http://meshhoor.com/wp/wp-content/uploads/2016/08/هل-يجوز-الذهاب-الى-البحر-الميت.mp3السؤال : هل يجوزُ الذَّهابِ إلى البحرِ الميِّت ؟
الجواب : أين الإشكال في الذِّهاب إلى البحر الميت ؟
الإشكال في البحر الميت يظهر من عدم تتبع طرق حديث حِجْر ثمود
، وفي كتاب الأنبياء في صحيح البخاري بَوّبَ الامام البخاري في كتاب الانبياء ، قال : ” باب النزول في حجر ثمود ” .
وفي رواية في صحيح البخاري النبي نزل في حِجْر ثمود ، فلما رأى الصحابة صَنيع أولئك القوم ، وكيف كانو ينحتون في الجبال ، تفرقوا عنه فبيّن لهم الرسول عليه السلام أنه ينبغي أن تتأملوا، وأن تعلموا ما جرى مع القوم ؛ ومن مروا بقومٍ مغضوب عليهم عليهم أن يتأملوا ويتذكروا .
البحر الميت بحر ممتد من شمال الأردن إلى جنوبها ، وإذا منعنا النزول نحن لا نعلم أين منطقة الخسف تحديدا ، ومنطقة بئر ثمود محددة ، وإذا منعنا النزول لا بد من وضع قيود وحدود للمنع من جهة الشمال أو الجنوب أو من جهة العمق .
لا أحد يقول أن السُكنة في ديار الكفار ممنوعة ، وربي يقول جلَّ في عُلاه : { وَسَكَنتُمْ فِي مَسَاكِنِ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَنفُسَهُمْ وَتَبَيَّنَ لَكُمْ كَيْفَ فَعَلْنَا بِهِمْ وَضَرَبْنَا لَكُمُ الْأَمْثَالَ } [ ابراهيم : ٤٥] ، وهذا في معرض المنّة ، والأمر لا يذكر في معرض المنّة إلا و يكون حلالًا.
ثمَّ لو قلنا بالمنع المطلق هكذا فما حكم أكل الخضراوات والبندورة والخس والخيار …. الخ ؟
كل الخضراوات من تلك المنطقة، بل حتى الخبز الذي نأكله اليوم ونشتريه من الافران ، وأصبحت اليوم النساء يخبزن ولا يعجن الخبز الذي نجده في الافران كله يوجد فيه ملح من البحر الميت .
فالقولُ بالحُرمة قول خطير ، ويجب الذهاب إلى أهل الأغوار وإعلامهم بحرمة السكن في تلك المنطقة ،
إذن يا من تقول بالحُرمة أين الحلال وأين الحرام؟ حُدّ لنا حدودا ، تستطيع تحدَّ حدود؟ يعني الشرع يطلق الحرمة هكذا ولا يحدد للحرمة شيئا ؟
فالقول بحرمةِ الذهاب إلى البحر الميت هكذا بالإطلاق قول له تبِعات ، وتبعات لا يقول بها أحد .
نريد أن نطبق الحكم ،؛فصِّلوا لنا يا من تقولوا حرام ، فصِّلوا لنا الأحكام؟ ما هو الحلال ، وما هو الحرام ؟ ،
فصِّلوا لنا الأكل من الثمار والخضراوات إلى آخره ، فالقول عَسر
، والله تعالى أعلم.
رابط الفتوى : http://meshhoor.com/fatawa/dead-sea/
خدمة الدر الحسان من مجالس الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان