السؤال الثاني حصل بيني وبين اخي خصومة على أرض وتخاصمنا وقد ظهر أن الحق…

http://meshhoor.com/wp/wp-content/uploads/2017/05/س-2.mp3السؤال الثاني : حصل بيني وبين اخي خصومة على أرض وتخاصمنا وقد ظهر أن الحق لي ،فذهبت إليه مرة أخرى لأصالحه فأبى، وأنا اخاف ان لا يرفع عملي فماذا اصنع؟
الجواب : النبي صلى الله عليه وسلم يقول “وخيرهما الذي يبدأ بالسلام”
، فظاهر هذا الحديث أن البدء بالسلام يقطع الهجران، وقد اختلف أهل العلم في قطع الهجران على قولين :
القول الأول : أن تعود الأمور كما كانت.
القول الثاني: ان يكون بينهما سلام، وقد تقع مخالفات، ووقعت بين افاضل الناس وأخايرهم وعلى رأسهم أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقد وقع بينهم ما وقع وانتهت الأمور على ما في بينهم على دخن، وكل يحفظ لسانه وكل لا يتكلم في غيره ، فإذا وقعت بينك وبين أخيك ما وقع من الخلاف الذي هو على الأرض كما تقول فالشرع لا يمنعك أن تطالب بحقك، وان تأخذ حقك منه، ولكن يمنعك أن تقطعه، ويمنعك أن يدخل في قلبك حقد عليه، ويمنعه هو كذلك .
فأنت إن أظهرت المودة والمحبة والأمن والطمأنينة والسلام له، وحد الصلة في العرف- فالشرع في الصلة لم يجعل لها حدا، يعني لو قلنا من هو البار ومن غير البار ومن الواصل، ومن هو غير الواصل، يقول الامام الشاطبي رحمه الله، الإحسان والصلة ميدان فسيح، يتسابق فيه المشمرون للآخرة فليس له حد، ولكن الأمر عرفي،يعني الناس اليوم بعتبرون الانسان الذي زوج ولده، أو مرض أو إن جرت معه شيء في العادة الجارية بين الناس انهم يتزاورون بسببها، كالقدوم من السفر والنجاح في الجامعات أو التوجيهي أو ما شابه، فهذا هو حد صلة بين الناس ، الحد حد عرفي وليس الحد حد شرعي، فالعلماء يقولون كل شيء مأمور به في الشرع و لم يضع له الشرع حدا وليس له حد مضبوط في اللغة فأمره إلى العرف .
“خذ العفو وأمر بالعرف وأعرض عن الجاهلين” .
فالاخذ بالعرف في هذه الأمور أمر حسن، فأنت الآن إذا ابديت الصلة ، انك واصل لرحمك لأخيك وما قطعته على العادة المعروفة في أعراف الناس، يعني تبدأه بالسلام على عادة الأشقاء فيما بينهم ولو بالهاتف احيانا .
فعند البخاري في التاريخ الكبير يقول النبي صلى الله عليه وسلم (بلوا أرحامكم ولو بالسلام) يعني هذه طاعة أن تتصل باخيك أو باختك أو بعمك أو بخالتك لا لشيء إلا لصلة الرحم فهذه طاعة من الطاعات، وهذا لون من أضعف ألوان الصلة، البدء بالسلام ،هذا بلوا أرحامكم ولو بالسلام إشارة إلى أن أقل عدم القطيعة السلام ، والسلام الحقيقي ليس السلام سلاما باللسان، السلام فحوا ومعنا ليس السلام باللفظ ولكن السلام بأن تحقق معناه
⬅ مجلس فتاوى الجمعة .
16 شعبان 1438 هجري
12 – 5 – 2017 إفرنجي
↩ رابط الفتوى :
◀ خدمة الدرر الحسان من مجالس الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان. ✍✍
⬅ للإشتراك في قناة التلغرام :
http://t.me/meshhoor