http://meshhoor.com/wp/wp-content/uploads/2016/08/س-2-2.mp3الجواب : يعني مُجرَّد أنْ تخرجَ من بيتِكَ، وتنوِي صلاةَ الفجرِ، ودخلتَ على المسجدِ ، وسمِعتَ الإمامَ يقول : “الله أكبر ” ، فقلتَ “الله أكبر” ، وأنتَ لمْ ترفُضْ النِّية في الطريقِ (يعني ما رفضتها وبقِيتَ ناويًا )، كالصِّيام ! مُجرَّد ما تتَسحَّر وقلبُكَ يتجه -سبب هذا السَّحور- أنِّي سأصومُ غدًا حصلَ استحضارُ النِّية ، وهذا مذهبُ جماهيرُ أهلُ العلمِ إلَّا الإمامُ الشافعيُّ -رحمه الله- الشافِعيَّة يوجبونَ استحضارَ النيَّة قبلَ تكبيرةَ الإحرام ؛ يعني لا بُدَّ قبلَ أن تقُولَ “اللهُ أكبر” أنْ تستحْضِرَ أنَك تُصلِّي ركعتي الفجر، فالنِّيَّة عملٌ قلبيٌّ خالصٌ ، وليسَ هُنالِكَ صِلة بينَ اللِّسان والنِيَّة، حتّى أنَّ الفُقهاءَ قالوا لو أنَّ رجُلاً كانَ نائِمًا فاستيقظَ فلمْ يُصلِّ الظُهرَ فجاءَ فصلَّى خلفَ الإمامَ العصرَ وهو يَظنُّها الظُّهرَ ! فالصَّلاةُ صلاةَ عصرٍ هو يَظنُّها الظُّهرَ ! فنطقَ بِلسانهِ فقالِ :”نَوَيْتُ أنْ أُصلِّيَ صلاةَ العصرِ” نُطقًا والصَّلاة صلاة عصر وفي قلبه [لو أنَّه أخطأَ في النُطقِ ورأى النَّاسَ يُصلُّون العصرَ فقال العصر] فتذكَّر أنَه ما صلَّى الظُّهر ! وفي قلبه الظُّهر ، نطقَ العصر والصلاة صلاة عصر ! فالعِبرة بما في قلبِه وليست العِبرة فيما جرى على لسانِه .
كثيرٌ من الأخوة ِيستشكلونَ على عدمُ مشروعيّةِ النُطقُ بالنِّية فيقولون:” الإحرام بالحج ” ، هذا دليلٌ على أنَّ الإنسانَ يَنطقُ بالنِيّة لأنّ ” لبيك اللّهم لبيك ” ، “لبيك اللهم بعُمرة أو ما شابه..” ، هذا تصريح ، ويقولون هذا نُطق باللِّسان ! فنقزل لهم لا قولكم هذا خطأ !! فلَبيْك اللّهم لَبيْك في الحج أو في العُمرة ، مثلُ تكبيرةُ الإحرامِ ، مثلُ” الله أكبر ” ، ليست النِّية هي الإِهلال والتَلْبِية ! النِّية هي ما في قلبِك ، لو أنَّك أردتَ أنْ تَحُجَّ عن أبيكَ مثلًا ولم تنطقْ بلِسانكَ أنَّ هذا الحج عن أبيكَ ، فقلتَ: ” لبيك اللّهم بحَج ” ؛ فالعِبرةُ بما في قلبِكَ والحجُّ انعقدَ لأبيكَ ؛ لأنَّ العِبرةَ في النيَّة ما في القلبِ لا بِما يجري على اللِّسان ، والله تعالى أعلم .
◀ مجلس فتاوى الجمعة
9 ذو القعدة 1437 هجري
2016/8/12. ميلادي
↩ رابط الفتوى :
◀ خدمة الدُّرَر الحِسان من مجالس الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان. ✍✍?