السؤال الخامس عشر أخ في الأمارت يسأل عن كيفية صلاة من تلبس حفاظة بسبب…

http://meshhoor.com/wp/wp-content/uploads/2017/02/WhatsApp-Audio-2017-02-26-at-9.50.51-PM.mp3الجواب : والله يا أخوة لو لم يكن للعلم بركة وثمرة إلا عدم الانقطاع عن الصلاة عند الكبر ، ولما يكون الإنسان أحوج ما يكون لربه عز وجل قبل لقائه ، لو لم يكن للعلم بركة إلا هذه لكفت .
أمس أحد أخوانا الأفاضل ممن يصلون معنا يقول : والدتي عمرها الآن فوق الثمانين و لا تصلي ، طبعاً هي ما تصلي عبادة ، وهذا من أعجب ما يكون ، لكن هكذا الجهل ، ما تصلي عبادة ، كيف أنا الآن اسرب بول بسبب الضعف عند الإنسان لما يكبر ، كيف أصلي وأنا اسرب بول ؟ مستحيل تقتنع ، هذا جهل .
في احدى المرات ونحن خارجين من المسجد شكوا لي رجل لا يصلي ، فقلت لهم اذهب إليه ، فذهبت وزرته ، وكان معنا ولده ، قلت له : لماذا لا تصلي يا أبو فلان ؟ مسكين ، جاهل ، قال : أنا حالف بالله ما أصلي ، متعذب بسبب جهله ، وحسم الأمر أخيرا بأن أقسم لله أن لا يصلي أبداً ، السبب مفهوم السبب ، شخص عمره ثمانين سنة وما يصلي ، لماذا ؟ في نجاسة على ملابسه ، وهذا ليس بأرادته .
لا يوجد عذر للمسلم أن يترك الصلاة أبداً ، النبي عليه السلام لما رأى امرأة مستحاضة قال لها : صلِ ، توضئي لكل صلاة ، ولو قطر الدم على الحصير قطرا وأنت تصلين ، لو كان البول سيال وأنت واقف صلِ ، ما في مجال لترك الصلاة أبداً .
ماذا يعمل الإنسان ؟
يتقي الله ما استطاع ، فرق بين إنسان عنده سلس وهو ببيته ، وبين إنسان عنده سلس وهو خارج بيته ، فرق في بيته وهو ضعيف وهو في بيته قوي ، فهو في بيته يستطيع أن يتخلص من أثاره على الملابس ، أو يتخلص من الحفاظة إذا كان قوي ، أو ما يتخلص منها ، فالله عز وجل لا يكلف نفساً إلا وسعها ، وإذا أمرتكم بأمر ، فأتوا منه ما استطعتم ، فإذا استطاعت أن تتنظف وتتوضأ تفعل ، ما استطاعت تصلي على حالها ,
الصلاة واجبة على الإنسان ، و لا يشرع له أن يتركها أبداً ، والواجب على الإنسان أن يتقي الله عزوجل قدر استطاعته .
فيا أخي يا من تسأل عن والدتك ، والدتك تلبس حفاظة ، ارعوها ، وتصلي على أحسن حال لها ، فهموها ، لكن الكبير صعب يدرك ، إذا ما فهم وهو صغير ، وتفقه وهو صغير فيعرض نفسه لبلاء عظيم ، يصبح الأمر فوق عقله ، كيف أنا أصلي وأقابل الله وأنا نجس ، المسلم لا ينجس ، الإنسان يكون عليه نجاسة ، ولكنه ليس بنجس ، النبي عليه السلام وهو في معتكفه يقول لعائشة ناوليني الخمرة ( الوسادة ) ، فقالت : أني حائض ، فقال لها النبي عليه السلام : حيضتك ليس في يدك ، ما المشكلة أن تناوليني الوسادة وأنت حائض ؟ فالإنسان يتقي الله ما استطاع في اداء الصلاة .
⬅ مجلس فتاوى الجمعة
27 جمادى الأولى 1438 هجري .
2017 – 2 – 24 إفرنجي .
◀ خدمة الدرر الحسان من مجالس الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان.✍✍