السؤال العاشر هل الزوجة في الجنة مخيرة في اختيار زوجها أم أنها لآخر أزواجها…

http://meshhoor.com/wp/wp-content/uploads/2017/10/AUD-20171026-WA0050.mp3الجواب:
وردت الأحاديث على ضربين، الضرب الأول:
أن الزوجة تكون لأحسن أزواجها خُلقا، فممكن أنّ امرأة تزوجت اثنين أو ثلاثة أو أربعة، وابن حبيب الأزدي من وفيات المئة الثالثة له كتاب مطبوع اسمه “المردفات من قريش” ذكر فيه من الحسيبات القرشيّات التي أردفت وتزوجت أكثر من زوج، فليس الطلاق دائماً فيه طعن بالمرأة ومغمز بالمرأة، فقد يكون الطلاق من علوّ شأن المرأة، يتزوج واحد ويقول: “يا عمّ أنا لا استطيع، هذه امرأة لا أصلح لها” فتتزوج غيره لأنها أرفع منه نسبا وعلما وفهما وإلى آخره، فلا يكون الطلاق دائماً فيه إهانة وتنقيص لشأن الزوجة، أحيانا فيه تنقيص من شأن الزوج، يكون الطلاق لأن الزوج لا يصلح لمثل هذه الزوجة، فالمردفات من قريش، ذكر من أردفت ستة وسبعة وثمانية، طيب إذا كانت هذه مسلمة، هذه لمن في الجنّة؟ هنالك أحاديث على صنفين؛ الصنف الأول: لآخر أزواجها وهي الأصح والأثبت، لآخر الأزواج، وفي بعض الأحاديث فيها مغمز وهي لمن؟ لأحسن أزواجها خلقا. والله تعالى أعلم.
هل للزوجة في الجنة أكثر من زوج؟
فهم منّي بعض الأخوة من كلامي يوم أمس قلته في شرح مسلم، بأنّ الزوجة في الجنة تتمتع بتعدد الأزواج، وهذا ليس بصحيح وما قلت هذا.
الزوجة تتمتع بأن الله عز وجل يرفع الغيرة من قلبها أولا.
وهناك نهران قبل الجنة، فما من أحد يدخل الجنة حتى يشرب من نهر و يغتسل من نهر، فبالاغتسال يتغير شكلك، وتتغير القوانين، تدخل الجنة وأنت كجمال يوسف وبعمر عيسى عليهما السلام، فالشباب لا يبلى أبدا، وشيئا تشربه يذهب الغل والحقد والغيرة من القلب، فتدخل الجنة لا يوجد بقلبك أغلال ولا أحقاد. فالمرأة في الجنة، كما أخبرنا النبي صلى الله عليه وسلم عن الرجال، قال : “: مَنْ يَدْخُلُ الْجَنَّةَ يَنْعَمُ لا يَبْأَسُ لا تَبْلَى ثِيَابُهُ وَلا يَفْنَى شَبَابُهُ ” ، فالمرأة تتمتع وفق خلق الله وسنّة الله، بماذا؟ بقوة زوجها، فالمرأة ليس من سعادتها أن يتعدد الرجال عليها، حتى المرأة الكافرة إذا تعدد الرجال عليها هذا إهانة لها، فما عندنا خبر أن المرأة تتمتع كما يتمتع الرجال ولكن الظاهر أن سنة الله عز وجل في الجنة من هذه الحيثية تبقى كما هي، لذا قال الله عنهن: {عُرُبًا أَتْرَابًا} وقال: {حُورٌ مَقْصُورَاتٌ فِي الْخِيَامِ}، لا يدخل عليها إلا زوجها. وهذا السؤال يذكّرني بسؤال آخر؛ هل الغلمان في الجنّة يوطؤون؟
وقع خلاف وذكره ابن عقيل في الفنون وكتابه مفقود ونقل طرفا منه ابن طولون في ذخائر القصر في تراجم نبلاء العصر و صالح البلقيني في كتابه التذكرة، والذي يبدو أن هذا شيء يريح النفس وليس للوطئ، فذاك المحل محل مستقذر في الدنيا وهو كذلك في الآخرة، والله تعالى أعلم.
علما أن المسائل التي لا يترتب عليها عمل وهي غيبية، فمنهج السلف السكوت عنها وعدم الخوض فيها، أي مسألة لا يترتب عليها عمل، منهج السلف عدم الخوض فيها، وما ينبغي أن يقع الخلاف ، فالإنسان يقول رأيه ولا يستطيع أن يجزم.
والله أعلم .
⬅ *مجلس فتاوى الجمعة.*
30محرم 1439 هجري 20-10-2017 إفرنجي
↩ *رابط الفتوى:*
⬅ *خدمة الدرر الحسان من مجالس الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان.*✍✍
⬅ *للاشتراك في قناة التلغرام:*
http://t.me/meshhoor