل الجنة من لا يأمن جاره بوائقه)
الواجب على الإنسان أن يحسن لجاره، والجار أحسن من القريب، فالجار دائما في وجهك.
والرجل الذي جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم، وشكى له جاره، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم:أخرج متاعك إلى الطريق.
عن أبي هريرة: جاء رجُلٌ إلى النَّبيِّ ﷺ فشكا إليه جارًا له فقال النَّبيُّ ﷺ ثلاثَ مرَّاتٍ -:(اصبِرْ) ثمَّ قال له في الرَّابعةِ أو الثَّالثةِ: (اطرَحْ متاعَك في الطَّريقِ) ففعَل قال: فجعَل النَّاسُ يمرُّونَ به ويقولونَ: ما لكَ؟ فيقولُ: آذاه جارُه فجعَلوا يقولونَ: لعَنه اللهُ فجاءه جارُه فقال: رُدَّ متاعَك لا واللهِ لا أوذيك أبدًا.
صحيح الأدب المفرد 92 (3) .
فاللعن بمعنى الدعاء عليه مشروع، ثم جاء الجار واعتذر لجاره.
السؤال الثالث: ما هي النوايا التي يستحضرها المعلم عندما يعلم الطلبة العلوم الدنيوية، مثل الأحياء مثلاً؟
الجواب: أولا ينوي أن يعف نفسه، فيتكسب بشيء حلال.
وينوي أن يُنشئ جيلاً صالحاً.
فكل ما تأتي يا أستاذ الرياضيات و يا أستاذ الكيمياء و يا أستاذ الفيزياء، كل ما يأتي شيءٌ فيه تعظيم الله عز وجل؛ أبرز هذا الأمر، أبرز آيات الله عز وجل، آيات الله المنظورة وآيات الله الآن العلمية المعروفة.
ثم انْـوِ أن تُنشئ جيلاً صالحاً ، أن يكون هؤلاء الناس يتحصنون بالعلم الشرعي، وهم متحصنون بالعلم الشرعي؛ أن يكون هنالك صلاح وتقوى.
السؤال الثاني عشر : أخرج من البيت كثيراً لأنني أذهب إلى الدروس في المسجد أو المحاضرات في الجامعة وأمي تشتكي من ذلك وتقول ألا وقت نجالسك فيه؟
الجواب : هذا الذي أشرتُ إليه: أنَّ أشد واجب في الشرع أن تعطي كل ذي حق حقه.
الصحابة رضي الله تعالى عنهم خصوصاً نساء النبي صلى الله عليه وسلم لما كانوا يذكرون النبي صلى الله عليه وسلم عَنْ عَائِشَةَ، زَوْجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنَّهَا قَالَتْ: ” كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَصُومُ حَتَّى نَقُولَ: لَا يُفْطِرُ، وَيُفْطِرُ حَتَّى نَقُولَ: لَا يَصُومُ))سنن أبي داوود 2434.
فكان يعطي هذا ويعطي هذا ويعطي هذا.
النبي صلى الله عليه وسلم لما زار أم سليم (عن أنس بن مالك – رضي الله عنه – قال: كان رسول الله – صلى الله عليه وسلم – يدخل علينا ولي أخ صغير يُكنى أبا عُمير، وكان له نغر يلعب به، فمات فدخل عليه النبي – صلى الله عليه وسلم – ذات يوم فرآه حزينًا، فقال: ما شأنه؟ قالوا: مات نغره، فقال: يا أبا عمير ما فعل النغير) البخاري 4971، مسلم 2150.
فأن تراعي والدتك وأن تجالسها أمر حسن وأمر طيب خصوصاً في الليالي الطويلة، يعني هذا الليل الطويل القادم يمكن أن توفق الدرس بين المغرب والعشاء وبعد العشاء مباشرة تخرج إلى والدتك والذهاب إلى الوالدة وأن تبرها أحسن من الجلوس في المسجد والسلام على الناس والكلام مع الأصحاب والمؤانسة بعد الدرس ، أُحضر الدرس وارجع أو خصها ببعض المجالس ولا حرج في ذلك إن شاء الله تعالى.
السؤال العاشر :- أخت تسأل وتقول وقعت في بيتنا فتنة عظيمة بعد وفاة والدي- رحمه الله-؛ وذلك لأن أمي طبعها شديد، وبعد فترة وجيزة أصبح بعض إخوتي ينقل الكلام لأمي فأفسد ذات بيننا ، وكان يعيش معها أحد إخوتي، فاستقل في بيت لوحده، وترك أمي وحيدة؛ وذلك لأن أمي تظلم زوجته، وطلب منا جميعاً( ونحن إخوانه وأخواته) تحمل مسؤولية أمي جميعاً، والآن ما هو سبيلنا لبرها، وخصوصاً أن أمي لا ترضى بسرعة، وهي سريعة الغضب، فما نعرف كيف نتعامل وهي وحيدة في البيت، وترفض أن يأتي إليها أحد إخوتي الذكور كي يعيش معها، ولا يهجر البيت و يستقل؟
الجواب :أولاً – هذه الأم الواجب على أبنائها برها، ولو كانت كافرة، ولو كانت تأمرك بالكفر .
قال تعالى *﴿وَإِن جَاهَدَاكَ عَلَىٰ أَن تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا ۖ وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا ۖ﴾ [لقمان: ١٥]*
فالواجب المصاحبة بالمعروف، فالواجب تطيّيب خاطر هذه المرأة، والكبير يرضى ويغضب بسرعة، وللكبير خاطر، والواجب على الأبناء برها، وكيف تُبر ؟مرة ومرة ومرة ومره حتى ترضى عن الأولاد، ثم وهذا هو أشد واجب أن تعطي كل ذي حقّ حقّه.
زوجتك لها حقّ، ويحرم أن تظلم أمك زوجتك.
إن خرجت مع الزوجة من البيت، لأنها ما في سبيل إلا أن تخرج فلاحرج في هذا، لكن خروجك لا يمنع أن تصل أمك، وأن تبرها، وأن تحسن إليها، وهكذا أن تعطي كل ذي حقّ حقّه، الزوجة تعطيها حقّها، إخوانك لهم حقّ، أخواتك لهن حقٌّ، والدتك لها حقٌّ، لكنَّ أعظم حقٍّ من هذه الحقوق حقُّ الوالدة، أعظم حقٍّ حقُّ الوالدة، نعم الزوجة إذا خرجت من البيت فأنت قد ترى الأمَّ قليلاً لكن حقّها عليك عظيم .
*ثبت في الأدب المفرد للبخاري وصححه شيخنا الألباني*
*موقوفاً على عبد الله بن عمر* *رضي الله عنهما في صحيح* *الأدب المفرد*
*(1/ 18 رقم 11)*
*(أن ابن عمر كان يطوف بالبيت فرأى رجلاً يمانياً يطوف وهو حاملا أُمَّه ويقول إني لها بعيرها المذلل إذا ذعرت ركابها لم أذعر ثم قال يا ابن عمر أتراني جزيتها قال لا ولا بزفرة واحدة)* .
لما ولدتك الطلقة هذه لم توفها إياها، فحقُّ الوالدة عظيم، والواجب عليك أن تبرها، وأن تحسن إليها.
السؤال التاسع: هل عليَ شيء أو إثم لأن زوجتي تطلب مني مصروفاً أسبوعياً أو شهرياً مع العلم أني ألبي كل طلباتها ولا تحتاج لشيء وأنا لا أريد إعطائها؟
الجواب: أولاً الواجب عليك أن تنفق على زوجتك، وخير درهم تنفقه أولاً على أهلك وكفى بالمرء إثماً أن يضيِع من يعول وفي رواية وكفى بالمرء إثماً أن يضيِع من يقوت.
فالواجب عليك النفقة والواجب عليك أن تنفق النفقة التي تليق بشأنك.
قال الله تعالى (وعاشروهن بالمعروف)، والمعروف يختلف من امرأة إلى امرأة.
فمن تزوج ملكة أو أميرة فعليه نفقةٌ تختلف عن نفقة غير الأميرة وهكذا عاشروهن بالمعروف.
فهذه المرأة ما كان لأمثالها تنفقه عليها بالمعروف.
الآن أنت وإياها كيف تنفق، هل تعطيها مصروف أم أنت تنفق عليها هذا الأمر الشرع سكت عنه.
والأمر إليك فدبر شأنك بما يليق بحالك على وجه تكون فيه لست مسرفاً ولست مقتراً.
السؤال الثامن: أنا شاب عمري عشرون سنة وأريد الزواج بشدَّة.
مداخلة من الشيخ: هذا صادق وأرجو الله أن يعفك، عفَ نفسك والله- جل في علاه- يعفك إن شاء الله تعالى.
نعود للسؤال: لكن أبي يرفض ويقول لي تزوج بعد خمس سنوات لتبني مستقبلك، مع العلم أني أستطيع الزواج، ويقول أيضاً أنه سيغضب عليّ، وسيقاطعني إذا تزوجت، فما توجيهكم لي بارك الله فيك.
الجواب: أولاً أكثرْ من الصيام كما ورد في الحديث، وأطع والدك واصبر وصابر واتق الله جل في علاه.
أما إن خيرت بين الزنى وبين رضا الوالد، فالزواج مقدَّم على أمر الوالد.
اصبر وصابر، خمس سنوات قليلة ولعل الله- عز وجل- يشفع لك دون هذه المدة.
والإنسان متى جاع يحتاج إلى طعام، وأهل العلم يقولون ليس على الوالد أن يجبر ولده في أن يختار زوجة، أو أن يختار متى يتزوج.
فإذا كنت مستطيعاً فكما اخبر النبي صلى الله عليه وسلم عن ابن مسعود قَالَ : ” كُنَّا مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شَبَابًا لَا نَجِدُ شَيْئًا فَقَالَ لَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( يَا مَعْشَرَ الشَّبَابِ مَنْ اسْتَطَاعَ منكُم الْبَاءَةَ فَلْيَتَزَوَّجْ ، فَإِنَّهُ أَغَضُّ لِلْبَصَرِ ، وَأَحْصَنُ لِلْفَرْجِ ، وَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَعَلَيْهِ بِالصَّوْمِ فَإِنَّهُ لَهُ وِجَاءٌ ).
صحيح البخاري
انتبه وهذه عفَة، والواجب على الإنسان أن يستعف.
النبي- صلى الله عليه وسلم- وضع أمرين: زواج أو صيام.
ما المعنى؟
ما ينبغي أن تصرف الشهوة إلا للزوجة فقط.
النبي- صلى الله عليه وسلم – قال زواج أو صيام، هذا الواجب للعفة.
أماأن يفرغ الإنسان شهوته بالحرام باستمناء أو ما شابه فهذا حرام.
والنبي – صلى الله عليه وسلم – أرحم الناس بالخلق، والنبي عليه السلام يقول عليك بالصيام، من استطاع منكم الباءة فليتزوج.
ومن لم يستطع ماذا قال؟
فعليكم بالصيام، ولم يقل شيئاً آخر.
ولذا الواجب على الإنسان العفة.
والله – جل في علاه- يقول: (فَمَنِ ابْتَغَىٰ وَرَاءَ ذَٰلِكَ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الْعَادُونَ)
الذي يبغي الشهوة بغير الزوجة أو الأمة فهؤلاء هم عادون، الذين تجاوزوا حد الله جل في علاه.
السؤال الخامس: أخت تسأل وتقول كيف أرضي ربي وأزيد من إيماني الذي كنت عليه؟ وما هي علامات رضى الله وغضبه، وكيف أبقى على الإيمان الذي ليس بعده انتكاسة؟
الجواب: أولا أسأل الله جل في علاه أن يرزقنا إيمانا لا يرتد، وصحبة مع محمد صلى الله عليه وسلم يوم غد.
الله عز وجل لا يخادع، فمن صدق الله صدقه الله، ومن لم يحكم البدايات وأقبل في الطريق فلا بد أن يتعثر.
فإن لم يكن مخلصا لله عز وجل فلا بد أن يتأثر ولا بد أن يتحول وأن يتغير، والدليل على ذلك ما أخرجه مسلم في صحيحه وأصل الحديث في البخاري أيضا: قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم : “إن الرجل ليعمل عمل أهل الجنة فيما يبدو للناس وهو من أهل النار. إن الرجل ليعمل عمل أهل النار فيما يبدو للناس وهو من أهل الجنة”.
رواه مسلم (1 – 106).ورواه البخاري(1539_4).
هو يظهر أمام الناس أنه على استقامة، لكنه ليس بمستقيم، فيظهر فيما يبدو للناس أنه يعمل بعمل أهل الجنة.
فالإخلاص والصدق مع الله واتهام النفس والتضرع إلى الله جل في علاه أن يثبتك الله عز وجل ولا سيما في سكرات الموت هذا من أهم أسباب الإخلاص.
كان بعض الصالحين يخاف من الإقبال على الله عز وجل وكانت يتلو قول الله عز وجل: {وَبَدَا لَهُم مِّنَ اللَّهِ مَا لَمْ يَكُونُوا يَحْتَسِبُونَ} [الزمر : 47].
فالإنسان ما يدري، والواجب على الإنسان أن يصدق وأن يتوب إلى الله عز وجل.
ثم في سؤال الأخت تقول: كيف أرضي ربي و أزيد من إيماني الذي كنت عليه؟
أجاب الشيخ: ماذا يعني الذي كنت عليه؟
الجواب: الإيمان يزيد بالطاعات وينقص بالمعاصي،
لكن بعض الناس في أول إقباله على ربه؛ يؤلفه الله تعالى فيجعله يخشع في صلاته، وهو مقبل بصدق ولكن عنده جهل، فالله يؤلف قلبه.
فإذا ما حافظ هذا الإنسان على هذا الأمر؛ تصيبه الغفلة فحينئذ يقسو قلبه.
فالإنسان حتى يصدق الله جل في علاه، ويرتفع إيمانه؛ يحتاج إلى العمل الصالح دائما.
كثرة التقلب هو علامة آخر الزمان، وهذا لم يكن معروف في زمن الصحابة رضوان الله تعالى عليهم، ولذا النبي صلى الله عليه وسلم يقول: كما في حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “بادروا بالأعمال، فتناً كقطع الليل المظلم، يصبح الرجل فيها مؤمناً، ويمسي كافراً، أو يمسي مؤمناً ويصبح كافراً، يبيع دينه بعرض من الدنيا”. مسلم ،كتاب الايمان 118.
في اخر الزمان يتغير الإنسان، ولذا الإنسان الواجب عليه أن يبتعد عن المعاصي وعن الغفلة وأن يصدق الله جل في علاه.
هل قَال النبي -صلى اللّٰه عليه وسلم- الذكر الذي بعد الفجر والمغرب *(( لا إله إلا اللّٰه وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد يحيي ويميت وهو على كل شيء قدير))* عشر مرات، وهو ثانٍ رجليه، هل يدخل في هذا الإمام والمأموم، أم هو للمأموم؟
الجواب:
هذا في الإمام والمأموم.
النبي -صلى اللّٰه عليه وسلم- لما كان يصلي ويبقى جالسا حتى يقول: (( لا إله إلى اللّٰه وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، يحيي ويميت وهو على كل شيء قدير )) عشرًا، كان إمامًا أم مأمومًا؟
كان إمامًا.
فهذا الذكر هو أصالة في الإمام، ثم يتبع المأمومون الإمامَ.
أصلًا الذكر وارد في الإمام، والمأمومون يتبعون الإمام.
والله تعالى أعلم.
مداخلة: ما حكم انصراف المأموم قبل أن يتم الإمام العشر ؟
الجواب:
الأصل في المأموم أن لا ينصرف إلا إذا انصرف الإمام، وانصراف الإمام بأن يتحول، يعني: ليس انصراف الإمام أن يخرج من المسجد، فإذا الإمام انصرف -تحول عن القبلة- فيجوز للمأموم أن يخرج.
لماذا؟
لأن النساء كُنَّ يصلين في زمن النبي -صلى اللّٰه عليه وسلم- خلف الصفوف.
كيف المرأة تصلي؟
تصلي في الخلف، المرأة التي تأتي متأخرة تصلي أمامها، والتي تأتي متأخرة تصلي أمامها.
ولذا جاء في الحديث الذي رواه مسلم في صحيحه عَنْ أَبِي
هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَيْرُ صُفُوفِ الرِّجَالِ أَوَّلُهَا وَشَرُّهَا آخِرُهَا وَخَيْرُ صُفُوفِ النِّسَاءِ آخِرُهَا وَشَرُّهَا أَوَّلُهَا.
(وَلَقَدْ عَلِمْنَا الْمُسْتَقْدِمِينَ مِنكُمْ وَلَقَدْ عَلِمْنَا الْمُسْتَأْخِرِينَ)الحجر 24.
كانت لما كان بعض الناس يتأخر عن الصف الأول حتى يدرك النساء .
فالشاهد أن الإمام يمكث قليلًا، يستغفر ثلاثًا، ثم يقول: (اللهم أنت السلام ومنك السلام تباركت ذا الجلال والاكرام )، حتى المرأة التي تتعجل، تتعجل في الانصراف، ثم الامام يتحول.
كان رسولُ اللهِ ﷺ إذا سلَّمَ، قام النساءُ حين يَقضي تسليمَه، ويَمكُثُ هو في مَقامِه يسيرًا قبل أن يقومَ . قال: نرَى – واللهُ أعلمُ – أن ذلك كان لكي ينصَرِفَ النساءُ، قبل أن يُدرِكَهنَّ أحدٌ من الرجالِ .
البخاري (٢٥٦ هـ)، صحيح البخاري ٨٧٠
(قوله: نرى – والله أعلم – أن ذلك كان لكي ينصرف النساء قبل أن يدركهن الرجال.
قاله الزهري ظنا منه رحمه الله . انظر تمام المنة للشيخ الالباني ص ٢٨٠-٢٨١)
رأيت كلامًا للزهري وغيره: أن الإمام إذا كان جاهًلا فلك أن تفارقه وتخرج، أما إذا كان الإمام من أهل السنة؛ فالأصل ألا تفارقه إلا بعد أن يمكث في مكانه يسيرا فيقول: (أستغفر الله) ثلاثًا اللهم انت السلام …، ثم ينحرف .
ووقع خلاف شديد بين أهل العلم؛ هل الإنحراف يكون عن اليمين أم عن الشمال؟
والراجح أنه لا فرق، له أن ينحرف عن اليمين، وله أن ينحرف عن الشمال، لا حرج في ذلك، فإذا انحرف الإمام فإنك حينئذ تخرج.
السؤال السابع : نريد شرحا يسيرا حول حديث القدم بالقدم وهل هو في حالة الرّكوع؟
الجواب: يكون
القدم بالقدم في الصلاة في القيام والركوع.
المسلم يفتح قدميه على مقدار منكبيه ما يفتح شيئا زائدا، وإذا كُنت عن يسار الإمام فإنك تنظر عن يمينك، وإذا كنت عن يمينيه فتنظر عن يسارك ، لتسد الفرجة ويستقيم الصف وتفتح رجليك بمقدار منكبيك، والرجلان مستقيمتان والأكتاف مستقيمة والآخر يكون هكذا والذي بجانبه وهكذا.
فمساواة الصف أمرها سهل.
ومساواة الصف واجب فالنبي ﷺ يقول ((عن النعمان بن بشير: كانَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليْهِ وسلَّمَ يسوِّي صفوفَنا حتَّى كأنَّما يسوِّي بِها القداحَ حتَّى رأى أنَّا قد عقَلنا عنْهُ ثمَّ خرجَ يومًا فقالَ: عبادَ اللَّهِ لتسوُّنَّ صفوفَكم أو ليخالفَنَّ اللَّهُ بينَ وجوهِكُم، وفي روايةٍ: قلوبِكُم. الألباني (١٤٢٠ هـ)، جلباب المرأة ٢١٠ • أخرجه مسلم والرواية الأخرى بسند صحيح • أخرجه البخاري (٧١٧) مختصراً، ومسلم (٤٣٦) باختلاف يسير )).
فالتسوية واجبة.
تخيل اليوم وهذا حقيقة يقع كثيرا ويقع في قلبي هاجس أو معنى، فصف مستقيم ، واحد خرج عن الصف و الذي بعده خرج عن الصف.
استقامتك في الصف إشارة إلى شأنك في حياتك إذا واحد خالف تقول له صوّب صفك و إلا مع الناس إذا واحد خالف وأنت مشيت معه على المخالفة فهذا من أردأ الأفعال، يعني أن تتابع الناس كما كانوا .
أنت بمُساواتك للصف المطلوب منك أن تنظر عن يسارك أو عن يمينك، وأن تقوّم صفك وأن تقوّم من لم يقوّم صفه أيضاً، وهذا منهجك في حياتك كلها.
اليوم واحد يبعد عن الصف الكل يبعد عن الصف واحد يخرج عن الصواب الكل يتبعه للأسف، فالصواب أنت تقف قدميك مفتوحتين على كتفيك والقدم اليمين هكذا واليسار هكذا والآخر يقف بجانبك وهكذا فالأمر ليس أمراً صعبا.
والله تعالى أعلم.
أحد الحضور :- التركيز على هذه المسأله مهم لو سمحت لي شيخنا نلاحظ هذه الآفة عند طلبة العلم يعني إخواننا طلبة العلم لا يحافظون على تسوية الصفوف وهم أحرى الناس بتسوية الصفوف.
الشيخ : ليس هذا فقط، هذه واحدة من الأشياء، ورحم الله شيخنا الألباني رحمه الله وكان دائما حريصا على هذا وكان شديدا ولم أره صلى صلاة إلا وقد نبه من بجانبه.
يعني أذكر لكم أمثلة.
في مرض وفاته قال أنا أُريد أن أخرج معكم فقط وأرتاح يعني ما أريد أتعب في الكلام فرأى الناس يصلون وقد جاء هو مصليا فلما رأى الناس يصلون صلاة عوجاء ما أنزل الله بها من سلطان وهم طلبة علم، فالشيخ رحمه الله تعالى ما سكت وتكلّم كلمة بديعة جدا وكانت وصية مودع وهو يذكّرهم بضرورة التزام السنة النبوية.
اليوم في صلاة الفجر النبي ﷺ يقول في الحديث ((عن أبي هريرة:إذا أمَّنَ الإمامُ فأمِّنوا، فإنه من وافقَ تأمينُه تأمينَ الملائكةِ، غُفِرَ له ما تقدَّمَ من ذنبِه. وقال ابنُ شهابٍ: وكان الرسولُ ﷺ يقولُ: آمين. أخرجه البخاري (٧٨٠)، ومسلم (٤١٠) • ))
ما أحد يُؤمَّنَ مع أن الظاهر من قوله إذا أمَّنَ الإمام فأمِّنوا واجب الظاهر الوجوب ،ما أحد يؤمَّنَ، واذا أمَّنَا فقل من يُتقن التأمين وأن الإمام يسبق ثم أنت تتبع ، ما رأيت الشيخ يصلي إلا و ينبه من بجانبه على أخطائه فرجل بجانب الشيخ رفع يديه قليلا مع التكبير فقال له الشيخ ما هذا ؟!
ثم قال له ترفع يديك هكذا واشار الى محاذاة الكتفين او بحاذاة الاذنين ،فأسأل الله جل في عُلاه أن يوفقنا وأن يجعلنا من الحريصين والمتّبعين لسنه النبي ﷺ .
أحد الحضور :- في بعض الصفوف تكون فرجة ضيقة، فيأتي بعض المصلين الحريصين على الأجر فيدخل في هذه الفرجة الضيقة، ويُضيّق على الآخرين.
الشيخ :- أنا أرى أن بين كل ثلاثة يستطيع واحد أن يقف في هذا الزمن، وبعض الناس فاتح رجليه جدا و هذا غريب يعني أنت لمّا الآن يكون في فرجة ماذا تعمل؟ هل تفتح رجليك؟ لا ، تضم حالك على الذي بجانبك و الذي بجانبك كذلك يتقرب منك ثم تُجمع الفُرج تجمعها فلعلك تجد مكان لثلاثة في أطراف الصف من هاهنا أو هاهنا .