السؤال العاشر أريد أن أسأل يا شيخي مسألة أمي توفيت وأنجبت ابنتين وأربع أولاد …


الجواب : الحَلْ أوْلاً أن تَعْلَمُوا أنَّ بِرَّ الأب طاعة ، فَصِلَة الرَّحِم وبِرَّ الآباء طاعة ، فإذا هُم عَصَوا الله فأنْتَ لا تَعْصِي الله ، إذا أبوك عَصَى الله أنت لا تَعْصِي الله ، أنتم الأخَوات إذا الوالِد عَصَى الله فَيَكُن ، فإن أباكُم كبير يعني مُودِّع لهذه الحياة وقريب من الوفاة في عالَم الأسباب التي تَظْهَر لنا ، فالواجِب طاعته ، الإنسان لمَّا يَكْبُر يَسُوء مزاجه فيحتاج الإبن أن يَصْبِرَ عليه ، ولذا جاء قَوْلُ الله تعالى :” وَقَضَىٰ رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا ۚ إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُل لَّهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا” ، الاسراء (23 ( ، الكبير يَرجِع ضعيف ، يَرجِع كأنَّه صَغير، فأوْصَى الله تعالى به وقال ” وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ ” عامِلوا آباكُم بِذُل ورَحْمَة وارْعُوا ضَعْف أبِيكم وادعُوا له وتذَلَّلُوا له، مُحْتَسِبِين الأجْر والثَّواب عند الله عزَّ وجل، احتسبوا الأجر والثَّواب عند الله عزَّ وجل،هُنا فرق كبير بَيْنَ حياة المُقْبِل على الدُّنيا وبَيْنَ المُوَدِّع ،تُصبِح فُروق كبيرة بَيْنَ الصَّغير بَيْنَ الكبير في الأوْلَوِيَات والنَّفْسِيَات والمزاج فيحتاج الصَّغير أن يرعى الكبير كما أنَّ الكبير رعاكَ وأنتَ صَغِير كما أنَّ أبَوَيْك عمَِلوا على تْربِيَتِك ورَعَوْك وأنتَ صغير فالواجب عليْك أن تَرعاهُم وهُم كِبار والنَّبي صلى الله عليه وسلم عَلَّمَنا فقال : لنا مَقُولة عجيبة غريبه لا يَلْمِسُها ولا يَعْرفُها إلا مَنْ كانَ حريصاً على بِرِّ والدَيْه فلمَّا جاء شاب يُجاهد في سبيل الله، “فقال له النَّبي صلى الله عليه وسلم: أحيٌّ أبَواك؟ قال: نعم، فقال له النَّبي صلى الله عليه وسلم: ففِيهما فجاهِد”، فأنتُن يا أيَّتُها الأخوات مطلوب منكُم أن تُجاهدوا في أبيكم.
من الذي يعرف جهاد الأب؟!، أولاً من كان أبواه عنده، أمَّا الذي أبوه غير موجود عنده، بعيد عنه فلا يعرف جهاد الأب، يزُوره كل شهر عشر دقائق ويُغادر، كيف هذا؟! كيف يُريد أن يُجاهد بأبيه؟
الذي أبوه عنده هو الذي يُجاهد، الذي يرعى أباه كُل لحظة يجد أهمية “ففيِهما فجاهد”.
فأنا أُوِصيكُم بما قالهُ النَّبي صلى الله عليه وسلم: جاهدوا في أبيكم، بأن تحسنوا إليه، ما بناه الأولاد من تعبهم هو لهم.
أما أن يَخُصَّ الزَّوْج زَوْجتِه بشيء إكراما لها لا حرَج فيه إن شاء الله، أمَّا أن يعتدي على غيره ويعطيها من أملاك غيره، فإذا كان البَيْت قد سَجَّل بطابقَيْن الطابق الذي هو مُلكه والطابق الذي هو ليس مُلكه جعله لزوْجَته هذا إعتداء على حَق الأبناء وهذا خطأ، فالإكرام شيء والإعتداء شيء والوُضوح والبَيان يَطرُد الشَّيْطان، فدائماً هذا الخَلْط بين الأشياء وعدم وضع الأشياء في نصابها وفي أماكنها هو المُسَبِب للمشاكل والله المستعان ولا حول ولا قوة إلا بالله.
⬅ مجلس فتاوى الجمعة : 5 – 8 – 2016
↩ رابط الفتوى :
◀ خدمة الدُرَر الحِسان من مجالس الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان .✍?