السلام عليكم ورحمة الله..
أوسع المذاهب مذهب الإمام أحمد و هو اختيار ابن تيمية أيضاً، و أضيقُها مذهب مالك، و المتوسِّط من أقوال أهل العلم أقوال الحنفية و الشافعية، المالكية يعتبرون الرُّكن الوقوف بعرفة بجزء من النهار و الليل بأن يَجمع بين الأمرين، حديث عُروة بن المُضَرِّس لمّا جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم و قال (لَقَد أَتْعَبْتُ رَاحِلَتِي وَ أفْنَيْتُ نَفْسِي وَ مَا وَجَدْتُ تَلَّة إلّا وَقَفْتُ عَلَيْهَا) قال النبي صلى الله عليه وسلم (مَنْ وَقَفَ عَلَى عَرَفَة في أيّ سَاعَة مَا شَاءَ مِنْ لَيْلٍ أو نَهار فَقَد تَمَّ حَجُّه)، قال الإمام أحمد (أي ساعة من طلوع شمس اليوم التاسع إلى قبل خروج فجر ليلة العاشر) في أي ساعة من الساعات و لو وقف دقيقة ، حتى استفاد أهل العلم من حديث عُروة بن المُضَرِّس المريض و المُغمى عليه و المجنون و من وقف بعرفة و هو لا يعلم و هذا ظاهر حال عروة و كان أعرابياً، فما وجد تَلّة إلّا وقف عليها ثم نزل و وقف عليها ثم نزل و وقف عليها ثم سأل النبي صلى الله عليه وسلم فقال (أجْزَأه)، فالمريض و المُغمى عليه لو وقف في عرفة أي ساعة من ليل أو نهار أجْزَئه ذلك، فالراجح من أقوال العلماء أن أي ساعة من فجر يوم عرفة إلى قبل طلوع فجر اليوم العاشر فيُجزئه في الوقوف، النبي صلى الله عليه وسلم وقف بعد أن صلّى الظهر و العصر في عُرَنَة، خطب في عُرَنَة ثم بعدها دَفع صلى الله عليه وسلم إلى عرفة فقال جماهير أهل العلم و هو مذهب الشافعية و المالكية أن الوقت الذي يُجزئ من بعد الظهر إلى قبل طلوع الفجر ، قالوا الوقت الذي وقف فيه النبي صلى الله عليه وسلم، فجمعوا بين قوله و فعله، و لكن فتواه صلى الله عليه وسلم قال في أي ساعة ليل أو نهار.
هذا و الله أعلم.✍️✍️
السلام عليكم ورحمة الله
مَن تعجّل لا يرمي في اليوم الثالث شريطة أن يغادر مِنى قبل غروب الشمس (قبل غروب شمس اليوم الثاني من ايام التشريق)، فالمتعجّل يرمي تسعاً و أربعين حصاة، و المتبقّي (المتأخر) يرمي السبعين حصاة، فالمتعجّل فقط يكتفي برمي تسعة و أربعين، اليوم العاشر يرمي الجَمرة الكبرى سبعة فقط، ثم في اليوم الثاني (اليوم الأول من أيام التشريق) يرمي واحد و عشرين. وفي اليوم الذي يليه وهو اليوم الثاني من أيام التشريق يرمي واحد وعشرين فيكون المجموع للمتعجل تسعة وأربعين. ✍️✍️
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
حياكم الله أخي خالد، السعي الثاني للمتمتّع بعد الطواف، اختلف أهل العلم فيه، فمنهم من قال أنه واجب و عليه فعليه دم (إن تركه) و هذا مذهب الجماهير، و منهم من قال أنه سنّة، و ثبت في الأدلة أن جابراً رضي الله عنه قال (و سعَى أصحاب رسول الله)، و كان ابن عمر يقول (و لم يَسعَى أصحاب رسول الله)، حَمل الإمام أحمد وشيخ الإسلام ابن تيمية أن بعض الصحابة سعَى و بعضهم مَن لم يَسْعَ السعي الثاني، و كان هذا قرينة على أن السعي سنّة و ليست بواجب، و عليه فمن ترك السعي الثاني ترك سنّة من السنن و ليس عليه شيء، و هذا أقوال العلماء و القول الثاني أرجح.
و الله تعالى أعلم.✍️✍️
السلام عليكم ورحمة الله..
الضِّعاف يَنفرون بعد منتصف الليل من مزدلفة، و هكذا فعلت أسماء كما في حديث جابر، و قالت (لمّا غاب القمر)، و القمر يغيب قُبيل أو بعد ثلثي الليل، الخلاصة أنها حققت المبيت في مزدلفة أغلب الليل، و القوي الذي يكون مع الضعيف يتحرك بحركته، أمّا إذا كان مستقلاً عن الضعفاء فلا يجوز له، لا يجوز له أن يَنفر، أما إذا كان القوي مع الضعيف فله أن يَنفر ليَرعى حال هذا الضعيف، فرخّص النبي صلى الله عليه وسلم للضعفاء و كذلك للصِّبية في أن يَنفروا و لا حرج في ذلك.
بارك الله فيك.✍️✍️
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
حيّاكم الله أخي الفاضل، يا أخي التنعيم ليس ميقاتاً، هو ميقات لأهل الحرم، من كان يسكن في منطقة الحرم و أراد أن يعتمر فيخرج لأدنى الحِل، و أدنى الحِل مسجد التنعيم، أما الذي يأتي من مكان بعيد فلنا مواقيت حدّدها النبي صلى الله عليه وسلم، و أنا و إيّاك من الأردن ميقاتنا من الجُحْفة للذي يأتي من طريق جَدّة، أو الذي يسمّونه آبار علي الذي في الشرع يسمى ذو الحُليفة، أمّا أن تخرج من مكة و تترك الكعبة و تترك الطواف حولها فأهل العلم يكرهون ذلك، هذا هو الراجح من أقوال العلماء.✍️✍️
السؤال :
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
أحسن الله إليكم شيخنا، و نفع الله بعلومكم، و نسأل الله أن يبارك فيكم.
شيخنا يقول السائل هل يجوز أن نجمع بين طواف الإفاضة و طواف الوداع و هذا للمتمتّع؟ و كيف يصنع المتمتّع بالسعي؟
الجواب :
السلام عليكم ورحمة الله..
نعم يا أخي يجوز الجمع بين طواف الوداع و طواف الإفاضة، و لكن الأحسن و هو من أعمال اليوم العاشر، و أفضل الأعمال إلى الله عزّ وجلّ في العشر الأوائل من ذي الحِجة أن يقع طواف الإفاضة في اليوم العاشر، و لا تؤخّره لطواف الوداع، و إذا أخّرته لطواف الوداع يجب أن تنوي طواف الإفاضة و ليس طواف الوداع، الحائض و النفساء إذا حاضَتا ليس عليهن طواف وداع، و إذا مات الحاج قبل أن يطوف طواف الإفاضة فلم يَسقط الحج عنه، فالأحسن سارعوا إلى مغفرة من ربكم، و إذا كانت المرأة خاصة تخشى أن يَفجَئها الحيض فحينئذ تَفقد حجّها إلّا بعد تعب، و كيفما كان حتى الذي يبقى و لا يوجد أي محظور من التأخير فالأفضل أن يفعله كما فعله النبي صلى الله عليه وسلم في اليوم العاشر، و بعض أهل العلم و هو اختيار شيخنا الألباني و قال به ابن القيم و عُروة ابن الزبير واحتجّوا بقول النبي صلى الله عليه وسلم (إذَا أَمْسَيْتُم وَ لَمْ تَطُوفُوا بالبَيْتِ عُدْتُم كَهَيْئَتِكُم قَبْل أَنْ تَطُوْفُوا بِه)، بمعنى أن إذا غربت شمس اليوم العاشر و ما طاف الإنسان طواف الإفاضة الأصل أن يعود ويلبس ملابس الإحرام و هذا عَسِر، فأن يبقى لابس ملابس الإحرام إلى طواف الوداع هذا عَسِر.
و الله تعالى أعلم.✍️✍️
السؤال:
شيخنا حفظكم الله وبارك الله فيكم..
بالنسبة لأيام التشريق قد لا نستطيع أن نَبيت في مِنى، يعني قد ندخل و نخرج، أو لا نستطيع أن نبيت في مِنى للظروف الخاصة التي نحياها الآن، فماذا نصنع في الصلاة في أيام التشريق إن كنّا في الفندق؟
الجواب:
السلام عليكم ورحمة الله..
الواجب في أيام التشريق المُكْث أغلب الليل، والليل يبدأ من المغرب و ينتهي بالفجر، أغلب الليل تكونون هناك، و إذا لم تذهبوا ماذا تصنعون في الفندق؟ تُصَلّون كل صلاة في وقتها قَصْراً و إن احتجتم للجمْع بسبب انشغالكم بشيء فلَكُم ذلك، لكم إن انشغلتم بشيء أن تجمعوا، و إلّا الأصل في الصلاة القَصْر من غير جَمع.
جزاك الله خيراً.✍️✍️
السؤال: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شيخنا -حفظكم الله- غداً تتحرك الحافلات في بعض الحمْلات لا سيّما الإخوة الذين عليهم شيء من الخطورة، تتحرك الحافلات إلى عرفة بعد منتصف الليل أو قبل منتصف الليل بقليل، فهل نلبس ثياب الإحرام؟ هل نلبس ثياب الإحرام في الليل أم ننتظر الوقت أم ماذا نصنع؟ هل نُهِل بالحج من الفندق و نتوجه إلى عرفة مباشرة بعد الاغتسال و تطييب الرأس و إلى آخره؟ يعني نُهِل بالحج من الفندق مساءاً قبل الصباح و قبل أن يذهب الناس إلى مِنى؟ أفتونا جزاكم الله خيراً.
جواب الشيخ حسين العوايشة : السلام عليكم..
فضيلة الشيخ مشهور أحَال الأمر جزاه الله خيراً، و أنا ذأصررتُ عليه لكن ما زال مُصرّاً من باب لِينوا بأيدي إخوانكم، فليس لنا إلّا الموافقة، عندنا قضية الزمان و المكان، فالأصل أن نلتزم بالزمان و المكان، إذا تعذّر شيء منهما -يعني أحدهما- فيفعل الإنسان ما يستطيع، لا يكلّف الله نفساً إلّا وُسعها، قضية الزمان لا بد أن يكون في الوقت المعروف، إن تعذّر في مِنى ففي عرفات، لكن حافِظ على الزمان، فقدنا المكان لأننا لا نستطيع، لكن نستطيع الالتزام بالوقت، فنلتزم الوقت الذي يُفعل به في مِنى، نفعله في عرفات الآن.
هذا والله تعالى أعلم و أحسن الله إليكم، سلامي لكم و للإخوة و الأحبة و بارك الله فيكم.
جواب الشيخ مشهور: السلام عليكم ورحمة الله..
هذا يا شيخ خالد، معك أخونا فضيلة الشيخ حسين العوايشة حفظه الله و بارك فيه، و يخبركم أن تُحرموا في الثامن، أن تُحرموا في الثامن و لو كنتم في عرفة.
الله يتقبل من الجميع.✍️✍️
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله..
شيخنا حفظكم الله.. رجل خرج من الرياض بالطائرة و يقول أنه أحرم من بيته؛ يعني لبِس لِباس الإحرام و قال (لبّيك اللهم حَجّة) و هو مُفرد من بيته، و تجاوز الميقات و لم يُلبِّ في الميقات و لم يُهِل بالحَجّة من الميقات بل من بيته من الرياض ثم جاء إلى مكة، و الآن يسأل، و لم يلبس ثياب الإحرام؛ يعني جاء بدون ثياب الإحرام، ماذا عليه؟ يعني الرجل لم يُهِل بالحج من الميقات -من فوق الميقات- في الطائرة، و الآن هو في مكة و يسأل ماذا يصنع؟ جزاكم الله خيراً، وحجّه مُفرد.
الجواب:
السلام عليكم ورحمة الله..
أخونا مخطئ؛ فكان ينبغي أن يُلبّي من الميقات أو من محاذاة الميقات، هذه واحدة.
و الثانية بما أنه تجاوز الميقات التلبية خطأ لكنها مُعتبَرة في بيته، و بما أنه تجاوز الميقات و هو يلبس الملابس فحينئذ عليه كفّارة، يُطعِم ستة مساكين من فقراء الحرم، أو يصوم ثلاثة أيام أو يَنسك نُسُكاً -يذبح ذبيحة-، هو بالخِيار، و يفعل ذلك في مكة، و الإطعام و الذبيحة لفقراء الحرم و ليست لأي أحد، فإذا كان يعلم واحد مكّي أو يسترشد أو في بعض المحال أخبروني عنها الإخوة في مكة توزّع الطعام على الفقراء، فيأتي الفقراء و يأخذون منهم، و هو يدفع لهذه المحلات، و هذه المحلات تُطعم ستة مساكين وجبة واحدة مُشبعة.
جزاك الله خيراً.
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله..
شيخنا حفظكم الله هل يلزمه الذهاب إلى أحد المواقيت أو السّيْل الكبير أو يذهب إلى أدنى الحِل حتى يُهِل بالحج أم يخرج من الفندق الذي هو فيه من مكة و يُهِل يوم التروية بالحج مع الناس؟
الجواب:
السلام عليكم ورحمة الله..
الآن الأمور كلها مُغلقة يا أخي خالد و لا يستطيع أن يخرج، و إن خرج من السّيل الكبير لن يستطيع الدخول، الدخول صعب جداً، فهو تجاوز الميقات و وقع في المحظور، يَدفع الكفّارة و يُكمل و يَبني، و في اليوم الثامن يَلبس ملابس الإحرام و يذهب للحج.
جزاك الله خيراً.
السؤال:
السلام عليكم
ظهر كثير من المشايخ هذه الأيام وقال أن الأفضل هذه السنة إلغاء رحلات الحج وإرسال المال إلى غزة وأن الذهاب إلى الحج حرام هذه السنة لما يحدث في غزة
وحتى في الأضاحي أن الأصل إرسال الأضحية إلى غزة ولا يجوز الأضحية في بلدك.
ما رايكم في هذه الفتوى؟
الجواب:
السلام عليكم ورحمة الله..
الحج رُكن من أركان الإسلام، فالذي ينادي بإلغاء الحج من أجل غزّة هذا كتِلك الفِرقة الضّالة التي تقول (لا نَحُج حتى نقدّس الحج)، لا يوجد صِلة بين فلسطين و الأقصى و غزّة و بين الابتهال و التفرّغ للطاعة و العبادة، الحج ركن من أركان الإسلام و ليس بيد أحد من الناس إلغاؤه، من كان ذا قدرة و أراد أن يجمع بين الحج و بين الأضحية و يرسل الأضحية لغزّة لا حرج في هذا، أمّا أن نُلغي أحكام الله و أن نُلغي الأضاحي و أن نُلغي الحج بحجّة ما يجري في غزة، نًحُج و نتوجّه إلى الله عزّ وجلّ و نتضرّع إليه بأن يرفع البلاء عن إخواننا في غزّة، أما ماذا سنفعل؟ إنْ ما حججنا ماذا سنفعل؟ لا نستطيع أن نذهب و الجهاد، هذا كلام للشيطان، شياطين الإنس و شياطين الجن هم الذين يردّدون هذا الكلام، هذا الكلام غير مقبول أبداً في الشرع، نحن مسلمون و مأمورون بأن ننفّذ أوامر الله عزّ وجلّ، و من أوامر الله الحج، و ليس الحج أمر، الحج ركن من أركان الإسلام فلا يجوز أن نعطّله من أجل ما يجري في غزّة، فالذي يجري في غزّة لإخواننا أسأل الله أن يفرّج عنهم، فالحجيج يَدْعون لهم، و الحجيج يَدْعون لهم، و أصحاب السَّعة يوصِلون إليهم، و المشكلة ليست في الطعام أن يُرسَل و الأضحية أن تُرسَل لكن أن يتمكّنوا من الوصول إليها، اليوم وصلت طائرة من السعودية لغزّة، لكن هل يستطيعوا أن يوزّعوا على أهل غزّة؟ يعني الآن ما المانع من أنه قِسم كبير من الهدي في الحجيج كما يُرسَل للسودان و يُرسَل للأردن و يوزَّع للفقراء يوزَّع على غزّة ما في مشكلة في هذا، فالذي يريد ايقاف الحج والاضاحي هذا في قلبه بُغض للإسلام و في قلبه بُغض للدّين، فيقول لك ما في داعي للأضاحي و ما في داعي للحج و ما في داعي لإقامة الدّين، هذه حقيقة المسألة، الذي يعظّم الله عزّ وجلّ لا يجرؤ أن يقول نعطّل الأضاحي و نعطّل الحج، هذا كلام مَن كان لا يؤمن بالله و لا باليوم الآخر و لا يعظّم أوامر الله عزّ وجلّ، و الله يقول في السورة التي فيها الأضاحي في سورة الحج { وَمَن يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى الْقُلُوبِ }(الحج:32)، الواجب تعظيم شعائر الله، هذه شَنشَنة من أخزَم كما تقول العرب، شَنشَنة معروفة من العِلمانيين و من اللّادينيين و من الذين لا يتّقون الله، قد يقع فيها أيضاً بعض المغفّلين، فيجب على المغفّل أن ينتبه لهذا الأمر.
بارك فيك و جزاك خيراً.✍️✍️