الجواب : مسند بقيّ بن مخلد هو أكبر مسند موجود في الدنيا وهو مسند مفقود وقد ذكر بعضهم قبل أكثر من ثلاثين سنة أنه وجد له نسخة، وذكرت هذا في كتاب معجم المصنفات لمصنفات فتح الباري نقلاً عن ابن عقيل الظاهري في كتابه الأحكام .
الكتاب مفقود في فهرس آل البيت وهو أوسع فهرس في الدنيا فيما نعلم ، منه نسخة قطعة كبيرة في أفغانستان وهذه النسخة بحث عنها غير واحد من إخواننا فما وجدوها وذكروا منها قطعة فيما ذكر المباركفوري في مقدمة تحفة الأحوذي أن منه نسخة في مكتبة لايبزغ في ألمانيا وقد زارني بعض إخوانا المدنيين وهو من تلاميذ شيخنا الشيخ محمد الأنصاري مرسلاً إلى ألمانيا قبل أكثر من خمسة وعشرين عاماً يبحث عن مسند بقيّ بن مخلد، وذهبَ وجاءَ ولم يجِد شيئاً ، أخبرتني بعض الباحثات الألمانيات أن مخطوطات لايبزغ لازالت محفوظة في صناديق ونقلت إلى برلين بعد إتحاد الألمانيتين ، فمسند بقيّ بن مخلد عليه ضباب ، من قريب أشاعوا أن نسخة منه في تركيا وبعد فحص الخبر كان الخبر وهماً وسراباً .
وأما صحيح إبن خزيمة فأنا ما اشتغلته أصلاً اشتغله الشيخ الأعظمي رحمه الله تعالى ، وله تتمّات كثيرة مذكورة في إتحاف المهرة للحافظ ابن حجر وجمعها بعض المعاصرين في طبعة حسنة لصحيح ابن خزيمة ، أسأل الله عز وجل التوفيق للجميع .
والله تعالى اعلم.
⬅ *مجلس فتاوى الجمعة.*
18 ربيع الأخر 1439هـجري
2018 – 1 – 5 افرنجي
↩ *رابط الفتوى:*
⬅ *خدمة الدرر الحسان من مجالس الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان*.
http://meshhoor.com/wp/wp-content/uploads/2016/11/AUD-20161114-WA0011.mp3الجواب:
الإمامُ مالكٌ أكثرُ الناسِ بياناً لمنهجِ ضرورةِ إتباعِ فهمِ سلفِ الأمة. فالإمامُ مالكٌ ذكرَ المرفوعَ وذكرَ الموقوفِ وذكرَ ما عليهِ أهلُ المدينة.
شيخُ الإسلامِ في الكتابِ الذي طبعَ بعنوانِ: – نظريةِ العقدِ – يقول: أصوبَ وأرجحَ الأقوالِ في فقهِ المعاملاتِ غالباً مذهبُ الإمام مالك، لأن الإمامَ مالكٌ وجدَ البيعَ والشراءَ والمعاملاتِ في المدينةِ وأخذها جيلاً عن جيل، الإمام مالك أدرك التابعين. والتابعون أخذوها من الصحابة، فالمعاملات التي فيها مخالفات في المدينة ما كانت موجودة. وهل كل ما في الموطأ صحيح؟
الجواب: جل ما في الموطأ صحيح.
الموطأ فيه بلاغات؛ يعني مالك يقول: بلغني أن النبي صلى الله عليه وسلم قال؛ ولم يذكر إسناده للنبي صلى الله عليه وسلم، فالبلاغ ضعيف. لكن العلماء رحمهم الله تعالى وصلوا هذه البلاغات وذكروا أسانيدها، وابن عبد البر تتبع ذلك شديداً في كتابه التمهيد وهو من أحسن شروح الموطأ، والإمام الذهبي يقول من قرأ أربعة كتب ( المغني والمحلى والتمهيد والسنن الكبرى للبيهقي ) وأدمن النظر في هذه الكتب الأربعة واستحضر ما فيها يقول الإمام الذهبي فهذا هو العالم حقاً. يعني إذا أردت أن تكون عالماً – بشهادة أعلم الخلق بالرجال فيما نعلم هو الذهبي. الإمام الحافظ ابن حجر شرب زمزم ليكون مثل الذهبي في الرجال، البلقيني في الفقه، شيخ الإسلام ابن تيمية في معرفة الأديان والفرق ،لا يوجد أحد مثل شيخ الإسلام ابن تيمية في معرفة الأديان والفرق، ولا يوجد أحد في معرفة الخلاف كالبلقيني، ولا يوجد أحد في معرفة الرجال كالإمام الذهبي. الإمام الذهبي الذي يعرف بالرجال يقول: إذا هذه الكتب الأربعة قرأتها واستظهرت ما فيها وأدمنت النظر فيها فأنت العالم حقاً.
فالإمام ابن عبد البر في التمهيد وصل هذه البلاغات إلا أربع بلاغات، أربعة ما استطاع أن يقف عليها، فجاء ابن الصلاح فوصل الأربعة لكن الوصل في بعض البلاغات بأسانيد موجودة لكنها ضعيفة، فلما قال الإمام الشافعي لا أعلم كتاباً تحت أديم السماء أصح من موطأ مالك قال ذلك لأن أئمة السنة لم يدونوها، فالبخاري ومسلم جاؤوا بعد الإمام مالك ، فالأئمة الستة بخاري ومسلم وأصحاب السنن جاؤوا بعد الأئمة الأربعة، أئمة الفقه المتبوعين. فلا يجوز لأحد أن يقول أنا آخذ من فلان دون فلان، أنت تقول أنا آخذ من النبي صلى الله عليه وسلم وكل علمائنا وساداتنا على العين والرأس نأخذ من قولهم ونترك، لأنه ما أحد أحاط بالسنة. يوجد كلام للإمام الشافعي تأصيلي بديع في كتابه جُمّاع العلم يقرر فيه أنه لا يمكن لأحد من أمة محمد صلى الله عليه وسلم أن يحيط بجميع سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فالصحابة تعلموا وتوزعوا في الأمصار، فكانت بعض السنن عند بعضهم وغابت عن بعضهم بعض السنن، فبدأ الخلاف من هاهنا. ولذا الواجب علينا أن نتلمس وأن نتتبع الثابت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وأن نحب الصحابة جميعاً وأن نحب العلماء جميعاً اسأل الله في علاه التوفيق للجميع.
⬅ مجلس فتاوى الجمعة
١١ – صفر – ١٤٣٨ هجري
١١ -١١ – ٢٠١٦ إفرنجي
أحسن كتاب عن حياة الحافظ ابن حجر العسقلاني، أمير المؤمنين في الحديث هو “الجواهر والدرر في ترجمة شيخ الإسلام ابن حجر” لتلميذه المختص به السخاوي رحمه الله، وطبع حديثاً في ثلاث مجلدات وذكر السخاوي هذا الكتاب في الجواهر والدرر، في الجزء الثاني منه ص 664، وذكره السيوطي أيضاً في ” نظم” ص 47، والكتاتي في فهرس الفهارس في الأول منه ص 247، وهذا الكتاب مفقود ، لا نعرف عنه وجوداً .
كتاب “أفعال الرسول” للأستاذ محمد الأشقر كتاب جيد، وهو أطروحة دكتوراة له في الأزهر، وهو كتاب جمع فأوعى كل ما يخص أفعال النبي صلى الله عليه وسلم، وقرر فيه جواب السؤال السابق.
فقد قرر أن الأصل في أفعاله صلى الله عليه وسلم أنها تشريع عام للأمة ما لم تقم قرينة أو يأت دليل على أن هذا الفعل خاص به، فمثلاً عدد أزواجه صلى الله عليه وسلم فهو خاص به، لأن الله قال: {فانكحوا ما طاب لكم من النساء مثنى وثلاث ورباع} وصح في مسند أحمد وغيره عن غيلان بن أسلم الثقفي أنه لما أسلم كان تحته عشرة نساء، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم آمراً: {اختر أربع وفارق سائرهن}، فلو كان أكثر من أربع جائزاً لما أمره أن يفارق سائر النساء عدا الأربع، فالقاعدة : أن فعل النبي صلى الله عليه وسلم تشريع للأمة حتى تأتينا أدلة بأن هذا العمل خاص به.
وقد ألف جمع من العلماء في خصائص رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن بينهم : العز بن عبدالسلام في كتابه “بداية السول في خصائص الرسول” واليسوطي في كتابه “الخصائص الكبرى” وهو مطبوع في مجلدين كبيرين، وهو من أوعبهم فاستوعب فيه كل ما كان خاصاً بالنبي صلى الله عليه وسلم، والله أعلم..
الجواب : نعم ، ومطبوع في لندن ، والنسخ الخطية محفوظة .
◀ محاضرة بعنوان فقه السلف في الجمع بين الصلاتين .
⏰ الثلاثاء 2016 – 11 – 29
↩ رابط السؤال :
◀ خدمة الدرر الحسان من مجالس الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان ✍.✍?
كتب الفقه وأصول الفقه كثيرة، وأنا أحب من كتب الفقه الكتب المدللة، التي فيها الدليل وأنصح بكتب مجموعة من الأئمة من الأقدمين، منهم البيهقي وأرى أنه عرض الفقه في كتابه “السنن الصغير” عرضاً يوافق الدليل وعرضاً قوياً جداً والبيهقي مؤلفاته متكاملة، واقتصر في كتابه “السنن الصغير” على الراجح مع الدليل، وأسلوبه ناعم، بعيد عن المشاكسات والكلمات التي فيها ردود قوية.
وأنصح بقراءة كتب ابن المنذر وأرى أن ابن المنذر جميع الأمة عالة عليه ممن جاء بعده على كتابه الأوسط، فالخلاف الطويل الذي يذكر في كتاب الفقه المقارن مثل “المجموع” للنووي و”المغني” لابن قدامة، و”المحلى” لابن حزم، وماشابه فهذا كله أصله من ابن المنذر وابن عبدالبر، ولو أن كتاب”الأوسط” لابن المنذر نجا وسلم لنا لكان عندي هو كتاب الإسلام بعد الكتاب والسنة، قال الإمام العز بن عبدالسلام: (لم تطب نفسي بالفتوى حتى اقتنيت “المغني” و”المحلى”) وقال الذهبي في ترجمة ابن عبدالبر في “السير” بعد أن ذكر قول العز بن عبدالسلام، قال: (قلت: من اقتنى “المغني” و”المحلى” و”السنن الكبير” للبيهقي، و”التمهيد” لابن عبدالبر، وأدمن النظر فيها فهو العالم حقاً) وهذه شهادة الذهبي وهو أعلم الناس بالرجال، فأنا أرى قراءة كتب البيهقي، وابن المنذر وابن عبد البر، لا سيما “التمهيد”، فهو من الكتب العالية والغالية، وهو من الكتب الرائعة، وأنصح بقراءة كتب ابن تيمية، وابن القيم، فهؤلاء الخمسة أنصح بقراءة كتبهم قراءة جيدة، وكتب الإمام النووي أيضاً جيدة لا سيما الشروح الحديثية، فشرح صحيح مسلم فيه فوائد فقهية جيدة، قريبة من الدليل، وهذه الكتب تنفع المتقدمين من الطلبة.
أما المبتدئ فيبدأ بقراءة فقه السنة مع تمام المنة فهذا جيد، فإن حصل في غير الفقه شيئاً وأراد أن يحصل شيئاً في الفقه، فليقرأ “سبل السلام” أو “نيل الأوطار” أو “شرح عمدة الأحكام” وما شابه، ويبقى مع فقه الدليل، فإن أراد أن يتوسع فلا بد من أن يقرأ “المغني” و”المحلى” و”المجموع”.
أما كتب الأصول فهي مليئة بعلم الكلام والفلسفة، وفيها شيء كثير من غير الأصول؛ فقد ألف بعض أصحابنا المكيين رسالة نال بها العالمية [الدكتوراة] سماها: “ما ليس من الأصول في كتب الأصول” وكتب الأصول القديمة صعبة، كـ”المحصول” و”المستصفى”، وكتب الأصول المهمة التي ينبغي لطالب العلم أن ينظر فيها “إعلام الموقعين” لابن القيم، وهو كتاب عجيب غريب وحدثني الشيخ بكر أبو زيد قال: سمعت الشيخ عبدالعزيز بن باز يقول: (كتاب الإسلام “إعلام الموقعين” ومن قرأه يعجب من ذهن وعقلية صاحبه، وكتاب “الإحكام” من الكتب المهمة، ومن الكتب المهمة “الاعتصام” فيه ذكر لما يخص السنة والبدعة، وكتاب “الموافقات” الذي فيه ما يغطي مسألة المقاصد وهذه ينبغي أن ينظر فيها الطالب في الختام لذا قال الشافعي في مقدمة كتابه “الموافقات”: (لا آذن لأحد أن ينظر في كتابي هذا إلا أن يكون شبعان ريان من علم الشريعة).
ومن المعاصرين أرى كتاب “المذكرة” له وجهان: وجه يطل على الأقدمين، والآخر يطل على المحدثين، وقد أبدع وأحسن وحرر ويسر صاحبه مباحث أصول الفقه، والله الموفق للصواب.
http://meshhoor.com/wp/wp-content/uploads/2017/10/AUD-20171011-WA0035.mp3الجواب : ينقصنا أشياء كثيرة، وبودي لو تفرع عن هذا الدرس درس خاص ويكون مقدمة وتمهيداً لشرح مكتوب .
بعض إخواننا ممن لا يحضر معنا جزاه الله خيراً زودني قبل أشهر قليلة بنحو ستة أشهر بجميع ما قلته في شرحي على مسلم مكتوباً فزودني بما يزيد عن خمسة آلاف صفحة مصفوفة تمهيداً للمراجعة وليكون مطبوعاً لكن هنالك أيضاً أشياء تحتاج إلى مراجعة أسأل الله عز وجل أن يوفقنا لما يحب ويرضى.
⬅ مجلس شرح صحيح مسلم.
8 محرم 1439 هجري 2017 – 9 – 28 إفرنجي
↩ رابط الفتوى:
⬅ خدمة الدرر الحسان من مجالس الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان.✍✍
⬅ للاشتراك في قناة التلغرام:
http://t.me/meshhoor
http://meshhoor.com/wp/wp-content/uploads/2017/05/AUD-20170507-WA0033.mp3
*الجواب:* أنصح بقراءة ( *عٙونُ الباري شرح صحيح البخاري*) لـ”صِدِّيق حسن خان” ، ذٙكٙر فيه عُصارات وخُلاصات وتقريرات الحافظ ابن حجر في “فتح الباري”، الذي قال عنه *الإمام السخاوي* في ” *إرشاد الغاوي*”: هو *كتاب الإسلام*.
أعني ” *فتح الباري*”.
وقالوا *للشوكاني*: لماذا لا تُؤلِّف شرحاً لصحيح البخاري؟
فقال – رحمه الله – : لا هجرة بعد الفتح.
ومن أراد أن يهاجر ؛ فليُهاجر إلى “فتح الباري”.
*”عٙونُ الباري”* كتاب مطبوع أنصح الإخوة بِمُذاكرته فيما بينهم ، يقرؤوه في مجالسهم.
⬅ مجلس فتاوى الجمعة .
9 شعبان 1438 هجري
2017 – 5 – 5 إفرنجي
↩ رابط الفتوى :
◀ خدمة الدرر الحسان من مجالس الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان.
الجواب :
منتقى الأخبار من الكتب النافعة الواسعة التي أضاف إليها أحاديث مسند الإمام أحمد والكتاب يحتاج إلى شروح.
ونيل الأوطار فقط فيما نعلم من شروحه غير شروح بعض المعاصرين وقد ألف العلماء قديما في شرحه كتبا أنصح بحفظه لمن عنده نهمة وهمة في ذلك.
أما الجمع في المطر فالراجح أنه لا يشرع في البيت ولو وقع جماعة
فالجمع في المطر هو عذر نوعي
والذي يجوزه بعض متأخري الحنابلة وهو قول مرجوح وليس براجح
هو قول مرجوح وليس براجح والله تعالى أعلم
.
⬅ مجلس فتاوى الجمعة.
⏰6جمادى الأولى1438 هجري .
2017 – 2 – 3 إفرنجي .
↩ رابط الفتوى :
◀ خدمة الدرر الحسان من مجالس الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان.✍✍
السيرة النبوية مهمة وللآن الكتابة فيها ضعيفة، ولا سيما الدراسة التحليلية، فضلاً عن الدراسة النصية، التي تبين الصحيح من غيره.
ومن أجود الكتب التي أنصح بقرائتها في السيرة النبوية كتاب “السيرة النبوية” للإمام الذهبي، وهو عبارة عن مقدمة لتاريخ الإسلام، وقد طبع في الستينات من هذا القرن، والذهبي إمام حاذق محدث يعتني بالصحيح، كيف لا وهو القائل: (وأي خير في حديث اختلط صحيحه بواهيه وأنت لا تفليه ولا تبحث عن ناقليه).
ومن كتب السيرة النبوية الجيدة كتاب “السيرة النبوية” لابن كثير، فهو محرر وهو بالجملة جيد، ويغلب عليه الصحة، ولقد اشتغل به شيخنا قبل وفاته ويا ليته أتمه، فقد مات قبل أن يتمه.
أما المعاصرون فأنصح بكتابين أيضاً؛ كتاب “صحيح السيرة النبوية” لمحمد بن رزق الطرهوني المقيم في المدينة النبوية، وقد طبع منه للآن مجلدين، ووصل فيه إلى الهجرة، ولم يتمه بعد، والكتاب الثاني “السيرة النبوية الصحيحة” للشيخ الدكتور أكرم ضياء العمري، وهو كتاب جيد اعتنى عناية جيدة بالآيات فأخذ من القرآن ما يخص السيرة، وذكر أشياء من السنة والكتاب عليه بعض الملحوظات لكنه بالجملة من أجود ما كتب في الباب، والله الموفق.