http://meshhoor.com/wp/wp-content/uploads/2016/10/AUD-20161011-WA0016.mp3الجواب : قول فيه حق وفيه باطل ، الحق الذي فيه أن مراد النبي صلى الله عليه وسلم في قوله صلى الله عليه وسلم “من رآني في المنام فقد رآني حقاً” أي سيراني حقاً ، من رأى النبي صلى الله عليه وسلم من المنام فلا بد أن يرى النبي صلى الله عليه وسلم حقيقة ولا يمكن أن يراه إلا في الجنّة وهذه من علامات حسن الختام ، ومن علامات الخير وهذه نعمة من الله جلّ في علاه ، الرؤية لابد فيها أن يطابق الخَبَرَ الخُبْرَة ، ولابد من الفحص، هذا الفحص محصور بأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، الجواب : لا ، فالنبي صلى الله عليه وسلم وصفه علماؤنا صفة تفصيلية ، وقد كتب أحد علماؤنا المعاصرين رسالة صغيرة ماتعة نافعة سمّاها النبي صلى الله عليه وسلم كما تراه ، فصّل تفصيلا شديداً بالأحاديث والأخبار في صفة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فمن رأى النبي صلى الله عليه وسلم فالواجب عليه أن يعرض ما رأى على الصفات التي بقيت لنا والتي حفظت في كتاب السنة في كتب الشمائل ، الكتب التي تعتني في صفة رسول الله صلى الله عليه وسلم الخَلْقِيّة والخُلُقِيَّة هي كتب الشمائل تسمى عند أهل العلم كتب الشمائل ومن أحسن هذه الكتب الشمائل للامام الترمذي شمائل النبي صلى الله عليه وسلم الذي اختصره شيخنا الألباني رحمه الله في مختصر الشمائل الترمذي الشّمائل النبوية ، فتعرض الصورة فإذا وجدناه مطابقة قلنا هذا رسول الله صلى الله عليه وسلم .
واحد يقول رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم حليقاً، ورأيته لابس بدلة وكرفتة، قل له هذا ليس رسول الله صلى الله عليه وسلم ، هذه ليست صفاته أبداً ، صفة رؤيا النبي صلى الله عليه وسلم نعرضها فإن طابق الخُبْرُ الخَبَر فالحمد لله ، هذا رسول الله صلى الله عليه وسلم.
فنريد أن نكون وسطاً لا نحصر الرؤية في الصحابة ولا نتوسْع فنقول كما يقول الصوفية من رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم فهو صحابي حتى ولو في المنام ، العلماء منهم ذكر هذا مفصّلاً كالإمام السخاوي في كتابه الأجوبة المرضية عن الأسئلة الحديثية ذكر لو أنّه كشف عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو في قبره حي ، كشف عنه ، وله حياة خاصة عند الله ، فرآه واحد من المتأخرين هل يقال عنه صحابي؟ لا يقال ، لأن الصومالي. لمّا وصل إلى المدينة يبغي لقاء رسول الله صلى الله عليه وسلم مات في اليوم الذي وصل فيه فرآه وهو يغسّل ولا يعدّه العلماء من الصحابة.
الأمر إذن ، لا نريد أن نجفو ولا أن نغلو ، فلا نشدو ونقول أن الرؤية فقط بحق أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ، ولا نغلو فنقول كل من رآى رسول الله صلى الله عليه وسلم حتّى لو كان بعد وفاته فهو صحابي ، ليس بصحيح.
شيخنا الألباني رحمه الله كان يستفيد من هذا الحديث ولا أظنه سبق بها وقد حضر جزءاً من المجلس العلامة الشيخ صالح آل الشيخ ورأيته في شرحه في كتابه شرح الرسالة الجاهلية يذكر هذا المجلس ويوافق الشيخ رحمه الله في اختياره .
كان يقول في شرح قول النبي صلى الله عليه وسلم : “والذي نفسي بيده ما سمع بي يهودي ولا نصراني ولم يؤمن بي إلا كانت الجنة عليه حراما”، كان يقول لو أن رجلاً يهودياً أو نصرانياً أو كافراً سمع بدعوة رسول الله صلى الله عليه وسلم على غير حقيقتها ، بتشويه الإعلام الغربي ، فسمع دعوة الإسلام على أنها دعوة فيها أضرار وفيها وفيها، والكفار ما أنشأوا هؤلاء الذين يقطّعون الرؤوس إلا من أجل صدّ أقوامهم عن الدّخول في دين الله حتى يجدون هنالك حواجز دون دخول الناس في دين الله، وهذا حاصل بفعل بعض الحمقى ولا قوّة إلا بالله .
فلو إنسان علِمَ الدين وبلغه الإسلام بلوغاً مشوّها ً، كان الشيخ يقول في حديث “من رآني في المنام فقد رآني حقاً” فكم أننا نقول : أن من رآى النبي على غير هيئته فهو لم يراه ، فإننا نقول : من سمع بالنبي صلى الله عليه وسلم ودعوته على غير حقيقتها فإنه لم يسمع ، وهذا يعامل معاملة أهل الفترة ولم تقم عليه الحجّة لأن قيام الحجّة تكون من خلال السماع الصحيح الذي يوافق الخبر الخبر الذي يوافق السمع فيه يوافق الحقيقة وهذا من الاستدلال الدقيق البديع.
والله تعالى أعلم
⬅ مجلس فتاوى الجمعة
6 محرم 1437 هجري
2016 – 10 – 7 افرنجي