*السؤال السادس: أخٌ يسأل عن كتاب “الفوائد السنية في شرح الألفية” لشمس الدين البرماوي في أصول الفقه؛ ما رأيكم بالكتاب؟*
الجواب: الحقيقةً أبدع ما كُتِبَ في الأصول؛ ألفية نظمها إمامٌ من أئمة الفقه في القرن التاسع بل وهو عالم متفنن له شرح في الحديث وما أجمل طالب العلم أن يجمع بين تخصص علم الحديث والفقه وأن يكون على دراية بالأصول وعلى معرفة بالتفسير فهذا ولله الحمد والمنة اكتملت فيه أصول الخير؛ التفسير والحديث والفقه والأصول، *فمحمد بن عبدالدائم شمس الدين البرماوي،* المتوفى في القرن التاسع من تلاميذ *سراج الدين البلقيني* ومن الأوفياء له، درس عليه وقرأ عليه كثيراً، طُبِعَت له ألفية في مجلدة ثم طُبِعَ له شرح بالألفية بقلمه في خمس مجلدات من أحسن ما كُتب في علم أصول الفقه.
وإذا أراد رجلٌ أو طالبُ علمٍ أن يحفظ متناً وسنداً وذاكرته قوية فلو حفظ *ألفية البرماوي* فهي حسنة إن شاء الله.
*السؤال العشرون : ماهي أفضل طبعة لكتاب “المجموع” للإمام النووي؟*
الجواب :ظهرت طبعة في الشهر الماضي في سبع مجلدات من كتاب ” “المجموع ” ، و هي نسخة تقي الدين السبكي الخطية للكتاب، ظهرت عن دار النوادر في لبنان ، وقام بتصويرها الحسيب الرجل الثري الثري الشيخ نظام يعقوبي حفظه الله من البحرين، وجد نسخة بديعة من المجموع ،طبعا الامام النووي وصل للربا ،و ما أتم شرح المهذب للمجموع ،فأكمله جمع ومن بين من أكمله تقي الدين السبكي، والشيخ نظام أسأل الله أن يحفظه كثير التجوال والبذل ،وجمع النسخ الخطية ، فاستطاع بأسفاره أن يحصل نسخة بخط تقي الدين السبكي من مجموع النووي ومن تتمة، تمم شرح النووي ،لكن ما أكمله أيضا ،وجل التجليد بديع وصور تصوير قوي ،هي النسخة الأصلية التي بخط تقي الدين السبكي،الآن موجودة في معرض الجامعة الإسلامية في المدينة النبوية ، هذه النسخة موجودة،هذا أحسن شيئ ، وهذا عند المطلعين وعند الذين يتعاملوا مع المخطوطات، أما الطبعات السابقة فلا يوجد طبعة معينة ،المجموع طبع مرتين، والطبعتان لا يوجد فيهما شيئ متميزا ، و الشيخ محمد نجيب المطيعي رحمه الله أتم الشرح الثاني للمجموع والمطبوع كاملا، ولكن هذه النسخة فيها نقص.
*السؤال السابع عشر: كتابكم السلسلة الصحيحة لشيخنا الألباني، هل كل الأحاديث الموجودة فيها صحيحة؟*
الجواب: *هي صحيحة عند الشيخ رحمه الله.*
أنا رأيت *السلسلة الصحيحة* كتاب كبير والشيخ رحمه الله تعالى ذكر الطرق والشواهد والكلام في الرواة، وأحياناً يكتب عن الحديث الواحد ثلاثين وأربعين صفحة، وإخواننا المعتنين بالحديث والمختصين فيه قلة، ويصبح لما يريد أن يقرأ الحديث ويقلب أربعين صفحة للحديث الذي بعده ويرد يقلب وهكذا.
فشرح الله صدري إني أجمع كل *السلسلة الصحيحة* في كتاب واحد، الأربعة عشرة مجلداً اجعلها في مجلدة واحدة، والأحاديث أرتبها على أبوابها، يعني أجمع كتاب الوضوء مع بعض وكتاب الصلاة وهكذا.
فقرأت *السلسلة الصحيحة* وجمعت الأحاديث ورتبتها على الأبواب، فجميع ما في *السلسلة الصحيحة* صحيحٌ عند شيخنا الألباني -رحمه الله تعالى-
*وشيخنا إمام من أئمة الحديث يجتهد، يصيب ويخطئ، أنا لا أزعم أن شيخنا معصوم،* والعصمة ليست لأحد، العصمة فقط للأنبياء.
لكن شيخنا -رحمه الله تعالى- من أعلم الناس وهو إمام أهل الحديث في هذا العصر بلا منازع وبلا مدافع، وعند علماء المسلمين جميعاً، يعني لو ذهبت إلى *الهند* وسألت من أعلم الناس بالحديث؟
يقولون لك الشيخ الألباني.
لو ذهبت إلى أي مكان في العالم وسألت معتبريه، لا تسأل الجُهال، الجهال لا عبرة بهم، تسأل أهل الفن، أنت في صنعة تريد تعرف تجار الصنعة، تسأل أهل الفن، أهل الصنعة؛ فإذا أردت أن تسمع كلام الناس عن الشيخ الألباني، تسأل أهل الحديث، ما تسأل الجهال.
*بعض الناس جاهل، بعض الناس لا يعرف أن لحوم العلماء مسمومة، هو يطعن في العلماء ويحارب العلماء -نسأل الله عز وجل العفو والعافية-.*
يعني شيخنا رحمه الله من أعلم الناس، ولكن هل شيخنا لا يخطئ؟
لا، من يقول هذا؟ من يقول لا يخطئ.
لكن كل الذي في السلسلة التي قرأتها هو صحيح عند شيخنا.
بعض أهل العلم في بعض الأحاديث ينازعون والنزاع العبرة فيه بالحجة لأهل الصنعة، من كان من أهل الصنعة الحديثية ينظر للحجة، فإن شُرح صدره لكلام مخالف للشيخ، فله أن يخالف الشيخ على وفق القواعد العلمية، *فالعلوم قواعد، العلوم ما هي عصبية ولا هي جاهلية، أنا مع فلان وأنا ضد فلان، هذا خطأ.*
*لما المشايخ اختلفوا مرة في المدينة، كنا في دورة لإخواننا من فلسطين -في المدينة النبوية- فكان يأتي طلاب العلم أفواجاً، ويسألون أنت مع فلان أم أنت مع علان، قلت لهم يا جماعة هي كرة قدم؟
أنت مع فلان أو مع علان من المشايخ.*
انتم طلبة العلم، لا تشتغلوا بإختلاف العلماء، انشغلوا بالمسائل التي اختلفوا فيها، وسألونا عن المسائل واسألوا عن الجواب، واسمعوا الجواب فسيظهر لكم في بعض المسائل أني مع فلان و في بعض المسائل مع علان، *أما واحد يقول انا مع فلان في كل شيء، واخر يقول أنا مع فلان في كل شيء، هذه عصبية، هذه جاهلية، ليس هذا في دين الله من شيء، هذا جهل، ونحن أُمرنا بأن نقتدي بمن مات، اقتدوا بمن قد مات، فالحيَّ لا تؤمن عليه الفتنة، ما يجوز لطالب العلم في هذا الزمان أن يكون مع فلان في كل شيء، لكن أنا لما أخالف فلان أنا احترمه، ولا يلزم مخالفتي له أن أضلله، إلا بضوابط معروفة عند العلماء.*
*فالتعصب والتحزب ليست من سمة طالب العلم الحريص على الوقوف على الخير.*
*السؤال الخامس: نونية ابن القيم هل تنصحون بحفظها؟*
الجواب: نعم، نونية ابن القيم عذبة الألفاظ، غزيرة المعاني، جميلة الأداء، حتى لو الإنسان لم يحفظها، وسمعها، فهي من أجمل المنظومات، *ذكر فيها العقيدة الصحيحة، وفصل في أخرها ذكر الجنة، ورد على الفرق المبتدعة، وأثبت أسماء الله عز وجل.*
منظومة ابن القيم منظومة بديعة للغاية، تستحق حقيقة أن تشرح، وأن يتدارسها الإخوة فيما بينهم.
السؤال التاسع:
لقد ذكرتم فضيلتكم في درس أن الإمام البخاري قد حدّد ضعيف أحاديثه من خلال معلّقاته،
بعض أئمة الحديث يقولون أن معلقات البخاري موصولة إما في صحيحه أو موصولة عند إمام آخر، فهل تعتبر صحيحة وليست ضعيفة؟ وهذا الكلام صريح من الشيخ أبي إسحاق الحويني، مثال: حديث المعازف من المعلقة البخاري، حديث صحيح! أرجو التوضيح.
الجواب:
البخاري (المسند الصحيح) الذي أحاديثه متصلة، -بعض أخواننا ليس من أهل الحديث، -البخاري روى أحاديث ما أسندها، فما لم يسنده البخاري فليس على شرطه ولا يجب أن يكون صحيحاً. الأحاديث التي ذكرها الإمام البخاري -رحمه الله تعالى- وما أسندها وإنما يقول روي أن النبي قال، قال أبو هريرة قال النبي صلى الله عليه وسلم، وما يذكر الإسناد هذا يسمى المعلق وهذه المعلقات أقسام ، فمنها ما ذكر بصيغة التمريض؛ وهو ضعيف مثل قوله: روي أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: وجلساؤه شركاؤه فيها؛ أي الهدية، هذا تضعيف من البخاري.
و هنالك أحاديث معلقة في صحيح البخاري بصيغة الجزم، كأن يقول: قال صلى الله عليه وسلم، فما ذكره في صحيحه بصيغة الجزم هو صحيح عنده، لكن أنا لا أوافق الأخ السائل لمّا قال: كل ما علقه البخاري صحيح! لا، بل كل ما علقه البخاري بصيغة الجزم صحيح، ولا أوافقه أيضاً على قوله: أن كل ما في صحيح البخاري عرف العلماء إسناده، فهناك معلقات في صحيح البخاري بصيغة الجزم وما وجد أهل العلم للآن يعني مصدرها، ولم يقفوا على كتاب وديوان من دواوين السنة مسندة فيه، ومع هذا نقول البخاري يصححها .
وهذا كلام يفيد كثيراً، أنه هل الأحاديث انتهت؟ لا، وهل يلزمنا نبحث عن المخطوطات التي لم تطبع للآن؟ وهل يوجد فيها أحاديث؟ نعم. نجد فيها أحاديث؛ الدرس الماضي في هذا المسجد يوم الجمعة، بعض الإخوان ممن كان في تركيا كان معنا، يقول: أحد إخواننا في تركيا يعرض مخطوطة بعشرة آلاف يورو والمخطوط مسند عبد ابن حميد وهو شيخ الإمام مسلم، والمخطوط مجلدتين كبيرتين وفي هذا المخطوط قرابة مئتين حديث ثلاثي الإسناد، وهذا الكتاب للآن غير مطبوع ،وهو كتاب أصل ،وهو كتاب مسند عبد ابن حميد مسند شيخ الإمام مسلم، لكن أي عقول خصوصاً أصحاب الأموال، صاحب المال يصرف على زخرفة المسجد وتنميق الحجر وتلوين المسجد وزخرفته ويدفع مئات الألوف، لكن أن يكون له مشاركة في إحياء علم ولا سيما هذه الأصول فما أحد ينتبه لهذا، وهذا خذلان وعدم توفيق من الله عزوجل، الموَفَق من وضع شيء وأتى بثمرته، المخطوطات الموجودة في العالم الإسلامي اليوم لو وُزِّعت على عدد المسلمين لكان لكل مسلم أكثر من مخطوطة، (على عدد المسلمين في العالم)، فمتى تنتهي؟ فحركة العلم وحركة البحث العلمي حركة لا تنتهي وتحتاج إلى دعم وتحتاج إلى جهود صادقة.
السؤال السادس : أي الكتابين أفضل صحيح مسلم أم صحيح البخاري ؟
الجواب : من حيث الصحة البخاري ومن حيث البدء في التعليم مسلم ، فمسلم أسهل لأنه لا يُفرِق الأحاديث ولأنه يجمع الطرق ويجمع الأحاديث في المحل الواحد فالمبتدأ في علم الحديث ؛الأحسن في حقه أن يبدأ بقراءة صحيح مسلم وهذه مسألة نُصَّ عليها قديماً .
والله تعالى أعلم
⬅ *مجلس فتاوى الجمعة.*
7 جمادى الأخرة 1439هـجري.
2018 – 2 – 23 إفرنجي.
↩ *رابط الفتوى:*
⬅ *خدمة الدرر الحسان من مجالس الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان.*✍✍
الجواب:
أنا أنصح كلّ طالب علم أن يقرأ تفسيراً متوسطاً ثم يقرأ تفسيراً مطوّلاً يوائم العلم الذي يحبه ويريد ان يتخصص فيه .فمثلا تفسير الشيخ السعدي رحمه الله صغير تستطيع أن تقرأه مع وردك كل يوم من القرآن .
يعني لمّا تختم كل شهر ؛فتفسير الشيخ السعدي ممكن كل شهر أو شهر ونصف تختمه مع القراءة ، وهذا تفسير وجيز ،
تفسير تأخذ منه الكلمات الصعبة ثم تقرأ تفسيرا متوسطا وأحسن التفاسير وأحب منها تفسير ابن كثير أوتفسير البغوي
_كلاهما من التفاسير الجيدة _
ثم طالب العلم يقرؤ تفسيرا مطولا بتأمل ولو صحبه اختصار وتدوين في العلم الذي يريد ان يتخصص فيه.
فالمحدّث يقرأ تفسير الطبري ؛والفقيه يقرأ تفسير القرطبي ؛ والنحوي واللغوي يقرأ تفسير ابن حيّان…وهكذا.
فالانسان يقرأ تفسيرا يكون مشروع عمره .
ثم يجد بركات ويجد للعلم لذّات ويجد ان فروع العلم المتناثرات تردّ الى كتاب الله عزوجل .
الله يسّر لي ولله الحمد والمنّة أن تدبّرت وقرأت قراءة دقيقة تفسير الامام القرطبي واستفدت منه في مشواري العلمي في الفقه فائدة عظيمة .
القرطبي فقيه يقول في قول الله تعالى :((والتين والزيتون ))فيتكلم عن زكاة التين وزكاة الزيتون .
هكذا الفقيه ؛فكل شيء يخص الفقه مباشرة يأتيك به .
قوله في تفسير قول الله :((لايلاف قريش ايلافهم رحلة الشتاء والصيف )) قال :
يجوز للرجل أن يتخذ مصيفا وان يتخذ مشتىً ولا حرج في ذاك. فعلى بال من تخطر هذه.
يعني لو أن شخصا سألك هل يجوز أن أتخذ مصيفا ومشتاً؟
الامام القرطبي قال :الله امتن على قريش بأن جعل لهم مصيفاً ومشتاً .
فالامام القرطبي في الفقه امام فمن اراد ان يتخصص بالفقه فليقرأ تفسير القرطبي ولخصته ثم الله يسر لي بأن فهرسته.
فالشاهد أن طالب العلم يقرأ الوجيز ليرفع العجمة فيعرف معاني الكلمات الصعبة ثم يقرأ تفسيرا متوسطا ثم يكون عنده مشروع عمر ؛مثل ما واحد عنده مشروع يركب سيارة معينة ،وعنده عمارة بطريقة هو يحبها فيكون عنده مشروع عمر يقرأ تفسيرا مطولا .
والتفسير المطول يكون مساعدا في تخصصه العلمي .
طبعا تفسير التفاسير الذي حوى كل شيء وجمع كل شيء
((روح البيان للإمام الألوسي )).
الألوسي جمع جميع التفاسير.
ولمّا كنت صغيرا وانظر للمؤلفات والكتب فجميع المعاصرين يرجعوا الى تفسير روح المعاني للألوسي .
فاشتريته من عيدياتي وأظن أني اشتريته وانا في السادس او الخامس ، فبدأت أقرؤه بتمامه فقرأته كله، لكني لم أفهم عشر معشاره فلم أفهم شيئا ؛يعني أقرأ ولا أفهم ؛فكنت ابكي والله كنت ابكي اقول يا رب علّمني اقول يا رب اجعلني أقرأ وافهم علمني يا رب ،واذكر أني لما قرأت في تفسير الألوسي فهو نقل أشياء أي الامام الالوسي(و هذا عمره فوق الاربعين سنة الذي انا اتكلم فيه )يقول قلت :هل فهمت شيئا ؟
أمّا انا فلم أفهم شيئا .
ففرحت بهذه الغبارة فرحا شديدا
قلت هو يقول عن نفسه لم يفهم
فقلت هذا عزاء لي .
فالشاهد أن العلم لا يؤخذ مرة واحدة ؛العلم بالتدريج والعلم يحتاج أن تدخل فيه برفق وتؤدة مع رسوخ قدم مع طول مشوار مع زمن مع استضاءة بشيخ يفهمك ما لم تفهم .
احمدوا الله تعالى فوالله في أواخر السبعينيات كنت اطوف على المشايخ والعلماء حتى يفهمني أحد فلا أجد دروسا ؛دروس علم لا يوجد فاما كانت محاضرات في ثورة الاخوان المسلمين ،أو نشاط جماعة التبليغ ،وكلّها كلام لا علم فيه ؛كلام لا يغني شيئا لطالب العلم .
الآن ولله الحمد والمنّة يوجد من يدرس بعض الدروس العلمية
فأسأل الله عزوجل أن يؤيد هؤلاء وأسأله سبحانه أن يحييّهم وأن يحفظهم وأن يبقيهم وأن يعزهم والله المستعان .
والله تعالى اعلم.
⬅ مجلس فتاوى الجمعة.
16 جمادى الأولى1439هـجري.
2018 – 2 – 2 إفرنجي.
↩ رابط الفتوى:
⬅ خدمة الدرر الحسان من مجالس الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان.✍✍
في أول لقاء لي بعائض القرني حفظه الله الشيخ عائض سألته وكان يحضر دكتوراة في كتاب المفهم لأبي العباس القرطبي ( المفهم في شرح صحيح مسلم ) وأذكر أنه راسلني بشأن المفهم فسألته وقلت له
ماجستيرك في ماذا ؟
قال في رواية المبتدع
قلت -والمسألة عويصة عويصة جدا في علم الحديث- قلت بإيش خلصت ؟
قال والله ما أدري !
يعني الرسالة التي أخذتها في الماجستير في إيش؟ قال في رواية المبتدع؟
قلت طيب بإيش خلصت – المسأله شائكة – قال ما أدري ما أدري خرجت وناقشت وطلعت وأنا ما أفهم حاجة وما عندي اختيار لشيء !
فحد العدالة مشكل .
أصحاب الصحيحين وأصحاب السنن رووا عن أناس مبتدعة ،وعلماؤنا في حد العدالة يقولون المبتدع ليس عدلا.
طيب كيف نروي عن المبتدعة فالأمر مشكل،
فحل هذا الإشكال الإمام الصنعاني صاحب سبل السلام فألف كتاب سماه “ثمرات النظر في علم الأثر “و قال يعني العدالة هي غلبة الظن أن الراوي صادقا ولا يلزم ألا يكون فاسقا وألا يكون مبتدعا .
وربي يسر وتأملت المسألة طويلا فالذي استقر في بالي والذي أراه صوابا في المسألة والله تعالى أعلم ” أن حد الثقة يختلف باختلاف الزمن “.
الثقه بعد تدوين الحديث و هذا الذي فتح علي هذا الكلام الإمام الذهبي وأظنه ذكر ذلك في المجلد الرابع عشر من كتابه سير أعلام النبلاء فبعد ما دُون الحديث غلب على الثقة الديانة وليس الضبط.
في بدايات الحديث كان الغالب الضبط لا الديانة ،يعني من كان ضابطا للحديث وإن كان على بدعة وهو يعبد الله تعالى بمذهب باطل كمذهب الخوارج أو المعتزلة أو الإرجاء أو ما شابه ويضبط الحديث فالضابط في البدايات ليس كالضابط في النهايات.
نحن لسنا بحاجة إلى ضبط الصدر بعد أن ضبطت الأحاديث بالسطر أي بالتدوين.
الآن أصبحت الإجازات.
تامل معي أنا الآن أستطيع أن أقول لكم أجزتكم وهكذا يصنع المجيزون ففي مجلس مثل هذا المجلس أقول لكم أجزتكم بما يجوز لي وعني من نثر أو نظم مما أجازني مشايخي بالشروط المعتبرة عند أهل الحديث فسمعت مني هذه الأربع كلمات فتذهب وتأخذ إجازات بإسناد فأنا أعطيك دفتر بمروياتي فتصبح تروي كل أحاديثي كلها البخاري ومسلم وأبو داوود والترمذي والنسائي ومسند الامام احمد وموطأ الإمام مالك ومسند الدارمي وابن خزيمة وابن حبان ومنتقي ابن الجارود كل الاجزاء الحديثية والمعاجم الطبراني والبزار بإسناد تأخذه مني بهذه الكلمتين .
طيب هل هذا الإسناد معتبر ؟ نعم معتبر.
لأنك تريد البركة وأن تقتفي آثار من سبق وأنت لا تعرف شيخي ولا شيخ شيخي ولا أنا أعرف الإسناد للبخاري. فالأمر يختلف بإختلاف الزمان الأمر يختلف بإختلاف الزمان.
الثقة في البدايات كان قائما على الضبط كان قائم على الضبط فمن ضبط و ان كان موسوما ببدعة قبلناه لأنه بالسبر والإمتحان عُلم أن أحاديثه مضبوطة فاذا عرضت على الميزان على أحاديث الأئمة الثقات الكبار الذين لا مغمز فيهم فهو ما شذ وما أخطأ فضبط فيقبل حديثه فالأمر يختلف باختلاف الأزمنة وهذا يغفل عنه جماعة المتقدمين وجماعه المتأخرين، العلم لله عز وجل فيه سنة ويا ليت لي مؤلفا في تأريخ العلوم وتأريخ الإصطلاحات.
إتصل مرة بي أخ من الرياض و لاحقني وأتعبني حول مسألة المتقدمين والمتأخرين فقلت تتصل بي بعد العشاء وتذكرت اتصاله وكنت متعبا ،المهم اتصل وأنا حقيقة محتار إيش أقول ثم بعد رفع سماعة الهاتف الله عز وجل ألقى في قلبي شيء، قلت لا نريد علم المتأخرين فى التوحيد نريد علم المتقدمين، قال ليش ،قلت :طريقة المتقدمين أسانيد وصعبة وعسرة و الناس اليوم بحاجة أن نذلل ونعلم التوحيد قلت وكذلك الحديث فما الفرق يعني كلام السابقين صعب وعلماؤنا رحمهم الله تعالى ذللوا هذا العلم وشيخنا الألباني رحمه الله تعالى قسم سنن أبي داود وسنن النسائي وسنن الترمذي وسنن ابن ماجه إلى صحيح وضعيف ،قال هذا ما أحد قال به ولا أحد يقره، قلت كيف فالعز بن عبد السلام في كتابه قواعد الاحكام قال” وبات في هذا الزمان تقسيم السنن إلى صحيح وضعيف من الواجبات”
هذا كلام العز بن عبد السلام .
لكن قديما ما كانوا بحاجة لهذا .
فالشاهد أن العلماء الصادقون يدونون على حسب حاجة الناس وحاجة الناس لا تتعطل وقد تتغير الطريقة والأسلوب ولكن الأصل والفحوى ينبغي أن يكون مضبوطا بقواعد عامة
والله تعالى اعلم.
⬅ مجلس فتاوى الجمعة.
16 جمادى الأولى1439هـجري.
2018 – 2 – 2 إفرنجي.
↩ رابط الفتوى:
⬅ خدمة الدرر الحسان من مجالس الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان.✍✍